المطلب الثالث الشيخ: أحمد بن فهد الخالدي
الكلمة الافتتاحية د/ عايض القرني:
الحمد لله رب العالمين ولي الصالحين والصلاة والسلام علي إمام المتقين وعلى آله وصحبه والتابعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أيها المشاهدون الكرام، الحق بين بيان الشمس، وقد قال إمامنا وأسوتنا محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وسلم): (تركتكم على الحجة البيضاء) وما مات (صلى الله عليه وسلم) حتى بين لنا البيان الملة وأكمل لنا الدين، من حضره من المسلمين بين لنا (صلى الله عليه وسلم) مسائل الطهارة وآداب المشي إلى المسجد والغسل من الجنابة ولم يترك بأبي وأمي هو مسائل الدماء والأعراض والأموال والتكفير والجهاد ومسائل الإيمان لأي أحد وقد نبه (صلى الله عليه وسلم) أن كل الطرق غير طريقة ضالة فقال: (صلى الله عليه وسلم) (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، عضوا عليها بالنواجذ) محذر (صلى الله عليه وسلم) من محدثات الأمور ونبه (صلى الله عليه وسلم) إلى الصراط المستقيم صراط الذي أنعم عليه ربنا سبحانه وتعالى من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً ونحن نسأل الله عز وجل أن يثبتنا على الصراط المستقيم لا نضل و لا نُضل لا نزل ولا نزل لا نجهل ولا يجهل علينا لا نظلم ولا نظلم ونحن الأمَّة الوسط إن شاء الله.
ومعنا في هذه الليلة الشيخ أحمد بن فهد الخالدي نسمع منه في مراجعاته نسأل الله لنا وله ولجميع المسلمين الثبات في الدين والهداية والسَّداد حيَّاكم الله يا شيخ احمد وأهلاً وسهلاً.
كلمة الشيخ: أحمد بن فهد الخالدي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى أما بعد، لا شك أن الإنسان عُرضة ومحل للزلل إلا مَنْ رحم الله عز وجل لأن الإنسان قد رُكِّبَ من مادتين مادة الظلم والجهل إلا مَنْ رحم الله سبحانه وتعالى وكما قال النبي (صلى الله عليه وسلم): (كل بن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون).
ولا شك أنه تبيَّن من بعض الفتاوى التي صدرت خصوصاً فتوى (دفع الصائل) بان الخطأ والزلل ومجانبة الحق وهي المسألة كانت جزئية ولكن قد توسع فيها وقد تبين أن في هذه التجربة وان هذا الاجتهاد خاطئ وليس مطابق للصواب من كل وجه ثم إن الفائدة التي ذكرتها وهي أصل السؤال لا شك أن الإنسان إذا جلس مع نفسه وحاسب نفسه يعلم علم اليقين ما صنع وما قدم من قبل، وبذلك أمر الله عز وجل أن ينظر المرء ما قدمت يداه فيحاسب نفسه فكانت فترة سجني فترة محاسبة لمحاسبة النفس وأيضا ما توالت من الأحداث التي داهمت المسلمين جعلت الإنسان يراجع نفسه ويحقق في أمره وحقيقة أمره ومبدأه وآخره فتبين في هذه التجربة أن هناك خطأ ولذلك نسأل الله العفو والعافية ونسأل الله من جميع المسلمين سوء الفتن ما ظهر منها وما بطن، فاستفدنا منها أن الإنسان لا يقوم بشيء حتى ينظر ما فيه من الخير والشر أيضا الناصح أو يطلب النصح من المشايخ الفضلاء أو العلماء الكبار حتى لا يقع في مثل هذا.
موجز المراجعات:
1/ تراجع الشيخ عن قتل رجال الأمن بحجة دفع الصائل فقال: قلت هذه مسألة جزئية هي (دفع الصائل) هي مسألة مطروقة في كتب الفقه ولكننا نتراجع في هذه المسألة الجزئية وهي دفع الصائل وهم رجال المباحث أو غيرهم.
2/ تحدّث الشيخ عما حصل من تفجير مجمع المحيا ج1
لا شك أن الدماء والأموال والأعراض معصومة وهذا دلت عليه نصوص الكتاب والسنة عليه بالإجماع ولا يخالف على هذا الكلام عاقل فضلا عن مسلم فالأصل أن دم الأدمي معصوم بالعصمة الأصلية ومن منع الله المؤمنين من قتله في بداية الإسلام حتى عد موسى عليه السلام في قتله القبطي ذنباً في الدنيا والآخرة فلا شك أن الدماء كما ذكر النبي (صلى الله عليه وسلم) في خطبته في حجة الوداع حديث أبي بكرة رضي الله عنه قال النبي (صلى الله عليه وسلم): (إن أموالكم ودمائكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم في عامكم هذا..).
وأيضاًً قال النبي (صلى الله عليه وسلم): (أمِرتُ أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا الله إلا الله ويُقيموا الصلاة ويُؤتوا الزكاة فإذا فعلوا هذا ذلك فقد عصموا مني دمائهم وأموالهم إلا بحقها).
فهذا الأصل أن لا تزهق الأنفس إلا بحق الله كما جاء في الحديث إلا في إحدى ثلاث فلا شك أن هذه الدماء معصومة، والأموال شرعا وأيضا محرمة علينا وكذلك الأعراض، فلا شك أن هذا قام عليه الإجماع وسنة الرسول ولا يخالف في ذلك مسلم فضلا عن عاقل حتى أو طالب علم.
2/ كلمة حول الجهاد: ج1
لا شك أن الجهاد له شروط لا يقوم إلا عليها وبها ذكرها الفقهاء في كتب الفقه كما جاء في عبارة صاحب الزاد لما ذكر الجهاد قال هو فرض كفاية ويتعين عليها من حضر أي من صف القتال أو حاصر بلده عدو أو إذا استنفره الإمام هذه مواطنه أيضاً لا يكون إلا بعد المفاصلة والنبي عليه الصلاة والسلام لم يقاتل قريش إلا بعد المفاصلة والهجرة فلذلك أتت الهجرة مربوطة بالجهاد وفي رواية ما بقى الجهاد في سنن سعيد بن منصور رحمه الله.
3/ حُرمة دماء المُعَاهَدين:
ذكر العلماء منهم ابن قدامة رحمة الله عليه قال في كتاب الجهاد: (ومَنْ قال لحربي قد أمَّنتُك أو أجرتك أو لا بأس عليك فقد أمَّنه) حتى انه جاء في آخر عبارة رحمه الله عليه ومن دخل دارهم بأمانهم فقد أمنهم فلا شك أن استقدم العمالة والعمال والأيدي العاملة وما شابه ذلك بفيزا أو بأمان أو بأخذ بل حتى العلماء أجازوا آمان الطفل المميز ويأتي ذلك في مذهب الإمام احمد رحمه الله عليه واختلفوا في قول القي سلاحك أوقف أولا بأس عليك حتى في حديث الذي ذكره سعيد بن منصور رحمة الله عليه عن أنس رضي الله عنه أن عمر قال لرجل تكلم لا بأس عليك فلما تكلم أراد أن يقتله فقال له رجل قد أمنته وليس لك عليه سبيل وشهد على ذلك الزبير فحقن الدم ولا شك أن شبهة الأمان يعصم من كان فيها ويرجع إلى مأمنه، ومن استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله هذا هو الأصل فالأصل أن المرأة تجير كما في حديث أم هانئ قد أجرنا من أجرتي يا أم هانئ وأمنا من أمنتني يا أم هانئ والطفل الصغير يجير فكيف بباقي المسلمين وتتعلق فيه ذمم كثيرة وتترتب عليه أمانات كثيرة كذلك فلا شك أن يكون أشد حُرمة وأعظم جُرماً أن يرتكب الإنسان ويقتل مَنْ استأمنه المسلمون.
