منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

IZHAR UL-HAQ

(Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.

أحْـلامٌ مِـنْ أبِـي (باراك أوباما) ***

 

 سورة البقرة: الآيات من 111-115

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

سورة البقرة: الآيات من 111-115 Empty
مُساهمةموضوع: سورة البقرة: الآيات من 111-115   سورة البقرة: الآيات من 111-115 Emptyالإثنين 01 أبريل 2019, 5:51 pm

وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ [١١١]
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

بعد أن بَيَّنَ الحق تبارك وتعالى كيف أن كل عمل في منهج الله له أجر، وأجر باق وثابت ومضاعف عند الله ومحفوظ بقدرة الله سبحانه، أراد أن يرد على ادعاءات اليهود والنصارى الذين يحاولون أن يثيروا اليأس في قلوب المؤمنين بالكذب والإحباط علهم ينصرفون عن الإسلام، لذلك فقد أبلغنا الله سبحانه بما افتروه.     

واقرأ قوله تعالى: {وَقَالُواْ لَن يَدْخُلَ ٱلْجَنَّةَ إِلاَّ مَن كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَىٰ} [البقرة: 111]، وفي هذه الآية الكريمة يظهر التناقض بين أقوال اليهود والنصارى، ولقد أوردنا كيف أن اليهود قد قالوا {لَن يَدْخُلَ ٱلْجَنَّةَ إِلاَّ مَن كَانَ هُوداً} [البقرة: 111]، وقالت النصارى: "لن يدخل الجنة إلا من كان نصرانياً"، والله سبحانه وتعالى يفضح التناقض في آية ستأتي في قوله تبارك وتعالى: { وَقَالَتِ ٱلْيَهُودُ لَيْسَتِ ٱلنَّصَارَىٰ عَلَىٰ شَيْءٍ وَقَالَتِ ٱلنَّصَارَىٰ لَيْسَتِ ٱلْيَهُودُ عَلَىٰ شَيْءٍ، } [البقرة: 113].     

ومعنى ذلك أنهم تناقضوا في أقوالهم، فقالت النصارى: إنهم سيدخلون الجنة وحدهم، وقالت اليهود القول نفسه.     

ثم قالوا: لن يدخل الجنة إلا من كان يهودياً أو نصرانياً، ثم قالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء.     

ويقول الناس إذا كنت كذوباً فكن ذكوراً؛ ذلك أن الذي يكذب تتناقض أقواله لأنه ينسى ما دام قد قال غير الحقيقة، ولذلك تجد أن المحقق أو القاضي يظل يسأل المتهم أسئلة مختلفة، حتى تتناقض أقواله فيعرف أنه يكذب، فأنت إذا رويت الواقعة كما حدثت فإنك ترويها مائة مرة دون أي خلاف في التفاصيل.     

ولكنك إذا كذبت تتناقض مع نفسك، والله سبحانه وتعالى يقول: {تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ} [البقرة: 111].

ما هي الأماني؟

هي أن تعلق نفسك بأمنية وليس لهذه الأمنية سند من الواقع يوصلك إلى تحقيق هذه الأمنية، ولكن إذا كان التمني قائماً على عمل يوصلك إلى تحقيق الأمنية فهذا شيء آخر.     

بعض الناس يقول التمني وإن لم يتحقق فإنه يُرَوِّحُ عن النفس، فقد ترتاح النفس عندما تتعلق بأمل كاذب وتعيش أياماً في نوع من السعادة وإن كانت سعادة وهمية، نقول إن الصدمة التي ستلحق بالإنسان بعد ذلك ستدمره، ولذلك لا يكون في الكذب أبداً راحة، فأحلام اليقظة لا تتحقق لأنها لا تقوم على أرضية من الواقع وهي لا تعطي الإنسان إلا نوعاً من بعد عن الحقيقة.

ولذلك يقول الشاعر:
مُنَى إِنْ تَكُنْ حقاً تَكُنْ أَحْسَنَ الْمنَى وَإِلاّ فَقَدْ عِشْنَا بِهَا زَمَناً رَغْدَا

يعني الأماني لو كانت حقيقة أو تستند إلى الحقيقة فإنها أحسن الأماني لأنها تعيش معك.

فإن لم تكن حقيقة يقول الشاعر:
    فقد عشنا بها زمنا رغداً أماني من ليلى حسان كأنما سقتنا بها ليلى على ظمأ برداً   

وقوله تعالى: {تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ} [البقرة: 111] تبين لنا أن الأماني هي مطامع الحمقى لأنها لا تتحقق، والحق سبحانه يقول: {قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ} [البقرة: 111].

     وما هو البرهان؟

البرهان هو الدليل، ولا تطلب البرهان إلا من إنسان وقعت معه في جدال واختلفت وجهات النظر بينك وبينه، ولا تطلب البرهان إلا إذا كنت متأكداً أن محدثك كاذب، وأنه لن يجد الدليل على ما يدعيه.     

هب أن شخصاً ادعى أن عليك مالاً له، وطلب منك أن تعيده إليه وأنت لم تأخذ منه مالاً، في هذه الحالة تطلب منه تقديم الدليل، (فالكمبيالة) التي كتبتها له أو الشيك أو إيصال الأمانة، وأضعف الإيمان أن تطلب منه شهوداً على أنك أخذت منه المال، ولكن قبل أن تطالبه بالدليل، يجب أن تكون واثقاً من نفسك وأنه فعلاً يكذب وأنك لم تأخذ منه شيئاً.     

إذن فقول الحق سبحانه: {هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ} [البقرة: 111]، كلام من الله يؤكد أنهم كاذبون، وأنهم لو أرادوا أن يأتوا بالدليل، فلن يجدوا في كتب الله ولا في كلام رسله ما يؤكد ما يدعونه، وإن أضافوه يكن هذا افتراء على الله ويكن هناك الدليل الدامغ على أن هذا ليس من كلام الله ولكنه من افتراءاتهم.     

إذن فليس هناك برهان على ما يقولونه، ولو كان هناك برهان ولو كان في هذا الكلام ولو جزءاً من الحقيقة، ما كان الله سبحانه وتعالى يطالبهم بالدليل.     

إذن لا تقول هاتوا برهانكم إلا إذا كنت واثقاً أنه لا برهان على ما يقولون؛ لأنك رددت الأمر إليه فيما يدعيه، وهو يحب أن يثبته ويفعل كل شيء في سبيل الحصول على برهان، ولا يمكن أن يقول الله: {هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ} [البقرة: 111]، إلا وهو سبحانه يعلم أنهم يكذبون، ولذلك قال: {إِن كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [البقرة: 111]، أي إن كنتم واثقين من أن ما تقولونه صحيح؛ لأن الله يعرف يقيناً أنكم تكذبون.



سورة البقرة: الآيات من 111-115 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

سورة البقرة: الآيات من 111-115 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة البقرة: الآيات من 111-115   سورة البقرة: الآيات من 111-115 Emptyالإثنين 01 أبريل 2019, 5:55 pm

بَلَىٰ مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ [١١٢]

    تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)    


بعد أن بَيَّنَ لنا الله تبارك وتعالى كذب اليهود وطالبهم بالدليل على ما قالوه من أنه لن يدخل الجنة إلا اليهود والنصارى جاء بحقيقة القضية ليخبرنا جل جلاله من الذي سيدخل الجنة، فقال: "بلى"، وعندما تقرأ: "بلى" اعلم أنها حرف جواب ولابد أن يسبقها كلام ونفي، فساعة يقول لك إنسان ليس لي عليك دَيْنٌ، إذا قلت له نعم فقد صدقت أنه ليس عليه دين، ولكن إذا قلت بلى فذلك يعني أن عليه ديناً وأنه كاذب فيما قاله، إذن بلى تأتي جواباً لتثبت نفي ما تقدم.      


هم قالوا: { لَن يَدْخُلَ ٱلْجَنَّةَ إِلاَّ مَن كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَىٰ } [البقرة: 111]، عندما يقول الله لهم "بلى" فمعنى ذلك أن هذا الكلام غير صحيح، وأنه سيدخلها غير هؤلاء، وليس معنى أنه سيدخلها غير اليهود والنصارى، أن كل يهودي وكل نصراني سيدخل الجنة، لأن الله سبحانه وتعالى قد حكم حينما جاء الإسلام بأن الذي لا يسلم لا يدخل الجنة، واقرأ قوله جل جلاله: { وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ ٱلإِسْلاَمِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي ٱلآخِرَةِ مِنَ ٱلْخَاسِرِينَ } [آل عمران: 85].      


لماذا لم يقل الله سبحانه وتعالى، أنه لن يدخلها اليهود ولا النصارى، لأن القرآن أزلي، ما معنى أزلي؟، أي أنه يعالج القضايا منذ بداية الخلق وحتى يوم القيامة، فالقرآن كلام الله تبارك وتعالى، فلو أنه قال لن يدخل الجنة إلا من آمن بمحمد صلى الله عليه وسلم لكان في هذا تجاوزٌ، لأن هناك من آمن بموسى وقت رسالته وعاصره واتبعه وحسن دينه ومات قبل أن يدرك محمداً عليه الصلاة والسلام، فهل هذا لا يدخل الجنة ويجازى بحسن عمله، وهناك من النصارى من آمن بعيسى وقت حياته، وعاصره ونفذ تعاليمه ومنهجه ثم مات قبل أن يُبْعَثَ محمدٌ عليه الصلاة والسلام، أهذا لن يدخل الجنة؟، لا، يدخل وتكون منزلته حسب عمله ويجازى بأحسن الجزاء، ولكن بعد أن بعث محمد صلى الله عليه وسلم وجاء الإسلام ونزل القرآن، فكل من لم يؤمن برسول الله صلى الله عليه وسلم لن يدخل الجنة، بل ولن يراها، ولذلك جاء كلام الله دقيقاً لم يظلم أحداً من خلقه.      


إذن فقوله تعالى: {بَلَىٰ مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ للَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ} [البقرة: 112]، أي لا يدخل الجنة إلا من أسلم وجهه لله وهو محسن، فقد يسلم واحد وجهه لله ويكون منافقاً يظهر غير ما يبطن، نقول إن المنافقين لم يكونوا محسنين ولكنهم كانوا مسيئين، لأن لهم شخصيتين شخصية مؤمنة أمام الناس وشخصية كافرة في الحقيقة أو في قلوبهم.      


قوله تعالى: {مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ للَّهِ} [البقرة: 112] تدلنا على أن كل شيء أسلم لله لأن الوجه هو أشرف شيء في الإنسان، فيه التمييز وفيه السمة وفيه التشخص وهو أعلى ما في الجسم، وحينما عرفوا الإنسان قالوا حيوان ناطق أي حيوان مفكر، وقال بعضهم حيوان مستوي القامة يعني قامته مرفوعة، والقامة المرفوعة على بقية الجسم هي الوجه، والإنسان مرفوع على بقية أجناس الأرض، إذن هو مرفوع على بقية الأجناس ووجهه مرفوع عليه، فإذا أسلم وجهه لله يكون قد أسلم أشرف شيء فيه لله، ولذلك قيل، أقرب ما يكون العبد لربه وهو ساجد، لماذا؟، لأنه جاء بالوجه الذي رفعه الله به وكرمه، وجعله مساوياً لقدميه ليستوي أكمل شيء فيه بأدنى شيء، فلم يبقى عنده شيء يختال به على الله.      


الحق سبحانه وتعالى يقول: {فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ} [البقرة: 112]، كلمة "أجره عند ربه"، دلت على أن الله لم يجعلنا مقهورين، ولكنه كلفنا وجعلنا مختارين أن نفعل أو لا نفعل، فإن فعلنا فلنا أجر، ولأن التكليف من الله سبحانه وتعالى فالمنطقي أن يكون الأجر عند الله، وألا يوجد خوف أو حزن، لأن الخوف يكون من شيء سيقع، والحزن يأتي على شيء قد وقع، ولا هذه ولا تلك تحدث عندما يكون أجرنا عند الله.      


إن الإنسان حين يكون له حق عند مساويه، فربما يخاف أن ينكر المساوي هذا الحق أو يطمع فيه، أو يحتاج إليه فَيَدَّعِي عدم أحقيته فيه، ولكن الله سبحانه وتعالى غني عن العالمين، ولذلك فهو لا يطمع فيما في أيدينا من خير لأنه من عنده، ولا يطمع فيما معنا من مال لأن عنده خزائن السموات والأرض.      


الله سبحانه لا ينكر حقاً من حقوقنا لأنه يعطينا من فضله ويزيدنا، ولذلك فإن ما عند الله لا خوف عليه بل هو يضاعَف ويزداد، وما عند الله لا حزن عليه، لأن الإنسان يحزن إذا فاته خير، ولكن ما عند الله باق لا يفوتك ولا تفوته، فلا يوجد شيء عند الله سبحانه وتعالى تحزن عليه لأنه فات، ولذلك كان قول الحق سبحانه وتعالى: {وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} [البقرة: 112]، أدق ما يمكن أن يقال عن حالة المؤمنين في الآخرة، إنهم يكونون فرحين بما عند الله لا خوف عندهم ولا حزن.



سورة البقرة: الآيات من 111-115 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

سورة البقرة: الآيات من 111-115 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة البقرة: الآيات من 111-115   سورة البقرة: الآيات من 111-115 Emptyالإثنين 01 أبريل 2019, 6:06 pm

وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَىٰ عَلَىٰ شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَىٰ لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَىٰ شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَٰلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ [١١٣]
    تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)   

نقول إن أصدق ما قاله اليهود والنصارى، هو أن كل طائفة منهم اتهمت الأخرى بأنها ليست على شيء، فقال اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء، والعجيب إن الطائفتين أهل كتاب، اليهود أهل كتاب والنصارى أهل كتاب، ومع ذلك كل منهما يتهم الآخر بأنه لا إيمان له وبذلك تساوى مع المشركين الذين يقولون إن أهل الكتاب ليسوا على شيء، أي أن المشركين يقولون اليهود ليسوا على شيء والنصارى ليسوا على شيء، واليهود يقولون المشركون ليسوا على شيء والنصارى ليسوا على شيء، ثم يقول الحق سبحانه وتعالى: {كَذَلِكَ قَالَ ٱلَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ} [البقرة: 113]، وبذلك أصبح لدينا ثلاث طوائف يواجهون الدعوة الإسلامية، طائفة لا تؤمن بمنهج سماوي ولا برسالة إلهية وهؤلاء هم المشركون، وطائفتان لهم إيمان ورسل وكتب هم اليهود والنصارى، ولذلك قال الحق سبحانه وتعالى: {كَذَلِكَ قَالَ ٱلَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ} [البقرة: 113]، أي الذين لا يعلمون ديناً ولا يعلمون إلهاً ولا يعلمون أي شيء عن منهج السماء، اتحدوا في القول مع اليهود والنصارى وأصبح قولهم واحداً.     

وكان المفروض أن يتميز أهل الكتاب الذين لهم صلة بالسماء وكتب نزلت من الله ورسل جاءتهم للهداية، كان من المفروض أن يتميزوا على المشركين، ولكن تساوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون، وهذا معنى قوله تعالى: {كَذَلِكَ قَالَ ٱلَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ} [البقرة: 113]، وما دامت الطوائف الثلاث قالوا على بعضهم نفس القول، يكون حجم الخلاف بينهم كبيراً وليس صغيراً، لأن كل واحد منهم يتهم الآخر أنه لا دين له.     

هذا الخلاف الكبير من الذي يحكم فيه؟

لا يحكم فيه إِلاَّ الله، فهو الذي يعلم كل شيء، وهو سبحانه القادر على أن يفصل بينهم بالحق.

ومتى يكون موعد هذا الفصل أو الحكم؟

أهو في الدنيا؟

 لا، فالدنيا دار اختبار وليست دار حساب ولا محاسبة ولا فصل في قضايا الإيمان، ولذلك فإن الحكم بينهم يتم يوم القيامة وعلى مشهد من خلق الله جميعاً.     

والحق سبحانه وتعالى يقول: {فَٱللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} [البقرة: 113]، ومعنى الحكم هنا ليس هو بيان المخطئ من المصيب فالطوائف الثلاث مخطئة، والطوائف الثلاث في إنكارها للإسلام قد خرجت عن إطار الإيمان، ويأتي الحكم يوم القيامة ليبين ذلك ويواجه المخالفين بالعذاب.



سورة البقرة: الآيات من 111-115 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

سورة البقرة: الآيات من 111-115 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة البقرة: الآيات من 111-115   سورة البقرة: الآيات من 111-115 Emptyالإثنين 01 أبريل 2019, 6:07 pm

وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَىٰ فِي خَرَابِهَا أُولَٰئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ [١١٤]
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

فالحق جل جلاله بعد أن بَيَّنَ لنا موقف اليهود والنصارى والمشركين من بعضهم البعض ومن الإسلام، وكيف أن هذه الطوائف الثلاث تواجه الإسلام بعداء ويواجه بعضها البعض باتهامات، فكل طائفة منها تتهم الأخرى أنها على باطل، أراد أن يحذرهم تبارك وتعالى من الحرب ضد الإسلام ومحاربة هذا الدين فقال: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَّنَعَ مَسَاجِدَ ٱللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا ٱسْمُهُ} [البقرة: 114]، مساجد الله هي الأماكن التي يتم فيها السجود لله، والسجود علامة الخضوع وعلامة العبودية كما بَيَّنَا، لأنك تضع أشرف شيء فيك وهو وجهك على الأرض خضوعاً لله وخشوعاً له.     

قبل الإسلام كان لا يمكن أن يصلي أتباع أي دين إلا في مكان خاص بدينهم، مكان مخصص لا تجوز الصلاة إلا فيه، ثم جاء الله بالإسلام فجعل الأرض كلها مسجداً وجعلها طهوراً، ومعنى أن تكون الأرض كلها مسجداً هو توسيع على عباد الله في مكان التقائهم بربهم وفي أماكن عبادتهم له حتى يمكن أن تلتقي بالله في أي مكان وفي أي زمان، لأنه لا يحدد لك مكاناً معيناً لا تصح الصلاة إلا فيه، وأنت إذا أردت أن تصلي ركعتين لله بخلاف الفرض، مثل صلاة الشكر أو صلاة الاستخارة أو صلاة الخوف، أو أي صلاة من السنن التي علمها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنك تستطيع أن تؤديها في أي وقت، فكأنك تلتقي بالله سبحانه أين ومتى تحب.     

وما دام الله تبارك وتعالى أنعم على رسوله صلى الله عليه وسلم وعلى أمته بأن جعل لهم الأرض مسجداً طهوراً فإنما يريد أن يوسع دائرة التقاء العباد بربهم، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أُعطيتُ خمساً لم يُعْطَهُن أحد من الأنبياء قبلي.     

نُصرْتُ بالرعب مسيرةَ شهر، وجُعِلَتْ لِيَ الأرضُ مسجداً وطهوراً فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل وأُحِلَّتْ لِيَ الغنائمُ ولم تحل لأحد قبلي وأُعْطِيتُ الشفاعةَ وكان النبي يُبْعَثُ إلى قومه خاصة وَبُعِثْتُ إلى الناسِ عامة).

ولكن لماذا خص الله أمة محمد بهذه النعمة؟ لأن الإسلام جاء على موعد مع ارتقاءات العقل وطموحات الدنيا، كلما ارتقى العقل في علوم الدنيا كشف قوانين وتغلب على عقبات، وجاء بمبتكرات ومخترعات تفتن عقول الناس، وتجذبهم بعيدا عن الدين فيعبدون الأسباب بدلاً من خالق الأسباب.     

يريد الحق تبارك وتعالى أن يجعل عبادتهم له مُيَسَّرَة دائماً حتى يعصمهم من هذه الفتنة، وهو جل جلاله يريدنا حين نرى التليفزيون مثلاً ينقل الأحداث من أقصى الأرض إلى أقصاها ومن القمر إلى الأرض في نفس لحظة حدوثها، أن نسجد لله على نعمه التي كشف لنا عنها في أي مكان نكون فيه، فخصائص الغلاف الجوي موجودة في الكون منذ خلق الله السماوات والأرض، لم يضعها أحد من خلق الله في كون الله هذه الأيام، ولكنها خُلِقَت مع خَلْقِ الكون، وشاء الله ألاَّ ندرك وجودها ونستخدمها إلا هذه الأيام، فلابد أن نسجد لله شكراً على نعمه التي كشفت لنا أسرارا في الكون لم نكن نعرفها، وهذه الأسرار تبين لنا دقة الخلق وتقربنا إلى قضايا الغيب.     

فإذا قيل لنا إن يوم القيامة سيقف خلق الله جميعاً وهم يشاهدون الحساب، وإن كل واحد منهم سيرى الحساب لحظة حدوثه، لا تتعجب ونقول هذا مستحيل، لأن أحداث العالم الهامة نراها الآن كلها لحظة حدوثها ونحن في منتهى الراحة، ونحن جالسون في منازلنا أمام التليفزيون، أي أننا نراها جميعاً في وقت واحد دون جهد، فإذا كانت هذه هي قدرات البشر للبشر، فكيف بقدرات خالق البشر للبشر؟.     

عندما نرى أسرار قوانين الله في كونه، لابد أن نسجد لعظمة الخالق سبحانه وتعالى، الذي وضع كل هذا العلم والإعجاز في الكون، وهذا السجود يقتضي أن تكون الأرض كلها مساجد حتى يمكنك وأنت في مكانك أن تسجد لله شكراً، ولا تضطر للذهاب إلى مكان آخر قد يكون بعيداً أو الطريق إليه شاقاً فينسيك هذا شكر الله والسجود له، فالله سبحانه وتعالى شاء أن يوسع على المؤمنين برسول الله صلى الله عليه وسلم دائرة الالتقاء بربهم؛ لأن هناك أشياء ستأتي الرسالة المحمدية في موعد كشفها لخلق الله، وكلما انكشف سر من أسرار الوجود اغتر الإنسان بنفسه، وما دام الغرور قد دخل إلى النفس البشرية، فلابد أن يجعل الله في الكون ما يعدل هذا الغرور.     

لقد كانت الأمور عكس ذلك قبل بعثة محمد صلى الله عليه وسلم، كانت الأمور فطرية فإذا امتنعت الأمطار ونضبت العيون والآبار، لم يكن أمامهم إلا أن يتوجهوا إلى السماء بصلاة الاستسقاء، وكذلك في كل أمر يصعب عليهم مواجهته، ولكن الآن بعد أن كشف الله لخلقه عن بعض أسراره في كونه، أصبحت هناك أكثر من وسيلة يواجه بها الإنسان عدداً من أزمات الكون، هذه الوسائل قد جعلت البشر يعتقدون أنهم قادرون على حل مشكلاتهم، بعيداً عن الله سبحانه وتعالى وبجهودهم الخاصة، فبدأ الاعتماد على الخلق بدلاً من الاعتماد على الحق.

ولذلك نزل قول الحق سبحانه وتعالى: { ٱللَّهُ نُورُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ٱلْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ ٱلزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لاَّ شَرْقِيَّةٍ وَلاَ غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيۤءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَىٰ نُورٍ يَهْدِي ٱللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَآءُ وَيَضْرِبُ ٱللَّهُ ٱلأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلَيِمٌ * فِي بُيُوتٍ أَذِنَ ٱللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا ٱسْمُهُ، } [النور: 35-36].     

ما هي هذه البيوت التي يرى فيها الناس نور الله تبارك وتعالى؟ هي المساجد، فَعُمَّارُ المساجد وزوارها الدائمون على الصلاة فيها هم الذين يرون نور الله، فإذا أتى قوم يجترئون عليها ويمنعون أن يذكر اسم الله فيها، فمعنى ذلك أن المؤمنين القائمين على هذه المساجد ضعفاء الإيمان ضعفاء الدين تجرأ عليهم أعداؤهم، لأنهم لو كانوا أقوياء ما كان يجرؤ عدوهم على أن يمنع ذكر اسم الله في مساجد الله، أو أن يسعى إلى خرابها فَتُهْدَمُ ولا تقام فيها صلاة الجمعة، ولكن ساعة يوجد من يخرب بيتاً من بيوت الله، يهب الناس لمنعه والضرب على يده يكون الإيمان قوياً، فإن تركوه فقد هان المؤمنون على عدوهم.

لماذا؟

لأن الكافر الذي يريد أن يطفئ مكان إشعاع نور الله لخلقه، يعيش في حركة الشر في الوجود التي تقوى وتشتد كلما استطاع غير المؤمنين أن يمنعوا ذكر اسم الله في بيته وأن يخربوه.     

وقول الحق سبحانه وتعالى: {أُوْلَـٰئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَآ إِلاَّ خَآئِفِينَ} [البقرة: 114]، أي أن هؤلاء الكفار ما كان يصح لهم أن يدخلوا مساجد الله إلا خائفين أن يفتك بهم المؤمنون من أصحاب المسجد والمصلين فيه، فإذا كانوا قد دخلوا غير خائفين، فمعنى ذلك أن وازع الإيمان في نفوس المؤمنين قد ضعف.     

قوله تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ} [البقرة: 114]، معناها أنه لا يوجد أحد أظلم من ذلك الذي يمنع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه، أي أن هذا هو الظلم العظيم، ظلم القمة، وقوله تعالى: {وَسَعَىٰ فِي خَرَابِهَآ} [البقرة: 114]، أي في إزالتها أو بقائها غير صالحة لأداء العبادة، والسعي في خراب المسجد هو هدمه.     

ويختم الحق سبحانه الآية الكريمة بقولة: {لَّهُمْ فِي ٱلدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي ٱلآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [البقرة: 114]، أي لن يتركهم الله في الدنيا ولا في الآخرة، بل يصيبهم في الدنيا خزي، والخزي هو الشيء القبيح الذي تكره أن يراك عليه الناس، قوله تعالى: {لَّهُمْ فِي ٱلدُّنْيَا خِزْيٌ} [البقرة: 114].

هذا مظهر غيرة الله على بيوته، وانظر إلى ما أذاقهم الله في الدنيا بالنسبة ليهود المدينة الذين كانوا يسعون في خراب مساجد الله، لقد أخذت أموالهم وطردوا من ديارهم، هذا حدث، وهذا معنى قوله تعالى الخزي في الدنيا، أما في الآخرة فإن أعداء الله سيحاسبون حساباً عسيراً لتطاولهم على مساجد الله سبحانه، ولكن في الوقت نفسه فإن المؤمنين الذين سكتوا على هذا وتخاذلوا عن نُصْرَةِ دين الله والدفاع عن بيوت الله، سيكون لهم أيضاً عذاب أليم.     

إنني أحذر كل مؤمن أن يتخاذل أو يضعف أمام أولئك الذين يحاولون أن يمنعوا ذكر الله في مساجده، لأنه في هذه الحالة يكون مرتكباً لنفس ذنبهم وربما أكثر، ولا يتركه الله يوم القيامة بل يسوقه إلى النار.



سورة البقرة: الآيات من 111-115 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

سورة البقرة: الآيات من 111-115 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة البقرة: الآيات من 111-115   سورة البقرة: الآيات من 111-115 Emptyالإثنين 01 أبريل 2019, 6:09 pm

وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ [١١٥]
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

بعد أن بَيَّنَ الله سبحانه وتعالى جزاء الذين يخربون مساجد الله ويهدمونها، ويمنعون أن يُذْكَرَ فيها اسمه والعذاب الذي ينتظرهم في الآخرة أراد أن يذكرنا بأن تنفيذ هذا على مستوى تام وكامل عملية مستحيلة لأن الأرض كلها مساجد، وتخريبها معناه أن تخرب الأرض كلها، لأن الله تبارك وتعالى موجود في كل مكان فأينما كنتم فستجدون الله مقبلاً عليكم بالتجليات.     

وقوله تعالى: {فَثَمَّ وَجْهُ ٱللَّهِ} [البقرة: 115]، أي هناك وجه الله، وقوله تعالى: {إِنَّ ٱللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 115]، أي لا تضيقوا بمكان التقاءاتكم بربكم؛ لأن الله واسع موجود في كل مكان في هذا الكون وفي كل مكان خارج هذا الكون، ولكن إذا قال الله سبحانه وتعالى: {وَللَّهِ ٱلْمَشْرِقُ وَٱلْمَغْرِبُ} [البقرة: 115] لا يعني تحديد جهة الشرق أو جهة الغرب فقط، ولكنه يتعداها إلى كل الجهات شرقها وغربها، شمالها وجنوبها والشمال الشرقي والجنوب الغربي وكل جهة تفكر فيها.     

ولكن لماذا ذكرت الآية الشرق والغرب فقط؟

لأن بعد ذلك كل الجهات تُحَدَّدُ بشروق الشمس وغروبها، فهناك شمال شرقي وجنوب شرقي وشمال غربي وجنوب غربي، كما إن الشرق والغرب معروف بالفطرة عند الناس، فلا أحد يجهل من أين تُشرق الشمس ولا إلى أين تغرب، فأنت كل يوم ترى شروقاً وترى غروباً.     

الله سبحانه وتعالى حين يقول: {وَللَّهِ ٱلْمَشْرِقُ وَٱلْمَغْرِبُ} [البقرة: 115] فليس معناها حصر الملكية لهاتين الجهتين ولكنه ما يعرف بالاختصاص بالتقديم، كما تقول بالقلم كتبت وبالسيارة أتيت، أي أن الكتابة هي خصوص القلم والإتيان خصوص السيارة، وهذا ما يعرف بالاختصاص، فهذا مختص بكذا وليس لغيره شيء فيه، ولذلك فإن معنى: {وَللَّهِ ٱلْمَشْرِقُ وَٱلْمَغْرِبُ} [البقرة: 115]، أن الملكية لله سبحانه وتعالى لا يشاركه فيها أحد، وتغيير القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة ليس معناه أن الله تبارك وتعالى في بيت المقدس والاتجاه بعد ذلك إلى الكعبة ليس معناه إن الله جل جلاله في الكعبة.     

إن توحيد القبلة ليس معناه أكثر من أن يكون للمسلمين اتجاه واحد في الصلاة، وذلك دليل على وحدة الهدف، فيجب أن تفرق بين اتجاه في الصلاة واتجاه في غير الصلاة، اتجاه في الصلاة نكون جميعاً متجهين إلى مكان محدد إختاره الله لنا لنتجه إليه في الصلاة، والناس تصلي في جميع أنحاء العالم متجهة إلى الكعبة، الكعبة مكانها واحد لا يتغير، ولكن اتجاهنا إليها من بقاع الأرض هو الذي يتغير، فواحد يتجه شمالاً وواحد يتجه جنوباً وواحد يتجه شرقاً وواحد يتجه غرباً، كل منا يتجه اتجاهاً مختلفاً حسب البقعة التي يوجد عليها من الأرض، ولكننا جميعاً نتجه إلى الكعبة رغم اختلاف وجهاتنا إلا أننا نلتقي في اتجاهنا إلى مكان واحد.     

الله جل جلاله يريدنا أن نعرف أننا إذا قلنا: "وللهِ المشرقُ" فلا نظن أن المشرق اتجاه واحد بل إن المشرق يختلف باختلاف المكان، فكل مكان في الأرض له مشرق وله مغرب، فإذا أشرقت الشمس في مكان فإنها في نفس الوقت تغرب في مكان آخر، تشرق عندي وتغرب عند غيري، وبعد دقيقة تشرق عند قوم وتغرب عند آخرين، فإذا نظرت إلى الشرق وإلى الغرب بالنسبة لشروق الشمس الظاهري وغروبها، تجد أن المشرق والمغرب لا ينتهيان من على سطح الأرض، في كل دقيقة شروق وغروب.     

وقوله تعالى: {إِنَّ ٱللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 115]، أي يتسع لكل ملكه لا يشغله شيء عن شيء، ولذلك عندما سئل الإمام علي كرم الله وجهه، كيف يحاسب الله الناس جميعاً في وقت واحد؟ قال كما يرزقهم جميعاً في وقت واحد، إذن فالله لا يشغله شيء عن شيء، ولا يحتاج في عمله إلى شيء، إنما عمله "كن فيكون".



سورة البقرة: الآيات من 111-115 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
سورة البقرة: الآيات من 111-115
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سورة البقرة: الآيات من 01-05
» سورة البقرة: الآيات من 46-50
» سورة البقرة: الآيات من 126-130
» سورة البقرة: الآيات من 211-215
» سورة البقرة: الآيات من 51-55

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الشيخ محمد متولي الشعـراوي :: البقرة-
انتقل الى: