قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.
يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب):"لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين)فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُمِصْرَعلى سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض،والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
المهندس حسن فتحيفيلسوف العمارة ومهندس الفقراء:هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية،وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول،اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن،ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كوروناغير المتوقعة للبشريةأنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباءفيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض..فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي"رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي(رحمه الله)قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني،وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.
أولاً: الثلاثاء – 16 مايو 1967 – "قرار سحب قوات الطوارئ الدولية" (أُنظر شكل سيناء بعد انسحاب الطوارئ)
1. القاهرة
كانت الخطوة التالية – بعد حشد القوات المصرية في سيناء – هي سحب قوات الطوارئ واستقر الرأي أن يصدر خطاب من رئيس أركان حرب القـوات المسلحة إلى الجنرال "ريكي" قائد قوات الطوارئ يخطره بقرار مصر سحب هذه القوات .. وقد عرضت صورة الخطاب على الرئيس جمال "عبدالناصر" صباح يوم 16 مايو، بينما حمل مندوب القيادة العامة "العميد عز الدين مختار" النسخة الأصلية من الخطاب بتسليمها إلى الجنرال "ريكي" في غزة .. وكانت ملاحظة الرئيس على الخطاب هو استبدال كلمة "Withdrawal" أي الانسحاب بكلمة "Redeployment" أي إعادة الانتشار .. وعموماً فقد سلم الكتاب إلى الجنرال "ريكي" حاملاً الكلمة الأولى حيث لم يمكن الاتصال بمندوب القيـادة العامة قبل أن يصل الساعة العاشرة مساءاً إلى غزة ويسلم الخطاب إلى الجنرال "ريكي" .. وقد اتفقت القيادة على تصحيح المفهوم بين الانسحاب وإعادة الانتشار خلال الاتصالات التي ستتم – حتما – عقب تسليم الخطاب.
كان نص الرسالة الآتي: الجنرال "أ. ح. ريكي" – قائد قوة الطوارئ الدولية – غزة. "أحيطكم علماً بأنني أصدرت تعليمات إلى جميع القوات المسلحة للجمهورية العربية المتحدة لتكون مستعدة للعمل ضد إسرائيل فور قيامها بعمل عدواني ضد أي دولة عربية.
وتنفيذ لهذه التعليمات تجمعت قواتنا في سيناء على حدودنا الشرقية. ولضمان أمن القوات الدولية المتمركزة في نقط المراقبة على حدودنا أطلب إصدار أوامركم بسحب هذه القوات فوراً .. وقد أصدرت تعليماتي لقائد المنطقة العسكرية الشرقية فيما يتعلق بهذا الشأن .. "أفاد بتنفيذ الطلب" "التوقيع فريق أول "محمد فوزي" – رئيس أركان حرب القوات المسلحة بجمهورية مصر العربية".
كان على الجنرال "ريكي" إبلاغ رئاسته في الأمم المتحدة بمطلب الجمهورية العربية المتحدة، ويتلقى منها التعليمات ومن لحظة وصول مضمون هذا الخطاب في الأمم المتحدة، فقد طغى على كل القضايا الأخرى، وأصبح هو مثار البحث والمناقشات. ومن خلالها تم استيضاح قرار مصر بأن المطلوب هو إعادة الانتشار بسحب القوات على الحدود، وليس كل القوات ومع ذلك فإن مساعد السكرتير العام "رالف يانسن" تبنى نظرية أن "عمل قوة الطوارئ وحدة لا تتجزأ بمهمة منع وقوع اشتباك مسلح بين مصر وإسرائيل، وهي تؤدي الدور من مجرد تواجدها وليس بقوة السلاح".
صرح المشير عامر في مؤتمر صباح هذا اليوم بأن سحب هذه القوات سيقلل من السياسة الدعائية للدول العربية المعارضة لهذه القوات، علاوة على أنه وجه أنظار القادة إلى عزل ايلات، وخصص حجم القوات المطلوبة لذلك رغم أن هذه القوات لها دور أساسي في الخطة "قاهر" وإذا دل على شيء دل على الإرباك السياسي العسكري. 2. نيويورك استدعى "رالف يانسن" المندوب المصري في الأمم المتحدة "السفير محمد عوض القوني" للاجتماع بالسكرتير العام للأمم المتحدة .. وكان ملخص رأي السكرتير العام هو "أن حكومة جمهورية مصر العربية هي السلطة التي تخاطب السكرتير العام للأمم المتحدة في مثل هذه الأمور .. وبالتالي فإن الجنرال "ريكي" لا يمكنه الاستجابة لخطاب الفريق فوزي .. كما أن انسحاب القوات من أي جزء من خطوط الهدنة يجعل وجودها كله غير ذي موضوع. على جانب آخر بدأت اتصالات أمريكية – بريطانية مع فرنسا، وبعض الدول الأخرى في محاولة لتكوين جبهة موحدة ضد مسار القرار المصري .. ولكن مندوب فرنسا لم يستجب للأمر. 3. إسرائيل طبقاً للأسلـوب الإسرائيلي في صنع القرار فقد عقد رئيس الأركان الإسرائيلي "إسحاق رابين" اجتماعاً في إحدى القواعد الجوية في النقب حضرها رئيس الوزراء "ليفي أشكول" لدراسة الموقف واحتمالات العمل في المرحلة القادمة. وكان من بين رؤساء الأركان السابقين الذين حضروا الاجتمـاع الجنرال "موشي ديان" الذي تنبأ بأن الخطوة التالية لمصر هي سحب قوات الطوارئ الدولية. وبالتالي فإن الجيش الإسرائيلـي يجب أن يكون مستعداً للعمل في أي وقت اعتبار من هذه اللحظة. هل كان سحب قوات الطوارئ الدولية ضرورة يتطلبها الموقف؟ كان الهدف الأساسي للحشد في سيناء هو مساندة سورية ضد أي أعمال إسرائيلية معادية. ومفهوم المساندة لا يأتي من طرف واحد بقوته المجردة وهي مصر، ولكن الأمر يتطلب حشد رأي عام ومساندة إقليمية ودولية .. وكان قرار سحب قوة الطوارئ يؤدي إلى عكس الهدف تماماً، لأن القوى العالمية بدلاً من الوقوف إلى جوار "عدالة القضية" سيقفوا ضد قرار سحب القوات الدولية الذي يعني في المفهوم الدولي "الاستعداد للحرب". وكانت القيادة السياسية تعلم أن مثل هذا القرار سيثير إسرائيل، وسيثير الولايات المتحدة الأمريكية وبرغم ذلك تم اتخاذه .. حيث استغلت إسرائيل الفرصة بتحويل اتجاه جهودها الرئيسية في اتجاه مصر وخلقت من قضية "حرية الملاحة في خليج العقبة" الذريعة لحرية عملها العسكري .. وهنا نشأ موقف سياسي – عسكري جديد وأصبح الصراع مركزاً بين مصر وإسرائيل التي تساندها الولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا وكندا – بعد أقل من 48 ساعة من رفع درجة الاستعداد – والحقائق تحدد في أن قرار سحب قوات الطوارئ، كان قراراً عاطفياً إعلامياً أرادت منه القيادة السياسية المصرية إزالة آثار الهجمات الإعلامية المضادة لها .. ولم يكن هو القرار السياسي الإستراتيجي الذي يمكن اتخاذه في مثل هذا الوقت، وتلك الظروف التي يتحتم فيها على الجيش المصري أن يحارب في جبهتين والذي كانت الولايات المتحدة الأمريكية أثناءها تضمر لمصر أشد العداء، وكان العالم العربي منقسماً على نفسه في عدة جبهات.
والملاحظ من قراءة الوثائق .. أن القيادة السياسية العسكرية لم تعطي قدراً مناسباً لتقدير ردود الفعل التي تترتب على اتخاذ هذا القرار .. ربما يكون نتيجة ضعف المعلومات المتاحة عن قدرة إسرائيل في هذا الوقت، وربما يكون من جراء إعطاء حجم أكبر لدور الاتحاد السوفيتي في مواجهة الولايات المتحدة الأمريكية، وربما مـن تصور خاطئ لقدرات مصر لتعبئة 2 مليون مقاتل "طبقاً لتصور "المشير عامر" في تلك المرحلة".
وقد لازم سوء التقدير .. عدم وجود هدف سياسي عسكري .. منظم بأسلوب علمي إلى جانب مركزية القيادة، وعدم وجود أي نوع من الديموقراطية في أسلوب اتخاذ القرار حيث كان يحتشد في القيادة العامة العديد من الضباط ذوي الكفاءة العلمية، ولكن "لا يعلو صوتهم على صوت المشير" الذي يصدر قراراته عشوائياً دون مناقشة مما يزيد الأمر تعقيداً أن "القرار السياسي" دائماً يفرض نفسه دون أي اعتبارات أخرى.
ومن كل ما سبق، فإن قرار سحب قوات الطوارئ الدولية يعتبر قرار غير مدروس، وكان من نتيجته تغيير مسار المعركة لصالح إسرائيل عسكرياً وسياسياً، وهذا ما كانت تسعى إليه إسرائيل منذ فترة طويلة.
ثانياً: الأربعاء ـ 17 مايو 1967 ـ طلب سحب قوات الطوارئ رسمياً
1. القاهرة
بناء على تبليغ السفير القوني، بأن طلب سحب القوات يجب أن يكون من الحكومة المصرية، فقد عقد الرئيس "عبدالناصر" اجتماعاً للهيئة السياسية .. وكان رأي الرئيس جمال "عبدالناصر" أن العجلة قد دارت، وليس من المستطاع حالياً التراجع فيما اتخذناه من الإجراءات، وعلى ذلك أصدر أوامره إلى وزير الخارجية "السيد محمود رياض" بطلب سحب قوات الطوارئ الدولية بالكامل .. وكان نص الرسالة التي أرسلها "محمود رياض" إلى أوثانت هي: "إن حكومة الجمهورية العربية المتحدة تتشرف بإخطار سعادتكم أنها قد قررت إنهاء وجود قوات الطوارئ الدولية التابعة للأمم المتحدة على أراضي الجمهورية العربية المتحدة وقطاع غزة، وعلى هذا الأساس فإنني أطلب اتخاذ الإجراءات اللازمة لسحب هذه القوات في أسرع وقت ممكن. وأنتهز هذه الفرصة لأعبر لسعادتكم عن عرفاني وأصدق تحياتي …".
في نفس الوقت جرت اتصالات بالهند ويوغسلافيا التي تشكل قواتها الغالبية العظمى من قوة الطوارئ للتنسيق معها وحتى تقوما من جانبها بالإعلان عن سحب قواتهما مما يزيد من قوة موقف مصر .. وكذلك تمت اتصالات مع باقي الدول التي لها قوات ضمن قوة الطوارئ لنفس الغرض.
يوضح الرئيس "السادات" بعض تفاصيل الاجتماع الذي اتخذ فيه قرار إرسال خطاب وزير الخارجية إلى "أوثـانت" في الجزئية الآتية: "قال لنا الرئيس في الاجتماع أن وجودنا في سيناء تجعل الحرب محتملة بنسبة 50 %، أما إذا قفلنا المضايق فالحرب مؤكدة 100 % ثم التفت إلى المشير عامر وقال له: هل القوات المسلحة جاهزة يا عبدالحكيم؟ فوضع المشير يده على رقبته وقال: برقبتي ياريس، كل شيء على أتم استعداد".
وفي هذا اليوم أفادت الاستخبارات أن الجيش الإسرائيلي حشد 5 – 7 ألوية أمام الجبهة السورية، وحوالي 6 ألوية وبعض الكتائب المستقلة أمام الجبهة المصرية.
2. إسرائيل
بدأت الخطط تتبلور، وتناقش عـلى أعلى مستوى .. وتم يوم 17 اجتماعين لمجلس الحرب في رئاسة الوزراء، حضرها أعضاء المجلس برئاسة رئيس الوزراء وبعض الوزراء المحدودين، وبعض القادة الإسرائيليين في رئاسة الأركان .. وتم استعراض الخطط وعرض مطالب القادة العسكريين لإنجاح الخطة .. ومطالب التنسيق .. وقد استغرق الاجتماع الثاني بعد الظهر "7 ساعات متصلة".
3. الولايات المتحدة الأمريكية
كان تقدير واشنطن لما يحدث في الشرق الأوسط هو أن الرئيس "عبدالناصر" انخدع وراء التقارير الغير صحيحة الواردة من سورية "والتي تحرص سورية على تغذيتها باستمرار" وقد ساعد على ذلك البيانات التي تخرج على لسان قادة إسرائيل.
وأن الإجراءات التي تمت حتى الآن في الجمهورية العربية المتحدة "تتسم بالزهو واستعراض القوة" .. وقد حركت مصر قواتها فعلاً إلى سيناء ..
وأن الرئيس "عبدالناصر" سيشعر بأن هيبته ستتأثر بشدة لو تخلى عن مساعدة دولة عربية هاجمتها إسرائيل. وخصوصاً أن الملك "حسين" قد انتقض مصر بشدة عندما لم تهرع لنجدة الأردن عندما هاجمت إسرائيل قرية "السموع" في شهر نوفمبر 1966.
وتحليلاً لكل الأمور في الشرق الأوسط، فإن إسرائيل لا يمكنها الآن أن توجه ضربة محـدودة ضد سورية للانتقام من أعمال الفدائيين .. لأن الوضع اختلف عن ذي قبل. وقد أشارت وزارة الخارجية التي أعدت هذا التقرير بأن يرسل الرئيس "جونسون" رسالة إلى "ليفي أشكول" بملخص هذا التقدير ورأي واشنطن، وفعلاً أرسلت هذه الرسالة يوم 19 مايو 1967. (أُنظر ملحق صورة صفحة من رسالة شفرية بعث بها الرئيس "جونسون" إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي "ليفي أشكول" يوم 21 مايو 1967)
4. قوة الطوارئ الدولية (أُنظر جدول حجم القوات)
كانت تضم وقتئذ 978 جندياً هندياً، و795 كندياً، و579 يوغسلافياً، و530 سويدياً، و431 برازيلياً، و58 نرويجياً، و3 دنماركيين.
ثالثاً: الخميس – 18 مايو 1967 "قرار تمركز قوات مصرية في شرم الشيخ"
1. القاهرة
كانت القاهرة على اتصال دائم بالأمم المتحدة، وقياس ردود الفعل، واستجابة مطالبها حيث قرر "أوثانت" إصدار تعليماته بسحب القوات، كما طلب زيارة القاهرة التي وافقت فوراً على الطلب، وتحدد يوم الاثنين 22 مايو موعداً للزيارة.
وكان على القيادة المصرية أن تقرر خطة لتأمين شرم الشيخ وإغلاق مضيق العقبة في وجه الملاحة الإسرائيلية بمجرد انسحاب قوات الطوارئ الدولية .. وكانت الخطة "قاهر" تحدد لواء مشاة ليحتل هذه المنطقة، ولكن رأت القيادة العامة أن استعدادات وتحرك لواء مشاة قد يستغرق وقتاً طويلاً، وقررت أن يتم احتلال شرم الشيخ بواسطة قوات مظلات تنقل جواً، على أن تدعم بأسلحة ثقيلة تنضم عليها بعد ذلك، وتخصيص قوات مناسبة من البحرية لإغلاق الممر البحري.
2. تل أبيب
استمرت اجتماعات القيادة العامة، ومجلس الحرب لتنسيق الخطط .. ومتابعة الموقف على الجبهات المختلفة، وخصوصاً الجبهة المصرية.
رابعاً: الجمعة ـ 19 مايو 1967 – "بدء تمركز قوات في شرم الشيخ"
1. الأمم المتحدة
أصدر "أوثانت" أوامره إلى قوات الطوارئ الدولية في الجمهورية العربية المتحدة بالانسحاب وشهدت أروقة الأمم المتحدة تباين شديد بين المواقف المختلفة للدول. وصرحت أغلب دول الغرب باستيائها من أن يتخذ هذا القرار قبل استشارة جميع الدول المعنية.
2. القاهرة
تعين العميد أركان حرب "عبدالمنعم محمد خليل" قائداً لقوات شرم الشيخ، ووضع تحت قيادته لواء مظلات وكتيبة مدرعات، وكتيبة حدود، وكتيبة مدفعية ميدان، وسرية مدفعية ساحلية ذات مدفعين 130 مم، 4 قطع بحري (مدمرة – فرقاطة – 2 ناقلة) ويعاونه سرب طائرات ميج – 19 من مطار الغردقـة .. يصف العميد "عبدالمنعم خليـل" ظروف تكليفه بالمهمة": في مساء يوم 19 مايو 1967 استدعيت بصفتي قائد لقوات المظلات إلى القيـادة العامة للقوات المسلحة، وقابلت الفريق "أنور القاضي" رئيس هيئة العمليات، واللواء "بهي الدين نوفل" نائبه، حيث كلفت بناء على تعليمات المشير "عامر" بمهمة لم تكن في الحسبان، ولم تكن في الخطة العامة للقوات المسلحة سواء الخطة الدفاعية أو الهجـومية بالنسبة لقوات المظلات، وكانت المهمة تأمين منطقة شرم الشيخ بغرض حرمان العدو من الاستيلاء عليها، "أما الملاحة فهي ليست مسؤوليتي" .. على أن تكون القوات في مواقعها قبل أول ضوء يوم 20 مايو 67.
وقابلت الفريق أول "محمد فوزي" رئيس هيئة أركان حـرب القوات المسلحة، لتأكيد المهمة. وطلب مني المرور على الفـريق أول "صدقي محمود" قائد القوات الجوية لتنسيق خطة التحرك الجوي إلى منطقة شرم الشيخ هذه الليلة … والحمد لله تم التحرك ووصلت إلى شرم الشيخ قبل أول ضوء يوم 20 مايو .. ووجدت قوات الطوارئ لا زالت في المنطقة، ولم تخلي مواقعها إلا بعد 24 ساعة من وصولي … وفي خلال الأيام التالية بدأت القوات البرية والمدرعات والمدفعية يتوالى وصولها إلى شرم الشيخ، حيث كنت قد انتهيت من وضع الخطة الدفاعية".
3. إسرائيل
اعتباراً من يوم 19 مايو بدأ الموقف يتصاعد في إسرائيل، وضغط الجنرالات "إسحاق رابين" رئيس الأركان و"أهارون ياريف" مدير الاستخبارات على رئيس الوزراء "لـيفي أشكول" لاتخاذ إجراءات التعبئة العامة وكانت الأسباب التي استندوا عليها .. "أن الطيران المصري بدأ يستطلع منطقة النقب، ووصل تعداد القوات المصرية في سيناء إلى أربعين ألف جندي، 500 دبابة – وأن لواء مشاة وكتيبتي دبابات من العاملين في اليمن، وصلت إلى السويس وتوجهت فوراً إلى الجبهة، وهذا معناه أن مصر بدأت تدعم الجبهة بقوات اليمن مما يغير حسابات القيادة الإسرائيلية" .. في نفس الوقت اشتد ضغطهمـا، ليتدخل بنفسه بسرعة وصول معدات كانت من المفروض أن تصل من القواعد الأمريكية في ألمانيا إلى إسرائيل.
وألقت إسرائيل تبعة التوتر في منطقة الشرق الأوسط – على حشد القوات المصرية في سيناء، ونشاط الأعمال الفدائية العربية داخل إسرائيل.
3. الولايات المتحدة الأمريكية
بدأ ـ "أفراييم أيفرون" الوزير المفوض في السفارة الإسرائيلية في الولايات المتحدة الأمريكية،"والذي تم تعيينه مندوباً للمخابرات الإسرائيلية، ومختص بالتنسيق مع مجلس الأمن القومي الأمريكي – "نشاطه للتنسيق الأمريكي – الإسرائيلي في مجال الاستخبارات .. وكـان رأي إسرائيل كما نقله "أفراييم" أن الوضع الآن أصبح حساساً، وأن إغلاق خليج العقبة معناه الحرب من وجهة نظر إسرائيل وكانت الولايات المتحدة الأمريكية، تتابع الموقف لصالح إسرائيل تماماً. في الصباح وقع "جونسون" رسالة موجهة إلى رئيس الحكومة السوفيتية تفيد بأن كلا: الحكومتين سوف تساند الطرف التابع لها. ومن ثم سوف ينشأ موقف متدهور في المنطقة ومن ثم يجب اتخاذ إجراء مشترك يمكنهما منه حل الأزمة – ونلاحظ أن المعالجة الأمريكية كانت تستهدف تحييد الاتحاد السوفيتي وتعد تمويهاً جيداً لأن الولايات المتحدة الأمريكية – كانت تعلم – بل ومتورطة – بأن إسرائيل تخطط للحرب منذ فترة.
خامساً: السبت 20 ـ الجمعة 26 مايو 1967 "القرار السياسي لإغلاق خليج العقبة"
القاهرة
بعد أن أتمت القوات المصرية الفتح الإستراتيجي في سيناء، كان أمام القيادة المصرية مسألتين هامتين:
الأولى: تتعلق بوضع خليج العقبة، وهل ستسمح مصر بمرور السفن الإسرائيلية. والثانية: تتعلـق بنوايا إسرائيل، ومتابعة تحركات قواتها، حتى تصل القيادة العامة إلى الفكر الذي يمكن مجابهته بخطة مصرية لإحباطه.
وعن النقطة الأولى: فقد دارت منـاقشة في اللجنة التنفيذية للاتحاد الاشتراكي يوم 21/5/1967 وكان رأي الرئيس جمال "عبدالناصر" … أن الظروف تحتم تطبيق الإجراءات التي تحافظ على حقوق وسيادة الدولة، وكانت احتمالات الحرب – من وجهة نظره – أنه بعد سحب قوات الطوارئ الدولية فإنها تصل إلى 25 % - أما بعد إغلاق الخليج فستصل إلى 50 % .. وكان رأي المشير عامر أن احتمالات القتال واردة حتى، وإن لم تغلق مصر مضيق العقبة – لأنه لو حدث أي شيء على الحدود السورية فإن مصر لن تقف مكتوفة الأيدي "وهو يعرف شعور القوات المسلحة، ويثق مقدماً أنه لا يمكن ضبط أعصاب أي قوة مصرية في شرم الشيخ إذا ما رأت أمامها علماً إسرائيلياً فوق سفينة إسرائيلية".
وترددت آراء أخرى عديدة .. أما الصوت المعارض الوحيد فكان للمهندس "صدقي سليمان"، حيث كان رأيه "أن الحرب في كل الأحوال مغامرة محفوفة بالمخاطر، وحسابها صعب، ولذلك فقد يكون من الأفضل العمل بكل الوسائل على تجنب رفع نسب المخاطرة".
وفي نهاية الاجتماع .. تم الاتفاق على إغلاق الخليج ومنع السفن الإسرائيلية من المرور .. كما اتفق على أن يتم الإعلان الآن بواسطة الرئيس "عبدالناصر" شخصياً .. قبل وصول "يوثانت" إلى القاهرة .. حيث أن زيارته تهدف أساساً إلى الحصول على ضمانات بعدم إغلاق الملاحة في وجه السفن الإسرائيلية. وتم الاتفاق على أن يتم الإعلان من خلال زيارة الرئيس "عبدالناصر" لقاعدة "أبو صوير" الجوية يوم 22 مـايو 1967.
سادساً: يوم 22 مايو 1967 (أُنظر وثيقة خطاب الرئيس جمال عبدالناصر في زيارته إلى مركز القيادة المتقدمة للقوات الجوية يوم 22 مايو 1967)
يوم الشرارة الذي تسبب في تفجير الأزمة عندما أعلن الرئيس "جمال عبدالناصر" – زيارته لقاعدة "أبو صوير" الجوية، التي وصلها حوالي الثانية والنصـف بعد الظهر، واجتمع بالطيارين، وشرح لهم الموقف، "وأسباب الأزمة التي افتعلتها إسرائيل بحشد قوات أمام الجبهة السورية .. لاحتلال مواقع مشروعات نهر الأردن وحددت لتنفيذها يوم 17 مايو 1967 .. ولقد قررنا أن نتحرك بسرعة، وتحركنا فعلاً يوم 14 مايو ثم طلبنا بعد ذلك أن تنسحب قوات الطوارئ.
ثم أعلن بعدها قرار إغلاق خليج العقبة، وأن العلم الإسرائيلي لن يمر بعد الآن في خليج العقبة .. إن سيادتنا على الخليج لا ينازعنا فيها أحد، وإذا هددتنا إسرائيل بالحرب، فإن جوابنا على ذلك سيكون مرحباً بالحرب.
وينص القرار الذي أصدره نائب القائد الأعلى بعنوان تعليمات قفل مدخل خليج العقبة على الآتي:
أولاً: يقفل مدخل خليج العقبة اعتباراً من باكر 23/5/1967، أمام جميع السفن التي تحمل العلم الإسرائيلي، وكذلك ناقلات البترول على اختلاف جنسياتها والمتجهة إلى ايلات.
ثانياً: يسمح للسفن الخارجة من الخليج على اختلاف جنسياتها بالخروج منه. ثالثاً: يقوم لنش طوربيد نهاراً، والسفينة رشيد ليلاً بمعارضة السفن التي تحمل العلم الإسرائيلي وكذلك ناقلات البترول من الجنسيات المختلفة المتجهة إلى ايلات في المنطقة جنوب خليج العقبة لتحذيرها من دخول الخليج.
رابعاً: إذا لم تستجب إحدى السفن المذكورة إلى تحذير لنش الطوربيد نهاراً أو السفينة رشيد ليلاً – يقوم لنش الطوربيد أو السفينة رشيد بإبلاغ قائد منطقة شرم الشيخ باسم السفينة وموعد وصولها إلى مضيق "تيران".
خامساً: عند وصول إحدى هذه السفن إلى مضيق "تيران" تقوم المدفعية بضرب طلقة إنذار أمام السفينة وتحذيرها بواسطة محطة الإشارة البحريـة، ويصير تكرار الضرب والتحذير أمام السفينة مرة أخرى إذا لم تستجب للطلقة الأولى.
سادساً: إذا لم تستجب السفينة إلى طلقتي الإنذار يصير ضرب السفينة بغرض تعطيلها أولاً ثم إغراقها إذا لم تمتثل بعد ذلك.
سابعاً: يصرح بالمرور للسفن التي تحرسها سفن حربية، ولا يتم الاعتراض أو الاشتباك مع السفينة أو السفينة الحربية، حتى لو كانت السفينة المحروسة ترفع العلم الإسرائيلي.
وقد تم تسليم هذه التعليمات إلى قائد قوات شرم الشيخ على دفعتين بواسطة العميد بحري أركان حرب "محمود عبدالرحمن فهمي" وكانت التعليمات الأولى تقف عن البند سادساً، ثم وصل تعليمات بإضافة البند السابع.
أما النقطة الثانية التي بحثت في اجتماع اللجنة التنفيذية للاتحاد الاشتراكي، هي تقدير الاستخبارات الحربية لحجـم أوضاع إسرائيل بعد أسبوع من رفع درجات الاستعداد، وكانت كل التعليمات تشير إلى أن الحشد الرئيسي يتم حالياً في اتجاه الجبهة المصرية، ولا يوجد أمام الجبهة السورية سوى لواءين، مع عـدم وجود قوات تجاه الجبهة الأردنية .. أما تفاصيل الحشد أمام الجبهة المصرية، فإن المعلومـات تؤكد على أن الحشد الرئيسي يتم في اتجاه القطاع الجنوبي للجبهة .. "وربما يكون موضوع الخليج قد طغى على الفكر الاستخباراتي، وتصور أن الضربة الرئيسية للقوات الإسرائيلية ستكون في اتجاه شرم الشيخ لفتح خليج العقبة" .. وكان لهذا التقدير تأثير ضار على الخطة المصرية التي تعدلت عدة مرات.
أما ردود فعل إعلان الرئيس لإغلاق خليج العقبة فكان عنيفاً في تأييده من الجماهير العربية، وعنيفاً في نقده من الولايات المتحدة الأمريكية ودول الغرب عموماً وإسرائيل.
1. في جبهة سيناء
فقد شهدت العديد من الإجراءات التخطيطية والتنفيذية، كان أهمها على الإطلاق، هو صدور تعليمات التخطيط للعمليات التعرضية يوم 23 مايو، بحيث تعرض قراراتها يوم 25 مايو للتصديق، وتحدد توقيت الاستعداد يوم 28 مايو .. وهذه العمليات كانت ضرورية من وجهة نظر القيادة العسكرية للرد على أي أعمال عدائية تجاه سورية، كما كانت ضرورية لمجابهة تطورات الموقف على الجبهة المصرية ذاتهـا، وخصوصاً فكر العدو في التركيز على المحور الجنوبي، ومحاولة إحباط نواياه، وإثارة قضية قديمة، وهي قرية "أم رشرش" التي استولت عليها القوات الإسرائيلية منتصف مارس 1949، وحولتها إلى ميناء ايلات.
وقد صاحب التخطيط للعملية إجراءات الحشد للقوات التي تشترك في تنفيذها، وهي قوات مخصصة أساساً ضمن التجميع القتالي للخطة "قاهر الدفاعية" وقد تطلب الأمر إلى إعادة تخصيص قوات أخرى لسد الفراغات الناشئة عن ذلك، وقرارات بإنشاء وحدات جديدة، وقرارات بتعبئة قوات أخرى، مما جعل مسرح العمليـات تسيطر عليه فوضى التحركات، وإرهاق الوحدات من كثرة تنقلاتها، وكان سهلاً على الجانب الآخر أن يركز جهوده في التعرف على نوايا قواتنا، وفعلاً نجح بطريقة ما "ربما يكون من أحد العناصر المتواجدة في مطار العريش" في الحصول على معلومات عن استعداد قواتنا لتنفيذ الخطة "أسد" وهي إحدى الخطط الفرعية "للخطة فجر" وكانت ذلك سبباً في تطور المواقف التي أدت إلى إلغاء تنفيذ الخطط التعرضية بالكامل.
2. موسكو
بعد أكثر من أسبوع بدأ أول رد فعل للاتحاد السوفيتي، وكان الرد على هيئة رسالة من القادة السوفيت سلمت إلى الرئيس "عبدالناصر" مساء يوم 22 مايو (قبل علمهم بإغلاق مضيق العقبة) وتحوي الرسالة تأييداً للموقف المصري وقد طلب الرئيس "عبدالناصر" من السفير السوفيتي أن يكون موقفهم أكثر فعالية، لأن الموقف تغير، ولم يعد التهديد موجه إلى سورية، بل إلى مصر ولا بد أن يكون موقف الاتحاد السوفيتي – كقوة عظمى – على مستوى مواجهة القوة العظمى الأخرى – الولايات المتحدة الأمريكية – التي تؤيد إسرائيل وتدعمها تدعيماً مطلقاً وقد لبى الاتحاد السوفيتي فعلاً طلب الرئيس من خلال بيان قوي أعلنته القيادة السوفيتية يوم 23 مايو يذكر في أحد فقراته "إن كل من يغامر بشن عدوان في الشرق الأوسط لن يواجه فقط القوى المتحدة للدول العربية، بل سيواجه مقاومة صلبة من الاتحاد السوفيتي والدول المحبة للسلام".
وفي يوم 25 مايو 1967، سافر وفد عسكري مصري رفيع المستوى برئاسة وزير الحربية "شمس بدران" إلى موسكو بهدف التنسيق في مجالات الأمن المتبادل، واستعجال تنفيذ صفقات السلاح وتقديم مطالب جديدة تتناسب مع الموقف واستطلاع رأي موسكو فيما يجري حـالياً في منطقة الشرق الأوسط .. ووصل الوفد – بتوجيهات محددة من الرئيس "عبدالناصر والمشير" – إلى موسكو يوم 25 مايو، وكان أول اجتماع لهم مع الجنرال "جريتشكو" وزير الدفاع السوفيتي حيث كان رأيه الذي نقله إلى الوفد "أنه يرى أن الاستعماريين لن يجرءوا على شن حرب، فالشعوب العربية قوية ومتحدة ومستعدة للحرب بعنف، ومع ذلك فهو يرى من الأفضل عدم تطوير الموقف الحالي إلى اشتباك مسلح. ثم اجتمع الوفد مع وزير الخارجية السوفيتي "أندريه جروميكو" الذي تلخص موقفه في "أن لدى الاتحاد السوفيتي قوة بحرية ضخمة في المنطقة، وأنهم على أساس ما قدموه من معلومات للجمهورية العربية المتحدة، وعلى أساس البيانات التي أعلنوها يعتبرون موقفهم واضحاً في تأييد الجمهورية العربية المتحدة وسورية.
وفي صباح اليوم التالي قابل الوفد رئيس الوزراء السوفيتي "ألكسي كوسيجين" حيث نقل للوفد تـأييد الاتحاد السوفيتي، وشرح وجهة نظر القيادة السوفيتية "أنه من الناحية السياسية انتصرتم (يقصد مصر) ومن الناحية العسكرية انتصرتم أيضاً .. ماذا تريديون الآن .. رأيي أنه من الممكن الاكتفاء بما وصلتم إليه .. انسحاب قوات الطوارئ الدولية، ثم سيطرتكم على المضيق. ماذا تريدون أكثر؟؟" .. وواصل تقديره للموقف "يوثانت" قدم لكم اقتراحـات، وأنتم قبلتموها، والمهم أن يكون الطرف الآخر على علم بذلك حتى لا تتطور الأمور بصورة مختلفة، عموماً أفضل النقاش على المائدة بدلاً من المعركة في الحرب" ثم جرت مباحثات بالنسبة لمطالب مصر من الأسلحة، رأى من خلالها رئيس الوفد المصري .. أنه لا بد من تدخل القاهرة لحث القيادة السوفيتية للاستجابة لهذه المطالب، وفعلاً تمت اتصالات، وافق بعدها السوفيت على إمداد مصر عاجلاً بالتعاقدات السابقة على أن ينظر في الطلبات الجديدة في خلال شهر …
وأثناء وداع الوفد المصري يوم 27 مايو صباحاً .. "ذكر السيد شمس بدران في مذكرة رفعها إلى المشير عامر" أنه "جريتشكو" وزير الدفاع السوفيتي قال له "اطمئنوا لكل طلباتكم سنعطيها لكم (يقصد الأسلحة).. وأريد أن أوضح لك أنه إذا دخلت أمريكا الحرب فسوف ندخلها بجانبكم، إن أسطولنا في البحر الأبيض قريب من شواطئكم الآن، وبه من المدمرات والغواصات المسلحة بصواريخ وأسلحة لا تعلموها .. هل فهمت تماماً ما أعنيه؟ أريد أن أؤكد لكم أنه إذا حدث شيء واحتجتم لنا فمجرد إرسال إشارة نحضر لكم فوراً في بور سعيد أو أي مكان
3. الولايات المتحدة الأمريكية
أعلن الرئيس "جونسون" فور سماع النبأ "أن إغلاق خليج العقبة في وجه الملاحة الإسرائيلية عمل غير شرعي وأن الولايات المتحدة الأمريكية ما زالت ملتزمة بالمحافظة على سلامة جميع دول منطقة الشرق الأوسط. لقد فزعنا بسبب الانسحاب المتسرع لقوات الطوارئ وعموماً كان موقفها ذا شقين متعارضين تماماً الأول دبلوماسي يتلخص في الرسالة الواردة من واشنطن إلى سفيرهم في القاهرة يوم 23 مايو تطلب تأكيد قرار إغلاق المضيق .. وتطلب إذا كان هذا حقيقة "فعلية أن ينقل للحكومة المصرية" قلق واشنطن الشديد من هذا الإجراء" .. كذلك من رسالة الرئيس "جونسون" إلى الرئيس "عبدالناصر" التي جاءت في عبارات رقيقة ويقول فيها "أدعوك إلى أن تجعل أولويتك الأولى لشعبك ولمنطقتك وللمجتمع العالمي هدف تجنب قيام أعمال عدوانية". وقد أعقب ذلك بيان رسمي صدر من البيت الأبيض يوم 23 مايو يحدد النقاط التي أدت إلى التوتر من خرق اتفاقيات الهدنة إلى سحب قوة الطوارئ الدولية، إلى الحشود العسكرية، ثم يحدد الموقف في "أن ما قيل عن إغلاق خليج العقبة في وجه السفن الإسرائيلية قد أضاف بعداً جديداً وخطيراً للأزمة، إن الولايات المتحدة الأمريكية تعد هذا الخليج ممراً مائياً دولياً، وتشعر بأن فرض حصار على سفن إسرائيل أمر غير مشروع، وفيه احتمال لكارثة تحل بقضية السلام .. إن حق المرور الحر البريء في هذا الممر المائي الدولي له أهميته الحيوية للمجتمع الدولي". (أُنظر وثيقة رسالة جونسون للرئيس عبدالناصر في 23 مايو 1967).
أما الشق الثاني فقد تكشف يومي 25، 26 مايو من خلال ترحيل الأسر الأمريكية من مصر، ومن إجراءات الرئيس "جونسـون" لتكوين أسطول عالمي لفتح خليج العقبة بالقوة، ومن خلال تحركات بحرية كثيفة لتعزيز الأسطول السادس في البحر الأبيض، والسابع في المحيط الهندي، في نفس الوقت هناك ظواهر كثيرة للتنسيق بين الأسطولين الأمريكي والبريطاني.