منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

IZHAR UL-HAQ

(Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.

أحْـلامٌ مِـنْ أبِـي (باراك أوباما) ***

 

 المبحث الرابع

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

المبحث الرابع Empty
مُساهمةموضوع: المبحث الرابع   المبحث الرابع Emptyالسبت 25 يونيو 2011, 12:40 am

المبحث الرابع

المبحث الرابع Hd8e10

مــرحــلــة الاســتنــزاف

أولاً: مرحلة الاستنزاف (مرحلة العمل التعرضي ـ مارس 1969/ أغسطس 1970)

طبقاً للتخطيط المصري، كان شهر فبراير 1969 يمثل نهاية الشهور الستة المحددة، كمرحلة انتقالية بما كان يطلق عليه الدفاع النشط. وشهد مارس 1969 أهم مراحل التصعيد العسكري، ما بين الجولتين الثالثة والرابعة، في الصـراع العربي الإسرائيلي. وقد أديرت هذه المرحلة سياسيا، وعسكريا بتنسيق متكامل لتحقق الهدف منها، ولتتوازن في التصعيد والتهدئة.

وتحددت مهامها في تقييد حرية تحركات العدو، على الضفة الشرقية للقناة، وإرهاقه وإحداث أكبر خسائر به، وتدمير خط بارليف الدفاعي، مع إجراء تطعيم لأكبر عدد من وحدات القوات المسلحة للقتال من خلال معارك رئيسية، أو أعمال قتال حقيقية.

وكانت هـذه المرحلة، التي امتدت من يوم 8 مارس 1969 إلى 8 أغسطس 1970، طويلة وشاقة، وهي لا تقـل ـ في تقييمها عسكرياً ـ عن أي جولة من جولات الصراع العربي ـ الإسرائيلي، بل تُعَدّ أطول جولة في تاريخ هذا الصراع. وقد جرت خلالها الأعمال القتالية بصورة مستمرة، ومعدلات أداء ناهزت 1ـ 2 قصفة مدفعية يومياً، وصلت في بعض الأحيان إلى 4 ـ 5 قصفات، وصاحبتها أعمال قتالية أخرى.

كما نُفذت تراشقات بالأسلحة الصغيرة، وأسلحة الضرب المباشر (دبابات وأسلحة مضادة للدبابات) بمعدل يصل إلى 10ـ 20 اشتباكا يوميا.

كذلك، كانت تُدفع يومياً ما بين 2 إلى 4 دوريات أو كمائن في قطاع كل تشكيل، ويتنفذ ما بين 1 إلى 2 عمل قتالي تعرضي بالقوات أسبوعياً، في قطاع كل جيش.

1. أعمال قتال القوات البرية، خلال حرب الاستنزاف (العمل التعرضي)

أ. المرحلة الأولى من حرب الاستنزاف (8 مارس ـ 19 يوليه 1969)

بدأت المرحلة صباح 8 مارس 1969، وامتدت إلى 19 يوليه من العام نفسه، وتميزت بسيطرة مطلقة للقوات المصرية على خط الجبهة.

وخلال هذه المرحلة، شُلَّ النظام الدفاعي للعدو. وكانت المدفعية هي الوسيلة الرئيسية للعمل خلالها، حيث صبت على حصون خط بارليف، والأهداف الأخرى، حوالي 40 ألف قذيفة، بادئة أعمالها يوم 8 مارس بأكبر حشد نيراني مؤثر، منذ توقفت نيران حرب يونيه 67.

المبحث الرابع Images27

واستمر هذا القصف ساعات متواصلة، اشتركت فيه 34 كتيبة مدفعية، يعاونها حشد من أسلحة الضرب المباشر (المدافع المضادة للدبابات، والدبابات الثقيلة عيار 122 مم) لتدمير مزاغل نيران دشم خط بارليف. وقد أحدث هذا القصف تأثيرا شديدا على الطرف الآخر، القابع شرق القناة، حتى وصل حجم الخسائر تدمير حوالي 29 دبابة، و30 دشمة في خط بارليف، وإسكات 20 بطارية مدفعية، وحرائق شديدة في ست مناطق إدارية، وغير ذلك من الخسائر.

وفي الساعة الثالثة والنصف من بعد ظهر يوم 9 مارس 1969، استشهد الفريق عبدالمنعم رياض، أثناء جولة له، ومعه مجموعة قيادته، في قطاع الجيش الثاني الميداني، في منطقة النقطة الرقم (6) بالإسماعيلية، وذلك عندما أطلق الجانب الإسرائيلي نيران مدفعيته، وإنفجار إحدى الدانات بالقرب منهم، حيث أصابتهم جميعاً واستشهد الفريق عبدالمنعم رياض أثناء إخلائه.

وقد كان لاستشهاد الفريق رياض وقعاً شديداً في جميع أرجاء مصر والعالم العربي وأبدى الشعب شعوره الحقيقي أثناء الجنازة وطالب بالانتقام، وتأصل في داخله روح الكبرياء القومي، ونادى بأن ما أخذ بالقوة لا يسترد بغيرها.

وكررت المدفعية المصرية القصفة النيرانية بصورة أشد يوم 9 أكتوبر، ونظراً لكثرة الخسائر التي تكبدها الجانب الإسرائيلي، فقد تم إحلال الوحدات التي تدافع عن خط بارليف، بوحدات مظلات احتياط لديهم الخبرة في مجابهة هذه القوات، التي قدر لها أن يستمر اشتعالها لفترة طويلة قادمة، كما ضاعفت حجم القوات التي تحتل الحصون لتصبح بقوة حوالي سرية مدعمة (من 70 إلى 100 فرد) لكل حصن، مع تجميع الأفراد ليلاً في النقطة القوية الرئيسية فقط لتأمينهم ضد إغارات قواتنا, ولم يكد يمر يومان حتى قصفت المدفعية المصرية رتلاً مكوناً من 13 عربة تحمل ذخائر للعدو، فأصابتها إصابات مباشرة، وتركت هذه العربات تنفجر لمدة يوم كامل، دون أن يجرؤ أحد على الاقتراب منها.

ب. بدء الأعمال التعرضية

في 13 مارس 1969، وقع حدثان متضادان في وقت واحد وفي منطقة واحدة، حيث بدأت إغارات القوات المصرية لتدمير موقع للعدو، في منقطة جنوب البحيرات، نفذتها الكتيبة 33 صاعقة، ونجحت في مهمتها ودمرت الموقع، وخطفت أسيراً، وأصابت دبابتين، وغنمت عينات من أسلحة العدو وألغامه.

وفي الوقت نفسه، كانت القوات الإسرائيلية تحاول إنزال قوارب، والإغارة على منطقة قريبة في منطقة جنوب البحيرات أيضاً، حيث قوبلت بنيران شديدة من القوات المصرية، التي كانت على أعلى درجة الاستعداد لتأمين إغارتها. وبذلك أفشلت المحاولة، واستمرت الاشتباكات بالنيران طوال الليل.

ولم تجد القوات الإسرائيلية وسيلة للرد، سوى إعادة قصف مدن القناة. فقصفت قطار السكة الحديد في مساره بين الإسماعيلية والسويس (في منطقة الشلوفة). واستمرت القوات المصرية في تصعيد أعمالها القتالية.

حتى كان يوم 17 إبريل 1969، حيث نفذت قوات الجيش الثاني "الخطة هدير"، بتوجيه مدافع الدبابات الثقيلة، إلى فتحات المراقبة والتسديد (المزاغل) لدشم خط بارليف لتخترقها. وتفجرت الدشم من الداخل، وقُتل الأفراد المتحصنين بها.

وقد نجحت الخطة تماما، بما أدى إلى تطاير تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي، الجنرال موشى ديان، واعداً ومهددا القوات المصرية، التي لم تعبأ بتهديده، بل أعادت الإغارة على نقطة دفاعية قوية جنوب البلاح لتدمرها.

وكان الرد الإسرائيلي متوقعاً، حيث أغار يوم 29 إبريل 1969 على محطة محولات نجع حمادي للمرة الثانية، وأسقط عبوات ناسفة زمنية قرب إدفو، أصابت بعض المدنيين الأبرياء.

وكان الرد المصري مباشراً وسريعاً وفي الليلة التالية مباشرة، بالإغارة على نقطة جنوب البلاح للمرة الثانية ونسفها بالكامل.

ويُلاحظ هنا أن توقيت الإغارة المعادية على نجع حمادي، كان يقصد به هدفاً سياسياً ـ قبل إلقاء الرئيس عبدالناصر خطاب أول مايو في مناسبة عيد العمال ـ وخرجت جريدة "الجيروساليم بوست" الإسرائيلية تحمل تعليقاً ـ بأن إغارة الليلة السابقة كانت تستهدف الترويع أكثر مما استهدفت التدمير.

وفي الوقت نفسه، حمل خطاب الرئيس عبدالناصر في عيد العمال "أن مصر لم تعد تعترف أو تتمسك بوقف إطلاق النار، الذي بدأ بعد حرب يونيه 1967، وصرح بأنه تم تدمير حوالي 60 % من خط بارليف بالنيران المصرية، وأن الجيش المصري انتقل، الآن، من مرحلة الدفاع النشط، إلى مرحلة التحرير، وأن حرب الاستنزاف الآن هي حرب ثأرية"

وفي أعقاب هذا الخطاب، تصاعدت خطة الاستنزاف، لمنع العدو من إعادة إنشاء خط بارليف، أو تعلية السواتر الترابية.

وتكررت عمليات تدمير الدشم، بأسلوب الرمي المباشر من الدبابات والأسلحة المضادة للدبابات، وبدأ التوسع في أعمال القنص، وسُمح للمتطوعين المدنيين الاشتراك في قنص العدو على الجبهة، وتشجيعا لهم وضع "جدول حوافز القنص"، الذي يتدرج من المكافآت المادية، إلى حمل الأوسمة.

وكان لا بدّ من رد القوات المصرية على غارات العمق الإسرائيلية، فوقعت الإغارة على مستعمرة "سيدوم" جنوب إسرائيل يوم 19 مايو 1969، ووجهت لها نيران الصواريخ "الكاتيوشا"، التي أصابت مصنع كيماويات بالمستعمرة.

ج. تصاعد الاستنزاف من الجانبين

خلال شهري يونيه ويوليه، تصاعدت الإغارات من الجانبين. فقد نفّذ الجانب الإسرائيلي خمس إغارات، استهدفت مواقع منعزلة على ساحل خليج السويس والبحر الأحمر، كان أهمها الإغارة على الجزيرة الخضراء، شمالي الخليج، يوم 19 يوليه 1969، التي قادها "الجنرال رفائيل إيتان"، واستهدفت، في الأساس، موقع الرادار في الجزيرة.

وقد أبدت القوات المدافعة جسارة نادرة، شهد لها الأعداء قبل الأصدقاء، لدرجة أن قائد الموقع ـ لما شاهد نجاح القوات الإسرائيلية في الوصول إلى الجزيرة ـ طلب من المدفعية قصف الجزيرة بالكامل، بما فيها من إسرائيليين ومصريين وكان من نتيجة ذلك أن فشلت الإغارة وتكبد الإسرائيليون خسائر كبيرة، أجبرت الجنرال إيتان على الانسحاب.

وفي المقابل، شنت القوات المصرية غارات ناجحة، على نقط العدو القوية، أحدثت تدميراً وخسائر في نقطتي شمال البلاح والشط. أما الإغارة على نقطة لسان التمساح (شرق مدينة الإسماعيلية)، وهي النقطة التي أصابت الشهيد الفريق عبدالمنعم رياض، فكانت هي الثأر المدبر من القوات الخاصة المصرية، بقيادة الشهيد المقدم إبراهيم الرفاعي.

فقد أغارت هذه القوات، المدربة على أعلى مستوى، ليلة 7/ 8 يوليه 1969، وقتلت وأصابت حوالي 30 فرداً للعدو، ودمرت دبابتين، ونسفت أربع دشم، وخسرت هذه القوات تسعة شهداء.

أما الإغارة الأخرى، التي أصابت القيادة الإسرائيلية في مقتل فكانت هي الإغارة على نقطة لسان بور توفيق، ليلة 10/11 يوليه، وفي التوقيت نفسه، إغارة أخرى على النقطة القوية في منطقة القرش (شمال الإسماعيلية).

المبحث الرابع Sa-2-d10

وقد نتج عن إغارة لسان بور توفيق قتل وجرح 40 فرداً، وتدمير خمس دبابات وأربع دشم، وأسير واحد، دون أن تتكبد القوات المصرية أي خسائر.

وقد أدت نتائج هذه الإغارات الأليمة على العدو، إلى تغيير جذري في خطط إسرائيل، لمجابهة الاستنزاف المصري، والتصعيد بالاستنزاف المضاد، إلى مرحلة أكثر شمولاً، بإدخال الطيران الإسرائيلي (ذراع إسرائيل الطويلة) في المعركة.

ويقول "زيفي شيف" المحلل الإسرائيلي، في كتابه عن حرب الاستنزاف، "الفانتوم فوق النيل".

أن عملية لسان بور توفيق هي، التي أنهت الجدل داخل أروقة القيادة الإسرائيلية، حول حتمية تدخل الطيران في المعركة. ويستطرد، "لقد كان هذا النجاح هو أبرز ما حققه المصريون، ومن الواضح أنه كان سيحفزهم إلى نشاط أكبر، لا مناص عن إيقافهم عنه بسرعة".

كما ذكرت صحيفة معاريف، نقلاً عن المتحدث العسكري الإسرائيلي: "أمام الضغط الهائل الذي مارسه المصريون في الجبهة، والحياة التي أصبحت لا تطاق على الضفة الشرقية للقناة، أقدمت القيادة الإسرائيلية على استخدام سلاح الطيران، الذي كانت كل الآراء تصر على الاحتفاظ به للمستقبل..".

وقد مهدت القوات الإسرائيلية لدفع الطيران، بمحاولة التخلص من بعض الرادارات المصرية، ونقط المراقبة الجوية. لذلك، كان القصف الجوي ضد وحدة الرادار المصرية في الأردن يوم 22 إبريل 1969، وكذلك إغارة الجزيرة الخضراء، وإغارة الأدبية، ضد نقطة مراقبة جوية منعزلة.

2. المرحلة الثانية من حرب الاستنزاف (20 يوليه ـ نهاية عام 1969)

اعتباراً من 20 يوليه 1969، بدأت المرحلة الثانية من حرب الاستنزاف، بإدخال إسرائيل لعامل رئيسي جديد في هذه الحرب، اتسعت من خلاله مجالات المواجهة، ليشمل مسارح العمليات بالكامل، بعد أن كانت مقتصرة على المسرح البري، خلال الفترة السابقة.

وقد افتتحت إسرائيل هذه المرحلة ـ التي امتدت حتى نهاية عام 1969 ـ بتنفيذ الخطة "بوكسير"، التي تتلخص في تنفيذ 500 طلعة طائرة تقصف 2500 قنبلة، بإجمالي 500 طن، على أهداف منتخبة، خلال عشرة أيام، وهي مواقع الدفاع الجوي والرادارات، ومواقع المدفعيات، والقوات في الجبهة. وكان من الطبيعي أن تتعدل الخطط المصرية، بناءً على هذا التغيير.

وقد أتى هذا التعديل، بهدف إفشال الاستنزاف المضاد الإسرائيلي، والرد على العمق بالعمق، والغارات الجوية بغارات مثلها.

وفي كل الأحوال، كانت التعليمات المشددة بأن تكون الأهداف، التي تهاجمها القوات المصرية أهدافاً عسكرية فقط.

وقد شهدت هذه المرحلة مباريات في السرعة، بين وحدات المدفعية المصرية، التي لم تتوقف عن تنفيذ مهامها القتالية المخططة، وبين الطيران الإسرائيلي، الذي عمل "كمدفعية طائرة".

وقد تأكد السبق للمدفعية المصرية، حيث نفذت مهامها من مواقع حصينة، وإخفاء جيد، وبتكتيكات متطورة.

كذلك، كانت هناك مباريات مهمة بين الطـيران الإسرائيلي، والعمال الذين يبنون مواقع الصواريخ، استخدم فيها الفكر المصري جميع وسائل الابتكار والخداع، وتأمين الأفراد، حتى تتم هذه الإنشاءات دون تأخير.

وصدرت التعليمات إلى التشكيلات والوحدات في الجبهة، بإنشاء مواقع صواريخ ميدانية.

ووصل الأمر حداً بأن تُكلف الوحدة بالإنشاء "كمهمة قتالية"، حتى يُضمن التنفيذ الدقيق في الوقت المحدد.

ويفخر رئيس الأركان الإسرائيلي، "الجنرال حاييم بارليف"، بأنه خلال الفترة من 20 يوليه حتى 7 سبتمبر 1969، نفذت الطائرات الإسرائيلية 1000 غارة، لإجبار مصر على نشر قواتها، وتخفيف الحشد في جبهة القناة.

ولكنه لم يذكر النتيجة في أن مصر استوعبت هذه الغارات، ولم تتأثر بها، بل صعّدت أعمالها القتالية. ففي ليلة 10/ 11 أغسطس 1969 نُفذت غارتان شديدتان على نقطتي الدفرسوار والفردان في وقت واحد تكبد العدو خلالها خسائر جسيمة.

واكتشفت القوات المصرية أن أفراد العدو، تخلي بعض النقط القوية ليلاً.

فما كان منها إلى أن سارعت إلى نسف هذه النقط من جذورها، حتى لا يعيد العدو إنشاءها.

ونفذ ذلك فعلاً في شمال الشط، وجنوب التمساح، والقرش، وجنوب البلاح، وغيرها.

ونجحت القوات المصرية في إصابة وإسقاط العديد من طائرات العدو.

وأسرت طيار ميراج، سقط بطائرته في منطقة شمال القنطرة. وقد رد العدو على هذه العمليات بإغارة بالنيران ليلة 27/28 أغسطس، على معسكر منقباد في أسيوط، وذلك من خلال نقل بعض هاونات بطائرات الهليوكوبتر، دون أن تحدث أية خسائر.

أما العملية التليفزيونية التي نفذها العدو، وصور دقائقها ووزعها على معظم المحطات العالمية، فهي إنزال سرية دبابات (ت ـ 55 من مخلفات حرب يونيه 67) في منطقة أبو الدرج، على ساحل البحر الأحمر، اتجهت جنوباً إلى الزعفرانة، مدمرة كل الأهداف والسيارات المدنية التي اعترضت طريقها، مستغلة خلوّ المنطقة تماماً من أية قوات عسكرية، سوى بعض نقاط المراقـبة، ونقطة تمركز بحرية، بها لنشي طوربيد مصريين، حرصت على تدميرهما قبل بداية الإنزال، بواسطة الضفادع البشرية.

وقد خططت إسرائيل جيدا لهذه الإغارة، وسترت أعمالها بعدد 159 طلعة جوية، ونظّمت خطة خداع كاملة قبل تنفيذها بيومين كاملين وأمنّت لها نقاط الإبرار، سواء النزول أو العودة، بواسطة مظليين، وقاد العملية الجنرال إبراهام أدان، المشهود له بالكفاءة. وقد نجحت الإغارة دعائياً.

على الرغم من أنها لم يكن لها مردود عسكري، مؤثر، إلا أن تأثيرها المعنوي كان شديدا على الشعب المصري والعربي. كما كان رد فعل الإغارة عميقاً في القيادة العامة، لتحديد مسئولية عدم اكتشاف قوة الإغارة، أثناء وجودها على الشاطئ الشرقي للخليج، قبل تنفيذ العملية.

وكذا، مسئولية عدم اتخاذ إجراء إيجابي قوي، لمواجهة القوة بعد نزولها على الشاطئ الغربي وبقائها ستة ساعات. وقد استغلت إسرائيل هذه الإغارة إعلاميا بطريقة مثيرة، بعد أن سجلت لها فيلما عرضته على الشعب الإسرائيلي.

المبحث الرابع War-0610

أ. الرد المصري على العملية الإسرائيلية، في أبو الدرج

وكان الرد المصري على هذه العملية حاسماً، حيث نُفذت أول هجمة جوية منظمة، منذ حرب يونيه 67، بقوة ستين طائرة، اختيرت لها أهدافا في العمق البعيد، حتى تفاجأ القوات الإسرائيلية في تلك المناطق.

ونفذت الطائرات ضربتها بقوة وحسم، ظهر يوم 11 سبتمبر 1969، وعادت جميعها سالمة. ثم أغارت وحدة خاصة على موقع منعزل بمنطقة مصفق (85 كم شرق القناة على الطريق الساحلي).

ودمرته وقتلت كل من فيه.

وبمرور الأيام، وتصاعد أعمال الاستنزاف، كان عود المقاتل المصري يشتد، والحاجز النفسي يتحطم. وقد انعكس ذلك على أعمال قتال الربع الأخـير من عام 1969، حيث كان ساحلي البحر الأحمر وخليج السويس (الشرقي والغربي) هما مسرح العملـيات، لمعظم الأعمال القتالية.

وقد افتتحت القوات الخاصة المصرية أول أيام شهر أكتوبر 1969، بعملية كبري للرد على إنزال العدو في الزعفرانة، في الشهر السابق. فقد أبرت قوة من المجموعة 39 عمليات خاصة، بحراً وجواً، في منطقة رأس ملعب.

وتقدمت على الطريق الساحلي في هذه المنطقة، حتى رأس مطارمة، ونسفت جميع الأهداف العسكرية، ثم نسفت الطريق نفسه. ووضعت ألغاماً وشراكاً خداعية في بعض المناطق، وعادت سالمة.

وقد انفجرت هذه الألغام في القوات الإسرائيلية، التي هرعت للنجدة، بعد انسحاب القوة. وفي ليلة 3/4 أكتوبر، وقع هجوم على النقطة القوية في "الدفرسوار"، وفيها تكبد العدو خسائر كبيرة، من خلال قتال متلاحم، يصفه "زيف تشيف" في كتابه، بأنه "كان قتالاً يداً بيد".

ولم يكن العدو صامتاً خلال هذا الشهر، ولكن كرر محاولاته في البحر الأحمر، من خلال عمليات محدودة على هيئة إغارات وكمائن، في أبو الدرج ورأس شقير، لم يكن لها تأثير يذكر.

ب. تنفيذ الكمائن النهارية

في شهري نوفمبر وديسمبر، تملكت القوات المصرية زمام المبادرة، وتوسعت في أعمال الكمائن النهارية، بعد أن أوقف العدو التحركات الليلية، تفادياً للكمائن. التي دمرت الكثير من قواته المتحركة.

وقد خطط عمل الكمائن بحيث تعبر في الربع الأخير من الليل، وتختفي تماماً في منطقة عملها، وتزيل آثار تحركاتها. ذلك أن داوريات العدو كانت تمسح الشاطيء الشرقي للقناة في أول ضوء، بحثاً عن آثار عبور القوات المصرية.

وكان الكمين، يعود، بعد تنفيذ مهمته مباشرة، تحت ستر نيران المدفعية، التي تكون جاهزة باستمرار لمعاونته.

وفي حالة عدم مرور عناصر العدو في منطقة الكمين، فإنه يعود تحت ستار الليل، ويُستبدل بكمين آخر، وهكذا.

وقد نجحت ثلاثة كمائن من تنفيذ مهامها، خلال شهر نوفمبر، في منطقة الشط والجباسات وجسر الحرش.

المبحث الرابع Stamp_10

ج. الاغارات المشتركة

(1) خلال ليلة 27، 28 نوفمبر 1969: نسفت القوات الخاصة طريق شرم الشيخ ـ الطور في منطقة جنوب سيناء، من خلال عملية إبرار بحري وجوي، كما أغارت على بعض الأهداف، في المنطقة.

(2) خلال ليلة 29/30 نوفمبر 1969: أغارت مجموعة من القوات الخاصة على موقع شمالي الشط، أدى إلى قتل وإصابة 70 فرداً، وتدمير ثلاث دبابات، وعدد من الدشم.

(3) يوم 6 ديسمبر 1969: احتلت قوة، تقدر بحوالي مجموعه كتيبة مشاة، الضفة الشرقية للقناة، بعد تدمير جميع الأهداف المعادية، والاحتياطيات المحلية، ومنطقة شؤونه الإدارية، مع التمسك بالأرض.

وطلب قائد الجيش الثاني، استمرار هذه القوة في مواقعها شرقاً، على أن يتولى الجيش تأمين أعمال قتالها، ولكن وزير الحربية أمر بعودة القوة، حتى لا يتم الخروج عن الأهداف المخططة لحرب الاستنزاف.

وبالفعل، عادت القوة بعد آخر ضوء يوم 7 ديسمبر، بعد أن ثبتت العلم المصري على الضفة الشرقية، وظل مرفوعاً تحميه نيران القوات المصرية من الشاطئ الآخر، حتى إيقاف إطلاق النيران.

(4) يوم 14 ديسمبر 1969: تمكن كمين نهاري من اللواء 117 مشاة، من تدمير عربة جيب متقدمة على الطريق، وقتل أربعة أفراد، وأسر أول ضابط إسرائيلي في حرب الاستنزاف (النقيب دان أفيدان)، وقد حمله الجنود وعادوا به إلى الضفة الغربية نظـراً لإصابته.

د. رد الجانب الإسرائيلي على عمليات الإغارة، خلال شهري نوفمبر وديسمبر

جاء رد الجانب الإسرائيلي على نشاط القوات المصرية، في اتجاه رأس غارب ليلة 26/ 27 ديسمبر 1969، من خلال عملية مدبرة، أحسن الإسرائيليون خلالها اختيار الهدف.

ونفذت المهمة بكفاءة، لخطف محطة رادار "ب ـ 12". وكان لهذا الرادار موقع رئيسي وموقع هيكلي، والمسافة بينهم كبيرة، وحتى يمكن الخداع عن مكان محطة الرادار الحقيقية، تركت بأقل عدد من أفراد الحراسة، حتى تظهر على أنها هي المحطة الرئيسية.

المبحث الرابع B0510010

وقد اكتشف العدو هذه الخدعة، سواء من خلال تصويره الجوي، أو الاستطلاع الإلكتروني، أو من خلال عملاء. واستغل العدو هذه الخدعة جيداً، ونفذ عمليته بتركيز القصف الجوي على المحطة الخداعية، وضد قوات الحراسة والاحتياطيات.

ولكن كانت هناك عملية أخرى تنفذ في الوقت نفسه، وهي دفع طائرتين هيليكوبتر ثقيلة لحمل جهاز الرادار الحقيقي، إلى الشاطئ الآخر من الخليج.

ولم يتوقف القصف ضد الرادار الهيكلي، أو قوات الحراسة والاحتياطيات، إلاّ بعد وصول الرادار إلى الشاطئ الآخر.

وكان رد القوات المصرية على هذه العملية، في اليوم التالي مباشرة، بوساطة المجموعة 39 قوات خاصة، في منطقة رأس سدر ـ دهب، حيث دمرت بعض الأهداف المعادية.

هـ. نتائج مرحلة حرب الاستنزاف بنهاية عام 1969

انتهى عام 1969، والقوات المسلحة المصرية متماسكة تماماً.

وقد تجاوزت الحاجز النفسي الذي سببته نتائج حرب 1967، وتخطت حاجز الخوف. وقد نجحت مراحل الاستنزاف، في تحقيق أهدافها.

أما ذراع إسرائيل الطويلة، فلم تتمكن من تحقيق أهداف القيادة السياسية الإسرائيلية، على الرغم من أنها شنت في الفترة من 20 يوليه وحتى نهاية عام 1969، حوالي 3500 طلعة جوية، في مقابل 2900 طلعة جوية مصرية "معظمها للحماية والتأمين".

المبحث الرابع Image_10

ودارت بين القوات الجوية المصرية والإسرائيلية 22 معركة جوية، اشتركت فيها 130 طائرة إسرائيلية في مواجهة 110 طائرة مصرية.

وكانت خسائر المصريين 26 طائرة، وخسائر العدو 14 طائرة، نظراً للفارق بين نوع الطائرات، ومستوى تدريب الطيارين، حيث كانت تحرص إسرائيل على دفع أحسن طياريها المحترفين للقيام بالاشتباكات والمعارك الجوية ـ بينما كان معظم الطيارين المصريين حديثي الخدمة، بعد حرب يونيه 1967.

أما العمليات البرية الإيجابية الناجحة، خلال عام 1969، فكانت 44 عملية ما بين إغارة وكمين، نُفّذ منها خمسة أعمال في عمق العدو، بينما نفذ العدو 28 عملاً إيجابياً، منها 16 عملاً في العمق (الصعيد والبحر الأحمر).

وكانت خسائر القوات المصرية، استشهاد 16 ضابطاً، و150 رتباً أخرى، أما الجرحى فكانوا 19 ضابطا، 299 رتبا أخرى، في مقابل 133 قتيل، و320 جريح في صفوف القوات الإسرائيلية (طبقاً لما صرح به موشي ديان.

3. مرحلة حرب الاستنزاف (العمل التعرضي)، الفترة من يناير 1970 ـ 8 أغسطس 1970

كان واضحاً أمام القيادة الإسرائيلية أن مراحل الاستنزاف المضاد لم تأتِ ثمارها، ولم تتمكن من تحقيق أهدافها. فالشعب المصري لم يثور على قيادته، ولم تتشتت القوات المصرية في الجبهة لمواجهة أعمال الاستنزاف الإسرائيلية، في عمق الصعيد والبحر الأحمر.

لذلك، كان لا بدّ من التفكير في الدخول في مرحلة جديدة للاستنزاف، يكون الهدف منها استخدام القوات الجوية (ذراع إسرائيل الطويلة) بشكل أفضل، وكثافة مناسبة مع قصف العمق المصري، لزيادة الضغط على الشعب المصري ودفعه إلى الثورة على قيادته لإيقاف حرب الاستنزاف.

وقد كان مهندس هذه العملية هو الجنرال "عيزرا وايزمان"، مدير العمليات برئاسة الأركان وقتها.

ووضعت الخطة "بريما" في رئاسة الأركان الإسرائيلية، وعرضت على رئاسة الوزراء وتم التصديق عليها.

وقد أثير، وقتذاك، ردود فعل كل من الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية، عند تصعيد القصف الجوي.

المبحث الرابع 38610

واستقر الرأي على أن كلتا الدولتين، لن يكون لها ردود حادة، والاحتمال الوحيد هو تصعيد الاتحاد السوفيتي لإمداداته بالسلاح ومساعدة مصر.

وفي السادس من يناير، وافقت لجنة الدفاع والأمن بمجلس الوزراء الإسرائيلي على قصف العمق المصري، لوقف حرب الاستنزاف، من جهة، وإضعاف نظام الرئيس عبدالناصر، أو الإطاحة به، من ناحية أخرى.

وهكذا، انتصر الصقور في إسرائيل، على فرض إرادتهم في تصعيد الموقف إلى أقصى أبعاده، على الرغم من نصائح الآخرين، الذين كانوا مصرين على ضرورة التهدئة حتى لا يتبين للرأي العام العالمي، أن جولة يونيه 1967 لم تكن الحرب، التي أنهت كل الحروب، على نحو ما رددته الدعاية الصهيونية ثم إِن الواقع قد كشف، بما فيه الكفاية، عن صمود الجيش والشعب المصري، وتزايد إصراره على استمرار القصف ومواصلة حرب الاستنزاف.

بل لاحظ محللوا فترات الحرب، أن التصعيد في صالح الجيش المصري، وهذا، في حد ذاته، خطر على استمرار هذه الحرب.

وقد تصاعدت في القيادة الإسرائيلية مقارنات، بين ما فعلته الولايات المتحدة الأمريكية في فيتنام، وما تخططه إسرائيل لضرب عمق مصر ـ ولو أن هذه المقارنة لا تمت للحقيقة بصلة ـ إلا أنها طُرحت.

المبحث الرابع Ouuous10
الشهيد إن شاء الله.. الفريق عبد المنعم رياض

وقد تزعم مجموعة الصقور، في مناقشات الأركان العامة، الجنرال عيزرا وايزمان. وشارك في هذه المجموعة الجنرالات إيتان وجونين، وشارون، والسفير رابين الذي حضر خصيصا من الولا يات المتحدة لحضور هذه المناقشات، التي طَرحت فيها الأركان العامة ثلاثة بدائل لحسم تلك المشكلة، ملخصها كالآتي:

أ. استئناف العمليات الواسعة، والاستيلاء على شريحة من الضفة الغربية للقناة، في منطقتي الإسماعيلية والقنطرة.

ب. الاقتصار على عملية محدودة، للاستيلاء على منطقة بين بورسعيد والقنطرة (رقبة الوزة).

ج. الاعتماد على القوات الجوية في تصعيد العمليات الهجومية، مع إطلاق يدها في عمق مصر.

وقد رأت القيادة الإسرائيلية، أن البديل الأول والثاني يحملان خطرا على الجيش الإسرائيلي، وعلى موقف إسرائيل من القوتين الأعظم، ومن الرأي العام العالمي؛ لذلك، فالبديل الثالث أفضل.

وقد تلقف الجنرال وايزمان هذا التصديق، ورسم ثلاثة بدائل للتصعيد، ملخصها كالآتي:

[url=https://servimg.com/view/14578546/1364]المبحث الرابع 93314110]
يتبع إن شاء الله...


المبحث الرابع 2013_110


عدل سابقا من قبل ahmad_laban في السبت 25 يونيو 2011, 1:24 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

المبحث الرابع Empty
مُساهمةموضوع: رد: المبحث الرابع   المبحث الرابع Emptyالسبت 25 يونيو 2011, 1:17 am

وقد تلقف الجنرال وايزمان هذا التصديق، ورسم ثلاثة بدائل للتصعيد، ملخصها كالآتي:

(1) شن حرب جوية شاملة، ضد أهداف مدنية وعسكرية، دون التقيد بوقت زمني، حتى ترضخ مصر، لإيقاف حرب الاستنزاف.

(2) شن حرب جوية محدودة (لمدة 2 ـ 3 أسبوع)، تتصاعد في مراحل متتالية، وتهاجم أهدافاً مدنية وعسكرية، حتى تضطر القيادة المصرية لإيقاف حرب الاستنزاف.

(3) قصر أنشطة الطيران الإسرائيلي على عدد محدود من الأهداف العسكرية، طبقا لتطور الموقف.

وقد استقر الرأي أولا على البديل الثالث، ولكن سرعان ما تغير الأمر، لتُطلق يد الطيران الإسرائيلي، لمهاجمة أهداف مدنية وعسكرية، مع ضرورة الحصول على تصديق مسبق لكل إغارة، من وزير الدفاع الإسرائيلي، ورئيسة الوزراء.

وقد بدأ تنفيذ الخطة "بريما" اعتباراً من فجر السابع من يناير 1970، بطلعة جوية فوق سماء القاهرة، تخترق حاجز الصوت، وتحدث فرقعة شديدة لتعلن عن بدء مرحلة جديدة من تصعيد حرب الاستنزاف.

وقد شدت هذه المرحلة انتباه المعسكرين الشرقي والغربي، في آن واحد، حيث تشترك الطائرات الأمريكية الحديثة من طراز فانتوم، التي حصلت عليها إسرائيل ودخلت الخدمة فعلاً اعتباراً من شهر سبتمبر 1969 ـ وكذلك لوجود تشابه بين نظام الدفاع الجوي المصري الجاري إنشائه في هذه المرحلة، ونظام الدفاع الجوي لحلف وارسو. واشتدت المراقبة لما يمكن أن تطرحه الملحمة الدائرة بين الطائرات الإسرائيلية والصاروخ المصري.

واستمر القصف الجوي العنيف من الطائرات الإسرائيلية، طوال الأربعة أشهر الأولى من عام 1970، بكثافة شديدة، وبشكل متقطع. تختار فيه القيادة الإسرائيلية أهدافها، طبقا لمحاور، ترى ـ من وجهة نظرها ـ أنها تؤثر على الرأي العام المصري.

وقد بدأت بقصف أهداف عسكرية على محور القاهرة ـ السويس، أعقبها بعد يومين مهاجمة أهداف في منطقة دهشور وحلوان وحوف، ثم انتقلت إلى الهاكستب .. وهكذا.

وفي جميع الأحوال، كانت مهاجمة أهداف في الجبهة، تجري بصورة يومية، وكثافة شديدة حتى وصل إجمالي القصف إلى 3838 طلعة جوية، خلال الأربعة الأشهر الأولى من عام 1970، استغرقت 168 ساعة، 17 دقيقة، نفذت خلالها إسرائيل 36 غارة جوية في عمق مصر، والباقي على طول الجبهة.

واستخدمت إسرائيل، بالدرجة الأولى، طائرات الفانتوم وسكاي هوك. ويبدو أن هذه الغارات فتحت شهية القادة الإسرائيليين، حتى أنها استمرت طوال تلك الفترة، حيث صرحت السيدة جولدامائير رئيسة الوزراء لصحيفة "الفاينانشيال تايمز" يوم 6 يوليه 1970 بأن طائراتها تسقط ألف قنبلة على المصريين يومياً.

كما يدلل التحقيق الصحفي لجريدة "النيوزويك الأمريكية"، أن "إسرائيل قررت إعطاء الأولوية للحرب النفسية، وأن الهدف من تلك الحرب مزدوج، إذ يرمي، أولاً، إلى إيصال ويلات الحرب للشعب المصري، كما يرمي، ثانياً، إلى تقويض دعائم الزعامة السياسية، وخلق الانقسامات حولها".

لم تتأثر القوات المصرية في الجبهة، ولم ينهار الشعب من الداخل، كما كانت تريد إسرائيل. بل أن الردود المصرية، كانت أعنف بكثير من أعمال الاستنزاف السابقة. فالقوات الجوية المصرية خرجت عن تحفظاتها السابقة، وبدأت المواجهة مع الطيران الإسرائيلي.

وأصبحت الطلعات الجوية للقصف، أو الاعتراض، والمعارك الجوية تجري بصورة شبه يومية. وتسابق الطيارون المصريون ـ على الرغم من حداثة خدمتهم ـ للدخول في معارك حقيقية، ضد طيارين محترفين، وطائرات متفوقة.

وفي الوقت نفسه، استمرت أعمال قتال الكمائن، وداوريات الاستطلاع، على معدلاتها السابقة. وتصاعد قصف المدفعية بصورة كبيرة، للتخلص مما تبقى من خط بارليف، أو أي أهداف في العمق القريب. وتوسعت القناصة في أعمالها، وازدادت المكافآت للقناصين، بحيث تحول الشاطئ الشرقي للقناة إلى شبه جحيم للإسرائيليين.

واُستنبطت عشرات الوسائل لتأمين العمال القائمين ببناء قواعد الصواريخ غرب القناة وفي العمق، بحيث يتم البناء في أقل وقت، نتيجة تصنيع قطاعات سابقة التجهيز، مع وجود وسائل إنذار وحفر وقاية، وتكثيف الدفاع الجوي، عن القواعد التي يتم إنشاؤها .. ومن هنا فشلت معظم غارات الإسرائيليين التي تركزت على قصف مواقع الصواريخ تحت الإنشاء.

ثانياً: نشاط الجانب الإسرائيلي المضاد

من أهم العمليات، التي قام بها الإسرائيليون خلال شهر يناير 70، الهجوم على جزيرة شدوان، وهي جزيرة منعزلة بالقرب من منطقة تفرع خليج السويس، وخليج العقبة بالبحر الأحمر، وتُؤمنها سرية صاعقة، ورادار بحري لتأمين الملاحة البحرية في المنطقة.

وقد وقع هذا الهجوم ليلة 21/22 يناير في عملية إسرائيلية ضخمة، شملت إبرار بحري وجوي، وقصف جوي، استمر لعدة ساعات على الجزيرة، وضد بعض موانئ البحر الأحمر، التي يحتمل أن تدفع نجدة للقوات المصرية.

وقد استمر قتال ضار، لمدة ستة ساعات كاملة، بين كتيبة المظلات الإسرائيلية وسرية الصاعقة المصرية. وقد ظل القطاع الذي يحوي الرادار في الجزيرة يقاوم بعنف، دون أن تتمكن القوات الإسرائيلية الاقتراب منه.

وأرسل القائد الإسرائيلي أحد الجنود المصريين الأسرى، إلى قائد أحد الدشم، التي تمثل نقطة ارتكاز في الدفاع، لإقناعه بالاستسلام. وعاد الجندي المصري ليبلغ القائد الإسرائيلي أنه وجد كل الجنود في الدشمة قتلى، عدا واحداً فقط مصاباً، عندها أمر القائد الإسرائيلي جنوده بالتقدم، لتحصدهم نيران الدشمة وكان ذلك هو الاتفاق بين الجندي المصري الأسير، وقائد الدشمة، متحملاً كل ما سيحدث له نتيجة لهذا البلاغ المخادع.

وبعد انسحاب القوات الإسرائيلية من الجزيرة، حملت معها بعض المعدات المصرية بينها عربة محملة بالألغام، حيث انفجرت هذه العربة أثناء إنزالها في ميناء إيلات، لتحصد 47 إسرائيليا بين قتيل وجريح. وقد برر وزير الدفاع الإسرائيلي أسباب هذا الهجوم الفاشـل، بأنه رد على مهاجمة القوات المصرية لميناء إيلات الإسرائيلي في شهر نوفمبر 1969.

وكان الرد الفوري المصري على هذه العملية، غارة جوية على معسكر إسرائيلي في العريش، في 24 يناير، أحدثت خسائر كبيرة في قواته. ثم أعقب هذا الهجوم آخر في 27 يناير، نفذته منظمة تحرير سيناء، بقصف مستعمرة "ناحال تكفا"، حيث أصابت بعض المباني، وقتلت وجرحت 35 فرداً إسرائيلياً.

وعلى مدى السبعة شهور التالية، لم ينفّذ الإسرائيليون سوى ثلاث إغارات فاشلة، في منطقة التينة (بين بورسعيد والقنطرة) مستخدمين قوات مظلات وضفادع بشرية، في محاولة لإحراز نصر في هذه المنطقة. وقد كانت المحاولة الأولى ليلة 13/14 مارس، تم صدها، وإحداث خسائر كبيرة في منفذيها اضطرتهم إلى عدم إكمال العملية.

وكانت الثانية ليلة 29/30 مارس، نفذتها الضفادع البشرية، حيث تعرضت لها القوات المصرية، ولم تمكنها من استكمال العملية.

وكانت الثالثة ليلة 11/12 يونيه، ونفذت بقوات كبيرة، نجح بعضها في الوصول للضفة الغربية، واشتبكت مع قوات الصاعقة المصرية المدافعة عن هذه المنطقة.

ودار قتال متلاحم، تكبدت خلاله القوات الإسرائيلية خسائر ضخمة، اضطرت بعدها إلى الانسحاب قبل أول ضوء، وتابعتها المدفعية المصرية على الضفة الشرقية للقناة.

ثالثا: النشاط التعرضي للقوات المصرية، خلال هذه المرحلة

توسعت القوات المصرية في أعمال القتال البرية، نتيجة لعاملين: أولهما، الانتقام من غارات العمق الإسرائيلية، بإحداث أكبر خسائر في قوات العدو، والثانية، كسر الحاجز النفسي، وتسابق الوحدات والأفراد على الاشتراك في عمليات العبور، التي كانت دائما تنجح نتيجة للتخطيط السليم، والتأمين المتكامل مما منح ثقة مطلقة للمقاتلين المشاركين فيها.

وقد نُفذت 16 إغارة وكمين ناجح على طول الجبهة، علاوة على ثلاث إغارات في العمق (الطور وإيلات). وكانت جميع الكمائن ناجحة تماماً، وأحدثت خسائر كبيرة في العدو، مما اضطره إلى تحجيم تحركاته إلى اقل حد ممكن، بل إِن تحركاته أصبحت تتم، من خلال تأمينها بمجموعات قتالية ضخمة، ومع ذلك فلم تسلم هذه الأرتال من نيران القوات المصرية.

1. كمين الشط (11 فبراير 1970)

نفذ أهم الكمائن، التي أحدثت خسائر كبيرة في الجانب الإسرائيلي، هي كمين نهاري من الفرقة 19 مشاة، في منطقة شمال الشط، يوم 11 فبراير 1970، حيث تمكن من تدمير دبابة وثلاثة عربات، وقتل 18 فرداً، وأسر فردين.

2. كمين شرق الدفرسوار (25 مارس 1970)

تمكن كمين من اللواء 117 مشاة، من تدمير دبابة وعربتين نصف جنزير، وقتل وجرح 15 فرداً، في منطقة شرق الدفرسوار.

3. كمين السبت الحزين (30 مايو 1970)

المبحث الرابع 37210

المبحث الرابع 000310

المبحث الرابع 70946410

المبحث الرابع Images28

في 30 مايو 1970، نُفِّذ هذا الكمين في منطقة رقبة الوزة (شمال القنطرة حتى جنوب بورسعيد) وقد خُطط للثأر لأطفال بحر البقر، واشتركت فيه مجموعة قتال من اللواء 135 مشاة، ومجموعة قتال من الكتيبة 83 صاعقة. وحددت قيادة موحدة للقوتين وقد عبرت هذه القوات ليلاً، واحتلت مواقعها لاصطياد مجموعات الإجازات للجنود الإسرائيليين، التي تحرسـها قوات مقاتلة مكونة من الدبابات والعربات المدرعة.

وعند الظهر، خرجت على طريق القنطرة متجهة إلى جنوب بور فؤاد مجموعة القتال الإسرائيلية، المكونة من 4 دبابة ، 4 عربات مدرعة ، وحافلتا ركاب إجازات. وكان على الكمين الرقم 1، المكون من عناصر الصاعقة، عدم التعرض لها، ويتركها تمر إلى أن تصل إلى الكمين الرقم 2، في منطقة جنوب التينة، حيث يفتح عليها أقصى معدلات النيران. وقد جرى تنفيذ ذلك تماماً، وأصيبت دبابتان وعربة مدرعة وحافلة.

وحاول الجزء المتبقي الهروب، والعودة إلى القنطرة ليقع في شراك الكمين الرقم 1، حيث انقضت عناصر الصاعقة لتجهز على ما تبقى من القوة. وقد أُسر فردان، وتدمرت الدبابات والعربات، وقتل وجرح حوالي 35 إسرائيلياً، حيث أطلق على هذا اليوم "السبت الحزين في إسرائيل".

وكان الرد الإسرائيلي عنيفاً، استمر حوالي 48 ساعة قصف شبه متواصل على مواقع القنطرة ورقبة الوزة، ولكنه لم يحدث أي خسائر ذات أثر على قواتنا .. بل أعطاها مزيدا من الثقة، نتيجة للمقارنة بين شدة القصف وقلة الخسائر.

رابعاً: أعمال الإغارات خلال الفترة، من فبراير إلى أبريل 1970

تعددت الإغارات، سواء في أسلوب التنفيذ، أو نوعية المهام:

1. نُفِّذت إغارة بالقوات الخاصة ليلة 25/ 26 مارس 1970، لتدمير مواقع صواريخ دفاع جوي هوك الإسرائيلية في منطقة شرق البحيرات، كرد على قصف العدو لقواعد الدفاع الجوي.

2. نفذت إغارة ليلة 25/ 26 إبريل، في منطقة الشط، نفذتها مجموعة قتال من اللواء الثامن المشاة، كرد على قصف العدو لمدرسة بحر البقر. وقتل وجرح في الإغارة حوالي 35 فرداً، ودمرت دبابتين، وعربتين مدرعتين.

3. تنفيذ إغارتين في العمق بمنطقة الطور بجنوب سيناء، إحداهما في الثاني من فبراير، والأخرى في الثاني من مايو 1970. من خلال إبرار بحري وجوي، وقد تمكنت الغارتان من تدمير الأهداف العسكرية في هذه المنطقة.

وقد استمرت الأعمال القتالية المتبادلة، حتى حدث تغير هائل بعد ظهر الثلاثين من يونيه 1970، ليحسم الصراع الدائر، بين بناة مواقع الصواريخ المصرية، وبين ذراع إسرائيل الطويلة. وكان النصر للبناء وليس للهدم. واحتلت بعض كتائب الصواريخ مواقعها من خلال تنظيم صندوقي لعناصر الدفاع الجوي، ابتكرته العقول المصرية في قيادة الدفاع الجوي المصري.

وبدأ عقب ذلك تساقط الطائرات الإسرائيلية، ليصاب الطيران الإسرائيلي بأول نكسة في تاريخه، أثرت على أسس نظرية الأمن الإسرائيلي بالكامل.

وكان هذا اليوم بمثابة إعلان لخسارة إسرائيل لجهودها، في معارك حرب الاستنزاف، التي ركزت خلالها على عدم إنشاء أي مواقع صواريخ في مسرح العمليات، حتى تبقى السماء مفتوحة لها. فإذا الصواريخ تُنصب في مواقعها، وتغلق السماء إلى الأبد، في وجه الطيران الإسرائيلي.

ومع توالي الأحداث وتصاعدها، زاد الإحساس لدى القيادة الإسرائيلية والشعب الإسرائيلي، بأن حرب الاستنزاف المضاد، ما هي إلا استنزاف آخر لإسرائيل نفسها. وبدأت تتصاعد موجات السخط، مع الإعلان عن خسائر إسرائيل التي تتزايد يوما بعد يوم، حتى إن جريدة الفايننشيال تايمز الأمريكية، نقلت عن متحدث عسكري إسرائيلي يوم 6 يوليه 1970، أن إسرائيل فقدت في شهر مايو فقط 32 قتيلاً، و28 جريحاً، وأن خسائرها في يونيه بلغت 19 قتيلا، و57 جريحاً (والأرجح أن الخسائر أضعاف هذه الأرقام، لأن إسرائيل ـ عادة ـ لا تذكر خسائرها الحقيقية).

وفي داخل القيادة الإسرائيلية نفسها، بدأت الصراعات بين الحمائم والصقور، تكيل الاتهامات لبعضها. فالخطة "بريما" لم تحقق شيئاً سوى الدعم السوفيتي، سواء بالسلاح أو الوجود على مسرح القتال، ولم ينتج عنها إلا تآكل الجيش والطيران الإسرائيلي. ومردودها الوحيد هو تصاعد العمليات العسكرية المصرية، وتلاحم الجيش والشعب المصري ضد العدو.

ولم يأتِ النقد العنيف من داخل إسرائيل وحدها، بل من الولايات المتحدة الأمريكية، أيضاً، التي صدمت من زيادة الوجود السوفيتي في مسرح الشرق الأوسط. وشعرت أوروبا أن تأثيرات الحرب انعكست عليها، خصوصا بعد أن انتقلت حرب الاستنزاف إلى أبعاد جديدة، بتدمير الحفار الإسرائيلي "كيتنج" في ميناء أبيدجان عاصمة ساحل العاج.

ويحتمل أن يمتد ذلك إلى مناطق بترولية للتأثير على المصالح الغربية. فوجدت الولايات المتحدة الأمريكية، أن استمرار الحرب لا يحقق مصالحها، أو مصالح إسرائيل، لذلك سعت إلى تقديم مبادرة روجرز، التي تقدم بها فعلا وزير الخارجية الأمريكي، الذي تحمل المبادرة اسمه، يوم 19 يونيه 1970 إلى كل من مصر وإسرائيل. جاء في نصها الآتي:

"تعلن أطراف النزاع في الشرق الأوسط، وتنفذ وقفاً محدوداً لإطلاق النار مدته تسعون يوما، وفي هذه الفترة ينشط السفير جونار يارنج، لينفذ قرار مجلس الأمن رقم 242، وبالتحديد فيما يتعلق بالتوصل إلى اتفاق سلام عادل ودائم، يقوم على الاعتراف المتبادل والسيادة ووحدة الأراضي والاستقلال السياسي، بسحب إسرائيل قواتها من الأراضي التي احتلتها في معركة 1967".

وكانت المبادرة بهذه الصيغة المتوازنة، تنبع من روح القرار 242. ووجد الرئيس جمال عبدالناصر أن قبولها أمر ممكن، لإعطاء فرصة للقوات المسلحة لاستعادة كفاءتها القتالية، بعد حرب متصلة استمرت قرابة الخمسمائة يوم. ووجدت فيها إسرائيل فرصة للخروج من أزمتها، وإيقاف نزيف الخسائر الذي تتعرض له. وقبلت الأطراف المبادرة، وأُعلن وقف إطلاق النيران اعتباراً من يوم 8 أغسطس 1970.
المبحث الرابع Mokate17


المبحث الرابع 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
المبحث الرابع
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» المبحث الرابع
» المبحث الرابع
» المبحث الرابع عشر
» المبحث الخامس
» المبحث الرابع

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الأحداث الفارقة في حياة الدول :: حــرب الاسـتنزاف المصرية-
انتقل الى: