قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.
يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب):"لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين)فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُمِصْرَعلى سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض،والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
المهندس حسن فتحيفيلسوف العمارة ومهندس الفقراء:هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية،وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول،اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن،ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كوروناغير المتوقعة للبشريةأنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباءفيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض..فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي"رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي(رحمه الله)قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني،وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.
أولاً: مرحلة الصمود وأعمال قتال القوات على الجبهة المصرية
1. التخطيط لمرحلة الصمود: (يونيه 67 ـ أغسطس 68)
استند التخطيط الإستراتيجي على تحقيق الهدف الذي حددته القيادة السياسية وهو (إزالة آثار العدوان). وتحدد إطار العمل العسكري بدقة، تجنباً لأي نكسات أخرى، مع تقييد سلطات الاشتباك ضد القوات الإسرائيلية في بادئ الأمر.
وبتنامي وتماسك الدفاعات، تم البدء في عمليات تنشيط الدفاع على الجبهة المصرية. على أن تنشيط العمل العسكري على الجبهة في ذلك الوقت رغم بدايته المحدودة، إلاّ أنه كان بمثابة التطعيم بالنيران للقوات المصرية، لكسر حاجز الرهبة، والتذكير بأن المعركة لم تنتهي بعد، وفي الوقت نفسه، إعادة الصورة الحقيقية للمقاتل العربي بعد أن شوهتها الدعاية الإسرائيلية.
كما كان من الضروري، كذلك، إعادة بناء وتنظيم وتسليح القوات المسلحة وتجهيز المسرح لتنفيذ مهامها الجديدة، مع إجراء المزيد من التنسيق العسكري العربي بهدف إقامة الجبهة الشرقية.
وهكذا شهدت الأشهر الثلاثة التالية للنكسة العديد من الإجراءات للتمهيد والاستعداد للجولة المقبلة، سواء كانت هذه الإجراءات عسكرية لإحداث توازن على جبهة القتال، أو إجراءات أخرى سياسية، اقتصادية أو اجتماعية.
لقد أُنجز هذا التخطيط الإستراتيجي على التوازي مع مراحل البناء، التي استغرقت الفترة من يونيه 1967 إلى أغسطس 68 (4ا شهراً) من أجل تحقيق مهمتين أساسيتين:
أ. المهمة الأولى: وتتعلق بعملية إعادة البناء وسبق الإشارة إليها.
ب. المهمة الثانية: وتتعلق ببناء الدفاع.
لتحقيق القدرة الدفاعية على الضفة الغربية للقناة، والتي تمتد جنوباً من الساحل الغربي لخليج السويس، ثم الضفة الغربية للقناة وشمالاً حتى بورسعيد وبمواجهة وصلت لأكثر من 175 كم وبعمق المنطقة الخلفية بحوالي 70 كم من الخط الأول لجبهة القناة.
كانت الخطة على الجبهة ترمي، بداية، إلى كبت الجماح وضبط الأعصاب، بمعنى أن يكون رد الفعل محسوب حتى لا يتسع نطاق العمليات ويؤثر على عملية البناء وإعادة تنظيم القوات. ثم يتحول الدفاع تدريجياً بعد ذلك إلى دفاع نشط وأعمال ردع منسقة بالنيران وفي مناطق مؤثرة.
وعلى الجانب الآخر من الضفة الشرقية للقناة، بدأت القوات الإسرائيلية تتخذ دفاعاتها مرتكزة على الساتر الترابي، المرتفع نسبياً في ذلك الوقت، مكونة خطاً دفاعياً مؤقتاً تحتله مجموعة من وحدات فرعية وعناصر استطلاع ومراقبة وعلى القمم المسيطرة على القناة (شرقها وغربها)، محتفظة باحتياطيات خفيفة الحركة على انساق متتالية متدرجة في القوة، إلى الشرق وعلى محاور الاقتراب الرئيسية.
أمّا بالنسبة للقوات المصرية، فحتى تتحقق السيطرة على أعمال قتال القوات خلال هذه المرحلة والمراحل القتالية التالية، قسمت الجبهة إلى التشكيلات التالية:
(1) قيادة وقوات الجيش الثاني الميداني: وتحددت مسؤوليتها في النطاق غرب القناة، من منتصف البحيرات المرّة جنوباً إلى بور سعيد شمالاً، وتمتد حدودها الخلفية غرباً، لتشمل محافظات الشرقية والدقهلية والإسماعيلية وبورسعيد.
(2) قيادة وقوات الجيش الثالث الميداني: وتحددت مسؤوليتها في النطاق من جبل الجلالة البحرية جنوباً وعلى الساحل الغربي لخليج السويس، ثم الضفة الغربية للقناة ومحافظة السويس وحتى منتصف البحيرات المرّة شمالاً، وتمتد الحدود الخلفية حتى منطقة الروبيكي والحدود الشرقية للمنطقة العسكرية المركزية.
(3) قيادة وقوات منطقة البحر الأحمر العسكرية: وتحددت مسؤوليتها في النطاق من جنوب مجموعة جبل الجلالة البحرية وجنوباً حتى الساحل الغربي لخليج السويس والبحر الأحمر حتى جنوب القصير، وغرباً على محاور التقدم من حلوان والمعادي وبعض مدن الوجه القبلي.
2. تطور أعمال القتال، خلال مرحلة الصمود
اشتملت هذه المرحلة على بعض العمليات المهمة، التي كان لها التأثير الكبير على المستوى المحلي والعربي والعالمي وهي:
أ. معركة رأس العش: في الأول من شهر يوليه 1967. إن نجاح القوات المصرية، ذات القدرات المحدودة في ذلك الوقت وبسالتها، ضد قوات معادية متفوقة تساندها القوات الجوية "الذراع الطويلة لإسرائيل" كما يطلقون عليها، أثار مشاعر المقاتلين على طول خط الجبهة حمية وحماساً واستعداداً للمواجهة المنتظرة.
ب. معارك القوات الجوية، ففي خلال يومي 14، 15 يوليه 1967، نفذت القوات الجوية المصرية طلعات هجومية ضد القوات الإسرائيلية في سيناء، أحدثت فيها خسائر فادحة، بل أدّت إلى فرار بعض من الأفراد الإسرائيليين من مواقعها. ومن هنا زادت الثقة لدى المقاتلين في قواتهم الجوية بعد هذه العملية الناجحة.
ج. معارك المدفعية: كان الاشتباك الكبير الذي ركزت فيه المدفعية المصرية كل إمكانياتها في قطاع شرق الإسماعيلية، في 20 سبتمبر 1967، والذي تمكنت فيه من تدمير وإصابة عدد غير قليل من الدبابات الإسرائيلية، وصل إلى تسع دبابات مدمرة، فضلاً عن الإصابات في الدبابات الأخرى وعربتين لاسلكي، وقاذف مدفعية صاروخية، بالإضافة إلى 25 قتيلاً، 300 جريح منهم ضابطين برتبة كبيرة.
د. إغراق المدمرة البحرية الإسرائيلية إيلات (اُنظر شكل إغراق المدمرة إيلات) (21 أكتوبر 1967): إذ تمكنت زوارق الصواريخ البحرية المصرية من إغراق المدمرة البحرية الإسرائيلية (إيلات) في منطقة شمال شرق بورسعيد، وتُعَدّ هذه المعركة أول استخدام للصواريخ سطح/ سطح. وكانت خسارة فادحة للقوات البحرية الإسرائيلية، خاصة وأن هذه المدمرة كانت تمثل أهمية كبيرة للبحرية الإسرائيلية في ذلك الوقت، كما كانت خسائرها كبيرة في الأرواح، الأمر الذي دفعها لاستئذان مصر عن طريق الأمم المتحدة في البحث عن قتلاها والغرقى، في منطقة التدمير، شمال بورسعيد، واستمرت في عمليات البحث والإنقاذ لأكثر من 48 ساعة بعد أن وافقت مصر على ذلك.
أدت هذه المعارك، التي شملت الأفرع الرئيسية الثلاث للقوات المسلحة المصرية، إلى بعث الثقة في النفس والقادة والسلاح، بالإضافة إلى المردود الكبير والهائل على معنويات الشعب المصري والعربي، والمردود السلبي والإحباط على المستوى الإسرائيلي، حيث أثبتت هذه العمليات أن القوات المسلحة المصرية ليست بالجثة الهامدة، كما كانت تدعي إسرائيل. 3. الدفاع الإيجابي والمواجهة خلال مرحلة الصمود (اُنظر شكل قتال الدوريات والكمائن لقواتنا)
مع تطور العمليات العسكرية في هذه المرحلة وارتفاع الكفاءة القتالية للقوات تسليحاً وتدريباً ورسوخ إرادة القتال، بدأت العمليات الإيجابية من خلال تصعيد العمليات الدفاعية النشطة. ومن أجل توفير أكبر قدر من المعلومات الدقيقة عن القوات الإسرائيلية المنتشرة شرق القناة، بدأت قواتنا في دفع الداوريات، شرقاً، حيث كانت تدفع ليلاً وفي صمت في قوارب مطاطية صغيرة أو سباحة، وتعود قبل أول ضوء اليوم التالي.
وبعد نجاح هذه الداوريات وازدياد الثقة بها، طُوِّرت إلى داوريات خلف الخطوط "في عمق الدفاعات الإسرائيلية"، لتعود بعد عدة أيام، كانت تصل إلى عشرة أيام، ومعها حصيلة من المعلومات الدقيقة والوثائق الهامة، ونماذج من الأسلحة والمعدات الإسرائيلية. كما نفذت أعمال إيجابية لمجموعات خلف الخطوط دُفعت بهدف إحداث أكبر خسائر في القوات الإسرائيلية، والتعرض لخطوط مواصلاتها، وإزعاجها وإرباك قياداتها.
ومع استكمال الخطوط الدفاعية وتماسكها، في نطاقات عميقة غرب القناة، تكونت احتياطيات الجبهة خفيفة الحركة. وكانت الخطط النيرانية تعتمد، على المدفعية، بأعيرتها المختلفة. وعندما بدأت الدّاوريات المصرية المقاتلة (من المشاة والقوات الخاصة والمهندسين) في التسلل شرقاً، ومهاجمة المواقع الدفاعية الإسرائيلية، مع التركيز ضد المناطق الإدارية الإسرائيلية "ذخائر ـ وقود ـ مياه …الخ"، وكانت المدفعية تؤمن أعمالها بالنيران.
كما استمرت معارك المدفعية، والتراشق بالنيران طوال مرحلة الصمود، اسْتُهلكت فيها آلاف الأطنان من الذخائر بمعدل فاق جميع الحروب السابقة.
إضافة إلى نشاط أفراد القناصة المهرة، الذين دُرّبوا لقنص أفراد العدو وقادته، سواء في نقاط المراقبة، أو أثناء تحركهم على الضفة الشرقية للقناة.
وعلى صعيد رد الفعل الإسرائيلي، بعد معركة رأس العش في الأول من يوليه 1967، قامت القوات الإسرائيلية يوم 4 يوليه 1967، بمحاولة فاشلة لإنزال لنشات وقوارب في قناة السويس في مناطق: القنطرة، وكبريت والشط، وبور توفيق، لإبراز سيطرتها على القناة.
إلا أن القوات المصرية تصدت لها، في البر والبحر والجو، مما أدى إلى إفشال جميع المحاولات بعد أن أصيب لإسرائيل 8 طائرات، و8 زوارق بحرية، فضلاً عن إصابة وتدمير 19 دبابة، و18 مركبة مدرعة، و27 مركبة محملة بالذخائر، إضافة إلى خسائر كبيرة في الأفراد. في حين كانت خسائر القوات المصرية 25 شهيد، و108 جرحى. وفي المعدات 3 طائرات، وزورقان بحريان".
ولعل مجمل أحداث شهر سبتمبر 1967، والنشاط المعادي الإسرائيلي جوا وبحراً، قد أبرزت رد الفعل المصري للانتقام، سواء ضد المحاولات الإسرائيلية لإنزال زوارق بحرية في مياه القناة والخليج، أو الاختراقات الجوية، أو القصف النيراني بالدبابات والمدفعية، والأسلحة الأخرى.
واستمر تبادل المبادأة، وردود الأفعال بين الجانبين. فبعد ثلاثة أيام من تدمير المدمرة ايلات، أي في 24 أكتوبر 1967، وجّهت القوات الإسرائيلية على طول الجبهة، قصفات نيرانية مركزة، ضد مدن القناة ومصانعها، وضد المدنيين.
وبطبيعة الحال، كان رد القوات المصرية الفوري عليها، حيث اشتعل القتال بالتراشق النيراني، على مدى 24 ساعة متصلة، تكبد فيها الجانبان كثيراً من الخسائر، خاصة في الأفراد المدنيين المتبقين بمدن القناة.
وفي 3 يناير 1968، حاولت هيئة قناة السويس فتح ممر الملاحة بالقناة. فدفعت زورق لاستطلاع مجرى القناة، إلاّ أن القوات الإسرائيلية فتحت نيرانها عليه، مما اضطر طاقم الزورق إلى العودة. ثم جرت محاولة مرة أخرى، قبل ظهر اليوم نفسه، وفشلت للمرة الثانية. وعند ذلك، تصاعدت الاشتباكات على كلا ضفتي القناة، وشملت الجبهة كلها.
وقد انتقلت ردود الفعل، كذلك، إلى الجانب الإسرائيلي، في نهاية مرحلة الصمود، (في يونيه 1968)، بسبب تكثيف القوات المصرية، من عمليات دفع الداوريات والكمائن إلى الضفة الشرقية للقناة، وبمعدل شبه يومي، وفي مناطق متفرقة وغير متوقعة، مع نجاح معظمها في تحقيق نتائج جيدة، من تدمير، وخطف أسرى، ووثائق، وأسلحة، والعودة بمعلومات قيمة.
فكثفت القوات الإسرائيلية نشاط طيرانها، ضد أهداف مدنية في العمق، مع تصيعدها للقصف المدفعي والدبابات، والتي شملت، أحياناً، مواجهة الجبهة بالكامل.
واستمر الحال على هذا المنوال طوال مرحلة الصمود، التي استنزفت وأجهدت القوات الإسرائيلية، في حرب طويلة ثابتة، لم يتعودوا عليها.
4. أعمال الأفرع الرئيسية، خلال مرحلة الصمود
أ. القوات البحرية
شملت هذه المرحلة إعداد القوات البحرية، ورفع كفاءتها القتالية من خلال التدريب، وتطوير التسليح. وتركز تدريبها، أولاً، على صد وإحباط الأعمال البحرية التعرضية المفاجئة، والتدريب المشترك، مع كل من القوات البرية والجوية.
إضافة إلى صقل مهاراتها في مناورات بحرية مشتركة، مع وحدات المجموعة الخامسة السوفيتية في البحر الأحمر.
كما طُور تسليح بعض القطع، خاصة في مجال الصواريخ سطح/ سطح، ووحدات الحرب الإلكترونية.
وفي مجال تجهيز مسرح العمليات البحري، شمل هذا النشاط التنسيق، مع كل من السودان واليمن الجنوبي والصومال، لتأمين انتشار ومناورة المدمرات والغواصات في البحر الأحمر، بما يحقق سرية وسهولة فتحها للقتال البحري.
وكذلك، تحسين نظم المراقبة الفنية والبصرية، كما اُنشأت قاعدة مرسى مطروح البحرية، وقاعدة البحر الأحمر البحرية.
ولم تقتصر العمليات البحرية في معارك الاستنزاف، على الوحدات البحرية فحسب، بل شهدت عمليات رجال الصاعقة البحرية، خلال هذه المرحلة العديد من النشاط القتالي شرقي القناة (كمائن ـ زرع ألغام على طرق التحركات الإسرائيلية، وغيرها).
كما أسهمت الغواصات بدور حيوي في الاستطلاع (اُنظر شكل أماكن عمل الغواصات المصرية)حيث أدت سبع عمليات، استغرقت كل منها حوالي عشرين يوماً، تجوب فيها الغواصات المياه الإسرائيلية، وتصور سواحلها، وتستطلع محطات الرادار.
ب. القوات الجوية
بانتهاء حرب يونيه 1967، كانت القوات الجوية قد خسرت معظم طائراتها. كما فقدت أربعة مطارات في سيناء، فضلاً عن القواعد الجوية، الثلاث غرب القناة (أبو صوير ـ فايد ـ كبريت)، التي أصبحت تحت تأثير النيران الإسرائيلية المباشرة.
وتحركت القوات الجوية، خلال هذه المرحلة، في ثلاثة اتجاهات:
(1) الاتجاه الأول
دعم القوة البشرية، خاصة لأطقم الطيران والعناصر الفنية، وإعادة تسليح التشكيلات الجوية، بالطائرات والمعدات والأسلحة، لتعويض ما دمرته الحرب، مع إعادة تنظيم القوات الجوية، وبناء التشكيلات الجديدة لدعم قدراتها القتالية.
(2) الاتجاه الثاني
إنشاء قواعد ومطارات جديدة، وإنشاء تحصينات في القواعد الجوية والمطارات القديمة والجديدة، لوقاية مراكز القيادة والطائرات والمعدات الفنية.
(3) الاتجاه الثالث
التدريب المكثف للقيادات والتشكيلات الجوية ، وتطوير الأسلحة والمعدات، للتغلب على بعض أوجه القصور فيها ، ودعم وتطوير التأمين الفني والهندسي والإداري، للقوات الجوية.
ج. قوات الدفاع الجوي
كانت الخطوة الأولى خلال هذه المرحلة، هي تجميع قوات ووسائل الدفاع الجوي، في كيان موحد كفرع رئيسي، يتبع القيادة العامة للقوات المسلحة. ففي فبراير 1968، صدر القرار الجمهوري الرقم 199، بإنشاء قوات الدفاع الجوي. وحدد بداية يوليه، من العام نفسه، لإتمام الاستعداد.
وكانت مهمة هذه القوات تحقيق الدفاع الجوي، عن الدولة ومسارح عملياتها. وكان هذا يعني بوضوح، أن على هذه القوة الوليدة، أن تكون قادرة على شل فاعلية أقوى عناصر القوة الإسرائيلية، وهي القوات الجوية.
وبدأ الإعداد والتجهيز لمنظومة متكاملة، بدءاً بتحديد شبكات الاستطلاع والإنذار، بأجهزة رادار متعددة الأنواع والمهام، تساندها شبكة مراقبة جوية لاكتشاف الطائرات المعادية مبكراً، والتبليغ عنها، ثم يجيء دور الأسلحة الإيجابية، التي تشمل مجموعة متنوعة من معدات القتال، تبدأ بالمقاتلات الاعتراضية، وهي خط الدفاع الأول ضد الهجمات الجوية المعادية، تليها الصواريخ الموجهة أرض/جو، المعروفة باسم "سام Sam"، ثم المدفعية المضادة للطائرات.
أما الحرب الإلكترونية، فكان دورها حيوياً في منظومة الدفاع الجوي (استطلاع إلكتروني ـ إعاقة ـ وأخيراً اتخاذ الإجراءات المضادة للإعاقة المعادية).
5. معارك حرب الاستنزاف على الجبهة المصرية (مرحلتا الدفاع النّشط، والعمل التعرضي).
ما إن انتصف عام 1968، إلا وكانت كل الظروف مهيأة لإدارة حرب الاستنزاف بأسلوب يحقق الأهداف السياسية والعسكرية والاقتصادية، التي خططت لها مصر.
وقد ساعد على ذلك، وصول القوات المسلحة إلى درجة مناسبة من الكفاءة القتالية، تمكنها من القيام بأعمال تعرضية محدودة.
كما جُهز مسرح العمليات بصورة مناسبة، تحقق تأمين القوات ضد ردود الفعل المعادية. وشرعت القيادة المصرية في تأمين الشعب من الداخل، طبقاً لإجراءات "إعداد الدولة للحرب". وفي الوقت نفسه، كان الطرف الآخر، جاداً في إنشاء خط بارليف الأول، وكثّف أعمال الإنشاءات خلال فترات هدوء المعارك.
وكانت الشواهد تدل على أن تحصيناته قوية بالدرجة، التي تحتم تدميره في مراحل بنائه، وليس الانتظار لحين إتمام هذه التحصينات. وكان الموقف السياسي العالمي، يتطلب تحركاً من نوع ما، يُشعر المجتمع الدولي أن إسرائيل غير جادة في تحقيق السلام، طبقاً لقرار مجلس الأمن الرقم (242)، وأنها تتعمد إفشـال جهود الوسـيط الدولي، وتعويق جهوده، وترديد أن العرب "جثة هامدة"، وأن جيش الدفاع الإسرائيلي "لا يقهر". لذلك، كان من الضروري تصعيد الموقف العسكري تدريجياً، خلال هذه المرحلة.
وفعلاً، اتخذت إجراءات التخطيط للأعمال القتالية النشطة، اعتباراً من منتصف عام 1968، وتحددت أولوياتها. كما اختيرت العناصر القائمة بتنفيذ المراحل الأولى منها، وتدريبها في مناطق منعزلة، وفي سرية تامة.
وظل توقيت تنفيذ هذه العمليات، سراً غير معروف، لأي مستوى قيادي. وكان أبرز العوامل، التي بحثت أثناء التخطيط العسكري المصري، في هذه المرحلة، هو أسلوب تصعيد الاستنزاف. وهل يُبدأ فورا بكل الطاقات المتاحة، أم بالتدرج المتوازن.
وهل يشمل الاستنزاف جميع مسارح الحرب، أم يُبدأ بمسرح رئيسي، ثم يُنْتَقَلْ إلى المسارح الأخرى. كذلك، رُكِّز في بحث أولويات الأهداف، التي يشكل تدميرها مرارة للعدو من نوع خاص، والإجراءات العسـكرية التي تَضَّطرْ إلى إعلان التعبئة واستمرارها، إلى أقصى وقت ممكن، بالشكل الذي تؤثر فيه داخلياً.
وقد استقر التخطيط، على أن يبدأ تصاعد الاستنزاف بالتدريج. ويتطلب ذلك فترة انتقالية لمدة ستة شهور، يجرى خلالها تنشيط الجبهة بمعدلات مناسبة، مع اختبار ردود الأفعال، وتحليل النتائج بأسرع ما يمكن، والاستفادة من عوامل القوة، وتصحيح مواطن الخطأ. وقد اتُفق على أن تبدأ مرحلة "الدفاع النشط"، اعتبارا من أول سبتمبر عام 1968.
وعند البحث في مجال مسارح الحرب اتفق، على أن يُبدأ بمسرح العمليات البري أولاً، حيث يوجد التفوق المصـري في القوات، خصوصاً في مجال المدفعية، التي ستشكل عنصر الردع في بداية الاستنزاف.
ثُم ينتقل إلى المسرح البحري، وأخيرا مسرح القتال الجوي، وذلك حتى يُترك أكبر وقت ممكن لتدريب الطيارين الجدد، الذين أُلحقوا بالخدمة بعد 1967، واكتسابهم الخبرات التي تأهلهم لمواجهة طياري إسرائيل "المحترفين".
في الوقت نفسه، عكفت القيادات المختلفة، في سرية تامة، على اختيار الأهداف، وتصنيف كل هدف، وأسلوب تدميره (بالمدفعية ـ بالقوات ـ بالطيران ـ . الخ).
ووضع أسبقية تدمير الهدف. ورُفعت هذه الدراسات إلى القيادة العامة لكي تختار منها الأهداف، التي تحقق التأثير المناسب. في الوقت المناسب، وهكذا، لم يمض شهر أغسطس 1968، إلاّ وكانت الرؤية واضحة تماما أمام القيادة العامة للقوات المسلحة، لتنشيط الجبهة، طبقا لخطة مدروسة، وليس نتيجة لردود أفعال، كما كان يحدث في الماضي.
ثانياً: مرحلة الدفاع النشط (سبتمبر 1968 ـ فبراير 1969)
يُعَدّ يوم 8 سبتمبر 1968، نقطة تحول الرئيسية في تنشيط الجبهة. فكان هذا اليوم بداية مرحلة الدفاع النشط، التي أرادت مصر أن تبـدأها بقوة، تُعلن عن نفسها إقليميا وعالميا، وتصاب فيها القوات الإسرائيلية بأكبر قدر من الخسائر.
وقد شملت أعمال قتال هذا اليوم، على قصفات مدفعية، مدبرة وتحت سترها تُدفع داوريات قتال على طول الجبهة. وقد خططت هذه القصفات مركزياً بحيث تشمل جميع الأهداف الإسرائيلية، شرقي القناة حتى عمق 20 كيلومتراً.
وروعي أن تبدأ قبل آخر ضوء بفترة مناسبة، وتستمر إلى ما بعد آخر ضوء، وقد اشترك في هذه القصفات 38 كتيبة مدفعية، من مختلف الأعيرة، أطلقت نيرانها لمدة ثلاث ساعات، من الرابعة والنصف إلى السابعة والنصف مساءً، وشاركت جميع الأسلحة المضادة للدبابات، لتطلق نيرانها من الضفة الغربية للقناة، على الأهداف المعادية المرئية على الضفة الشرقية.
واستهدفت هذه القصفات خط بارليف، الجاري إنشاءه في المقام الأول، ثم جميع مواقع الصـواريخ 216 مم، 240 مم التي يستخدمها الجانب الآخر في التأثير على مدن القناة، وجميع مواقع المدفعية، ومناطق الشؤون الإدارية، ومناطق تمركز الأفراد.
وقد شكلت هذه القصفات صدمة نفسية للجانب الآخر، حيث شعر لأول مرة أن السيطرة النيرانية قد آلت للقوات المسلحة المصرية. وتكبد العدو خسائر جسيمة، شملت تدمير 19 دبابة، وثمانية مواقع صواريخ، وعشرات الدشم، ومناطق الشؤون الإدارية، ومناطق التمركز.
وأسكتت خلالها جميع مدفعيات العدو، التي قُدرت وقتها بسبعة عشر بطارية مدفعية.
وقد اعترفت الكتب الإسرائيلية فيما بعد، أن خسـائرهم في الأفراد كانت 28 فرداً، بين قتيل وجريح (والحقيقة تخالف ذلك تماماً طبقاً لأسلوب إسرائيل في التهوين من خسائرها وعدم ذكر الحقائق، كنوع من الحرب النفسية).
أما الدوريات، التي دُفعت تحت ستر نيران المدفعية، فقد أدت مهامها بكفاءة. وزرعت ألغاماً على الطرق الرئيسية والفرعية، انفجر بعضها في الليلة نفسها، نتيجة للتحركات العشوائية للقوات الإسرائيلية، بعد انتهاء القصف المدفعي.
ولم تجد القوات الإسرائيلية ـ التي خسرت معظم مدافعها في هذا القصف ـ إلا أن توجه نيران ما تبقى من هذه المدافع، ضد المدن على القناة لتصيب بعض الأفراد المدنيين، الموجودين في مدنهم.
أعقب قصف 8 سبتمبر فترة هدوء، نتيجة لتدخلات سياسية، استثمرتها القوات المصرية، في دفع مزيد من الدوريات، لوضع ألغام على الطرق الرئيسية شرق القناة.
كما استغلتها في متابعة التغيرات، التي يحدثها الجانب الآخر في مواقعه، حيث كان مهتما بإعادة بناء ما تهدم في 8 سبتمبر، ولكنه كان يُقابل بنيران الأسلحة صغيرة بصورة شبه مستديمة، مما أثر على كفاءة إنشاءاته.
وفي 26 أكتوبر تكررت قصفات المدفعية المركزة، ولكن بصورة أقل، حيث اشتركت فيها 23 كتيبة مدفعية، أطلقت نيرانها لمدة سبعين دقيقة.
واستهدفت، بالدرجة الأولى، تدمير مواقع الصواريخ 216، 240مم بعد تحديدها بدقة، من خلال الدوريات، التي سبق دفعها، ومن خلال صور جوية حديثة.
وتحت ستر هذه القصفات، دُفع العديد من الكـمائن لاصطياد الدبابات والمركبات، التي تحاول الهروب أثناء القصف.
وقد نجح هذا القصف كذلك، وشكل للجانب الآخر صورة غير مألوفة من الإزعاج، نتيجة للخسائر التي تكبدها، والتي حددها ـ بعد ذلك ـ بأنها 49 فرداً بين قتيل وجريح علاوة على تدمير وحدات الصواريخ.
وطبقا للفكر الإسرائيلي، الذي تلقى خسائر ليست هينة على جبهة القناة، واقتنع بأن التفوق آل إلى المصريين في هذه المنطقة، فقد لجأ إلى توسيع الجبهة، وامتدادها إلى مناطق بعيدة للغاية، حتى يحقق هدفين:
الأول، أن تضطر القيادة المصرية إلى نشر قواتها، على مواجهة ألف كيلومتراً، تمثل طول الحدود الشرقية المصرية بالكامل، ومن ثم، يتلاشى التفوق المصري على الجبهة.
والثاني، وضع القيادة السياسية في مأزق، عندما يشعر الشعب أن إسرائيل اخترقت أعماقه، ودمرت أهدافاً حيوية، دون أن تتعرض لها القوات المسلحة المسؤولة أساساً عن تأمين هذا الشعب.
وقد اختارت إسرائيل هدفها في نجع حمادي، وفي محطة محولات كهرباء السد العالي بالتحديد، حتى يكون التأثير محسوساً لدى الشعب كله. وقد تمت هذه العملية ليلة 31 أكتوبر/1 نوفمبر 1968، من خلال عملية ليلية، أريد بها هدفاً سياسياً/ اقتصادياً، وليس عسكرياً.
واستُخدم فيها طائرات الهليوكوبتر (سوبر فريليون)، التي كانت إسرائيل قد حصلت عليها حديثاً. واُخْتِير أفراد القوة الإسرائيلية من المظليين، الذين يتكلمون العربية بطلاقه، حتى أعتقد أهالي المنطقة أنهم مصريون.
ولذلك، لم يتعرضوا لهم في البداية، مما أدى إلى نجاح هذه العملية، التي كان تأثيرها ضعيفا، ولم تحقق الهدف السياسي الذي خططته إسرائيل.
أما على الجانب السياسي ـ العسكري المصري، فكان لا بدّ من إعادة النظر في تأمين العمق المصري، حتى لا تلجأ إسرائيل لتكرار هذه العملية.
وفي الوقت نفسه، أعيد تقييم العمليات العسكرية، لتأخذ صورة أخرى أشد من قصفات المدفعية.
وقد كان ذلك سبباً في تهدئة الأوضاع على الجبهة ـ إلا من الاشتباكات بالأسلحة الصغيرة، وإطلاق حرية قنص أفراد العدو، ومنعهم من التحرك بحرية على طول الجبهة ـ مع تكثيف دفع دوريات الاستطلاع، للحصول على أكبر قدر من المعلومات للمرحلة القادمة.
أما في عمق الدولة، فقد نُفذ العديد من إجراءات التأمين، من خلال وحدات الدفاع الشعبي، على مستوياتها المختلفة.
وقد استغلت القوات الإسرائيلية هذه المرحلة، في تحسين موقفها الدفاعي، واستكمال تحصينات خط بارليف، الذي تابعته القوات المصرية جيدا، واكتشفت نقاط ضعفه، تمهيداً لتدميره في مراحل لاحقة.
ومـع تصاعد نشاط العمليات على الجبهة، قررت القيادة السياسية تهدئة الأوضاع في الداخـل، حتى لا تتضاعف أعباء الشعب، نتيجة للتعبئة النفسية. إضافة لما يعانيه من تحول الاقتصاد إلى اقتصاد حرب، الذي انعكس تأثيره على مستوى معيشة الفرد العادي.
وحتى لا يتزايد قلق مئات الآلاف من الأسر، الذين يخدم أبناؤها في القوات المسلحة، لذلك، انفصلت تماماً إجراءات الاستعداد على الجبهة، وإجراءات تأمين الشعب في الداخل، عن التعبـئة النفسية للجماهير وإحساسهم بحالة الحرب.
وتُرك ذلك للتقدير الشخصي لكل مواطن، طبقاً لدرجة ثقافته أو انتماءاته. وقد شكل ذلك نوعا من التأثير النفسي على القوات المسلحة، وكان له مردود مباشر في أثناء زيارة الرئيس محمد أنور السادات إلى الجبهة، في أغسطس 1968 (وكان وقتها نائبا لرئيس الجمهورية) عندما وجه إليه أحد الضباط سؤالاً، بما معناه، أن هناك انفصاماً تاماً، بين حياة الشعب في الداخل والأوضاع على الجبهة، فلماذا لا نُعـلن التعبئة الشعبية، حتى يتعايش معنا الشعب، ويحس إحساسنا؟
وكان تعليق الرئيس السادات عليها "بأننا لو أعلنا التعبئة اليوم ولم نحارب غداً، فسيفقد الشعب ثقته فينا. ولكن لكل إجراء وقته. والقوات المسلحة هي حامية هذا الشعب، وعليها أن تتحمل المسؤولية، لأن كل فرد فيها يمثل أسرة وعليه أن يدافع عنها".
وقد أثبتت الحقائق فيما بعد، أن الشعب لم ينفصل عن قواته المسلحة، وأنه كان يتفاعل من الداخل. ودل على ذلك، أحداث شهر ديسمبر 1968، والتي وصلت مداها في القاهرة والإسكندرية تطالب باستعادة الأرض وتدمير العدو الذي يجثم على أرض سيناء.
وربما تكون هذه الأحداث هي التي عجلت بقرار بداية مرحلة الردع التي أطلق عليها الاستنزاف فيما بعد.