منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

IZHAR UL-HAQ

(Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.

أحْـلامٌ مِـنْ أبِـي (باراك أوباما) ***

 

 الدرس (1) من مدرسة الحياة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52561
العمر : 72

الدرس (1) من مدرسة الحياة Empty
مُساهمةموضوع: الدرس (1) من مدرسة الحياة   الدرس (1) من مدرسة الحياة Emptyالأحد 15 مايو 2011, 10:48 pm

بسم الله الرحمن الرحيم
إن الْحَمْد لِلَّه تَعَالَى نَحْمَدُه وَنَسْتَعِيْن بِه وَنَسْتَغْفِرُه وَنَعُوْذ بِاللَّه تَعَالَى مِن شُرُوْر أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَات أَعْمَالِنَا مَن يَهْدِى الْلَّه تَعَالَى فَلَا مُضِل لَه وَمَن يُضْلِل فَلَا هَادِى لَه وَأَشْهَد أَن لَا إِلَه إِلَّا الْلَّه وَحْدَه لَا شَرِيْك لَه وَأَشْهَد أَن مُحَمَّداً عَبْدُه وَرَسُوْلُه.
أَمَّا بَعــــــد.
فَإِن أَصْدَق الْحَدِيْث كِتَاب الْلَّه تَعَالَي وَأَحْسَن الْهَدْي هَدْي مُحَمَّدٍ صَلَّي الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم ، وَشَّر الْأُمُور مُحْدَثَاتُهَا وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدَعِه وَكِل بِدْعَةٍ ضَلَالَة وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي الْنَّار، الْلَّهُم صَلّى عَلَى مُحَمّدٍ وَعَلَى آَل مُحَمِّد كَمَا صَلَّيْت عَلَى إِبْرَاهِيْم وَعَلَى آَل إِبْرَاهِيْم فِي الْعَالَمِيْن إِنَّك حَمِيْدٌ مَجِيْد، وَبَارِك عَلَى مُحَمدٍ وَعَلَى آَل مُحَمِّد كَمَا بَارَكْت عَلَى إِبْرَاهِيْم وَعَلَى آَل إِبْرَاهِيْم فِي الْعَالَمِيْن إِنَّك حَمِيْدٌ مَجِيْد

فهذا هو الدرس الأول من دروس مدرسة الحياة لشهر رمضان سنة ألف وأربعمائة وواحد وثلاثون من هجرة خير من وطئ الحصى نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم والذي يوافق يوم السبت الرابع من شهر رمضان ، والموافق الرابع عشر من شهر أغسطس .
وكما تعودتم في كل رمضان أن هذا الدرس علمٌ على شرح كتاب صيد الخاطر للإمام أبي الفرج ابن الجوزي رحمه الله تعالى .
فحوي كتاب صيد الخاطر :والكتاب عبارة عن خواطر ، ومُلح كانت تمر على خاطر ابن الجوزي ، فدونها ، بقلم سيَّال ، كما كان لسانه منطلقاً في الوعظ على سجيته يتكلم بالعجائب والغرائب من الجمل الْمُعْجِبَات التي كان يقولها على سجيته ، وهذا تقريباً في سائر كتبه الوعظية ظاهر وَبَيْن ,وقد اخترت خاطرة له سأقضى معها إن شاء الله عز وجل الأسبوع كله تقريباً أشرح فيها لأنها طويلة ، وفي نفس الوقت مهمة وتشتمل على أشياء كثير من أصحاب الهمم يتعذبون بسبب ما تعذب به ابن الجوزي,فلعلي أستطيع أن أجد حلاً لأصحاب الهمة العالية ، الذين لا يساعدهم الزمان على إدراك ما يتمنونه ، ولا يظل المرء معذباً بهمته العالية كما قال القائل أظنه أبو الطيب:

إذا كانت النفوس كباراً
تعبت في مرادها الأجسامُ
إذا كانت نفسك كبيرة وفتية ، فأشقى الناس بهذه الروح في هذا البدن الذي ركبته هذه الروح في الحياة الدنيا. (قلتُ يوماً في مجلسي: لَو أَن الْجِبَال حَمَلَت مَا حُملت ُلَعَجَزْت فَلَمَّا عُدْت إِلَى مَنْزِلِي قَالَت لِي الْنَّفْس كَيْف قُلْت هَذَا ؟ وَرُبَّمَا أَوْهَم الْنَّاس أَن بِك بَلاءً وَأَنْت فِي عَافِيَة فِي نَفْسِك وَأَهْلِك ، وَهَل الَّذِي حُمِلتَ إِلَا الْتَّكْلِيْف الَّذِي يَحْمِلُه الْخُلُق كُلُّهُم ؟ فَمَا وَجْه هَذِه الشَّكْوَى ؟فَأَجَبْتُهَا: إِنِّي لِمَا عَجَزَت عَمَّا حُمِلتُ قُلْت هَذِه الْكَلِمَة لَا عَلَى سَبِيِل الشَّكْوَى وَلَكِن للاسترواح ، وَقَد قَال كَثِيْر مِن الْصَّحَابَة وَالْتَّابِعِيْن قَبْلِي لَيْتَنَا لَم نُخْلَق وَمَا ذَاك إِلَّا لِأَثْقَال عَجَزُوُا عَنْهَا، ثُم مِن ظَن أَن التَّكَالِيف سَهْلَة فَمَا عَرَفَهَا ، أَتُرَى يَظُن الْظَّان أَن الْتَّكَالِيَف غُسْل الْأَعْضَاء بَرْطَلٍ مِن الْمَاء أَو الْوُقُوْف فِي مِحْرَابٍ لأداء رَكْعَتَيْن ؟ هَيْهَات هَذَا أَسْهَل الْتَّكْلِيْف ، وَإِن الْتَّكْلِيْف هُو الَّذِي عَجَزَت عَنْه الجبال وَمَن جُمْلَتِه أَنَّنِي إِذَا رَأَيْت الْقَدَْر يَجْرِي بِمَا لَا يَفْهَمُه الْعَقْل أَلْزَمَت الْعَقْل الْإِذْعَان لِلْمُقَدِّّر ، فَكَان مِن أَصْعَب الْتَّكْلِيْف وَخُصُوصا فِيْمَا لَا يَعْلَم الْعَقْل مَعْنَاه كَإِيُلام الْأَطْفَال وَذَبَح الْحَيَوَان مَع الاعتقاد بِأَن الْمُقَدِّر لِذَلِك وَالْآمِر بِه أَرْحَم الْرَّاحِمِيْن ، فَهَذَا مِمَّا يَتَحَيَّر الْعَقَل فِيْه فَيَكُوْن تَكْلِيْفِه التَّسْلِيْم وَتَرْك الاعتراض ، فَكَم بَيْن تَكْلِيْف الْبَدَن وَّتَكْلِيْف الْعَقْل ؟)وَلَو شَرَحْتُ هَذَا لَطَال ، غَيْر أَنِّي أَعْتَذِر عَمَّا قُلْت فَأَقُوْل عَن نَّفْسِي وَمَا يَلْزَمُنِي حَال غَيْرِي إِنِّي رَجُل حُبِّب إِلَي الْعِلْم مِن زَمَن الَّطُفُوْلَة فَتَشَاغَلْت بِه ، ثُم لَم يُحبَبَ إِلَي فَن وَاحِد مِنْه بَل فُنُوْنِه كُلَّهَا ، ثُم لَا تَقْتَصِر هِمَّتِي فِي فَن عَلَى بَعْضِه بَل أَرُوْم اسْتِقْصَاءه وَالْزَّمَان لَا يَسْعَى وَالْعُمْر أَضْيَق وَالْشَّوْق يَقْوَى ، وَالْعَجْز يُظْهِر فَيَبْقَى وُقُوْف بَعْض الْمَطْلُوْبَات حَسَرَات ثُم إِن الْعِلْم دَلَّنِي عَلَى مَعْرِفَة الْمَعْبُوْد وَحَثَّنِي عَلَى خِدْمَتِه ، ثُم صَاحَت بِي الْأَدِلَّة عَلَيْه إِلَيْه فَوَقَفْت بَيْن يَدَيْه فَرَأَيْتُه فِي نَعْتِه وَعَرَفْتُه بِصِفَاتِه وَعَايَنْت بَصِيْرَتِي مِن أَلْطَافِه مَا دَعَانِي إِلَى الْهَيْمَان فِي مَحَبَّتِه ، وَحَرَّكَنِي إِلَى الْتَّخَلِّي لِخِدْمَتِه وَصَار يَمْلِكُنِي أَمَر كَالوَجد كُلَّمَا ذَكَرْتُه ، فَعَادَت خَلْوَتِي فِي خِدْمَتِي لَه أَحْلَى عِنْدِي مِن كُل حَلَاوَة, ,فَكُلَّمَا مَلّت إِلَى الانْقِطَاع عَن الْشَّوَاغِل إِلَى الِخْلوَة صَاح بِي الْعِلْمُ أَيْن تَمْضِي؟ أَتُعرِضُ عَنِّي وَأَنَا سَبَب مَعْرِفَتِك بِه ؟فَأَقُوْل لَه: إِنَّمَا كُنْت دَلَيْلَاً ، وَبَعْد الْوُصُول يُسْتَغْنَى عَن الْدَّلِيل ، قَال: هَيْهَات كُلَّمَا زِدْتَ زَادَت مَعْرِفَتُك لْمَحْبُوَبك وَفَهِمْت كَيْف الْقُرْبُ مِنْه وَدَلِيْل هَذَا أَنَّك تعلم غَدَا أَنَّك الْيَوْم فِي نُقْصَان ، أَوَ مَا تَسْمَعُه يَقُوْل لِنَبِيِّه صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم﴿ وَقُل رَّب زِدْنِي عِلْما ﴾ثُم أَلَسْت تَبْغِي الْقُرْب مِنْه ، فَاشْتَغِل بِدَلَالَة عِبَادِه عَلَيْه ، فَهِي حَالِات الْأَنْبِيَاء عَلَيْهِم الْصَّلاة وَالْسَّلام ، أَمَا عَلِمْت أَنَّهُم آَثَرُوْا تَعْلِيْم الخّلقِ عَلَى خَلَوَات الْتَّعَبُّد لِعِلْمِهِم أَن ذَلِك آَثَر عِنْد حَبِيْبِهِم، أُمَّا قَد قَال الْرَّسُوْل لَعَلِّي رَضِي الْلَّه عَنْه :" لِأَن يَهْدِي الْلَّه بِك رَجُلا خَيْر لَك مِن حُمْر الْنَّعَم ".فَلَمَّا فَهِمْت صِدْق هَذِه الْمَقَالَة ، تَهُوَست عَلَى تِلْك الْحَالَة وَكُلَّمَا تَشَاغَلْت بِجَمْع الْنَاس تُفَرِّق هَمِّي ، وَإِذَا وَجَدْت مُرَادِي مِن نَفْعِهِم ، ضَعُفَت أَنَا فَأَبْقَى فِي حَيِّز الْتَّحَيُّر مُتَرَدِّدَا لَا أَدْرِي عَلَى أَي قَدَمَيْن أَعْتَمِد ، فَإِذَا وَقَفْت مُتَحَيِّرَا صَاح الْعِلْم : قُم لِكَسْب الْعِيَال وَأَدْأَب لِتَحْصِيْل وُلِد يَذْكُر الْلَّه ، فَإِذَا شرعتَ فِي ذَلِك قُلُص ضَرْع الْدُّنْيَا وَقْت الْحَلَب ، وَرَأَيْت بَاب الْمَعَاش مَسْدُوْدَا فِي وَجْهِي لِأَن صِنَاعَة الْعِلْم شَغَلَتْنِي عَن تَعَلُّم صِنَاعَة ، فَإِذَا الْتَفَت إِلَى أَبْنَاء الْدُّنْيَا رَأَيْتَهُم لَا يَبِيْعُوْن شَيْئا مِن سِلَعِها إِلَا بِدَيْن الْمُشْتَرِي ، وَلَيْت مَن نافَقَهُم أَو رَاءاهُم نَال مِن دُنْيَاهُم ، بَل رُبَّمَا ذَهَب دِيْنُه وَلَم يَحْصُل مُرَادُه .
فَإِن قَال الْضَّجَر : اهْرَب ، قَال الْشَّرْع : وَكَفَى بِالْمَرْء إِثْما أَن يُضَيِّع مَن يَقُوْت، وَإِن قَال الْعَزْم انْفَرَد قَال: فَكَيْف بِمَن تَعُول؟ فَغَايَة الْأَمْر أَنَّنِي أَشْرَع فِي الْتَقَلُل مَن الْدُّنْيَا وَقَد رُبَيْت فِي نَعِيْمِهَا وغُزَّيت بِلِبَانِهَا و لَطُفَ مِزَاجِي فَوْق لُطْف وَضَعَه بِالْعَادَة ، فَإِذَا غُيِّرَت لِبَاسِي وَخَشَنتُ مَطْعَمِي لِأَن الْقُوَت لَا يَحْتَمِل الْانْبِسَاط- عَلَى أَسَاس أَنَّه فَقِيْر لَيْس مَعَه- نَفَر الْطَّبْعُ لِفِرَاق الْعَادَة فَحْل الْمَرَض فَقَطَعَ عَن وَاجِبَات وَأَوْقَع فِي آَفَات وَمَعْلُوْم أَن لَيِّن الْلُّقْمَة بَعْد الْتَّحْصِيْل مِن الْوُجُوْه الْمُسْتَطَابَة ثُم تَخَشِيْنْهَا لِمَن لَم يَأْلَف سَعْي فِي تَلَف الْنَّفْس فَأَقُوْل كَيْف أَصْنَع؟ وَمَا الَّذِي أَفْعَل؟ وَأَخْلَوُا بِنَفْسِي فِي خَلَوَاتِي وأَتَزِيد مِن الْبُكَاء عَلَى نَقْص حَالَاتِي ، وَأَقُوْل : أَصِف حَال الْعُلَمَاء وَجِسْمِي يَضْعُفُ عَن إِعَادَة الْعِلْم ، وَحَال الزُّهَّاد ، وَبَدَنِي لَا يَقْوَى عَلَى الزُّهْد وَحَال الْمُحِبِّيْن وَمُخَالَطَة الْخَلْق تُشتتَت هَمِّي وَتُنْقَش صُوَر الْمَحْبُوْبَات مِن الْهَوَى فِي نَفْسِي فَتَصْدأ مِرْآَة قَلْبِي ، وَشَجَرَة الْمَحَبَّة تَحْتَاج إِلَى تَرْبِيَة فِي تُرْبَة طَيِّبَة تُسْقَى مَاء الْخَلْوَة مِن دَوْلَاب الْفِكْرَة- الدُّوَلاب هُو الْسَّاقِيَة – وَإِن آَثَرْت الْتَّكَسُّب لَم أُطِق ، وَإِن تَعَرَّضْت لَأَبْنَاء الْدُّنْيَا مَع أَن طَبْعِي الْأَنَفَة مِن الذُّل و تديني يَمْنَعُنِي ، فَلَا يَبْقَى لِلْمَيْل مَع هَذَيْن الَجاذِبَين أَثَر ، وَمُخَالَطَة الْخَلْق يُؤْذِي الْنَفَس مَع الْأَنْفَاس، فَلَا تَحْقِيْق الْتَّوْبَة أَقْدِر عَلَيْه وَلَا نِيْل مَُرَتَّبَةٍ مِن عِلْم أَو عَمَل أَو مَحَبَّة يَصِح لِي.فَإِذَا رَأَيْتُنِي كَمَا قَال الْقَائِل :

أَلْقَاه فِي الْيَم مَكْتُوْفا ، وَقَال لَه
إِيَّاك إِيَّاك أَن تَبْتَل بِالْمَاء !
تَحَيَّرَت فِي أَمْرِي وَبَكَيْت عَلَى عُمْرِي وَّأُنَادِي فِي فَلَوَات خَلَوَاتِي بِمَا سَمِعْتُه مِن بِعِض الْعَوَّام وَكَأَنَّه وَصَف حَالِي ،

وَاحَسْرَتِي كَم أُدَارِي فِيْك تَعَثِيْري
مِثْل الْأَسِير بِلَا حَبْل وَلَا سِيْرِي
مَا حِيْلَتِي فِي الْهَوَى قَد ضَاع تَدْبِيْرِي
لِمَا شكلَت جَنَاحَي قُلْت لِي طَيْرِي.
- شكلت جناحي أي ربطته ، ربط الجناح ثم قال له طر -
هذه الخاطرة كما سمعتم ، هي نَفَثَات مَصْدُور ، وَأَنَّات مَقْرُور ،وَأَنِيْن مُكّلَّوْم ونغمة مغموم ، عذبته الهمة العالية يريد أن يستمتع بكل شيء ، يريد أن يستمتع بالعلم ويريد أن يستمتع بالدنيا .
نشأة ابن القيم: كان من المترفين ، نشأ في الترف برغم أن والده مات ولا يعرف عنه شيئاً وتخلت عنه الأم ، فأخذه وصيه ورباه وطاف به على حلقات العلم لكنه كما قلت ، نشأ في الترف ، والراحة في العيش,ولذلك عندما أوقع به الروافض في آخر حياته وسجنه الخليفة خمس سنوات وحده يغسل ثيابه بيده ، ويطبخ لنفسه ، أي كان عذاباً أليماً بالنسبة لابن الجوزي وهذه محنة ربما نعرِّج عليها في أثناء الكلام .
عصب الخاطرة يدور حول هذا المعنى : همة عالية مع بدن لا يقوى على حمل كل هذا الذي ينظر إلى ابن الحوزي ومصنفاته ، يرى أنه كان من أكثر علماء الإسلام تآليفاً أي له ستمائة مؤلف ، ما بين مجلدات كثيرة قد تصل إلى أربعة عشر مجلداً وما بين عدة ورقات .
مايعيب مصنفات ابن الجوزي: لكن عيب هذه المصنفات كما صرح أهل العلم أن ابن الجوزي لسيلان ذهنه كان يكتب الكتاب ولا يعتبره ، لا يرجع إليه مرة أخرى فبالتالي يحصل فيه أخطاء علمية وقد يحصل فيه تناقضات ما بين كتاب وآخر ، فيمكن أن يكون ما بين كتاب وآخر أكثر من أربعين سنة فينسى المرء ما كتبه أو ربما زاد علمه فاجتهد في الآية أو في النص ، اجتهاداً آخر يليق بنضوجه العلمي فيخالف ما سبق أن ذكره منذ أربعين سنة مثلاً في كتاب ، وهكذا .
وآفة الواعظين الاعتماد على الأحاديث الضعيفة والموضوعة والمنكرة :ولذلك أنت تسمع أي واعظ ، انتبه تماماً منه ، لماذا ؟ يحمل في جعبته حيات وآفات وأفاعي وثعابين لماذا ؟ لأن كل هذه الأحاديث الضعيفة والموضوعة والمنكرة كلها آفات .
مثال: كتاب إحياء علوم الدين لأبي حامد الغزالي الذي يعتبر عمدة أغلب الواعظين ليس في مصر وحدها بل في بلاد أخرى كثيرة ، لماذا ؟ فيه كل مدهش ومُستغرّب وغير قوت القلوب وهذا الكلام ، ومعرفة علام الغيوب، ستجد أشياء في منتهى الغرابة .
قصة سمعتها زمان ، وبعد ذلك على الفضائيات من عدة أيام ، وجدت رجلاً ممن يدعون العلم ذكرها وهو سعيد جداً، وتقريباً كل الجلوس بصمجية ، فهناك ثلاثة فتحوا ثغورهم لمدة مثلاً خمس ثوان ، وقصة أي رجل شم ريح العلم ، وعنده ذوق في العلم يستحيل يصدقك .
القصة : أن ابن أم مكتوم – إذن المفروض أنه جاء خبر بها ، حدثنا فلان عن فلان عن فلان ، طالما أن هذا ابن أم مكتوم وهذا صحابي والقصة وقعت له ، إذن لابد أن يكون فيها خبر مسند !ابن أم مكتوم كما تعلمون كان أعمى وهو ذاهب إلى المسجد ، وقع على وجهه وأصيب فالدماء سالت على وجهه ، فجلس يغسل دمه وبعد ذلك عاد إلى البيت ، لم يذهب إلى المسجد ، وثاني يوم أعاد الكرة وهو ذاهباً يصلي، وجد واحد حمله وقال له : أين تذهب؟ قال: ذاهب إلى المسجد ، فحمله ، وإلى أن وصل إلى عتبة الجامع ووضعه وقال له أنت الآن أمام الجامع ، فشكره وقال له أنت نعم الرجل ، فقال له الرجل : لا أنا لا أصلي ، قال له كيف لا تصلي ، تأتي إلى باب الجامع ، فقل لي من أنت إذن هذه منظومة غريبة ، قال له : أنا إبليس !!طبعا هذا لا يوجد من توقعه ، يحمله ويضعه أمام باب الجامع !! فالمفترض أنه يدل الناس على السيئات ويدفع الناس على المعاصي ولا يريد أن يتوقف ، فقال له : ما الذي جعلك تفعل معي هذا الخير ؟ قال له : انظر ، بصراحة أنت عندما وقعت نصف ذنوبك غفرت ، فأنا خفت تقع اليوم ذنوبك كلها تذهب فأنا عملي يكون ذهب هدراً! تخيلوا عندما يكون إنسان في قناة فضائية ويخاطب الناس بالوعظ ويقول هذا الكلام الكسيح الذي لا يمكن أن يصدقه أحد !! بضاعة معظم الوعاظ تجدها الأحاديث الضعيفة والمنكرة والموضوعة , ابن الجوزي رحمه الله مع أنه له كتابان ، كتاب اسمه( الموضوعات )، وهو من أوائل الكتب التي صنفت في جمع الأحاديث الضعيفة والموضوعة أو المكذوبة أو المنكرة , وكتاب آخر اسمه كتاب: ( الواهيات) أو الأحاديث الواهية (، العلل المتناهية في الأحاديث الواهية) ونحن نختصر الاسم ونقول الواهيات .
فوضع هنا ما وضعه هنا فلم يفرق بين الواهي والموضوع ، مع أنه المفروض هناك تفرقة بينهم من جهة الاصطلاح ، وتجد كثير من الأحاديث التي ذكرها في الواهيات يحتج بها في كتب الوعظ ، ومنها كتاب صيد الخاطر ، ونحن كلما مررنا على حديث ضعيف قلنا هذا ضعيف ، وذكرنا علته وخرجناه وهذا الكلام فيما مضى من الزمان,فبالرغم أنه كما قلت يؤلف الموضوعات والواهيات إلا أنه حشي كتبه بالموضوعات وبالواهيات ، السبب في ذلك : أنه كان مكثراً سيَّال الذهن يؤلف الكتاب وينساه ، ينسى أنه ألف الكتاب ، بخلاف الذي يحرر الكتب ، يؤلف الكتاب ويراجع وينقح ويعيد ويشطب ويكتب بعبارة أخرى ، هذه تفرق كثير في قيمة الكتاب العلمية .
عناية الحافظ ابن حجر العسقلاني بفتح الباري : الحافظ ابن حجر في كتاب فتح الباري ، نفسه في أول حديث كنفسه في آخر حديث ، بالرغم من أن البخاري كتاب متعب ، ليس ذلولاً ، لم يُذَلل البخاري لشرَّاحه إلا بالجهد ، لأنه صاحب صنعة وكان يميل إلى الشفرة ، يوقظ ذهن القارئ لا يتركه يدخل مباشرة على المعنى ، نعم هناك أشياء واضحة في البخاري صحيح ، ولكن هناك أشياء كثيرة غامضة اختلف فيها كثير من العلماء ما هو مراد البخاري منها ، هذا كتاب متعب ,فالحافظ ابن حجر غاب خمساً وعشرين عاماً أنفقها من عمره في هذا الكتاب .
البدر العيني في كتاب عمدة القاري: بدأ بعد ابن حجر تقريباً بعشر سنوات ، وأنهى قبل ابن حجر ، لماذا ؟ تجد الثلث الأول من عمدة القاري ، البدر العيني فيها طائر بجناحين في السماء ، يحلق كالنسر، وبعد ذلك مل، لا يعرف يسير بنفس القوة ولا بنفس هذه الخطى الثابتة كما في أول الكتاب ، فبدأ يقلل من الشرح يختصر لأنه مل، إلى أن تصل إلى آخر الكتاب تشعر أنها حاشية ليس شرحاً .
ماقاله القاضي شهبة في طبقات الشافعية عن النووي: كذلك شرح النووي على مسلم النووي كما قال ابن قاضي شهبة في طبقات الشافعية النووي أخذ شغل ابن الصلاح والقاضي عِياض ، فلما انتهى عملهما قلَّ عمله ، فهو في الأصل أخذ الشرح من هذين الكتابين، والنصف من صحيح مسلم وأنت تتابع تجد النووي في الباب كله لا يذكر إلا ثلاثة أسطر، ومسلم في الباب أحيانا يطول لأن مسلم يأتي بالشهود و المتابعات والأسانيد ، فتجد الباب الواحد فيه خمسة عشر حديثاً ، تجد النووي كاتب ثلاثة أسطر أو ثلث صفحة ، لماذا ؟ لم يبذل مجهود ولذلك شرح .
النووي حاشية وليس شرحاً: صحيح مسلم لم يُشرح حتى الآن ، و كانت أحد أُمنياتي ولكن تَفرق همي، كنت قمت بعمل حوالي احدي وسبعين مجلساً في صحيح مسلم ووصلت إلى الحديث رقم تسعين في كتاب الإمام ، وكنت أعمل بقوة ، وكنت أتمنى أن أقوم بعمل شرح على مسلم مثل فتح الباري بالضبط .
ولكن كتاب مسلم يتعبك عن كتاب البخاري ، لماذا ؟ لأن الصنعة الإسنادية فيه أكثر بكثير من البخاري والاعتراض على مسلم أكثر من الاعتراض على البخاري، فالمطلوب تأتي لتبيين هذا الاعتراض ، وتبين صنعة مسلم إلى آخره,فأنا أريد أن أقول كتاب فتح الباري نحن نسميه قاموس السنة :ما تجده في نفسك سوف تجده ،في أي فرع من العلوم الشرعية في الغالب، إذن هذا كتاب يبقى طول عمره مثل الجوهرة أو سبيكة الذهب ، بخلاف أن يكون عندك كتب كثيرة جداً وتنقل من كتب الناس ولا تحرر المسألة ,طبعاً أنا لا أقلل من قدر كل كتب ابن الجوزي ، لا ، هناك كتب محترمة وقوية وجيدة ، لكن الغالب عليه أنه كان يؤلف الكتاب وينساه لذلك كانت تكثر فيه الأحاديث الضعيفة والموضوعة والمنكرة .
الذي يقرأ كتب الوعظ لابن الجوزي لابد أن يكون على حذر: وكتب الوعظ بالذات وسائر كتبه أيضاً ، لابد أن يكون على حذر من الأحاديث ولابد أن تتثبت في صحتها أو ضعفها أو مرتبتها عموماً,فابن الجوزي في بعض مجالسه تأوه وخرج منه هذه الكلمة ,فقال: ( قلتُ يوماً في مجلسي: لَو أَن الْجِبَال حَمَلَت مَا حُملت ُلَعَجَزْت فَلَمَّا عُدْت إِلَى مَنْزِلِي قَالَت لِي الْنَّفْس كَيْف قُلْت هَذَا ؟ وَرُبَّمَا أَوْهَم الْنَّاس أَن بِك بَلاءً وَأَنْت فِي عَافِيَة فِي نَفْسِك وَأَهْلِك ، وَهَل الَّذِي حُمِلتَ إِلَا الْتَّكْلِيْف الَّذِي يَحْمِلُه الْخُلُق كُلُّهُم ؟ فَمَا وَجْه هَذِه الشَّكْوَى ؟) ؟ كل من يجلسون أمامك أيضاً يحملون هذه التكاليف ، القرآن والسنة والأوامر والنواهي هم مطالبون بها أيضاً ، فما وجه هذه الشكوى والمفروض أنك شاب ، وربما يدعوا هذا الكلام إلى تيئيس المستمع ، إلا أن يكون صاحب بصيرة عندما أنا أقول مثلاً: أتوجع مثل ابن الجوزي ، يمكن أن يقول بعض التلامذة : إذن ماذا نفعل ؟!! فيحدث له نوع من اليأس إلا أن يكون بصيراً فأنت بهذا تضر هؤلاء المستمعين أو ربما يرثي لحالك بعض الناس .
كتم البلاء نعمة: لأن النبي كان يتعوذ من شماتة الأعداء ، في الدعاء في آخر الصلاة فطالما أنت في عافية وظاهر أمام الناس في عافية وأنت محترم أول ما تذكر شكواك لأحد ، تكون سيرتك على كل لسان ، فهل هذا يسرك؟!لا، كان علي ابن أبي طالب رضي الله عنه يقول: (ولا تشكي الداء إلا لمن تجد البرء عنده)
إياك أن تذهب تفضفض عند واحد لا يرفع الداء عنك ، لماذا؟ فضحت نفسك وكان يظنك في عافية ولم تستفد منه شيئاً ، إذن اكتم هذه الشكوى وصرح بها لمن تعتقد أنه يرفع دائك ، لكن ليس كل الناس ، وأنا أسير كالكتاب المفتوح والكل يسمع ويتعجب ويتحدثون على هذا الرجل المبتلى ، كم هو في أسى شديد ، عنده كذا وعنده كذا ، وكذا !وأولاده يفعلون فيه كذا وزوجته تفعل فيه كذا، كم هو في أسى ! فهل عندما قالوا ذلك ما الذي استفدته أنا إلا الفضيحة ، فالمفترض أن شيء مثل ذلك الإنسان يكتمه لأنه يمكن أن يأتي بأثر سلبي أو يفضح الإنسان.
فنفسه ما كانت تدعه يتكلم بالكلمة إلا وتراجعه ، وتقول له ما وجه هذه الشكوى وأنت رجل في عافية والخليفة كان يصلي عنده الجمعة ، تخيل الخليفة عندما يكون يصلي في الصف الأول عند ابن الجوزي هذا شيء كبير جداً .فأجبتها : (إِنِّي لِمَا عَجَزَت عَمَّا حُمِلتُ قُلْت هَذِه الْكَلِمَة لَا عَلَى سَبِيِل الشَّكْوَى وَلَكِن للاسترواح)
المراد بالاسترواح:الاسترواح أن تروح نفسك ، تستريح, مثلما تقول وأنت جالساً آه آه وتقول ذلك وأنت وحدك لا تنتظر أحد يربت على كتفيك، وأنت وحدك تتأوه ويمكن ترفع صوتك بالتأوه هذا يريحك لأنك بهذا تفضفض مع نفسك بخلاف لما تكتم ، يكون عندك آلام وشجون , هذا يعذبك أكثر .
فيقول أنا ما قلت إلا كما قال سلفنا : كان الواحد منهم يقول : (ليتني لم أُخلق )، وهذه الكلمة قالها عمر ، عندما طُعن في بعض الروايات ، لأن هذه القصة لها طرق كثيرة ولها ألفاظ وزيادات، فعندما طُعن عمر قال: ( ليت أم عمر لم تلد عمر )،ليتني كنت خروفاً سمنني أهلي وذبحني ، لأنه يخشى الحساب ، حتى قال لابنه عبد الله كما في بعض الروايات : ( يا بني ضع خدي على الأرض ،_ أنزلني من على السرير _، لعل الله أن ينظر إلى فيرحمني )، لأنه بذلك خلع النياشين ، فكان أمير المؤمنين والآن لم يعد أميراً للمؤمنين ، ولكنه رجل يستقبل الآخرة ، فأمير المؤمنين، تلقيها خلف ظهرك لك أي رتبة في الدنيا ، القي كل ذلك ورائك لأنه لن ينفعك شيء من هذا .
الواثق الذي جاء بعد المعتصم : لم يُعَمَّر في الخلافة إلا شيء بسيط فلما اشتد به الوجع قال لهم : (ضعوا خدي على الأرض ، ثم قال: يا من لا يزول ملكه ارحم من زال ملكه ). انتهى الأمر النياشين لن تنفعه أمام الله عز وجل .
وأبو ذر أيضاً :قال نفس الكلمة (ليتني كنت خروفاً لأهلي سمنوني وذبحوني وأكلوني واسترحت) من هول الحساب .
فكثير من الصحابة والتابعين وتابعيهم كانوا يكررون مثل هذا الكلام شفقة من الحساب ، وإلا لا يوجد أحد يكرَّمه الله عز وجل ويقيم قدميه على الصراط المستقيم ويقول : ليتني كنت خروفاً ، لأن أعظم نعيم الجنة هو رؤية الله عز وجل ، فلا يقول الإنسان ليتني كنت خروفاً أو تراباً ، فالواحد إذا هداه الله عز وجل ينتظر نعيم الجنة ليتمتع كما قال مرحوم ابن عبد العزيز لسفيان الثوري عندما دخل سفيان الثوري ووجده كان هارباً ومات في البيت وحده ، وكان يحبس يحيى ابن قطان وعبد الرحمن بن مهدي وحماد بن سلمة دخل عليه ، مرحوم ابن عبد العزيز عندما رآه سفيان الثوري انتفض جسده ،فقال له : مرحوم ، اسكن فإنك قادم على الذي كنت تعبده ، لماذا تخاف؟ ستُلقي عصا الترحال ، وتقدم على أرحم الراحمين الذي كنت تعبده ، والذي هربت في شرق البلد وغربِها- حتى تُحقق العبودية له سبحانه وتعالى فكأنه يؤمله في المسألة .فابن الجوزي يقول : أنا ما قلتها على سبيل الشكوى ، ولكن قلتها على سبيل الاسترواح وأنه يريح نفسه بمثل هذه الكلمة .ثم قال: (ثُم مِن ظَن أَن التَّكَالِيف سَهْلَة فَمَا عَرَفَهَا ، أَتُرَى يَظُن الْظَّان أَن الْتَّكَالِيَف غُسْل الْأَعْضَاء بَرْطَلٍ مِن الْمَاء أَو الْوُقُوْف فِي مِحْرَابٍ لأداء رَكْعَتَيْن ؟ هَيْهَات هَذَا أَسْهَل الْتَّكْلِيْف ،.)
يتبع إن شاء الله...


الدرس (1) من مدرسة الحياة 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52561
العمر : 72

الدرس (1) من مدرسة الحياة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الدرس (1) من مدرسة الحياة   الدرس (1) من مدرسة الحياة Emptyالأحد 15 مايو 2011, 10:51 pm

هل يشرع أن يقول المرء لفظة التكليف : هناك كلام من جهة مشروعية أن يقولها المرء لأنها لم ترد في كتاب الله إلا منفية ﴿لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آَتَاهَا و﴿لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا﴾﴿ فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ﴾فكلمة تكليف جاءت منفية لأن من جملة التكليف الإيمان والعمل الصالح ، هذا هو التكليف كله ، وإنما يجد المرء راحة نفسه وراحة قلبه في الإيمان ، أما التكليف ما فعلته بكلفة ، وبمشقة ، يُقال عنه تكليف.
لكن أكثر الفقهاء والمتكلمين أطلقوا لفظة التكليف على اعتبار التكليف المطاق : )لا يكلف الله نفساً إلا وسعها (إذن كلفها بما في وسعها ، فأخذوها من هذا الاعتبار ليس التكليف الذي يكون فيه نوع من المشقة الشديدة ,والتكاليف والأحكام الشرعية سواء كانت خرجت على سبيل الأمر بأصنافه : الوجوب والاستحباب والإباحة ، أو النهي بصنفيه أو بأصنافه كما عند الحنفية : المكروه ويشققوه نصفين ويذكروا نوعين فيه والحرام يذكرون فيه نوعين ، محرم لذاته ومحرم لغيره ، وكراهة تنزيه وكراهة تحريم، على التشقيق الأصولي المعروف في الكتب .
فكل هذه الأوامر والنواهي فيها مشقة ، أن يستديم المرء عليها ، ويجاهد شيطانه أن يفعل ما يريده الله وما يحبه سبحانه وتعالى ، فهي جاءت من هذا الباب ، وأنا لا أخطئ من يقول عن الأوامر والنواهي أنها تكليف ، لكن أعطي معلومة كي لا تكون مغلوطة راحة المرء وسروره وحياته الحقيقية أن يؤمن بالله عز وجل وأن يتحمل تبعات هذا الإيمان .
الإيمان : يمكن أن يجعلك تشرد في جنبات الأرض ، يمكن تجوع وتظمأ ويمكن أن تُقتل ، كل هذا كما يقال : تكاليف الإيمان ، لكن كلما ازداد المر ء إيماناً كلما استمتع فلا يكون تكليف.
يقول: (التكليف ليس هو أن تتوضأ أو تصلي ركعتين )، ليس هذا التكليف .
اعتراض الشيخ حفظه الله علي ابن الجوزي:مع أني أنا أسجل اعتراضي على هذا أيضاً لأن ابن الجوزي همش هذا النوع ليصل إلى ما يريد ، وأحياناً يكون من مذاهب أهل العلم ، أنه إذا رأى الناس غلوا في شيء يحط منه حتى لو كان جيداً خشية أن يُخرج الغلو الناس إلى ما يضاد الشريعة .
الذي يقرأ مقدمة صحيح مسلم ، ويقول أن هناك من يتكلم في مسألة المعاصرة وهذا الكلام ،وسوء الروية وسوء الطوية ، وصفته ونعته ، فمن قال هذا الكلام قطعاً عالم مسلم ، يقصد عالماً ما ، كثير قالوا أنه يقصد البخاري وبعضهم قال أنه يقصد علي ابن ألمديني ، وبعضهم قال: يقصد رجلاً مرموقاً من أهل عصره لكن لا علي ابن المديني ولا البخاري وهذا ما أميل أنا إليه ، أنه قصد عالماً كبيراً جليلاً ، لكن لم يسمه ,لأن التزام هذا الشطر سيضيع شطر السنة النبوية ,لا ، أنا عندي حفظ السنة مُقدَّم على هذا العالم ، لكن السنة لا تذهب لأنه وضع شرط ويزعم أنه شرط كل العملاء.. إلى آخره
مثال: عندما دخل النسائي دمشق وحدَّث بكتاب خصائص علي ابن أبي طالب أي بفضائله رضي الله عنه ، و كتاب الخصائص كتاب من جملة السنن الكبرى للنسائي وأفرده النسائي ، فعندما دخل دمشق وهو معقِل النواصب ، الذين هم ضد الشيعة
الشيعة يتشيعون إلى علي ابن أبي طالب ، والنواصب يتعصبون إلى عثمان ,فعندما دخل النسائي في دمشق قرأ كتاب خصائص علي ، ولم يكن صنف فضائل الشيخين أبي بكر وعمر آنذاك ، فتخيل عندما يكون واحد دخل ووضع يده في عش الضبابير، فجاء عند النواصب وحدَّث بفضائل علي ، وهم لا يحبونه ، أو متحاملين عليه ، ولم يحدَّث بفضائل عثمان ، أي سبح ضد التيار .
فأنت عندما ترى مثل هذا الذي أول ما يدخل معقل النواصب ويحدث بخصائص علي ، تتهمه بالتشيع أم لا؟ نعم ، ولذلك من اتهم النسائي بالتشيع اتهموه لأجل هذا لكن النسائي الحمد لله برأه الله عز وجل من هذا ، لكن سُئِل النسائي لماذا فعلت ذلك؟ ولم تحدث بفضائل معاوية ؟فقال: ( دخلت دمشق والمنحرف فيها عن علي كثير فصنفت هذا رجاء أن يهديهم الله تعالى )، ولذلك بدأ بفضائل علي قبل فضائل الشيخين لأن الشيخين لا يوجد أحد مختلف عليهم ، حتى الشيعة زمان ، لأن التشيع نوعان الشيعة الذين كانوا موجودون عند الأفاضل ، والتشيع الرافض الموجود عند الجماعة الموجودين اليوم في إيران هؤلاء الروافض لا كرامة ، القيه في الأرض ,وأنا العام الماضي تذكرت شتمة كان الناس يشتموها لبعض في الأرياف ، ولم أعرفها جيداً إلا عندما أعطيت أذني لها عندما يقول لك : يا ابن الرفضي ,وتسمع هذه الكلمة ولا تعرف ما الرفضي ، إلى أن جاءت كلمة الروافض ، فهذا سُّبه,ولذلك هؤلاء الجماعة يكفرون أبي بكر وعمر ، وكل جبت وطاغوت في القرآن يكون الجبت أبو بكر والطاغوت عمر!
فالنسائي كان قصده هذا من هذا التأليف ، وإلا سُئِلَ النسائي عن رجل يتناول معاوية، يتكلم فيه ، فقال : (إنما الإسلام دار ، والصحابة الباب ، فمن نقر على الباب إنما أراد الدخول ، ومن أراد الصحابة أراد الإسلام ).
إذن اعتقاد النسائي في معاوية رضي الله عنه هو هذا الاعتقاد ، عندما قال له واحد في المجلس عندما تحدث عن خصائص علي قرابة مائتين حديث ، قال له : ( ألا تحدثنا بفضائل معاوية )؟فقال : (ماذا أقول لك لا أشبع الله بطنه) هذا يشير إلى حديث في صحيح مسلم من حديث ابن عباس عندما قال أرسلني النبي إلى معاوية فجئته ووجدته يأكل فقلت له: النبي يريدك ، قال: عندما أأكل سأذهب له ، وابن عباس نسى الموضوع ، كان صغيراً في السن وجلس يلعب مع الصبيان ، فالنبي أمسكه من أذنيه وقال له ألم أقل لك اذهب ، فذهب له مرة ثانية وقال له : أنا أأكل ، فالنبي عليه الصلاة والسلام قال:" لا أشبع الله بطنه "فالنسائي يقول له ، هل تريدني أن أقول هذا الحديث ، هل يسرك أن أقوله لك ,العلماء ذكروا هذا الحديث ولهم عليه كلام في تأويله ، قالوا:جاءوا بحديث أم سلمة أن النبي قال لها:" أومأ تدرين ما شارطت عليه ربي ، قلت : اللهم إنما أنا بشر فأي المسلمين سببته أو لعنته فاجعل ذلك له زكاة وأجرا "
إذن ، لا أشبع الله بطنه زكاة وأجر ، وتخرج الكلمة مثل ثكلتك أمك وما إلى ذلك ، فقد قالها النبي لمعاذ ابن جبل ولأبي ذر وجماعة من الصحابة مع أن ثكلتك أمك معناها ، فقدتك أمك تكون كلمة تجري على اللسان.
المهم النسائي قال هاتين الكلمتين ، قاموا عليه وضربوه حتى قتلوه ، قُتل النسائي بسبب هذا الكتاب الذي حدَّث به,الشاهد :الذي أريد قوله ، أنه لما أظهر أن معاوية أقل من علي ما كان يقصد الغض من معاوية ، لأنه قال الإسلام دار والصحابة الباب ولكن عندما رأى غلو هؤلاء ، أحب أن يكسره قليلاً،بحيث لو تركه يغلوا لكان كالفرس الجامح فلا نستطيع أن نوقفه ، فيغض قليلا ًمن هذا الرجل لمقصود شرعي .
مثلما فعل الشافعي مع مالك ، الشافعي كان في بغداد ، وألف المذهب القديم فالشافعي عنده القديم أو لجديد ، المذهب القديم ألفه في بغداد ، وعندما جاء إلى مصر، قَّعد القواعد وكتب الكتب وأملاها وأصبح مذهبه المذهب الجديد المعتمد الذي كان مذهب الشافعي في مصر
مصر كانت مالكية ، كان فيها محمد بن عبد الله بن الحكم ، أشهب بن عبد العزيز وجماعة من المالكية الفطاحل ، والشافعي يشاركهم في التلمذة على مالك ، لكن هؤلاء تبعوا مالكاً في اختياراته ، أما الشافعي فهو مجتهد مطلق ، كان يأخذ كلام من تقدمه من العلماء ويعرضه على الأصول وعلى عقله وعلى فهمه ، فيخالفهم في أشياء .
فعندما علم المالكية أن الشافعي نزل إلى مصر ، تجهموا في وجهه ، ما الذي أتى بك؟!
فالشافعي لَمَّاح ، لمح الكراهية في وجوه أقرانه من الذين أخذوا على مالك ، فدخل داره وأغلق على نفسه الباب ,أسبوع اثنين ثلاثة ، فتساءلوا أين الشافعي؟ فذهب تلامذة الشافعي إليه يسألونه ما الذي أجلسه هكذا ؟ فقال لهم : أخشى أن يقولون أنه جاء ليطغي فقهه علي فقه مالك ، حتى إن أشهب بن عبد العزيز كان يدعي عليه في صلاته وفي سجوده ، وأشهب هذا من فضلاء العلماء ، كان وهو ساجد يقول : اللهم أمت الشافعي حتى لا يذهب علم مالك .
حتى الشافعي له أبيات في هذا قال:

َمَنَّى رِجَالٌ أَن أَمُوْت وَإِن أَمُت
َ فَتِلْك سَبِيْلُ لَسْت فِيْهَا بِأَوْحَدِ
فَقُل لِلَّذِي يَبْغِي خِلَاف الَّذِي مضي
فتهَيَّا لِأُخْرَى مِثْلِهَا فكأنقضي
إذا أنا مت فتهيأ أنت أيضاً فروحك سوف تخرج بعدي ، وسبحان الله مات الشافعي ومات بعده أشهب بـ ثمانية عشر يوماً ، فكلنا سنموت ,فكان الشافعي يعارض مالكاً في هذا فيه تعصب لمالك ، حتى يمكن أن يكون ضد النص ، فمالك ليس بمعصوم, فالشافعي يحط أو يغض بقصد شرعي ، لا حقداً ولا حسداً إلى آخره,إذن لتفهم كلام ابن الجوزي في قوله : (أتظن أن ركعتين ورطل من الماء ، هل هذا تكليف؟)
لا ، هذا التكليف أصعب من ذلك ,فحط من هذا لا لأنه ليس تكليفاً أو أنه صعب لا إنما أراد أن يهيئ لتكليف العقل، فغض من هذا ليظهر ذاك .والعلماء في كلامهم يكون هناك محامل لأهل العلم, وأنا اذكر شيئاً في آخر هذا الدرس :في قوله تعالى الذي يدور حول التكليف ﴿وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ عبد الرَّزَّاق في التفسير ومن طريق ابن جرير الطبري ، والحاكم صححه ، رواه من طريق معمر بن راشد عن ابن طاووس عن أبيه عن ابن عباس .هذا الإسناد فيه معمر بن راشد ، إمام الأئمة ، ابن طاووس عبد الله : ثقة إمام ، وأبوه طاووس كفى اسمه ، ابن عباس الحَبر,إذن هذا الإسناد صحيح ، قال:" ابْتَلَى الْلَّه إِبْرَاهِيْم بِخَمْسَة فِي الْرَّأْس وَخَمْسَة فِي الْجَسَد " في قوله تعالى ﴿وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ الخمسة التي في الرأس ، فرق الشعر والمضمضة والاستنشاق والسواك وشيء آخر ، والتي في البدن : الختان .. وسمى خمسة أشياء.
الشيخ محمد رشيد رضا رحمه الله في تفسير المنار : عند هذه الآية ، ذكر كلام شيخه الشيخ محمد عبده وكان مفتياً آنذاك أن هذا كلام فارغ ودسه اليهود علينا ولا يمكن أحد يقبل هذا الكلام ، فهل يمكن لنبي اختاره الله عز وجل وهيأه ليكون إماماً للناس عندما يبتليه، يبتليه بالمضمضة والاستنشاق وفرق شعر رأسه ؟!!هذا الكلام كلا غير مقبول!!ورفض هذه المسألة ، وبعد ذلك قال رشيد رضا :" فأرسل إليه رجل من أهل سوريا – وأنا عرفت هذا الرجل مذكرو في كتاب نموذج من الأعمال الخيرية لمحمد منير الدمشقي ، مذكور خطاب هذا الرجل لمحمد عبده ,وهذا الرجل كان مفتي بيروت ، يعني هو يعادل محمد عبده في المنصب الرسمي ,أرسل وقال له كيف تقول هذا الكلام وأن ابن عباس حبر الأمة وهذا الكلام ، والشيخ محمد عبده قرأ الاعتراض لمفتي بيروت ، وكتب على الخطاب : الشيخ رشيد رضا يرد على هذا الحيوان !!أنا طبعاً اقشعر بدني من الكلمة ، حتى لو أنا كنت معترض لا أقول حيوان !!والشيخ رشيد رضا كتبها ذلك ويقول : يرد على هذا الحيوان الشيخ رشيد رضا,المسألة ليست كما تصور الشيخ محمد عبده أن هذه سهلة ، نعم هي سهلة عليه ولكن من أدراك أنها كانت سهلة على إبراهيم ؟وهذا صح إلى ابن عباس رضي الله عنه ، يمكن أن يمتحن الله سبحانه وتعالى الرجل بأشياء في استطاعة كل إنسان ويجعلها دليلاً على إيمانه مثل الاستئذان ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُولَئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ﴾ فهل عندما أقول له : بعد إذنك سوف أذهب إلى البيت ما الصعوبة في ذلك ؟ ما الغرابة التي فيها ؟ هل حملت جبلا ًعلى أكتافي بهذا الاستئذان؟
فيقول الله تبارك وتعالى ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُولَئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ﴾فجعل الاستئذان علامة الإيمان علامة الإيمان وأكدها أيضاً ، فلا يأتي من يقول أن المضمضة أو فرق الشعر .. من أدراه أن هذا كان سهلاً على إبراهيم عليه السلام ، مثلما نقول في الاستئذان بمنتهى البساطة: أنا ذاهباً إلى البيت ، فهذه جعلها الله علامة الإيمان,فأنا أريد أن أقول أن هذه حاشية تذكرتها وأنا أتكلم بمناسبة التكليف أن ابن الجوزي عندما جعل الوضوء سهلاً وليس فيه أي تكليف أن تتوضأ وتصلي ركعتين لا يوجد أي تكليف ، لم يقصد أن يضع منه إنما قصد أن يضع هذا ليبرز التكليف الأكثر وهو العبادات اللامعقولة المعنى .
أنواع العبادات :لأن العبادات ، عبادات معقولة المعنى ، وعبادات لا معقولة المعنى وهذا إن شاء الله ما سنفتتحه غداً بإذن الله تبارك وتعالى ,سوف نسمي هذه الخاطرة بعنوان (نَفْثَة مَصْدِرُو) مصدرو مصاب بداء الصدر سوف ينفجر ، النفثة هي النفخة ، أنت عندما تكون مغتاظ جداً، ألست تنفخ هذه هي نفثة مصدور,أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم. (انتهي الدرس الأول)
أُخَتُكُم أَم مُحَمَّد الْظَّن
(نَسْأَلُكُم الْدُّعَاء)


الدرس (1) من مدرسة الحياة 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
الدرس (1) من مدرسة الحياة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الدرس (8) من مدرسة الحياة
» الدرس (9) من مدرسة الحياة
» الدرس (10) من مدرسة الحياة
» الدرس (11) من مدرسة الحياة
» الدرس (2) من مدرسة الحياة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الـثـقــافـــــــــة والإعـــــــــلام :: الكتابات الإسلامية والعامة :: كتابات أبي إسحاق الحويني :: حلقات 1431 هجرية-
انتقل الى: