أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: الدرس (7) من مدرسة الحياة السبت 14 مايو 2011, 6:14 pm | |
| قال ابن الجوزي رحمه الله تعالي في كتاب صيد الخاطر: والذي اصطلحنا على شرحه بعنوان مدرسة الحياة كما ذكرت ذلك في الدرس الأول .(َا ابتُلِيَ الإنسان قَطُ بأعظَمَ مِن علُو هِمَتَهَ فإن مَن عَلَت هِمَتَهُ يَختَارُ المَعَالِي، ورُبَمَا لا يُسَاعِدَهُ الزمان وقد تَضعُفُ الآَلَةَ فَيَبقَى فِي عَذَاب، وإنِي أُعطِيتُ من عُلُو الهمة طَرَفاً فَأنَا به في عذاب ولا أقول لَيتَهُ لم يكن فإنه إنما يَحلُو العيش بِقَدرِ عَدَم العقل والعاقل لا يختار زيادة اللذَةِ بِنُقصَانِ العقل، ولقد رأيتُ أقواماً يَصِفُونَ عُِلوَ هِمَمِهِم فتَأمَلتُهَا فإذا بها في فَنٍ وَاحِد، ولا يُبَالُونَ بالنَقصِ فيما هُوَ أَهَم .قال الرَضِيُ:ولِكُلِ جِسمٍ فِي النُحُولِ بَليَةٌ | وَبَلَاءُ جِسمِي مِن تَفَاوتُ هِمَتِي | فَنَظَرتُ فَإِذَا غَايةُ أَمَلِهِ الإِمَارة، وكان أبو مُسلِمُ الخُرَاسَانِي في حَالِ شَبِيبَتهِ لا يَكَاُد يَنَام فَقِيلَ لَهُ في ذلك فَقََال: ذِهنٌ صَافٍ وَهَمٌ بَعيد ونفسٌ تَتُوقُ إلى مَعَالِي الأمُور مع عَيشٍ كَعَيشِ الهَمَجِ الرَعَاع، قِيلَ: فما الذي يُبَرِدُ غَلِيلَك، قال: الظَفَرُ بِالمُلك، قِيلَ: فَاطلُبهُ قَالَ: لا يُطلَبُ إلا بِالأهوَال، قِيلَ: فَاركَب الأَهوَال قال: العَقلُ مَانِع، قِيلَ: فَمَا تَصنَع قال: سأجعَلُ مِن عَقلِي جَهلاً وَأُحَاوِلُ بِه خَطَراً لا يُنَالُ إلا بالجَهلِ وَأُدَبِرُ بالعقل مَا لا يُحفَظُ إِلا به فَإِن الخمُول أَخُو العَدَم، فَنَظَرتُ إلى حَالِ هَذا المِسكِين فَإِذَا هو قد ضَيَعَ أهَمَ المُهِمَاَت وهو جَانِب الآخِرة وَانتصَبَ في طَلبِ الوُلَايَات، فكم فَتَكَ وقَتَلَ حتى نَاَل بَعضَ مُرَادِهِ مِن لَذَاتِ الدنيا، ثم لَم يَتَنَعَمُ في ذلك غَيرَ ثَمَانِ سِنِين، ثُم اغتِيلَ وَنسِيَ تَدبِيرَ العقل فَقُتِلَ وَمَضَى إلى الآخِرَةِ عَلى أَقبَحِ حَال .وكان المُتَنَبِي يَقُول:ِوفِي الناسِ مَن يَرضَى بِمَيسُورِ عَيشِهِ | وَمَركُوبُه رِجلَاهُ وَالثَوبُ جِِلدُهُ | وَلَكِنَ قَلبًا بَينَ جَنبَيَ مَا لــَـــهُ | مَدىً يَنتَهِي بِي فِي مُرَادٍ أَحُدُّهُ | يَرَى جِسمَهُ يُكسَى شُفُوفًا تَرُبُــهُ | فَيَختَارُ أَن يُكسَى دُرُوعًا تَهُدُه | فَتَأمَلتُ هَذَا الآخر فَإِذَا نَهمَتُهُ فِيمَا يَتَعَلَقُ بِالدُنيَا فَحَسب .وَنَظَرتُ إلى عُلُو هِمَتِي فَوجَدتُهَا عَجَباً وذلك أنني أَرُومُ من العلم مَا أَتَيَقَنُ أَنِي لَا أَصِلُ إِلَيهِ، لَأنِنِي أُحِبُ نَيلَ كُلِ العُلُوم على اختلافِ فِنُونِهَا وأُرِيدُ استِقصَاءِ كُلَ فَنٍ وَهَذَا أَمرُ يَعِجَِزُ العُمرُ عَن بَعضِهِ، فَإِن عَرَضَ لِي ذُو هِمَةٍ في فنٍ قد بَلَغَ مُنتَهَاهُ رَأيتُهُ نَاقِصًَا فِي غَيرِهِ فلا أَعُدُ هِمَتَهُ تامة مثل المُحَدِثِ فاتهُ الفقهُ والفقيهِ فاتَهُ عِلمُ الحَدِيث فَلا أَرَى الرِضَا بنُقصَانِ العلوم إِلَا حَادِثًا عن نَقصِ الهِمَة ثم إِنِي أَرُوم نِهَايَة العَمَل بالعِلمِ فَأتُوقُ إلى وَرَعِ بِشرٍ وزَهَادة مَعرُوف، وهذا مع مُطَالعة التَصَانيف وإِفَادة الخَلق ومُعَاشَرتَهُم بعِيد .ثُمَ إِنِي أَرُوم الغِنَي عَن الخَلقِ وأَستَشرِف الإِفضِال عَلَيهِم، والاشتغَال بالعلمِ مَانعٌ من الكَسب وقَبُول المِنَنِ مما تِأبَاهُ الهِمَةِ العَالِية .ثم إنِي أَتُوقُ إلى طَلبِ الأولَاد كما أَتُوقُ إلى تَحقِيق التصَانِيف لِيَبقَى الخَلَفَانِ نَائِبَينِ عَنِي بعد التَلَف، وفي طلب ذلك ما فيه من شَغلِ القَلبِ المُحِبِ لِلتَفَرُد، ثُم إِنِي أَرُومُ الاستِمتَاع بِالمُستَحسَنَاتِ وفي ذلك امتِنَاع مِن جِهَة قِلَةِ المَال، ثُمَ لَو حَصَلَ فَرَقََ جَمعَ الهِمَة . وَكَذَلِك أَطلُبُ لِبَدَنِي مَا يُصلِحُهُ من المَطَاعِم وَالمَشَارِب فَإِنِه مُتَعُودٌ لِلتَرَفُهُ وَالتَلََطُفِ وَفِي قِلَةِ المَالِ مَانِع، وكُلُ ذَلِك جَمعٌ بَينَ أَضدَاد، فَأَينَ أنا ومَا وَصَفتُهُ من حَالِ من كَانت غَايَةُ هِمَتِهِ الدُنيَا وأَنا لا أُحِبُ أَن يَخدِشَ حُصُولُ شَيءٍ من الدُنيَا وَجهَ دِينِي بِسَبب، وَلَا أَن يُؤَثِرَ في عِلمِي وَلَا في عَمَلِي، فَوَا قَلَقِي من طَلَبِ قِيَامِ الليل وتَحقِيق الوَرَعِ مَعَ إِعَادَة العِلمِ وَشَُغلِ القَلب بالتصَانِيف وَتَحصِيلِ مَا يُلَائِم البَدَن مِنَ المَطَاعِم، وَوَأَسَفَا عَلَى مَا يَفُوتُنِي مِنَ المُنَاجَاةِ فِي الخلوة مَعَ مُلَاقَاةِ النَِاسَ وَتَعلِيمِهِم .وَيَا كَدرَ الوَرَعِ مَعَ طَلَبِ مَا لَابُدَ مِنهُ لِلعَائِلة غَيرَ أَنِي قَد استَسلَمتُ لِتَعذِيِبِي وَلَعَلَ تَهذِيبِي فِي تَعذِيبِي لِأَن عُلُو الهِمَة تَطلُبُ المَعَالِي المُقَرِبَةَ إِلى الحَقِ عَزَ وَجلَ، ورُبَمَا كَانت الحَيرَةُ فِي الطَلَبِ دَلِيلاً إِلى المَقصُود، وهَا أَنَا أَحفَظُ أَنفَاسِي مَن أن يَضِيعَ مَنهَا نَفَسٌ في غَيرِ فَائِدَة، وَإِن بَلَغَ هَمِي مُرَادَهُ وَإِلَا فَنِيَةُ المُؤمِنِ أَبلَغُ مِن عَمَلِه .)كنا قد وصلنا إلى نصف هذه الخاطرة في الشرح ووصلنا إلي كلام ابن الجوزي رحمه الله وهو يجمع بين الأضداد، لكن همته تعذبه فإنه يريد أن يصل إلى أعلى ما يصل إليه إنسان لكن الآلة مانعة، يريد أن يكون في الفقه الفقيه الذي يُشار إليه حتى يقال لا يعرف إلا الفقه، ومسائل الفقه متفرعة جدًا وتحريرها يحتاج إلى عمر فوق العمر وإلا فكثير من الذين يتكلمون في الفتوى لا يحررون كل كلمةٍ يقولونها إنما يأخذونها من الكتب تقليدًا أو إحسان ظنٍ بصاحب الكتاب الذي أفتى هذه الفتوى، وإلا لو حاول أن يحرر كل كلام يقول يجمع أولاً الأدلة، فإذا رآها متعارضة نظر إلي وجه الجمع بينها، فإن عجز عن الجمع نظر إلى وجه الترجيح و الجمع له قوانين، والترجيح أيضًا له قوانين والنظر في كلام العلماء الذين قالوا أن هذا واجب، والآخرين الذين يقولون مستحب أو الذين يقولون هذا حرام وهو يقول إنه مكروه، لا بد أن تنظر إلى حجة كل عالم، لماذا قال هذا حرام ؟ أم فاته شيء من الأدلة ليصرف بها ظاهر النص أم لا لو أراد إنسان تصنيف جزءً صغيرًا في مسألة ما يظل أسبوع واثنين وثلاثة فلا تتصور أن كل رجل يتصدر للفتوى حقق كل كلام يقوله بحيث يعرف الأدلة والكلام المخالف والرد على المخالف إلى آخره، فهو لابد أن يلجأ إلى التقليد بمن يظن أنه من أهل العلم حتى ولو كان الذي يقلد من أهل العلم، لأن هناك بعض الناس يقولون إن أهل العلم لا يقلدون لا أهل العلم يقلدون، لأنه لا يستطيع أن يجتهد في كل مسألة جزئية، لا في الحديث ولا في الفقه ولا في التفسير ولا في اللغة، ولا في أي علم من العلوم، بل يقنع بقول عالم ما إذا نظر إلى أدلته، وقال نعم هذا صحيح، لكنه يتبحر في المسألة ربما قلب الكلام ولم يتبع هذا العالمابن الجوزي عندما يقول: الفقيه الذي لا يحرر كل جزئية في الفقه همته ناقصة فهذا تمني وليس الواقع، ولذلك يقول وكل هذا جمعٌ بين أضداد، فانظر بين المتقابلان كيف فعلها؟يقول ابن الجوزي:( ثم إِنِي أَرُوم نِهَايَة العَمَل بالعِلمِ):فنحن سلَّمنا أنه تعلم كل فنون العلم، هذا العلم ليس غاية إنما هو وسيلة يصل بها الإنسان إلى أعظم مراده وهو طاعة الله عز وجل مع دخول الجنة ،يريد أن يقول أريد أن أصل إلى نهاية العمل بهذا العلم، كيف يصل؟ سيحدث له نوع من المصادمات مع خلق الله ،مثلاً لو أنه أمام حاكم ظالم والأدلة تقول له اجهر بالحق، والجهر بالحق هنا سيكون فيه حتفه ماذا يفعل؟ يلجأ إلى دليل آخر ينزل ولكن هذا ليس نهاية العمل الذي يريده، إنما هذا يرَّخص له في ذلك ،.مثال آخر: البلاد التي يوجد فيها مبتدعه وأنت رجل راعي دعوة و هذه البلاد مليئة بالمبتدعة وهم يكرهونك ويخزلُّون عنك ويمكن أن يكتبوا فيك تقارير كاذبة، توقف مسيرتك، فهذا يغيظ ويمكن أن يكون الخصم فاجر في الخصومة، أي لا يتقي الله عز وجل أبدًا في الخصومة ويبشِع صورتَك، ويمكن أن يتهمك في عرضك، وكل هذه إحن تحرِّك الصدر ومطلوب منك أن تصبر وتحتسب وتراعي شرف المقصود التي تدل الناس عليه، وهذا الإنسان إنما خاصمك بهذا الفجور ليصرفك عن طريقك ،يمكن أن ترد عليه رداً خفيفاً وتقع أيضًا في الكذب، وهو يخزِّل وأنت تخزِّل أيضًا، فكيف تصل إلى مثل هذا العلم هو الذي يدلك، لكن أحيانًا لا تستطيع أن تمارس دعوتك وصدرك متغيريقول ابن الجوزي رحمه الله: (فَأتُوقُ إلى وَرَعِ بِشرٍ وزَهَادة مَعرُوفٍ، وهذا مع مُطَالعة التَصَانيف وإِفَادة الخَلق ومُعَاشَرِتهم بعِيد)لأن البروز للخلق عذاب وأعظم ما يُبتلى به إنسان أن يكون مشهورًا، لأن كل الناس تُنزل حاجاتهم به فإذا قصَّر لاموه وقد يذموه مع أنه بذل أقصى الجهد، فإذا كنت ناجحًا وُجِدَ لك أعداء يخزِّلون عنك .كيف أصل إلى ورع بشر الحافي، وزهادة معروف الكرخي ؟،الذي أراح بشر الحافي أنه اعتزل الخلق ولم يتزوج، حتى قال الإمام أحمد لو تزوج بشرٌ لتمَّ أمره لأن الإمام أحمد كان ضد مسألة الرهبانيةفعندما كان يخبره أحد أن إبراهيم بن أدهم كان يترك النكاح لا يدعه يكمل ويصيح في وجهه، ويقول جئتنا ببنيات الطريق ،(الطرق الجانبية المتشعبة ،) إنما الطريق العام الذي يسلكه كل الناس هو أن يتزوج المرء لأن هذه سنة النبي ﷺ . فكل إنسان له ما يصلحه لكن لا يكون قانونًا فالذي لا يريد أن يتزوج. ورأى أن عدم الزواج من باب إصلاح عبادته وآخر رأى من باب إصلاح نفسه ألا ينام على الفراش الناعم، وآخر رأى أن من صلاح نفسه في خشونة المأكل، وآخر رأي صلاح نفسه في العزلة عن الخلق، .فكل إنسان له ما يصلحه لكن لا يكون قانونًا .هل تعليم العلم أفضل أم العزلة ؟عبد العزيز العُمَرِي أحد أكابر العلماء في المدينة: من طبقة مالك وسفيان بن عيينة تعلم العلم وأخذ الأسانيد وتزهد واعتزل الناس، بخلاف الإمام مالك مالك كان يتصدى لقراءة الموطأ وللإفتاء ولشرح الأدلة، فأرسل إليه عبد العزيز العُمَري رسالة يقول له أنا أدعوك إلى اعتزال الخلق وأن تكون مثلي لأن هذا أقرب إلى الله عز وجل وأصفى لقلبك، والعبرة في النهاية بالعمل فالإمام مالك رحمه الله لأنه يمشي بقانون العلم لم يُقَّبِح ما فعله عبد العزيز العُمَرِي ولم يقل له إن تعليم العلم أفضل من عزلتك أبدًا وإنما قال له( أنت فُتِح َلك في هذا وأنا فُتِحَ لي في بث العلم وكلانا على خير)ساغ لمثل عبد العزيز العُمَري الذي قال فيه ابن عيينة وغيره هو المقصود بقول النبي ﷺ (أَنَّهُ، لَا تُشَدُّ أَكْبَادَ الْإِبِلِ، إِلَا إِلَىَ عَالِمِ الْمَدِيْنَةِ يُوْشِكُ أَنْ يَضْرِبَ الْنَّاسُ أَكْبَادَ ألمَطيّ فَلَا يَجِدُوْنَ أَعْلَمُ مَنْ عَالِمَ الْمَدِيْنَةِ)، منهم من قال مالك ومنهم من قال هو عبد العزيز العمري. عبد العزيز العمري فتح له في العزلة والذي صوغ له ذلك أنه كان يوجد ألوف العلماء، فإذا اختفى واحد لا يضر الخلق أن يختفي، لكن هب أننا نريد أن نستصحب هذه المعاني إلى زماننا، سنفترض أن هذه البلدة فيها أنا واثنين ثلاثة أنا أريد أتزهد وأدخل الجحر وأريح رأسي، قد يأثم المرء لمن يدل هؤلاء الناس على الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح، وهناك ألوف المبتدعة وهناك الفضائحيات وهناك ألنت مواقع للكفر والإلحاد المجرد الذي لا يختلف عليه أحد، والشباب كله يدخل على ألنت والشباب كله يري الفضائيات والذي يطلع في الفضائيات كثير منهم جهلة نعرف بعضهم ولا نعرف بعضهم، لكن أنا أعرف المرء من فتواهومن المسائل التي عُرضت في الفضائيات:مسألة: مالحكم إذا حاضت في رمضان وكان عليها أيام من رمضان، وتريد أن تصوم ستة أيام من شوال وتؤخر الفرض ؟قال هذا لا يجوز لابد أن تبدأ بقضاء الدين أولاً ،.تصويب الشيخ حفظه الله للمسألة: في صحيح البخاري أن عائشة ل كانت تقول: (مَا كُنْتُ أَقْضِيَ مَا عَلَيَّ مِنْ رَمَضَانَ إِلَا فِيْ شَعْبَانَ)، وعللت ذلك بقولها(مِنَ الْشُّغْلِ لِرَسُوْلِ الْلَّهِ ﷺ) لو أحببنا نناقش هذه المسالة ماذا نقصد بقوله من الشغل ؟ كانت زوجة مع ثمانية أُخريات، كما تعلمون النبي ﷺ كان معه تسعة ،كل ثمانية أيام يأتي لها يوم فأين الشغل ؟ وكانت تستطيع أن تصوم، لكن شوال إذا مضى انتهت الفضيلة، لا أستطيع صيام ستة من شوال في ذي القعدة، لكن أنا عاجز عن الجمع ما بين الستة أيام من شوال وما بين القضاء الذي علي، فألجأ إلى مثل هذا الجدل العقلي مع وجود النص ثم إن الله عز وجل قال﴿ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ﴾ (البقرة:184)والنكرة في سياق الإثبات تفيد الإطلاق كما يقول أهل العلم، فأيام جاءت نكرة في سياق الإثبات فلا نفي في الجملة فتفيد الإطلاق فلك مطلق الأيام تصوم فيها فهذا نوع من التعسير، فكيف يتكلم لم يذاكر ولم يبحث المسألة .ومن عيوب الفضائيات الأسئلة المباشرة: لأن الذي يجلس علي الكرسي لكي يُفتي ليس ابن تيميه الزمان أي قاري كل شيء ويعرف يفتي في كل مايسئل عنه ومطلع علي كل شيء، الناس يسألون في مسائل شتى، في كل مسائل الدنيا وطبعًا في الفضائيات عيب إنك تقول لا أعرف، لماذا أنت جالس على الكرسي ومالذي أتي بك هنا؟ لا تعرف تعلَّم أولاً ثم تقدم، فعندما يُسئل يظل يلف حول الإجابة، ويعيد السؤال مرة ثانية وحيث أنك قلت كذا وكذا وكذا وكذا ويبتدي يعيد لكي يضيع الساعة التي سيُفتي فيها، فمع وجود هذا الزخم الشديد في الفضائيات صار تعليم الخلق وإرجاعهم إلى الكتاب والسنة ضرورة ملجئة .وجه الحق لا يخفي علي إنسان ولو كان ساذجاً ًمن الفُجّار.قيل لبعض المشهورين لماذا لا تفتحون قناة فضائية بحيث إن الإرهاب أخذوا الدنيا؟ كلها قال أنا لو فتحنا قناة فضائية ستفشل ،لأنه لا يوجد عندنا نانسي عجرم فهذا من أسباب نجاح القنوات الفضائية ماذا يعني هذا الكلام؟ هل القنوات التي نجحت فيها هذا السوء، هل هذا يُصلِح أن يكون جوابًا فلنقل الحق أنه ليس هناك كوادر تجذب الناس، وليس معني سكوت الناس أنها مغفلة الناس تميز يعرفون الحق من الباطل، كل إنسان لا يخفى عليه اسم الحق أبدًا يارب يكون ساذج من الفجار .البنت المغنية التي قتلت في دبي قرأت وصيتها، لما كنت في دبي من أربع أيام، كتبت، بسم الله الرحمن الرحيم إنا لله وإنا إليه راجعون، أوصيكم بأن مالي لأمي وأخي وزكوا عني وتصدقوا عني و حياتها كلها في الرقص هي عندما تقول إنا لله وإنا إليه راجعون في الأول كده وتقول زكوا عني وتصدقوا عني، فهي تعرف الحق، وتعلم أن ماتفعله خطأ، فلا يوجد إنسان في الدنيا، يخفى عليه وجه الحق في كل مسألة بالذات في المسائل الكبار.البروز إلى الخلق وتعليمهم أعظم بألف درجة من أن يصفوا قلبك:ثم تحدث فضيلته أن العزلة أفضل لسلامة القلب لو أنني اعتزلت ولسلامة قلبي وهذا أحسن لي، أنا كنت مشتغلاً بالحديث في بداية حياتي، متعتي لا تتم إلا مع الكتب فأكون وحدي وأظلّ آتي بالأسانيد و أرتب فيها وأناقش أهل العلم وذهن صافي لا يوجد من يُعكر علي رأسي وقلبي صافي و جالس لكي أحقق وآتي بالطرق وأنظمها بطريقة جديدة كي تكون الصنعة، لأن التخريج والكلام على الأسانيد صنعه، ممكن تقدم شيء وتؤخر آخري ينهدم التخريج مع أن كله تخريج، لكن طريقة العرض نفسها تفرق تعرفني من واحد لواحد، فأعرف هل هو فاهم أم لا؟ العرض .فطالما أجلس وحدي،صافي حتى لم أدخل في مثلاً الصغائر و أحس بشيء من الراحة، لكن لما خرجت للناس وجدت الناس لا تريد من علم الحديث إلا أن تقول هذا صحيح علم الحديث كله لكي تقول هذا حديث صحيح، انتهي علم الحديث، ما هو المطلوب من الكلام ؟، لابد أن تكون فاهم الكلام وتدرس أصول الفقه وتنظر كلام العلماء وكيف تصرفوا في هذا الدليل وكيف صرفوه من الوجوب إلى الاستحباب، أو كيف ألقوه على الوجوب والأدلة التي يُمكن أن تصرف هذا الوجوب إلى الاستحباب لماذا لم تستعملها؟ تكون بتذاكر الناس لا تريد هذا الكلام، يريدون شرح الأحاديث وشرح الفقه فلابد أن تذاكر، فتخرج للناس، برزت للناس، تجد المشاكل، ممكن تجد من يشتمك أو يفتري عليك، أو يتهمك بأنك أنت مبتدع، ثورجى تخطط لانقلابات . ؟ وكل هذا يصدك من أين أتي بكل هذا؟ هذا خطأ، أنا لا أقول بهذا، أن أقول بكذا وكذا وكذا، لا لا لا لا لا، ليس هذا مافي في بطنك أنت تدين بشيء آخر، ونتناقش كثيراً، والإنسان بشر في الآخر لا يتحمل مثل هذا، فيتعكر قلبه لكن الفائدة من البروز إلى الخلق وتعليمهم أعظم بألف درجة من أن يصفوا قلبك وأن يظل الخلق هملا .فأبرك الناس أهل العلم حتي أنهم تنازعوا:العلماء تنازعوا أيما أفضل صلاة النافلة أم طلب العلم ؟ علي تفصيل:1-قالوا إذا كان رجلاً يتصدى للفتوى فطلب العلم أفضل من صلاة النافلة لأن العالم كرأس العين، لأن العالم كرأس العين، إذا أردت أن تعكر النيل كله، النيل متفرع إلى قنوات وترع بالألوف المؤلفة، تريد تسمم المياه كلها مثلاً، تذهب للمصب ،مصب النيل وتصب مثلاً، حبيت أن تطهر الماء من الميكروبات، تذهب للمصب، طالما ذهبت المصب فكل المياه الذاهبة للترع والقنوات تأخذ منه، يقول الكلمة من الحق ينتفع منها الملايين في جنبات الأرض كم من ضال اهتدى بكلمة وحياته استقرت بكلمة، فما من رجل يهتدي بكلمة منك أو بتصرف منك إلا كان في صحيفتك (لأن يهدي الله بك رجلا خير لك من الدنيا وما فيها) وهذا من أعظم ما يحفز الطالب لطلب العلم أن عملهم أبرك من عمل الزهاد وليس معني ذلك أنني أقول إن كل عالم سيكون فوق الزاهد، لا ،.يتبع إن شاء الله.. |
|
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: رد: الدرس (7) من مدرسة الحياة السبت 14 مايو 2011, 6:17 pm | |
| من أجل ذلك لما سُئِل الإمام أحمد بن حنبل عن الرجل يرد على أهل البدع ويصون جناب الدين أم يصلي بالليل ؟، قال الذي يرد علي أهل البدع أفضل لأن هذا يصلي لنفسه وهذا يعمل عمله للمسلمين . فبشر بن الحارث ما تم أمره لنفسه إلا لأنه اعتزل الخلق ،: إنما لم يتصدى للفتوى لأن فيها مشاكل، لذلك لا تجد لبشر بن الحارث محنه في التراجم تجد عنوانين عندما تحب تعمل ترجمه لواحد هناك قوانين للترجمة، تجد عناوين اسمه وكنيته ونسبه ثم شيوخه، تلاميذه، أقوال الناس فيه، طلبه للعلم، هذه عناوين كلها و تجد عنوانًا ثابتًا في تراجم الأئمة الربانيين الذين تصدوا لتعليم الخلق، هذا العنوان هو محنته، فلابد تجد لكل عالم محنة محنه الذي تصدى للناس تجد له محنه، إنما الذي اعتزل ودخل الجحر ليس له محنة لأنه لم يتصدى للخلق . ابن الجوزي يقول أنا أريد أن أعلِّم الناس وأبرز لهم وفي نفس الوقت يكون قلبي مثل قلب بشر بن الحارث أو معروف الكرخي، وابن الجوزي صنف كتاباً في فضائل بشر وصنف كتابًا في فضائل معروف وفي أحوال هؤلاء العلماء كيف يصل ؟ صعب جدًا أن يصل إلى سلامة القلب مع التعرض للخلق، والتعرض للخلق مظنة تغير القلب .
يقول ابن الجوزي رحمه الله (إِنِي أَرُوم الغِنَي عَن الخَلقِ وأَستَشرِف الإِفضِال عَلَيهِم، والاشتغَال بالعلمِ مَانعٌ من الكَسب) . طالب العلم لابد أن يكون عفيفًا حتى لو أخذ مالاً من أحد يكون واثق تمام الثقة أن هذا لن يمن عليه ولن يكشف سره أبدًا، ليه ؟ لأن العالم لو عُلم أنه يمد يده يسقط عند الخلق . ثم سرد الشيخ حفظه الله ماتعرض له من كذب بأخذ مقابل لما يبذله في الفضائيات. مثلاً بالنسبة لنا في الفضائيات كل فترة يكتبون في الجرائد،، يقولون أبو إسحاق الحويني يأخد مائة ألف في الشهر ومحمد حسان يأخد مائة ألف ومحمد يعقوب ومصطفى العدوى ومش عارف إيه والكلام ده كل واحد يأخد مائة ألف في الشهر، وهذا من الكذب الأصلع، ولكننا من نصرف علي القنوات الفضائية، فأنت تذهب بسيارتك ثم تجلس لك يومين هناك، تأكل وتشرب على حسابك، ثم تعطي المحاضرة ولاتجد من يستقبلك إلا صاحب الكاميرا والمخرج ثم ترجع لبلدك تقطع مثلاً ثلاثمائة كيلو ذهاباً وإياباً كي تقول كلمتين وفي الآخر يقولون يأخذ مائة ألف، لو افترضنا جدلاً أن بعض الناس أخذت فهذا له وجه في الجواز، لأن أخذ المال يسقط الحشمة أنظر إلي الدجالين مثلاً الجماعة الذين يعملون في الجن، يقولون هذا رجل جيد لأنه لا يأخذ مال، فيعتبرون عدم أخذ المال علامة صدق، وهذا الكلام له أصل وهو أن الرسل جميعًا جاءوا فقالوا ﴿ وَيَا قَوْمِ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالاً إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللّهِ﴾ فالرسل كانوا يبذلون الهدى ولا يأخذون في مقابله أجرًا، لذلك ظلت حشمتهم كما هي .طالب العلم إذا أراد أن يوصل دعوته لابد أن يكون متعففًا عما في أيدي الخلق . يقول ابن الجوزي رحمه الله (إِنِي أَرُوم الغِنَي عَن الخَلقِ وأَستَشرِف الإِفضِال عَلَيهِم (أتصدق عليهم) ولا يقصدني رجل إلا أعطيه، والاشتغال بالعلم مانع من الكسب ،. ثم قارن الشيخ حفظه الله بين من غايته في جمع المال وبين من غايتة في رضا الله عز وجل وفي تثبيت دينه وتعليم الخلق شتان ما بين الغايتين .
ثم ضرب الشيخ حفظه الله أمثلة لمن تفرغ لطلب العلم: الشيخ الألباني رحمة الله : كان يعمل في تصليح الساعات فكان يعمل علي قدر حاجته ثم يغلق محل العمل ويذهب إلى المكتبة الظاهرية، التي يوجد فيها المخطوطات النفيسة، يظل يكتب وينقل من هذه المخطوطات القديمة، وكان يظل بالساعات واقفاً على السلم، على رجله، وفي نفس الوقت لكي يوفر الوقت كان عنده دراجة عاديه، وظل رحمة الله عليه على الجد وهذا الثبات على طلب الحق حتى صار إمام الزمان . الشيخ الألباني فعل ما لم تفعله كتيبة من أهل العلم، هو الذي أفشى محبة الحديث في الدنيا مع وجود آخرين من أهل العلم ؟، لكن لم يكن لهم حظوة كحظوة الشيخ الألباني رحمه الله. الشيخ أحمد شاكر رحمة الله : توفي، سنة ألف وتسعمائة وثمانية وخمسين، وكان قاضيًا شرعيًا ومشغول بالمحاكم والقضاء ومع ذلك كان ينتج، لكنه لم يتفرغ إلا على رأس الستين، ، كبر ومرض ولم يعد عنده جلد للبحث . الشيخ عبد الرحمن بن يحي ألمعلمي اليماني: لا أحد يعرفه إلا طلبة الحديث فقط ليه ؟ لأنه كان يحبس نفسه في مكتبة الحرم المكي . الذي برز إلى الناس ودعا الناس إلى السنة وإلي تعليم تعلم علم الحديث الشيخ الألباني، كل إنسان بعد ذلك إنما هو فرع علي. ولا يتصور أحد أنني أريد تهميش عمل كل العلماء لا ولكن الشيخ الألباني رحمه الله كان أبرزهم ،كان حريصًا على وقته، ولم ينتعش ماليًا إلا في آخر عشرين سنه من حياته، بعدما تجاوز الستين، صار له اسماً لشرف مقصوده و لم يأخذ من الدنيا في حال الطلب الطلب الأول إلا ما يقوته فقط أنت في أول طلبك للعلم لا تحتاج إلى كتب إلا كتابًا في كل فن، أسكت كلب الجوع بأي شيء على حسب همتك ستجد المؤنة يسيره . ابن الجوزي بجمع بين أضداد ،يريد الغني وكل من يأتي له يعطيه . كسفيان بن عيينه رحمة الله عليه: دخلوا عليه ذات مرة وهو يبكي، فقيل ما يبكيك يا أبا محمد ؟ قال أتاني فلانً فطلب نوالاً فلم يجد عندي( العطاء)، فقيل له وما في ذاك ؟، قال وأي بلاء أعظم من أن يؤمل فيك إنسان فلا يجد أمله . أكثر شيء تكت في عضد المرء النبيل أنه لا يقضى حاجات الناس، لأنه لما أتي لك يمكن أنت آخر باب .، لكن كيف يجمع ما بين طلب العلم الذي يحتاج إلى الليل والنهار وما بين الغني هذا جمع بين أضداد، متى يتحقق هذا عندما يصير غنياً يرث. البخاري:ورث من أبيه ألف ألف مليون درهم، حتى أنه قال لابنه يا بني تركت لك ألف ألف لا أعلم درهماً فيه شبهه .لأن أباه كان يصاحب أهل العلم أبو الإمام البخاري إسماعيل كان يصاحب مالكًا، ويصاحب حماد بن زيد، ويصاحب عبد الله بن المبارك وكان رجلاً تاجرًا ناجحًا، بورك له في تجارته، فكان أي مسألة تعرض له كان يسأل هؤلاء العلماء . يحي بن معين : ترك له أبوه مثل هذا، فأنفق كل هذا في طلب العلم حتى أنه لم يجد في آخر حياته نعلين يلبسهما أغلب طلبة العلم أهلهم فقراء لا يجدون شيئَا، فيظل على سمت الفقر، فعندما تريد الغني كي تعطي الناس وفي نفس الوقت يوجد مانع وأنت نبيل وصاحب مروءة سك تتمزق ،فهذا كلام ابن الجوزي يقول نفسي .
يقول: (ثم إنِي أَتُوقُ إلى طَلبِ الأولَاد كما أَتُوقُ إلى تَحقِيق التصَانِيف لِيَبقَى الخَلَفَانِ نَائِبَينِ عَنِي بعد التَلَف) . يقول أتمني يكون عندي أولاد وفي نفس الوقت أصنف، لأن التصنيف يساوي الولد، . فكيف يكون ذلك مع حاجات الأولاد ومسئولياتهم وكل هذا شغل لهذا القلب، ولا يستطيع الإنسان التأليف وهو مشغول القلب خاصة عندما يريد يحرر العلم لأن هناك فرق بين النقل والتحرير، العلم هو التحرير، تحرير مواضع النزاع، تقدم شيئاً وليس العلم، النقل من كتب الآخرين ثم ضرب الشيخ حفظه الله مثالاً للنقل من كتب العلماء (كمن أخذ منزلة التوبة من كتاب مدارج السالكين لابن القيم وصنف كتابًا وسماه باسم آخر) . العلم هو التحرير الذي حرر العلم يبقي اسمه، كل أهل العلم يرجعون إليه، الحافظ بن حجر العسقلاني صنف فتح الباري في خمسه وعشرين سنه . هدي الساري المقدمة لفتح الباري مضي فيها خمس سنين، . البدر العيني :، رجل من الحنفية، لما وجد أن البخاري شرحه أحد الشافعية، فأراد أن يكون مثل الشافعية ويكون له شرح للبخاري فبدأ بنفس طويل جدًا ثم بدأت همته تقل شيئاً فشيئاً إلي أن وصل لنصف الكتاب تدرك منه التعجل ويريد الانتهاء .فتح الباري قاموس السنة، لايستغني عنه أحد. ابن خلدون : قال شرح البخاري دين في عنق الأمة، وعندما شرح الحافظ بن حجر البخاري قال سقط الدين علي الأمة ،. الشوكاني: لما طلب منه أن يشرح البخاري قال: لا هجرة بعد الفتح (بعد فتح الباري) .ومعظم تصانيف ابن حجر محرره هذا مع كونه كان قاضي القضاة وكان قريبًا من السلطان وكان متزوجًا بأكثر من امرأة، وكل أولاده ماتوا في حياته دفنهم جميعًا ،لم يبق غير محمد و مع ذلك كان عند الحافظ ابن حجر أكثر من ثلاثمائة مصنف ما بين مجلدات كثيرة وبين جزءٍ صغير ،. الإنسان إذا أراد أن يصنف لابد أن يكون صافي القلب .تريد أن تصنف وتحرر العلم ويكون عندك أولاد هذا كله جمع بين أضداد، لكن ابن الجوزي يتمني يكون كذلك عنده همة عالية . أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم . إنتهى الدرس السابع. |
|