منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

soon after IZHAR UL-HAQ (Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.


 

 سورة المائدة الآيات من 071-075

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 48824
العمر : 71

سورة المائدة الآيات من 071-075 Empty
مُساهمةموضوع: سورة المائدة الآيات من 071-075   سورة المائدة الآيات من 071-075 Emptyالإثنين 24 يونيو 2019, 1:25 am

وَحَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ فِتْنَةٌ فَعَمُوا وَصَمُّوا ثُمَّ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِنْهُمْ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ [٧١]
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

"وحسب” إن كانت بفتح الحاء وكسر السين فمعناها الظن، وإن كانت بفتح الحاء وفتح السين فبمعنى "عد"، والحسبان هو أن تظن وترجع وجود الشيء.

والذين أخذ الله عليهم الله الميثاق وهم -بنو إسرائيل- ظنوا أن تكذيب الرسل وقتلهم لا يكون فتنة.

ويعني أنهم لم يعلموا علم اليقين، وقد رجحوا ألا تكون فتنة.

والأصل في الفتنة -كما قلنا- عرض الذهب على النار ليتم تنقيته من الشوائب.

والفتنة -كما نعرف- هي الاختبار، إما أن ينجح فيه الإنسان وإما ألاّ ينجح.

فكيف جاءهم الظن أن هذا ليس اختباراً؟

لقد جاءهم هذا الظن من الخطأ الذي وقعوا فيه عندما قالوا: {نَحْنُ أَبْنَاءُ ٱللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ} [المائدة: 18].

والخطأ الذي تمادوا فيه عندما قالوا: {لَن تَمَسَّنَا ٱلنَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَّعْدُودَةً} [البقرة: 80].

لقد ظنوا أن الحق سيعاقبهم فقط على عبادة العجل ولن يعاقبهم على أي شيء آخر.

وكان هذا ظناً خاطئاً.

إن المنهج لم يأت لينجي أناساً بذواتهم مهما فعلوا، ولكن المنهج جاء ليحاسب كل إنسان حسب ما عمل.

ومن العجيب أنهم ظنوا الظن الخاطئ ولم يقوموا بحساب الأمر بحسابه الصحيح على الرغم من أنهم أهل تفوق في العد والحساب، فالحساب هو الذي يضمن صحة أمر أو يكذبه.

ومن العجيب أن من رحمة الحق بالخلق ساعة يؤاخذهم فهو يقول: لك كذا وعليك كذا.

لكن ساعة يرزقهم فهو يرزقهم بغير حساب.

ولكنهم لم يلتفتوا إلى ذلك وقال عنهم الحق: {وَحَسِبُوۤاْ أَلاَّ تَكُونَ فِتْنَةٌ} أي ظنوا أن ذلك الأمر لا اختبار فيه وأنهم غير محاسبين عليه.

ونعرف أن "أَنْ” تنصب الفعل.

وقال لي سائل: لقد سمعت قارئ القرآن في المذياع ينطقها: {وَحَسِبُوۤاْ أَلاَّ تَكُونَ فِتْنَةٌ}.

وقلت له: إن هناك ثلاثة من أكابر القراء في صدر الإسلام هم: "أبو عمرو” و"حمزة” و"الكسائي"، وكان لكل منهم أسلوب متميز.

وعندما نعلم أن "أنْ” تنصب الفعل لابد أن يكون الفعل الذي يليها لا يدل على العلم واليقين والتبين، "فأن” بعد العلم لا تنصب، كقوله الحق: {عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُمْ مَّرْضَىٰ وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي ٱلأَرْضِ} [المزمل: 20].

وألفية ابن مالك تقول: (وبلن انصبه وكي كذابِأَنْ لا بعد علم).

أما "أن” التي من بعد ظن فمن الممكن أن تنصب ومن الممكن أن يُرفع الفعل بعدها، فالذي رجح وجود الفعل وأدركه إدراكاً راجحا يرفع، والذي لم يكن لديه هذا الإدراك الراجح ينصب، والرفع هو قراءة الكسائي وأبي عمرو وحمزة.

فقد بنوا الأمر على أنَّ الرجحان يقرب من اليقين.

وما دام قد حدث ذلك تكون "أَنْ” هنا هي "أن” المؤكدة، لا "أن” الناصبة ويسمونها أن المخففة من الثقيلة فأصلها أنّ.

{وَحَسِبُوۤاْ أَلاَّ تَكُونَ فِتْنَةٌ}.

وتأتي "فتنة” بالرفع لأنها اسم تكون.

و "تكون” من "كان”.

و"كان” لها اسم مرفوع وخبر منصوب.

وهي هنا ليس لها خبر؛ لأنها مِن "كان التامة”.

فهناك "كان الناقصة” وهناك "كان التامة”.

ونقول ذلك حتى نتقن فهم القرآن، مثلما نقرأ قوله الحق: {{وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَىٰ مَيْسَرَةٍ...} [البقرة: 280].

و"كان” فعل ماض، و "ذو عسرة” اسم كان التامة؛ لذلك لا خبر لها؛ لأن المقصود هو القول: وإن وُجِد ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة.

ولابد لنا أن نعرف ما معنى "تام” وما معنى "ناقص"؟

نعلم أن كل لفظ ننطق به يدور حول أمرين اثنين، إما لفظ مهمل وغير مستعمل وإمّا لفظ مستعمل.

والمستعمل هو الذي له معنى يصل إلى الذهن ساعة نطقه ويستقل به الفهم، فإن كان لا دخل للزمن فيه فهو الاسم ككلمة "أرض” و "شمس” و "قمر”.

وهناك لفظ لا يستقل بالفهم كحرف الجر "في” مثلاً.

صحيح أنه يدل على شيء في شيء؛ ولكنه لا يستقل بالفهم؛ لذلك لابد أن ينضم لشيء، كقولنا: الماء في الكوب أو قولنا: التلميذ في الفصل.

فإذا كان للفظ معنى ومستقل بالفهم، والزمن له دخل فيه فهو الفعل.

مثال ذلك قولنا: السماء.

إن السماء كانت في الماضي وهي في الحاضر وهي في المستقبل.

إذن فالزمن لا دخل له بها، وكلمة: كلُوا نجدها تأتي من الأكل، وهي معنى مستقل بالفهم والزمن جزء منه.

ولفظ "في” يدل على معنى غير مستقل بالفهم فلابد من أن ينضم لشيء آخر.

 إذن كل لفظ له معنى، وهذا المعنى قد يكون مستقلا بالفهم أو غير مستقل، فإن كان مستقلاً بالفهم فإننا نسأل: هل الزمن جزء منه؟

وفي هذه الحالة يكون "فعلاً” وإن لم يكن الزمن جزء منه فهو الاسم.

وإن كان غير مستقل بالفهم ويريد شيئاً آخر ليستقيم المعنى فهو "حرف”.

وهكذا تعرف الألفاظ.

والفعل هو "معنى زائد عليه زمن” كقولنا: أكل؛ فهي تعني تناول إنسان طعاماً في زمن ماضٍ، وهكذا نفهم قولنا: "كان”.

فإن قلنا: "كان” بمعنى حدوث شيء في الماضي، كقولنا "كان زيد مسافراً” فهي ناقصة.

وفي ضوء هذا نفهم قول الحق: {وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَىٰ مَيْسَرَةٍ} [البقرة: 280].

فإن أردت الوجود فقط من غير شيء جديد طارئ عليه، فالفعل يكون تاماً لا يحتاج إلى خبر.

وإن أردت الوجود مع أي شيء آخر فهو الفعل الناقص الذي تكمله بخبر.

مثل قوله تعالى: {وَحَسِبُوۤاْ أَلاَّ تَكُونَ فِتْنَةٌ} أي ألا توجد فتنة، فهي لا تحتاج إلى خبر.

وكان مثل بني إسرائيل كمثل التلميذ الذي يذهب إلى المدرسة ولا يعلم أن فيها اختباراً آخر العام فيُمضي الوقت في تحصيل ولا جد ولا اجتهاد بل في لهو ولعب، وكان هذا حسباناً خاطئاً؛ لأن المنهج لم يأت اعتباطاً، ولكنه جاء كنظام حركة للحياة ليعمله المؤمن.

وكان المفروض أن يستقبلوا المنهج على حسب تعاليم المنهج.

ومن العجيب أنهم ظنوا ولم يحسبوا بالحساب على الرغم من أنهم أهل علم بالحساب، فهم حسبوا -بكسر السين- وما حسبوا -بفتح السين- وكان المفروض أن يقوموا بالحساب، فالحساب هو الذي يضمن صحة المسائل.

وكل شيء عند الله يكون بالحساب، حساب للعبد وحساب على العبد.

{وَحَسِبُوۤاْ أَلاَّ تَكُونَ فِتْنَةٌ} أي ظنوا أنها ليست اختباراً.

وظنوا أن الرسالات والمناهج هي مسألة لا اختبار لهم فيها، فلما عرفوا تعاموا عن ذلك وصموا آذانهم عنه.

ونعلم أن وسائل الإدراك في النفس البشرية هي السمع والأَبْصار والأفئدة: {وَٱللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ ٱلْسَّمْعَ وَٱلأَبْصَارَ وَٱلأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [النحل: 78].

إذن فوسائل الإدراك: سمع، وبصر، وفؤاد.

وما تراه العين هو تجربة الإنسان بنفسه.

أما ما يسمعه الإنسان فهو تجربة كل غير له.

وبذلك يكون السمع اكثر اتساعاً من العين.

والسمع هو وسيلة الإدراك التي توجد أولاً في الإنسان حين يولد.

ونجد المولود لا يهتز عندما يقترب شيء من عينيه؛ لأنه لا يرى بدقة وقد يستمر ذلك لمدة عشرة أيام ومن بعد ذلك يبدأ في الرؤية.

لكن الطفل إذا سمع صوتاً بجانب أذنيه ينفعل، كأن حاسة السمع هي التي توجد أولاً، ولذلك يأتي لنا الحق بذكر السمع أولاً ومن بعد ذلك الأبصار ثم الأفئدة.

"فعموا وصموا” وهو سبحانه يسألهم أولاً عن التجربة الشخصية فيهم.

ولم يسألهم عن الذي سمعوه عن غيرهم فقط، "فعموا” أي لم يروا حتى الأمور المتعلقة بهم، ولم ينظروا في آيات الكون ولم يسمعوا البشير ولا النذير ولا المنهج من الله ولا اتفقوا على تنفيذه.

وسبحانه يعاتبهم أولاً على ما يتعلق برؤياهم هم، فالأذن تسمع من الغير؛ لذلك أخذ عليهم أولاً أنهم لم يستعملوا عيونهم.

وحتى لو افترضنا أنهم لم يروا آيات الكون بأنفسهم فما بالهم لا ينظرون وقد جاءهم الرسول ودعاهم لينظروا في كون الله وأن يعتبروا.

 فإذا كانوا أولاً في غفلة فلم يروا، فلماذا لم ينتبهوا ويسمعوا سماع إذعان وانقياد عندما جاءهم البشير والنذير لينبههم؛ لذلك "فعموا وصموا” منطقية جداً هنا.

 وبعد ذلك قبل الله منهم، وأنجاهم من فرعون وفلق لهم البحر، وعبروا، ولكنهم بمجرد خروجهم من البحر، ومروا على قوم يعكفون ويلزمون ويقبلون على أصنام لهم يعبدونها.

 قالوا لموسى: نريد إلهاً كما لهم آلهة.

وأمرهم موسى أن يتوبوا وقبل الله توبتهم.

مع كثرة ما ارتكبوا من ذنوب.

ومن بعد ذلك يتوب الله عليهم.

{ثُمَّ تَابَ ٱللَّهُ عَلَيْهِمْ}.

والتوبة هي فتح مجال للنفس السوية لتنطلق في الخير من جديد، فلو لم يتب الله على من أذنب فماذا يكون موقف المذنب بلا توبة؟

إنه يتمادى ويحس أنه ذاهب في طريق الشر بلا عودة.

وحين يقبل الحق توبة المذنب، فذلك معناه أنه سبحانه يريد أن يحمي المجتمع من شره.

والتوبة مراحل: الأولى: حين يشرع الله التوبة، والثانية: أن يتوب العبيد، والثالثة: هي قبول الله للتوبة.

وهذا ما جاء به الحق: {ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوۤاْ} [التوبة: 118].

ماذا تعني توبة الله عليهم؟

سبحانه لن يتوب عليهم توبة القبول إلا بعد أن يتوبوا.

إذن فتوبة الله عليهم الأولى هي التشريع لهم بالتوبة، ثم توبتهم، ثم قبول الحق للتوبة.

لكن هؤلاء عموا وصموا، وعلى الرغم من ذلك لطف الله بهم.

فماذا حدث منهم بعد ذلك؟

عموا وصموا مرة أخرى{ثُمَّ تَابَ ٱللَّهُ عَلَيْهِمْ ثُمَّ عَمُواْ وَصَمُّواْ كَثِيرٌ مِّنْهُمْ وَٱللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ}.

و "عموا” مأخوذة من الفعل "عمى"، ومثلها مثل "أكلوا” و "شربوا” و "حضروا"، فأين الفاعل؟

الفاعل هو "واو الجماعة”.

وابن مالك قعّد لهذه المسألة، فساعة تسند الفعل إلى اثنين أو إلى جماعة، فلابد أن تجرد الفعل من علامة التثنية أو الجمع، فلا تقول: "قاما زيد وعمرو” ولكن تقول: "قام زيد وعمرو"، ولا نقول: "قاموا التلاميذ” بل نقول: "قام التلاميذ"، لأن مدلول "الواو” هو مدلول "التلاميذ"؛ قال ابن مالك: وجرد الفعل إذا ما أسندا لاثنين أو جمع كـ "فاز الشهدا".

أي أن الفعل إذا أسند لمثنى أو مجموع وجب تجريده من العلامة التي تدل على التثنية أو على الجمع.

أما كلمة كثير فتعرب إما على أنها البدل من واو الجماعة، وإما على إضمار مبتدأ أي العُمْىُ والصُّم كثير منهم، وإما على أنها فاعل ويكون ذلك قد جاء على لغة طائفة من العرب وهم بنو الحارث بن كعب، وهؤلاء قد يأتون بعلامة تدل على التثنية أو الجمع إذا أسند الفعل إلى اسم ظاهر مثنى أو مجموع مثل: قاموا الرجال وسافرا محمد وعلي.

وحمل بعضهم قوله تعالى: {وَأَسَرُّواْ ٱلنَّجْوَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ} [الأنبياء: 3].

على هذا، وكان قول الحق: {كَثِيرٌ مِّنْهُمْ} صيانة للاحتمال بأن قلة منهم تدير أمر الإيمان في قلوبهم، وكلمة "كثير” جاءت حتى ننتبه إلى أن الحق سبحانه وتعالى لا يهمل أبداً القلة التي تدير أمر الإيمان في خواطرهم.

ليؤكد ويعاضد ما جاء في قوله تعالى: {وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ} [المائدة: 59].

{ثُمَّ عَمُواْ وَصَمُّواْ كَثِيرٌ مِّنْهُمْ وَٱللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ} و "بصير” مثلها مثل "عليم"، أي شاهد وليس مع العين أين.

 ويقول الحق من بعد ذلك: {لَقَدْ كَفَرَ ٱلَّذِينَ قَالُوۤاْ...}.



سورة المائدة الآيات من 071-075 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 48824
العمر : 71

سورة المائدة الآيات من 071-075 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة المائدة الآيات من 071-075   سورة المائدة الآيات من 071-075 Emptyالإثنين 24 يونيو 2019, 1:26 am

لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ [٧٢]
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

وهناك ثلاث آيات تتعرَّض لهذه المسألة: {لَقَدْ كَفَرَ ٱلَّذِينَ قَالُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْمَسِيحُ ٱبْنُ مَرْيَمَ}.

والآية الثانية: {لَّقَدْ كَفَرَ ٱلَّذِينَ قَالُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ} [المائدة: 73].

والآية الثالثة: {وَإِذْ قَالَ ٱللَّهُ يٰعِيسَى ٱبْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ ٱتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـٰهَيْنِ مِن دُونِ ٱللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِيۤ أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ} [المائدة: 116].

إذن فالخلاف في المسألة جاء على ثلاث صور: طائفة تقول: المسيح هو الله.

وطائفة تقول: إن المسيح هو إله مع اثنين آخرين.

وطائفة تقول: إن المسيح هو وأمه إلهان.

ولكل طائفة رد.

والرد يأتي من أبسط شيء نشاهده في الوجود للكائن الحي، فالإنسان -كما نعرف- سيد الكون والأدنى منه يخدمه.

فالإنسان يحتاج إلى الحيوان من أجل منافعه، وكذلك يحتاج إلى النبات والجماد، هذا السيد -الإنسان- يحتاج إلى الأدنى منه.

والحق سبحانه وتعالى أراد أن يرد على تأليه سيدنا عيسى وسيدتنا مريم، فقال: {كَانَا يَأْكُلاَنِ ٱلطَّعَامَ} [المائدة: 75].

وهذا استدلال من أوضح الأدلة، لا للفيلسوف فحسب ولكن لكل المستويات، فماداما يأكلان الطعام فقد احتاجا إلى الأدنى منهما.

والذي يحتاج إلى الأدنى منه لا يكون الأعلى ولا هو الواحد الأحد.

والمُتَّبِعُونَ لهذه الفرق الثلاثة مختلفون.

والحق سبحانه وتعالى يقول: {وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ} [النساء: 171].

وكلمة: {ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ} تستعمل على أنه واحد من ثلاثة لكنه غير معين.

فكل ثلاثة يجتمعون معاً، يقال لكل واحد منهم إنه: {ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ}.

وليس هذا القول ممنوعاً إلا في حالة واحدة، أن نقول: ثالث ثلاثة آلهة؛ لأن الإله لا يتعدَّد.

ويصح أن نقول كلمة: "ثالث اثنين” لأن الله يقول: {مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَىٰ ثَلاَثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلاَ خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ} [المجادلة: 7].

إذن فمن الممكن أن نقول: هو رابع ثلاثة، أو خامس أربعة أو سادس خمسة.

وهو الذي يصير الثلاثة به أربعة أو يصير الأربعة به خمسة أو يصير الخمسة به ستة.

إننا إن أوردنا عدداً هو اسم فاعل وبعد ذلك أضفناه لما دونه، فهذا تعيين بأنه الأخير.

فإن قال قائل: الله رابع ثلاث جالسين فهذا قول صحيح.

 لكن لو قلنا إنهم آلهة.

فهذا هو المحرم، والممنوع؛ لأن الإله لا يتعدد.

ويلاحظ أن الحق لم يقل: ما يكون من نجوى اثنين إلاّ هو ثالثهم؛ لأن النجوى لا تكون إلا من ثلاثة، فإن جلس اثنان معاً فهما يتكلمان معاً دون نجوى؛ لأن النجوى تتطلب ألا يسمعهم أحد.

والنجوى مُسَارَّةَ، وأول النجوى ثلاثة، ولذلك بدأها الحق بأول عدد تنطبق عليه.

فإن قلت: "ثالث ثلاثة” فهذا قول صحيح إن لم يكونوا ثلاثة آلهة.

والحق أراد أن يدفع هذا القول بالبطلان حين قال: {كَانَا يَأْكُلاَنِ ٱلطَّعَامَ}[المائدة: 75].

والطعام مقوم للحياة ومعطٍ للطاقة في حركة الحياة؛ لأن الإنسان يريد أن يستبقي الحياة ويريد طاقة، والطعام أدنى من الإنسان لأنه في خدمته، فإذا ما كانا يأكلان الطعام فهما في حاجة للأدنى.

وإن لم يأكلا فلابد من الجوع والهزال.

 ولذلك فهما ليسا آلهة.

بعضهم يقول: {كَانَا يَأْكُلاَنِ ٱلطَّعَامَ} هي كناية عن شيء آخر هو إخراج الخبث.

ونقول: ليس إخراج الخبث ضرورياً لأن الله سيطعمنا في الجنة ولا يخرج منا خبث.

فهذا ليس بدليل.

ويرتقي الحق مع الناس في الجدل، فاليهود قالوا في المسيح -عليه السلام- ما لا يليق بمكانته كنبي مرسل وقالوا في مريم عليها السلام ما لا يليق باصطفائها من الحق.

واليهود إذن خصوم المسيح.

وأنصار المسيح هم الحواريون! فإذا كان لم يستطع أن يصنع من خصومه ما يضرهم ولا مع حوارييه ما ينفعهم فكيف يكون إلهاً؟

والنص القرآني يقول عن مريم: {يٰمَرْيَمُ ٱقْنُتِي لِرَبِّكِ وَٱسْجُدِي وَٱرْكَعِي مَعَ ٱلرَّاكِعِينَ} [آل عمران: 43].

والمسيح نفسه كان دائماً مع الله خاشعاً عابداً.

والذي يعبد إنما يعبد من هو أعلى منه؛ فالإله لا يعبد ذاته.

وإذا كان هذا قول من ينتسبون إلى السماء إيماناً بإله وإيماناً بمنهج، فماذا عن قول الذين لا ينتسبون إلى السماء من الملاحدة الذين ينكرون الألوهية؟

إذن كان من الواجب أن يؤمن المنسوبون إلى السماء بواسطة مناهج وبواسطة أنبياء وأن يصفوا هذه المسائل فيما بينهم.

وعلى سبيل المثال كان العالم موجوداً ومداراً قبل المسيح فمن إذن كان يدير العالم من قبل ميلاده؟

ولذلك أراد الحق سبحانه جل جلاله أن يحسم الموقف.

والقرآن يعلمنا: {وَإِنَّآ أَوْ إيَّاكمْ لَعَلَىٰ هُدًى أَوْ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ} [سبأ: 24].

أيمكن أن يكون المتناقضان مُحقين؟

لا.

لأن أحدهما لابد أن يكون على هُدى ولابد أن يكون الآخر على ضلال.

ولذلك نقول: كلامكم لا يلزمنا وكلامنا لا يلزمكم.

ونفوض الأمر إلى الإله الذي نؤمن به.

وحتى نصفي هذه المسألة نذكر قول الحق: {نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ ٱللَّهِ عَلَى ٱلْكَاذِبِينَ} [آل عمران: 61].

ونقول: اجعل لعنتك على الكاذبين.

حتى تخرجنا من هذا الخلاف ولا تجعل واحداً منا يسيطر على الآخر، فأنت صاحب الشأن، فها نحن أولاء بأنفسنا ونسائنا وأولادنا ندعو دعاءً واحداً: اجعل لعنة الله على الكاذبين منا.

وما تلاعن قوم وابتهلوا إلا وأظهر الله المسألة في وقتها.

ولم يقبل أحد من أهل الكتاب هذه المباهلة، والحق يقول: {لَّقَدْ كَفَرَ ٱلَّذِينَ...}.



سورة المائدة الآيات من 071-075 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 48824
العمر : 71

سورة المائدة الآيات من 071-075 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة المائدة الآيات من 071-075   سورة المائدة الآيات من 071-075 Emptyالإثنين 24 يونيو 2019, 1:27 am

لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَٰهٍ إِلَّا إِلَٰهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [٧٣]
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

إذن فالذين لا يعلنون التوبة عن ذلك يقعون في الكفر ويعذبون.

ثم يقول الحق: {أَفَلاَ يَتُوبُونَ إِلَىٰ ٱللَّهِ...}.



سورة المائدة الآيات من 071-075 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 48824
العمر : 71

سورة المائدة الآيات من 071-075 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة المائدة الآيات من 071-075   سورة المائدة الآيات من 071-075 Emptyالإثنين 24 يونيو 2019, 1:28 am

أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ [٧٤]
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

فكأن هذا القول يقتضي التوبة واستغفار

ويقول سبحانه بعد ذلك: {مَّا ٱلْمَسِيحُ ٱبْنُ مَرْيَمَ...}.



سورة المائدة الآيات من 071-075 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 48824
العمر : 71

سورة المائدة الآيات من 071-075 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة المائدة الآيات من 071-075   سورة المائدة الآيات من 071-075 Emptyالإثنين 24 يونيو 2019, 1:29 am

مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ [٧٥]
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

و"أفك” يعني انصرف أو صُرف، أي يصرفهم غيرهم.

وهذا يعني أن هذا إيعاز من الشيطان؛ لأن المسيح عليه السلام ما هو إلا رسول مثل من سبقوه من الرسل وأمه (صدِّيقة) مصدِّقة بما جاء به، والدليل على بشريتهما أنهما يحتاجان كسائر البشر لما يَقوِّم حياتهما من طعام وشراب وكساء، والألوهية المدّعاة منهم تتنافى مع هذا الاعتقاد وهذا هو الإفك بعينه الذي يتصادم مع العقل المجرد عن الهوى.

يقول الحق سبحانه وتعالى: {قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ...}.



سورة المائدة الآيات من 071-075 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
سورة المائدة الآيات من 071-075
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الـقــــــــــــــرآن الـكـــــــــــــــريـم :: مجمـــوعــة تفاســـــير :: خواطر الشعراوي :: المائدة-
انتقل الى: