منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

IZHAR UL-HAQ

(Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.

أحْـلامٌ مِـنْ أبِـي (باراك أوباما) ***

 

 الفصول في السيرة: الجزء الثاني

اذهب الى الأسفل 
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى



عدد المساهمات : 52644

الفصول في السيرة: الجزء الثاني - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفصول في السيرة: الجزء الثاني   الفصول في السيرة: الجزء الثاني - صفحة 2 Emptyالأحد 15 أكتوبر 2023, 5:36 pm



فصل - خصائص رسول الله صلى الله عليه وسلم -
في ذكر شيء من خصائص رسول الله صلى الله عليه وسلم التي لم يشاركه فيها غيره.
وقد أكثر أصحابنا وغيرهم من ذكر هذا الفصل في أوائل كتب النكاح من مصنفاتهم، تأسياً  بالإمام أبي عبد الله  صاحب المذهب، فإنه ذكر طرفاً من ذلك هنالك وحكى  الصيمري  عن  أبي علي بن خيران  أنه منع من الكلام في خصائص رسول الله صلى الله عليه وسلم في أحكام النكاح، وكذا في الإمامة، ووجهه أن ذلك قد انقضى فلا عمل يتعلق به، وليس فيه من دقيق العلم ما يقع به التدريب، فلا وجه لتضييع الزمان برجم الظنون فيه.
قال  الشيخ أبو عمروبن الصلاح  بعد حكايته ذلك: وهذا غريب مليح، والله أعلم.
وقال  إمام الحرمين: قال المحققون: وذكر الخلاف في مسائل الخصائص خبط لا فائدة فيه، فإنه لا يتعلق به حكم ناجز تمس الحاجة إليه، وإنما يجري الخلاف فيما لا نجد بداً من إثبات حكم فيه، فإن الأقيسة لا مجال لها، والأحكام الخاصة تتبع فيها النصوص، وما لا نص فيه فالخلاف فيه هجوم على الغيب من غير فائدة.
وقال  الشيخ أبو زكريا النووي: الصواب الجزم بجواز ذلك، بل باستحبابه ولوقيل بوجوبه لم يكن بعيداً إذ لم يمنع منه إجماع، وربما رأى جاهل بعض الخصائص ثابتاً في الصحيح فيعمل به أخذاً بأصل التأسي، فوجب بيانها لتعرف، فلا يشاركه فيها، وأي فائدة أعظم من هذه؟! وأما ما يقع في أثناء الخصائص مما لا فائدة فيه اليوم فقليل جداً لا تخلوأبواب الفقه عن مثله للتدرب ومعرفة الأدلة.
وأمَّا جمهو ر الأصحاب فلم يعرجوا على ما ذكره  ابي خيران  وإمام الحرمين، بل ذكروا ذلك مستقصى لزيادة العلم، لا سيما الإمام أبو العباس أحمد بن أبي أحمد بن القاص الطبري  صاحب كتاب  التلخيص.
وقد رتب الحافظ أبو بكر البيهقي على كلامه في ذلك سننه الكبير، ولكن فرع كثيراً من ذلك على أحاديث فيها نظر، سأذكرها إن شاء الله تعالى.
وقد رتبوا الكلام فيها على أربعة أنحاء:
الأول: ما وجب عليه دون غيره.
الثاني: ما حرم عليه دون غيره.
الثالث: ما أبيح له دون غيره
الرابع: ما اختص به من الفضائل دون غيره.
فذكروا في كل منها أحكام النكاح وغيرها، وقد رأيت أن أرتبها على نوع آخر أقرب تناولاً مما ذكروا إن شاء الله تعالى، فأقول وبالله التوفيق:
الخصائص على قسمين:
أحدهما: ما اختص به عن سائر أخو انه من الأنبياء، صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
الثاني: ما اختص به من الأحكام دون أمته.
القسم الأول - ما اختص به دون غيره من الأنبياء -
أما القسم الأول: ففي "عن جابر بن عبد الله بن عمروبن حرام الأنصاري رضي الله عنهم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أعطيت خمساً لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي: نُصِرْتُ بالرُّعْبِ مسيرة شهر، وجُعِلَتْ لِيَ الأرضُ مسجداً وطهوراً، فأيُّمَا رَجُلٍ من أمَّتِي أدركته الصلاة فليُصَلْ، وأحِلَّتْ لِيَ الغنائم ولم تُحَلْ لأحَدٍ قبلي، وأعْطِيتُ الشَّفاعَةَ، وكان النَّبِيُّ يُبْعَثُ إلى قومه خاصةً وبُعِثْتُ إلى النَّاسِ عَامَّةً".
فقوله صلى الله عليه وسلم: "نصرت بالرعب مسيرة شهر"، قيل: كان إذا هم بغزو قوم أرهبوا منه قبل أن يقدم عليهم بشهر، ولم يكن هذا لأحد سواه.
وما روي في  صحيح مسلم  في قصة نزول عيسى عليه الصلاة والسلام إلى الأرض، وأنه لا يدرك نفسه كافراً إلا مات، ونفسه ينتهي حيث ينتهي بصره، فإن كان ذلك صفة له لم تزل من قبل أن يرفع: فليست نظير هذا، وإلا فهو بعد نزوله إلى الأرض أحد أمة محمد صلى الله عليه وسلم، يعني أنه يحكم بشرعه ولا يوحي إليه، بخلافها.والله تعالى أعلم.
وأما قوله صلى الله عليه وسلم: "وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً" فمعنى ذلك في الحديث الذي رواه  الإمام أحمد  في  مسنده: "إن من كان قبلنا كانوا لا يصلون في مساكنهم، وإنما كانوا يصلون في كنائسهم".
وقوله [وطهوراً] يعني به التيمم، فإنه لم يكن في أمة قبلنا، وإنما شرع له صلى الله عليه وسلم ولأمته توسعة ورحمة وتخفيفاً.
وقوله صلى الله عليه وسلم: "وأحلت لي الغنائم"، فكان من قبله إذا غنموا شيئاً أخرجوا منه قسماً فوضعوه ناحية، فتنزل نار من السماء فتحرقه.
وقوله صلى الله عليه وسلم: " وأعطيت الشفاعة " يريد بذلك صلوات الله وسلامه عليه المقام المحمود الذي يغبطه به الأولون والآخرون، والمقام الذي يرغب إليه الخلق كلهم ليشفع لهم إلى ربهم، ليفصل بينهم ويريحهم من مقام المحشر، وهي الشفاعة التي يحيد عنها أولوالعزم، لما خصه الله به من الفضل والتشريف، فيذهب إلى الجنة قبل الأنبياء، وقول الخازن له: بك أمرت، لا أفتح لأحد قبلك.
وهذه خصوصية أيضاً ليست إلا له من البشر كافة، فيدخل الجنة فيشفع إلى الله تعالى في ذلك كما جاء في الأحاديث الصحاح، وهذه هي الشفاعة الأولى التي يختص بها دون غيره من الرسل.
ثم تكون له بعدها شفاعات في إنقاذ من شاء الله من أهل الكبائر من النار من أمته، ولكن الرسل يشاركونه في هذه الشفاعة، فيشفعون في عصاة أممهم، وكذلك الملائكة، بل والمؤمنين كما في الصحيح من حديث أبي هريرة وأبي سعد فيقول الله تعالى [شفعت الملائكة، وشفع النبيون، وشفع المؤمنون، ولم يبق إلا أرحم الراحمين] وذكر الحديث.
وقد استقصى هذه الشفاعات  الإمام أبو بكر بن خزيمة  في آخر كتاب  التوحيد.
وكذلك  أبو بكر بن أبي عاصم  في كتاب  السنة  له، وكذلك هي مبسوطة بسطاً حسناً في حديث الصور الذي رواه  الطبراني  في المطولات، وأبوموسى المدني الأصبهاني، وغيرهما ممن صنف في صنف في المطولات.
وقد جمع  الوليد بن مسلم  عليه مجلداً، وقد أفردت إسناده في جزء، فأما رواية أصحاب الكتب الستة  كالصحيحين   وغيرها، فإنه كثيراً ما يقع عندهم اختصار في الحديث أوتقديم وتأخير، ويظهر ذلك لمن تأمله، والله أعلم.
ثم رأيت في  صحيح البخاري  شيئاً من ذكر الشفاعة العظمى، فإنه قال في كتاب  الزكاة  [باب من سأل الناس تكثراً]: " حدثنا يحيى بن بكير، حدثنا الليث، عن عبيد الله بن أبي جعفر، قال: سمعت حمزة بن عبد الله بن عمر قال: سمعت عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما يزال الرجل يسأل الناس حتى يأتي يوم القيامة ليس في وجهه مزعة لحم.
وقال: إن الشمس تدنويوم القيامة حتى يبلغ العرق نصف الأذن، فبينما هم كذلك، استغاثوا بآدم ثم موسى ثم بمحمد ".
وزاد عبد الله بن يوسف " حدثني الليث عن أبي جعفر: فيشفع ليقضى بين الخلق فيمشي حتى يأخذ بحلقة الباب، فيومئذ يبعثه الله مقاماً محموداً، يحمده أهل الجمع كلهم".
فهذه هي الشفاعة العظمى التي يمتاز بها عن جميع الرسل أولي العزم، بعد أن يسأل كل واحد منهم أن يقوم فيها، فيقول: لست هناكم، اذهبوا إلى فلان، فلا يزال الناس من رسول إلى رسول حتى ينتهو ا إلى محمد صلى الله عليه وسلم، فيقول: أنا لها، فيذهب فيشفع في أهل الموقف كلهم عند الله تعالى، ليفصل بينهم، ويريح بعضهم من بعض.
ثم له بعد ذلك شفاعات أربع أخر، منها في إنقاذ خلق ممن أدخل النار.
ثم هو أول شفيع في الجنة، كما رواه  الإمام أحمد  في  مسنده، " عن المختار بن فلفل عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا أول شافع في الجنة ".
وهو شفيع في رفع درجات بعض أهل الجنة، وهذه الشفاعة اتفق عليها أهل السنة والمعتزلة ودليلها: ما في  صحيح البخاري  من رواية" أبي موسى أن عمه أبا عامر لما قتل بأوطاس، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم اغفر لعبيد أبي عامر واجعله يوم القيامة فوق كثير من خلقك".  
"وقال عليه الصلاة والسلام لما مات أبو سلمة بن عبد الأسد: اللهم ارفع درجته ".
وسنفرد إن شاء الله تعالى في الشفاعة جزءاً لبيان أقسامها وتعدادها وأدلة ذلك إن شاء الله تعالى.
وأما قوله صلى الله عليه وسلم: " وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة، وبعثت إلى الناس عامة "، فمعناه في الكتاب العزيز، وهو قوله عز وجل: " وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم "، وقوله تعالى: " وإن من أمة إلا خلا فيها نذير "، فكان النبي ممن كان قبلنا لا يكلف من أداء الرسالة إلا ما يدعوبه قومه إلى الله، وأما محمد صلوات الله وسلامه عليه فقال الله تعالى: " قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا " وقال تعالى: " لأنذركم به ومن بلغ " وقال تعالى: " ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده " وقال تعالى: " وقل للذين أوتوا الكتاب والأميين أأسلمتم فإن أسلموا فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما عليك البلاغ والله بصير بالعباد ".
وفي آي كثير من القرآن تدل على عموم رسالته إلى الثقلين، فأمره الله تعالى أن ينذر جميع خلقه  إنسهم وجنهم، وعربهم وعجمهم، فقام صلوات الله وسلامه عليه بما أمر، وبلغ عن الله رسالته.
ومن خصائصه على أخو انه من الأنبياء صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين أنه: أكملهم، وسيدهم، وخطيبهم، وإمامهم، وخاتمهم، وليس نبي إلا وقد أخذ عليه الميثاق لئن بعث محمد وهو حي ليؤمنن به ولينصرنه، وأمر أن يأخذ على أمته الميثاق بذلك، قال الله تعالى: " وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين " يقول تعالى: مهما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول بعد هذا كله فعليكم الإيمان به ونصرته.
وإذا كان هذا الميثاق شاملاً  لكل منهم تضمن أخذه لمحمد صلى الله عليه وسلم من جميعهم، وهذه خصوصية ليست لأحد منهم سواه.
ومن ذلك أنه صلى الله عليه وسلم ولد مسروراً مختوناً كما وردفي الحديث الذي جاء من طرق عديدة لكنها غريبة وقد قيل إنه شاركه فيها غيره من الأنبياء كما ذكره  أبو الفرج الجوزي  في كتاب  تلقيح الفهو م.
ومن ذلك أن معجزة كل نبي انقضت معه ومعجزته صلى الله عليه وسلم باقية بعده إلى ما شاء الله، وهو القرآن العزيز المعجز لفظه ومعناه، الذي تحدى الإنس والجن أن يأتوا بمثله، فعجزوا، ولن يمكنهم ذلك أبداً إلى يوم القيامة.
ومن ذلك أنه صلى الله عليه وسلم أسري به إلى سدرة المنتهى، ثم رجع إلى منزله في ليلة واحدة، وهذه من خصائصه صلى الله عليه وسلم، إلا أن يكون في الحديث من قوله بحيث يقول جبريل للبراق حين جمح لما أراد صلى الله عليه وسلم أن يركبه: [اسكن فوالله ما ركبك خير منه]، وكذا قوله في الحديث: " فربطت الدابة في الحلقة التي كانت تربط بها الأنبياء "، ما يدل على أنه قد كان يسرى بهم، إلا أننا نعلم أنه صلى الله عليه وسلم لن يشاركه أحد منه في المبالغة في التقريب والدنومنه، للتعظيم، ولهذا كانت منزلته في الجنة أعلاها منزلة وأقربها إلى العرش كما جاء في الحديث: " ثم سلوا الله لي الوسيلة، فإنها منزلة في الجنة لاتنبغي إلا لعبد من عباد الله، وأرجوا أن أكون أنا هو " صلى الله عليه وسلم.
ومن ذلك أن أمته إذا اجتمعت على قول واحد في الأحكام الشرعية، كان قولها ذلك معصوماً من الخطأ، بل يكون اتفاقها ذلك صواباً وحقاً كما قرر ذلك في كتب الأصول، وهذه خصوصية لهم بسببه لم تبلغنا عن أمة من الأمم قبلها.
ومن ذلك أنه صلى الله عليه وسلم أول من تنشق عنه الأرض.
ومن ذلك أنه عليه الصلاة والسلام إذا صعق الناس يوم القيامة يكون هو أولهم إفاقة، كما أخرجاه في . " من حديث أبي هريرة رضي الله عنه في قصة اليهو دي لما قال: لا والذي اصطفى موسى على العالمين، فلطمه رجل من المسلمين، وترافعا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: لا تفضلوني على موسى فإن الناس يسعقون يوم القيامة فأكون أول من يفيق، فأجدوا موسى باطشاً بقائمة العرش، فلا أدري أفاق قبلي أم كان ممن استثنى الله " وفي رواية: أم جوزي بصعقة الطور.
وقد حمل بعض من تكلم على هذا الحديث هذه الإفاقة على القيام من القبر.
وغيره في ذلك ما وقع روايات  البخاري  " من حديث يحيى ابن عمروالمديني عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تخيروني على الأنبياء، فإن الناس يصعقون يوم القيامة، فأكون أول من تنشق عنه الأرض، فإذا أنا بموسى آخذ بقائمة من قوائم العرش، فلا أدري أكان ممن صعق أم جوزي بصعقته الأولى ".
وهذا اللفظ مشكل، والمحفوظ رواية البخاري " عن يحيى بن قزعة، عن إبراهيم بن سعد، عن  الزهري، عن أبي سلمة وعبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة، فذكر قصة اليهو دي إلى أن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لاتخيروني على موسى فإن الناس يصعقون يوم القيامة فأصعق معهم، فأكون أول من يفيق، فأجدوا موسى.. " وذكر الحديث فهذا نص صريح لا يحتمل تأويلاً: أن هذه الإفاقة عن صعق لا عن موت، وهذا حقيقة الإفاقة، ثم من تأمل قوله: " فلا أدري أفاق قبلي أم جوزي بصعقة الطور " جزم بهذا، والله سبحانه وتعالى أعلم.
ومن ذلك أنه صاحب اللواء الأعظم يوم القيامة، ويبعث هو وأمته على نشز من الأرض دون سائر الأمم، يأذن الله له ولهم بالسجود في المحشر دون سائر الأمم، كما رواه  ابن ماجه  " عن جبارة بن المغلس الحماني: حدثنا عبد الأعلى بن أبي المساور، عن أبي بردة، عن أبيه أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا جمع الله الخلائق يوم القيامة، أذن لأمة محمد في السجود، فيسجدون له طويلاً، ثم يقال: ارفعوا رؤوسكم فقد جعلنا عدتكم فداءكم من النار ".
وجبارة ضعيف.
وقد صح من غير وجه أنهم أول الأمم يقضى بينهم يوم القيامة.
ومن ذلك أنه صاحب الحوض المورود، وقد روى  الترمذي  وغيره: أن لكل نبي حوضاً.
ولكن نعلم أن حوضه صلى الله عليه وسلم أعظم الحياض وأكثرها وارداً.
ومن ذلك أن البلد الذي بعث فيه أشرف بقاع الأرض، ثم مهاجره على قول الجمهو ر، وقيل: إن مهاجره أفضل البقاع كما هو مأثور عن مالك بن أنس رحمه الله وجمهو ر أصحابه.
وقد حكى ذلك  عياض السبتي  عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه والله أعلم، ونقل الإتفاق على أن قبره الذي ضم جسده بعد موته أفضل بقاع الأرض.
وقد سبقه إلى حكاية هذا الإجماع  القاضي أبو الوليد الباجي  وابن بطال  وغيرهما، وأصل ذلك ما روي أنه لما مات صلى الله عليه وسلم اختلفوا في موضع دفنه فقيل بالبقيع، وقيل بمكة، وقيل ببيت المقدس، فقال أبو بكر رضي الله عنه: إن الله لم يقبضه إلا في أحب البقاع إليه.
وذكره  عبد الصمد بن عساكر  في كتاب  تحفة الزائر.
ولم أره بإسناد.
ومن ذلك أنه لم يكن ليورث بعد موته " كما رواه أبو بكر وأبوهريرة رضي الله عنهما، عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: لا نورث ما تركنا فهو صدقة ".
أخرجاه من الوجهين ولكن  روى  الترمذي  بإسناد جيد في غير  الجامع  "عن أبي بكر رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال: نحن معشر الأنبياء لا نورث " فعلى هذا يكونون قد اشتركوا في هذه الصفة دون بقية المكلفين.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى



عدد المساهمات : 52644

الفصول في السيرة: الجزء الثاني - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفصول في السيرة: الجزء الثاني   الفصول في السيرة: الجزء الثاني - صفحة 2 Emptyالأحد 15 أكتوبر 2023, 5:36 pm



فصل:
ومما يشترك فيه هو والأنبياء أنه صلى الله عليه وسلم كان تنام عيناه ولا ينام قلبه، وكذلك الأنبياء.
وجاء في  الصحيح: "تراصوا في الصف فإني أراكم من وراء ظهري" فحمله كثير على ظاهره، والله أعلم، وقال  أبو نصر بن الصباغ: كان ينظر من ورائه كما ينظر من قدامه، ومعنى ذلك التحفظ  والحس وجاء في حديث رواه  أبو يعلى الموصلي في مسنده "عن أنس مرفوعاً: الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون".
القسم الثاني - ما اختص به دون أمته، وقد يشاركه فيها غيره من الأنبياء
القسم الثاني من الخصائص ما كان مختصاً به دون أمته وقد يشاركه في بعضها الأنبياء، وهذا هو المقصود الأول فلنذكره مرتباً على أبو اب الفقه.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى



عدد المساهمات : 52644

الفصول في السيرة: الجزء الثاني - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفصول في السيرة: الجزء الثاني   الفصول في السيرة: الجزء الثاني - صفحة 2 Emptyالأحد 15 أكتوبر 2023, 5:37 pm



كتاب الإيمان

فمن ذلك أنه كان معصوماً في أقواله وأفعاله، لا يجوز عليه التعمد ولا الخطأ الذي يتعلق بأداء الرسالة ولا يقر فيبقى عليه، فلا ينطق عن الهو ى إن هو إلا وحي يوحى.
فلهذا قال كثير من العلماء: لم يكن له الاجتهاد، لأنه قادر على النص.
وقال آخرون: بل له أن يجتهد، ولكن لا يجوز عليه الخطأ، وقال آخرون: بل لا يقر عليه.
فعلى الأقوال كلها هو واجب [العصمة] لا يتصور استمرار الخطأ عليه، بخلاف سائر أمته، فإنه يجوز ذلك كله على كل منهم منفرداً، فأما إذا اجتمعوا كلهم على قول واحد فلا يجوز عليهم الخطأ كما تقدم.
ومن ذلك ما ذكره  أبو العباس بن القاص  أنه كلف وحده من العلم ما كلف الناس بأجمعهم، واستشهد  البيهقي  على ذلك بحديث ابن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "بينا أنا نائم إذ أتيت بقدح فيه لبن فشربت منه حتى إني لأرى الري يجري في أظفاري، ثم أعطيت فضلي عمر بن الخطاب رضي الله عنه.قالوا: فما أول ذلك يا رسول الله؟ قال: العلم".  رواه  مسلم.
ومن ذلك أنه كان يرى ما لا يرى الناس حوله، ففي  الصحيح  " عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها: هذا جبريل يقرأ عليك السلام، فقالت: عليه السلام.
يا رسول الله، ترى ما لا نرى.؟ "! " وعنها في حديث الكسوف الذي في  الصحيحين: والله لوتعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً ".
وقال  البيهقي: " أخبرنا الحكم محمد بن علي بن دحيم حدثنا أحمد بن حازم الغفاري حدثنا عبيد الله بن موسى، أخبرنا إسرائيل عن إبراهيم بن مهاجر، عن مجاهد، عن مورق، عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: " هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا " حتى ختمها، ثم قال: إني أرى ما لا ترون، وأسمع ما لا تسمعون، أطت السماء وحق لها أن تئط، ما فيها موضع قدر أصبع إلا ملك واضع جبهته ساجداً لله، والله لوتعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً وما تلذذتم بالنساء على الفرش، ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله، والله! لوددت أني شجرة تعضد ".
رواه  ابن ماجه، قال  البيهقي: يقال إن قوله: شجرة تعضد من قول أبي ذر، والله أعلم.
ومن ذلك أن الله أمره أن يختار الآخرة على الأولى، وكان يحرم عليه أن يمد عينيه إلى ما متع به المترفون من أهل الدنيا، ودليله من الكتاب العزيز ظاهر.
ومن ذلك أنه لم يكن له تعلم الشعر، قال الله تعالى: " وما علمناه الشعر وما ينبغي له "، " وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أبالي ما أتيت إن شربت ترياقاً أوتعلقت تميمة، أوقلت الشعر من قبل نفسي " رواه  أبو داود، فلهذا قال أصحابنا: كان يحرم عليه تعلم الشعر.
ومن ذلك أنه لم يكن يحسن الكتابة، قالوا: وقد كان يحرم عليه ذلك، قال الله تعالى: " الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل " وقال تعالى: " وما كنت تتلومن قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون ".
وقد زعم بعضهم أنه صلى الله عليه وسلم لم يمت حتى تعلم الكتابة.
وهذا قول لا دليل عليه، فهو مردود، إلا مارواه  البيهقي  من حديث أبي عقيل يحيى بن المتوكل، عن مجالد، عن عون بن عبد الله، عن أبيه قال: لم يمت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى كتب وقرأ.
وقال مجالد: فذكرت ذلك للشعبي فقال: قد صدق، سمعت من أصحابنا يذكرون ذلك.
ويحيى هذا ضعيف، ومجالد فيه كلام.
وهكذا ادعى بعض علماء المغرب أنه كتب صلى الله عليه وسلم صلح الحديبية، فأنكر ذلك عليه أشد الإنكار وتبرئ من قائله على رؤوس المنابر، وعملوا فيه الأشعار، وقد غره في ذلك ما جاء في بعض روايات  البخاري: [فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم فكتب: هذا ما قاضى عليه محمد بن عبد الله..]، وقد علم أن المقيد يقضي على المطلق، ففي الرواية الأخرى: [فأمر علياً فكتب: هذا ما قاضى عليه محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم].
ومن ذلك أن الكذب عليه ليس كالكذب على غيره، فقد تواترت عنه صلوات الله وسلامه عليه: " أن من كذب عليه متعمداً فليتبوأ مقعده من النار ".
روي هذا الحديث من طريق نيف وثمانين صحابياً: فهو في . من حديث علي وأنس، وأبي هريرة، والمغيرة بن شعبة، وعند  البخاري  من رواية الزبير بن العوام، وسلمة بن الأكوع، وعبد الله بن عمرو، ولفظه: " بلغوا عني ولوآية، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، ومن كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار ".
وفي مسند أحمد: عن عثمان، وعمر وأبي سعيد وواثلة بن الأسقع، وزيد بن أرقم.
وعند  الترمذي  عن ابن مسعود.
ورواه  ابن ماجه  عن جابر وأبي قتادة.
وقد صنف فيه جماعة من الحفاظ  كإبراهيم الحربي، ويحيى بن صاعد، والطبراني، والبزار  وابن مندة، وغيرهم من المتقدمين وابن الجوزي، ويوسف بن خليل  من المتأخرين.
وصرح بتواتره  ابن الصلاح، والنووي، وغيرهما من حفاظ الحديث، وهو الحق، فلهذا أجمع العلماء على كفر من كذب عليه متعمداً مستجيزاً لذلك.
واختلفوا في المتعمد فقط، فقال  الشيخ أبو محمد  يكفر أيضاً، وخالفه الجمهو ر.
ثم لوتاب فهل تقبل روايته؟ على قولين: فأحمد بن حنبل  ويحيى بن معين  وأبوبكر الحميدي  قالوا: لا تقبل، لقوله صلى الله عليه وسلم " إن كذباً علي ليس ككذب على أحد من كذب علي فليتبوأ مقعده من النار "، قالوا: ومعلوم أن من كذب على غيره فقد أثم وفسق، وكذلك الكذب عليه، لكن من تاب من الكذب على غيره يقبل بالإجماع، فينبغي أن لا تقبل رواية من كذب عليه، فرقاً بين الكذب عليه والكذب على غيره.
وأما الجمهو ر فقالوا: تقبل روايته، لأن قصارى ذلك أنه كفر، ومن تاب من الكفر قبلت توبته وروايته، وهذا هو الصحيح.
ومن ذلك أنه من رآه في المنام فقد رآه حقاً كما جاء في الحديث: " فإن الشيطان لا يتمثل بي "، لكن بشرط أن يراه على صورته التي هي صورته في الحياة الدنيا، كما رواه  النسائي  عن ابن عباس.
واتفقوا أن من نقل عنه حديثاً في المنام أنه لا يعمل به، لعدم الضبط في رواية الرائي، فإن المنام محل فيه تضعف فيه الروح وضبطها.
والله تعالى أعلم.
ومن ذلك ما ذكره  الحافظ أبو بكر البيهقي  في  سننه الكبير  عن أبي العباس بن القاص في قوله تعالى: " لئن أشركت ليحبطن عملك " قال أبو العباس: وليس كذلك غيره حتى يموت، لقوله تعالى " ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم " قال  البيهقي: كذا قال أبو العباس، وذهب غيره إلى أن المراد بهذا الخطاب غير النبي عليه الصلاة والسلام، ثم المطلق محمول على المقيد.
انتهى كلامه.
قلت: وهذا الفرع لم يكن إلى ذكره حاجة لعدم الفائدة منه، وما كان ينبغي أن يذكر، لولا ما يتوهم من إسقاطه إسقاط غيره مما ذكروه وإلا فالضرب عن مثل هذا صفحاً أولى، والله أعلم.
ومن ذلك أنه لم يكن له خائنة الأعين، أي أنه لم يكن له أن يومئ بطرفه خلاف ما يظهره كلامه، فيكون من باب اللمز، ومستند هذا قصة عبد الله بن سعد بن أبي سرح حين كان قد أهدر صلى الله عليه وسلم دمه يوم الفتح في جملة ما أهدر من الدماء، فلما جاء به أخو ه من الرضاعة عثمان بن عفان رضي الله عنه فقال: يا رسول الله بايعه، فتوقف صلى الله عليه وسلم رجاء أن يقوم إليه رجل فيقتله، ثم بايعه، ثم قال لأصحابه: أما كان فيكم رجل رشيد يقوم إلى هذا حين رآني قد أمسكت يدي فيقتله؟! فقالوا: يا رسول الله هلا أومأت إلينا فقال: " إنه لا ينبغي لنبي أن تكون له خائنة الأعين ".

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى



عدد المساهمات : 52644

الفصول في السيرة: الجزء الثاني - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفصول في السيرة: الجزء الثاني   الفصول في السيرة: الجزء الثاني - صفحة 2 Emptyالأحد 15 أكتوبر 2023, 5:39 pm



كتاب الطهارة
فمن ذلك أنه كان قد أمر بالوضوء لكل صلاة، فلما شق ذلك عليه أمر بالسواك، ومستنده "ما رواه عبد الله بن حنظلة بن أبي عامر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بالوضوء لكل صلاة طاهراً وغير طاهر، فلما شق ذلك عليه أمر بالسواك لكل صلاة".
أخرجه  أبو داود.
فالظاهر من هذا أنه أوجب عليه السواك، وهو الصحيح عند الأصحاب، قاله  أبو زكريا، ومال إلى قوته  الشيخ أبو عمروبن الصلاح، ويؤيده ما رواه  الإمام أحمد  "عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقد أمرت بالسواك حتى ظننت أنه سينزل علي به قرآن أووحي ".  " وعن أم سلمة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما زال جبريل يوصيني بالسواك حتى خشيت على أضراسي " رواه  البيهقي، وقال: البخاري: هذا حديث حسن.  " وقال عبد الله بن وهب: حدثنا يحيى بن عبد الله بن سالم، عن عمرومولى المطلب، عن المطلب عبد الله، عن عائشة رضي الله تعالى عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لقد لزمت السواك حتى تخوفت أن يدردني ".
رواه  البيهقي، وفيه انقطاع بين المطلب وعائشة، فيشكل على هذا ما رواه  الإمام أحمد  "عن واثلة بن الأسقع قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أمرت بالسواك حتى خشيت أن يكتب علي "، ولهذا قال بعض أصحابنا: إنه لم يكن واجباً عليه بل مستحباً.
ومن ذلك أنه كان لا ينتقض وضوؤه بالنوم، ودليله حديث ابن عباس في . أنه صلى الله عليه وسلم نام حتى نفخ، ثم جاءه المؤذن فخرج فصلى ولم يتوضأ وسببه ما ذكر في حديث عائشة رضي الله عنها أنها سألته فقالت: يا رسول الله تنام قبل أن توتر؟ فقال: " يا عائشة، تنام عيناي ولا ينام قلبي " أخرجاه.واختلفوا: هل كان ينتقض وضوؤه بمس النساء؟ على وجهين، والأشهر منهما الإنتقاض.
وكأن مأخذ من ذهب إلى عدم الانتقاض حديث عائشة في  صحيح مسلم: أنها افتقدت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد، فوقعت يدها عليه وهو ساجد، وهو يقول: " اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وبك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كماأثنيت على نفسك " وجاء من غير وجه عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقبل ثم يصلي ولا يتوضأوكان هذا القائل ذهب إلى تخصيص ذلك به صلى الله عليه وسلم، ولكن الخصوم لا يقنعون منه بذلك، بل يقولون: الأصل في ذلك عدم التخصيص إلا بدليل.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى



عدد المساهمات : 52644

الفصول في السيرة: الجزء الثاني - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفصول في السيرة: الجزء الثاني   الفصول في السيرة: الجزء الثاني - صفحة 2 Emptyالأحد 15 أكتوبر 2023, 5:39 pm


مسألة:
هل كان يحتلم؟ على وجهين:
صحح النووي المنع، ويشكل عليه حديث عائشة في الصحيحين: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبح جنباً من غير جماع، غيراحتلام، ثم يغتسل ويصوم.
والأظهر في هذا التفصيل، وهو أن يقال: إن أريد بالاحتلام فيض من البدن، فلا مانع من هذا، وإن أريد به ما يحصل من تخبط الشيطان، فهو معصوم من ذلك صلى الله عليه وسلم.
ولهذا لا يجوز عليه الجنون ويجوز عليه الإغماء، بل قد أغمي عليه في الحديث الذي روته عائشة رضي الله عنها في  الصحيح، وفيه أنه اغتسل من الإغماء غير مرة، والحديث مشهو ر.
ومن ذلك ماذكره أبو العباس بن القاص أنه لم يكن يحرم عليه المكث في المسجد وهو جنب واحتجبوا بما  رواه  الترمذي  من حديث سالم بن أبي حفصة "عن عطية عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا علي، لا يحل لأحد أن يجنب في هذا المسجد غيري وغيرك ".
قال  الترمذي: حسن غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وقد سمع  البخاري  مني هذا الحديث.
قلت: عطية ضعيف الحديث.
قال البيهقي: غير محتج به، وكذا الرواي عنه ضعيف.
وقد حمله ضرار بن صرد على الاستطراق، كذا حكاه  الترمذي  عن  شيخه علي بن المنذر الطريقي  عنه، وهذا مشكل، لأن الاستطراق يجوز للناس فلا تخصيص فيه، اللهم إلا أن يدعى أنه لا يجوز الاستطراق في المسجد النبوي لأحد من الناس سواهما، ولهذا  قال: " لايحل لأحد أن يجنب في هذا المسجد غيري وغيرك ".والله أعلم.
وقال محدوج الذهلي، " عن جسرة بنت دجاجة عن أم سلمة قالت: دخل النبي صلى الله عليه وسلم صرحة هذا المسجد فقال: ألا لا يحل هذا المسجد لجنب ولا لحائض، إلا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي وفاطمة والحسن والحسين، ألا قد بينت لكم الأسماء أن تضلوا ".
رواه  ابن ماجه  والبيهقي، وهذا لفظه، قال  البخاري: محدوج عن جسرة فيه نظر.
ثم رواه  البيهقي من وجه آخر عن إسماعيل بن أمية، عن جسرة عن أم سلمة مرفوعاً نحو ه.
ولا يصح شيء من ذلك، ولهذا قال  القفال  من أصحابنا: أن ذلك لم يكن من خصائصه صلى الله عليه وسلم وغلط  إمام الحرمين  أبا العباس بن القاص في ذلك.
والله أعلم.
ومن ذلك طهارة شعره صلى الله عليه وسلم، كما ثبت في  صحيح مسلم  عن أنس أنه صلى الله عليه وسلم: لما حلق شعره في حجته أمر أبا طلحة يفرقه على الناس.
وهذا إنما يكون من الخصائص إذا حكمنا بنجاسه شعر من سواه، المنفصل عنه في حال الحياة، وهو أحد الوجهين.
فأما الحديث الذي رواه  ابن عدي  من رواية  ابن أبي فديك، "عن بريه بن عمر بن سفينة، عن أبيه عن جده، قال: احتجم النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال لي: خذ هذا الدم فادفنه من الدواب والطير.
أوقال: الناس والدواب ".
شك ابن أبي فديك، قال: فتغيبت به فشربته.
قال: ثم سألني، فأخبرته أني شربته، فضحك.
فإنه حديث ضعيف لحال بريه هذا واسمه إبراهيم، فإنه ضعيف جداً.
وقد رواه  البيهقي  من طريق أخرى فقال: " أخبرنا أبو الحسن بن عبدان أخبرنا أحمد بن عبيد، حدثنا محمد بن غالب، حدثنا موسى بن إسماعيل - أبو سلمة - حدثنا عبيد بن القاسم سمعت ابن عبد الله بن الزبير يحدث عن أبيه قال: احتجم النبى صلى الله عليه وسلم وأعطاني دمه فقال: اذهب فواره، لايبحث عنه سبع أوكلب أوإنسان قال: فتنحيت فشربته، ثم أتيته فقال: ما صنعت؟ قلت صنعت الذي أمرتني.
قال: ما أراك إلا قد شربته.
قلت: نعم.
قال: ماذا تلقى أمتي منك؟! ".
وهذا إسناد ضعيف لحال عبيد بن القاسم الأسدي الكوفي، فإنه متروك الحديث، وقد كذبه يحيى بن معين، لكن قال البيقهي: روي ذلك من وجه آخر عن أسماء بنت أبي بكر وسلمان الفارسي في شرب ابن الزبير دمه صلى الله عليه وسلم.
قلت: فلهذا قال بعض أصحابنا بطهارة سائر فضلاته صلى الله عليه وسلم حتى البول والغائط من وجه غريب، واستأنسوا في ذلك لما رواه  البيهقي  " عن أبي نصر بن قتادة، حدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن حامد العطار، حدثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار، حدثنا يحيى بن معن، حدثنا حجاج، عن ابن جريج قال: أخبرتني حكيمة بنت أميمة، عن أميمة أمها: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يبول في قدح من عيدان ثم يوضع تحت سريره، [فبال فيه ووضع تحت سريره]، فجاء فأراده، فإذا القدح ليس فيه شيء، فقال لامرأة يقال لها بركة كانت تخدم لأم حبيبة جاءت معها من أرض الحبشة: [أين البول الذي كان في هذا القدح؟] قالت شربته يارسول الله ".هكذا رواه، وهو إسناد مجهو ل، فقد أخرجه  أبو داود  والنسائي  من حديث حجاج بن محمد الأعور عن ابن جريح، وليس فيه قصة بركة.
كتاب الصلاة
فمن ذلك الضحى والوتر، لما رواه  الإمام أحمد  في  مسنده، والبيهقي، من حديث أبي جناب الكلبي - واسمه يحي بن أبي حية - "عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ثلاث هن علي فرائض، وهي لكم تطوع: النحر، والوتر، وركعتا الضحى ".
اعتمد جمهو ر الأصحاب على هذا الحديث في هذه الثلاث، فقالوا بوجوبها.
قال الشيخ تقي الدين بن الصلاح رحمه الله تعالى: [تردد الأصحاب في وجوب السواك عليه، وقطعوا بوجوب الضحى والأضحى والوتر عليه، مع أن مستنده الحديث الذي ذكرنا ضعفه، ولوعكسوا فقطعوا بوجوب السواك عليه وترددوا في الأمور الثلاثة لكان أقرب، ويكون مستند التردد فيها أن ضعفه من جهة ضعف راويه أبي جناب الكلبي، وفي ضعفه خلاف بين أئمة الحديث، وقد وثقه بعضهم، والله أعلم].
قلت: جمهو ر أئمة الجرح والتعديل على ضعفه.
وقد حكى  الشيخ أبو زكريا النووي  في الثلاثة المذكورة تردداً لبعض الأصحاب، وأن منهم من ذهب إلى استحبابها في حقه صلى الله عليه وسلم.
وهذا القول أرجح لوجوه:
- أحدها: أن مستند ذلك هذا الحديث، وقد علمت ضعفه، وقد روي من وجه آخر في حديث مندل بن علي العنزي وهو أسوأ حالاً من أبي جناب.
- والثاني: أن الوتر قد ثبت في . عن ابن عمر: أنه كان صلى الله عليه وسلم يصليه على الراحلة.وهذا من حجتنا على الحنفية في عدم وجوبه، لأنه لوكان واجباً لما فعله على الراحلة، فدل على أن سبيله المندوب، والله أعلم.
وأما الضحى فقد جاء عن عائشة رضي الله عنها في الصحيح أنه كان لا يصلي الضحى إلا يقدم من مغيبه.فلو كانت واجبة في حقه لكان أمر مداومته عليها أشهر من أن ينفى.
وما في هذا الحديث الآخر أنه كان يصليها ركعتين، ويزيد ما شاء الله، فمحمول على أنه يصليها كذلك إذا صلاها وقد قدم من مغيبه، جمعاً بين الحديثين  والله أعلم.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى



عدد المساهمات : 52644

الفصول في السيرة: الجزء الثاني - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفصول في السيرة: الجزء الثاني   الفصول في السيرة: الجزء الثاني - صفحة 2 Emptyالأحد 15 أكتوبر 2023, 5:40 pm



مسألة:
وأما قيام الليل - وهو التهجد - فهو الوتر على الصحيح، لما رواه الإمام أحمد "عن ابن عمر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الوتر ركعة من آخر الليل " وإسناده جيد.
وإذا تقرر ذلك فاعلم أنه قد قال جمهو ر الأصحاب: إن التهجد كان واجباً عليه، وتمسكوا بقول الله تعالى: " ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا ".
قال عطية بن سعيد العوفي، عن ابن عباس في قوله تعالى: " نافلة لك ": يعني بالنافلة أنها للنبي صلى الله عليه وسلم خاصة، أمر بقيام الليل فكتب عليه.
وقال عروة، " عن عائشة رضي الله عنها: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى قام حتى تتفطر قدماه، فقالت عائشة: يا رسول الله، تفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: يا عائشة، أفلا أكون عبداً شكوراً؟ " رواه  مسلم  عن هارون بن معروف، عن عبد الله بن وهب، عن أبي صخر، عن ابن قسيط، عن عروة به.
وأخرجاه من وجه آخر عن المغيرة بن شعبة.
وروى  البيهقي  " من حديث موسى بن عبد الرحمن الصنعاني، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاثة علي فريضة وهن سنة لكم: الوتر، والسواك، وقيام الليل ".
ثم قال: موسى بن عبد الرحمن هذا، ضعيف جداً، ولم يثبت في هذا إسناد،  والله أعلم.
وحكى  الشيخ أبو حامد  رحمه الله تعالى، عن  الإمام أبي عبد الله الشافعي  رحمه الله تعالى: أن قيام الليل نسخ في حقه صلى الله عليه وسلم كما نسخ في حق الأمة، فإنه كان واجباً في ابتداء الإسلام على الأمة كافة.قال  الشيخ أبو عمروبن الصلاح: وهذا هو الصحيح الذي تشهد له الأحاديث، منها حديث سعد بن هشام عن عائشة، وهو في  الصحيح  معروف.
وكذا قال  أبو زكريا النووي  رحمه الله تعالى.
قلت: والحديث الذي أشار إليه رواه  مسلم  من حديث هشام بن سعد أنه دخل على عائشة أم المؤمنين فقال: يا أم المؤمنين، أنبئيني عن قيام رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: ألست تقرأ بيا أيها المزمل؟ قلت: بلى.
قالت: فإن الله افترض القيام في أول هذه السورة، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه حولاً، حتى انتفخت أقدامهم، وأمسك الله خاتمتها اثني عش شهراً في السماء، ثم أنزل الله التخفيف في آخر هذه السورة، فصار قيام الليل تطوعاً بعد فريضة.
وقد أشار الشافعي إلى الاحتجاج بهذا الحديث في النسخ، ومن قوله تعالى: " ومن الليل فتهجد به نافلة لك " قال: فأعلمه أن قيام الليل نافلة لا فريضة، والله سبحانه وتعالى أعلم.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى



عدد المساهمات : 52644

الفصول في السيرة: الجزء الثاني - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفصول في السيرة: الجزء الثاني   الفصول في السيرة: الجزء الثاني - صفحة 2 Emptyالأحد 15 أكتوبر 2023, 5:41 pm



مسألة:
وفاتته ركعتان بعد الظهر فصلاهما بعد العصر وأثبتهما، وكان يداوم عليهما كما ثبت ذلك في الصحيح.وذلك من خصائصه صلى الله عليه وسلم على أصح الوجهين عند أصحابنا.
وقيل: بل لغيره إذا اتفق له ذلك أن يداوم لله عليهما.
والله تعالى أعلم.



مسألة:
وكانت صلاته النافلة قاعداً كصلاته قائماً إن لم يكن له عذر بخلاف غيره فإنه على النصف من ذلك، واستدلوا على ذلك بما رواه  مسلم  " عن عبد الله بن عمرورضي الله عنهما قال: حدثت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: صلاة الرجل قاعداً نصف الصلاة.
فأتيته فوجدته يصلي جالساً فوضعت يدي على رأسه فقال مالك يا عبد الله بن عمرو؟ فقلت: حدثت يا رسول الله أنك قلت: صلاة الرجل قاعداً على نصف الصلاة وأنت تصلي قاعداً! فقال: أجل.
ولكن لست كأحد منكم ".

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى



عدد المساهمات : 52644

الفصول في السيرة: الجزء الثاني - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفصول في السيرة: الجزء الثاني   الفصول في السيرة: الجزء الثاني - صفحة 2 Emptyالأحد 15 أكتوبر 2023, 5:41 pm



مسألة:
وكان يجب على المصلي إذا دعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجيبه، لحديث أبي سعيد بن المعلى في  صحيح البخاري  وليس هذا لأحد سواه، اللهم إلا ما حكاه  الأوزاعي  عن شيخه  مكحول  أنه كان يوجب إجابةالوالدة في الصلاة، لحديث جريج الراهب: أنه دعته أمه وهو قائم يصلي فقال: اللهم أمي وصلاتي، ثم مضى في صلاته.
فلما كانت المرة الثانية فعل مثل ذلك، ثم الثالثة فدعت عليه، فاستجاب الله منها فيه، وكان من قصته ما ذكر في  صحيح البخاري  وغيره، وقد حكي مقرراً ولم ينكر.
والجمهو ر على أن ذلك لا يجب بل لا يصلح في الصلاة شيء من كلام الناس، للحديث الصحيح، اللهم إلا ما جوزه  الإمام أحمد  من مخاطبة الإمام بما ترك من آخر الصلاة لحديث ذي اليدين.
والله أعلم.



مسألة:
وكان لا يصلي على من مات وعليه دين لا وفاء له، أخرجه  البخاري  في  صحيحه  ثلاثياً عن سلمة بن الأكوع، لكن اختلف أصحابنا: هل كان يحرم عليه أويكره؟ على وجهين، ثم نسخ ذلك بقوله: " من ترك مالاً فلورثته، ومن ترك ديناً أوضياعاً فإلي " فقيل: كان يقضيه عنه وجوباً، وقيل: تكرماً.
ومن ذلك أنه كان إذا دعا لأهل القبور يملؤها الله عليهم نوراً ببركة دعائه صلوات الله وسلامه عليه، كما ثبت في  صحيح مسلم  عن عائشة رضي الله عنها
ومن ذلك أنه مر بقبرين فقال: " إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير، ثم أخذ جريدة رطبة فشقها نصفين فوضع على كل قبر شقة، ثم قال: لعل الله يخفف عنهما ما لم ييبسا ".أخرجاه عن ابن عباس.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى



عدد المساهمات : 52644

الفصول في السيرة: الجزء الثاني - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفصول في السيرة: الجزء الثاني   الفصول في السيرة: الجزء الثاني - صفحة 2 Emptyالأحد 15 أكتوبر 2023, 5:43 pm



مسألة:
ومن ذلك " أنه صلى الله عليه وسلم وعك في مرضه وعكاً شديداً فدخل عليه عبد الله بن مسعود فقال: يا رسول الله! إنك لتوعك وعكاً شديداً، فقال: أجل إني لأوعك كما يوعك الرجلان منكم، قلت: لأن لك أجرين؟ قال: نعم ".رواه الشيخان.



مسألة:
ولم يمت صلى الله عليه وسلم حتى خيره الله تعالى بين أن يفسح له في أجله ثم الجنة، وإن أحب لقي الله سريعاً، فاختار ما عند الله على الدنيا وذلك ثابت في.عن عائشة رضي الله عنها.



مسألة:
ومن ذلك أن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء، والدليل عليه حديث شداد بن أوس، وهو في السنن، وقد صححه بعض الأئمة.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

الفصول في السيرة: الجزء الثاني - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفصول في السيرة: الجزء الثاني   الفصول في السيرة: الجزء الثاني - صفحة 2 Emptyالأحد 15 أكتوبر 2023, 5:43 pm



كتاب الزكاة
مسألة:
كان يحرم عليه أكل الصدقة سواء كان فرضاً أم تطوعاً: لقوله صلى الله عليه وسلم: " إن الصدقة لا تحل لمحمد ولا لآل محمد ".
وروى  مسلم  "عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة ".
وهذا عام.
وللشافعي  قول في صدقة التطوع أنها كانت تحل له، حكاه  الشيخ أبو حامد  والقفال، قال  الشيخ أبو عمروبن الصلاح: وخفي على  إمام الحرمين  والغزالي.
والصحيح الأول.
أما توهم بعض الأعراب بعد وفاته صلى الله عليه وسلم أنها لا تدفع إلا إليه صلى الله عليه وسلم وامتناعهم عن أدائها إلى الصديق، حتى قاتلهم عليها إلى أن دانوا بالحق وأدوا الزكاة، فقد أجاب الأئمة عن ذلك في كتبهم أجوبة، وقد بسطنا الكلام عليه في غير هذا الموضع.



كتاب الصيام
كان الوصال في الصيام له مباحاً، ولهذا نهى أمته عن الوصال، فقالوا: إنك تواصل؟ قال: " لست كأحدكم، إني أبيت عند ربي يطعمني ويسقيني " أخرجاه.
فقطع تأسيهم به بتخصيصه بأن الله تعالى يطعمه ويسقيه، وقد اختلفوا: هل هما حسيان؟ أومعنويان؟ على قولين.
الصحيح: أنهما معنويان، وإلا لما حصل الوصال.


مسألة:
وكان يقبل وهو صائم، فقيل: كان ذلك خاصاً به، وهل يكره لغيره؟ أويحرم؟ أويباح؟ أويبطل صوم من فعله  كما قال  ابن قتيبة ؟ أويستحب له؟ أويفرق بين الشيخ والشاب؟ على أقوال للعلماء لبسطها موضع آخر.



الفصول في السيرة: الجزء الثاني - صفحة 2 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

الفصول في السيرة: الجزء الثاني - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفصول في السيرة: الجزء الثاني   الفصول في السيرة: الجزء الثاني - صفحة 2 Emptyالأحد 15 أكتوبر 2023, 5:44 pm


مسألة
قال بعض أصحابنا: كان إذا شرع في تطوع لزمه إتمامه، وهذا ضعيف يرده الحديث الذي في  صحيح مسلم  " عن عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها فقالت: يا رسول الله، ههنا حيس، فقال: أرنيه، فلقد أصبحت صائماً فأكل منه ".



كتاب الحج
مسألة:
قال بعض أصحابنا كان يجب عليه إذا رأى شيئاً يعجبه أن يقول: [لبيك إن العيش عيش الآخرة] وكأن مستنده في ذلك ما رواه  البخاري  " عن سهل بن سعد قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الخندق، وهو يحفر ونحن ننقل، فبصر بنا فقال: لا عيش إلا عيش الآخرة، فاغفر للأنصار والمهاجرة ".
وقال  الشافعي  " أخبرنا سعيد، عن ابن جريج، أخبرني حميد الأعرج، عن مجاهد أنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يظهر من التلبية: لبيك اللهم لبيك، لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك "، قال: حتى إذا كان ذات يوم، والناس يصرفون عنه، كأنه أعجبه ما هو فيه، فزاد فيها: [لبيك إن العيش عيش الآخرة] قال ابن جريج: وأحسب أن ذلك كان يوم عرفة.
قلت: لا يظهر من هذين الحديثين وجوب ذلك، أكثر ما فيه استحباب مثل ذلك، وقد قيل به في حق المكلفين.وحديث مجاهد مرسل، وقول ابن جريج منقطع.
والله أعلم.


مسألة
أبيحت له مكة يوماً واحداً، فدخلها بغير إحرام.
وقتل من أهلها يومئذ نحو من عشرين.
وهل كان فتحها عنوة؟ أوصلحاً؟ على قولين  للشافعي، نصر كلا ناصرون.
وبالجملة: كان ذلك من خصائصه كما ذكر صلى الله عليه وسلم في خطبته صبيحة ذلك اليوم، حيث قال: " فإن ترخص أحد بقتال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها، فقولوا: إن الله أذن لرسوله ولم يأذن لكم ".
والحديث مشهو ر.
مسألة
تقدم الكلام على الحديث المقتضي لوجوب النحر عليه، وأنه ضعيف.



الفصول في السيرة: الجزء الثاني - صفحة 2 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

الفصول في السيرة: الجزء الثاني - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفصول في السيرة: الجزء الثاني   الفصول في السيرة: الجزء الثاني - صفحة 2 Emptyالأحد 15 أكتوبر 2023, 5:44 pm


كتاب الأطعمة
ومن الأطعمة قال بعض الأصحاب: كان يحرم عليه أكل البصل والثوم والكراث، ومستند ذلك ما أخرجه " عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم: أتي بقدر فيه خضرات من بقول، فوجد لها ريحاً، فقال لبعض أصحابه: [كلوا] فلما رآه كره أكلها، قال: [كل فإني أناجي من لا تناجي] " وقد يشكل على هذا القائل ما حكاه  الترمذي  عن علي وشريك بن حنبل: أنهما ذهبا إلى تحريم البصل والثوم النيء.
والصحيح الذي عليه الجادة: أن ذلك ليس حراماً عليه، بل كان أكل ذلك مكروها في حقه، والدليل على ذلك ما رواه  مسلم  " عن أبي أيوب أنه: صنع لرسول الله صلى الله عليه وسلم طعاماً فيه ثوم، فرده ولم يأكل منه، فقال له: أحرام هو ؟ فقال: [لا، ولكني أكرهه] فقال: إني أكره ما كرهت".
قال  الشيخ أبو عمرو: وهذا يبطل وجه التحريم.
والله تعالى أعلم.



مسألة:
ومثل ذلك الضب، قال صلى الله عليه وسلم: " لست بآكله ولا محرمه " أي على الناس، وإنما أمسك عن أكله تقذراً.
وقد قال له خالد: يا رسول الله، أحرام؟ قال: " لا ولكنه لم يكن بأرض قومي، فأجدني أعافه ".وهكذا يكره لكل من كره أكل شيء أن يأكله، لما روى  أبو داود  "عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن من القرف التلف "، وقد كره الأطباء ذلك، لما يؤدي إليه من سوء المزاج.
والله  تعالى أعلم.



مسألة:
وروى  البخاري "عن أبي جحيفة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أمَّا أنا فلا آكل متكئاً"، فقال بعض أصحابنا: إن ذلك كان حرام عليه.
قال  النووي: والصحيح أنه كان مكروهاً في حقه لا حراماً.
قلت: فعلى هذا لا يبقى من باب الخصائص، فإنه يكره لغيره أيضاً الأكل متكئاً، سواء فسر الاتكاء بالاضطجاع - كما هو المتبادرإلى أفهام كثيرين، لما يحصل به من الأذى، كما نهي عن الشرب قائماً - أم بالتربع كما فسره الخطابي وغيره من أهل اللغة، وهو الصحيح عند التأمل وإنعام النظر، لما فيه من التجبر والتعاظم، والله تعالى أعلم.



الفصول في السيرة: الجزء الثاني - صفحة 2 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

الفصول في السيرة: الجزء الثاني - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفصول في السيرة: الجزء الثاني   الفصول في السيرة: الجزء الثاني - صفحة 2 Emptyالأحد 15 أكتوبر 2023, 5:44 pm


مسألة:
قال أبو العباس بن القاص: ونهي عن الطعام الفجأة، وقد فاجأه أبو الدرداء على طعامه فأمره بأكله، وكان ذلك خاصاً له صلى الله عليه وسلم، قال  البيهقي: لا أحفظ النهي عن طعام الفجأة من وجه يثبت،ثم أورد حديث  أبي داود  من رواية درست بن زياد، عن أبان بن طارق، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعاً: [من دعي فلم يجب فقد عصى الله ورسوله، ومن دخل على غير دعوة فقد دخل سارقاً، وخرج مغيراً].


مسألة:
قالوا: وكان يجب على من طلب منه طعاماً ليس عنده غيره أن يبذله له، صيانةً لمهجة النبي صلى الله عليه وسلم، ووقاية لنفسه الكريمة بالأموال والأرواح، لقوله تعالى: " النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم ".
قلت: ويشبه هذا الحديث الحديث الذي في  الصحيحين: " لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين ".


مسألة
روى  البخاري "عن الصعب بن جثامة مرفوعاً: [لا حمى إلا لله ورسوله]".
قال بعض أصحابنا: هو مختص به.
وقال بعضهم: بل يجوز لغيره لمصبحة، كما حمى رسول الله صلى الله عليه وسلم النقبع، وحمى عمر رضي الله عنه السرف والربذة، إلا ما حماه رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يجوز تغييره بحال.
ومن ذلك الهبة



الفصول في السيرة: الجزء الثاني - صفحة 2 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

الفصول في السيرة: الجزء الثاني - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفصول في السيرة: الجزء الثاني   الفصول في السيرة: الجزء الثاني - صفحة 2 Emptyالأحد 15 أكتوبر 2023, 5:45 pm



مسألة:
كان يقبل الهدية ويثيب عليها، ثبت ذلك في  الصحيح  عن عائشة رضي الله عنها، وما ذاك إلا لما يرجومن تأليف قلب من يهدي إليه، بخلاف غيره من الأمراء، فإنه قد صح الحديث أن هدايا العمال غلول، لأنها في حقهم كالرشى لوجود التهمة، والله تعالى أعلم.


مسألة:
قال زكريا بن عدي حدثنا ابن المبارك، عن  الأوزاعي، عن ابن عطاء - قال زكريا: أراه عمر - عن ابن عباس في قوله تعالى: " وما آتيتم من ربا ليربوفي أموال الناس فلا يربوعند الله " قال: هو الربا الحلال، أن يهدي يريد أكثر منه، فلا أجر فيه ولا وزر.
ونهي عن النبي صلى الله عليه وسلم خاصة: " ولا تمنن تستكثر ".
رواه  البيهقي عن  الحاكم.
وغيره عن الأصم، عن  محمد بن إسحاق، عن زكريا.
وهو أثر منقطع، إن كان عموبن عطاء هو ابن وراز، وهو ضعيف أيضاً، وإن كان ابن أبي الخوار فقد روى له  مسلم، وقد روى عن ابن عباس، ولكن الأمر فيه مبهم.
كتاب الفرائض


مسألة:
وهو أنه صلى الله عليه وسلم لا يورث، وأن ما تركه صدقة، كما أخرجاه في . " عن أبي بكر رضي الله عنه أن فاطمة رضي الله عنها سألته ميراثها من أبيها، فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا نورث ما تركنا صدقة " إنما يأكل آل محمدفي هذا المال، وإني والله لا أغير شيئاً من صدقة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حالها التي كانت عليه في عهده.
ولهما " عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يقسم ورثتي ديناراً، ما تركت بعد نفقه نسائي ومؤنة عاملي فهو صدقة ".
وقد أجمع على ذلك أهل الحل والعقد، ولا التفات إلى خرافات الشيعة والرافضة، فإن جهلهم قد سارت به الركبان.



كتاب النكاح
وفيه عامة أحكام التخصيصات النبوية، على صاحبها أفضل الصلاة والسلام، ولنذكرها مرتبةً على الأقسام التي ذكرها الأصحاب، ليكون ذلك أخصر لها، وأسهل تناولاً.



الفصول في السيرة: الجزء الثاني - صفحة 2 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

الفصول في السيرة: الجزء الثاني - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفصول في السيرة: الجزء الثاني   الفصول في السيرة: الجزء الثاني - صفحة 2 Emptyالأحد 15 أكتوبر 2023, 5:45 pm


القسم الأول - وهو ما وجب عليه دون غيره
مسألة:
أمره الله تعالى بتخيير أزواجه فقال تعالى: " يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا جميلا * وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجرا عظيما " وقد أخرجا في . عن عائشة رضي الله عنها ذكر هذا التخيير، وأن الله أمره بذلك.
واختلف الأصحاب، هل كان ذلك واجباً عليه أومستحباً؟ على وجهين صحح  النووي  وغيره الوجوب.
واختلف الأصحاب: هل كان يجب جوابهن على الفور أوعلى التراخي؟ على وجهين، قال  ابن الصباغ  ما معناه: ولا خلاف أنه خير عائشة على التراخي بقوله: " فلا عليك أن تستأمري أبو يك ".
قالوا: فلما اخترنه، فهل كان حرم عليه طلاقهن؟ على وجهين، وصححوا أنه لا يحرم.
إلا أن الله تعالى حرم عليه النساء غيرهن مكافأة لصنيعهن، ثم أباحه له لتكون له المنة في ذلك، قالت عائشة رضي الله عنها: ما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أبيح له النساء.
رواه  الشافعي.



القسم الثاني - ما حرم عليه من النكاح دون غيره
مسألة:
قالوا: كان يحرم عليه إمساك من اختارت فراقه على الصحيح، بخلاف غيره ممن يخير امرأته، فإنها لواختارت فراقه لما وجب عليه فراقها، والله تعالى أعلم.
وقال بعضهم: بل كان يفارقها تكرماً.



الفصول في السيرة: الجزء الثاني - صفحة 2 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

الفصول في السيرة: الجزء الثاني - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفصول في السيرة: الجزء الثاني   الفصول في السيرة: الجزء الثاني - صفحة 2 Emptyالأحد 15 أكتوبر 2023, 5:46 pm



مسألة:
هل كان يحل له نكاح الكتابية؟ على وجهين: صحح  النووي  الحرمة، وهو اختيار  ابن سريج  والإصطخري  وأبي حامد المروروذي، واستدل  الشيخ أبو نصر بن الصباغ  لهذا الوجه فقال: لقوله صلى الله عليه وسلم: " زوجاتي في الدنيا زوجاتي في الآخرة "، ثم حكى الوجه الآخر وهو الإباحة وكأنه مال إليه، ثم قال: والخبر لا حجة فيه، لجواز أن من تزوج به منهن أسلمن.
قلت: وهذا الحديث ليس له أصل يعتمد عليه في رفعه، وإنما هو من كلام بعض الصحابة، وقال  أبو إسحاق المروزي: ليس بحرام.
وفي جواز تسريه بالأمة الكتابية، وتزوجه بالأمة المسلمة ثلاثة أوجه أصحها أنه يباح له تسري الكتابية، ولا يباح له نكاح الأمة المسلمة، بل يحرم.
وأما الأمة الكتابية: فقطع الجمهو ر بتحريم نكاحها عليه، وطرد الحناطي فيها وجهين، وهما ضعيفان جداً.وفرعوا هنا فروعاً فاسدة تركها أولى من ذكرها.
وهذا النوع من الخصائص الذي زجر عنه ابن خيران والإمام وهما مصيبان في ذلك، والله أعلم.