4/ كلمته في التكفير:
لا شك أن التكفير بغير موجب وبغير حق هذا من قول الله بغير علم ومن التعدي على حدود الله لأن التكفير حد من حدود الله ليس يرجع إلى الرأي والعقل وإنما أسماء شرعية علقت بأوصاف وأقوال واعتقادات متى قام المقتضي بذلك كان الاسم الشرعي مطابقاً لذلك الوصف أما كون الإنسان يكفر هكذا مجرد لهو أو لعصبية أو ما أشبه ذلك فهذا لا يجوز في الشرع أيضاً كما قال شيخ الإسلام رحمة الله عليه، ذكر أنه حَدٌ من حدود الله ليس أن من زني بأهله أن يزني بأهل الآخرين فكذلك التكفير حَدٌ من حدود الله سبحانه وتعالى وأيضاً إجماع المسلمين بأمر على أمر بأنه خطأ أو صواب لا شك أنه إجماعهم حجة.
5/ كلمته في المخرج من الفتن:
لا شك الاستمساك بالكتاب والسنة هو الأصل ثم بأقوال العلماء الراسخين بالعلم والمشايخ الفضلاء والحمد لله البلاد مليئة بهذا الصنف فضلا عن طلبة العلم المنتشرين في كل مكان أيضا الأصل أن الإنسان لا يتبع كل مَنْ قال قولاً أن يتبع وإنما كما قال يعرف الحق تعرفه وهذا هو الأصل وان كنا لا ندَّعي العصمة لأحد بعين والخطأ جائز على كل إنسان فكل يأخذ من قوله ويرد إلا صاحب القبر أما ما سواه فعرضه للخطأ لكن العلماء الراسخين هم أولى بالإصابة وخاصة إذا اجتمع رأيهم فلا شك لا أحد يخالف فيه عقلا ولا شرعا ثم تحدث الشيخ بعد ذلك عن أحد الذين ليسوا أهلا للفتوى إذا سئل في إحدى مسائل الطهارة لم يحسنها وهو يتكلم في مسائل عظيمة في مسائل تترتب عليها دماء وأموال و أعراض وأشياء كبيرة لأن الأسماء والأحكام هي التي ينبني عليها الدين وهو أول نزاع حدث في الأمة كما ذكر شيخ الإسلام رحمة الله عليه.
6/ كلمته في تفجير مجمع المحيا: ج2
والله كان مثل الصاعقة نعم هذا أمر لا يكاد الإنسان أن يتصوره أوان يعمله إنسان وهو يعتقد حرمة دماء المسلمين إلا إنسان يستحل ولا أظن أن أحدا يستحل دماء المسلمين وهو على طريق صحيح أبدا لا يستحله إلا احد رجلين إما من الخوارج الذين يكفرون الناس عموما فلا يبالي من قتل ولا من سفك ولا من أخذ معه وإما أن يكون إنسان متأول ظاهره منه كما فعل خالد رضي الله عنه عندما قتل فتبرأ الرسول من صنيعة لكن هذا الأمر لا شك انه معيب ومشين ارتكب جُرماً عظيماً.
7/ أجابته عن شُبهة إخراج المشركين من جزيرة العرب:
كما معروف أن هذه الدماء معصومة منهم المسلم ومنهم المستأمن وإذا قلنا الإجماع قد قام بحقن دماء هؤلاء من المستأمنين أو المسلمين لكن كلهم سواء في التحريم كما في حديث عبد الله بن عمر: (مَنْ قتل مُعَاهَداً لم يرح رائحة الجنة).
هذا هو الأصل وذكرت الأمر الآخر وهو أن الإخراج لا يقوم به أي إنسان لأن هذا الأمر يحتاج أولا هل هؤلاء قدموا بأمان أم بغير أمان ومن ناحية ثانية الحكم هذا لا يجري على أفراد الناس وعامتهم إنما هذه الأمور ترجع لولي الأمر وهذا هو الأصل ولا ترجع لأشخاص وأفراد.
8/ كلمته حول (الجهاد) ج2
قال بن قدامة رحمة الله عليه أن الجهاد موكول للإمام واجتهاده لأنه ينظر إلى قلة المسلمين وكثرتهم وضعفهم وقوتهم فالنبي (صلى الله عليه وسلم) تارة يقاتل وتارة يطلب الجزية وتارة يأخذ خراجا ويعامل بعض الكفار تارة حتى أنه في غزوة الخندق أراد أن يعامل على بعض الكفار بشيء مما يخرج من تمور المدينة في أحكام السلطان ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية 228 في الجهاد الفتاوى.
9/ مسألة الاستهزاء بالله ووقع الخطأ في الفتوى:
من استهزأ بالله أو آياته أو رسوله كفر لكن مَنْ يطلق الحكم بهذا الشيء هم فئة محددة من أهل العلم الراسخين منهم وإقامة الحد عليه هو من خصائص ولي أمر المسلمين لكن أتت نابتة يطلقون الحكم وينفذون الحكم كذلك أليس هذا من الضلال.
الأصل أن نرجع إلى القضاة الشرعيين أن كانت قامت علية البينة فهناك قضاة شرعيون وهناك محاكم شرعية تنظر في هذا الأمر إن كان هنالك احد يطبق عليه بعد قيام البينة يطبق علية ل اشك منعا لما يدعي الإنسان على غيره بالكفر وقد يكون كاذبا الاستهزاء ينقسم قسمين استهزاء صريح واستهزاء خفي وهو الذي يدخل في النفاق وهم ليسم بأشر من عبد الله بن أبي سلول وأما من كان ظاهرا فهو الأمر الذي ذكرت فمسائل التكفير هي التي يترتب عليها أحكام شرعية في الدنيا أو في الآخرة وكلامنا في أمر الدنيا فلا نتكل على طلبة العلم المبتدئين ولا للعامة هذه نتركها للعلماء الكبار ولا شك أن الإنسان ينظر في حال الصحابة كان يتدافعون إلى الفتية فيم بينهم حتى ترجع إلى الأول تنتهي ولا شك أن مسالة الخطأ لا يمكن حصرها يعني أن يكون لها أسباب معينة فالناس متفاوتون فيها ولكن هو غالبا أما من تقصير في العلم أو قصور في طلب الحق يعني لا يخرج عن هذين السببين أما قصور في العلم أو تقصير في طلب الحق ولا شك انه لا زالت الأحداث في وقت النبي صلى الله عليه وسلم خرّجت رؤوس الخوارج من زمن الرسول عليه الصلاة والسلام خرّجت المنافقين وهكذا توالت لا شك أن هذا ليس خاصة في بلد حتى نقول هذا البلد لا يمكن أن يدخله شيء وهكذا بالعكس بالمدينة وفي مكة وفي غيرها من البلدان حدثت فيها أشياء ولا زالت فالواجب على طلبة العلم بيان الحق في هذه المسائل خصوصا وإظهار المسائل والأحكام الشرعية المتعلقة بها كذلك يجب إظهار الحدود الشرعية وأحكامها وإقامتها في عبادة الله عز وجل هذا هو الأصل لا يمكن أن تستقيم الأمور إلا بتحكيم شرع الله في الكل.
10/ تحدَّث الشيخ عن حرصه على إعلان التراجع فقال:
هذا لاشك فيه صحيح وهذا الذي هو جعل المراجعة من أول الأيام ولكن كما ذكرت لم يتسنى الكتابة أما مثل ما ذكرت السبب والله لعله الإنسان أحيانا قد يقصد خيرا فلا يصيبه ولا يوفق إلى الصواب.
ثم تحدَّث الشيخ عن تعجُله في فتوى دفع الصائل وذكر غياب الاستثناء في السلطان فقال:
أو يكون لذلك ضابط كما ذكره ابن المنذر رحمه الله عليه وهو استثناء السلطة يعني مثل هذا الضابط قد غاب في أثناء تسجيل الفتيه ثم سطر بعجله وعرض الشيخ تراجعه بدافع محاسبة النفس وأنها فعلا وافق عليها الجميع الفتية هذي أو صدرت من أشخاص محدودين وهذا إلي جعل الأمر لم يوافق عليه أهل العلم في الجانب الآخر فجعل نوع ردة فعل يعني الإنسان يحاسب نفسه على هذه الفتية هل هي فعلاً صحيحة مستقيمة.
وسأله د/ عايض هل شعرت بألم بندم يعني لمت نفسك؟
فأجاب: بنعم كما قلت لك من أول الأيام ولكن أردنا الكتابة ولم يتسنى لنا ونقول لغيرنا لا يبتدئ من حيث انتهى غيره فنحن انتهينا وغيرنا كذلك فالرجوع إلى العلماء والأخذ من العلماء والطلب من العلماء لا شك هو الأمر المطلوب وهو الأصل حتى لا يقع أشياء تترتب عليها مفاسد وأشياء اكبر منها اشد وأعظم فأهل الاستلام لابد أن يكون لهم أصل وهو هذا الأصل المعمول به في هذه البلاد خصوصا والرجوع إلى المشايخ وطلبة العلم ونحن لا نعمم الخطأ على كل الناس، نحصر الخطأ فمن أخطأ والكلام هذا كله فيمن اخطأ وليس الكلام على آخرين ولكن نقول من وقع منه هذا الخطأ والشذوذ فسببه الخروج عن الطريق فلذلك لا يمكن أن نصف جميع شباب المسلمين بأنهم خرجوا عن الطريق فيكون هذا إجحاف وإنما هؤلاء الذين وقعوا في الخطأ هم الذين حاذوا عن الطريق والطريق لا زال سالك إلى الآن.
11/ قال في فتنة الخوارج:
لا شك أن الخوارج لهم أصول وامتداد من المكفرين للكبائر والمعاصي وهناك ضابط بين الخوارج المتقدمين والمتأخرين هنا خرجت أصول جديدة وهي التعميم بالكفر على جميع الناس هذا أصل من أصول الخوارج المعاصرين أيضا قاعدة من يكفر الكافر على إطلاقه لا يفرقون بين الكافر الذي لا ينتسب إلى الإسلام وهو الكافر الأصلي والذي ينتسب وهو يقع فيه نوع شبهه وتعليم هذه القاعدة من غير استثناء أو ضابط أو قيد أيضا كل من عمل عند كافر فهو كافر عندهم وكذلك كل من لم يكن منهم أو خالف أصولهم فهو كذلك كافر هذه أصول الخوارج وإما بناء الأمور على هذه الأصول فلا شك أنه يقع عليه سفك الدماء ونهب الأموال كما فعل الخوارج فهم اتفقوا في عدة أصول ولكن هؤلاء المعاصرين زادوا أشياء.
12/ مفاسد التفجيرات:
لا شك أمرها واضح لدينا سفك الدماء وانتهاك حرمات المسلمين وترويع المسلمين وتشويه صورة الإسلام عموما والمجاهدين خصوصا والجهاد المشروع الذي شرعه لله سبحانه وتعالى في كتابه وقام به النبي (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه وهو باقي إلى قيام الساعة أيضا ما ترتبت عليه من المفاسد من الصد عن سبيل الله فإذا نظر الكافر إلى هذه الأمور وما يحدث في للمسلمين لا شك انه سيقول إذا كانوا يقتلون كل من يأتيهم كل من يرونه غير مسلم يقتلونه فهو لا يرى أن هناك دعوة وأصول يتقدم الجهاد قد لا يترتب عليها يعني مفاسد كبيرة من الصد عن سبيل الله كذلك تحجيم الأمور الخيرية والى غير ذلك من الأشياء التي صراحة يعجز حصرها.
13/ كلمته لِمَنْ يحمل السلاح:
أقول لهم: أن يتقوا الله سبحانه وتعالى في أنفسهم وأن يلقوا السلاح وان ينخرطوا في المجتمع ويعودوا إلى إخوانهم وأهليهم فلسنا بأعداء لهم ولا يوجد لهم أعداء حتى يحملوا السلاح وليس بجهاد ولا يوجد عندنا إلا مُستأمن وإما مسلم معصوم الدم والمال والعرض ومَنْ أخطا فعليه أن يعود إلى رشده ويخاطب مَنْ يستطيع أن يصل إليه مثلاً من المشايخ أو طلبة العلم إن كان عنده شُبهه يطرحها يناقشها فلا شك أن واجب طلبة العلم والمشايخ مُناصحة هؤلاء ومراسلتهم وإيصال الحقيقة بأي طريقة سواء بشريط أو بمحاضرة أو برسالة أو بما تقوم وتتم به الحاجة.
14/ تحدث الشيخ عن نعمة (الأمن):
وقال بأنها أشمل وأعم من كلمة أو كلمتين أقولها يعني الأمن عام كل في موضعه وليس خاصاً برجل الأمن أو الشيخ أو طالب العلم أو المدرس أو غيره كل إنسان في موضعه.
15/ رَدَّ الشيخ على مَنْ لجأ للعنف بسبب الفقر:
كان الآباء والأجداد اشد فقرا منا المعاصرين والحمد لله ما هنا فقر يعني حسب ما يتصور ولكن هذا هم يبررون ويفسرون ويحللون الحالات النفسية وانه يبررون الدين والالتزام بالفقر وما أشبه ذلك واللجوء إلى الجهاد وهذا ليس صحيحا النبي كان (صلى الله عليه وسلم) كان إمام المجاهدين وكان فقيراً ولكن هم يبررون هذا بالأشياء النفسية ولكن هذا ليس مسوغاً ليقتل غيره هذا ما يتصوره أن يقوله إنسان عاقل.
16/ تحدَّث الشيخ عن مَنْ ينال من هيئة كبار العلماء ومن الخطأ الفادح مخالفتهم وخاصة في الأحداث الكبرى التي لا تقبل رأياً فردياً وبَيَّنَ الشيخ على أن السِّر في مخالفة كبار العلماء يمكن انه لا يرى أهلية هؤلاء العلماء أو أن العلماء سلطة دنيا عنده.
17/ تحدَّث الشيخ عن الهجرة طلباً للمحاكم الشرعية:
الواقع خير شاهد الآن يعني ولله الحمد والمِنَّة لا توجد محاكم شرعية حسب علمي لأن في بعض الدول وليس كلها الناس تهاجر من بلادهم إلى المحاكم الشرعية وذكر الشيخ بن عمران رحمه الله عليه في فتاويه أنهم يهاجرون من الديار التي تحكم بالقوانين الوضعية إلى البلاد التي حكم بالشريعة هذا هو الأصل في الهجرة ذكره الشيخ رحمه الله عليه في فتاويه ومن يريد الهجرة إلى أين يذهب؟ لا شك انه بحاجه إلى الأحكام الشرعية والى الله عز وجل ولله الحمد والمنة ولا يمنعون من العبادات فلا شك أن هذا فضل عظيم من الله سبحانه والواجب المحافظة عليه بل الزيادة في ثباته لأن قيد النعم الشكر.
18/ تحدث الشيخ عن طريقة تعامل هؤلاء مع مؤلفات العلماء السابقين:
هؤلاء يأخذون بعض الكلام المتشابه أو المجمل فيفصلون من كتب العلم في الإسلام مثل كتب احمد حنبل أو ابن تيمية أو محمد بن عبد الوهاب رحمهم الله مع العلم كتب هؤلاء قرأناها وتربى عليها الجيل وليس فيها شيء من التكفير هذا ولا من الدعوة إلى التفجير والفساد في الأرض فما ادري لماذا هذه الإشكالية التي تحصل لهم فلا شك هنا حمل كلام أهل العلم على غير الواقع أو حمل فتية في وقت يعني ملابسات وأشياء حدثت تحمل على نفس على زمن آخر ليس في نفس الملابسات والقرائن لا شك أن هذا يقع فيه فهم خاطئ وكذلك حمل النصوص الشرعية على غير الواقع الذي يعني عملت فيه واستعملها السلف لا شك أيضا هذا يقع في خطر كبير والذي يقرأ كلام أئمة الدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله وأحفاده يجد أنهم يتكلمون عن أصول فالذي لا يجيد أصول هؤلاء لا شك انه لا يعرف كلام هؤلاء فيعمل الكلام ويفهمه هو تجد الشخص يقرأ فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية يحمله على أصوله فتجد الخارجي يستدل والمرجئ كذلك يستدل والسني يستدل والكل يدعي انه مسلم ولا شك أن المسلم واحد في هذه المسائل ليست من مسائل اجتهاد هذه ليس فيها اجتهاد.
19/ كلمته لِمَنْ بقي يحمل هذا الفكر المتطرف:
نعم لا شك الواجب عليه انه يرجع ويتوب إلى الله سبحانه وتعالى ويلتزم ما في الكتاب والسنة ويعمل لبقاء الخير ودوامه، فالشريعة أتت بتحصيل المصالح وتكميلها وتعطيل المفاسد وتقليلها هذا هو الأصل هذا التي قامت عليه نصوص الكتاب والسنة كما ذكر شيخ الإسلام رحمه الله عليه، فالإنسان يحافظ على النعمة ويشكر الله سبحانه وتعالى ويكثر من الإنابة والتوبة والرجوع إلى الله سبحانه وتعالى حتى يديم الله سبحانه وتعالى علينا النعم ويزيدنا الله سبحانه وتعالى ويدفع عنا النقم.
20/ تحدَّث الشيخ عن درجات إنكار المنكر:
الأصل إن الإنسان يعمل بما يجب عليه ويستطيع وقدرته فاتقوا الله ما استطعتم وليس الإنسان يستطيع أن يعمل كل ما في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: (مَنْ رأي منكم مُنكراً فليُغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان) فالقوة والقدرة هذه من خصائص الأمارة ولا شك هو مذهب السلف كما ذكر شيخ الإسلام في القاعدة التي ذكرتها قبل قليل وكذلك أيضا ذكر رحمة الله عليه انه يفوت أحد الخيرين لتحصيل أعلاهما ويتحمل أذى المفسدين لدفع أعلاهما لو كان هناك مفاسد يعني يتحمل الإنسان لتدفع أعلى مفسده لا شك أن الإنسان يحافظ على الخير الموجود ويسأل الله أن يدفع عنها لشر حتى يتم له الخير.
21/ كلمة ختامية للشيخ:
الأول هو التحذير من فكر الخوارج وعقيدة الخوارج لأنه مثل من ذكرت إن كان الأمر منتشر وأنا لا اعلم طائفة كبيرة موجودة إلا أفراد قلائل لكن إذا وجدت هذه الطائفة لا شك انه هو التحذير من معتقد هؤلاء وأفضل مذاكرتهم أو جلبهم للمشايخ وطلبة العلم ومذاكرتهم لعل الله يردهم إلى الصواب ذكرنا أصولهم الأول التكفير بالذنوب والكبائر تكفير الناس بالعموم ثم تكفير الجيش والشرطة دم كل من عمل في سلك الدولة أيضا تكفير كل من استخرج الوثائق من بطاقة أحوال وما أشبه ذلك وأيضا تعميم قاعدة من لم يكفر الكافر وهم لا يفرقون بين الكافر الأصلي الذي لا ينتسب للإسلام وغيره ويحملون القاعدة على إطلاقه لا شك أن هذي يحذر من هؤلاء ويدعون بالتي هي أحسن ثم أن لم يرتدعوا يهجروا وان كنا نسأل الله سبحانه وتعالى طلب العلم لهم لعل الله يرشدهم ويعودوا وإذا لم يعودوا فالشرع موجود.
كلمة د/ عايض القرني الختامية:
أيها الإخوة الكرام سمعتم مراجعات وعودة إلى الحق الصواب وهو مطلب كل مؤمن ومن الذي لا يخطئ من ذا الذي ما ساء قط ومن له الحسنى فقط لكن باب المراجعة مع واحد الأحد مفتوح وهو الذي يقول سبحانه وتعالى: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ).
ومُعلمنا وإمامنا يقول:
(كل بن ادم خطّاء وخير الخطائين التوابون) إن الرجوع إلى الحق فضيلة وشرف وعز وهي شأن بني آدم منذ أن خلق الله الخليقة لأن الإنسان مركب على النقص وعلى الخطيئة وعلى الذنب فهنيئا لمن راجع نفسه وتاب إلى الله سبحانه وتعالى وسعى في إصلاح العام والخاص فأسأل الله أن يجمع كلمتنا على الحق وان يصلح ولاة أمورنا وان يهديهم سواء السبيل وان يوفقنا وإياكم إلى ما يحب ويرضاه ونشكر الشيخ احمد بن حمود الخالدي على هذا اللقاء وصلى الله وسلم على نبيه المصطفى وآله وصحبه ومَنْ والاه.