منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

IZHAR UL-HAQ

(Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.

أحْـلامٌ مِـنْ أبِـي (باراك أوباما) ***

 

 سورة الزمر الآيات من 61-65

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

سورة الزمر الآيات من 61-65 Empty
مُساهمةموضوع: سورة الزمر الآيات من 61-65   سورة الزمر الآيات من 61-65 Emptyالأحد 25 أبريل 2021, 5:16 pm

وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (٦١)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

هذا هو المقابل، فالكافرون مثواهم وإقامتهم في جهنم، أما المؤمنون فينجيهم ربهم (بِمَفَازَتِهِمْ) (الزمر: 61) أي: بفوزهم ونَيْلهم لمرادهم.

ونعيم الآخرة يُنال بشكلين: إما أنْ يدخل المؤمنُ الجنةَ بدايةَ، وإما أنْ يكون من أهل النار لكن تتداركه رحمة الله فيُزحزح عنها إلى الجنة.

كما قال سبحانه: (فَمَن زُحْزِحَ عَنِ ٱلنَّارِ وَأُدْخِلَ ٱلْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ) (آل عمران: 185) نعم فاز الفوز الأكبر؛ لذلك يسمون الصحارى مفازةً مع أنها مُهلكة ينقطع فيها السائر، لكن سمَّوْهَا مفازة تيمناً أن ينجو سالكها، وكما يسمون اللديغ من الثعبان أو الحية يسمونه السليم، أملاً في أنْ يَسْلم من لدغتها.

وإذا ما نجاهم الله وكتب لهم الفوز فقد سَلِموا من مجرد مَسِّ العذاب (لاَ يَمَسُّهُمُ ٱلسُّوۤءُ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ) (الزمر: 61) لأن كل المشاهد التي يروْنها تفرحهم، ولا شيء يُحزنهم أبداً، كما قال سبحانه في موضع آخر: (لاَ يَحْزُنُهُمُ ٱلْفَزَعُ ٱلأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ ٱلْمَلاَئِكَةُ هَـٰذَا يَوْمُكُمُ ٱلَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ) (الأنبياء: 103).



سورة الزمر الآيات من 61-65 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

سورة الزمر الآيات من 61-65 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة الزمر الآيات من 61-65   سورة الزمر الآيات من 61-65 Emptyالأحد 25 أبريل 2021, 5:17 pm

اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (٦٢)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

بعد أن ذكر الحق سبحانه وعده ووعيده وبيَّن عاقبة الكافرين وعاقبة المؤمنين عاد إلى قضية عقدية أخرى (ٱللَّهُ خَالِقُ كُـلِّ شَيْءٍ) (الزمر: 62) وكأنه يقول: ما الذي صرفهم عن أنْ يؤمنوا بالله الإله الحق، وهو سبحانه خالق كل شيء؟

بعضهم أخذ هذه الآية (ٱللَّهُ خَالِقُ كُـلِّ شَيْءٍ) (الزمر: 62) ونسب كل الأفعال إلى الله، فالله في نظرهم خالق كل شيء، خالق الإيمان وخالق الكفر، وخالق الطاعة وخالق المعصية، وبالتالي قالوا: فلم يعذب صاحبها؟

نقول: هناك مَنْ يتعصب لقدرة الحق فيقول: كل شيء بقدرته تعالى، وهناك مَنْ يتعصب للعدالة فيقول: إن الإنسان هو الذي يفعل وهو الذي يسعى لنفسه، لذلك يُثاب على الطاعة ويُعاقب على المعصية، وهذا خلاف ما كان ينبغي أنْ يُوجد بين علماء؛ لأن الطاعة أو المعصية فعلٌ، والفعل ما هو؟

الفعل أداء جارحة من الجسم لمهمتها.

فالعين ترى، لكن الخالق سبحانه وضع للرؤية قانوناً، وجعل لها حدوداً، فالعين ترى ما أُحلَّ لها وتغضّ عما حُرِّم عليها، كذلك الأذن واليد والرِّجْل واللسان.. إلخ فإن وافقتَ في الفعل أمر الشرع فهو طاعة، وإنْ خالفتَ أمر الشرع فهي معصية.

فمثلاً الرجل الذي يرفع يده ويضرب غيره، بالله هل هو الذي جعل جارحته تفعل أم أنه وجَّه الجارحة لما تصلح له؟

إنه مجرد مُوجِّه للجارحة، وإلا فهو لم يخلق فيها الفعل، بدليل أنه لا يعرف العضلات التي تحركتْ فيه، والأعصاب التي شاركتْ في هذه الضربة.

إذن: نقول إن الفعل شيء، وتوجيه الجارحة إلى الفعل شيء آخر، فالفعل كله مخلوق لله، فهو سبحانه الذي أقدر الأيدي أنْ تضرب، وهو الذي أقدرها أنْ تمتد بالخير للآخرين، الخالق سبحانه هو الذي أقدر لسان المؤمن أن يقول: لا إله إلا الله محمد رسول الله، وأقدر لسان الكافر أن ينطق بكلمة الكفر والعياذ بالله، العين في استطاعتك أنْ تنظر بها إلى الحلال، وفي استطاعتك أن تنظر بها إلى الحرام.

إذن: أقدر الله كلَّ جارحة على المهمة التي تؤديها، فإنْ كانت هذه المهمة موافقة للشرع فهي طاعة، وإنْ كانت غير موافقة له فهي معصية، وعليه نقول: إن الله تعالى هو خالق الفعل على الحقيقة.

إذن: ما فعل العبد في المعصية حتى يُعاقب عليها؟

وما فِعْله في الطاعة حتى يُثابَ عليها؟

إن فعل العبد ودوره هنا هو توجيه الطاقة التي خلقها الله فيه، هذه الطاقة التي جعلها الله صالحة لأنْ تفعل الشيء وضده، فالقدرة على الفعل ليستْ من عندك، إنما من عند الله، وعليك أنت توجيه الطاقة الفاعلة.

فمَنْ نظر إلى الفعل فالفعل كله لله (ٱللَّهُ خَالِقُ كُـلِّ شَيْءٍ) (الزمر: 62) ومَنْ نظر إلى التوجيه والاختيار فهو للعبد؛ لذلك نقول: إن العاصي لم يعْصِ غصْباً عن الله، والكافر لم يكفر بعيداً عن علم الله وإرادته، لأن الحق سبحانه لو شاء لجعل الناس جميعاً أمة واحدة على الطاعة والإيمان، لكن ترك لهم الاختيار وتوجيه الأفعال ليرى سبحانه -وهو أعلم بعباده- مَنْ يأتيه طواعية وباختياره.

لذلك تأمل قوله سبحانه: (إِنَّا عَرَضْنَا ٱلأَمَانَةَ عَلَى ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَٱلْجِبَالِ فَأبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا ٱلإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً) (الأحزاب: 72).

فمن الخطأ أن نقول: إن الإنسان وحده هو المخيَّر، إنما الكون كله مُخيَّر أمام الحق سبحانه، لكن الفرق بين اختيار السماوات والأرض واختيار الإنسان أن السماوات والأرض لما خُيِّرت اختارت أن تتنازل عن مرادها لمراد خالقها سبحانه، فهي اختارتْ بالفعل، اختارت ألاَّ تكون مختارة، وأن تكون مقهورة لمراد ربها، أما الإنسان فقَبِلَ الأمانة واختار أن يكون مختاراً أمام خيارات متعددة.

وسبق أن أوضحنا الفرق بين تحمُّل الأمانة وأداء الأمانة، وأن العبد قد يضمن نفسه عند التحمل، لكن لا يضمن نفسه عند الأداء، فهي إذن أمر ثقيل، لذلك وصف الحق سبحانه الإنسان في تحمله وتعرُّضه للأمانة بأنه ظلوم وجهول.

إذن: إياك أن تدخل في متاهة فتفهم قوله تعالى: (ٱللَّهُ خَالِقُ كُـلِّ شَيْءٍ) (الزمر: 62) على غير وجهه، فتقول: خالق كفر الكافر وعصيان العاصي، فلماذا يعذبهم؟

لأن الكافر هو الذي اختار الكفر ووجَّه طاقة الله لغير ما أراد الله، والعاصي كذلك وجَّه طاقة الله إلى خلاف ما أمر به الله.

وهناك مَنْ يقول في (ٱللَّهُ خَالِقُ كُـلِّ شَيْءٍ) (الزمر: 62) أن الكلية هنا إضافية، كما في قوله تعالى في قصة بلقيس: (وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ) (النمل: 23) يعني: لم تُؤْتَ بكل شيء فمن هنا للتبعيض، والمعنى: أنهم يريدون أنْ يُخرِجوا فعل العباد من هذه المسألة، وهذا لا يجوز.

وقوله تعالى: (ٱللَّهُ خَالِقُ كُـلِّ شَيْءٍ) (الزمر: 62) خبر أخبر به الحق سبحانه يحتمل ويحتمل، لكن أدلة صدْق هذا الخبر نشأتْ حتى من الكافرين بالله، كما قال سبحانه: (وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُ) (الزخرف: 87).

وقال سبحانه و تعالى: (وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ مَّنْ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُ) (لقمان: 25).

إذن: فالظرف والمكان والمكين من خَلْق الله، والله قد أخبر هذا الخبر وبلَّغه رسول الله، وفي القوم مَنْ جحدوا الله وأنكروه وادَّعوْا له شركاء، ومع ذلك لم ينقض أحدٌ هذه الدعوى ولم يقُلْ أحد: إني خالق هذا الكون.

والدعوى تَسْلم لصاحبها ما لم يقُمْ لها معارض، ومعلوم أن الإنسان يدَّعي ما ليس له، فلو كان له شيء من الخَلْق ما سكت عنه.

ثم إن الإنسان طرأ على هذا الكون، فوجده كما هو الآن بسمائه وأرضه، فكيف يدَّعي أنه خالقه وهو أقدم منه، بل وخَلْقه أعظم من خلقه: (لَخَلْقُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ أَكْـبَرُ مِنْ خَلْقِ ٱلنَّاسِ وَلَـٰكِنَّ أَكْـثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ) (غافر: 57).

فإذا ما جاءنا رسول نعلم صدقه يخبرنا بأن لهذا الكون خالقاً صفته كذا وكذا كان يجب علينا أنْ نرهف له الآذان لنسمع حَلَّ هذا اللغز، ومثَّلْنَا لذلك برجل انقطع في صحراء مُهلكة حتى شارف على الموت وفجأة وجد مائدة عليها أطايب الطعام والشراب، بالله ماذا يفعل قبل أن تمتدَّ يده إلى الطعام؟

إنه لا بدَّ أنْ يسأل نفسه: من أين جاءت هذه المائدة؟

إذن: (ٱللَّهُ خَالِقُ كُـلِّ شَيْءٍ) (الزمر: 62) خبر عليه دليل من الوجود، ودليل من المعاندين للخالق سبحانه، والحقيقة أنهم لا يعاندون الحقَّ من أجل مسألة الخلق، إنما يعاندونه اعتراضاً على شرعه وأحكامه، لأن هذه الأحكام ستقيد نفوسهم فلا تنطلق في شهواتها، والإيمان له تبعات ووراءه حساب وعقاب وجزاء، وإلا لماذا عبدوا الأصنام؟

عبدوها لأنها آلهة لا منهجَ لها ولا تكاليف، فهي تُرضي فطرة التديُّن عندهم بأن يكون له معبود يعبده، وما أجملَ أن يكون هذا المعبود لا أمرَ له ولا نهيَ ولا تكاليف.

إذن: قولهم: (مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى ٱللَّهِ زُلْفَىۤ) (الزمر: 3) لفظ العبادة هنا لفظ خاطئ، لأن معنى العبادة: طاعة العابد لأمر معبوده ونَهْيه، وهذه الأصنام ليس لها أمر ولا نهي.

وقوله سبحانه: (وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ) (الزمر: 62) الوكيل: هو الذي تُوكله أنت في العمل الذي لا تقدر عليه كما في قصة سيدنا موسى -عليه السلام- لما قال له قومه: (إِنَّا لَمُدْرَكُونَ) (الشعراء: 61) وهم ساعتها على حقٍّ لأن البحر من أمامهم، وفرعون وجنوده من خلفهم، فكل الدلائل تؤيد قولهم: (إِنَّا لَمُدْرَكُونَ) (الشعراء: 61).

لكن لموسى عليه السلام نظرة أخرى وشأن آخر، إنه موصولٌ بربه معتمد عليه ومتوكل عليه، يعلم علم اليقين أن الله وكيله فيما يعجز هو عنه؛ لذلك ردَّ عليهم وقال (كلا) لم يقلها من عندياته، إنما قالها برصيد من إيمانه بربه وثقته بنصره: (كَلاَّ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ) (الشعراء: 62).

ويقول تعالى في التوكل عليه: (أَمَّن يُجِيبُ ٱلْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ ٱلسُّوۤءَ..) (النمل: 62).

وقال سبحانه: (وَإِذَا مَسَّكُمُ ٱلْضُّرُّ فِي ٱلْبَحْرِ ضَلَّ مَن تَدْعُونَ إِلاَّ إِيَّاهُ..) (الإسراء: 67) فالله وكيل لعباده جميعاً حتى الكافر منهم؛ لذلك نرى مَنْ كفر بالله حين لا تسعفه أسبابه أو تضيق عليه أموره، يقول: يا رب لأنه لا يخدع نفسه ولا يغش نفسه.

فكما صدق الحق سبحانه في الإخبار بأنه (خَالِقُ كُـلِّ شَيْءٍ) (الزمر: 62) صدق في الإخبار بأنه (عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ) (الزمر: 62) ألا ترى الزرع مثلاً يزرعه الفلاح ويرعاه، فتراه نَضِراً جميلاً لكن قبل الحصاد تجتاحه جائحة أو تحل به آفة فتهلكه، بالله من عند مَنْ هذه الآفة؟

من عند خصومك وأعدائك؟! لا..

بل هي من عند الله.

وما دام أن الله تعالى هو خالق كل شيء وهو وكيل على كل شيء، فلا بدَّ أن يكون له مُلْك السماوات والأرض؛ لذلك قال بعدها: (لَّهُ مَقَالِيدُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ...).



سورة الزمر الآيات من 61-65 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

سورة الزمر الآيات من 61-65 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة الزمر الآيات من 61-65   سورة الزمر الآيات من 61-65 Emptyالأحد 25 أبريل 2021, 5:18 pm

لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ أُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (٦٣)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

القرآن عربي نزل بلغات العرب المتداولة ساعة نزوله، ومع ذلك ففي القرآن كلماتٌ وألفاظ فارسية أو حبشية أو رومية وهذه الألفاظ لا تخرجه عن كونه عربياً، لأنها دخلتْ لغة العرب قبل نزول القرآن واستعملها العربي وعرفها، وصارت جزءاً من لغته.

ومن هذه الكلمات (مقاليد) فلله (مَقَالِيدُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ) (الزمر: 63) وهي جمع مِقلاد على وزن مفتاح، أو جمع مقليد، وفي لغة أخرى يقولون أقاليد جمع إقليد.

ومعناها التملُّك والتصرف والحفظ والصيانة، فلله تعالى مُلْك السماوات والأرض، وله مُطلق التصرف في أمورهما، وله سبحانه حفظهما وتدبير شئونهما.

وهذه هي القيومية التي لله تعالى ليظل كل شيء من خَلْقه في مهمته، فالحق سبحانه خلق من عدم، وأمدَّ من عُدم، وشرع الشرائع، وسَنَّ القوانين، ثم لم يترك الخَلْق هكذا يسير بهذه القوانين كما يدَّعي البعض، إنما هو سبحانه قائم على خلقه قيُّوم عليهم، لا يغفل عنهم لحظة واحدة، واقرأ: (إِنَّ ٱللَّهَ يُمْسِكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ أَن تَزُولاَ وَلَئِن زَالَتَآ إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ..) (فاطر: 41).

ولو أن الكون يسير بالقوانين التي خلقها الله فيه -كما يقول الفلاسفة- لكانت الأمور تستقر على شيء واحد لا يتغير، بمعنى أنْ يظلَّ الصحيحُ صحيحاً، ويظلَّ العزيز عزيزاً، والغنيُّ غنياً.. إلخ لكن الأمر غير ذلك، لأن لله في خَلْقه قيومية وتصرُّفاً.

وقد سأل سيدنا عثمان -رضي الله عنه- سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن مقاليد السماوات والأرض، فقال: "يا ابن عفان، ما سألني أحدٌ قبلك عنها، مقاليد السماوات والأرض هي: لا إله إلا الله، والله أكبر، وسبحان الله وبحمده، وأستغفر الله العظيم، ولا حَوْلَ ولا قوةَ إلا بالله العلي العظيم، هو الأول والآخر والظاهر والباطن، بيده الخير يُحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير. تلك مقاليد السماوات والأرض".

هكذا فسَّر رسول الله كلمة مقاليد السماوات والأرض بأنها كلمات ذِكْر، كأن الكون كله قائم بهذه الكلمات العقائدية.

فكلمة لا إله إلا الله تعني أن الله واحدٌ لا شريكَ له، فإذا قضى أمراً لا يعارضه معارضٌ، ولا يعترض عليه معترض، إنْ أعطى لا أحدَ يمنع عطاءه، وإنْ منع فلا مُعطي لما منع؛ لذلك يقول سبحانه: (إِنَّ ٱلَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ لَن يَخْلُقُواْ ذُبَاباً وَلَوِ ٱجْتَمَعُواْ لَهُ) (الحج: 73) بل ما هو أيسر من عملية الخَلْق: (وَإِن يَسْلُبْهُمُ ٱلذُّبَابُ شَيْئاً لاَّ يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ) (الحج: 73) وهل تستطيع أنْ تسترد من الذبابة ما أخذته من العسل مثلاً إنْ وقعتْ عليه: (ضَعُفَ ٱلطَّالِبُ وَٱلْمَطْلُوبُ) (الحج: 73).

لذلك هذه الكلمة (لا إله إلا الله) قالها الحق سبحانه أولاً وشهد بها لنفسه سبحانه شهادةَ الذات للذات، وهذه الشهادة تعني أنه لا يتأبى على الله شيء من الخَلْق أبداً؛ لذلك يقول للشيء: كن فيكون.

ثم شهدتْ بذلك الملائكة شهادةَ المشاهدة، ثم شهد بها أولو العلم شهادة استدلال، قال تعالى: (شَهِدَ ٱللَّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ وَٱلْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ ٱلْعِلْمِ قَآئِمَاً بِٱلْقِسْطِ) (آل عمران: 18) فكلمة لا إله إلا الله مِقلاد من المقاليد التي لله تعالى كذلك كلمة (الله أكبر) من مقاليد السماوات والأرض، وسبق أنْ بينَّا أن كلمة الله أكبر هي شعارنا في النداء للصلاة، مع أن أكبر ليس من أسمائه تعالى إنما من أسمائه تعالى الكبير، فلماذا لم يستخدم الاسم واستخدم في النداء للصلاة الصفة (أكبر).

قلنا: إنها أفعل تفضيل من كبير؛ لأن ربك حين يستدعيك للصلاة يُخرجك من عمل الدنيا، هذا العمل ليس أمراً هيِّناً ولا تافهاً إنما هو عظيم وكبير، لأن به تقوم أمور الدنيا، وبه تستعين على أمور الدين، فهو وإن كان كبيراً فالله أكبر، فاترك العمل إلى الصلاة، أما الاسم الكبير لأن ما سواه صغير.

وكلمة (سبحان والله وبحمده) من مقاليد السماوات والأرض، لأنك ستتعرض لأمور هي فوق إدراكك ولا يقدر عليها إلا الله، فإياك أنْ تقف أمامها لتقول: كيف؟

إنما حين يُنسب الفعل إلى الله فقُلْ سبحان الله، وهذه المسألة أوضحناها في قصة الإسراء؛ لذلك بدأت بهذه الكلمة: (سُبْحَانَ ٱلَّذِى أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ إِلَىٰ ٱلْمَسْجِدِ ٱلأَقْصَا) (الإسراء: 1).

ولا غرابة في ذلك، لأن الفعل نُسب إلى الله ولم يقُل محمد -صلى الله عليه وسلم-: "سريتُ إنما قال: أُسْرِي بي".

ومعلوم أن الفعل يتناسب وفاعله قوةً وزمناً، فإذا كان الفاعل هو الله فلا زمنَ يُذكر.

ومثَّلنا لذلك قلنا: لو أنك تريد السفر إلى الإسكندرية مثلاً تركب حماراً أو جواداً أو سيارة أو طائرة أو صاروخاً، هل سيكون الزمنُ نفس الزمن؟

لا لأن الزمن يتناسب مع قوة الوسيلة، فكلما زادتْ القوة قلَّ الزمن، فإذا كان الفاعل في الإسراء هو قوة القوى وهو الله، فلا شكَّ أن الفعل لا يحتاج إلى زمن.

حين تتأمل الدم يجري في الشرايين لا بدَّ أنْ يكون على درجة معينة من السيولة ليجري، فإنْ قلَّتْ هذه السيولة تجلَّط وتجمد في مجاريه، وقد تسد الشرايين فيموت الإنسان، لكن إذا سال الدمُ خارجَ الجسم يتجلَّط، أما في العروق فيظل على سيولته.

تأمل حرارة الجسم تجد الحرارة الطبيعية 37 ْ سواء أكنتَ تعيش في بلاد الإسكيمو أو بجوار خط الاستواء حرارتك ثابتة عند 37 ْ، ومع ذلك ففي جسم الإنسان أعضاء تختلف في حرارتها وهي في الجسم الواحد، فالعين مثلاً حرارتها الطبيعية تسع درجات، والكبد أربعون درجة، ولو طغتْ حرارة الجسم على حرارة العين لفقد الإنسان بصره.

ومن المعروف أن من خصائص الحرارة أو البرودة خاصية الاستطراق، فكيف لا تُستطرق الحرارة والبرودة داخلَ الجسم الإنساني؟

هذه كلها أمور يجب أن نقول فيها: سبحان الله صاحب هذه القدرة ومُبدعها.

إذن: قُلْ دائماً سبحان الله في كل أمر مُستغرب؛ لذلك علَّمنا القرآن هذه الكلمة في كل فعل لا يقدر عليه إلا الله.

قال سبحانه: (سُبْحَانَ ٱلَّذِى أَسْرَىٰ) (الإسراء: 1) وقال: (سُبْحَانَ ٱلَّذِي خَلَق ٱلأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنبِتُ ٱلأَرْضُ وَمِنْ أَنفُسِهِمْ وَمِمَّا لاَ يَعْلَمُونَ) (يس: 36).

وكلمة (سبحان الله) ينبغي أنْ تُقرن بحمده سبحانه، فكأنك تحمد الله أنه مُنزَّه عن مماثلة الخَلْق أو مشابهة الخَلْق، الحمد لله أنه لا مثيل له ولا نظيرَ له ولا نِدَّ له، لأن هذا التنزيه تعود ثماره عليك أنت أيها المؤمن.

وكلمة (أستغفر الله العظيم) من مقاليد السماوات والأرض، فإنْ غفلتَ عني فمن مقاليدي أنْ أغفر لك إن استغفرت حتى لا أحرمك من التوبة والإنابة إليَّ ومغفرة الدنيا مَحْوٌ للذنب، فهي مظهر من مظاهر رحمته تعالى بنا؛ لأن العبد إن أغلقنا في وجهه باب التوبة استشرى في العصيان، وتمادى في الاعتداء على الآخرين.

إذن: فمشروعية التوبة رحمتْ البشر من شرور البشر.

وكلمة "لا حول ولا قوة إلا بالله" هي أيضاً من مقاليد السماوات والأرض، فإذا أقبلت على شيء: فإياك أن تظن أنك تقبل عليه بحولك وقوتك، إنما لا حولَ ولا قوةَ لك إلا بالله، لأنه سبحانه هو الذي يستطيع أن يسلب منك الحول، وأن يسلب منك القوة.

أما تفكرتَ في يدك..

كيف تحركها كيفما تشاء في يُسْر وسلاسة، وهي تنقاد لك وتطاوعك، وأنت لا تعرف حتى العضلات والأعصاب التي تشارك في هذه الحركة ولا تدري بها؟

إنها قدرة الله فيك، فإذا أراد سبحانه أن يسلب منك هذه القوة منع السيال الكهربي القادم من المخ إلى هذا العضو فتحاول رفعه فلا تستطيع.

إذن: اجعل هذه المسألة دائماً في بالك كلما أقبلتَ على عمل، واعلم أنه لا يتم لك بقوتك إنما بقوة الله.

وكلمة "هو الأول والآخر والظاهر والباطن" من مقاليد السماوات والأرض، فهو سبحانه الأول بلا بداية، والآخر بلا نهاية، كما قلنا في دعاء رمضان: يا أول لا قبل آخر، ويا آخر لا بعد أول، لكن ذاك في ذاك فقِفْ أيها العقل عند منتهاك.

ومعنى: الظاهر أي الظاهر في مُلْك الله مما يقع تحت إدراك البصر، والباطن: أي الخفيّ في ملكوت الله الذي لا تراه، فلله تعالى مُلْك ظاهر وملكوت غير ظاهر لا يُطْلع عليه إلا مَنْ شاء من عباده في الوقت الذي يريده سبحانه وكلمة "بيده الخير" هي أيضاً من المقاليد، وبعض العلماء قالوا: بيده الخير والشر ونظروا إلى قوله تعالى: (قُلِ ٱللَّهُمَّ مَالِكَ ٱلْمُلْكِ تُؤْتِي ٱلْمُلْكَ مَن تَشَآءُ وَتَنزِعُ ٱلْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَآءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَآءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَآءُ بِيَدِكَ ٱلْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (آل عمران: 26).

فلما جمعتْ الآية بين الشيء ونقيضه جرَّأتهم أنْ يقولوا بيده الخير والشر وهذا لا يجوز، نعم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "بيده الخير" تأدباً مع الله ولم ينسب الشر لله، ونحن كذلك لا ننسب الشر إلى الله تعالى، لذلك أنا منذ عام 1928 وأنا نعترض على قولنا في الدعاء: "واكفنا شر ما قضيت" وقلت: لابد أنْ يُعدِّل هذا الدعاء، ثم هدانا الحق سبحانه لحلها فقلنا: إن شر ما قضيتَ ألاَّ ترضى بالقضاء.

ولو تأملنا لفظ "بيده الخير" وفي الآية: (بِيَدِكَ ٱلْخَيْرُ) (آل عمران: 26) نجد أن الخير هنا مطلق بمعنى أن كل أفعال الحق سبحانه خير، ولا يأتي الشر إلا من الخَلْق، واقرأ: (مَّآ أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ ٱللَّهِ وَمَآ أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ) (النساء: 79).

فإنْ قلتَ: كيف نجمع بين مثل هذه الآية وبَيْن قوله تعالى: (قُلْ كُلٌّ مِّنْ عِندِ ٱللَّهِ) (النساء: 78) نقول: سبق أن أوضحنا حلَّ هذه الفزورة وقلنا: نعم كُلٌّ من عند الله بمعنى أن الله تعالى هو خالق الفعل بمعنى خالق القوة والطاقة التي تفعل، لكن أنت توجه هذه الطاقة إما إلى الخير وإما إلى الشر، وعليه نقول: الخير من الله والشر منّا نحن.

وقوله: "يحيي ويميت" أيضاً من المقاليد والموت والحياة هما أول ظاهرة في وجود الإنسان، والخالق سبحانه خلق الحياة وخلق الموت، ولما حدثنا عن ذلك قال تعالى: (ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلْمَوْتَ وَٱلْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْغَفُورُ) (الملك: 2).

فذكر الموت أولاً حتى لا نستقبل الحياة بغرور البقاء، بل نستقبلها وفي الأذهان أننا سننتهي إلى الموت فنعمل لهذه النهاية: (وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (الروم: 50) يعني: يفعل ما تعجز أنت عن فعله، وله سبحانه القدرة المطلقة فلا يعجزه شيء، ولا يستعصي عليه شيء، لذلك حين تطلب من ربك الرزق اطلب أنْ يرزقك من حيث لا تحتسب، لأن لله تعالى أسباباً للرزق لا تعرفها أنت، لذلك قال أهل المعرفة: الأسباب ستر ليد الله في العطاء.

إذن: فقوله تعالى (لَّهُ مَقَالِيدُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ) (الزمر: 63) أي: بقدرته الخالقة وبقيوميته الدائمة (وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِـآيَاتِ ٱللَّهِ) (الزمر: 63) سواء أكانت آيات كونية أو معجزات رسل، أو آيات الكتاب حاملة الأحكام، ومعنى كفروا بها أي: استعلوا على تنفيذها (أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْخَاسِرُونَ) (الزمر: 63) يعني: صفقتهم خاسرة، وتجارتهم بائرة، لأنهم آثروا الشهوة العاجلة على النعيم الدائم الذي لا يفوتك ولا تفوته.

ثم يقول الحق سبحانه: (قُلْ أَفَغَيْرَ ٱللَّهِ تَأْمُرُونِّيۤ أَعْبُدُ...).



سورة الزمر الآيات من 61-65 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

سورة الزمر الآيات من 61-65 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة الزمر الآيات من 61-65   سورة الزمر الآيات من 61-65 Emptyالأحد 25 أبريل 2021, 5:18 pm

قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ (٦٤)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

تذكرون ما كان من أمر كفار مكة لما عاندوا رسول الله وصادموه وتأبَّوْا على دين الله، ومع ذلك انتشر الإسلام وزاد أتباعه، فحاول الكفار مهادنة رسول الله فقالوا له: يا محمد تعبد آلهتنا سنة ونعبد إلهك سنة، فردَّ الله عليهم (قُلْ) يا محمد رداً عليهم (أَفَغَيْرَ ٱللَّهِ تَأْمُرُونِّيۤ أَعْبُدُ أَيُّهَا ٱلْجَاهِلُونَ) (الزمر: 64) والاستفهام هنا للتعجب والإنكار، أتريدون مني وأنا رسول الله وأمينه على وَحْيه ورسالته أنْ أعبد غيره، وكلمة (تأمرونِّي) ورد فيها عدة قراءات: تأمرونِّي بتشديد النون وتأمرونني، والنون هنا للوقاية يعني: تقي الفعل من الكسر، وتأمروني بياء واحدة.

وكلمة (أعبدُ) أصلها أن أعبد فلما حُذِفَتْ (أنْ) جاء الفعل على طبيعته بالرفع، وهذه الكلمة دلَّتْ على أن عبادة الأصنام أو عبادة غير الله باطلة أصلاً في العقل، لأن العبادة كما ذكرنا طاعة العابد للمعبود، والأصنام لا منهجَ لها نطيعها أو نعصيها.

لذلك وصف عابديها بالجهل (أَيُّهَا ٱلْجَاهِلُونَ) (الزمر: 64) ولابد أن نفرق بين الجاهل والأمي: الأميّ أفضل من الجاهل، لأنه خالي الذِّهْن ليست عنده قضية يتمسك بها، لذلك يسهل عليك إقناعه، أما الجاهل فليس خالي الذهن بل لديه قضية خاطئة مخالفة للواقع وهو متمسك بها؛ لذلك يحتاج إلى جهد مضاعف، أولاً لتُخرج من عنده القضية الخاطئة، ثم تُدخِل عليه القضية الصحيحة.

لذلك قال الحق سبحانه و تعالى: (مَّا جَعَلَ ٱللَّهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ) (الأحزاب: 4).

وسبق أنْ تكلمنا في مسألة الحيز وأن الحيز الواحد لا يتسع إلا لشيء واحد، لذلك نلاحظ مثلاً حين نملأ القُلَّة بالماء تخرج فقاعات الهواء أولاً قبل أن يدخل الماء، كذلك القضية الفاسدة في قلب الجاهل لا بدَّ أنْ تخرج أولاً حتى يقبل الصواب، وكلما وافقتْ القضية هواه كان خروجها أصعب، ومن هنا كان الجاهل أشقَّ على المعلم من الأمي.

ومسألة الحيز هذه قضية فطرية ينتهي إليها الفيلسوف والطفل وراعي الشاة، ألا ترى الطفل الصغير يجلس مثلاً بجوار والده فإنْ أراد أخوه أنْ يجلس مكانه قام له وأجلسه..  

لماذا؟

لأنه يعرف هذه القضية، وأن المكان الواحد لا يتسع إلا لشيء واحد.

إذن: وصف الكفار بالجهل لأنهم مؤمنون بقضية خاطئة متمسكون بها، ومن الصعب زحزحتهم عنها وهي قضية الشرك بالله، وأيُّ جهل بعد عبادة الأصنام؟

ثم يقول الحق سبحانه: (وَلَقَدْ أُوْحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكَ...).



سورة الزمر الآيات من 61-65 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

سورة الزمر الآيات من 61-65 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة الزمر الآيات من 61-65   سورة الزمر الآيات من 61-65 Emptyالأحد 25 أبريل 2021, 5:19 pm

وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (٦٥)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

هذه الآية تبين علة الاستفهام والتعجب في: (أَفَغَيْرَ ٱللَّهِ تَأْمُرُونِّيۤ أَعْبُدُ أَيُّهَا ٱلْجَاهِلُونَ) (الزمر: 64) يعني: كيف تأمرونني بذلك، وأنا الرسول المؤتَمن على الدين والوحي، وقد أوحى الله إليَّ وإلى الذين من قبلي (لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ ٱلْخَاسِرِينَ) (الزمر: 65) هذه علَّة تجهيلهم في قولهم لرسول الله: نعبد إلهك سنة وتعبد آلهتنا سنة.

ومعنى: (وَإِلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكَ) (الزمر: 65) أي: الرسل السابقين، لأن كل واحد منهم قُوبل بهذه القضية، لكن هل يُعقل من الرسل أنْ يشركوا بالله؟

قالوا: هذا فَرْض، يعني: لو فرضنا ذلك فسيكون هذا جزاءهم، فهي أشبه بقولهم: (إياك أعني واسمعي يا جارة) فإذا كان هذا الوعيد مُوجَّهاً إلى الرسل فهو مُوجَّه من باب أَوْلَى إلى العامة.

قال بعض العلماء في هذه الآية (وَلَقَدْ أُوْحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكَ) (الزمر: 65) أنت تتكلم هنا عن عصمة الرسل، لكن هذه العصمة بقدر الله، وقدر الله لا يملكه أحد، ألم يَقُلْ رسولٌ من الرسل: (قَدِ ٱفْتَرَيْنَا عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُمْ بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا ٱللَّهُ مِنْهَا وَمَا يَكُونُ لَنَآ أَن نَّعُودَ فِيهَآ إِلاَّ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ رَبُّنَا وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً..) (الأعراف: 89).

فالمعنى أنه أعطى للقدرة طلاقة أنْ تفعل ما تريده، وإنْ كان هذا لا يحدث.

ومضمون الوحي إليك وإلى الذين من قبلك: (لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ) (الزمر: 65) لكن الآية جعلت الموحَى إليهم في جانب، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- في جانب، فخصَّ اللهُ رسوله بالخطاب في (لَئِنْ أَشْرَكْتَ) (الزمر: 65) والخطاب لرسول الله دلَّ على أنه مُوجَّه أيضاً إلى الرسل السابقين.

ومعنى (لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ) (الزمر: 65) يفسد ويضيع بلا جدوى (وَلَتَكُونَنَّ مِنَ ٱلْخَاسِرِينَ) (الزمر: 65) نعرف في التجارة أن الخسارة هي أنْ يقلَّ رأس المال ذاته، فالتاجر حين لا يربح زيادة على رأس المال لا يُسمَّى خاسراً ما دام سَلِم له رأس ماله.

كذلك المؤمن، رأس ماله في تجارته مع الله إيمانه وعمله الصالح، فربُّك خلقك من عَدَم وأمدَّك من عُدم، وأرسل لك رسلاً وأنزل لك كتباً، فجعل لك بذلك صفقة رابحة معه سبحانه، وعليك أنت أيها المؤمن أنْ تستغلَّ هذه الفرصة لتربح مع الله، لأن العمل الذي تعمله في الدنيا عملٌ موقوت بحياتك وعمرك في الدنيا.

أما الجزاء على العمل ففي الآخرة وهي غير موقوتة، بل دائمة باقية، وهنا تكمن مَيْزة التجارة مع الله؛ لذلك قال سبحانه: (وَإِنَّ ٱلدَّارَ ٱلآخِرَةَ لَهِيَ ٱلْحَيَوَانُ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ) (العنكبوت: 64).



سورة الزمر الآيات من 61-65 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
سورة الزمر الآيات من 61-65
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سورة الزمر الآيات من 21-26
» سورة الزمر الآيات من 27-31
» سورة الزمر الآيات من 32-35
» سورة الزمر الآيات من 37-40
» سورة الزمر الآيات من 41-45

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الشيخ محمد متولي الشعـراوي :: الزمر-
انتقل الى: