منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

soon after IZHAR UL-HAQ (Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.


 

 سورة يوسف الآيات من 076-080

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 48175
العمر : 71

سورة يوسف الآيات من 076-080 Empty
مُساهمةموضوع: سورة يوسف الآيات من 076-080   سورة يوسف الآيات من 076-080 Emptyالأربعاء 20 نوفمبر 2019, 6:16 am

فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاءِ أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِنْ وِعَاءِ أَخِيهِ كَذَٰلِكَ كِدْنَا لِيُوسُف مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ (٧٦)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

وكان الهدف من البَدْء بتفتيش أوعيتهم؛ وهم عشرة؛ قبل وعاء شقيقه، كي ينفي احتمال ظنِّهم بأنه طلب منهم أن يأتوا بأخيهم معهم ليدبر هو هذا الأمر، وفتش وعاء شقيقه من بعد ذلك؛ ليستخرج منه صُوَاع الملك؛ وليُطبِّق عليه قانون شريعة آل يعقوب؛ فيستبقي شقيقه معه.

وهذا دليل على الذكاء الحكيم.

وهكذا جعل الحق سبحانه الكيد مُحْكماً لصالح يُوسُف، وهو الحق القائل: (كَذٰلِكَ كِدْنَا لِيُوسُف) (يُوسُف: 76).

أي: كان الكيد لصالحه.

ويتابع سبحانه: (مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ ٱلْمَلِكِ إِلاَّ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ) (يُوسُف: 76).

أي: ما كان يُوسُف ليأخذ أخاه في دين الملك الذي يحكم مصر؛ لولا فتوى الإخوة بأن شريعتهم تحكم بذلك.

ويتابع سبحانه: (نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَآءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ) (يُوسُف: 76).

وهكذا رفع الله من شأن يُوسُف، وكَادَ له، وحقَّق له أمله، وهو يستحق كل ذلك؛ ورفعه سبحانه درجاتٍ عالية من العلم والحكمة.

ولم يكُنْ الكيد بسبب أن يُنزِل بشقيقه عذاباً أو ضياعاً، بل نريد ليُوسُف ولأخيه الرِّفْعة، فكأن كثيراً من المصائب تحدث للناس، وهم لا يَدْرون ما في المحنة من المِنَح.

وعلى المؤمن أن يعلم أن أيَّ أمر صعب يقع عليه من غير رأي منه؛ لابُدَّ وأن يشعر أن فيه من الله نفعاً للإنسان.

وإخوة يُوسُف سبق أنْ كَادوا له، فماذا كانت نتيجة كَيْدهم؟

لقد شاء الحق سبحانه أن يجعل الكيد كله لصالح يُوسُف، وجعله سبحانه ذَا علم، فقال: (وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ) (يُوسُف: 76).

و(ذي علم) أي: صاحب علم.

وكلاهما مُنْفصل، أي: هناك "صاحب"، وهناك "علم"، والصاحب يوجد أولاً؛ وبعد ذلك يطرأ عليه العلم؛ فيصير صاحبَ عِلْم، ولكن فوقه: (عَلِيمٌ) (يُوسُف: 76).

أي: أن العلم ذاتيّ فيه، وهو الحق سبحانه وتعالى فماذا كان موقف إخوة يُوسُف؟

بطبيعة الحال لا بد أنهم قد بُهِتوا، أول تصرف منهم كان لابُدَّ أن ينصرف إلى الأخ الذي وُجدت السقاية في رَحْله؛ وأخذوا يُوبِّخونه؛ لأنه أحرجهم وفضحهم، وبحثوا عن أسباب عندهم للحفيظة عليه؛ لا للرفق به.

وموقفهم المُسْبق منه معروف في قولهم: (لَيُوسُف وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَىٰ أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ) (يُوسُف: 8).

وهم يعلمون أن يُوسُف وأخاه من امرأة أخرى هي "راحيل"، ولو كان شقيقاً لهم لَتلَّطفوا به.

وأوضح لهم: إن مَنْ جعل البضاعة في رِحَالي هو مَنْ جعل البضاعة في رِحَالكم.

وهنا قال أحد الإخوة: تالله، يا أبناء راحيل، ما أكثر ما نزل علينا من البلاء منكم، فَرَدَّ بنيامين: بنو راحيل نزل عليهم من البلاء منكم فوق ما نزل عليكم من البلاء منهم.

ويُورد الحق سبحانه هنا قولهم: (قَالُوۤاْ إِن يَسْرِقْ...).



سورة يوسف الآيات من 076-080 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 48175
العمر : 71

سورة يوسف الآيات من 076-080 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة يوسف الآيات من 076-080   سورة يوسف الآيات من 076-080 Emptyالأربعاء 20 نوفمبر 2019, 6:19 am

قَالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ فَأَسَرَّهَا يُوسُف فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ قَالَ أَنْتُمْ شَرٌّ مَكَانًا وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَصِفُونَ (٧٧)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

وهكذا ادَّعَوْا أن داء السرقة في بنيامين قد سبقه إليه شقيق له من قبل، وقالوا ذلك في مجال تبرئة أنفسهم، وهكذا وَضُحَتْ ملامح العداوة منهم تجاه يُوسُف وأخيه.

وقولهم: (إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ مِن قَبْلُ) (يُوسُف: 77).

يُسمَّى في اللغة قضية شرطية.

ومعنى القضية الشرطية؛ أن حدثاً يقع بسبب حَدَث وقع قبله، فهناك حَدَث يحدث وحده، وهناك حَدَث يحدث بشرط أن يحدث قبله حدث آخر.

مثال هذا هو قولك لتلميذ: إنْ تذاكر دروسك تنجحْ، وهنا حَدَثان، المذاكرة والنجاح، فكأن حدوثَ النجاح الشرط فيه حدوث المذاكرة، ولابُدَّ أن يحدث الشرط أولاً؛ ثم يحدث الحدث الثاني، وهو هنا قولهم: (فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ مِن قَبْلُ) (يُوسُف: 77).

كتعليل لسرقة بنيامين.

والمثل من القرآن أيضاً: (فَإِن كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ) (آل عمران: 184).

فكأن الله يوضح للرسول -صلى الله عليه وسلم-: إنْ كذَّبوك الآن فيما تنقل لهم من أخبار السماء؛ فلا تحزن ولا تبتئس؛ فهذا التكذيب ظاهرة عَانَى منها كل الرسل السابقين لك؛ لأنهم يجيئون بما يُنكره المرسل إليهم أولاً، فلابُدَّ أن يكذبوا، وهكذا يستقيم الشرط، لأن الحق سبحانه هنا قد عدل بالشيء عن سببه، فكان جواب الشرط بعد الزمان الذي حدث فيه الشرط.

وهنا قال الحق سبحانه: (إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ مِن قَبْلُ) (يُوسُف: 77).

أي: لا تعجب يا عزيز مصر؛ لأن هذه خصلة في أولاد راحيل، قالوا ذلك وهم يجهلون أنهم يتحدثون إلى يُوسُف ابن راحيل!! وكل حدث يحدث للمَلَكات المستقيمة؛ لابُدَّ أن يُخرج تلك المَلَكات عن وضعها، ونرى ذلك لحظة أن يتفوَّه واحد بكلمة تُخرج إنساناً مستقيماً عن حاله وتُنغِّصه، ويدرك بها الإنسان المستقيم ما يؤلمه؛ وينفعل انفعالاً يجعله ينزع للردِّ.

ولذلك يوصينا -صلى الله عليه وسلم-: "إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس؛ فإن ذهب عنه الغضب؛ وإلا فليضطجع".

كي يساعد نفسه على كَظْم ضيقه وغضبه، ولِيُسرِّب جزءاً من الطاقة التي تشحنه بالانفعال.

ولكن يُوسُف -عليه السلام- لم ينزع إلى الرد، لذلك قال الحق سبحانه: (فَأَسَرَّهَا يُوسُف فِي نَفْسِهِ) (يُوسُف: 77).

وكان يستطيع أن يقول لهم ما حدث له من عمَّته التي اتهمته بالباطل أنه سرق؛ لتحتفظ به في حضانتها من فَرْط حُبِّها له، لكن يُوسُف -عليه السلام- أراد أن يظل مجهولاً بالنسبة لهم، لتأخذ الأمور مجراها: (فَأَسَرَّهَا يُوسُف فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ) (يُوسُف: 77).

حدث ذلك رغم أن قولهم قد أثَّر فيه، ولكن قال رأيه فيهم لنفسه: (أَنْتُمْ شَرٌّ مَّكَاناً وَٱللَّهُ أَعْلَمْ بِمَا تَصِفُونَ) (يُوسُف: 77).

لأنكم أنتم مَنْ أخذتموني طفلاً لألعب؛ ثم ألقيتموني في الجُبِّ؛ وتركتم أبي بلا مؤانسة..

وأنا لم أسرق بل سُرِقت، وهكذا سرقتم ابناً من أبيه.

وهو إنْ قال هذا في نفسه فلابُدَّ أن انفعاله بهذا القول قد ظهر على ملامحه، وقد يظهر المعنى على الملامح، ليصِلَ إليهم المعنى، والقول ليس إلا ألفاظاً يصل به مدلول الكلام إلى مُسْتمع.

وقد وصل المعنى من خلال انفعال يُوسُف.

وقوله: (وَٱللَّهُ أَعْلَمْ بِمَا تَصِفُونَ) (يُوسُف: 77).

أي: أنه سبحانه أعلم بما تنعتون، وتظهرون العلامات والسِّمات، وغلبت كلمة "تصفون" على الكلام.

ومثال هذا هو قول الحق سبحانه: (وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ ٱلْكَذِبَ هَـٰذَا حَلاَلٌ وَهَـٰذَا حَرَامٌ) (النحل: 116).

أي: أن ما تقولونه يُوحِي من تلقاء نفسه أنه كَذِب، وهكذا نعرف أن كلمة "تَصِف" وكلمة "تصفون" غلب في استعمالهما للكلام الذي يحمل معه دليلَ كَذِبه.

ويأتي الحق سبحانه بما جاء على ألسنتهم بعد ذلك: (قَالُواْ يٰأَيُّهَا...).



سورة يوسف الآيات من 076-080 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 48175
العمر : 71

سورة يوسف الآيات من 076-080 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة يوسف الآيات من 076-080   سورة يوسف الآيات من 076-080 Emptyالأربعاء 20 نوفمبر 2019, 6:20 am

قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (٧٨)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

وهكذا دخلوا مع يُوسُف في نقاش، وبدأوا في الاستعطاف؛ بقولهم: (إِنَّ لَهُ أَباً شَيْخاً كَبِيراً) (يُوسُف: 78).

ونلحظ أن كلمة "كبير" تُطلق إطلاقات متعددة، إنْ أردتَ الكِبَر في السنِّ تكون من "كَبرَ يَكْبَر"، وإنْ أردتَ الكِبَرَ في المقام تقول: "كَبُرَ يَكبُر".

والحق سبحانه يقول: (كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلاَّ كَذِباً) (الكهف: 5).

والكِبَر واحد من معاني العظمة، أما الكِبَرُ في السِّنِّ فهو مختلف؛ وهنا قالوا: (إِنَّ لَهُ أَباً شَيْخاً كَبِيراً) (يُوسُف: 78).

قد تكون ترقيقاً بالعزة، أو ترقيقاً بالضعف.

أي: إن له أباً شيخاً كبيراً عظيماً في قومه؛ وحين يُبلغه أن ابنه قد احتُجز من أجل سرقة، فهذا أمر مؤلم؛ ولك أن تُقدِّر ذلك وأنت عزيز مصر؛ ونرجو أن تحفظ للأب شرفه ومَجْده وعظمته، واسْتُرْ ذلك الأمر من أجل خاطر ومكانة والده.

أو: أن يكون قولهم مقصوداً به، أن الأب شيخ مُهدَّم، لا يحتمل الصدمة، وخصوصاً أن له ابناً قد فُقِد.

ثم يعرضون عَرْضاً آخر، فيقولون: (فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ ٱلْمُحْسِنِينَ) (يُوسُف: 78).

أي: أنهم سألوه أن يُتمِّمَ إحسانه عليهم، فقد أحسن استقبالهم؛ وسبق أن أنزلهم منزلاً كريماً، وأعطاهم المَيْرة، ولم يأخذ بضائعهم ثمناً لها.

ومَنْ يفعل ذلك؛ لا يضِنُّ عليهم بأن يستجيب لرجائهم، بأن يأخذ واحداً منهم بدلاً من أخيهم الصغير.

كل هذه ترقيقات منهم لقلبه، ولكن القاعدة هي ألاَّ يُؤاخذ بالذنب إلا صاحبه؛ ولذلك لم يَفُتْ هذا الأمر على يُوسُف، فجاء الحق سبحانه بما يوضح ذلك: (قَالَ مَعَاذَ ٱللَّهِ...).



سورة يوسف الآيات من 076-080 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 48175
العمر : 71

سورة يوسف الآيات من 076-080 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة يوسف الآيات من 076-080   سورة يوسف الآيات من 076-080 Emptyالأربعاء 20 نوفمبر 2019, 6:22 am

قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ إِنَّا إِذًا لَظَالِمُونَ (٧٩)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

ويستعيذ يُوسُف -عليه السلام- بالله أن يأخذ أحداً بدلاً ممَّنْ وُجِد في متاعه صُوَاع الملك، فما ذنبه في هذا الأمر؟

ولا أحد يمكن أن ينال عقاباً على ذنبٍ ارتكبه غيره.

وساعةَ تقرأ "إذا" مُنوَّنة؛ فاعرف أن هناك جملةً محذوفةً، أي: أن يُوسُف قال: إنْ أخذنا غير مَنْ وجدنا متاعنا عنده نكون من الظالمين.

وجاء "التنوين" بدلاً من الجملة المحذوفة التي ذكرناها.

ومثال آخر من القرآن هو قول الحق سبحانه: (وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ) (الواقعة: 84).

ويحدث ذلك حين تبلغ الرُّوح الحلقوم، وجاء "التنوين" عِوَضاً عن الجملة كلها.

وهكذا أراد يُوسُف أن يُذكِّرهم أنه لا يحِقُّ له أن يأخذ أخاً منهم بدلاً من بنيامين؛ لأنه هو مَنْ وُجِد في متاعه صُوَاع الملك؛ ولا يصح له أن يظلم أحداً، أو يأخذ أحداً بجريرة أحد آخر.

وهنا علم أبناء يعقوب أن المسألة لا يُبَتُّ فيها بسهولة؛ لأنها تتعلق بأمر خطير.

ويصور الحق سبحانه حالتهم هذه فيقول: (فَلَمَّا ٱسْتَيْأَسُواْ مِنْهُ...).



سورة يوسف الآيات من 076-080 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 48175
العمر : 71

سورة يوسف الآيات من 076-080 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة يوسف الآيات من 076-080   سورة يوسف الآيات من 076-080 Emptyالأربعاء 20 نوفمبر 2019, 6:23 am

فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًّا قَالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُمْ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ وَمِنْ قَبْلُ مَا فَرَّطْتُمْ فِي يُوسُف فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتَّىٰ يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ (٨٠)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

ويقال: "يئس" أي: قطع الأمل من الشيء، وهم لم يقطعوا الأمل فقط، بل استيأسوا، وهو أمر فوق اليأس.

فهم قد أخذوا يُرقِّقون كل ألوان المُرقِّقات؛ ولا فائدة؛ وكلما أوردوا مُرقِّقاً؛ يجدون الباب أمامهم مُوصَداً.

وكأنهم بذلك يُلِحُّون على اليأس أن يأتيهم؛ لأن الظروف المحيطة والجو المحيط لا يحمل أي بارقة أملٍ، وكلما تبدو بارقةُ أملٍ ويطلبونها يجدون الطريق مُوصَداً؛ فكأنهم يطلبون اليأس من أن يأذن يُوسُف بسفر أخيهم بنيامين معهم في رحلة العودة إلى أبيهم.

وهنا: (خَلَصُواْ نَجِيّاً) (يُوسُف: 80).

أي: أنهم انفردوا عنه، وعن أعين الحاضرين؛ العزيز يُوسُف، ومَنْ حوله من المُعَاونِين له، وأخيهم موضع الخلاف، وانفردوا بأنفسهم.

والانفراد هو المناجاة؛ والمناجاة مَسرَّة؛ والمَسرَّة لا تكون إلا في أمر لا تحب لغيرك أن يطلع عليه.

ونلحظ أن: (خَلَصُواْ) (يُوسُف: 80) هي جمع، و: (نَجِيّاً) (يُوسُف: 80) مفرد، وهذا من ضمن المواقع التي يتساءل فيها مَنْ لا يملكون مَلَكةً عربية: كيف يأتي القرآن بمفرد بعد الجمع؟

ونقول دائماً: لو أنهم امتلكوا اللغة كملَكَة لَعرفوا أن ذلك جائز جداً.

ومثال هذا هو قول الحق سبحانه: (وَالْمَلاَئِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ) (التحريم: 4).

وهم لا يفهمون أن اللغة فيها ألفاظ يستوي فيها المفرد والجمع، كأن الملائكة يجمعون قوة كل واحد منهم لتكون قوة واحدة.

ومثال آخر: هو قول إبراهيم خليل الرحمن: (قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَّا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ * أَنتُمْ وَآبَآؤُكُمُ ٱلأَقْدَمُونَ * فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِيۤ إِلاَّ رَبَّ ٱلْعَالَمِينَ) (الشعراء: 75-77).أي: أن إبراهيم -عليه السلام- جمع الآلهة المتعددة التي يعبدونها وجعلها عدواً واحداً له.

وكذلك يمكن أن نفعل مع كلمة "صديق"، وكذلك كلمة "عَدْل" فحين ينظر القضاء في أمر قضية ما؛ فالقاضي لا يُصدِر الحكم وحده؛ بل يُصِدره بعد التشاور مع المُستَشارين؛ ويصدر الحكم من الثلاثة: رئيس المحكمة، وعضو اليمين، وعضو اليسار وكلاهما بدرجة مستشار.

ويُقَال: "حكم القضاة عَدْلاً".

ولا يقال: إن كل مستشار أو قاض له عدل.

وكذلك: (نَجِيّاً) (يُوسُف: 80).

في الآية -التي نحن بصدد خواطرنا عنها-، فهم حين استيأسوا من يُوسُف انفردوا بأنفسهم ليتناجوا.

وعادة يكون الرأي الأول للأخ الأكبر، الذي عادة ما يكون له من الخبرة والحكمة ما يتيح له أن يُبدِي الرأي الصواب.

وهنا يقول الحق سبحانه: (قَالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُوۤاْ أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُمْ مَّوْثِقاً مِّنَ ٱللَّهِ وَمِن قَبْلُ مَا فَرَّطتُمْ فِي يُوسُف فَلَنْ أَبْرَحَ ٱلأَرْضَ حَتَّىٰ يَأْذَنَ لِيۤ أَبِيۤ أَوْ يَحْكُمَ ٱللَّهُ لِي وَهُوَ خَيْرُ ٱلْحَاكِمِينَ) (يُوسُف: 80).

وقد يكون كبيرهم هو أكبرهم عمراً؛ أو هو رئيس الرحلة، وحين رآهم قد قَبِلوا فكرة العودة دون أخيهم الذي احتجزه عزيز مصر؛ قال لهم رأيه الذي حذرهم فيه أنْ يغفلوا عن أن أباهم قد أخذ منهم موثقاً من الله إلا أنْ يُحَاط بهم؛ كما يجب ألا ينسوا أن لهم سابقةً حين أخذوا يُوسُف وضيَّعوه.

وبناءً على ذلك استقر قراره ألاّ يبرحَ المكان، ولن يعود إلى أبيه إلا إنْ أذِنَ له بذلك؛ أو أن يحكمَ الله له بأن يُسلِّمه عزيزُ مصر أخاه، أو أن يموت هنا في نفس البلد.

وهذا القول في ظاهره دفاع عن النفس؛ وخجل من أن يعود إلى أبيه بدون بنيامين؛ ولذلك ترك إخوته يتحمَّلون تلك المواجهة مع الأب.

وتبدو هذه المسألة أكثر قسوة على الأب؛ لأنه فقد في الرحلة الأولى يُوسُف، وفي الرحلة الثانية يفقد ابنه بنيامين، وكذلك الابن الكبير الذي يرأس الرحلة.

وفي هذا تصعيد للقسوة على الأب، وكان المفروض أن تدور مُدَاولة بين الإخوة في تلك المُنَاجاة، ولكن الأخ الكبير أو رئيس الرحلة حسم الأمر.وحين سألوه: ماذا نفعل يا كبيرنا؟

جاء قوله الذي أوردته الآية التالية: (ٱرْجِعُوۤاْ إِلَىٰ أَبِيكُمْ...).



سورة يوسف الآيات من 076-080 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
سورة يوسف الآيات من 076-080
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سورة يوسف الآيات من 061-065
» سورة يوسف الآيات من 066-070
» سورة يوسف الآيات من 071-075
» سورة يوسف الآيات من 001-005
» سورة يوسف الآيات من 081-085

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الـقــــــــــــــرآن الـكـــــــــــــــريـم :: مجمـــوعــة تفاســـــير :: خواطر الشعراوي :: يوسف-
انتقل الى: