منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

IZHAR UL-HAQ

(Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.

أحْـلامٌ مِـنْ أبِـي (باراك أوباما) ***

 

 المقالة الأولى

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

المقالة الأولى Empty
مُساهمةموضوع: المقالة الأولى   المقالة الأولى Emptyالأحد 28 يونيو 2020, 7:43 pm

تخليص الإبريز في تلخيص باريز
المقصد:
في مُدَّةِ السَّفر (من مصر إلى باريس)، وما رأيناه من الغرائب في الطريق، أو مُدَّةُ الإقامة في هذه المدينة العامرة بسائر العلوم الحكمية، والفنون والعدل العجيب، والإنصاف الغريب، الذي يحق أن يكون من باب أولى في ديار الإسلام، وبلاد شريعة النبي (صلى الله عليه وسلم).

وهذا المقصد يتضمَّن عدَّة مقالات، تشتمل على عدَّة فصول:
المقالة الأولى:
فيما كان من الخروج من مصر إلى دخول مدينة (مرسيليا) التي هي فرضة من فرضات الفرنسيس، وفيها عدة فصول.

المقالة الثانية:
فيما كان من دخول (مرسيليا) إلى دخول مدينة (باريس) وفيها فصلان.

المقالة الثالثة:
في دخول (باريس)، وذكر جميع ما شاهدناه، وما بلغنا خبره من أحوال (باريس).

وهذه المقالة:
هي الغرض الأصلي من وضعنا هذه الرحلة؛ فلذلك أطنبنا فيها غاية الإطناب، وإن كان جميع هذا لا يفي بحق هذه المدينة، بل هو تقريبي، بالنظر لِمَا اشتملت عليه، وإن استغرب هذا مَنْ لم يُشاهد غرائب السِّياحة.

قال بعضهم:
مَنْ لم ير الروم، ولا أهلها
ما عرف الدنيا ولا الناسا


فمن باب أولى بلاد (أفرنجستان).

المقالة الرابعة:
في ذِكْرِ نُبَذٍ من العلوم والفنون المذكورة في الباب الثاني من المقدمة.

المقالة الأولى: وبها أربعة فصول
الفصل الأول
في الخروج من مصر، إلى دخول ثغر إسكندرية:
كان خروجنا من مصر يوم الجمعة، الذي هو ثامن يوم من شعبان، سنة إحدى وأربعين ومائتين بعد الألف، من الهجرة المُحَمَّدِيَّةِ على صاحبها أفضل الصلاة والسلام، فتفاءلت بأن عقب هذا الفراق يحصل الاجتماع، وأن تسلم العودة سيقوم مقام الوادع.

فركبنا زوارق صغيرة، وتوجَّهنا إلى الإسكندرية، وأقمنا على ظهر النيل المُبارك أربعة أيام، ولا فائدة لِذِكْرِ بعض البلاد والقُرى التي رَسَوْنَا عليها.

وكان دُخولنا الإسكندرية يوم الأربعاء (ثالث عشر يومًا)1 من شهر شعبان، فمكثنا فيها ثلاثة وعشرين يومًا، في (سراية) الوالي بها.

وكان خُروجنا إلى البلد في هذه المُدَّةِ2 قليلاً، فلم يسهل لي ذِكْرِ شَيْءٍ من شأنها، غَيْرَ أنه ظهر لي أنها قريبة الميل في وضعها وحالها إلى بلاد الإفرنج، وإن كُنْتُ وقتئذ لم أر شيئًا من بلاد الإفرنج أصلاً، وإنَّمَا فهمتُ ذلك مِمَّا رأيته فيها دون غيرها من بلاد مصر، ولكثرة الإفرنج بها، ولكون أغلب السُّوقة يتكلّم ببعض شَيْءٍ من اللغة الطليانية ونحو ذلك، وتحقَّق ذلك عندي بعد وصولي إلى "مرسيليا" فإن إسكندرية (عَيِّنَةُ) "مرسيليا" وأنموذجها، ولَمَّا ذهبتُ إليها سنة 62 وجدتها قطعة من أوروبا.
-------------------------------
1  الصواب: الثالث عشر.
2  في المطبوعة: المدينة.



المقالة الأولى 2013_110


عدل سابقا من قبل أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn في الإثنين 03 مايو 2021, 12:15 am عدل 2 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

المقالة الأولى Empty
مُساهمةموضوع: رد: المقالة الأولى   المقالة الأولى Emptyالأحد 28 يونيو 2020, 7:46 pm

الفصل الثاني
في ذكر نبذة تتعلق بهذه المدينة، لخصناها من عدة كتب عربية وفرنساوية وذكرنا ما ظهر لنا صحته.

فنقول:
قال في القاموس: إن "إسكندرية" منسوبة إلى "إسكندر" ابن الفيلسوف (صوابه فيليبش)، وهو الذي قتل "دارا" وملك البلاد.

والإسكندرية ستة عشر بلدًا منسوبة إليه، منها بلدة ببلاد الهند، وبلدة بأرض بابل، وبلدة بشاطئ النهر الأعظم، وبلدة بصغد سمرقند، وبلدة بمرو، واسم لمدينة بلخ، والثغر الأعظم ببلاد مصر، وقرية بين حماة وحلب، وقرية على دجلة قرب واسط، منها الأديب أحمد بن المختار بين مبشر، وقرية بين مكة والمدينة وبلدة في مجاري الأنهار بالهند، وخمس مدن أخرى.

ومرو: بلدة من خراسان ببلاد الفرس، والنسبة إليها مروي ومروزي، وانظر ما مراده بالنهر الأعظم؟ ثم رأيت في كتاب تقويم البلدان لعماد الدين أبي الفداء إسماعيل بن ناصر سلطان حماة أن بالأندلس نهرًا يسمى بالنهر الأعظم، وهو نهر "أشبيلية" ونص عباراته: "ومنها نهر "أشبيلية" من بلاد الأندلس، ويسمى عند أهل الأندلس النهر الأعظم" انتهى.

ولعله إنما سمي عندهم بالنهر الأعظم لامتيازه بحادثة المد والجزر، كما نبه على ذلك أبو الفداء في قوله: يدخله المد والجزر عند مكان يسمى الأرحا لا تزال فيه المراكب منحدرة مع الجزر، صاعدة مع المد.

وقال بعضهم في المد والجزر:
خليلي، بادر بي إلى النهر بكرة
وقف منه حيث المد يثني عنانه
ولا تجز الأرحا، فإن وراءها
يبابا، وعيني لا تريد عيانه


فعلى هذا تكون "إسكندرية" اسم بلدة بالأندلس.        

ولعل "إسكندر" حين اجتيازه بجزيرة الأندلس بنى بها بلدة.

وذكر صاحب كتاب "نشق الأزهار في عجائب الأقطار" إن الإسكندر ذا القرنين اجتاز بلاد الأندلس، وفتح بها (بغاز) جبل الطارق، المسمى بحر الزقاق، وإن محل هذا البغاز كان أرضًا بين "طنجة" وبلاد الأندلس، ولم يذكر في هذا الموضع أن "إسكندر" بنى بلدة بهذه الجزيرة، لكن هذا لا يدل على عدم وجود بلدة بها.

وظاهر عبارتهم أنه يوجد اثنان، كل منهما يسمى الإسكندر: أحدهما "إسكندر ذو القرنين" والآخر، هو قاتل "دارا".

وقال في القاموس في موضع آخر:
"ذو القرنين" إسكندر الرومي؛ لأنه لما دعاهم إلى الله تعالى ضربوه على قرنه، فأحياه الله تعالى، ثم دعاهم، فضربوه على قرنه الآخر، فمات، ثم أحياه الله، أو لأنه بلغ قطري الأرض، أو لضفيرتين له. انتهى.        

فظاهر كلامه أن إسكندر ذا القرنين هو نفس إسكندر الرومي.

والذي عليه علماء الشرق أن ذا القرنين المذكور في الآية الشريفة هو غير إسكندر اليوناني، فإن الأول أقدم من الثاني وهو الذي قيل بنبوته، وأنه بنى سد "يأجوج ومأجوج"، وإنه بحث عن ماء الحياة بلا طائل، وفاز به الخضر (عليه السلام) فلذلك كان حيًا إلى الآن، وأما الثاني فإنه يسمى "إسكندر الرومي" أو اليوناني، يعني الإغريقي؛ لأن قدماء الأغارقة تسمى: اليونان، والمتأخرون يشتهرون باسم الأروام.

وأما الإفرنج فلا يقولون إلا بوجود "إسكندر الأكبر" ابن "فيليبش" أو ابن "فيلبوش" المقدوني،1 ويجعلونه عين ما يعبر عنه في التواريخ العربية باسم "إسكندر ذي القرنين"، وينسبون إليه سائر ما يحكى عنه من العجائب، كسد "يأجوج ومأجوج" ونحو ذلك، غير أنهم لا يصدقون بما لا يوافق العادة.2

وعلى كل حال، فقد اتفق كلام العلماء وحكماء الإفرنج على أن "إسكندرية" تُنسب إلى إسكندر الرُّومي، وهو ابن "فيلبش".

وأنا أقول:
الظاهر أنَّ ذا القرنين هو الذي يُعَبَّرُ عنه عند اليونان "بهرقليوس" أو "هرقول"، يَدُلُّ على ذلك تسمية بوغاز جبل طارق "بوغاز هرقليوس"، مع عبارة كتاب "نشق الأزهار".        

وكذلك ما ذكر في خرافات اليونان، عند الكلام على عمودي "هرقول"، من أنه أدخل "أوقيانوس" البحر المحيط) في الجزء المسمى الآن "جبل طارق" بين جبلين كانا قبل ذلك متصلين ببعضهما.        

أحدهما يسمى: "قلبة" في جهة إسبانيا، والآخر يسمى "بيلا" في جهة "أفريقة"، وصارا بعد فتح البوغاز بينهما كأنهما عمودان، وكتب عليهما طهرقول ما معناه "ليس خلف ذلك شيء".

ومما يدل على ذلك أيضًا:
ما ذكره اليونان في خرافاتهم، من أن هرقول من فحول الرجال الذين يعبرون عنهم بأنصاف الآلهة، ويعتقدون أنهم متولدون بين الباقي والفاني، أي بين إله وبشر، فإن "هرقول" (على زعمهم) متولد من "جوبتير" أي "المشترى" و"اللمينة" زوجة أنفتريون" ملك "طيوة" حيث تشكل بشكل هذا الملك، وواقعها، فحملت به منه.

وذلك قريب مما ذكره "الدميري" في كتابه:
"حياة الحيوان" نقلاً عن "الجاحظ" حيث قال ما ملخصه: إن عمرو بن يربوع كان متولدًا بين السعلاة والإنسان.

قال:
وذكروا أن "جُرهمًا" كان نتاج الملائكة والآدميين، فكان إذا عصى الملك ربه في السماء أهبط إلى الأرض في صورة رجل، كما صنع بهاروت وماروت، وأن من هذا القبيل كانت "بلقيس" ملكة "سبأ"، وكذلك كان ذو القرنين، وكانت أمه آدمية، وأبوه من الملائكة؛ ولذلك لما سمع عمر ابن الخطاب (رضي الله عنه) رجلاً ينادي رجلاً: يا ذا القرنين: قال أفرغتم من أسماء الأنبياء، فارتفعتم إلى أسماء الملائكة؟

وقال:
وزعموا أن التناكح والتلاقح قد يقع بين الجن والإنس، فقال تعالى: وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلاَدِ، وذلك أن الجنيات إنما تعرض لصرع رجال الإنس على جهة العشق، في طلب السفاد، وكذلك رجال الجن لنساء الإنس، ولولا ذلك لعرض الرجال للرجال والنساء للنساء، وقال تعالى: لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلاَ جَانٌّ، ولو كان الجان لا يفتض الآدميات، ولم يكن: ذلك في تركيبه، لما قال الله هذا القول. انتهى.

غاية ما هناك أن العلوية في اعتقاد العرب آهلة في اعتقاد اليونان، وأظن أن هذه المسألة لو عرضت كالجاري على أرباب مدرسة فرنسا العظمى المسماة "أكدمة" لأجابت بعد النظر فيها بالصحة، وأيدت القول بذلك.

وقد سلف في عبارة القاموس أسماء البلاد التي تسمى "بإسكندرية"، وليس مما ينسب إلى "إسكندر" الرومي الشهير بلدة "الأرناؤط" المسماة "إسكندرياسي"، يعني "إسكندرية"، بل هي منسوبة على "إسكندربيك".

وقال بعضهم:
مدينة "إسكندرية" ببر مصر كانت تسمى قبل بناء الإسكندر لها بنحو ثلاثمائة سنة واثنتين قبل ظهور عيسى (عليه السلام) "قيسون" (بفتح القاف وسكون الياء التحتية).

وقال الإفرنج:
إنها كانت تسمى "نو"، (بضم النون)، وقبل فتحها بالإسلام كانت تارة تحت حكم الرومان، وتارة تحت حكم الأروام أو اليونان.

وفتحها عمرو بن العاص بأمر عمر بن الخطاب، ولما فتحها كتب إلى عمر (رضي الله عنه) أنه وجد بها أربعة آلاف قصر، وأربعة آلاف حمام، وأربعين ألف يهودي تدفع الجزية، وأربعمائة ميدان، واثني عشر ألف بقال، وخضري، وفاكهاني، ولعل هذا من مبالغات المؤرخين، كما بالغوا في غيرها من البلاد؛ كمدينة بغداد.

ومن عجائب ما فيها خزانة الكتب التي كانت عدة ما فيها من الكتب سبعمائة ألف مجلد.

وقد كان أهل هذه المدينة في سالف الزمان ثلاثمائة ألف نفس تقريبًا، أهلها الآن أقل من ذلك بكثير.

وقد تغلب عليها الفرنسيس ثم أخرجهم الإنكليز منها، ورجعت إلى يد الإسلام.

ومن الآن يلوح عليها أنوار العمارات، وبها بهجة التجارة، كما أنها كانت في الزمن السابق مركزًا للتجارات، وصارت في هذا الوقت دار إقامة الحاكم في أغلب الأوقات، وهي أشبه وضعًا وعمارة بفرضات الإفرنج.

وهي على الشمال الغربي من القاهرة بنحو خمسين فرسخًا، موضوعة في إحدى وثلاثين درجة، وثلاث عشرة دقيقة من العرض، يعني درجة البعد عن خط الاستواء، وسيأتي ذكر المسافة بينها وبين باريس.
--------------------------------
1  في المطبوعة "المقدواني".
2  في المطبوعة "للعادة".



المقالة الأولى 2013_110


عدل سابقا من قبل أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn في الإثنين 03 مايو 2021, 12:16 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

المقالة الأولى Empty
مُساهمةموضوع: رد: المقالة الأولى   المقالة الأولى Emptyالأحد 28 يونيو 2020, 7:47 pm

الفصل الثالث
في ركوب البحر المالح المتصل بثغر الإسكندرية1
اعلم أن هذا البحر يسمى في كتب الجغرافيا العربية "بحر الروم" لأنه يتصل إحدى جهاته ببلاد الروم، ويسمى أيضًا فيها "بحر الشام" لمجاورته أيضًا لبلاد الشام، ويسمى أيضًا عند الإفرنج "البحر المتوسط" أو الجواني.        

وإنما سمي بذلك؛ لأنه داخل الأراضي الناشفة، بخلاف البحر المحيط، فإنه محيط بجميع الأراضي، حتى قال بعضهم: إنه متواصل الجريان تحت الأراضي العالية على سطح مائه، وإن حقق بعضهم خلافه لوجود الأراضي اليابسة تحت سطحه؛ كبعض أراضي "الموسقو".

ويسمى هذا البحر الجواني باللسان التركي "بحر سفيد" والبحر الأبيض؛ لمقابلته ببحر "بنطش" أو "البحر الأسود".

وهناك بحر آخر يسمى "بالبحر الأبيض" وهو بلاد "الموسقو"، وهو المراد بالبحر الأبيض، في إطلاقات علماء الجغرافية.

وكان ركوبنا هذا البحر عصر يوم الأربعاء، خامس يوم من رمضان، وقد امتطينا سفينة حرب فرنساوية لا تغادر في فؤاد الإنسان رعيًا ورزينة صناعة تجذب قلب الراكب؛ حتى يصير في وسطها صبا: محتوية على سائر ما يحتاج إليه من الحرف والصنائع، مشتملة على آلات الحروب وعلى (الحربجية)2 ومحصنة بثمانية عشر من المدافع، وكان مجراها يوم الخميس سادس يوم من شهر رمضان المبارك، وكان هبوب الريح وقتئذ خفيفًا، فسرنا من غير إشعار بالسير، فتوسمنا في وجهها الخير، ولم نتألم بذلك، وكنت قبل ركوب البحر عملت بما علمه لي بعض مَنْ سافر من العلماء إلى إسلامبول، مَنْ تجرُّع حسوات3 عظيمة من ماء البحر المالح، وقال: إنه يدفع ألمه، فكان الواقع أنه لم يحصل لي ألم، على أني حين نزلت المركب كمنت متمرضًا بالحمى فبرئت منها بمجرد السفر وحركة السفينة؛ وربما صحت الأجسام بالعلل.

ولا زلنا نسير، من غير شدة تحرك واضطراب، نحو أربعة أيام، وبعدها عصفت الرياح، وتموج ماء البحر وتلاعب بذات الألواح، تلاعب الأشباح بالأرواح، فلازم أكثرنا الأرض، وتوسل جميعنا بالشفيع يوم العرض.        

ووقع عندنا (جميل)4 الموقع قوله بعض الظرفاء: "خاطر من ركب البحر، وأشد منه خطرًا مَن جالس الملوك بغير علم ومعرفة"!

وتحقق عندنا تضمين بعضهم لهزل أبي نواس في قوله:
رأيت جميع الهائلات محيطة
بوطئي لأجل الحمل جارية البحر
فأقسمت عمري، لا ركبت سفينة
ولا سرت طول الدهر إلا على الظهر


غير أن المعتمد على الكريم، لا يخشى من الخطب العظيم.

وما أحسن قول مَنْ قال:
لما ركبنا ببحر
وكاد من خاف يتلف
على الكريم اعتمدنا
حاشاه أن يتخلف


وقد ذهب هذا الأمر بعد نحو ثلاثة أيام، وصار يزور غبًّا.

ومما يستحسن في طباع الإفرنج دون مَنْ عداهم من النصارى حُبُّ النظافة الظاهرية، فإن جميع ما ابتلى الله سبحانه وتعالى به قبط مصر5 من الوخم والوسخ أعطاه للإفرنج من النظافة، ولو على ظهر البحر! فإن أهل المركب التي كنا فيها يحافظون على تنظيفها وإذهاب الوسخ ما أمكن، حتى إنهم يغسلون مقعدها كل يوم من الأيام، ويكنسونها في غرف النوم كل نحو يومين، وينفضون الفراش وغيره، ويشمونها6 رائحة الهواء، ويزيلون أوخامها، مع أن النظافة من الإيمان، وليس عندهم منه مثقال ذرة!

ومع ما عند الفرنساوية من النظافة الغريبة بالنسبة لبلادنا، فإنهم لا يعدون أنفسهم من الأمم كثيرة الاعتناء بالنظافة، كما يفهم من هذه العبارة المترجمة من كتاب "العوائد والأخلاق" المؤلف باللغة الفرنساوية.

وعبارته:
"أعظم الناس اعتناء بنظافة المنازل: أهل "الفلنمك"، فتجد في مدنهم غالب حاراتهم مبلطة بالحجر الأبيض، المتعهد بالتنظيف، وبيوتهم مجملة من خارجها أيضًا، وشبابيكهم (القزاز) تغسل دائمًا، بل وحيطانهم الخارجية".

وقد توجد النظافة في حصة من بلاد الإنكليز، وببلاد الأقاليم المجتمعة7 من "أمريكة"، وهي قليلة في فرنسا والنمسا وغيرهما.

ومن الأمم مَنْ هي كثيرة الاتساخ، وكثيرة القمل، بل تجد بعض أناس يأكلهم القمل، ولا يبالون.

وقد ذهب داء البرص من منذ انتشار الأقمصة البيض التي تغسل، ويغير بها كل أسبوع مرة، وعدة مرات، فالملابس البيض من جملة ما أنتج النظافة والسلامة من آثار الأوساخ الرديئة". انتهى.
------------------------------------
1  في المطبوعة "بثغر إسكندرية".
2  الحربجية: الجند.
3  في المطبوعة "حثوات" والصواب ما ذكرناه.
4  زيادة اقتضاها السياق.
5  في المطبوعة "قبطة".
6  في المطبوعة "ويشممونها".
7  محاولة منه لترجمة كلمة Stats-units.



المقالة الأولى 2013_110


عدل سابقا من قبل أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn في الإثنين 03 مايو 2021, 12:16 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

المقالة الأولى Empty
مُساهمةموضوع: رد: المقالة الأولى   المقالة الأولى Emptyالأحد 28 يونيو 2020, 7:50 pm

الفصل الرابع
فيما رأينا، من الجبال، والبلاد، والجزائر
قد مررنا على جزيرة "كريد" سابع يوم من سفرنا، ورأينا على بعد جبلها الشامخ المسمى عند اليونان "إيدا" الشهير بالأمور الغريبة في تواريخهم.

ثم في اليوم الثالث عشر منه، رأينا جزيرة "سيسيليا"، (بالمهملتين)، وبعضهم يكتبها بالمعجمتين، وهي مشهورة باللسان العربي باسم "صقالية"، أو "صقلية".

وهذه الجزيرة على الجنوب من بلاد "إيطاليا" منفصلة عنها (بالبغاز) المسمى "بغاز مسينة"، (بفتح الميم، وتشديد السين المكسورة المهملة، وسكون الياء، وفتح النون)، وهي من أعظم جزائر البحر المتوسط وأخصبها؛ ولذلك كانت تسمى في الزمن السابق، "شونة رومة".

وكانت في الأعصر السالفة سببًا لحرب الرومانيين مع أهل "قرطاجة"، أي سكان الغرب، ثم انتهى الأمر إلى أن وقعت تحت حكم الرومان، ثم انتقلت منهم إلى ملوك اليونان، ثم فتحها المسلمون، ثم تغلب عليها النصارى "النرمندية"، (بضم النون المشددة وسكون الراء، وفتح الميم وكسر الدال، وفتح الياء المشددة) فرقة من أهل الشمال، وهم سكان إقليم "نرمنديا" الذي هو الآن من أيالات فرنسا، ثم حكمها بعض ملوك الإسبانيول، ثم النيمسا، ثم انتهى الأمر إلى أن كانت جزءًا من مملكة "نابلي الكتان"1 المسماة "بولية"2 حتى إنها هي و"نابلي" قد يسميان الآن عند الإفرنج "السيسيليتين" بتغليب "سيسيليا" على "نابل".

وفي كتب الجغرافيا أن أهل هذه الجزيرة مائة ألف نفس، ومدنها فوق الجبال وقد رأينا بهذه الجزيرة على بعد، في اليوم الرابع عشر الجبل المسمى "منتثنا" (بفتح الميم وسكون النون، وكسر التاء الفوقية، وسكون الثاء المثلثة) و"منتثنا" كلمة مركبة من كلمتين: إحداهما "منت" معناها: جبل، والأخرى "اثنا" فالأحسن كتابتها هكذا "منت اننا"، وهو مشهور الآن بلفظة "جبيل"، ويظهر لي أن هذا الاسم تحريف "جبل" فهو عربي أدخله المسلمون في هذه الجزيرة، وأطلقوه على هذا الجبل، فبقي بعد خروجهم إلى الآن، وتغير بتحريف أهل هذه الجزيرة له.

وهذا الجبل جبل نار، فإنه يخرج منه بالنهار دخان، وبالليل لهب، وقد يقذف مواد حجرية محترقة.

ثم إن جبال النار تسمى بالإفرنجية "الجبال البلكانية".        

ويسمى الجبل الناري "بلكان"، (بضم الباء الموحدة، وسكون اللام)، ويقال "ولكان"، (بضم الواو)، وقد صحِّف هذا الاسم بالعربية على لفظة "بركان" بالراء) ولعله تعريب عن لغة أهل الأندلس، ويسمى "طهمة" (بفتح الطاء، وسكون الهاء) كما ذكره السعودي في كتابه المسمى "مروج الذهب".

وفوهة البركان تسمى بالفرنساوية: "كراتيرة"3 (بكاف وتاء فوقية مكسورتين، وفتح الراء الثانية)، ولا يوجد جبل نار غالبًا إلا في الجزائر.

وقد ذكر أرباب رصد هذا الجبل أن ارتفاعه على ظهر سطح البحر المحيط ألف وتسعمائة قدم وثلاث4 أقدام، وأن دورة قاعدة نحو خمسة وخمسين فرسخًا فرنساويًا ودائرة فوهته ربع فرسخ.

ثم إن العادة أن جبل النار يهيج، ثم يسكن، ثم يهيج.        

وقد يمكث مدة مطفيًا حتى يظن الناس خموده بالكلية، ثم يهيج ثانيًا بعد مضي مدى أعصر، وقد هاج "جبل أثنا" إحدى وثلاثين مرة، ومنها هيجانه سنة ألف وثمانمائة وتسع5 بتاريخ الإفرنج، وأعظم هيجانه ما كان سنة سبعمائة وثلاث وتسعين؛ حيث خرب مدينة "كابان"، وأهلك ثمانية عشر ألف نفس.

وعلامة هيجان البراكين شدة العجيج والفرقعة والدوي تحت الأرض، وابتداء التدخين، أو ازدياده، قال بعض الطبائعية:6 "إننا إذا قابلنا حوادث الزلازل بحوادث البراكين رأينا كأن هاتين الحادثتين معلولتان لعلة واحدة، وهي النيران التي تحت الأرض أي المحتقنة في باطنها، إلا أن آثار الزلازل أوسع من آثار البراكين، يعني أن آثار الزلازل تظهر في متسع عظيم من الأرض، بخلاف آثار جبال النار فلا تمتد إلا بجوار قرب جبل النار".

وقد جرت العادة أيضًا أن الزلزلة تعظم بقدر البعد عن البركان وعلل ذلك بعضهم بقوله: إن النار التي تحت الأرض تحاول منفسًا، لتخرج منه، فإن كان في الأرض بركان فإنها تخرج منه، فتذهب قوة النار، فتتفقد الزلزلة، بخلاف الأرض الخالية عن البراكين، فإن النيران تحاول منفسًا فيها، فلا تجده، فترتج الأرض بذلك.

وقال بعض الحكماء أيضًا:
إن كلاً من الحوادث البركانية والزلازل، صادر عن جاذبية المحاكة، المسماة بالفرنساوية: "إلاكتريسته"،7 بكسر الهمزة، وسكون الكاف، وكسر التاء والراء، وكسر السين، وفتح التاء)، المسماة: "الرسيس"، (بفتح الراء المشددة، وكسر السين) التي هي خاصة الكهرباء عند حكها.

قال بعضهم في رد هذا القول:
"إنه ينافي ما اعتمده بعض الحكماء في بناء الأرض، ونظم طبقات صخورها".

ومن القواعد المقررة أن ثوران البركان يغلب كلما قل علوه، ويقل كلما عظم العلو، وهذا ما جرت به العادة، والله سبحانه وتعالى أعلم.

وفي اليوم الخامس عشر رسونا على مدينة "مسينة"، لم نخرج من السفينة أبدًا؛ لأنهم لا يمكنون مَنْ يجيء من البلاد الشرقية إلى بلادهم أن يدخلها إلا بعد (الكرتنة)، وهي: مكث أيام معلومة، لإذهاب رائحة الوباء.        

ولكنهم يجيئون للإنسان بسائر ما يحتاج، ويناولهم الثمن، فيضعونه في إناء فيه خل ونحوه، مع التحفظ التام. (راجع الفصل الأول من المقالة الثانية).

وقد تزودنا من هذه المدينة ما احتجنا إليه، من الفواكه، والخضراوات والمياه العذبة.. إلى آخره، وأقمنا بموردتها خمسة أيام وشاهدنا من بُعد قصورها العالية وهياكلها الشامخة السامية ورأيناها توقد قناديلها ووقداتها قبل أن يدخل وقت الغروب، وتمكث بعد شروق الشمس.

والظاهر أن مدة مرورنا بها كانت عيدًا؛ حيث إننا سمعنا بها أصوات النواقيس مدة إقامتنا، حتى إن ضربهم النواقيس مطرب جدًا.

وقد صنعت في ليلة من هذه الليالي، في المحادثة مع بعض الظرفاء مقامة ظريفة، مضمونها ثلاثة معان...

الأول:
المجادلة في أنه لا مانع من أنه الطبيعة السليمة تميل إلى استحسان الذات الجميلة مع العفاف.

وأنشأت في ذلك حملة شواهد لطيفة.
وأنشأت فيه قولي:
أصبو إلى كل ذي جمال
ولست من صبوتي أخاف
وليس بي في الهوى ارتياب
وإنما شيمتي العفاف


الثاني:
سكر المحب من معاني خمر عين محبوبه، واستغناؤه عن الراح براحته.

وأنشأت فيه هذا المعنى قولي:
قد قلت لما بدا، والكأس في يده
وجوهر الخمر فيها شبه خديه
حسبي نزاهة طرفي في محاسنه
ونشوتي من معاني سحر عينيه


الثالث:
في تأثر النفس بضرب الناقوس، إذا كان من يضرب الناقوس ظريفًا يحسن ذلك.

وقد أنشدت في هذا المعنى قول الشاعر:
مذ جاء يضرب بالناقوس قلت له
من علَّم الظبي ضربًا بالنواقيس
وقلت للنفس: أيُّ الضرب يؤلمكي
ضرب النواقيس، أم ضرب النوى؟ قيسي


وذيلتها ببعض أبيات مجنسة، والبحث في معناها، ونوع تجانيسها، بالجواب عن بعض ألغاز نحوية.. إلى آخره، وليس هذا محل بسط الكلام في ذلك.

ثم سرنا من هذه المدينة اليوم المتمم العشرين من مدة سفرنا، سرنا حتى حاذينا جبل النار، وجاوزناه.

وفي اليوم الرابع والعشرين جاوزنا مدينة "نابلي"، وقد كانت قديمًا تسمى باللغة التركية "بولية"، وتعديناها بنحو تسعين ميلاً، فانعكس الريح، وصار قدام السفينة، هابًا من المقصد لا إليه؛ لأنه من جهة الهواء.        

ويعجبني قول بعضهم:
ومهفهف عني يميل، ولم يمل
يومًا إليَّ، فقلت من ألم النوى:
لم لا تميل إليَّ يا غصن النقا؟
فأجاب: كيف وأنت من جهة الهوا؟!


وقول الصلاح الصفدي:
تقول له الأغصان إذ هز عطفه:
أتزعم أن اللين عندك قد ثوى؟
فقم، نحتكم في الروض عند نسيمه
ليقضي على من مال منا مع الهوى


فبانعكاس الريح، رجعنا إلى مدينة "نابلي" بعد أن جاوزناها، ورسونا عندها، ولم ندخلها لما تقدم.

وهي من المدن العظمى ببلاد الإفرنج، وملكها يحكم على بلاد جزيرة "صقلية" المتقدمة، ومدينة "نابلي" هي كرسي هذا الملك، وقد تسمى باللغة العربية، "نابلي الكتان"،8 (بفتح الهمزة، وكسر اللام، وسكون الكاف).

وقد كانت مملكة "نابلي" في يد الإسلام، ومكثت نحو مائتي سنة، ثم تغلبت عليها النصارى النورمندية، هي ومملكة "صقلية" ولم تزل إلى الآن في أيدي النصارى الإيطاليانية، حتى إنها تسمى: بلاد إيطاليا الجنوبية.

وقد أسفنا أن مدينة "نابلي" هي إحدى (البنادر) الأربعة الأصلية بالبلاد الإفرنجية.

ثم رأينا في اليوم التاسع والعشرين جزيرة "قرسقة"، (بضم القاف، وسكون الراء وضم السين، وفتح القاف) التي هي في حكم الفرنسيس، وتسمى الآن: جزيرة "قرس"، وقد فتحها المسلمون، ولم يمكثوا فيها زمنًا طويلاً، وهي وطن "نابليون"، (بضم الباء، وسكون اللام، وبالياء) الشهير باسم "بونابارته" الذي تغلب على مصر في غزوة الفرنساوية، ثم تولى سلطنة فرنسا، مع أن أباه كان رئيسًا في "الطوبجية").

وفي اليوم الثالث والثلاثين رسونا على فرضة "مرسيليا"، فكانت مدة مكثنا في البحر ثلاثة وثلاثين يومًا، ومنها مكثنا خمسة أيام قدام "مسينة"، (بفتح الميم، تشديد السين المكسورة، وفتح النون)، ونحو يوم قدام "نابلي"، وتأخرنا كثيرًا بلعب الرياح.. ولولا ذلك لوصلنا في أقل من هذه المدة بشيء يسير.
----------------------------------
1  بإضافة "نابلي" إلى الإقليم الذي فيه ويسمى: قطانيا.
2  Pouille.
3  Cratére.
4  في الأصل: (ثلاثة) وهو خطأ.
5  فى الاصل: تسع.
6  الطبائعية: علماء الجيولوجيا.
7  Electricité.
8  راجع ص 91.



المقالة الأولى 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
المقالة الأولى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» المقالة الثانية
» المقالة الثالثة
» المقالة الرابعة
» المقالة الخامسة
» المقالة السادسة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الـثـقــافـــــــــة والإعـــــــــلام :: تخليـــــص الإبـريــــــز-
انتقل الى: