قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.
يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب):"لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين)فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُمِصْرَعلى سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض،والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
المهندس حسن فتحيفيلسوف العمارة ومهندس الفقراء:هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية،وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول،اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن،ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كوروناغير المتوقعة للبشريةأنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباءفيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض..فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي"رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي(رحمه الله)قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني،وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.
الفصل الثالث عشر: التنظيمات الصهيونية العسكرية قبل مايو 1948
كاتب الموضوع
رسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
موضوع: الفصل الثالث عشر: التنظيمات الصهيونية العسكرية قبل مايو 1948 الأربعاء 01 نوفمبر 2023, 9:52 am
الفصل الثالث عشر: التنظيمات الصهيونية العسكرية قبل مايو 1948 يمكن تقسيم التنظيمات الصهيونية العسكرية قبل عام 1948 من منظور الوظيفة التي تضطلع بها الى قسمين اساسيين. فكانت بعض التنظيمات توجه عملياتها العسكرية ضد السكان العرب الفلسطينيين اصحاب البلاد، وكان البعض الآخر يوظف نفسه في خدمة الدولة الامبريالية الراعية وصراعاتها الممتدة الى خارج المنطقة. وهذا الازدواج في الوظائف نتيجة طبيعية لوضع المستوطنين الصهاينة كجماعة وظيفية (ثم دولة وظيفية) في وسط معاد، وهي في حربها ضده تحتاج الى دعم امبريالي من الخارج، وعليها ان تدفع الثمن، وه وان تضع نفسها تحت تصرف الراعي الامبريالي. ومن المنظمات التي اسست لخدمة الاغراض الداخلية (أي الهجوم على العرب) نجد منظمة بارجيوا، ثم منظمة الحارس (هاشومير) التي اسست عام 1909، ثم البيتار، التي اسست عام 1923، ثم التوطريم التي اسستها سلطات الانتداب البريطاني بالتعاون مع الهاجاناه للمساعدة في قمع الانتفاضات الفلسطينية العربية التي قامت في فلسطين في الفترة من 1936 وحتى 1939. ومنها ايضاً منظمة اتسل التي قامت في فلسطين عام 1931 انطلاقاً من افكار فلاديمير جابوتنسكي.
1 ـ بارجيورا (منظمة): منظمة عسكرية صهيونية سرية أسسها في فلسطين عام 1907 كل من: يتسحاق بن تسفي، واسرائيل شوحط، وغيرهما من المستوطنين الصهاينة الاوائل، وكان شعارها (بالدم والنار سقطت يهودا، وبالدم والنار ستقوم يهودا)، وقد استلهمت اسمها من اسم شيمون بارجيوا ـ قائد التمرد اليهودي الاول ضد الرومان في فلسطين ما بين عام 66 وعام 70. تولت المنظمة أعمال حراسة المستوطنات الصهيونية في الجليل، كما عملت على خلق قوة مسلحة يهودية في فلسطين. واستمرت تعمل حتى 1909 حيث اتاح تطورها فرصة تأسيس منظمة أكثر اتساعاً واستقراراً وهي منظمة الحارس.
2 ـ الحارس (منظمة): منظمة عسكرية صهيونية، تسمى بالعبرية (هاشومير)، اسسها عام 1909 في فلسطين يتسحاق تسفي واسرائيل جلعادي والكسندر زيد واسرائيل شوحط الذي كان بمنزلة العقل السياسي المحرك والقيادة الفعلية للمنظمة. اما الاعضاء فجاء معظمهم من صفوف حزب عمال صهيون، ومن بين مهاجري روسيا الأوائل. ورغم ذلك رفضت المنظمة ان تكون تابعة لسلطة الحزب بشكل مباشر. كما رفضت الخضوع لاشراف المكتب الفلسطيني للمنظمة الصهيونية العالمية. وتعد منظمة الحارس استمراراً متطوراً لمنظمة بارجيورا السرية، وهي بذلك من المحاولات الاولى لتأسيس قوة مسلحة يهودية في فلسطين تعمل على فرض الاستيطان الصهيوني وتدعيمه. وقد بدأت الحارس كمنظمة سرية ولم يزد عدد اعضائها عند التأسيس عن ثلاثين عضواً، وتولت حراسة المستوطنات الصهيونية في الجليل نظير مقابل مالي. ثم توسعت فيم بعد لتعمل في مناطق اخرى، رغم اعتراض قيادات اليشوف القديم على هذه الانشطة لما تثيره من استفزاز للسكان الفلسطينيين. وكان نموذج الحارس هو اليهودي حامل السلاح الذي يجيد اللغة العربية ويرتدي الزي العربي او الشركسي. وكان العضو ينضم الى المنظمة بعد المرور بسنة اختبار، وبعد الحصول على موافقة ثلثي الحاضرين في المؤتمر السنوي العام للمنظمة. ولم يقتصر نشاط المنظمة على الحراسة، بل قامت بدور أساسي في اقامة المستعمرات الصهيونية في فلسطين، حيث اسست اول مستعمرة لها في تل عداشيم (1913) ثم الحقتها بمستعمرة أخرى في كفر جلعادي (1916) ثم مستعمرة تل هاي (1918). كما كانت المنظمة أحد الاطر الرئيسية لتدريب العناصر العسكرية التي شكلت فيما بعد قوام منظمة الهاجاناه. واثناء الحرب العالمية الاولى، والحملة البريطانية على فلسطين، انضم قسم من اعضاء منظمة الحارس الى الفيلق اليهودي وقاتل في صفوف الجيش البريطاني، بينما انضم قسم آخر الى جانب الاتراك. وكانت تلك بداية الصراعات الداخلية التي تطورت لتصل الى ذروتها خلال المؤتمر العام للمنظمة في مايو 1920، حيث تباينت الآراء بين الحفاظ على استقلال المنظمة، وبين تحويلها الى منظمة موسعة للدفاع تخضع لاشراف المؤسسات السياسية العامة لليشوف الاستيطاني. وقد تقرر في النهاية حل المنظمة والانضمام للهاجاناه، الا ان عدداً محدوداً من الاعضاء ظل متمسكاً بفكرة استمرار المنظمة، وحقها في تولي الاعمال العسكرية بلا منافس. وقد احتفظ هؤلاء بمخزن خاص للسلاح، ولم يسلموه الى الهاجاناه الا عام 1929 مع اندلاع انتفاضة العرب الفلسطينيين.
3 ـ البيتار (منظمة): (البيتار) اختصار للعبارة العبرية (بريت يوسف ترومبلبدور)، أي (عهد ترومبلدور) أو (حلف ترومبلدور). وهو تنظيم شبابي صهيوني تصحيحي اسسه في بولندا عام 1923 يوسف ترومبلدور، وكان هدفه اعداد اعضائه للحياة في فلسطين بتدريبهم على العمل الزراعي وتعليمهم مع التركيز على العبرية بالاضافة الى التدريب العسكري. وكان اعضاؤها يتلقون أيديولوجيا واضحة التأثر بالايديولوجيات الفاشية التي سادت اوربا آنذاك، فكانوا يتعلمون مثلاً ان أمام الانسان اختيارين لا ثالث لهما: (الغزو، أو الموت)، وان كل الدول التي لها رسالة قامت على السيف وعليه وحده.وبشكل عام، يمثل التنظيم أفكار جابوتنسكي زعيم الصهيونية التنقيحية. ولم يقتصر نشاط بيتار على بولندا بل امتداد الى العديد من الدول، فأسست عام 1934 قاعدة للتدريب البحري في ايطاليا وأخرى للتدريب عل الطيران في باريس، كما اسست فروعاً في اللد (1938) وجنوب افريقيا (1939) ونيويورك (1941). وقد ظلت القادة الاساسية للتنظيم وهيئته العليا حتى الحرب العالمية الثانية خارج فلسطين، ثم انتقلت بعد ذلك اليها، حيث كان بعض اتباع بيتار قد اسسوا عدة مستوطنات زراعية. وقد انشق تنظيم بيتار عن المنظمة الصهيونية إثر النزاعات بين جابوتنسكي وزعمائها، وهي النزاعات التي انتهت بانفصاله، وتشكيل المنظمة الصهيونية الجديدة في 1934 نتيجة معارضة سياسة الهستدروت. وداخل بيتار، تشكلت الكوادر الاساسية لمنظمة الارجون الارهابية ولحركة حيروت. وكان مائير كاهانا مؤسس جماعة كاخ عضواً في تنظيم بيتار.
4 ـ النوطريم: (النوطريم) كلمة عبرية تعني (الحراس او الخفراء)، وهي الشرطة اليهودية الاضافية التي شكلتها سلطات الانتداب البريطاني بالتعاون مع الهاجاناه للمساعدة في قمع الانتفاضات العربية في فلسطين في الفترة 1936 ـ 1939. وتم، في هذا الاطار، تجنيد مئات الخفراء من مختلف المدن والمستوطنات، وارسلوا لحماية المستوطنات الواقعة على الحدود وفي غور الاردن. وشملت قوات الخفراء في البداية 750 خفيراً على نفقة سلطات الانتداب و1800 خفير على نفقة قيادة المستوطنين الصهاينة. وفي يونيو 1936، ونظراً لتصاعد المظاهرات العربية، تم تجنيد 1240 خفيراً آخر أطلق عليهم اسم (خفراء اضافيون). وفي يوليه 1938 اعادت قيادة المستوطنين تنظيم قوات الخفراء لتصبح وحدة شرطة منظمة، اطلق عليها اسم (شرطة المستوطنات العبرية)، وتم تقسيمها الى عشرات الكتائب لتتناسب الى حد ما مع توزيع قوات الهاجاناه، وقامت هذه القوات بحماية القطارات والسكك الحديدية والمرافق العامة، كما شاركت في نقل المهاجرين اليهود غير الشرعيين. وكما أسلفنا هناك تنظيمات عسكرية صهيونية توجه عملياتها العسكرية ضد السكان العرب، اصحاب البلاد، ولكن كان هناك ايضا تنظيمات أخرى تضع نفسها في خدمة الدولة الامبريالية.
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
موضوع: رد: الفصل الثالث عشر: التنظيمات الصهيونية العسكرية قبل مايو 1948 الأربعاء 01 نوفمبر 2023, 9:53 am
وفيما يلي أهم التنظيمات العسكرية الصهيونية التي وضعت نفسها في خدمة الدولة الامبريالية. 1ـ الفيلق اليهودي: (الفيلق اليهودي) هو تشكيلات عسكرية من المتطوعين اليهود الذين حاربوا في صفوف القوات البريطانية والحلفاء اثناء الحرب العالمية الاولى مثل الكتيبة اليهودية رقم 38 التي جندت في انجلترا عام 1915 ـ 1917، والكتيبة 39 التي نظمها بن جوريون وبن تسفي في الولايات المتحدة بين عامي 1917 ـ 1918، والكتيبة 40 التي تم تشكيلها في فلسطين، وكذلك كتائب حملة البنادق الملكية وفرقة البالغة الصهيونية التي نظمها جابوتنسكي وترومبلدور في مصر عام 1915. وقد بلغ عدد افراد كل هذه المنظمات 6400 رجل وكان يشار اليها جميعاً باسم (الفيلق اليهودي). وترجع فكرة هذه التشكيلات الى تصور الصهاينة انه يتعين عليهم مساعدة بريطانيا، القوة الاستعمارية الصاعدة، حتى تساعدهم هي على تأسيس وطن قومي لليهود. وقد واجه الصهاينة صعوبات جمة في بادئ الامر حيث تجاهلتهم وزارة الدفاع البريطانية وهاجمهم اليهود الاندماجيون، وكذلك اليساريون في أوساط الشباب اليهودي، الا ان لجو في بريطانيا انذاك كان مبلداً بمعاداة اليهود (الاجانب) الذين يفدون من روسيا ويستقرون ويكسبون رزقهم في بريطانيا دون ان يتحملوا مشقة الدفاع عنها. ولذلك، سارعت الحكومة البريطانية بتجنيد هؤلاء (الاجانب) لتهدئة مشاعر الغضب من جراء وضعهم الفريد، وكان هذا الاجراء هو العنصر الرئيسي الذي ادى الى اضعاف المعارضة اليهودية لفكرة الفرقة العسكرية الصهيونية. وقد أعلنت الحكومة البريطانية في أغسطس 1916 موافقتها على اقتراح جابوتنسكي بتشكيل كتيبة يهودية، وذلك بينما كانت الجهود الرامية لاصدار وعد بلفور تجري على قدم وساق. وكانت النية تتجه الى جعل الفرقة يهودية خالصة، ولكن الجناح المعادي للصهيونية نجح في منع هذه الخطوة، ولذلك اطلق على الكتيبة اسم (الكتيبة 38، حملة البنادق الملكية) وتولى قيادتها الضابط البريطاني جون باترسون. وقد تلقت هذه الكتيبة تدريباتها في بريطانيا ومصر، ثم توجهت الى فلسطين. ورغم اشتراك هذه الكتيبة في الهجوم على شرق الاردن واحتلال مدينة السلط في سبتمبر 1918، فان اداءها لم يكن مرضياً حيث انتشرت الملاريا في صفوف الجنود الامر الذي أدى الى فرار الكثيرين (ومنهم بن جوريون) وتشتت الكتيبة. ولدى دخول الولايات المتحدة الامريكية طرفاً في الحرب، وافقت الحكومة الامريكية في يناير 1918 على تشكيل كتيبة اخرى من اليهود الامريكيين والمتطوعين من كندا والارجنتين، واطلق عليها اسم (الكتيبة 39). وقد نقل قسم منها الى مصر وشرق الاردن في منتصف عام 1918، بينما وصل القسم الاعظم الى فلسطين بعد ان وضعت الحرب أوزارها. وفي يونيه 1918، تم تشكيل كتيبة أخرى هي (الكتيبة 40) بناءً على اقتراح قائد الفرقة الاسكتلندية في فلسطين الذي دعها الى تجنيد اليهود في المناطق التي احتلتها القوات البريطانية. وقد تلقت هذه الكتيبة تدريباتها في التل الكبير ولم تشارك في الهجوم على شمال فلسطين عام 1918، ولكنها نقلت الى فلسطين في نهاية ذلك العام. ومع نهاية الحرب العالمية الاولى، كانت تتمركز على أرض فلسطين ثلاث كتائب يهودية تضم حوالي خمسة آلاف فرد يمثلون سدس جيش الانتداب البريطاني، وقد أصبح اسمهم هو (الكتيبة العبرية) وشعارها المينوراه (وهو شعار القبالاه ثم الدولة الصهيونية فيما بعد). وبعد ان ترسخت دعائم الاحتلال البريطاني في فلسطين، بدأت الحكومة البريطانية في تسريح تلك الكتائب ولم تعبأ بنداءات المنظمة الصهيونية العالمية من اجل زيادة عدد أفراد الكتائب والابقاء عليها ضمن القوات البريطانية. وفي عام 1921، تم حل هذه الكتائب نهائياً وانضم كثير من اعضائها الى الهاجاناه.
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
موضوع: رد: الفصل الثالث عشر: التنظيمات الصهيونية العسكرية قبل مايو 1948 الأربعاء 01 نوفمبر 2023, 9:54 am
2 ـ فرقة البغالة الصهيونية: وحدة عسكرية صهيونية مساعدة للجيش البريطاني شكلت عام 1915 اثر اندلاع الحرب العالمية الاولى. وكان جابوتنسكي اول من فكر في تكوين هذه الوحدة لاقتناعه باهمية التحالف مع بريطانيا للتخلص من الادارة العثمانية لفلسطين وضرورة القوة المسلحة اليهودية لبناء الدولة الصهيونية. وقد اتصل جابوتنسكي بترومبلدور ليقوما بتجنيد المتطوعين من بين المستوطنين اليهود الذين أبعدتهم السلطات العثمانية عن فلسطين الى مصر لانهم لم يكونوا رعاية عثمانيين. وكان الهدف من ذلك وضعهم تحت تصرف القوات البريطانية اثناء غزوها فلسطين. ولكن الجنرال ماكسويل، قائد القوات البريطانية في مصر آنذاك، رفض الفكرة لانه كان ضد تجنيد الاجانب، واقترح ان يقتصر دور المتطوعين على مساعدة الجيش في حمل المؤن والذخائر للقوات المحاربة في أي مكان غير فلسطين. ورغم اعتراض جابوتنسكي، وافق ترومبلدور وشكلت الفرقة من بعض اليهود المصريين وبعض اليهود الذين رحلوا الى الاسكندرية. وقد ضمت الفرقة 650 ضابطاً وجندياً و20 حصاناً للضباط والمساعدين و750 بغلاً (من هنا جاءت التسمية)، وقد اتخذت الفرقة نجمة داود شعاراً لها وكانت معظم تدريباتها تجري بالعبرية. وفي أبريل 1915، ابحرت الفرقة الى جاليبولي بقيادة الضابط البريطاني جون باترسون، وقامت بخدمات حيوية في مجال نقل المؤن، وكانت الفرقة تشارك في القتال أحياناً. وفي نوفمبر 1915، تخلى باترسون عن قيادة الفرقة لمرضه وخلفه ترومبلدور الذي اصطدم بمشاكل تنظيمية عديدة لعدم انضباط أفرادها ولوجود صراعات عرقية بينه (وهو اشكنازي) وبين بعض الافراد من السفارد. وبعد انسحاب قوات الحلفاء من جاليبولي في نهاية العام، سرحت الفرقة واعيدت الى مصر بعد ان قتل ثمانية من أفرادها وجرح خمسة وخمسون. وقد حاول ترومبلدور والقادة الصهاينة الحيلولة دون حل الفرقة لكي يحارب أفرادها في فلسطين، ولكنها حلت رسمياً عام 1916. وفيما بعد، قبل 150 متطوعاً من افرادها السابقين في الجيش البريطاني وكونوا نواة الفيلق اليهودي. ورغم عمرها القصير، مثلت هذه الفرقة علامة بارزة ورائدة ضمن محاولات الحركة الصهيونية تشكيل قوة عسكرية ووضع مشروعهم في السياق الاستعماري والقيام بدور الاداة لاحدى القوى الاستعمارية.
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
موضوع: رد: الفصل الثالث عشر: التنظيمات الصهيونية العسكرية قبل مايو 1948 الأربعاء 01 نوفمبر 2023, 9:54 am
3 ـ اللواء اليهودي: (اللواء اليهودي) وحدة عسكرية يهودية تسمى بالعبرية (هاهايل). شكلت بقرار من الحكومة البريطانية عام 1944 لتقاتل اثناء الحرب العالمية الثانية في صفوف قوات الحلفاء، الا ان جذورها تعود الى عام 1939 حينما رأى قادة التجمع الاستيطاني اليهودي في فلسطين ان هناك امكانية لتحقيق الحلم الصهيوني المتمثل في اقامة الدولة عن طريق مساعدة الحلفاء اثناء الحرب. وقد تطوع في العام نفسه نحو 130.000 من المستوطنين اليهود في فلسطين للقتال ضد دول المحور. وكان لجهود حاييم وايزمان في لندن، وموشي شرتوك (شاريت) في القدس، دور مهم في اقناع بريطانيا بفكرة تكوين قوة مسلحة يهودية، فسمحت الحكومة البريطانية ليهود فلسطين عام 1940 بالانضمام الى كتيبة كنت الشرقية، ومن ثم ظهرت 15 سرية يهودية خاصة نظمت بين عامي 1942 و1943 في شكل ثلاث كتائب مشاة ليشكلوا (الوحدة الفلسطينية) التي تولت اعمال الحراسة في برقة ومصر. وقد استمرت عملية الضغط على الحكومة البريطانية لتكوين القوة اليهودية المسلحة. وفي الولايات المتحدة، تبنت المنظمة الحاخامية قرارات تدعو الرئيس روزفلت لاقناع بريطانيا بتحقيق هذا المطلب. ورداً على الحجة البريطانية بعدم كفاية الاسلحة، اقترح مجلس الطوارئ الصهيوني الامريكي تسليح القوة اليهودية بالاسلحة امريكية طبقاً لقواعد الاعارة والتأجير. وبعد تأسيسه، امضى اللواء اليهودي فترة تدريب في برج العرب القريبة من الاسكندرية في أكتوبر 1944، ثم انضم بعدها الى الجيش الثامن البريطاني في ايطاليا حيث قاتل ضد قوات المحور. وقد أسهم اللواء اليهودي في تنظيم هجرة يهود أوربا الى فلسطين. ومع انتهاء الحرب وتصاعد الصدام بين بريطانيا من ناحية والمنظمات العسكرية الصهيونية من ناحية أخرى، وتشكيل هذه المنظمات لما عرف باسم (حركة المقامة العبرية)، بدأ اللواء اليهودي في اصدار نشرة نصف اسبوعية ثم اصدر نشرة أخرى يومية. وقد انتقدت هذه النشرات سياسة الانتداب البريطاني في فلسطين، وهو ما حدا ببريطانيا الى اتخاذ قرار بحل اللواء اليهودي في صيف عام 1946 واعادة رجاله الى فلسطين حيث انضموا الى التنظيمات العسكرية الصهيونية القائمة آنذاك. وقد ظهر من بين صفوف اللواء اليهودي عدد من القادة العسكريين في اسرائيل مثر مردخاي ماكليف وحاييم لاسكوف.
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
موضوع: رد: الفصل الثالث عشر: التنظيمات الصهيونية العسكرية قبل مايو 1948 الأربعاء 01 نوفمبر 2023, 9:55 am
التنظيمات العسكرية الثلاثة الاساسية في عام 1948 كان التجمع الصهيوني الاستيطاني في فلسطين يضم ثلاثة تنظيمات عسكرية أساسية هي: الهاجاناه وهي كبرى التنظيمات الثلاثة وكانت خاضعة للوكالة اليهودية، ومنظمة اتسل المنبثقة عن افكار جابوتنسكي التنقيحية وكانت آنذاك بزعامة مناحم بيجين، ومنظمة ليحي وهي اصغر المنظمات وكانت قد اشتهرت باسم قائدها أبراهام شتيرن. وقد تم بناء الجيش الاسرائيلي على هذه المنظمات الثلاث. ففي السادس والعشرين من مايو عام 1948، وفي غمرة معارك الحرب العربية ـ الاسرائيلية الاولى، تم اعلان قيام جيش الدفاع الاسرائيلي، وذلك بتحويل منظمة الهاجاناه الى نواة لهذا الجيش، ودخول التنظيمين الأخيرين، إتسل وليحي، في دائرة هذه النواة.
1 ـ الهاجاناه: (الهاجاناه) كلمة عبرية تعني (الدفاع)، وهي منظمة عسكرية صهيونية استيطانية، أسست في القدس عام 1920 لتحل محل منظمة الحارس. وجاء تشكيلها ثمرة نقاشات طويلة بين قيادة التجمع الاستيطاني الصهيوني في فلسطين، فكان جابوتنسكي صاحب فكرة تأسيس مجموعات عسكرية يهودية علنية تتعاون مع سلطات الانتداب البريطاني، بينما كان قادة اتحاد العمل والماباي يفضلون خلق قوة مسلحة غير رسمية مستقلة تماماً عن السلطات البريطانية وسرية بطبيعة الحال. وقد قبل في النهاية اقتراح الياهو جولمب بانشاء منظمة عسكرية سرية تحت اسم (هاجاناه وعفودا) أي (الدفاع والعمل) ثم حذفت كلمة العمل فيما بعد. وقد ارتبطت الهاجاناه في البداية باتحاد العمل ثم بحزب الماباي والهستدروت، رغم ان ميثاقها كان يصفها بأنها فوق الحزبية، وانها عصبة للتجمع الاستيطاني الصهيوني. وعكس نشاط الهاجاناه الارتباط الوثيق والعضوي بين المؤسسات الصهيونية الاستيطانية والمؤسسات العسكرية والزراعية التي تهدف الى اقتحام الارض والعمل والحراسة والانتاج، وان كان اهتمامهما الاساسي قد انصب على العمل العسكري. وفي عام 1929، شاركت الهاجاناه في قمع انتفاضة العرب الفلسطينيين، وقامت بالهجوم على المساكن والممتلكات العربية ونظمت المسيرات لاستفزاز المواطنين العرب وارهابهم. كما ساهمت في عمليات الاستيطان، وخصوصاً بابتداع اسلوب (السور والبرج) لبناء المستوطنات الصهيونية في يوم واحد. وبالاضافة الى ذلك، قامت الهاجاناه منذ تأسيسها بحماية المستعمرات الصهيونية وحراستها. وقد تعرضت الهاجاناه لعدة انشقاقات كان أبرزها عام 1931 عندما انشق جناح من غير اعضاء الهستدروت بقيادة ابراهام تيهومي وكون تنظيماً مستقلاً سمي (هاجاناه ب.)، وهو الذي اندمج مع منظمة بيتار في العام نفسه لتشكيل منظمة إتسل.ولم تتوقف عمليات الصراع والمصالحة بين الهاجاناه والجماعات المنشقة عنها، واستمر الخلاف بشكل مستتر حتى بعد قيام الدولة. وقد شهدت سنوات الانتفاضة العربية في فلسطين (1936 ـ 1939) تعاوناً كبيراً بين الهاجاناه وقوات الاحتلال البريطاني، وبرز التعاون بخاصة مع تعيين تشارلز وينجيت ضابطاً للمخابرات البريطانية في فلسطين عام 1936، حيث اشرف على تكوين الفرق الليلة الخاصة والسرايا المتحركة التابعة وتنسيق الانشطة بين المخابرات البريطانية وقسم المخابرات بالهاجاناه والمعروف باسم (الشاي). وفي الوقت نفسه، تعاونت القوات البريطانية والهاجاناه في تشكيل شرطة حراسة المستوطنات اليهودية والنوطريم، وكان معظم أفرادها من اعضاء الهاجاناه.وقد مرت العلاقة بين الطرفين بفترة توتر قصيرة في أعقاب صدور الكتاب الابيض عام 1939 حيث واجهته الهاجاناه بتشجيع الهجرة غير الشرعية لليهود، الا ان نشوب الحرب العالمية الثانية ادى الى استعادة علاقات التحالف القديمة، إذ اعتبرها الصهاينة بمنزلة فرصة لاستغلال التناقضات بين الاطراف المتصارعة وتحقيق مشروعهم المتمثل في اقامة الدولة الصهيونية. وهكذا وقفت الهاجاناه الى جانب بريطانيا والحلفاء وانضم كثير من اعضائها الى اللواء اليهودي للقتال في صفوف القوات البريطانية، وتصدت بشدة للهجمات الصهيونية الاخرى التي طالبت آنذاك بالانضمام الى النازي وفي مقدمتها منظمة ليحي، بل أمدت السلطات البريطانية بما تحتاجه من معلومات لتعقب عناصر تلك المنظمة واعتقالها. وفي المقابل، ساعدت بريطانيا في انشاء وتدريب القوة الضاربة للهاجاناه المسماة (البالماخ)، كما نظمت فرقة مظليين من بين أعضاء الهاجاناه للعمل في المناطق الاوربية التي احتلتها قوات النازي. ومع انتهاء الحرب، تفجر الصراع من جديد فشاركت الهاجاناه مع ليحي واتسل في عمليات تخريب المنشآت البريطانية ونسف الكباري وخطوط السكك الحديدية وهو ما أطلق عليه (حركة المقاومة العبرية) كما نشطت من جديد جهود الهاجاناه في جمال الهجرة غير الشرعية. وقبيل إعلان قيام دولة اسرائيل، كان عدد اعضاء الهاجاناه يبلغ نحو 36.000 بالاضافة الى 3000 من البالماخ، كما اكتمل بناؤها التنظيمي، الامر الذي سهل عملية تحويلها الى جيش موحد ومحترف للدولة الصهيونية، حيث اصدر بن جوريون في 31 مايو 1948 قراراً بحل الاطار التنظيمي القديم للهاجاناه وتحويلها الى جيش الدفاع الاسرائيلي. ولا شك في ان حجم الهاجاناه واتساع دورها بهذا الشكل يبين أهمية المؤسسة العسكرية لا في بناء اسرائيل فحسب بل في اتخاذ القرارات المتعلقة بمختلف المجالات فيها ايضاً.
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
موضوع: رد: الفصل الثالث عشر: التنظيمات الصهيونية العسكرية قبل مايو 1948 الأربعاء 01 نوفمبر 2023, 9:56 am
2 ـ البالماخ: (البالماخ) اختصار للعبارة العبرية (بلوجوت ماحاتس)، أي (سرايا الصاعقة)، وهي القوات الضاربة للهاجاناه التي شكلت عام 1941 لتعمل كوحدات متقدمة وقادرة على القيام بالمهام الخاصة اثناء الحرب العالمية الثانية، وذلك بالاضافة الى امداد الهاجاناه باحتياطي دائم من المقاتلين المدربين جيداً. ويعد يتسحاق ساريه مؤسسها الفعلي وأول من تولى قيادتها. وقد ارتبطت البالماخ منذ البداية بحركة الكيبوتس وحزب المابام. وقد تميز أفراد هذه القوات بدرجة عالية من التثقيف السياسي الذي يركز على مبادئ الصهيونية العمالية. كما تلقوا تدريباً مناسباً في جالات الطيران والبحرية واستخدام الرادار واعمال المخابرات. وقد شكلت البالماخ عدة وحدات لتقسيم العمل داخلها، ومن ابرز تلك الوحدات: (دائرة الجوالين) التي تولت بالتعاون مع مصلحة المعلومات اعداد ملفات تتضمن معلومات تفصيلية عن القرى الفلسطينية، و(الدائرة العربية) التي شاركت في الحملة البريطانية ضمن قوات حكومة فيشي في سوريا ولبنان، و(الدائرة البلقانية) التي تكونت من بعض اليهود المهاجرين من دول البلقان والدانوب، للقيام باعمال التجسس داخل هذه البلدان، و(الدائرة الالمانية) التي ضمت عدداً من اليهود الذين تم تدريبهم ليكتسبوا النمط الالماني في السلوك بالاضافة الى إجادة اللغة الالمانية وذلك للتسلل الى معسكرات الاسرى الالمان والحصول منهم على معلومات. ومن أهم وحدات البالماخ، (وحدة المستعربين) (بالعربية: المستعرفيم) التي ضمت عناصر تجيد اللغة العربية ولديها المام بالعادات والتقاليد العربية، وذلك للتغلغل في اوساط الفلسطينيين والحصول على معلومات تتصل باوضاعهم السياسية والاجتماعية والاقتصادية والقيام بعمليات اغتيال للعرب. وقد عملت البالماخ خلال عامي 1941 و1942 بتنسيق تام مع القوات البريطانية في فلسطين، وتلقى أفرادها تدريباً مكثفاً على ايدي خبراء الجيش البريطاني للقيام بعمليات خلف الخطوط الالمانية في حالة نجاح قوات النازي في احتلال فلسطين. وعند نهاية الحرب، كانت البالماخ تضم نحو 2000 فرد موزعين على 11 سرية، وكان ثلث القوات تقريباً من الفتيات. ومنذ خريف 1945 وحتى صيف 1946، شاركت البالماخ ـ بالتعاون مع اتسل وليحي ـ في اعمال عسكرية ضد القوات البريطانية في فلسطين شملت نسف خطوط السكك الحديدية والكباري ومحطات الرادار، واغراق السفن البريطانية وغير ذلك من اعمال التخريب فيما عرف باسم حركة المقاومة العبرية. ومع تصاعد الصدام بين الطرفين واكتشاف القوات البريطانية عدداً من مخازن السلاح الرئيسية للهاجاناه، صدرت الاوامر للبالماخ بتوجيه جهودها نحو تشجيع الهجرة الشرعية الى فلسطين وتأمينها. وفي عام 1948، كانت البالماخ القوة الرئيسية التي تصدت للجيوش العربية في الجليل الاعلى والنقب وسيناء والقدس، وخسرت في تلك المعارك اكثر من سدس افرادها البالغ عددها آنذاك نحو 5000. وعقب قيام اسرائيل مباشرة، وكانعكاس للصراع السياسي بين الماباي والمابام، ظهر اصرار بن جوريون على حل البالماخ التي كانت في نظره تمثل اتجاهاً يسارياً، وذلك من اجل تأسيس الجيش المحترف المستقل عن الاحزاب. وقد أدى ذلك الى خلافات شديدة، الا ان قيادة البالماخ قبلت في النهاية، وعلى مضض، مسألة الحل هذه. وقد شكلت البالماخ القوام الاساسي لقوات الصاعقة في جيش الدفاع الاسرائيلي، ومن بين صفوفها ظهر أبرز قادة اسرائيل العسكريين من امثال آلون ورابين وبارليف واليعازر وهور.
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
موضوع: رد: الفصل الثالث عشر: التنظيمات الصهيونية العسكرية قبل مايو 1948 الأربعاء 01 نوفمبر 2023, 9:57 am
3 ـ اتسل وليحي (شتيرن): 1 ـ إتسل (إتسل) اختصار للعبارة العبرية (إرجون تسفاي ليومي بارتس اسرائيل) أي (المنظمة العسكرية القومية في ارض اسرائيل) وتعرف ايضا باسم (الارجون). وهي منظمة عسكرية صهيونية تأسست في فلسطين عام 1931 من اتحاد أعضاء الهاجاناه الذين انشقوا على المنظمة الام وجماعة مسلحة من بيتار، وكان من أبرز مؤسسيها: روبرت بيتكر ـ الذي كان أول رئيس للمنظمة ـ وأبراهام يتهومي (سيلبر) وموشي روزنبرج ودافيد رازئيل ويعقوب ميردور. وقد بنيت المنظمة على افكار فلاديمير جابوتنسكي عن ضرورة القوة اليهودية المسلحة لاقامة الدولة، وعن حق كل يهودي في دخول فلسطين. وكان شعار المنظمة عبارة عن يد تمسك بندقية وقد كتب تحتها (هكذا فقط). وفي عام 1937، توصل رئيس إتسل آنذاك أبراهام يتهومي الى اتفاق مع الهاجاناه لتوحيد المنظمتين، وأدى ذلك الى انشقاق في إتسل حيث لم يوافق على اقتراح يتهومي سوى أقل من نصف الاعضاء البالغ عددهم 3000، بينما رأت الاغلبية ضرورة الحفاظ على استقلال المنظمة. وفي عام 1940، حدث الانشقاق الثاني بخروج جماعة أبراهام شتيرن التي شكلت فيما بعد منظمة ليحي نظراً لاختلافهم بشأن الموقف الواجب اتخاذه من القوى المتصارعة في الحرب العالمية الثانية، حيث رأى اعضاء شتيرن ضرورة تدعيم ألمانيا النازية لتلحق الهزيمة ببريطانيا ومن ثم يتم التخلص من الانتداب البريطاني على فلسطين ويصبح بالامكان تأسيس دولة صهيونية، في حين اتجهت المنظمة الام الى التعاون مع القوات البريطانية وبخاصة في مجال المخابرات. وحتى عام 1939، كانت أنشطة اتسل موجهة بالأساس ضد الفلسطينيين.وبعد صدور الكتاب الابيض، اصبحت قوات بريطانيا في فلسطين هدفاً لعمليات تخريبية من جانب المنظمة فضلاً عن قيامها بتشجيع الهجرة غير الشرعية الى فلسطين. ومع اندلاع الحرب العالمية الثانية توقفت انشطة اتسل ضد القوات البريطانية، وبدأ التعاون بينهما للتصدي النازي. الا ان الصدام سرعان ما تكرر من جديد عقب انتهاء الحرب، حيث تزايد التنسيق بين اتسل وليحي والهاجاناه لضرب المنشآت البريطانية في فلسطين ضمن ما اطلق عليه (حركة المقاومة العبرية). وخلال تلك الفترة، أخذ دور مناحم بيجين ـ زعيم اتسل الجديد ـ في البروز بشكل واضح. وكان للعمليات الارهابية التي قامت بها اتسل ضد المزارعين الفلسطينيين دور كبير في ارغام بعض هؤلاء المزارعين على مغادرة البلاد. كما لجأت المنظمة الى الهجوم على السيارات العربية المدنية، ونفذت بالتعاون مع ليحي وبمباركة الهاجاناه مذبحة دير ياسين الشهيرة في 9 أبريل 1948. وبعد قيام اسرائيل، أدمجت المنظمة في جيش الدفاع الاسرائيلي، بعد مقاومة من جانبها لهذا الدمج، ويعد حزب حيروت امتداداً لايديولوجيا المنظمة الارهابية.وقد كرم الرئيس الاسرائيلي قيادات إتسل في نوفمبر 1968 تقديراً لدورهم القيادي في تأسيس دولة اسرائيل.
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
موضوع: رد: الفصل الثالث عشر: التنظيمات الصهيونية العسكرية قبل مايو 1948 الأربعاء 01 نوفمبر 2023, 9:57 am
ب ـ ليحي (شتيرن) و(ليحي) اختصار العبارة العبرية (لوحمي حيروت يسرائيل) أي (المحاربون من اجل حرية اسرائيل)، وهي منظمة عسكرية صهيونية سرية اسسها ابراهام شتيرن عام 1940 بعد انشقاقه هو وعدد من انصاره عن اتسل (سميت شتيرن بعد موت مؤسسها). وقد اطلق المنشقون على انفسهم في البداية اسم (إرجون تسفاي ليومي بإسرائيل) أي (المنظمة العسكرية القومية في اسرائيل)، تمييزاً عن اسم المنظمة الام، ثم تغير فيما بعد الى (ليحي). ومنذ عام 1942، اصبحت المنظمة تعرف ايضاً باسم مؤسسها شتيرن بعد مقتله على ايدي سلطات الانتداب البريطاني في فلسطين. وقد تركزت الخلافات التي ادت الى الانشقاق حول الموقف الواجب اتخاذه من القوى المتصارعة في الحرب العالمية الثانية، حيث اتجهت اتسل الى التعاون مع بريطانيا، بينما طرحت جماعة شتيرن الوقوف الى جانب ألمانيا النازية للتخلص من الاحتلال البريطاني لفلسطين ومن ثم اقامة الدولة الصهيونية. ورغم ان ليحي لم تر هتلر الا بوصفه قاتل اليهود، الا انها بررت لنفسها ـ حسب قول شتيرن ـ (الاستعانة بالجزار الذي شاءت الظروف ان يكون عدواً لعدونا)! واعتبرت ليحي ان الانضمام لجيش (العدو) البريطاني يعد جريمة، وسعت في المقابل للاتفاق مع ألمانيا النازية وايطاليا الفاشية وان كان سعيها قد باء بالفشل.ونفذت المنظمة بعض العمليات التخريبية ضد المنشآت البريطانية بالاضافة الى عمليات السلب كما حدث في السطو على البنك البريطاني الفلسطيني في سبتمبر 1940. ووصل هذا النشاط الى ذروته باغتيال اللورد موين ـ المفوض البريطاني بالقاهرة ـ في نوفمبر 1944. وقد أدى كل هذا الى صدامات بين ليحي واتسل من ناحية، وبينها وبين الهاجاناه من ناحية أخرى، حيث تعاونت الهاجاناه مع السلطات البريطانية في مطاردة اعضاء ليحي واعتقالهم. ولابراز اهدافها وترويج مبادئها، اصدرت المنظمة دورتين هما: (هارفيت) أي (الجبهة)، و(هامامس) أي (العقل)، درجت على توزيعهما في اوساط التجمع الاستيطاني الصهيوني واعضاء اتسل والبالماخ. كما اصدرت مجلة داخلية سميت (بمحريت) أي (في العمل السري)، واعتمدت ايضاً على الدعاية الاذاعية، وكانت قد استولت عند انشقاقها على جهاز البث التابع لاتسل. والواقع ان مبادئ ليحي كانت اقرب الى الشعارات الانشائية منها الى البرنامج السياسي، (فشعب اسرائيل) ـ كما تعرفه ـ هو (شعب مختار، خالق دين الوحدانية، ومشرع اخلاقيات الانبياء، وحامل حضارات العالم، عظيم في التقاليد والبذل، وفي ارادة الحياة)، اما (الوطن) فهو (ارض يسرائيل في حدودها المفصلة في التوراة (من نهر مصر وحتى النهر الكبير ـ نهر الفرات) هي ارض الحياة يسكنها بأمان الشعب العبري كله). وتمثلت اهداف المنظمة في (انقاذ البلاد، وقيام الملكوت (مملكة اسرائيل الثالثة)، وبعث الامة)، وذلك عن طريق جمع شتات اليهود باسرهم وذلك بعد ان يتم حل مشكلة السكان الاجانب (أي العرب) بواسطة تبادل السكان. وقد تعرضت ليحي لعدة صراعات وهزات داخلية بدأت بعد اشهر من تشكيلها بانسحاب اثنين من ابرز المؤسسين هما هانوخ قلعي وبنيامين زرعوني، وقد انضما الى اتسل ثم انسحبا فيما بعد وسلما نفسيهما للسلطات البريطانية. وجاءت الازمة الثانية بعد مقتل شتيرن، اذ القت السلطات البريطانية القبض على عشرات من اعضاء المنظمة وحصلت منهم على اعترافات مهمة تتضمن اسماء زملائهم ومخابئ السلاح. وكادت هذه الازمات ان تؤدي الى تصفية المنظمة تماماً، الا انها استعادت قوتها بانضمام مجموعة من بيتار بزعامة يسرائيل شيف عقب هجرتهم من بولندا الى فلسطين عام 1942، وكذلك بعد نجاح اثنين من قادتها هما يتسحاق شامير والياهو جلعادي في العرب من السجن عام 1942، ثم نجاح نيثان فرديمان ـ يلين (مور) ومعه 19 من قادة ليحي في الهرب من السجن ايضاً عام 1943. الا أن صراعاً نشب من جديد بين شامير وجلعادي بسبب اختلاف الآراء حول توجهات المنظمة، وقد حسم الصراع لصالح شامير إذ تمكن من تدبير مؤامرة لاغتيال منافسه في رمال حولون. ومع انتهاء الحرب العالمية الثانية، شاركت ليحي مع كل من الهاجاناه واتسل في العمليات المضادة للسلطات البريطانية ضمن ما سمي (حركة المقاومة العبرية). واستمر نشاط ليحي حتى بعد توقف الحركة عام 1946. كما شاركت في الهجوم على القرى والممتلكات العربية ونفذت مع اتسل ـ وبمباركة الهاجاناه ـ مذبحة دير ياسين الشهير في 9 أبريل 1948. ونبعد اعلان قيام اسرائيل، حلت ليحي مع غيرها من المنظمات العسكرية وادمجت في جيش الدفاع الاسرائيلي. ومع هذا، ثارت شكوك قوية حول مسئوليتها عن اغتيال برنادوت. ومع حل المنظمة، فشلت مساعي تحويلها الى حزب سياسي. وتقديراً للدور الارهابي للمنظمة، قررت الحكومة الاسرائيلية احتساب سنوات الخدمة فيها عند تقدير مكافأة الخدمة والمعاشات للموظفين، كما حصلت أرملة شتيرن على وشاح التكريم الذي أهداه رئيس اسرائيل زلمان شازار الى كل المنظمات والمجموعات التي شاركت في جهود تأسيس الدولة. ورغم تباين الآراء حول دور ليحي، وما تخلعه بعض الكتابات الصهيونية عليها من اوصاف (الخيانة) نظراً لموقفها من النازي، فان الوقائع التاريخية تؤكد ان المنظمة لم تحد عن الطريق الصهيوني المعتاد في القيام بدور الأداة لهذه القوة الامبريالية او تلك. ولم يكن الاسلوب الانتهازي في التحالف مع الجزار وقفاً على ليحي وحدها، والحقيقة ان موقفها في ذلك لا يزيد عن تعاون هرتزل مع الوزير القيصري بليفيه (المسئول عن المجازر ضد اليهود في روسيا القيصرية)، او اتفاق جابوتنسكي مع بتليورا الاوكراني المعروف بعدائه لليهود ابان الثورة البلشفية، او عرض حاييم وايزمان التعاون مع ايطاليا الفاشية في مجال الصناعات الكيماوية مقابل تسهيل مرور اللاجئين اليهود عبر الموانئ الايطالية، او اتفاق الهعفراه بين الوكالة اليهودية وألمانيا النازية.
الفصل الثالث عشر: التنظيمات الصهيونية العسكرية قبل مايو 1948