القسم الثالث - ما أبيح له من النكاح دون غيره
مسألة:
مات صلوات الله وسلامه عليه عن تسع نسوة، واتفقوا على إباحة تسع، واختلف أصحابنا في جواز الزيادة، فالصحيح أنه كان له ذلك، ودليله ما في البخاري عن بندار، عن معاذ بن هشام، عن أبيه، عن قتادة، عن أنس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف على نسائه في الساعة الواحدة من ليل اونهار، وهن إحدى عشرة.
قلت لأنس: هل كان يطيق ذلك؟ قال: كنا نتحدث أنه أعطي قوة ثلاثين، وفي رواية أربعين.
ثم رواه  البخاري  من حديث سعيد، عن قتادة، عن أنس: وعنده تسع.
[وقال أنس: تزوج صلى الله عليه وسلم خمس عشرة امرأة، ودخل بثلاث عشرة، واجتمع عنده إحدى عشرة، ومات عن تسع] وقال قتادة أيضاً.
وذكره  ابن الصباغ  في  شامله  قال: وقال  أبو عبيد: تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم ثماني عشرة امرأة، واتخذ من الإماء ثلاثاً.



الفصول في السيرة: الجزء الثاني - صفحة 2 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

الفصول في السيرة: الجزء الثاني - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفصول في السيرة: الجزء الثاني   الفصول في السيرة: الجزء الثاني - صفحة 2 Emptyالأحد 15 أكتوبر 2023, 5:46 pm



مسألة:
قالوا: وكان يصح عقده بلفظ الهبة، لقوله تعالى: " إن وهبت نفسها للنبي إن أراد النبي أن يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين " وإذا عقده بلفظ الهبة فلا مهر بالعقد ولا بالدخول، بخلاف غيره.
وهل كان ينحصر طلاقه في الثلاث؟ فيه وجهان، أصحهما: نعم، لعموم الآية.
وقيل: لا، لأنه لما لم ينحصر نكاحه في الأربع، لم ينحصر طلاقه في الطلقات الثلاث.
وهذا تعسف، لعدم التلازم.


مسألة:
وكان يباح له التزوج بغير ولي ولا شهو د علىالصحيح، لحديث زينب بنت جحش أنها كانت تفخر على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وتقول: زوجكن أهلوكن، وزوجني الله من فوق سبع سموات.
رواه  البخاري.


مسألة:
وهل كان يباح له التزوج في الإحرام؟ على وجهين:
أحدهما: لا، لعموم الحديث الذي في  مسلم  " عن عثمان، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا ينكح المحرم ولا ينكح ولا يخطب ".
والمخاطب داخل في عموم متعلق خطابه عند الأكثرين.
وصححوا الجواز، لحديث ابن عباس: أنه صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة وهو محرم.
أخرجاه.
ولكن يعارضه ما رواه  مسلم  عن ميمونة نفسها: أنه تزوج بها وهما حلالان.
وصاحب القصة أعلم بها من الغير، والله أعلم.


مسألة:
وإذا رغب في نكاح امرأة وجب عليها إجابته على الصحيح عند الأصحاب، فيحرم على غيره خطبتها.



الفصول في السيرة: الجزء الثاني - صفحة 2 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

الفصول في السيرة: الجزء الثاني - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفصول في السيرة: الجزء الثاني   الفصول في السيرة: الجزء الثاني - صفحة 2 Emptyالأحد 15 أكتوبر 2023, 5:47 pm


مسألة:
هل كان يجب عليه أن يقسم لنسائه وإمائه؟ على وجهين: والذي يظهر من الأحاديث الوجوب، لأنه صلى الله عليه وسلم لما مرض جعل يطوف عليهن وهو كذلك، حتى استأذنهن أن يمرض في بيت عائشة رضي الله عنها فأذن له.
وقال  أبو سعيد الإصطخري: لا يجب، لقوله تعالى: " ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء " الآية.
فيكون من الخصائص.
وهذا كله تفريع على أن تزوجه: هل هو بمنزلة التسري في حقنا أولا؟ على وجهين.


مسألة:
وأعتق صفية وجعل عتقها صداقها، كما ثبت في . عن أنس، فقيل: معنى ذلك أنه أعتقها وشرط عليها أن تتزوج به، فوجب عليها الوفاء بالشرط، بخلاف غيره، وقيل: جعل نفس العتق صداقاً، وصح ذلك بخلاف غيره، وهو اختيار الغزالي.
قلت: يشكل على هذا ما حكاه  الترمذي  عن  الشافعي  أنه جوز ذلك لآحاد الناس، وهو وجه مشهو ر.
وقيل: أعتقها بلا عوض وتزوجها بلا مهر، لا في الحال ولا في المآل، وهو المحكي عن  أبي إسحاق، وقطع به  الحافظ أبو بكر البيهقي، وصححه  ابن الصلاح  والنووي.
قلت: ووجه  الشيخ أبو عمرو قوله: وجعل عتقها صداقها.
يعني: أنه لم يمهرها، غبر أنه أعتقها، فيكون كقولهم: الجوع زاد من لا زاد له.
وقيل: بل أمهرها جارية، كما رواه  البيهقي  بإسناد غريب لا يصح.



الفصول في السيرة: الجزء الثاني - صفحة 2 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

الفصول في السيرة: الجزء الثاني - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفصول في السيرة: الجزء الثاني   الفصول في السيرة: الجزء الثاني - صفحة 2 Emptyالأحد 15 أكتوبر 2023, 5:47 pm



القسم الرابع - ما اختص به من الفضائل دون غيره
فمن ذلك أن أزواجه أمهات المؤمنين، قال الله تعالى: " النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم " ومعنى هذه الأمومة: الاحترام، والطاعة، وتحريم العقوق، ووجوب التعظيم، لا في تحريم بناتهن وجواز الخلوة بهن، ولا تنتشر الحرمة إلى من عداهن.
وهل هن أمهات المؤمنات؟ على وجهين: صححوا المنع، وهو قول عائشة رضي الله عنها، وهذا تفريع على أن جمع المذكر السالم هل يدخل فيه النساء؟ وهي مقررة في الأصول.
وهل يقال في أخو تهن: أخو ال المؤمنين؟ فيه نزاع، والنص جوازه.
وهل يطلق على بناتهن أخو ات المؤمنين؟ نص  الشافعي  في  المختصر  على جوازه، وجوزه بعض الأصحاب، ومنع منه آخرون، وقد أنكر  ابن الصباغ  وغيره ذلك على وقالوا: غلط.
فرع:
وهل يقال له صلى الله عليه وسلم: أبو المومنين؟ نقل البغوي عن بعض الأصحاب الجواز.
قلت: وهو قول معاوية، وقد قرأ أبي وابن عباس رضي الله عنهم " النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم ".
ونقل الواحدي عن بعض الأصحاب المنع، لقوله تعالى: " ما كان محمد أبا أحد من رجالكم "، ولكن المراد أباهم في النسب، وإلا فقد " روى أبو داود: إنما أنا لكم مثل الوالد.. " الحديث في الاستطابة.




الفصول في السيرة: الجزء الثاني - صفحة 2 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

الفصول في السيرة: الجزء الثاني - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفصول في السيرة: الجزء الثاني   الفصول في السيرة: الجزء الثاني - صفحة 2 Emptyالأحد 15 أكتوبر 2023, 5:48 pm


مسائل متفرقة
مسألة:
وأزواجه أفضل نساء الأمة لتضعيف أجرهن، بخلاف غيرهن، ثم أفضلهن خديجة وعائشة.
قال  أبو سعيد المتولي: واختلف أصحابنا أيتهما أفضل من سائر الصحابة، حتى من أبي بكر الصديق رضي الله عنه، قول لم يسبقه إليه أحد، وهو أضعف الأقوال.


مسألة:
ويحرم نكاح زوجاته اللاتي توفي عنهن إجماعاً، وذلك لأنهن أزواجه في الجنة، وإذا لم تتزوج المرأة بعد الموت زوجها فهي له في الأخرة، كما روي أن أبا الدرداء قالت له زوجته عند الاحتضار: يا أبا الدرداء، إنك خطبتني إلى أهلي فزوجوك، وإني أخطبك اليوم إلى نفسك، قال: فلا تزوجي بعدي.
فخطبها بعد موته معاوية - وهو أمير - فأبت عليه.
وروى  البيهقي  من حديث عيسى بن عبد الرحمن السلمي، عن  أبي إسحاق، عن صلة، عن حذيفة، أنه قال لامرأته: إن سرك أن تكوني زوجتي في الجنة فلا تزوجي بعدي فإن المرأة في الجنة لآخر أزواجها في الدنيا.
فلذلك حرم على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم أن ينكحن بعده، لأنهم أزواجه الجنة.
واختلفوا فيمن طلقها في حال حياته على ثلاثة أوجه: ثالثها أن من دخل بها تحرم على غيره ونص  الشافعي  على التحريم مطلقاً، ونصره ابن أبي هريرة، لقوله تعالى: " وأزواجه أمهاتهم " وعلى هذا ففي أمة يفارقها بوفاة أوغيرها بعد الدخول وجهان.
وقيل: لم يكن أزواجه حراماً على غيره إلا أن يموت عنهن، والدليل على ذلك آية التخيير، فإنه لولم تخير للغير، لما كان في تخييره لهن فائدة، والله أعلم.


مسألة:
ومن قذف عائشة أم المؤمنين قتل إجماعاً، حكاه  السهيلي  وغيره، ولنص القرآن على براءتها.
وفيمن عداها من الزوجات قولان.



الفصول في السيرة: الجزء الثاني - صفحة 2 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

الفصول في السيرة: الجزء الثاني - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفصول في السيرة: الجزء الثاني   الفصول في السيرة: الجزء الثاني - صفحة 2 Emptyالأحد 15 أكتوبر 2023, 5:48 pm



مسألة:
وكذلك من سبه صلى الله عليه وسلم قتل، رجلاً كان أوامرأة، للأحاديث المتضافرة في ذلك، التي يطول ذكرها ها هنا، فمن ذلك حديث ابن عباس في الأعمى الذي قتل أم ولده لما وقعت في النبي صلى الله عليه وسلم، وذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال " ألا اشهدوا أن دمها هدر ".
وقال شعبة عن توبة العنبري، عن أبي السوار، عن أبي برزة: أن رجلاً سب أبا بكر، فقلت: ألا ضربت عنقه؟ فقال: ما كانت لأحد بعد النبي صلى الله عليه وسلم.
رواه  النسائي  والبيهقي.
وروى  ابن عدي، من حديث يحيى بن إسماعيل الواسطي، حدثنا ابراهيم بن سعد، عن  الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: لا يقتل أحدكم بسب أحد إلا بسب النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد صنف في ذلك  الشيخ الإمام أبو العباس بن تيمية  كتابه  الصارم المسلول، على من سب الرسول صلى الله عليه وسلم  وهو من أحسن الكتب المؤلفة في ذلك.
والله أعلم.


مسألة:
وكان من خصائصه أنه إذا سب رجلاً ليس بذلك حقيقاً، يجعل سب رسول الله صلى الله عليه وسلم كفارة عنه، ودليله ما أخرجاه في . " عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم إني اتخذت عندك عهداً لن تخلفه، إنما أنا بشر، فأي المؤمنين آذيته، أوشتمته أوجلدته، أولعنته، فاجعلها له صلاة وزكاة وقربة تقربه بها إليك يوم القيامة " ولهذا لما ذكر  مسلم  في  صحيحه  في فضل معاوية، أورد أولاً هذا الحديث، ثم أتبعه بحديث " لاأشبع الله بطناً.. " فيحصل منهما مزية لمعاوية رضي الله عنه.
وهذا من جملة إمامة  مسلم  رحمه الله تعالى.



الفصول في السيرة: الجزء الثاني - صفحة 2 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

الفصول في السيرة: الجزء الثاني - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفصول في السيرة: الجزء الثاني   الفصول في السيرة: الجزء الثاني - صفحة 2 Emptyالأحد 15 أكتوبر 2023, 5:49 pm



ومن الجهاد
مسألة:
وكان إذا لبس لأمة الحرب لم يجز له أن يقلعها حتى يقضي الله أمره، لحديث يوم أحد لما أشار عليه جماعة من المؤمنين بالخروج إلى عدوه إلى أحد فدخل فلبس لأمته، فلما خرج عليهم قالوا: يا رسول الله، إن رأيت أن ترجع؟ فقال: " إنه لا ينبغي لنبي إذا أخذ لأمة الحرب أن يرجع حتى يقاتل "، الحديث بطوله ذكره أصحاب المغازي، فقال عامة أصحابنا: إن ذلك كان وا جباً عليه، وإنه يحرم عليه أن ينزعها حتى يقاتل.
وفرعوا عليه أنه لوشرع في تطوع لزمه إتمامه على أحد الوجهين، وهو ضعيف، لما قدمنا في الصوم.
والله أعلم.
وقد ضعف هذا التفريع  أبو زكريا  أيضاً.


مسألة:
وذكروا في خصائصه صلى الله عليه وسلم وجوب المشاورة، يعني أنه يشاور أصحابه في أمور الحرب، قال الله تعالى: " وشاورهم في الأمر ".
قال  الشافعي: حدثنا  سفيان بن عيينة، عن الزهري، قال: قال أبو هريرة رضي الله عنه: ما رأيت أحداً أكثر مشورة لأصحابه من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقال  الشافعي  رحمه الله تعالى: قال الحسن: لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم غنياً عن المشاورة، ولكنه أراد أن يستن بذلك الحكام بعده.
قلت: فعلى هذا لا يبقى من الخصائص.



الفصول في السيرة: الجزء الثاني - صفحة 2 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

الفصول في السيرة: الجزء الثاني - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفصول في السيرة: الجزء الثاني   الفصول في السيرة: الجزء الثاني - صفحة 2 Emptyالأحد 15 أكتوبر 2023, 5:49 pm


مسألة:

قالوا: وكان يجب عليه مصابرة العدووإن زا دوا على الضعف، وكأن ذلك مأخو ذ من حديث الحديبية، والله أعلم، " حيث يقول عليه الصلاة والسلام لعروة في جملة كلامه: فإن أبو ا فوالله لأقاتلهم - يعني قريشاً - على هذا الأمر حتى تنفرد سفالتي " والحديث مخرج في  صحيح البخاري.


مسألة:
وقد قدمنا قوله صلى الله عليه وسلم: "إنه لم يكن لنبي خائنة الأعين".
قالوا: وكان مع هذا يجوز له الخديعة في الحروب، لقوله صلى الله عليه وسلم: " الحرب خدعة ".
وكما فعل يوم الأحزاب من أمره نعيماً أن يوقع بين قريش وقريظة، ففعل حتى فرق الله شملهم على يديه، وألقى بينهم العداوة وفل الله جموعهم بذلك وبغيره، وله الحمد والمنة.


مسألة:
وقد كان له صلى الله عليه وسلم الصفي من المغنم، وهو أن يختار فيأخذ ما يشاء: عبداً، أوأمةً، أوسلاحاً، أونحو ذلك قبل القسمة، وقد دل على ذلك أحاديث في السنن وغيرها.
وكذلك كان له خمس الغنيمة، وأربعة أخماس الفيء، كما هو مذهبنا، لا خلاف في ذلك.



الفصول في السيرة: الجزء الثاني - صفحة 2 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

الفصول في السيرة: الجزء الثاني - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفصول في السيرة: الجزء الثاني   الفصول في السيرة: الجزء الثاني - صفحة 2 Emptyالأحد 15 أكتوبر 2023, 5:50 pm



ومن الأحكام
مسألة:
قالوا: له أن يحكم بعلمه لعدم التهمة، وشاهده حديث هند بنت عتبة، حين اشتكت من شح زوجها أبي سفيان، فقال: " خذي من ماله بالمعروف ما يكفيك ويكفي بنيك ".
وهو في . عن عائشة رضي الله عنها.
وفي حكم غيره بعلمه خلاف مشهو ر حاصله ثلاثة أقوال، ثالثها: يحكم في غيره حدود الله.
قالوا: وعلى هذا فيحكم لنفسه وولده، ويشهد لنفسه وولده، وتقبل شهادة من يشهد له، لحديث خزيمة بن ثابت، وهو حديث حسن مبسوط في غير هذا الموضع، والله تعالى أعلم.


مسألة:
قالوا: ومن استهان بحضرته أوزنى، كفر.
وقال  الشيخ أبو زكريا النووي: وفي الزنى نظر.
والله أعلم.




مسألة:
يجوز التسمي باسمه بلا خلاف، وفي جواز التكني بكنية أبي القاسم ثلاثة أقوال للعلماء:
أحدها: المنع مطلقاً، وهو مذهب  الشافعي، حكاه عنه  البيهقي، والبغوي، وأبوالقاسم بن عساكر الدمشقي: لحديث ورد فيه " عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تسموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي " أخرجاه، ولهما عن أبي هريرة مثله.
والثاني: وهو مذهب  مالك، واختيار النووي - رحمهما الله تعالى - إباحته مطلقاً، لأن ذلك كان لمعنى في حال حياته زال بموته صلى الله عليه وسلم.
الثالث: يجوز لمن ليس اسمه محمداً، ولا يجوز لمن اسمه محمد، لئلا يكون قد جمع بين اسمه وكنيته، وهذا اختيار  أبي القاسم عبد الكريم الرافعي.


مسألة:
وذكروا في الخصائص: أن أولاد بناته ينتسبون إليه، استناداً إلى ما رواه  البخاري  " عن أبي بكرة رضي الله عنه قال: رأيت الحسن بن علي رضي الله عنهما عند النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر، وهو ينظر إليه مرة وإلى الناس أخرى، فيقول: إن ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين ".



الفصول في السيرة: الجزء الثاني - صفحة 2 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

الفصول في السيرة: الجزء الثاني - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفصول في السيرة: الجزء الثاني   الفصول في السيرة: الجزء الثاني - صفحة 2 Emptyالأحد 15 أكتوبر 2023, 5:50 pm



مسألة:
ومن الخصائص أن كل نسب وسبب ينقطع نفعه وبره يوم القيامة إلا نسبه وسببه وصهره صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى: " فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون ".
وقال  الإمام أحمد: حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم، حدثنا عبد الله بن جعفر، حدثتنا أم بكر بنت المسور بن محرمة، " عن عبد الله بن أبي رافع، عن المسور، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: فاطمة بضعة مني يغيظن ويبسطن ما يبسطها، وإن الأنساب يوم القيامة تنقطع غير نسبي وسببي وصهري ".
هذا الحديث في . عن المسور بغير هذا اللفظ، وبدون هذه الزيادة.        
قال  الحافظ أبو بكر البيهقي: وقد روى جماعة هذا الحديث بهذه الزيادة عن عبد الله بن جعفر هذا، وهو الزهري، عن أم بكر بنت المسور بن مخزمة، عن أبيها، ولم يذكر ابن أبي رافع، فالله أعلم.
"وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه لَمَّا خطب أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فقال له علي: إنها صغيرة، فقال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: كل سبب ونسب ينقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي"، فأحببتُ أن يكون لي من رسول الله صلى الله عليه وسلم سَبَبٌ وَنَسَبٌ، فَزَوَّجَهُ علي رضي الله عنهما.
رواه البيهقي من حديث سفيان بن وكيع، وفيه ضعف.
وعن روح بن عبادة، عن ابن جريج، عن ابن أبي ملكية، عن حسن بن حسن، عن أبيه، أن عمر... فذكره.
قال أصحابنا: قيل: معناه أن أمته ينتسبون إليه يوم القيامة، وأمم سائر الأنبياء لا تنتسب إليهم.
وقيل: يُنْتَفَعُ يومئذ بالانتساب إليه، ولا يُنْتَفَعُ بسائر الأنساب.
وهذا أرجح من الذي قبله، بل ذلك ضعيف، قال الله تعالى: "ويوم نبعث في كل أمة شهيدا عليهم من أنفسهم".
وقال تعالى: "ولكل أمة رسول فإذا جاء رسولهم قضي بينهم بالقسط وهم لا يظلمون"، في آي كثيرة دالة على أن كل أمة تدعى برسولها الذي أرسل إليها.
والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب.
والحمد لله أولاً وآخراً وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
قد تَمَّتْ هذه النُّسخة المُباركة في يوم الأربعاء من شهر جمادى الآخرة من سَنَةِ إحدى ومائة وألف على يَدِ أضعف العباد وأحوجهم: حسن بن الحاج رمضان الخطيب الأيوبي غفر اللهُ له ولوالديه وأحسن إليهما وإليه وللمسلمين.



الفصول في السيرة: الجزء الثاني - صفحة 2 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
الفصول في السيرة: الجزء الثاني
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 2 من اصل 2انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2
 مواضيع مماثلة
-
» الفصول في السيرة
» سلسلة السيرة النبوية للأطفال - الجزء الأول: الميلاد والطفولة
» الباب الثاني: السيرة النبوية
» (2) الجزء الثاني
» الجزء الثاني

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: رســول الله صلى الله عليه وسلم :: فصول سيرة الرسول :: الجزء الثاني من الفصول-
انتقل الى: