منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
الحــواس فـي القـــرآن الكـــريــم أحكـام صـلاة المـريض وطهـارته إلــــــــى كــــــــــل زوجـيــــــــــن مـــن أقـــــوال شيـــــخ الإســــلام لا عـلـيـك مـا فـاتـك مـن الـدنـيــا رؤية الخاطب مخطوبته قبل العقد شــاعر العـاميــة بيــرم التـونسي أحْلامٌ مِنْ أبِي باراك أوباما كُــــتُـبٌ غَــــــيُّـرَتْ الـعَـالَــــــمْ مــصـــــر التي فـي خــاطـــــري الزعيـم الثــائر أحـمـــد عـــرابي مـحـاسـن العقيـــدة الإسـلامـيـــة الرحـالة: أبي الحسن المسعـودي رضـــي الله عـنـهـــم أجـمـعـــين الأسئلة والأجــوبــة في العقيــدة النـهـضــة اليـابـانـيــة الـحـديثــة الحجاج بـن يــوســف الـثـقـفــي قـصــة حـيـاة ألـبرت أيـنـشـتــاين الأمثـــال لأبـي عبيــد ابن ســلام الإسـلام بيـن الـعـلـم والـمــدنـيــة
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

soon after IZHAR UL-HAQ (Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.


 

 الباب الثالث: الفصل الأول المراجعات السعودية

اذهب الى الأسفل 
انتقل الى الصفحة : 1, 2  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 51659
العمر : 72

الباب الثالث: الفصل الأول المراجعات السعودية Empty
مُساهمةموضوع: الباب الثالث: الفصل الأول المراجعات السعودية   الباب الثالث: الفصل الأول المراجعات السعودية Emptyالسبت 16 مارس 2019, 8:46 am

الباب الثالث: (السعودية والإرهاب)
الفصل الأول: المراجعات السعودية
المبحث الأول: نظرة تاريخية لتفجيرات السعودية وموقف العلماء منها
مرَّت المملكة العربية السعودية بسلسة من العمليات الإرهابية المتمثلة في تفجيرات آثمة راح ضحيتها أنفس محترمة وأرواح معصومة.

يُحسن بنا أن نتحدث عن أهمها  بإيجاز لنعرف مدى أهمية  الموقف الشرعي في تجريمها:
1/ تفجير بمكة المكرمة  1409 هـ.
2/ انفجار سيارة ملغومة  بحي العليا بمدينة الرياض 1416 هـ.
3/ أربعة انفجارا بسيارات مفخخة في ثلاثة مجمعات سكنية في أنحاء مختلفة من الرياض 1424 هـ.
4/ تفجير سيارة مفخخة مجمع المحيا بمدينة الرياض 1424هـ.
5/ تفجير سيارة مفخخة بمبنى الأمن العام القديم بالوشم بمدينة الرياض 1425 هـ.
6/ تفجير سيارة بالقرب من وزارة الداخلية بمدينة الرياض 1425 هـ.


إضافة لعدد من حالات التفجير الجزئي المحدود والاعتداء على المستأمنين من الدول المسلمة وغير المسلمة بالخطف والاغتيال والاعتداء على بعض رجال الأمن بمختلف مناطق المملكة كما تم بفضل الله ضبط عدد من السيارات المفخخة قبل تفجيرها إضافة لمجموعة من الأسلحة المتنوعة والمتفجرات المختلفة والقنابل اليدوية والأسلحة الثقيلة قبل استعمالها في إعمالهم الإرهابية.

وقد بلغ في خلال عامي 1424 ,1425 هـ ما مجموعه  22 عملية إرهابية متنوعة في المملكة  خلفت 90 قتيلاً و507 مصاباً ومليار ريال خسائر مالية بينما تم ولله الحمد مقتل 92 ضالا وإصابة 17 منهم وإحباط 52 عملية إرهابية. 

علماً بأن المملكة قد شهدت عام 1400 هـ هجوما مسلحا على المسجد الحرام بمكة المكرمة تولى جرمه المدعو: جهيمان العتيبي مع مجموعة ضالة معه أدعو فيها خروج المهدي فارتكبوا أعظم جرم وأشد ذنب بالتجرؤ على قدسية الحرم المكي الشريف وإخافة الآمنين إلا أن الدولة استطاعت بفضل الله من القبض عليهم وإخراجهم  وتنفيذ حد الله فيهم.

المطلب الأول: بيانات هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية
البيان  الأول: حول حوادث التخريب   
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وصلى الله وسلم وبارك على خير خلقه أجمعين، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن اهتدى  بهديه إلى يوم  الدين.

وبعد:
فإن مجلس هيئة كبار العلماء في دورته الثانية والثلاثين المنعقدة في مدينة "الطائف" ابتداءً من 12/1/1409هـ إلى 18/1/1409 هـ بناءً على ما ثبت لديه من وقوع عدة حوادث تخريب ذهب ضحيتها الكثير من الناس الأبرياء، وتلف بسببها كثير من الأموال والممتلكات والمنشآت العامة في كثير من البلاد الإسلامية وغيرها، قام بها بعض ضعاف الإيمان أو فاقديه من ذوي النفوس المريضة والحاقدة.

ومن ذلك:
نسف المساكن، وإشعال الحرائق في الممتلكات العامة، ونسف الجسور والأنفاق، وتفجير الطائرات أو خطفها، وحيث لوحظ كثرة وقوع مثل هذه الجرائم في عدد من البلاد القريبة والبعيدة، وبما أن المملكة كغيرها من البلدان عرضة لوقوع مثل هذه الأعمال التخريبية؛ فقد رأى مجلس هيئة كبار العلماء ضرورة النظر في تقرير عقوبة رادعة لمن يرتكب عملاً تخريبياً، سواءً كان موجهاً ضد المنشئات العامة والمصالح الحكومية، أو كان موجهاً لغيرها بقصد الإفساد والإخلال بالأمن.

وقد اطلع المجلس على ما ذكره أهل العلم من أن الأحكام الشرعية تدور -من حيث الجملة- على وجوب حماية الضروريات الخمس، والعناية بأسباب بقائها مصونة سالمة وهي:
(الدين، والنفس، والعرض، والعقل، والمال) وقد تصور المجلس الأخطار العظيمة التي تنشأ عن جرائم الاعتداء على حرمات المسلمين في نفوسهم وأعراضهم وأموالهم، وما تسببه الأعمال التخريبية من الإخلال بالأمن العام في البلاد، ونشوء حالة الفوضى والاضطراب، وإخافة المسلمين، وممتلكاتهم والله سبحانه وتعالى قد حفظ للناس أديانهم وأبدانهم وأرواحهم وأعراضهم وعقولهم وأموالهم بما شرعه من الحدود والعقوبات التي تحقق الأمن العام والخاص.

ومما يوضح ذلك قوله سبحانه وتعالى:
 مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاء تْهُمْ رُسُلُنَا بِالبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ .

وقوله تعالى:
إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ).   

وتطبيق ذلك كفيل بإشاعة الأمن والاطمئنان، ورَدْع مَنْ تُسَوِّل له نفسه الإجرام والاعتداء على المسلمين في أنفسهم وممتلكاتهم، وقد ذهب جمهور العلماء إلى أن حكم المـُحَارَبة في الأمصار وغيرها على السواء، لقوله سبحانه: "وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا".

والله تعالى يقول:
 وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ  

وقال تعالى:
وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ) 

وقال ابن كثير رحمه الله تعالى:
(ينهى تعالى عن الإفساد في الأرض، وما أضره بعد الإصلاح، فإنه إذا كانت الأمور ماشية على السداد، ثم وقع الإفساد بعد ذلك؛ كان أضر ما يكون على العباد، فنهى تعالى عن ذلك).  

وقال القرطبي رحمه الله:
(نهى سبحانه وتعالى عن كل فساد، قلّ أو كثر بعد صلاح قلّ أو كثر، فهو على العموم على الصحيح من الأقوال). 

وبناءً على ما تقدَّم، ولأن ما سبق إيضاحه يفوق أعمال المحاربين الذين لهم أهداف خاصة، يطلبون حصولهم عليها من مال أو عَرَض وهؤلاء هدفهم زعزعة الأمن وتقويض بناء الأمة واجتثاث عقيدتها وتحويلها عن المنهج الرباني.

فإن المجلس يقرر بالإجماع ما يلي: أولاً:
من ثبت شرعاً أنه قام بعمل من أعمال التخريب والإفساد في الأرض التي تزعزع الأمن: بالاعتداء على النفس، والممتلكات الخاصة والعامة، كنسف المساكن، أو المساجد، أو المدارس، أو المستشفيات، والمصانع، والجسور، ومخازن الأسلحة، والمياه، والموارد العامة لبيت المال، كأنابيب البترول، ونسف الطائرات أو خطفها، ونحو ذلك؛ فإن عقوبته القتل، لدلالة الآيات المتقدمة على أن مثل هذا الإفساد في الأرض يقتضي إهدار دم المُفْسِد، ولأن خطر هؤلاء الذين يقومون بالأعمال التخريبية وضررهم؛ أشد من خطر وضرر الذي يقطع الطريق، فيعتدي على شخص فيقتله، أو يأخذ ماله، وقد حكم الله عليه بما ذكر في آية الحرابة.

ثانياً:
أنه لابد قبل إيقاع العقوبة المشار إليها في الفقرة السابقة من استكمال الإجراءات الثبوتية اللازمة من جهة المحاكم الشرعية، وهيئات التمييز، ومجلس القضاء الأعلى؛ براءةً للذمة واحتياطاً للأنفس، وإشعاراً بما عليه هذه البلاد من التقيد بكافة الإجراءات اللازمة شرعاً لثبوت الجرائم وتقرير عقابها.

ثالثاً:
يرى المجلس إعلان هذه العقوبة عن طريق وسائل الإعلام.

وصلى الله وسلم على عبده ورسوله  نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم) وآله وصحبه.



الباب الثالث: الفصل الأول المراجعات السعودية 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 51659
العمر : 72

الباب الثالث: الفصل الأول المراجعات السعودية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الباب الثالث: الفصل الأول المراجعات السعودية   الباب الثالث: الفصل الأول المراجعات السعودية Emptyالسبت 16 مارس 2019, 8:48 am

البيان الثاني: (تفجير العليا 1416 هـ) 
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على مَنْ لا نبي بعده، محمد وآله وصحبه.

وبعد:
فإن هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية علمت ما حدث من التفجير الذي وقع في حي "العليا" بمدينة "الرياض" قرب الشارع العام، ضحوة يوم الاثنين 20/6/1416هـ وأنه قد ذهب ضحيته نفوس معصومة، وجُرح بسببه آخرون، ورُوِّعَ آمنون، وأُخيف عابر السبيل ولذا: فإن الهيئة تُقرر أن هذا الاعتداء آثم، وإجرام شنيع، وهو خيانة وغدر، وهتك لحرمات الدين في الأنفس والأموال والأمن والاستقرار، ولا يفعله إلا نفس فاجرة، مشبعة بالحقد والخيانة والحسد والبغي والعدوان وكراهية الحياة والخير، ولا يختلف المسلمون في تحريمه، ولا في بشاعة جُرمه وعظيم إثْمه، والآيات والأحاديث في تحريم هذا الإجرام وأمثاله كثيرة ومعلومة.

وإن الهيئة إذ تقرر تحريم هذا الإجرام، وتُحذر من نزعات السوء ومسالك الجنوح الفكري والفساد العقدي، والتوجه المردي وإن النفس الأمارة بالسوء إذا أرخى لها المرء العنان؛ ذهبت به مذاهب الردى، ووجد الحاقدون فيها مدخلاً لأغراضهم وأهوائهم التي يبثونها في قوالب التحسين والواجب على كل من علم شيئاً عن هؤلاء المخربين أن يبلغ عنهم الجهة المختصة.

وقد حذَّر اللهُ سبحانه في مُحكم التنزيل من دُعاة السُّوء والمُفسدين في الأرض، فقال:
(إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ).
 
وقال تعالى:
(وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ * وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ * وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ).

 نسأل الله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى، أن يهتك ستر المُعتدين على حُرُمَاتِ الآمنين، وأن يَكُفَّ البأس عنا وعن جميع المسلمين، وان يحمي هذه البلاد وسائر بلاد المسلمين من كل سوء ومكروه، وأن يوفق ولاة أمرنا وجميع ولاة أمر المسلمين لما فيه صلاح العباد والبلاد، إنه خير مسئول، وصلى الله على نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم).



الباب الثالث: الفصل الأول المراجعات السعودية 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 51659
العمر : 72

الباب الثالث: الفصل الأول المراجعات السعودية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الباب الثالث: الفصل الأول المراجعات السعودية   الباب الثالث: الفصل الأول المراجعات السعودية Emptyالسبت 16 مارس 2019, 8:50 am

البيان الثالث: (حادثة تفجير الخُبَرْ 1417 هـ) 
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على مَنْ لا نبي بعده، محمد وآله وصحبه.

وبعد:
فإن مجلس هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية، في جلسته الاستثنائية العاشرة، المنعقدة في مدينة "الطائف" يوم السبت 13/2/1417هـ استعرض حادث التفجير الواقع في مدينة "الخُبَرْ" بالمنطقة الشرقية يوم الثلاثاء 9/2/1417هـ، وما حصل بسبب ذلك من قتل، وتدمير، وترويع، وإصابات لكثير من المسلمين وغيرهم.

وإن المجلس بعد النظر والدراسة والتأمل؛ قرر بالإجماع ما يلي:
أولاً: إن هذا التفجير عمل إجرامي بإجماع المسلمين.

 وذلك للأسباب الآتية:
1/في هذا التفجير هَتْكٌ لحرمات الإسلام المعلومة بالضرورة؛هَتْكٌ لحرمة الأنفس المعصومة، وهَتْكٌ لحرمات الأمن والاستقرار وحياة الآمنين المطمئنين في مساكنهم ومعايشهم، وغدوهم ورواحهم، وهَتْكٌ للمصالح العامة التي لا غنى للناس في حياتهم عنها، وما أبشع وأعظم جريمة مَنْ تجرَّأ على حُرُمَاتِ الله، وظلم عباده، وأخاف المسلمين، والمقيمين بينهم، فويلٌ له، ثم ويلٌ له من عذاب الله ونقمته، ومن دعوة تحيط به، نسأل الله أن يكشف ستره، وأن يفضح أمره.

2- أن النفس المعصومة في حكم شريعة الإسلام: هي كل مسلم، وكل من بينه وبين المسلمين أمان.

كما قال الله تعالى:
(وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا).
 
وقال سبحانه في حق الذِّمِّيِّ في حكم قتل الخطأ:
(وَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِّيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةً).
 
فإذا كان الذمي الذي له أمان، إذا قتل خطأً؛ ففيه الديَّة والكفارة فكيف إذا قُتل عمداً؟ فإن الجريمة تكون أعظم، والإثم يكون أكبر، وقد صَحَّ عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: (مَنْ قتل مُعَاهَداً؛ لم يرح رائحة الجنة).
 
فلا يجوز التعرض لمستأمَنٍ بأذى -فضلاً عن قتله في مثل هذه الجريمة الكبيرة النكراء- وهذا وعيد شديد لِمَنْ قتل مُعَاهَداً، وأنه كبيرة من الكبائر المُتوعَّدُ عليها بعدم دخول القاتل الجنة، نعوذ بالله من الخذلان.

3- إن هذا العمل الإجرامي يتضمَّن أنواعاً من المُحَرَّمَاتِ في الإسلام بالضرورة من غدرٍ، وخيانة، وبغي، وعدوان، وإجرام آثم، وترويع للمسلمين وغيرهم، وكل هذه قبائح منكرة، يأباها ويبغضها الله ورسوله (صلى الله عليه وسلم) والمؤمنون.

ثانياً:
إن المجلس إذْ يُبَيِّنُ تحريم هذا العمل الإجرامي في الشَّرع المُطهَّر؛ فإنه يعلن للعالم: أن الإسلام بريء من هذا العمل، وهكذا كل مسلم يؤمن بالله واليوم الآخر بريء منه، وإنما هو تصرف من صاحب فِكْرٍ منحرف، وعقيدة ضالة، فهو يحمل إثمه وجرمه، فلا يحسب عمله على الإسلام، ولا على المسلمين المهتدين بهدي الإسلام، المعتصمين بالكتاب والسنة، والمتمسكين بحبل الله المتين.

وإنما هو محض إفساد وإجرام تأباه الشَّريعة والفطرة، ولهذا جاءت نصوص الشريعة قاطعة بتحريمه، مُحذِّرة من مصاحبة أهله.

قال الله تعالى:
(وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ * وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ * وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ).
 
وقول الله تعالى:
(إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ).
 
ونسأل الله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يكشف ستر هؤلاء الفَعَلَة والمعتدين، وأن يُمَكِّنَ منهم، ليُنَفَّذَ فيهم حُكْمُ شرعه المطهر، وأن يَكُفَّ البأس عن هذه البلاد وسائر بلاد المسلمين، وأن يوفق خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز وحكومته، وجميع ولاة أمور المسلمين إلى ما فيه صلاح البلاد والعباد، وقَمْع الفساد والمفسدين، وأن ينصر بهم دينه، ويُعلي بهم كلمته، وأن يُصلح أحوال المسلمين جميعاً، إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.



الباب الثالث: الفصل الأول المراجعات السعودية 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 51659
العمر : 72

الباب الثالث: الفصل الأول المراجعات السعودية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الباب الثالث: الفصل الأول المراجعات السعودية   الباب الثالث: الفصل الأول المراجعات السعودية Emptyالسبت 16 مارس 2019, 8:52 am

البيان الرابع: (حادثة تفجيرات 3 مجمعات بمدينة الرياض 1424 هـ)
كما بَيَّنَ مجلس هيئة كبار العلماء في جلسته الاستثنائية المنعقدة في مدينة الرياض يوم الأربعاء 13/3/1424هـ وقد استعرض حوادث التفجيرات التي وقعت في مدينة الرياض مساء يوم الاثنين 11/3/1424هـ وما حصل بسبب ذلك من قتل وتدمير وترويع  وإصابات لكثير من الناس من المسلمين وغيرهم.

حيث إنه من المعلوم أن شريعة الإسلام جاءت بحفظ الضروريات الخمس، وحَرَّمَتْ الاعتداء عليها وهي الدين والنفس والمال والعِرض والعقل.

ولا يختلف المسلمون في تحريم الاعتداء على الأنفس المعصومة والأنفس المعصومة في دين الإسلام، إما أن تكون مسلمة فلا يجوز بحال الاعتداء على النفس المسلمة وقتلها بغير حق، ومَنْ فعل ذلك فقد ارتكب كبيرة من كبائر الذنوب العظام يقول الله تعالى: "وَمَن يَّقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا".

ويقول سبحانه جل وعلا:
"مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً".

قال مجاهد رحمه الله:
(في الإثم وهذا يدل على عظم قتل النفس بغير حق).
 
ويقول النبي (صلى الله عليه وسلم):
(لا يحل دَمُ امرئٍ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأنِّي رسول الله إلا بإحدى ثلاث: النفس بالنفس، والثَّيبُ الزاني والمارق من الدِّين التَّارك للجماعة).
  
ويقول النبي (صلى الله عليه وسلم):
(أُمِرْتُ أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله).
 
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: (لزوال الدنيا أهونُ عند الله من قتل رجل مسلم).
 
ونظر عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يوماً إلى البيت أو إلى الكعبة فقال: ما أعظمكِ وأعظم حرمتكِ، والمؤمن أعظم حرمة عند الله منكِ).
  
كل هذه الأدلة وغيرها كثير تدل على عِظم حُرمة دم المرء المسلم وتحريم قتله لأي سبب من الأسباب إلا ما دلت عليه النصوص الشرعية، فلا يحل لأحد أن يعتدي على مسلم بغير حق.

يقول أسامة بن زيد رضي الله عنهما: (بعثنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى الحرقة فصبحنا القوم فهزمناهم، ولحقت أنا ورجل من الأنصار رجلاً منهم فلما غشيناه قال لا إله إلا الله فكف الأنصاري فطعنته برمحي حتى قتلته، فلما قدمنا بلغ النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال يا أسامة: أقتلته بعدما قال لا إله إلا الله؟ قلت: كان متعوِّذاً، فما زال يُكرِّرُهَا حتى تَمَنَّيْتُ أني لم أكن أسلمتُ قبل ذلك اليوم).
 
وهذا يدل أعظم الدلالة على حُرمة الدِّماء، فهذا رجل مشرك وهم مجاهدون في ساحة القتال لما ظفروا به، وتمكَّنُوا منه نطق بالتوحيد فتأوَّل أسامة رضي الله عنه قتله على أنه ما قالها إلا ليَكُفُّوا عن قتله، ولم يقبل النبي (صلى الله عليه وسلم) عذره وتأويله، وهذا من أعظم ما يدل على حُرمة دماء المسلمين وعظيم جُرم مَنْ يتعرَّضُ لها.

وكما أن دماء المسلمين مُحَرَّمَة فإن أموالهم مُحَرَّمَة محترمة بقول النبي (صلى الله عليه وسلم): (إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحُرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا).
 
وهذا الكلام قاله النبي (صلى الله عليه وسلم) في خطبة يوم عرفة وأخرج البخاري ومسلم نحوه في خطبة يوم النحر وبما سبق يتبيَّن تحريم قتل النفس المعصومة بغير حق.

ومن الأنفس المعصومة في الإسلام أنفس المعاهدين وأهل الذمة والمستأمنين، فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: (مَنْ قتل مُعَاهَدَاً لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها توجد من مسيرة أربعين عاماً).
 
ومَنْ أدخله ولي الأمر المسلم بعقد أمان وعهد فإن نفسه وماله معصوم لا يجوز التعرض له، ومَنْ قتله فإنه كما قال النبي (صلى الله عليه وسلم): (لم يرح رائحة الجنة) وهذا وعيد شديد لِمَنْ تعرَّض للمُعَاهَدِينَ، ومعلوم أن أهل الإسلام ذِمَّتهم واحدة.

يقول النبي (صلى الله عليه وسلم):
(المؤمنون تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمَّتهم أدناهم).
 
ولما أجارت أم هانئ رضي الله عنها رجلاً مُشركاً عام الفتح وأراد علي ابن أبي طالب رضي الله عنه أن يقتله ذهبت للنبي (صلى الله عليه وسلم) فأخبرته فقال (صلى الله عليه وسلم): (قد أجرنا مَنْ أجرتِ يا أمَّ هانئ).
 
والمقصود أن مَنْ دخل بعقد أمان أو بعهد من ولي الأمر لمصلحة رآها فلا يجوز التعرُّض له ولا الاعتداء لا على نفسه ولا ماله.

إذا تبيَّن هذا فإن ما وقع في مدينة الرياض من حوادث التفجير أمْرٌ مُحَرَّمٌ لا يُقِرُّهُ دِينُ الإسلام.

وتحريمه جاء من وجوه:
1/ أن هذا العمل اعتداء على حرمة بلاد المسلمين، وترويع للآمنين فيها.
2/ أن فيه قتلا للأنفس المعصومة في شريعة الإسلام.
3/ أن هذا من الإفساد في الأرض.
4/ أن فيه إتلافا للأموال المعصومة.


وإن مجلس هيئة كبار العلماء إذ يُبَيِّنُ حكم هذا الأمر لَيُحَذِّر المسلمين من الوقوع في المُحَرَّمَات المُهلكات، ويحذرهم من مكايد الشيطان فإنه لا يزال بالعبد حتى يوقعه في المهالك: إما بالغلو في الدين، وإما بالجفاء عنه ومحاربته والعياذ بالله.

والشيطان لا يبالي بأيهما ظفر من العبد؛ لأن كلا طريقي الغلو والجفاء من سُبُلِ الشيطان التي توقع صاحبها في غضب الرحمن وعذابه.

وما قام به مَنْ نفذوا هذه العمليات من قتل أنفسهم بتفجيرها فهو داخل في عموم قول النبي (صلى الله عليه وسلم): (مَنْ قتل نفسه بشيءٍ في الدنيا عُذِّبَ به يوم القيامة).
  
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي (صلى الله عليه وسلم): (مَنْ قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجَّأ بها في بطنه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً، ومَنْ شرب سُمّاً فقتل نفسه فهو يتحسَّاه في نار جهنم خالداً مخلدا فيها أبداً، ومَنْ تردَّى من جبل فقتل نفسه فهو يتردَّى في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً).
   
ثم ليعلم الجميع أن الأمَّة الإسلامية اليوم تُعاني من تسلّط الأعداء عليها من كل جانب وهم يفرحون بالذرائع التي تُسَهِّلُ لهم التسلّط على أهل الإسلام وإذلالهم واستغلال خيراتهم.

فمَنْ أعانهم في مقصدهم وفتح على المسلمين وبلاد الإسلام ثغراً لهم فقد أعان على انتقاص المسلمين والتسلّط على بلادهم، وهذا من أعظم الجُرم.

كما أنه يجب العناية بالعلم الشرعي المؤصل من الكتاب والسنة وفق فهم سلف الأمة في المدارس والجامعات وفي المساجد ووسائل الإعلام.

وتجب العناية بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتواصي على الحق فإن الحاجة بل الضرورة داعية إليه الآن أكثر من أي وقت مضى.

وعلى شباب المسلمين إحسان الظن بعلمائهم والتلقي عنهم وليعلموا أن مما يسعى إليه أعداء الدين الوقيعة بين شباب الأمة وعلمائها وبينهم وبين حكامهم حتى تضعف شوكتهم وتسهل السيطرة عليهم فالواجب التنبه لهذا..

وقى الله الجميع كيد الأعداء، وعلى المسلمين تقوى الله في السر والعلن والتوبة الصادقة الناصحة من جميع الذنوب فإنه ما نزل بلاء إلا بذنب ولا رُفع إلا بتوبة.

نسأل الله أن يُصلح حال المسلمين، ويجنِّب بلاد المسلمين كل سوء ومكروه وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه. 



الباب الثالث: الفصل الأول المراجعات السعودية 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 51659
العمر : 72

الباب الثالث: الفصل الأول المراجعات السعودية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الباب الثالث: الفصل الأول المراجعات السعودية   الباب الثالث: الفصل الأول المراجعات السعودية Emptyالسبت 16 مارس 2019, 8:55 am

البيان الخامس: (حيازة الأسلحة والمتفجرات والسيارات المُفخخة)
كما أن مجلس هيئة كبار العلماء في دورته التاسعة والخمسين التي انعقدت في مدينة الطائف ابتداء من تاريخ 11/6/1424هـ، وقد استعرض ما جرى مؤخرا في المملكة العربية السعودية من تفجيرات استهدفت تخريباً وقتل أناس معصومين وأحدثت فزعاً وإزعاجاً، في ضوء ذلك أصدر المجلس بياناً يوضح الرأي الشرعي حول الخلايا الإرهابية وأفكارها ومناهجها وسلوكياتها.

ومما ورد فيه:
أن المجلس استعرض ما اكتشف من مخازن للأسلحة ومتفجرات خطيرة مُعَدَّةٌ للقيام بأعمال تخريب ودمار في هذه البلاد التي هي حصن الإسلام وفيها حَرَمُ الله وقبلة المسلمين ومسجد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ولأن مثل هذه الاستعدادات الخطيرة المُهيَّأة لارتكاب الإجرام من أعمال التخريب والإفساد في الأرض مما يزعزع الأمن ويحدث قتل الأنفس وتدمير الممتلكات الخاصة والعامة ويعرض مصالح الأمة لأعظم الأخطار، ونظراً لما يجب على علماء البلاد من البيان تجاه هذه الأخطار ومن وجوب التعاون بين جميع أفراد الأمة لكشفها ودفع شرها والتحذير منها وتحريم السكوت عن الإبلاغ عن كل خطر يُبَيَّتُ ضد هذا الأمن ورأى المجلس وجوب البيان لأمور تدعو الضرورة إلى بيانها في هذا الوقت براءة للذمة ونصحاً للأمة وإشفاقاً على أبناء المسلمين من أن يكونوا أداة فساد وتخريب وأتباعاً لدعاة الضلالة والفتنة والفرقة وقد أخذ الله تعالى على أهل العلم الميثاق أن يبينوا للناس قال الله سبحانه: (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ).
 
لذلك كله وتذكيراً للناس وتحذيراً من التهاون في أمر الحفاظ على سلامة البلاد من الأخطار فإن المجلس يرى بيان ما يأتي.. أولاً:
أن القيام بأعمال التخريب والإفساد من تفجير وقتل وتدمير للممتلكات عمل إجرامي خطير وعدوان على الأنفس المعصومة وإتلاف للأموال المحترمة فهو مقتض للعقوبات الشرعية الزاجرة الرادعة بنصوص الشريعة ومقتضيات حفظ سلطانها وتحريم الخروج على من تولى أمر الأمة فيها.

يقول النبي (صلى الله عليه وسلم):
(مَنْ خرج عن الطاعة وفارق الجماعة فمات مات ميتة جاهلية ومَنْ قاتل تحت راية عمية يغضب لعصبة أو يدعو إلى عصبية أو ينصر عصبة فقتل فقتلته جاهلية ومَنْ خرج على أمتي يضرب بَرَّهَا و فاجرها ولا يتحاشى من مؤمنها ولا يفي لذي عهد عهده فليس مني ولست منه).
 
ومَنْ زعم أن هذه التخريبات وما يراد من تفجير وقتل من الجهاد فليست من الجهاد في سبيل الله في شيء.

ومما سبق فإنه قد ظهر وعلم أن ما قام به أولئك ومن وراءهم إنما هو من الإفساد والتخريب والضلال المبين وعليهم تقوى الله عز وجل والرجوع إليه والتوبة والتبصر في الأمور وعدم الانسياق وراء عبارات وشعارات فاسدة ترفع لتفريق الأمة وحملها على الفساد وليست في حقيقتها من الدين وإنما هي من تلبيس الجاهلين والمغرضين وقد تضمنت نصوص الشريعة عقوبة من يقوم بهذه الأعمال ووجوب ردعه والزجر عن ارتكاب مثل عمله ومرد الحكم بذلك إلى القضاء.

ثانياً:
وإذا تبيَّن ما سبق فإن مجلس هيئة كبار العلماء يؤيد ما تقوم به الدولة -أعزها الله- بالإسلام من تتبع لتلك الفئة والكشف عنهم لوقاية البلاد والعباد شرهم ولدرء الفتنة عن ديار المسلمين وحماية بيضتهم ويجب على الجميع أن يتعاونوا في القضاء على هذا الأمر الخطير لأن ذلك من التعاون على البر والتقوى الذي أمرنا الله به في قوله سبحانه: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ).
 
ويحذر المجلس من التستر على هؤلاء أو إيوائهم فإن هذا من كبائر الذنوب وهو داخل في عموم قول النبي (صلى الله عليه وسلم): (لَعَنَ اللهُ مَنْ آوى محدثاً).
 
وقد فسَّر العلماء المُحدث في هذا الحديث بأنه لِمَنْ يأتي بفساد في الأرض فإذا كان هذا الوعيد الشديد فيمَنْ آواهم فكيف بِمَنْ أعانهم أو أيَّدَ فعلهم.

ثالثاً:
يهيب المجلس بأهل العلم أن يقوموا بواجبهم ويُكَثِّفُوا إرشاد الناس في هذا الشأن الخطير ليتبيَّن بذلك الحق.

رابعاً:
يستنكر المجلس ما يصدر من فتاوى وآراء تسوغ هذا الإجرام أو تشجع عليه لكونه من أخطر الأمور وأشنعها وقد عَظَّمَ اللهُ شأن الفتوى بغير علم وحذَّر عباده منها وبيَّن أنها من أمر الشيطان.

قال تعالى:
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلالاً طَيِّباً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ، إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ).

ويقول سبحانه:
(وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمْ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ،مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) ويقول جل وعلا: (وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً).
 
وقد صَحَّ عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: (مَنْ دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام مَنْ تبعه لا ينقص من آثامهم شيء) ومَنْ صدر منه مثل هذه الفتاوى أو الآراء التي تسوِّغ هذا الإجرام فإن على ولي الأمر إحالته إلى القضاء ليجري نحوه ما يقتضيه الشرع نُصحاً للأمَّة وإبراءً للذمَّة وحماية للدين وعلى مَنْ آتاه الله العلم التحذير من الأقاويل الباطلة وبيان فسادها وكشف زورها ولا يخفى أن هذا من أهم الواجبات وهو من النُّصح لله ولكتابه ولرسوله ولأئمَّة المسلمين وعامَّتهم، ويعظم خطر تلك الفتاوى إذا كان المقصود بها زعزعة الأمن وزرع الفتن والقلاقل، ومن القول في دين الله بالجهل والهوى لأن ذلك استهداف للإغراء من الشباب ومن لا علم عنده بحقيقة هذه الفتاوى والتدليس عليهم بحججها الواهية والتمويه على عقولهم بمقاصدها الباطلة، وكل هذا شنيع وعظيم في دين الإسلام ولا يرتضيه أحد من المسلمين ممن عرف حدود الشريعة وعقل أهدافها السامية ومقاصدها الكريمة وعمل هؤلاء المتقولين على العلم من أعظم أسباب تفريق الأمة ونشر العداوات بينها.

خامساً:
على ولي الأمر منع الذين يتجرؤون على الدين والعلماء ويزينون للناس التساهل في أمور الدين والجرأة عليه وعلى أهله ويربطون بين ما وقع وبين التدين والمؤسسات الدينية.

وإن المجلس ليستنكر ما يتفوَّه به بعض الكتاب من ربط هذه الأعمال التخريبية بالمناهج التعليمية كما يستنكر استغلال هذه الأحداث للنيل من ثوابت هذه الدولة المباركة القائمة على عقيدة السلف الصالح والنيل من الدعوة الإصلاحية التي قام بها شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله.

سادساً:
إن دين الإسلام جاء بالأمر بالاجتماع وأوجب الله ذلك في كتابه وحرَّم التفرُّق والتحزُّب.

يقول الله عز وجل:
(وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا).
 
ويقول سبحانه:
(إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ).
 
فبرَّأ اللهُ رسوله (صلى الله عليه وسلم) من الذين فرَّقوا دينهم وحزبه وكانوا شيعاً وهذا يدل على تحريم التفرُّق وأنه من كبائر الذنوب وقد عُلِمَ من الدين بالضرورة وجوب لزوم الجماعة وطاعة مَنْ تولّى إمامة المسلمين في طاعة الله.

يقول الله عز وجل:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ).
 
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (عليك السمع والطاعة في عُسرك ويُسرك ومنشطك ومكرهك).

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (مَنْ أطاعني فقد أطاع الله ومَنْ عصاني فقد عصى الله ومَنْ يُطع الأمير فقد أطاعني ومَنْ يعص الأمير فقد عصاني).
 
وقد سار على هذا سلف الأمَّة من الصحابة رضي الله عنهم ومَنْ جاء بعدهم في وجوب السمع والطاعة.

لكل ما تقدَّم ذكره فإن المجلس يُحَذِّرُ من دُعاة الضلالة والفتنة والفُرقة الذين ظهروا في هذه الأزمان قلبوا على المسلمين أمرهم وحرَّضُوهم على معصية ولاة أمرهم والخروج عليهم وذلك من أعظم المُحرَّمَات.

يقول النبي (صلى الله عليه وسلم):
(إنه ستكون هنَّاتٌ وهنَّاتٌ فمَنْ أراد أن يُفرِّقَ أمر هذه الأمَّة وهي جميع فاضربوه بالسيف كائناً مَنْ كان).

وفى هذا تحذير لدعاة الضلالة والفتنة والفرقة وتحذير لمن سار في ركابهم عن التمادي في الغي المعرض لعذاب الدنيا والآخرة والواجب التمسك بهذا الدين القويم والسير فيه على الصراط المستقيم المبنى على الكتاب والسنة وفق فهم الصحابة رضي الله عنهم ومن تبعهم بإحسان، ووجوب تربية النشء والشباب على هذا المنهاج القويم والصراط المستقيم حتى يسلموا بتوفيق من الله من التيارات الفاسدة ومن تأثير دعاة الضلالة والفتنة والفرقة وحتى ينفع الله بهم أمة الإسلام ويكونوا حملة علم وورثة للأنبياء وأهل خير وصلاح وهدى، ويكرر التأكيد على وجوب الالتفاف حول قيادة هذه البلاد وعلمائها ويزداد الأمر تأكداً في مثل هذه الأوقات أوقات الفتن كما يحذر الجميع حكاماً ومحكومين من المعاصي والتساهل في أمر الله فشأن المعاصي خطير وليحذروا من ذنوبهم، وليستقيموا على أمر الله ويقيموا شعائر دينهم ويأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر.

وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وآله وصحبه.



الباب الثالث: الفصل الأول المراجعات السعودية 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 51659
العمر : 72

الباب الثالث: الفصل الأول المراجعات السعودية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الباب الثالث: الفصل الأول المراجعات السعودية   الباب الثالث: الفصل الأول المراجعات السعودية Emptyالسبت 16 مارس 2019, 8:58 am

المطلب الثاني: بيانات رابطة العالم الإسلامي والهيئات التابعة لها
البيان الأول: (بيان مكـة)   
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، نبينا محمد، وعلى آله وصحبه.

أما بعد:
فإن مجلـس المجمع الفقهـي الإسلامي برابطة العالم الإسلامي في دورته السابعة عشرة المنعقدة بمكة المكرمة، في الفترة من 19 - 23/ 10/ 1424هـ الذي يوافقه: 13-17/ 12 /2003م، قد نظر في موضوع: (التفجيرات والتهديدات الإرهابية: أسبابها – آثارها – حكمها الشرعي – وسائل الوقاية منها) وقد قدمت فيه أبحاث قيّمة.

شخَّصت هذا الدَّاء الوبيل وحذَّرت مما ينجُمُ عنه من الفساد العريض والشر المستطير وأوضحت حكمه في شرع الله بالقواطع من الكتاب والسنة والحكمة والتعليل، ووصفت العلاج الناجع لقطع دابره، وقلع نبتته الخبيثة من مجتمعات المسلمين.

وقد عرضت ملخصات لهذه الأبحاث من قبل مقدميها، وجرت حولها مناقشات مستفيضة أكدت الحاجة إلى بيان حكم الشرع المطهر فيه لعموم المسلمين أفراداً وجماعات ودولاً وشعوباً، ولغير المسلمين من مفكرين ومنظمات وهيئات ودول.

والمجلس إذ يدرك بألم بالغ وحزن عميق خطورة آثار الأعمال الإرهابية والتفجيرات التدميرية في البلدان الإسلامية بخاصة، وفي أقطار العالم وأممه بعامة وما خلفته من ضحايا بشرية بريئة، ومآس إنسانية خطيرة، وإتلاف للأموال التي بها قوام حياة الإنسان، ودمار في المرافق والمنشآت وتلويث للبيئة التي ينتفع بها الإنسان والحيوان والطير.

وإذ يذكر المجلس ببيان مكة المكرمة بشأن الإرهاب الصادر عنه في دورته السادسة عشرة التي عقدت في مكة المكرمة في الفترة من 21-26 /10 /1422هـ الذي يوافقه 5-10/ 1/ 2002م وما اشتمل عليه من بيان لتحريمه وتجريم مرتكبيه في شريعة الإسلام، وشجب واستنكار لما يلبس به المغرضون والحاقدون من ربطه بدين الإسلام واتهامه به زوراً وبهتاناً، فإنه يقرر إصدار هـذا البيان باسـم (بيان مكة المكرمة بشأن التفجيرات والتهديدات الإرهابية).

وذلك وفق ما يلي.. أولاً:
إن الإرهاب مصطلح، لم يتفق دولياً على تعريف مُحَدَّدٍ له يضبط مضمونه ويحدد مدلوله.

لذا فإن مجلس المجمع يدعو رجال الفقه والقانون والسياسة في العالم إلى الاتفاق على تعريف محدد للإرهاب تنزل عليه الأحكام والعقوبات، ليتحقق الأمن وتقام موازين العدالة، وتصان الحريات المشروعة للناس جميعاً، وينبه المجلس إلى أن ما ورد في قول الله تعالى: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ)، يعني إعداد العدة من قبل المسلمين ليخافهم عدوهم، ويمتنع عن الاعتداء عليهم وانتهاك حرماتهم وذلك يختلف عن معنى الإرهاب الشائع في الوقت الحاضر.

ويشير المجمع في هذا الصدد إلى ما ورد في بيان مكة الصادر عن المجمع بأن الإرهاب: هو العدوان الذي يمارسه أفراد أوجماعات أو دول بغياً على الإنسان في دينه، ودمه، وعقله، وماله، وعِرضه ويشمل صنوف التخويف والأذى والتهديد والقتل بغير حق، وما يتصل بصور الحرابة وإخافة السبيل وقطع الطريق، وكل فعل من أفعال العنف أو التهديد، يقع تنفيذاً لمشروع إجرامي فردي أو جماعي، ويهدف إلى إلقاء الرعب بين الناس، أو ترويعهم بإيذائهم أو تعريض حياتهم أو حريتهم أو أمنهم أو أحوالهم للخطر، ومن صنوفه إلحاق الضرر بالبيئة أو بأحد المرافق والأملاك العامة أو الخاصة، أو تعريض أحد الموارد الوطنية، أو الطبيعية للخطر  فكل هذا من صور الفساد في الأرض التي نهى الله سبحانه وتعالى المسلمين عنهـا.

قال تعالى:
(وَلا تَبْغِ الْفَسادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللهَ لا يُحبُّ الْمُفْسِدِين).
 
ثانياً:
إن عدم الاتفاق على تعريف محدد للإرهاب اتخذ ذريعة إلى الطعن في أحكام قطعية من أحكام الشريعة الإسلامية، كمشروعية الجهاد والعقوبات البدنية من حدود وتعزيرات وقصاص كما اتخذ ذريعة لتجريم من يدافع عن دينه وعرضه وأرضه ووطنه ضد الغاصبين والمحتلين والطامعين، وهوحق مشروع في الشرائع الإلهية والقوانين الدولية.

ثالثاً:
استنكار إلصاق تهمة الإرهاب بالدين الإسلامي الحنيف دين الرحمة والمحبة والسلام ووصم معتنقيه بالتطرف والعنف، فهذا افتراء ظالم تشهد بذلك تعاليم هذا الدين وأحكام شريعته الحنيفية السمحة، وتاريخ المسلمين الصادق النزيه.

قال تعالى مخاطباً نبيه محمداً (صلى الله عليه وسلم):
(وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ).
 
وقال عَزَّ من قائل:
(الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ* اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ)، وقال: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهمْ)، وقال: (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ)، وقال: (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ).

وقال: (صلى الله عليه وسلم):
(بُعِثْتُ بالحنيفيَّة السَّمحة)، وقال (صلى الله عليه وسلم) لأصحابه: (إنما بُعثتُم مُيسرين ولم تبعثوا مُعسرين)، وقال (صلى الله عليه وسلم): (يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا)، وقال (صلى الله عليه وسلم): (إن الله رفيقٌ يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف وما لا يعطي على ما سواه).
 
وقال (صلى الله عليه وسلم):
(إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا نزع من شيء إلا شانه)، وقال (صلى الله عليه وسلم): (مَنْ يُحرم الرفق يُحرم الخير كله).
 
رابعاً:
لوجود الغلو والإرهاب في بعض المجتمعات الإسلامية أسباب عديدة ومتنوعة، قد توجد جميعها في بيئة معينة أو زمن معين، وقد تختلف باختلاف البيئات والأزمان، منها ما يعود إلى المنهج العلمي كالتأويل واتباع المتشابه، أو إلى النهج العملي، كالتعصب ونحوه وتحديد الأسباب ومعالجتها، عمل علمي يجب أن يتوافر عليه مختصون، يدرسون الواقع عن علم، فلا تكون الأقوال ملقاة على عواهنها، وقد لحظ المجلس كثرة الخلط في الكتابات عن أسباب الغلو والإرهاب، مما يستدعي دراستها بعلم ورشد ووضع السبل لمعالجتها.

ويرى المجلس في مقدمة هذه الأسباب:
أسباب الإرهاب
1) اتباع الفتاوى الشاذة والأقوال الضعيفة والواهية، وأخذ الفتاوى والتوجيهات ممن لا يوثق بعلمه أو دينه، والتعصب لها، مما يؤدي إلى الإخلال بالأمن وشيوع الفوضى وتوهين أمر السلطان الذي به قوام أمر الناس وصلاح أمور معاشهم وحفظ دينهم.

2) التطرف في محاربة الدين وتناوله بالتجريح والسخرية والاستهزاء والتصريح بإبعاده عن شؤون الحياة، والتغاضي عن تهجم الملحدين والمنحرفين عليه وتنقصهم لعلمائه أو كتبه ومراجعه وتزهيدهم في تعلمه وتعليمه.

3) العوائق التي تقام في بعض المجتمعات الإسلامية في وجه الدعوة الصادقة إلى الدين الصحيح النقي المستند إلى الكتاب والسنة وأصول الشرع المعتبرة على وفق فهم سلف هذه الأمة من الصحابة والتابعين والأئمة المعتبرين. فإن التدين فطرة فطر الله عباده عليها، ولا غنى لهم عنه، فمتى حرموا من العلم بالدين الصحيح والعمل به تفرقت بهم السبل وتلقفوا كل خرافة وتبعوا كل هوى مطاع وشح متبع.

4) الظلم الاجتماعي في بعض المجتمعات؛ وعدم التمتع بالخدمات الأساسية، كالتعليم والعلاج، والعمل، أو انتشار البطالة وشح فرص العمل، أو تدهور الاقتصاد وتدني مداخيل الأفراد، فكل ذلك من أسباب التذمر والمعاناة، مما قد يفضي إلى ما لا تُحمد عقباه من أعمال إجرامية.

5) عدم تحكيم الشريعة الإسلامية في بلاد غالبية سكانها من المسلمين، وإحلال قوانين وضعية محلها مع وفاء الشريعة بمصالح العباد وكمالها في تحقيق العدالة للمسلمين وغيرهم ممن يستظل بظلها، ويتمتع برعايتها، كيف لا وهي شرع الله الذي: (لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ).

6) نزعة التسلط وشهوة التصدر التي قد تدفع ببعض المغامرين إلى نشر الفوضى وزعزعة أمن البلاد، تمهيداً لتحقيق مآربهم غير آبهين بشرع ولا نظام ولا بيعة.

خامساً: آثار الإر هاب
إن أعمال الإرهاب عدوان على النفس والمال وقطع للطريق وترويع للآمنين، بل وعدوان على الدين، حيث تصور الدين بأنه يستبيح حرمة الدماء والأموال، ويرفض الحوار، ولا يقبل حل المشكلات والنزاعات مع مخالفيه بالطرق السلمية، كما يصور المسلمين بأنهم دمويون ويشكلون خطراً على الأمن والسلم الدوليين، وعلى القيم الحضارية وحقوق الإنسان، وهذا يؤدي إلى أضرار ومفاسد تنعكس على مصالح الأمة الإسلامية الأساسية، وتعوق دورها الرائد في نشر السلام والأمن وتبليغ رسالة الإسلام للناس، وحماية حقوق الإنسان، وتضر في نفس الوقت بعلاقات المسلمين السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية والاجتماعية مع غيرهم من الشعوب، وتضيق على الأقليات الإسلامية التي تقيم في دول غير إسلامية وتعزلهم سياسياً واجتماعياً وتضر بهم اقتصادياً، سواء أكان هؤلاء مواطنين في هذه الدول، أم وافدين إليها لدراسة أو تجارة أو سياحة أو سفارة أو مشاركة في المؤتمرات والمحافل الدولية.

سادساً: الحكم الشرعي في الأعمال الإرهابية من تخريب وتهديد وتفجيرات
الأعمال الإرهابية التخريبية من تفجير للمنشآت والجسور والمساكن الآهلة بسكانها الآمنين معصومي النفس والمال من مسلمين وغيرهم ممن أعطوا العهد والأمان من ولي الأمر بموجب مواثيق ومعاهدات دولية، وخطف الطائرات والقطارات وسائر وسائل النقل وتهديد حياة مستخدميها وترويعهم وقطع الطرق عليهم وإخافتهم وإفزاعهم، هذه الممارسات، تشتمل على عدد من الجرائم المحرمة التي تعتبر في شرع الإسلام من كبائر الذنوب وموبقات الأعمال، وقد رتب الشارع الحكيم على مرتكبيها المباشرين لها والمشاركين فيها تخطيطاً ودعماً مالياً وإمداداً بالسلاح والعتاد وترويجاً إعلامياً يزينها ويعتبرها من أعمال الجهاد وصور الاستشهاد، كل ذلك قد رتب الشارع عليه عقوبات رادعة كفيلة بدفع شرهم ودرء خطرهم، والاقتصاص العادل منهم، وردع من تسول له نفسه سلوك مسلكهم.

قال تعالى:
(إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَاداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ). 

سابعاً: وسائل الوقاية من التطرف وما ينجم عنه من أعمال الإرهاب والتخريب
1) المبادرة إلى إزالة الأسباب المؤدية للجريمة، والعمل على إحقاق الحق وإبطال الباطل، والاحتكام إلى شرع الله تعالى وتطبيقه في مختلف شؤون الحياة، فلا شرع أو في ولا أكمل منه في جلب مصالح العباد ودفع المفاسد عنهم،ولا أرفق منه ولا أقوم بالعدل ولا أرحم: (وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ).
 
2) بيان فداحة الضرر العام والخاص الذي يصيب الدولة والأمة والمجتمع والأفراد من جراء أعمال العنف والتخريب والتدمير.

3) التربية الواعية الهادفة المخطط لها من أهل العلم والصلاح والخبرة، ووضع منهاج عملي واضح سهل ميسر لتحقيق ذلك.

4) تحرير المصطلحات الشرعية وضبطها بضوابط واضحة، وذلك كمصطلح الجهاد، ودار الحرب، وولي الأمر، ما يجب له وما يجب عليه، والعهود: عقدها ونقضها.

نسأل الله عز وجل أن يحمي بلاد المسلمين وأجيالهم من كل سوء.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.



الباب الثالث: الفصل الأول المراجعات السعودية 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 51659
العمر : 72

الباب الثالث: الفصل الأول المراجعات السعودية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الباب الثالث: الفصل الأول المراجعات السعودية   الباب الثالث: الفصل الأول المراجعات السعودية Emptyالسبت 16 مارس 2019, 9:03 am

لبيان الثاني: (تفجير 3 مجمعات سكنية بالرياض 1424 هـ)

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد، الذي بعثه الله رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه، ومن والاه إلى يوم الدين.


أما بعد:

فقد تابعت الأمانة العامة لرابطة العالـم الإسلامي أحداث التفجير الإرهابية التي نفذتها في الرياض مساء يوم الاثنين 11/3/1424هـ عصابة إرهابية، دفعها الانحراف والجهل بحقيقة الإسلام إلى ارتكاب جرائم قتل للناس، وترويع للآمنين وهدم للمباني السكنية، وخروج على النظام، وطاعة ولي الأمر وذلك من خلال عمليات انتحارية، استخدم فيها المنتحرون سيارات مفخخة، بقصد قتل أكبر عدد ممكن من الناس الآمنين من سكان المباني التي استهدفوها.


وإذ تستنكر الرابطة والشعوب والمنظمات الإسلامية هذه الجريمة أشد الاستنكار، فإنها تعلن براءة الإسلام والمسلمين من هذا العمل الإرهابي الممقوت، الذي راح ضحيته عشرات من الناس بين مسلمين وغيرهم، قتلوا غيلة وغدراً وعلى حين غرة، بينما قتل المنتحرون أنفسهم، وارتكبوا بذلك جريمة مزدوجة حيث إنهم منتحرون وقتلة.


إن رابطة العالم الإسلامي التي تلقَّت استنكار ممثلي الشعوب الإسلامية، وقادة المنظمات والمراكز والجمعيات الإسلامية، واستغرابهم لهذه الحوادث الإجرامية، واستهجانهم لها، فإنها ترى أن من الواجب بيان ما يلي...


أولاً:

تؤكد الرابطة أن الإرهاب دخيل على المجتمعات الإسلامية وهو عمل غريب ومقحم على المجتمع الآمن المسالم في المملكة العربية السعودية، وغريب على شعبها المحب للخير والبر والمرحمة وهو عمل مقيت عند أهلها الذين عاشوا ماضياً وحاضراً مع ولاة أمر حريصين على العمل بدين الله، وتطبيق شرعه، والدعوة إليه وعلماء ثقات، عرفوا بالاستقامة ومحاربـة الغلـو والبغي وأنواع العدوان.


ثانياً:

لقد قتل في الحوادث المذكورة عدد من المسلمين عمداً، وهو أمر محرم في الشريعة الإسلامية حرمة قطعية، توجب غضب الله سبحانه وتعالى ولعنته وعظيم عذابه يوم القيامة: (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً).

 

ثالثاً:

تم في الحوادث المذكورة قتل جماعة من السكان من غير المسلمين، وهم من المستأمنين الذين لا يجوز قتلهم: (وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ)، وفي الحديث أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: (مَنْ قتل مُعَاهَداً لم يرح رائحة الجنة).

 

رابعاً:

لقد روع المجرمون الآمنين بحوادث التفجير تحت أجنحة الليل المظلم، حيث أحدثوا بسياراتهم المُفخخة بالمتفجرات الهائلة، رعبـاً وهلعاً بين الناس، وهذا ليس من الإسلام: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (لا يحل لمسلم أن يروع مسلماً).

 

خامساً:

لقد أقدم منفذو هذه الجرائم على قتل أنفسهم عمداً، إذ فجروا أنفسهم، فألقوا بأيديهم إلـى التهلكة التي حرم الله: (وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ)، (وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً * وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَاناً وَظُلْماً فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَاراً وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا).


وفي الحديث الصحيح أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال:

"مَنْ قتل نفسه بشيءٍ عُذِّبَ به في نار جهنم".

 

وفي حديث آخر:

"مَنْ قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجَّأ بها في بطنه في نار جهنم، خالداً مخلداً فيها أبداً... الحديث.  


سادساً:

إن وقائع الجريمة التي برزت في الحوادث المذكورة، وما اجتمع لها من عناصر هي من المحرمات القطعية في دين الله، ومما يدخل في الإفساد في الأرض، حيث تضمنت القتل والترويع والأذى وهدم المنشآت والخروج على طاعة ولي الأمر، وقد شرع الله سبحانه وتعالى الجزاء الرادع لهذا العمل وعده محاربة لله ورسوله: (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَاداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ).

   

سابعاً:

إن أنواع القتل والترويع والأذى وإرعاب الناس، ليس من الجهاد في شيء، وإنما هو من جرائم الإرهاب المحرم، الذي يتضمن إزهاق الأرواح وإراقة دماء الناس الآمنة، سواء كانوا مسلمين أم غير مسلمين، وتأكيداً لحرمة إراقة الدماء، وإزهاق الأرواح البشرية قال الله سبحانه وتعالى: (أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً).

 

إن رابطة العالم الإسلامي تعد ما حدث في مدينة الرياض من الأعمال التي لا يقرها الإسلام ولا يتصف بها المسلمون وهي تحذر جميع الفئات التي استهوت الأعمال الإرهابية من جهلة المسلمين ومنحرفيهم من الحساب الإلهي يوم القيامة، كما تحذر المسلمين من الانخداع بما يعرضه الإرهابيون القتلة من شعارات زائفة ليبرروا بغيهم وفسادهم في الأرض، فقد شنع الإسلام على هؤلاء أذاهم وفسادهم.


قال تعالى:

(وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْأِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ).

 

إن الجريمة النكراء التي حدثت في الرياض قد يتكرر حدوثها في أي بلد إسلامي أو غير إسلامي، فالإرهاب لا وطن له، وهولا ينتسب إلى دين ولا جنسية، لكن مشاركة بعض المنتسبين إلى الإسلام فيه قد سبب إساءة بالغة إلى الإسلام وإلى الأمة المسلمة حيث اتخذ أصحاب الحملات على الإسلام من أعمال هؤلاء ذريعة لاتهام الإسلام، والتطاول على صاحب الرسالة الخاتمة نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم) وسب المسلمين واتهامهم بما ليس فيهم، وقد نهى الله سبحانه وتعالى عن سب آلهة غير المسلمين سداً لذريعة الاستفزاز: (وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ)، وهذه الآية عند العلماء عمدة في تقرير أصل سد الذرائع.


وبعد فإن رابطة العالم الإسلامي تدعو علماء الأمة وحكماءها وكل مخلص فيها إلى التعاون في سبيل مكافحة آفة الإرهاب الدخيلة على المجتمعات الإسلامية.


وتؤكد الرابطة على الأهمية البالغة للتوجيه الإسلامي الصحيح في معاهد التعليم ومدارسه وتدعو إلى بذل المزيد من الجهود في تيسير التعليم الديني في مدارس المسلمين وفق المنهاج الوسطي الذي اختاره الله سبحانه وتعالى للأمة: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً).

 

وفي هذا المنهاج مبادئ الاعتدال والتوازن والتراحم الذي ينبغي أن يستقيم أمر المسلمين عليها، وتهيب الرابطة بمؤسسات الإعلام والثقافة في المجتمعات الإسلامية أن تتعاون في معالجة أنواع الغلو والتطرف، وفي محاربة الإرهاب، وتدعوها إلى التعاون مع العلماء الثقات في معالجة هذه الآفة الخطيرة.


وإن الرابطة لتؤكد أن المملكة العربية السعودية بلد الإسلام الأول، والدولة التي تطبق شرع الله، وتحتكم إلى كتاب الله وسنة نبيه، لن ينال منها ومن أمنها واستقرارها هذا العمل الأرعن، الذي يصب في خانة أعداء الله وأعداء المسلمين، وإن كل المسلمين في مختلف بقاع الدنيا ينظرون إلى المملكة العربية السعودية نظرة متميزة، لمكانتها الدينية، ويستنكرون أي عمل يسيء إليها وإلى أمنها واستقرارها، وإنهم على ثقة بأن الجهات الأمنية ستصل إلى الأيدي المجرمة ومن وراءها، وأنها ستتعامل مع هذا البلاء بحزم وأن شعب المملكة المسلم، يقف مع دولته وولاة أمره في مكافحة هذه الفتن، وإن الرابطة إذ تعلن شجب العالم الإسلامي لهذه الأعمال لتدعو المسلمين إلى الحذر من عواقبها الوخيمة، وتوصيهم بتقوى الله، وتطبيق شرعه، والتواصي على الحق، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والابتعاد عن كل ما يغضب الله، وتسأله سبحانه وتعالى أن يحمي بلاد المسلمين عامة وبلاد الحرمين خاصة من الفتن ما ظهر منها وما بطن.


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.



الباب الثالث: الفصل الأول المراجعات السعودية 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 51659
العمر : 72

الباب الثالث: الفصل الأول المراجعات السعودية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الباب الثالث: الفصل الأول المراجعات السعودية   الباب الثالث: الفصل الأول المراجعات السعودية Emptyالسبت 16 مارس 2019, 9:06 am

البيان الثالث: (تفجير الأمن العام القديم بحي الوشم بمدينة الرياض)
أدانت الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي، العملية الإجرامية التي نفذتها عصابة من الفئة الضالة في حي الوشم بمدينة الرياض بعد ظهر يوم الأربعاء 2/3/1425هـ وذلك بتفجير سيارة مفخخة، مما أدى إلى استشهاد عدد من رجال الأمن الأوفياء ومن المواطنين، وإصابة المبنى القديم للأمن العام -مقر الإدارة العامة للمرور- والمباني السكنية المجاورة له بأضرار كبيرة.

جاء ذلك في بيان أصدره معالي الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، وعضو هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية، استنكر فيه الحادث ووصفه بأنه عمل إجرامي مقيت، استهدف أبناء الوطن وحٌرّاسه من رجال الأمن، الذين نذروا أنفسهم للدفاع عن وطنهم، وحماية أهله وخدمته.

وقال معاليه:
إن هذا العمل الإجرامي، إنما يستهدف هذا الوطن الآمن المملكة العربية السعودية وأهله والمقيمين فيه، وهو خروج على طاعة ولي الأمر، وارتكاب لجريمة فظيعة، أٌزهقت فيها الأرواح، ودمّرت فيها المباني، وبثت الرعب في قلوب الآمنين، ولا يشك مسلم في حرمة هذه الأعمال، وعظم إثمها ومصير مرتكبيها: (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيمًا).
 
وأكد د. التركي:
أن ما حصل عملٌ ضالٌّ يخدم أعداء الإسلام والمسلمين، وأعداء الحرمين الشريفين، وقال: إن وحدة المملكة وتلاحم شعبها مع قيادتها، لن تؤثر فيها هذه الأعمال الإجرامية المتعارضة مع هدي كتاب الله سبحانه وتعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. وحيى معاليه رجال الأمن في المملكة، وأثنى على كفاءتهم وحرصهم على أمن وطنهم وأمن أهله،وأشاد بالمهام التي أنجزوها لتعقب الإرهابيين وإبطال العديد من محاولاتهم وخططهم في التفجير والقتل وإراقة الدماء، ودعا الله العلي القدير أن يحمي هذا الوطن وأهله من شر الباغين الضالين، وأن يرحم الشهداء الذي قتلتهم يد الغدر الآثم وأن يرزقهم جنات النعيم قال تعالى: (وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ).



الباب الثالث: الفصل الأول المراجعات السعودية 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 51659
العمر : 72

الباب الثالث: الفصل الأول المراجعات السعودية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الباب الثالث: الفصل الأول المراجعات السعودية   الباب الثالث: الفصل الأول المراجعات السعودية Emptyالسبت 16 مارس 2019, 9:08 am

البيان الرابع: (التفجير بالقرب من مبنى وزارة الداخلية بالرياض)
الحمد لله رب العالمين، الـذي أوجب على المسلمين التعاون على البر والخيرات، ونهاهم عن فعل الإثم والعدوان: (وتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإثم وَالْعُدْوَانِ) والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا وقدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم، الذي بعثه ربه هادياً ومبشراً ونذيراً.

أما بعد:
فإن الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي، تابعت أحداث الإرهاب التي نفذتها عصابات من الفئة الضالة في المملكة العربية السعودية، بلد الحرمين الشريفين، وآخرها قيام أفراد من عصابة الإجرام يوم الأربعاء 17/11/1425هـ بتفجير سيارة مُفخَّخة في أحد الأنفاق، وأخرى قرب معسكر قوات الطوارئ الخاصة في مدينة الرياض.

ورابطة العالم الإسلامي إذ تدين هاتين الجريمتين، فإنها تؤكد أن الحادثين وأمثالهما من جرائم الإفساد في الأرض، ولا تقع إلا ممن انحرف عن الإسلام، وشوه مبادئه، وعبث بمقاصده، وأساء إلى رسالته الإنسانية العظيمة، وإن الرابطة لتحيي رجال الأمن في المملكة، وتثني على جهودهم التي نجحت في مواجهة الإرهاب وتعقب عصاباته، وحماية الوطن وأهله والمقيمين فيه من شروره.

واستشعاراً من الرابطة بخطورة الانحراف الفكري، وضرورة تضافر وسائل الإعلام في التصدي لأفكار المنحرفين، ومفاهيمهم الخاطئة، ومنطلقاتهم الشاذة، واعتقاداً منها بأن التصدي لثقافة الغلو والانحراف والإرهاب، من المسؤوليات الجماعية، فإنها تؤكد أن الشذوذ الفكري الذي يؤدي إلى الخروج عن الجماعة وعصيان ولي الأمر، وتكفير المسلمين، وإراقة الدماء، والإضرار بالمنشآت العامة والخاصة، يحتاج إلى مواجهة جماعية، تشارك فيها مؤسسات الإعلام، إلى جانب العلماء ومؤسسات الدعوة الإسلامية.

إن الخلل في فهم بعض النصوص الشرعية ومقاصدها، مثل النصوص الواردة في الجهاد والـولاء والبراءة،والأخذ بالفتاوى الشاذة المضللة، من أهم أسباب ظهور فئات غالية في الدين عمدت إلى تفريق الأمة في دينها، فوقعوا فيما حذر الله منه: (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ).
 
وقياماً بالواجب فإن الرابطة تدعو مؤسسات الإعلام ورجاله في العالم الإسلامي، للتعاون مع الهيئة الإسلامية العالمية للإعلام التابعة لرابطة العالم الإسلامي الإسلامية في معالجة الفكر المنحرف للفئة الضالة ومحاربة ثقافة الإرهاب التي تلبستها، وذلك من خلال ميثاق مشترك يشارك في وضعه العلماء ورجال الإعلام يهدف إلى: تعريف الناس بأحكام الإسلام، بعيداً عن الأهواء وتأصيل صلة الإنسان بربه، وإحسان علاقته مع خلق الله والسعي في منفعتهم: (خير الناس إلى الله أنفعهم للناس).

نقض مزاعم الغلاة والمتطرفين والإرهابيين وتفنيد دعايتهم وتقديم الفهم الإسلامي الصحيح لهم سعياً إلى إصلاحهم، ومحاربة الإفساد في الأرض بكل أنواعه، وبيان جزائه العظيم في الدنيا والآخرة.

إظهـار أن رسالة الإسلام رسالة أمن وسلام وتواصل وتعاون بين الناس على البر والتقوى، وبعد عن الظلم والعدوان، ولا يتحقق ذلك إلا بالإيمان والعمل الصالح: (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ).
  
إبـراز أن رسالة الإسلام توجب العدل بين الناس، والإحسان إليهم، وتمنع البغي عليهم: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ).
 
تعريف الأجيال المسلمة بمبادئ اليسر والتسامح في الإسلام وتحذيرهم من خطر الانحراف عنها، مع حثهم على التقيد بالأسلوب الإسلامي الأمثل في الخطاب: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ)، والتأكيد على أهمية استعمال الرفق، وانتهاج الحسنى في الخطاب والاعتدال فلا إفراط ولا تفريط: (وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ).
  
وختاماً فإن الرابطة تدعو علماء الأمة ورجال الإعلام فيها إلى عقد لقاءات مشتركة وإلى التعاون لبيان الحكم الشرعي في كل ما يهم المسلمين، والتعاون في مواجهة الذين يفتون بغير علم ولا بينة، وتؤكد الرابطة على أهمية بحث القضايا المهمة التي تعرض للمسلمين، وبيان الرأي الصحيح فيها، ونشر ذلك في مختلف الوسائل الإعلامية، مستنداً إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، لتضييق مجال الآراء الفردية الشاذة التي تسهم في الفوضى وتسبب القلق بين المسلمين.

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.



الباب الثالث: الفصل الأول المراجعات السعودية 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 51659
العمر : 72

الباب الثالث: الفصل الأول المراجعات السعودية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الباب الثالث: الفصل الأول المراجعات السعودية   الباب الثالث: الفصل الأول المراجعات السعودية Emptyالسبت 16 مارس 2019, 9:10 am

البيان الخامس: (بيان هيئة الإغاثة العالمية في العمليات الإرهابية) 
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد، الذي بعثه الله رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد:
فإن هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية في المملكة العربية السعودية تابعت الأعمال الإجرامية التي قامت بها الفئة الضالة في أنحاء متفرقة من المملكة العربية السعودية، وأزهقت خلالها الأنفس المعصومة، وروعت الآمنين، وأتلفت الأموال والممتلكات الخاصة والعامة، وخرجت على النظام، وعصت ولي الأمر، واستخفت بالمحرمات في بلد الحرمين الشريفين، ومبعث رسالة الإسلام، التي بعث بها نبينا (صلى الله عليه وسلم) رحمة لجميع الناس: قال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ).
 
إن الهيئة إذ تستشعر مسؤوليتها الإسلامية والإنسانية والخيرية وأهدافها في إشاعة البر والرحمة بين الناس، وواجبها في محاربة الانحراف فإنها تدين أعمال الإرهاب الإجرامية التي حدثت في المملكة العربية السعودية، وتؤكد أن فاعليها أجرموا بحق الإسلام الذي استغلت جهات معادية حدوث جرائم الإرهاب لتشويهه فصوروه بأنه يستبيح حرمة الدماء والأموال، ويرفض الحوار ولا يقبل حل المشكلات والنزاعات مع مخالفيه بالطرق السلمية، كما صوروا المسلمين بأنهم دمويون يمثلون خطراً على الأمن والسلم الدوليين، وعلى القيم الحضارية وحقوق الإنسان، وهذا يؤدي إلى أضرار ومفاسد تنعكس على مصالح الأمة الإسلامية، وتعوق رسالتها في نشر السلام والأمن وحماية حقوق الإنسان، وتضر في الوقت نفسه بعلاقات المسلمين بغيرهم وإذ تعرب الهيئة عن الأسف الشديد لما سببته أعمال الإرهاب من إساءة بالغة للإسلام والمسلمين، فإنها تحذر الفئة الضالة من العقاب الإلهي على ما ارتكبته من جرائم بحق الدين والوطن.

وتؤكد لكل مهتم بالإنسان وأمنه ما يلي: أولاً:
إن الإسلام دين الرحمة الذي كفل أمن الإنسان، حيث ينعم المسلمون في حماه بالحماية الكلية؛ وفق ما أوضحه الرحمة المهداة محمد (صلى الله عليه وسلم): (إن دماء كم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام).

(كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه)، (لا يحل لمسلم أن يروع مسلماً)، (من أشار إلى أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه حتى ينتهي، وإن كان أخاه لأبيه وأمه).
 
ثانياً:
إن أفراد الفئة الضالة خالفوا توجيه الإسلام فقتلوا العديد من المسلمين عمداً، وهو أمر محرم في الشريعة الإسلامية حرمة قطعية، توجب غضب الله سبحانه وتعالى ولعنته وعظيم عذابه يوم القيامة: (وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا).
  
ثالثاً:
إن الحوادث الإرهابية أودت بحياة أفراد من غير المسلمين، وهم من المستأمنين الذين لا يجوز قتلهم: (وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالحَقِّ).
 
وفي الحديث أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: (من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة).

رابعاً:
إن منفذي بعض الجرائم الإرهابية في المملكة أقدموا على قتل أنفسهم عمداً، إذ فجروا أنفسهم، فألقوا بأيديهم إلى التهلكة التي حرم الله: (وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)، (وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا).
 
وفي الحديث الصحيح أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: "من قتل نفسه بشيء عُذِّبَ به في نار جهنم"، وفي حديث آخر: "مَنْ قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجَّأ بها في بطنه في نار جهنم، خالداً مخلداً فيها أبداً... الحديث".
 
خامساً:
إن الوقائع التي برزت في حوادث الإرهاب، وما اجتمع لها من عناصر هي من المُحَرَّمَاتِ القطعية في دين الله، يجعلها تدخل في باب الإفساد في الأرض، حيث تضمنت القتل والترويع والأذى وهدم المنشآت، والخروج على طاعة ولي الأمر، وقد شرع الله سبحانه وتعالى الجزاء الرادع لهذا العمل وعده محاربة لله ورسوله: (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَاداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ).
  
إن الهيئة إذ تحرص على أمن بلد الحرمين الشريفين، وعلى وحدة شعبه، فإنها تدعو أفراد الفئة الضالة للاستفادة من فرصة العفو الذي أصدره خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود يوم 5/5/1425هـ وأن يعلنوا التوبة ويبادروا بتسليم أنفسهم للسلطات المختصة، كما تدعو المواطنين والمقيمين في المملكة للتعاون لحماية الوطن، ومنع الأعمال الإجرامية التي تستهدف أمنه والنيل منه.

وتهيب الهيئة بالمؤسسات الخيرية والإنسانية في العالم للتعاون في إشاعة قيم الخير والبر والتراحم والتعاطف والأمن والسلام التي حث عليها الإسلام بين الناس.

وأخيراً.. فإن الهيئة تقدم صادق العزاء لأسر الشهداء الذين قتلتهم يد الغدر، وتسال الله سبحانه وتعالى لهم الصبر والسلوان وانطلاقاً من المسؤولية الإسلامية للهيئة.

فإنها عمّدت جميع مكاتبها في المملكة لتخصيص كفالات مادية لأبناء الشهداء وبناتهم، تتيح لهم الاستمرار في التعليم حتى نهاية المرحلة الجامعية، وإعادة تأهيل من كان منهم راغباً في الانضمام إلى الوظائف المتاحة في القطاعين الحكومي والخاص.

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.



الباب الثالث: الفصل الأول المراجعات السعودية 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 51659
العمر : 72

الباب الثالث: الفصل الأول المراجعات السعودية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الباب الثالث: الفصل الأول المراجعات السعودية   الباب الثالث: الفصل الأول المراجعات السعودية Emptyالسبت 16 مارس 2019, 9:13 am

المطلب الثالث: من بيانات العلماء الخاصة ومقالاتهم
أولاً/ سماحة الشيخ/ عبد العزيز بن باز رحمه الله
مفتي عام المملكة سابقاً
(حادثة مكة 1409 هـ)  
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد استنكر العالم الإسلامي ما حدث في مكة المكرمة من تفجير مساء الاثنين 7 / 12 / 1409 هـ واعتبروه جريمة عظيمة ومنكراً شنيعاً، لما فيه من ترويع لحجاج بيت الله الحرام، وزعزعة للأمن وانتهاك لحرمة البلد الحرام، وظلم لعباد الله، وقد حرم الله سبحانه البلد الحرام إلى يوم القيامة، كما حرم دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم إلى يوم القيامة، وجعل انتهاك هذه الحرمات من أعظم الجرائم، وأكبر الذنوب، وتوعد من هم بشيء من ذلك في البلد الحرام بأن يذيقه العذاب الأليم، كما قال سبحانه: (وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ).
 
فإذا كان من أراد الإلحاد في الحرم متوعدا بالعذاب الأليم وإن لم يفعل فكيف بحال من فعل، فإن جريمته تكون أعظم، ويكون أحق بالعذاب الأليم وقد حذر الرسول صلى الله عليه وسلم أمته من الظلم في أحاديث كثيرة، ومن ذلك ما بينه للأمة في حجة الوداع حين قال عليه الصلاة والسلام: إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ألا هل بلغت فقال الصحابة نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت فجعل يرفع أصبعه إلى السماء وينكبها إلى الأرض ويقول: اللهم اشهد اللهم اشهد وهذا الإجرام الشنيع بإيجاد متفجرات قرب بيت الله الحرام من أعظم الجرائم والكبائر ولا يقدم عليه من يؤمن بالله واليوم الآخر، وإنما يفعله حاقد على الإسلام وأهله، وعلى حجاج بيت الله الحرام فما أعظم خسارته وما أكبر جريمته فنسأل الله أن يرد كيده في نحره، وأن يفضحه بين خلقه، وأن يوفق حكومة خادم الحرمين لمعرفة وإقامة حد الله عليه إنه سبحانه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.



الباب الثالث: الفصل الأول المراجعات السعودية 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 51659
العمر : 72

الباب الثالث: الفصل الأول المراجعات السعودية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الباب الثالث: الفصل الأول المراجعات السعودية   الباب الثالث: الفصل الأول المراجعات السعودية Emptyالسبت 16 مارس 2019, 9:15 am

(حادثة العُليا بالرياض 1416هـ) 
جاء ذلك في إجابة سماحته على سؤال لـ (المدينة) حول جزاء من يستهدف ترويع أمن الناس الآمنين كما حدث في حادث التفجير بالرياض الذي قام به مجرمون تسببوا في ترويع الآمنين وقتل الأبرياء، وتخويف عباد الله جل وعلا.

وهذا نصه:
لا شك أن هذا الحادث أثيم ومنكر عظيم يترتب عليه فساد عظيم وشرور كثيرة وظلم كبير، ولا شك أن هذا الحادث إنما يقوم به من لا يؤمن بالله واليوم الآخر، لا تجد من يؤمن بالله واليوم الآخر إيمانا صحيحا يعمل هذا العمل الإجرامي الخبيث الذي حصل به الضرر العظيم والفساد الكبير، إنما يفعل هذا الحادث وأشباهه نفوس خبيثة مملوءة من الحقد والحسد والشر والفساد وعدم الإيمان بالله ورسوله نسأل الله العافية والسلامة ونسأل الله أن يعين ولاة الأمور على كل ما فيه العثور على هؤلاء والانتقام منهم لأن جريمتهم عظيمة وفسادهم كبير ولا حول ولا قوة إلا بالله، كيف يقدم مؤمن أو مسلم على جريمة عظيمة يترتب عليها ظلم كثير وفساد عظيم وإزهاق نفوس وجراحة آخرين بغير حق، كل هذا من الفساد العظيم وجريمة عظيمة، فنسأل الله أن يعثرهم ويسلط عليهم ويمكن منهم، ونسأل الله أن يخيبهم ويخيب أنصارهم ونسأل الله أن يوفق ولاة الأمر للعثور عليهم والانتقام منهم ومجازاتهم على هذا الحدث الخبيث وهذا الإجرام العظيم.

وإني أوصي وأحرض كل من يعلم خبرا عن هؤلاء أن يبلغ الجهات المختصة، على كل من علم عن أحوالهم وعلم عنهم أن يبلغ عنهم؛ لأن هذا من باب التعاون على دفع الإثم والعدوان وعلى سلامة الناس من الشر والإثم والعدوان، وعلى تمكين العدالة من مجازاة هؤلاء الظالمين الذين قال الله فيهم وأشباههم سبحانه في كتابه ( إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ).
 
إذا كان مَنْ تعرَّض للناس بأخذ خمسة ريالات أو عشرة ريالات أو مائة ريال مفسداً في الأرض فكيف بِمَنْ يتعرَّض بسفك الدماء وإهلاك الحرث والنَّسل وظلم الناس، فهذه جريمة عظيمة وفساد كبير.

التعرض للناس بأخذ أموالهم أو في الطرقات أو في الأسواق جريمة ومنكر عظيم، لكن مثل هذا التفجير ترتب عليه إزهاق نفوس وقتل نفوس وفساد في الأرض وجراحة للآمنين وتخريب بيوت ودور وسيارات وغير ذلك، فلا شك أن هذا من أعظم الجرائم ومن أعظم الفساد في الأرض، وأصحابه أحق بالجزاء بالقتل والتقطيع بما فعلوا من جريمة عظيمة.

نسأل الله أن يخيب مسعاهم وأن يعثرهم وأن يسلط عليهم وعلى أمثالهم وأن يكفينا شرهم وشر أمثالهم وأن يسلط عليهم وأن يجعل تدبيرهم تدميرا لهم وتدميرا لأمثالهم إنه جل وعلا جواد كريم، ونسأل الله أن يوفق الدولة للعثور عليهم ومجازاتهم بما يستحقون.

ولا حول ولا قوة إلا بالله..



الباب الثالث: الفصل الأول المراجعات السعودية 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 51659
العمر : 72

الباب الثالث: الفصل الأول المراجعات السعودية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الباب الثالث: الفصل الأول المراجعات السعودية   الباب الثالث: الفصل الأول المراجعات السعودية Emptyالسبت 16 مارس 2019, 9:19 am

ثانياً/ سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
عضو هيئة كبار العلماء
(حادثة الخُبَرْ 1417 هـ) 
في خطبة جمعة صوتية ومفرغة على موقعه الرسمي على شبكة الإنترنت جاء فيها:
(وعلى هذا فمن كان عندنا من الكفار بأمان فهو محترم محرم الدم وبذلك نعرف خطأ عملية التفجير التي وقعت في الخبر في مكان آهل بالسكان المعصومين في دمائهم وأموالهم ليلة الأربعاء العاشر من هذا الشهر شهر صفر عام أربعة عشر وأربعمائة وألف الذي حصل من جرائه أكثر من ثمانية عشر قتيلا وثلاثمائة وستة وثمانون مصابا منهم المسلمون والأطفال والنساء والشيوخ والكهول والشباب وتلف من جراء ذلك أموال ومساكن كثيرة ولا شك أن هذه العملية لا يقرها شرع ولا عقل ولا فطرة أما الشرع فقد استمعتم إلى النصوص القرآنية والنبوية الدالة على وجوب احترام المسلمين في دمائهم وأموالهم وكذلك الكفار الذين لهم ذمة أو عهد أو أمان وأن احترام هؤلاء المعاهدين والمستأمنين احترامهم من محاسن الدين الإسلامي ولا يلزم من احترامهم بمقتضى عهودهم لا يلزم من ذلك محبة ولا ولاء ولا مناصرة ولكن هو الوفاء بالعهد إن العهد كان مسئولا وأما العقل فلان الإنسان العقل لن يتصرف أبدا في شئ محرم لأنه يعلم سوء النتيجة والعاقبة وإن الإنسان العاقل لن يتصرف في شئ مباح حتى يتبين له ما نتيجته وماذا يترتب عليه وإذا كان (صلى الله عليه وسلم) قال: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت). 

فجعل النبي (صلى الله عليه وسلم) من مقتضيات الإيمان وكماله ألا يقول الإنسان إلا خيرا أو يسكت فكذلك يقال إن من مقتضيات الإيمان وكماله إلا يفعل الإنسان إلا خيرا أو ليمسك ولا شك أن هذه الفعلة الشنيعة يترتب عليها من المفاسد ما سنذكر ما تيسر منه إن شاء الله.


مخالفات التفجير الشرعية.
أولاً:
وأما مخالفة هذه الفعلة الشنيعة للفطرة فإن كل ذي فطرة سليمة يكره العدوان على الغير ويراه من المنكر فما ذنب المصابين بهذا الحادث من المسلمين ما ذنب الآمنين على فرشهم في بيوتهم أن يصابوا بهذا الحادث المؤلم ما ذنب المصابين من المعاهدين والمستأمنين ما ذنب الشيوخ والأطفال والعجائز إنه لحادث منكر لا مبرر له أما المفاسد فأولاً من مفاسد ذلك أنه معصية لله ورسوله وانتهاك لحرمات الله وتعرض للعنة الله والملائكة والناس أجمعين وألا يقبل من فاعله صرف ولا عدل.

ثانياً:
من مفاسده تشويه سمعة الإسلام فإن أعداء الإسلام سوف يستغلون مثل هذا الحدث لتشويه سمعة الإسلام وتنفير الناس عنه مع أن الإسلام برئ من ذلك فأخلاق الإسلام صدق وبر ووفاء والدين الإسلامي يحذر من هذا وأمثاله أشد التحذير.

ثالثاً:
من مفاسده أن الأصابع في الداخل والخارج سوف تشر إلى أن هذا من صنع الملتزمين بالإسلام من مفاسده أن الأصابع في الداخل والخارج سوف تشير إلى أن هذا من صنع الملتزمين بالإسلام مع أننا نعلم علم اليقين أن الملتزمين بشريعة الله حقيقة لن يقبلوا مثل ذلك ولن يرضوا به أبداً بل يتبرءون منه وينكرونه أعظم إنكار لأن الملتزم بدين الله حقيقة هو الذي يقوم بدين الله على ما يريد الله لا على ما تهواه نفسه ويملي عليه ذوقه المبني على العاطفة الهوجاء والمنهج المنحرف وهذا أعني الالتزام الموافق للشريعة كثير في شبابنا ولله الحمد.

رابعاً:
أن من مفاسده أن كثيرا من العامة الجاهلين بحقيقة الالتزام بدين الله سوف ينظرون إلى كثير من الملتزمين البرء من هذا الصنيع نظرة عداء وتخوف وحذر وتحذير كما سمعنا عن بعض الجهال عن بعض جهال العوام من تحذير أبناءهم من الالتزام لا سيما بعد أن شاهدوا صور الذين حكم عليهم في قضية تفجير المفجرات في الرياض وإنني بهذه المناسبة وإنني أيها الأخوة بهذه المناسبة لأعجب من أقوام أطلقوا ألسنتهم بشأن الحكم فيهم مع أن هذا الحكم صادر بأقوى طرق الحكم فقد صدر من عدد من قضاة المحكمة الذين يؤتمنون على دماء الناس وأموالهم وفروجهم وأيد الحكم بموافقة هيئة التمييز ثم بموافقة المجلس الأعلى للقضاء ثم جرى تنفيذه من قبل ولي أمر هذه البلاد أفبعد هذا يمكن أن يطلق المسلم الذي يؤمن بالله وكلماته أن يطلق لسانه في هذا الحكم ويقول ما هو أقرب منه إلى الإثم من السلامة وإذا كان الإنسان يقول في هذا الحكم الصادر بأقوى أدوات الحكم وطرقه يقول ما يقول فإنه يمكن أن يقول فيما دونه ما يقول ومن المعلوم للخاصة والعامة أن بلادنا ولله الحمد أقوى بلاد العالم الآن في الحكم بما أنزل الله عز وجل يشهد بذلك القاصي والداني وإني لأظن أنه لو كان على احد من أهله ضرر من هذا التفجير لم يقل ما قال.

خامساً:
من مفاسد هذه الفعلة القبيحة أعني التفجير في الخبر أنها توجب الفوضى في هذه البلاد التي ينبغي أن تكون أقوى بلاد العالم في الأمن والاستقرار لأنها تشمل بيت الله الذي جعله مثابة للناس وأمنا ولأن فيها الكعبة البيت الحرام التي جعلها الله قياما للناس تقوم بها مصالح دينهم ودنياهم قال الله عز وجل (وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً).
 
وقال تعالى (جَعَلَ اللّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِّلنَّاسِ)، ومن المعلوم أن الناس لن يصلوا إلى هذا البيت لن يصلوا إليه إلا عن طريق المرور بهذه البلاد جميعها من إحدى الجهات.

 سادساً:
ومن مفاسد هذه الفعلة الشنيعة ما حصل بها من تلف النفوس والأموال وتضرر شئ منها كما شاهد الناس ذلك في وسائل الإعلام شاهد الناس في وسائل الإعلام ما شاهدوا منها وإن القلوب لتتفجر والأكباد لتتفتت والدموع لتذرف حين يشاهد الإنسان الأطفال على سرر التمريض ما بين مصاب بعينه أو بأذنه أو يده أو رجله أو أي شئ من أجزاء بدنه تدور أعينهم فيمن يعودهم لا يملكون رفعا لما وقع ولا دفعا لما يتوقع فهل أحد يقر ذلك أو يرضى به هل ضمير لا يتحرك لمثل هذه الفواجع ولا أدري لا أدري ماذا يراد من مثل هذه الفعلة أيراد الإصلاح فالإصلاح لا يأتي بمثل هذا إن السيئة لا تأتي بحسنة ولن تكون الوسائل السيئة طرقا لإصلاح أبداً وإننا وغيرنا من ذوي الخبرة والإنصاف ليعلم أن بلادنا ولله الحمد خير بلاد المسلمين اليوم في الحكم بما أنزل الله وفي اجتناب سفاسف الأمور ودمار الأخلاق ليس في بلادنا ولله الحمد قبور يُطاف بها وتعبد وليس فيها خمر تباع علنا وتشرب وليس فيها كنائس ظاهرة يعبد فيها غير الله عز وجل وليس فيها مما هو معلوم في كثير من بلاد المسلمين اليوم فهل يليق هل يليق بناصح لله ورسوله والمؤمنين هل يليق به أن ينقل الفتن إلى بلادنا ألا فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا وليفعلوا فعلا حميدا اللهم إنا نسألك في مقامنا هذا في انتظار فريضة من فرائضك أن تقضي على الفساد والمفسدين اللهم أقضي على الفساد والمفسدين اللهم أجعل كيدهم في نحورهم وتدبيرهم تدميرا عليهم يا رب العالمين اللهم إنا نسألك أن تقي بلادنا شر الفتن ما ظهر منها وما بطن اللهم قنا شرور أنفسنا وشرور عبادك وأدِمْ على بلادنا أمنها وزدها صلاحاً وإصلاحاً إنك على كل شئ قدير.



الباب الثالث: الفصل الأول المراجعات السعودية 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 51659
العمر : 72

الباب الثالث: الفصل الأول المراجعات السعودية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الباب الثالث: الفصل الأول المراجعات السعودية   الباب الثالث: الفصل الأول المراجعات السعودية Emptyالسبت 16 مارس 2019, 9:31 am

ثالثاً/ سماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ
مفتي عام المملكـــة
(تفجير مبنى إدارة المرور بالرياض)  
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين.

وبعد:
فقد تابعنا ببالغ الألم حادث التفجير الذي وقع في مبنى الإدارة العامة للمرور بوسط مدينة الرياض وما نتج عنه من قتل لأنفس مسلمة معصومة وإصابات متنوعة لعدد كبير من المسلمين العاملين في المبنى أو المراجعين أو من كانوا في الطريق أو في المباني المجاورة وإتلاف للممتلكات من مبان وسيارات وغيرها.

وإني إبراءً للذمة ونصحاً للأمة وبياناً لحال هذه الفئة الضالة المنحرفة التي اتخذت الدين لها ستاراً لأبين لعموم المسلمين أن هذا العمل محرم بل هو من أكبر الكبائر لأدلة كثيرة منها:


قول الله تعالى:

(وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا).

ويقول سبحانه:
 (وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالحَقِّ)، ويقول عز وجل: (وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ * وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا).
 
ويقول النبي (صلى الله عليه وسلم):
 (اجتنبوا السبع الموبقات قيل يا رسول الله وما هن؟ قال: الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق..).

ويقول (صلى الله عليه وسلم):
 (أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء).

 ويقول (صلى الله عليه وسلم):
 (لن يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً).

قال ابن عمر رضي الله عنهما:
(من ورطات الأمور التي لا مخرج منها لمن أوقع نفسه فيها سفك الدم الحرام بغير حله).
 
ويقول (صلى الله عليه وسلم):
 (كل ذنب عسى الله أن يغفره إلا الرجل يموت مشركاً أو يقتل مؤمناً متعمداً).

ويقول (صلى الله عليه وسلم):
 (من قتل مؤمناً فاغتبط بقتله لم يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً).

ويقول (صلى الله عليه وسلم):
 (لو أن أهل السماء وأهل الأرض اشتركوا في دم مؤمن لأكبَّهم الله في النار).

ويقول (صلى الله عليه وسلم) وهو يطوف بالكعبة:
 (ما أطيبك وما أطيب ريحك ما أعظمك وما أعظم حرمتك والذي نفس محمد بيده لحرمة المؤمن عند الله أعظم حرمة منك ماله ودمه وأن تظن به إلا خيراً).

ويقول (صلى الله عليه وسلم):
(لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم).

ويقول (صلى الله عليه وسلم):
(يأتي المقتول متعلقاً رأسه بإحدى يديه متلبثا قاتله باليد الأخرى تشخب أوداجه دماً حتى يأتي به العرش فيقول المقتول لرب العالمين هذا قتلني فيقول الله للقاتل تعست ويذهب به إلى النار).
 
وقد أجمع المسلمون إجماعاً قطعياً على عصمة دم المسلم وتحريم قتله بغير حق وهذا مما يعلم من دين الإسلام بالضرورة.

ومما سبق من النصوص الثابتة الصريحة يتضح عدة أمور أهمها:
* تحريم قتل المسلم بغير حق وأنه من أكبر الكبائر.
* أن النبي (صلى الله عليه وسلم)جعله قريناً للشرك في عدم مغفرة الله لمن فعله.
* أن من قتل مسلماً متعمداً فقد توعده الله بالغضب واللعنة والعذاب الأليم والخلود في النار.
* أن الدم الحرام هو أول المظالم التي تقضي بين العباد وحصول الخزي يوم القيامة لمن قتل مسلماً بغير حق
* قتل المسلم بغير حق من أعظم الورطات التي لا مخرج منها
* عظم حرمة المسلم حتى إنه أعظم حرمة من الكعبة بل زوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم.
* الإعانة أو الإشارة أو تسهيل قتل رجل مسلم كلها اشتراك في قتله وهؤلاء جميعاً متوعدون بأن يكبهم الله في النار حتى لو اشترك في ذلك أهل السماء والأرض لعظم حرمة دم المسلم.
* أن من فرح بقتل رجل مسلم بغير حق لم يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً.
*أن قتل المسلم من أعظم ما يرضي عدو الله إبليس عليه لعنة الله.


هذا كله في قتل المسلم بغير حق فكيف إذا انضم إلى ذلك تفجير الممتلكات وترويع الآمنين من المسلمين والانتحار وغير ذلك من كبائر الذنوب التي لا يقدم عليها إلا من طمس الله على بصيرته وزين له سوء عمله فرآه حسناً...

كما قال تعالى: (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا * أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا).

ويقول عز وجل:
(وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ * وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ).
 
وإني إذ أبين حكم هذه الفعال القبيحة المنكرة لأؤكد على أمور:
1/ أن دين الإسلام يحارب هذه الأفعال ولا يقرها وهو برئ مما ينسبه إليه أولئك الضالون المجرمون.

2/ أن الله قد فضح أمر هذه الفئة الضالة المجرمة وأنها لا تريد للدين نصرة ولا للأمة ظفراً بل تريد زعزعة الأمن وترويع الآمنين وقتل المسلمين المحرم قتلهم بالإجماع والسعي في الأرض فساداً.

3/ أنه لا يجوز لأحد أن يتستر على هؤلاء المجرمين وأن من فعل ذلك فهو شريك لهم في جرمهم وقد دخل في عموم قول النبي (صلى الله عليه وسلم) (لعن الله من أوى محدثاً)، فالواجب على كل من علم شيئاً من شأنهم أو عرف أماكنهم أو أشخاصهم أن يبادر بالرفع للجهات المختصة بذلك حقناً لدماء المسلمين وحماية لبلادهم.

4/ أنه لا يجوز بحال تبرير أفعال هؤلاء القتلة المجرمين.

5/ أن هذه البلاد ولله الحمد متماسكة تحت ظل قيادتها وولاة أمرها وأننا جميعاً ندين لله عز وجل بالسمع والطاعة لولاة أمرنا في غير معصية الله عز وجل اتباعاً لقول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً)، وقول النبي (صلى الله عليه وسلم): (عليكم بالسمع والطاعة). 
 
6/ أن ما أصاب المسلمين من شيء فبسبب ذنوبهم يقول الله عز وجل: (وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ).  

فالواجب على الجميع تقوى الله والمبادرة بالتوبة من الذنوب والمعاصي وأحب أن أخاطب إخواني رجال الأمن في هذه البلاد الطاهرة وأبشرهم بأنهم على خير عظيم وهم في ثغر من ثغور الإسلام فعليكم بالحرص واليقظة والعزيمة في الدفاع عن دينكم أولاً ثم عن بلاد المسلمين ضد هؤلاء الضالين.

سدَّد الله خطاكم وأعانكم على كل خير ثم إني أخاطب من سولت له نفسه القيام بمثل هذه الأفعال الإجرامية المحرمة أو زلت قدمه بذلك أو تعاطف مع أولئك ناصحاً لهم بالمبادرة بالتوبة إلى الله عز وجل قبل حلول الأجل وأن يراجعوا أنفسهم ويتأملوا نصوص الكتاب والسنة مما سقناه وغيره وألا يعرضوا عنها فإن الله سائلهم عنها وعمَّا اقترفوه.

يقول الله عز وجل:
(وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ).
 
أسال الله تعالى أن يحفظ بلادنا وسائر بلاد المسلمين من كل سوء ومكروه وأن يهدي ضال المسلمين وأن يرد كيد الكائدين في نحورهم وأن يغفر لمن مات من المسلمين وأن يرزق أهلهم وذويهم الصبر إنه سبحانه قريب مجيب.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.



الباب الثالث: الفصل الأول المراجعات السعودية 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 51659
العمر : 72

الباب الثالث: الفصل الأول المراجعات السعودية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الباب الثالث: الفصل الأول المراجعات السعودية   الباب الثالث: الفصل الأول المراجعات السعودية Emptyالسبت 16 مارس 2019, 9:44 am

رابعاً/ معالي الشيخ صالح بن فوزان الفوزان
عضو هيئة كبار العلماء
(تفجير 3 مجمعات سكنية في الرياض 1424) 
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه ومن والاه.

وبعد:
فإنه لما حدثت التفجيرات في الرياض وغيرها وقد قام بها ثلة من شباب المسلمين استغرب الناس هذا الحدث واختلفوا في تعليلاته وأسبابه، وكل أدلى برأي.

والذي أراه سببا وحيدا لذلك هو تربية الشباب منذ صغرهم على مناهج دعوية وافدة تخالف المنهج السليم الذي كانت تسير عليه البلاد ويتلقون أفكارا من خلال تلك المناهج أدت بالكثير منهم إلى ما لا تحمد عقباه.

لقد كان صدر هذه الأمة من الصحابة والتابعين والقرون المفضلة يسيرون على منهج الكتاب والسنة الذي تركهم عليه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأوصاهم بالتمسك به فقال: (إني تارك فيكم ما إن تمسَّكتم به لن تضلوا بعدي كتاب الله وسنتي)، وقال (صلى الله عليه وسلم): (فإنه مَن يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي؛ تمسَّكوا بها وعضُّوا عليها بالنَّواجذ وإيَّاكم ومُحدثات الأمور فإن كل مُحدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة).

والله تعالى قد أوصانا بإتباع السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان فقال سبحانه وتعالى: (وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ).
 
ومنهج هؤلاء الذين أوصانا الله بإتباعهم يحتاج منا إلى معرفته وتعلمه ومعرفة ما يخالفه وبضاده حتى نتجنبه إذ لا يمكن لنا أتباع منهج السلف إلا بمعرفته؛ ولهذا قال سبحانه: (وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَان)، أي باعتدال من غير غلوّ ومن غير تساهل ولا تفريط، ولا يمكن ذلك إلا بتعلم هذا المنهج وعلم ما يخالفه ويضاده؛ ولذلك ألف الأئمة كتب العقائد التي فيها بيان منهج السلف وبيان منهج المخالفين لهم من شيعة وقدرية وخوارج وجهمية ومعتزلة ومشتقاتهم من الفرق الضالة التي أخبر عنها (صلى الله عليه وسلم) بقوله: (وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة قيل: من هي يا رسول الله؟ قال: من كان على ما أنا عليه وأصحابي).
 
واليوم شبابنا تتخطفهم مناهج مختلفة فيحتاجون إلى دراسة عقيدة السلف الصالح بعناية تامة وتحذيرهم من الانقسامات تبعاً للمناهج الوافدة عملا بقوله تعالى: (وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)، وكثير ممّن ينتمون لمنهج السلف يجهلونه ولذلك اختلفوا بينهم؛ كلٌّ يزعم أن الصواب معه؛ فحصلت بينهم صراعات مريرة، بل وصل الأمر ببعضهم إلى التكفير لغيرهم أو التفسيق والتبديع نتيجة للجهل بمنهج السلف؛ فلم يتبعوه بإحسان، بينما فرق أخرى من الحزبيين تزهد بمنهج السلف وتتبع رموزاً من حركيين ومنظرين أبعدوهم عن منهج السلف فاعتنقوا أفكاراً غريبة عن منهج السلف.

وكلا الفريقين من هؤلاء وهؤلاء على طرفي نقيض وفي صراع مرير أفرحوا به أعداء الإسلام، ولا ينجي من هذا الصراع والاختلاف بين صفوف شباب الأمة إلا الرجوع الصادق إلى الكتاب والسنة وما عليه سلف الأمة وأئمتها؛ قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً).
 
والرَّد إلى الله هو الرَّد إلى كتابه، والرَّد إلى الرسول هو الرَّد إلى سنته.

وهذا لا يحصل ولا يتحقق إلا بتعلم العقيدة الصحيحة المأخوذة من الكتاب والسنة وما كان عليه سلف الأمة وأئمتها، وهذا -ولله الحمد- مضمّن في مناهج الدراسة وكتب العقيدة المقررة في مدارسنا ومعاهدنا وكلياتنا ومساجدنا؛ فيا أيها المدرسون الكرام ونحن في بداية العام الدراسي.. الله.. الله عليكم الجدّ والاجتهاد في توضيح هذه العقيدة الصحيحة السليمة لأبنائكم الطلاب حتى تكون لهم حصناً منيعاً -بإذن الله- يقيهم من الانحراف الفكري، وربوهم على التآخي في الحق وعفة القول فيما بينهم بدلاً من التراشق فيما بينهم بالاتهامات الجارحة والوقيعة في أعراض العلماء والدعاة؛ قال تعالى: (فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ).
 
وحينما أقول:
إن الشباب على طرفي نقيض حول منهج السلف فلست أعني كل الشباب؛ لأن هناك كثيراً من الشباب -ولله الحمد- على منهج سليم ومنهج وسط معتدل هو منهج السلف الصالح وهم قدوة صالحة لشباب الأمة نرجو الله أن يثبتهم ويرزقهم الفقه في دينه، لكننا نخاف عليهم التأثر بالتيارات المضللة التي اجتاحت فئات من شبابنا والحي لا تؤمن عليه الفتنة - كما قال بعض السلف: (من كان مُستناً فليستن بمَن قد مات فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة).

فيا شباب الأمة:
خذوا عن العلماء الربانيين الذين يدعون إلى كتاب الله وسنة رسوله ويعلمونكم العلوم النافعة في المدارس والمساجد، وإياكم والأخذ عن أهل الضلال والجهال وأصحاب الأهواء، وخذوا عمن تثقون بعلمه ودينه وعقيدته كما قال بعض السلف: (إن هذا العلم دين فانظروا عمّن تأخذون دينكم فأقبلوا على طلب العلم الصحيح واحذروا من التفرق والتنابز بالألقاب).

قال الله تعالى:
(وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ). 

وقال تعالى:
(وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ).
  
وذلك بسبب تفرقهم واختلافهم وخذوا بوصية نبيكم (صلى الله عليه وسلم) حيث قال: (فإنه مَن يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسَّكوا بها وعضُّوا عليها بالنَّواجذ).

وخوّفوا مما خاف منه (صلى الله عليه وسلم) حينما قال: (وإنما أخاف على أمتي الأئمة المصلين) إنه ليس لنا إمام وقدوة سوى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال الله تعالى: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا).
 
قال ابن تيمية رحمه الله:
(من قال هناك شخص يجب أتباعه غير الرسول (صلى الله عليه وسلم) فإنه يُستتاب فإن تاب وإلا قتل).
 
ومعنى هذا أن غير الرسول لا يُتَّبع إلا إذا اتَّبع الرسول، ومَنْ خالف الرسول حَرُمَ أتباعه.

وأبو بكر رضي الله عنه يقول:
(أطيعوني ما أطعت الله فيكم فإن عصيته فلا تطيعوني).

ومعنى هذا أنه ليس هناك متبوع معصوم غير الرسول (صلى الله عليه وسلم) وعليكم معشر الشباب بتوقير العلماء والمدرسين حتى تستفيدوا من علمهم، فإن احتقرتموهم حرمتم من علمهم.

وفق الله الجميع للعلم النافع والعمل الصالح.

هناك من يدعو إلى البقاء على التفرق في الآراء كما نقرأ لهم في الصحف والمجلات، ويقولون: إن هذا من يسر الإسلام في قبول الرأي والرأي الآخر ومن الأخذ بالاجتهاد.

وهذا من المغالطة والتضليل؛ لأن الله لم يرضَ لنا البقاء على الاختلاف، بل حذرنا من ذلك؛ فقال سبحانه: (وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ، يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ). 

قال ابن عباس رضي الله عنهما:
تبيض وجوه أهل السنة والجماعة، وتسود وجوه أهل الفرقة والإضاعة والأخذ بأقوال المجتهدين، وهو الذي يعبر عنه بقولهم: لا إنكار في مسائل الاجتهاد؛ فذلك حينما لا يتبين الدليل مع أحد المختلفين فإذا تبين وجب الأخذ بما قام عليه الدليل وترك ما خالفه، وهو معنى قوله تعالى: (فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ).

وأصحاب هذه الفكرة يقولون:
لا تردون مسائل النزاع إلى الله والرسول وإنما كلّ يبقى على قوله، ويجوز لنا الأخذ بأي قول دون نظر إلى مستنده.

نحن لا نتعصب لإمام معين؛ لا نأخذ إلا بقوله، وإنما نتبع الدليل مع أي إمام كما أمرنا الله ورسوله بذلك.

قال الإمام أبو حنيفة رحمه الله:
إذا جاء الحديث عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فعلى الرأس والعين، وإذا جاء الحديث عن الصحابة فعلى الرأس والعين، وإذا جاء عن التابعين فهم رجال ونحن رجال؛ أي هم مجتهدون ونحن مجتهدون؛ حيث لا دليل.

وقال الإمام الشافعي رحمه الله:
(أجمع المسلمون على أن مَن استبانت له سنة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لم يكن له أن يدعها لقول أحد).

وقال رحمه الله:
(إذا خالف قولي قول رسول الله فاضربوا بقولي عرض الحائط).

وقال الإمام مالك رحمه الله:
(أو كلما جاءنا رجل أجدل من رجل تركنا ما جاء به جبريل إلى محمد لجدل هؤلاء؟).

وقال الإمام أحمد رحمه الله:
(عجبت لقوم عرفوا الإسناد وصحته يذهبون إلى رأي سفيان، والله تعالى يقول: (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ).

وقبل هؤلاء الأئمة يقول ابن عباس رضي الله عنهما لما خالفه أبو بكر وعمر رضي الله عنهما في مشروعية فسخ الحج إلى العمرة مع أن سنة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) واضحة في مشروعية الفسخ، قال: (يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء؛ أقول: قال (صلى الله عليه وسلم) وتقولون: قال أبو بكر وعمر).
 
أقول:
فكيف بالذين يقولون الآن: قال المفكر الفلاني والكاتب والفلاني ممّا يخالف كلام الله وكلام رسوله، ويسر الإسلام ليس بأتباع الأقوال وإنما هو بالأخذ بالرخص الشرعية.

اللهم إنا نبرأ إليك من هذا القول ونسألك الثبات على الحق ونعوذ بك من أتباع الهوى.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.



الباب الثالث: الفصل الأول المراجعات السعودية 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 51659
العمر : 72

الباب الثالث: الفصل الأول المراجعات السعودية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الباب الثالث: الفصل الأول المراجعات السعودية   الباب الثالث: الفصل الأول المراجعات السعودية Emptyالسبت 16 مارس 2019, 8:48 pm

(تصحيح مفاهيم في العنف والتطرف) 
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد:

في مقالات مضت تناولت بالبيان بعض الشبهات التي يتعلق بها هؤلاء الذين غرر بهم من أبناء المسلمين فأساءوا إلى دينهم ومجتمعاتهم بسببها، ولا شك أن الفتن على قسمين فتن شبهات وتكون في العقيدة والدين، وفتن شهوات وتكون في الأفعال والسلوك والأخلاق، ويروج هذه الشبهات بقسميها أعداء الإسلام والمسلمين.

قال الله تعالى:
(وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ * وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُواْ مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ).

وقال تعالى:
(وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَآئِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ).
 
والمسلم على خطر من هذه الشبهات أن تؤثر عليه وتضله، فهذا إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام خاف على نفسه من فتن الشبهات فقال: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَـذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ * رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ).
 
ونبينا (صلى الله عليه وسلم) يقول:

(يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلبي على دينك).

والراسخون في العلم يقولون:
(رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ).
 
ولا شك أن هذه الشبهات يجب أن تعرض على أهل العلم ليكشفوا زيفها ويبيّنوا بطلانها حتى يسلم المسلمون من شرها وشر أهلها ولا تعرض على الجهال وأنصاف المتعلمين أو تعرض على علماء الضلال فإن هؤلاء لا يزيدونها إلا شراً، ونحن الآن في فتن عارمة استهوت كثيراً من شباب المسلمين فنتج عنها التخريب في بلاد المسلمين وقتل الأبرياء من المسلمين والمستأمنين وإتلاف الأموال والممتلكات.

وقد قال النبي (صلى الله عليه وسلم):
(إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام).

وقال (صلى الله عليه وسلم):
(كل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه).
 
ودماء المستأمنين من الكفار وأموالهم كدماء المسلمين وأموالهم فلا يجوز قتل المستأمن عمداً وإن قتل خطأ فإنه على القاتل الدية والكفارة، قال (صلى الله عليه وسلم) في قتله عمداً: (من قتل معاهداً لم يُرح رائحة الجنة)، وقال تعالى في قتله خطأ (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلاَّ خَطَئًا وَمَن قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَئًا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلاَّ أَن يَصَّدَّقُواْ فَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ عَدُوٍّ لَّكُمْ وَهُوَ مْؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِّيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةً فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِّنَ اللّهِ وَكَانَ اللّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا).
 
وهذا يدل على وجوب وفاء المسلمين بالعهود وتحريم الغدر بها حتى مع الكفار: (إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً)  وهؤلاء الذين يقتلون الكفار في بلاد المسلمين قد خالفوا الكتاب والسنّة وعصوا الله ورسوله وعملهم هذا غدر وخيانة وإن سموه جهاداً فهو جهاد في سبيل الشيطان وشبهتهم في ذلك عموم حل دم الكافر وماله ولم يعلموا أن هذا الحكم خاص بالكافر الحربي دون الكافر المعاهد والمستأمن والذمي، كذلك من شبهتهم في قتل رجال الأمن المسلمين أن الصائل يقتل دفعاً لشره. ولم يعلموا أنهم هم الذين ينطبق عليهم حكم الصائل لأنهم يصولون على المسلمين والمستأمنين، ورجال الأمن هم الذين يدفعون الصائل في هذه الحالة ولو أنهم كفوا أذاهم عن المسلمين ولم يشهروا السلاح في وجوه المسلمين لما تعرض لهم رجال الأمن، ففي الحقيقة هم الصائلون الذين يجب دفع شرهم عن المسلمين ورجال الأمن لهم الأجر في ذلك ومن قُتل من رجال الأمن فإنه ترجى له الشهادة في سبيل الله لأنه يدفع الصائل عن نفسه وعن المسلمين.

ومن شبه هؤلاء المخربين أنهم يقولون إن دول الكفر تقتل المسلمين وتشردهم ونحن نقتل هؤلاء الكفار الذين يقيمون في بلاد المسلمين انتقاماً من الدول الكافرة التي تقتل المسلمين، ونقول لهؤلاء أولا: هؤلاء الكفار المقيمون في بلادنا بالأمان والعهد يحرم قتلهم بموجب العهد والأمان (من قتل معاهداً لم يُرح رائحة الجنة)، وغيره وهذا وعيد شديد لأن هذا العمل غدر وخيانة.

ثانياً:
هذا العمل من قتل الأبرياء الذين لم تحصل منهم إساءة في حق المسلمين والله تعالى يقول: (وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى).
 
وإنما هذا من فعل الجاهلين وإذا كنتم تزعمون أن هذا العمل انتقام من الكفار فأنتم تمشون في مخططاتهم فهم الذين يزرعون التخريب في بلاد المسلمين ويدربون المخربين، أليسوا يؤون المطاردين أمنياً من بلاد المسلمين ويحمونهم ويفسحون لهم المجال في بث الدعايات السيئة ضد المسلمين ويسمونهم بالمعارضين، فلا تكونوا عوناً للكفار على المسلمين وجنداً لهم.

وختاماً:
أحذرُ شباب المسلمين من الانخداع بهذا الفكر المنحرف وأدعو من انخدعوا به إلى التوبة والرجوع إلى الصواب والانضمام إلى إخوانهم وبلدانهم فالرجوع إلى الحق خيرٌ من التمادي في الباطل وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.



الباب الثالث: الفصل الأول المراجعات السعودية 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 51659
العمر : 72

الباب الثالث: الفصل الأول المراجعات السعودية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الباب الثالث: الفصل الأول المراجعات السعودية   الباب الثالث: الفصل الأول المراجعات السعودية Emptyالسبت 16 مارس 2019, 8:59 pm

خامساً:
فضيلة الشيخ: عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين
عضو لجنة الإفتاء المتقاعد   
(تفجير3 مجمعات سكنية بالرياض 1424 هـ)
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

وبعد:
فقد أكد الله الوفاء بالعهد، في مثل قوله تعالى: (وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولا)، وقوله تعالى: (وبعهد الله أوفوا)، وقوله تعالى: (وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ).
   
والعهد هو:
أن يتعهَّد المسلم أو المسلمون لغيرهم من مسلمين أو كفار على عدم الحرب، وعدم القتل.

وقد ذكر العلماء أن للكفار مع المؤمنين أربع حالات:
الأولـى:
أن يكونوا من أهل الذمة إذا بذلوا الجزية.

والثانية:
أن يكون له عهد، كما عاهد النبي (صلى الله عليه وسلم)  قريشاً.

الثالثـة:
أن يدخلوا بأمان، لقوله تعالى: (وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ). 

الرابعة:
المحاربون، فيصح الأمان للكافر، ويكون الذي يؤمنه من المسلمين حتى ولو امرأة، لقول النبي (صلى الله عليه وسلم): (قد أجرنا مَنْ أجرتِ يا أمَّ هانئ) وقوله (صلى الله عليه وسلم): (المسلمون تتكافأ دمائهم، ويسعى بذمتهم أدناهم).
   
والذمة هي العهد، فإذا دخل بلاد المسلمين أحد من المشركين بأمان من الدولة، أو بأمان من أحد الأفراد، سواء دخل لحاجة المسلمين كالعمال والعاملين، أو دخل لحاجته هو، فإنه يجب على أفراد المسلمين ألا يغدروا به، فإن الغدر من صفات المنافقين لقوله (صلى الله عليه وسلم): (وإذا عاهد غدر).
 
وقد شهد الكفار للنبي (صلى الله عليه وسلم) أنه لا يغدر وقد أمره الله تعالى بالوفاء للذين عاهدوا، كما في قوله تعالى: (إِلا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ).
 
وقد أكَّدَ النبي (صلى الله عليه وسلم) على المؤمنين احترام أهل العهد حتى قال: (مَنْ قتل مُعَاهَداً لم يرح رائحة الجنة).
  
وسواء كان هؤلاء المعاهدون من اليهود أو النصارى أو غيرهم من أصناف الكفار فإنه يجب الوفاء لهم وعدم إيذائهم حتى يصلوا إلى بلادهم، وما حصل في هذه الليالي القريبة من تلك التفجيرات، والتي مات على إثرها خلق كثير وجرح آخرون لاشك أن هذا من أفظع الجرائم،وقد وقع من تلك التفجيرات وفيات وجراحات للآمنين، ولبعض المسلمين الساكنين في تلك البنايات، وذلك بلا شك من الغدر ومن إيذاء المستأمنين وإلحاق الضرر بهم،فالذين حصل منهم هذا التفجير يعتبرون مجرمين، ومن اعتقد منهم أن هذا جهاد وأن هؤلاء الساكنين في هذه الأماكن من الكفار ومن الذين تحل دماؤهم بكفرهم، قيل له: إن هذا من الخطأ، فإنه لا يجوز قتالهم ولا قتلهم إلا بعد إخبارهم بذلك، ونبذ عهدهم إليهم، لقول الله تعالى: (وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ).   

فليس قتلهم وهم آمنون من المصلحة، بل إن فيه مفسدة شرعية وهي اتهام المسلمين بالخيانة والغدر وأن فيهم إرهابيون بغير حق فنقول لمن اعتقد حل دمائهم لكونهم غزوا بعض البلاد الإسلامية: إن هذا غير صحيح، وأن الذين غزوا بلاد الإسلام غير هؤلاء، فلا يجوز الغدر بهؤلاء الذين لم يحصل منهم قتل ولا قتال، وقد قال الله تعالى: (وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى).
 
ولاشك أن كل مَنْ شارك في هذه العمليات الإجرامية يأثم ويستحق التعزير،سواء الذي باشر هذا التفجير، أو الذي ساعده بهذه المتفجرات، أو أعان على نقلها لدخولهم في قول الله تعالى: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى ولا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ).  

وقد نهى الله تعالى عن ظلم الكفار إذا كانوا مستأمنين، فقال تعالى: (وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى).
   
وقال تعالى:
(وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا).
 
والشنآن هو البُغض والحقد، فنصيحتنا للشباب المسلمين ألا يفتحوا علينا وعلى بلاد المسلمين باب فتنة، وأن يرفقوا بإخوانهم المسلمين، وأن يقوموا بما يجب عليهم من الدعوة إلى الله على حد قوله تعالى: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ).
  
فإن هؤلاء الكفار قد يهديهم الله ويسلمون إذا رأوا معاملة المسلمين لهم بالاحترام، وبالرفق بهم والإكرام، فيدخلون في الدين الإسلامي، وقد قال النبي (صلى الله عليه وسلم): (ما كان الرفق في شيء إلا زانه، ولا نزع من شيء إلا شانه"، ولَمَّا دخل بعض اليهود على النبي (صلى الله عليه وسلم) وقالوا: السام عليكم، فقال: وعليكم، قالت لهم عائشة بل السَّامُ عليكم ولعنكم الله وغضب عليكم أنكر عليها النبي (صلى الله عليه وسلم) وقال: مهلاً يا عائشة، عليكِ بالرفق وإياكِ والعنف والفحش، ونصيحتنا لهؤلاء الشباب الذين معهم هذه الحماسة وهذه الغيرة نقول لهم: على رسلكم، أربعوا على أنفسكم، ولا تعجلوا، ولا يحملكم ما ترون أو تسمعون من أعمال الكفار على هذا الاعتداء والظلم، وتعريض إخوانكم وشباب المسلمين للتهم والأضرار والعذاب الشديد، وتفتحوا باباً على عباد الله الصالحين باتهامهم واتهام كل صالح ومتمسك بأنهم متهورون، وأنهم غلاة ومتسرعون، فتعم التهمة للصالحين، وليس ذلك من مصلحة المسلمين، ونشير على شباب المسلمين أن يعلنوا البراءة من هذه الأعمال الشنيعة، مع إظهار بغضهم للكفار، ولأعمالهم الشنيعة مع المسلمين، ومع البراءة من موالاة الكفار ومحبتهم، كما نهى الله تعالى عن المولاة والتولي، الذي يستلزم المحبة ورفع المكانة لقول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ).
  
ولا يدخل في موالاتهم استخدامهم، أو عقد العهد معهم لكف شرهم، فإن ذلك لا يستلزم محبتهم ومودتهم، فإن الله تعالى قطع الموالاة بين المؤمنين وبين الكفار ولو كانوا أقارب، ولم يحرم تقريبهم لإظهار محاسن الإسلام، فقد ثبت أن بعض الصحابة كانوا يصلون أقاربهم الكفار، فقد أهدى عمر بن الخطاب رضي الله عنه حلة لأخيه الكافر، وأمر النبي (صلى الله عليه وسلم) أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها أن تصل أمَّهَا وهي كافرة لأجل التودُّد، ولما يحصل بذلك من تصور الكفار للإسلام، وأنه دين العدل والمساواة، وأنه بعيد من الظلم والجور والعدوان. والله المستعان.



الباب الثالث: الفصل الأول المراجعات السعودية 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 51659
العمر : 72

الباب الثالث: الفصل الأول المراجعات السعودية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الباب الثالث: الفصل الأول المراجعات السعودية   الباب الثالث: الفصل الأول المراجعات السعودية Emptyالسبت 16 مارس 2019, 9:54 pm

المبحث الثاني: (قراءة في المراجعات السعودية)
ويتضمن ثلاثة مباحث للمشايخ الذين تراجعوا عن فتاوى وأراء كانوا ينشرونها في مؤلفاتهم ومواقع الإنترنت التي سبَّبت عدداً من حوادث التفجير أو تعميم التكفير وقد كان لها أثراً إيجابياً في تراجع الفكر المُنحرف لدى كثير من الشباب المُتأثِّر به.

وقد بَثَّ التلفزيون السعودي القناة الأولى هذه التراجُعات للمشايخ:
1/ علي بن خضير الخضير.
2/  ناصر بن محمد الفهد.
3/  أحمد بن فهد الخالدي.


وأدار اللقاء وأعده د/ عائض بن عبد الله القرني، وقد قمت بتفريغ المواد الصوتية والمرئية لهذه المراجعات، فوجدت فيها معلومات جديرة بالعناية والبحث والتأصيل لبعض المسائل الفقهية الهامة في مكافحة العنف والتطرف مع الوقوف على اللحظات التاريخية لِمَنْ دخلوا تجربة العُنف والصِّدام مع المُجتمع وخرجوا دون الحصول على شيء من أهدافهم التي رسموها سوى الدمار وإزهاق الأرواح البريئة وتشويه صورة الإسلام عند غيره كالأحداث المصرية المؤسفة التي استمرَّت لسنوات طويلة انتهت بالمراجعات المصرية وكذلك تجربة الجزائر التي سيطر عليها العنف والتطرف وقتل الأنفس البريئة التي طالت النساء والأطفال في أبشع صورة وأقسى مشهد مؤثر لا تقبله العقول والديانات.

هذا المطلب قراءة هادئة في كلام المشايخ المتراجعين وربط كلامهم بالتأصيل الشرعي والتاريخي.

المطلب الأول/ الشيخ علي بن خضير الخضير:
كلمة د/ عايض القرني
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أيها الأخوة المشاهدون:
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته اللهم رب جبريل ومكائيل واسرافيل فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تعلم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون أهدنا لما اختُلِفَ فيه من الحق بأذنك إنك تهدي مَنْ تشاء إلى صراط مستقيم، ربنا هب لنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشداً.

أيها الأخوة المشاهدون:
هذه الحلقة مع فضيلة الشيخ علي بن خضير الخضير والذي كان له فتوى ومواقف واجتهادات سابقة ودُعِيتُ اليوم لمبنى التلفزيون لأنني أخبرت أن فضيلته قد تراجع عن أقواله السابقة التي تخالف الدليل والبرهان وقد جلست معه وليس معه إلا الله وسألت بالله الذي لا اله إلا هو الحي القيوم هل مورس ضدك ابتزاز بإخراج هذا التراجع أو الاعترافات التي تناقض ما قاله من سابق أو أوذي أو أكره على ذلك؟

فأقسم بالله الذي لا اله إلا هو انه من محض إرادته ومن تصوره وأن يقول كلمة الحق التي يجير الله بها سبحانه وتعالى في مسألة سوف أعرضها مع فضيلته في هذه الليلة وما شهدنا إلا بما علمنا وما كنا للغيب حافظين، ويعلم الله أننا نريد الخير لبلادنا ومجتمعنا وأمتنا الإسلامية، فمن هذا أردت أن نلتقي بفضيلته وانتم تسمعون منه وهو بمحض إرادته وطوعه ورغبته في أن يقول كلمة ينفع بها وأتوجَّه له وأرحب بكم فضيلة الشيخ: "علي" في هذا اللقاء وأسأل الله لي ولكم التوفيق والسداد.

كلمة الشيخ: علي بن خضير الخضير
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وكما قال (صلى الله عليه وسلم) في الحديث الصحيح: أن النصيحة لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم.
 
وقد أوصى عمر بن الخطاب رضي الله عنه أبا موسى الأشعري رضي الله عنه إلا بالله قضاء أن يعود فيه أن نرى فيه صواب ولذلك من باب النصح للمسلمين ومن باب النهي لبلادنا ومجتمعنا وأولادنا وأفراد المسلمين جميعاً فإني أرحب بكم وأرحب بإخواني وأعبر من ما اعتقده وما سوف أوضحه للأخوة المشاهدين.

أمَّا بالنسبة للتفجيرات التي وقعت في الرياض فلا شك أنها مرفوضة وانأ أدينها ولا أرى لها بوجه حق فإن التفجيرات سبَّبت الويلات وسبَّبت المفاسد وذهبت منها أنْفُسٌ معصُومة وأرواحٌ بريئة وأزهقت فيها ممتلكات وهذا لا شك انه لا يتفق لا من ناحية الدين ولا من ناحية العقل وهذا في تصوري بما فيها من فساد وما ترتب عليها من إزهاق هذه النفوس المعصومة كافية في معرفة حكمها في الوضع والأنفس لا شك أنها معصومة ودلَّت الأدلَّة من الكتاب والسُّنَّة ومن الإجماع وهي من الضروريات الخمس.

بل اتفقت عليها الشرائع والأديان فإزهاقها بهذه الطريقة لا شك أنها لا تقبل مهما كانت المبررات ومهما كانت الأسباب ومهما كانت الدوافع من وراء ذلك.

موجز المراجعات الشرعية:
ذكر الشيخ أثناء اللقاء التلفزيوني المُسجَّل عدداً من العناصر الهامة لِمَنْ يحمل الفكر المنحرف وإجابات شافية لِمَنْ تأثر أو تعاطف معه وقد سمعت اللقاء مرات عديدة صوتاً وصورة ورأيت من الأهمية التوقف والتأكيد على أبرز هذه المراجعات لاسيما أن الشيخ له حضور جيد في الأحداث وخاصة بعد تراجعاته وعرض تجربته للمشاهدين.

ومما يزيد الأمر أهمية أن الإعداد للقاء التلفزيوني يحتاج إلى تحضير وإعادة حتى تصل الفكرة للمتابع إلا أن هذه الأسطر هي خلاصة لهذه التراجعات التي لا غنى للباحث عن الحق عنها في شتى أنحاء المعمورة فالحكم واحد والنص واحد والشريعة سمحاء بيضاء نقية والرسول واحد والإله واحد والدين عنده الإسلام.

ومن تلك النقاط الهامة:
1/ إزهاق النفوس التي حَرَّمَ الله ليست من الجهاد في شيء وأنها اعتداء وبغي بمنطوق ومفهوم الأدلة الصحيحة والصريحة والمتواترة التي حَرَّمَتْ البغي عليها وكذلك على المجتمعات.

2/ مَنْ أقدم على هذه التفجيرات فهم بُغَاةٌ على المجتمع وعلى ممتلكات أهله وفيهم شبه بالخوارج في التكفير واستباحة الدماء.

3/ الدولة السعودية دولة مسلمة وحكامها مسلمون ولا يجوز تكفير العموم من تكفير الوزراء والعلماء وتكفير المجتمع وإن هذا المسلك سلكه الخوارج والعياذ بالله ونبرأ إلى الله منه وأنه يجب لولي الأمر البيعة والالتزام بها والطاعة وهذه من ضرورة كونه مسلماً.

4/ يَحْرُمْ الاعتداء على المُعَاهَدِ والمُستأمَن:
وهو الرجل الذي من بلاد كافرة دخل إلى بلاد الإسلام فيُعطى عهد أو أمان بأن لا يُمس وبذلك يستحق أن يُعصم له ماله ودمه فإذا دخل الإنسان إلى هذه البلاد سوى كان هذا من الدولة أو من الأفراد فإن هذا يعتبر أماناً والفيزا هي أمان لأن الأمان والعهد ليس له ألفاظ معينة بل كل ما دَلَّ دليل على انه مأمون فلن يمسه شر فهذا يعتبر آمان ويَحْرُمُ قتله ويكون دمه معصوماً وأمواله معصومة حتى يخرج.

5/ نداء للشباب:
وهو أنه لا يجوز تكفير المجتمع على وجه العموم ولاسيما إذا كانت شعائر الإسلام موجودة في هذا المجتمع من الصلوات والأذان فتكفير المجتمع عموماً أو بعضه لا يأتي بخير وهو من أصول الخوارج.

6/ تراجع الشيخ عن مسألة (دفع الصائل) وهي خاصة في مدافعة رجل الأمن وقال: تراجعت عنها وهذا لعلها تكون هذه الرسالة للإخوة المستمعين وهي رسالة واضحة للتراجع عنها وحكى الإجماع عن ابن المنذر في تحريم مدافعة السلطان أو مَنْ يُرسله في الطلب وأنه يُستثنى من دفع الصائل.

7/ عرض الشيخ رأيه في (معسكر السلطان) لمحمد المقدسي فقال عنها:
اطلعت له على رسالة وهي عدة رسائل وعدة مذكرات وتأثر بها الشباب كثيرا وهذه المذكرة والرسالة كانت ينطلق فيها على أنها أنواع العسكر أو الجيش وكل ما انتسب إلى الأمن فأنه يلحق أو يكون حكمه حكم الحاكم فهم طغاة مثله وهذا لاشك انه خطأ وتعميم وليس عندهم أدله في هذا الجانب لأن أصل العصمة باقية وأصل الإسلام باقي فهذه الفتوى خطأ ولا ينبغي للشباب أن يقرءوها لأنها تؤدي إلى تصورات خاطئة ليس على مجالس السنة أو الجماعة.

8/ تحدَّث الشيخ بوضوح عن (مسألة التترس) وأفاض فيها:
وبَيَّنَ أن هذه الفتوى قديمة وكان التصور فيها القديم يختلف عن التصور الحاصل في هذا العصر فقد فُسِّرَتْ خطأ أنها استغلت هذه المسألة بقتل المسلم أنفسهم إذا حدد جهة أنها كافرة يقتل هذه الجهة وإن كان معها أطفال بحجة التترس فتوسع في هذه الفتوى وتوسع في هذا المقام وإلا هي ثابتة قديماً بالنسبة للحضارة التي كانت واضعة في الزمن القديم إلا أن في زمننا لا يمكن مع تقدم الأسلحة وتقنياتها لأن مسألة ضبط الهدف صعب فعندما تضرب نفساً محدَّدة سينال القتل والدمار الأبرياء وهذا خطر عظيم جدا إضافة إلى أن التترس يكون في المعركة والحرب أما ما يحصل في المدن وبين المعاهدين والمستأمنين فهذا أشَدُ خطراً.

9/ ضرب الأهداف الاقتصادية في بلادنا الإسلام من باب إضعاف العدو لا يجوز وهو إتلاف لأموال المسلمين المحترمة بحجج باطلة واهية.

10/ لا تُسمى هذه العمليات استشهادية بل هي قتل للنفس وانتحار يُخشى على فاعلها من العقوبة.

11/ يَحْرُمُ التستر على مَنْ ساهم في هذه العمليات وأنه يجب الإبلاغ عنهم والإخبار عما يُخططون له من فساد وإفساد وأنه من النصيحة لله ولرسوله وللمسلمين عامة.

12/ ثم تحدَّث الشيخ عن بيان 19 المطلوبين أمنيا فقال:
هؤلاء الأشخاص طبعا أصدرنا بيانا التسعة عشر قبل أحداث الرياض وما كنا نعلم بأحداث الرياض وجاء البعض إلينا وصوروا أنهم أبرياء وأن هذه كذبة عليهم وكان بعضهم نعرفه فاستعجلنا وأصدرنا هذا البيان في تزكيتهم لكن وقعت الأمور وعرفنا جدية الأمور الأخرى وندمنا عليها لأنها خاطئة ومخالفة للحق وكان ينبغي التأني والنظر إلى عواقب هذه الأمور لكن فيها تجربة على كل حال فما كنا نتصور هذه الأمور كنا نسمع عن الجزائر ونسمع عن ما حصل فيها وكنا نرى أن الشباب لن يصلوا إلى هذه المرحلة لكن المرحلة القريبة التي ترى شيئاً منها التأجيج وشيئاً من الإثارة تؤدي الأمور شيئاً فشيئاً حتى الآن يجب أن يقف هذا العامل أو أن يقف هذا النزيف حتى لا ندخل إلى هذا النفق المظلم.

13/ أوصى الشيخ طلبة العلم في بيان الحق للناس كما هو:
وأن تتضافر جهود المجتمع مع رجال الأمن لمعالجة هذه المشكلة ومعالجة هذه الأمور قبل أن تستفحل أو قبل أن تحدث أمور اشد وأوصى مرة ثانية الدعاة أن يتقوا الله سبحانه وتعالى ويجتهدون في إيصال الكلمة وإيصال الحق إلى الناس وان لا يجادلوا وخصوصا إذا تعلقت الأمور في مسألة الدماء وفي مسألة ضياع المجتمع فلابد أن يكونوا صريحين وان يبينوا الحق من الباطل رضي من رضي وغضب من غضب فمن لا يعرف الحق فلابد منه فأراد أن يهتم الدعاة بالشباب ويفتحوا باب الحوار معهم الذي فيه هذه الشبهات فيناقشونهم ويتكلمون معهم وكذلك يبينون الحق ويوضحوا الأمور ويتركون قضية المواجهة وقضية التعميم وقضية الفتوى العامة والفتوى التي تثير ويتخذون التي هي أحسن.

14/ تحدث الشيخ عن نعمة المُراجعات فقال:
لاشك هي على كل حال تجارب وأحب أن انقل إلى الإخوة الآخرين هذه التجربة وهي أخطاء مارستها في القديم فاجتهدنا فيها ولكننا لم نوفق في الصواب فيها وكنت أتمنى أني ما فعلتها ولكن بقي في الوقت فسحة للتصحيح والمساهمة في هذا التصحيح وهو ما كنا إن شاء الله ننوي أن نفعل بإذن الله في نفع المسلمين وتصحيح في هذه الأمور في أذهان الشباب وفي أذهان الآخرين.

15/ أجاب الشيخ عن شبهة إخراج المشركين من جزيرة العرب:
الحديث حق ولكن فهمه خطأ إخراج اليهود من جزيرة العرب لا يعني ذلك أنه لا يجوز أنهم لا يأتون لحاجة المسلمين فإذا دخلوا في حاجة المسلمين وفي حاجة ينتفع بها أهل الإسلام فهذا جائز وهم ليسوا بمحاربين ومُحَرَّمٌ قتالهم لأنهم دخلوا في هذا وبقائهم الآن لمصلحة ولذلك لا يدخل في الحديث ما ورد من الدخول والإقامة فيها دائمة ولذلك كانت خيراً موجودة من فترة من الفترات من زمن عن الرسول (صلى الله عليه وسلم) ولما استغنوا عنهم أخرجوهم ومازال أهل الإسلام يستقبلون الكافر والمُعَاهَدين ويجلسون ويبيعون ويستخدمون لمصالح لهم ثم بعد ذلك يعودون إلى بلادهم.

16/ قال في جهاد فلسطين:
الجهاد موجود في فلسطين وما يقومون به فهذا أمور تشرح الصدر ولله الحمد فهذه باقية ولا تزال طائفة من أمتي الحق.

17/ بَيَّنَ أن الجهاد يلزمه إذنُ الإمام فيه ولابد من إعلانه للجهاد أو الإذن به.

18/ قال عن الجهاد في العراق:
العراق أصبحت الآن مكان فتنة لا يدري القاتل فيما قَتَلَ والمقتول فيما يُقْتَل فكيف يذهب هي الآن وقت فتنة والشباب تحت مسئولة لها وليعرفون عواقبها وليعرفوا من يكسب النصر وليعرفون الرايات التي فيها فكيف يذهبون إلى هناك وهم على هذا الجهل العظيم فيعني لا ينبغي الذهاب أبداً ولا أفتي فيه ولابد من ولي الأمر لأنه عالم في هذه المصالح.

19/ تحدَّث الشيخ عن الشباب والفكر المنحرف:
وبَيَّنَ أن هناك عدة عوامل منها الجهل أولاً الذي كان له الأثر العظيم في هذه المسألة ومنها الحماس وأخذ الأمور بالحماس واندفاع ثم اختلاطهم بأناس على غير منهج أهل السنة والجماعة، وبَيَّنَ الشيخ أن هناك مجموعة من الشباب هؤلاء عادوا للجادة والصواب في السجون بعد الحوار والمناقشة.

20/ تحدَّث الشيخ عن (التكفير) وأنه حق لله ولرسوله:
ولا يجوز لإنسان أن يقدم عليه يقول الله سبحانه وتعالى: (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ)، فتكفير المسلم بغير حق منه القول على الله بغير علم وكذلك قول الله سبحانه وتعالى: (وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَـذَا حَلاَلٌ وَهَـذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ).

وفيه أيضاً وعيد شديد جاء عن النبي (صلى الله عليه وسلم) كما في الصحيحين عن حديث ابن عمر مَنْ قال عنه أخيه كافر فقد باء به أحدهما وكذلك في حديث أبي ذر مَنْ قال لأخيه عدو الله أو يا كافر فقد حارت عليه فقد رجعت عليه).

فهذا كله وعيد شديد في الإقدام والجراء على مثل هذه الأمور وتكفير المسلم المصلي القائم بشرائع الدين هذا لاشك انه إثم عظيم وأنه يترتب على تكفير الوالي وتكفير المجتمع ترتب عليها الخروج وترتب عليها إهدار الدماء وإهدار الأموال المعصومة وهذه من الأمور المحرمة.

21/ تحدَّث الشيخ عن الأخطاء الموجودة وأنه لا يُعقل أن يوجد مجتمع صافي ومجتمع ليس فيه شيء ولكن مع ذلك كل هذه المبررات لا تبرر مثل هذه التفجيرات ولا تبرر مثل هذا التكفير ولا تبرر الخروج ولا تبرر نزع اليد من الطاعة.

22/ تحدَّث الشيخ عمَّنْ يسمي العلماء بمشايخ السلطة وأنه من الخطأ لاسيما أن هؤلاء العلماء أمضوا أعمارهم في الإسلام ولهم قدم من الصدق فيه ومنذ عرفنا أنفسنا ونحن نسمع منهم الحق ونسمع البيان الصادق ومنهم الشيخ ابن باز رحمه الله والشيخ محمد بن عثيمين رحمة الله وبقية المشايخ الفضلاء وفقهم الله فهنا لابد من الأخذ منهم ولذلك لما كانت هناك عدم مرجعية وعدم الرجوع لهم تسببت أمور كثيرة وهي طبيعة بعض الشباب إذا لم يكن مقتنع بما عندك تبرأ منك وسهل عنده أن يلزمك بالسلطان أو كونك من أتباع السلطان فلا شك أن هذا مسلك خطأ ولا أيده فيه بل لابد من المرجعية ولابد من الأخذ منه.

23/ تراجع الشيخ عن فتوى له في تكفير المعين:
1/ منصور النقيدان.
2/ تركي الحمد.
3/ عبد الله أبو السمح.


وأنه يبقى فيهم العصمة ويبقى فيهم الإسلام.

24/ قال عن نهاية هذه التفجيرات:
هذا لا شك هذه المفاسد التي ترتَّبت عليها هذه العمليات تشويه سمعة الإسلام والمسلمين والعلماء بل وسبب لضياع ممتلكات المجتمع ونشوء البغض والفرقة فيه واختلاف الكلمة وأيضا التأخير في مجال الدعوة والتسلط على مشاريع البذل والخير والعمليات الإغاثية فلا شك إضافة لمفاسد عظيمة من أهمها صد بعض الشباب على التدين بل أننا سمعنا أن بعض الآباء الآن بدأ يتخوف على أبناءه أن يسلك هذا المسلك وبعض الأمهات وبعض الأقارب يخشون على أبناءهم الآن أن ينزلقوا في هذا المزلق فأثر كثيرا على مجال الدعوة ومجال الشباب.

25/ تحدَّث الشيخ عن المجتمع السعودي فقال:
هو من أفضل المجتمعات لا شك وتلاحظون أن كثيراً من بعض أهل الإسلام يتركون بلادهم الإسلامية ليعيشوا هنا في مجتمع تُظهر الشعائر الإسلامية والخير العظيم فلا زال المجتمع فيه بركة وفيه خير وهذا من نِعَمِ الله سبحانه وتعالى أضف إلى الأمن الذي نعيشه وهذا نعمة عظيمة.

26/ تحدث بعد ذلك عن نعمة الأمن فقال:
لا شك الأمن هو من نِعَمِ الله سبحانه وتعالى فإن حصل الأمن استطعت أن تُصلي استطعت أن تذهب إلى المسجد إذا حصل الأمن استطعت أن تُلقي الدرس استطعت أن تذهب إلى أقاربك أما إذا ضاع الأمن كيف تُصلي كيف ترى أقاربك أين مصير الأموال أين مصير الأنفس فالأمن من نِعَمِ الله سبحانه وتعالى امتنَّ به الله سبحانه وتعالى على البشرية وامتنَّ به على قريش قال تعالى: (لإِيلَافِ قُرَيْشٍ * إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاء وَالصَّيْفِ * فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ).
 
فهي من نِعَم الله سبحانه وتعالى وذكر الله في سورة النحل لَمَّا عدَّد النِّعَم التي منها نعمة الأمن ونعمة السكون ونعمة الرجوع إلى البيت مطمئنين فهذه من النعم التي يجب علينا ألا نهدرها ونضيعها من أيدينا.

27/ تحدَّث الشيخ عن تجربة الجزائر:
سبقنا في هذه التجربة عدد من البلاد الإسلامية ودخلوا في النفق المظلم وتشتت رأيهم وسُفكت الدماء المعصومة وأزهقت الأنفس من خلال التفجيرات فالجزائر مثال واضح وكثيراً ما يُستشهد به فقد خاض الإسلاميين صراع ومواجهة قديمة ولازالوا عشرات السنين عشرين سنة ولا زالوا بذلك حتى الآن لم يحصل لهم شيء كذلك في مصر حصل في أماكن أخرى فلا يمكن للإسلاميين أن يحققوا إقامة حكومة إسلامية في مواجهة مع الحكام والصراع معهم لأن هذه يؤدي إلى مفاسد عظيمة والنهاية لن يكسبوا شيئاً.

28/ تحدَّث الشيخ عن تجربة الجماعات الإسلامية بمصر:
اطلعت على بعض الصحف ورأيت منها ذلك لأن الجماعة الإسلامية في مصر أصدروا كتاب على هذا النحو (نهر الذكريات) وحمدت لهم هذا الموقف إذ تضافرت المفاسد وزادت وعظمت والتراجع كان أفضل من التمادي في العنف.

29/ وجَّه الشيخ كلمة صادقة مؤثرة لحاملي السلاح:
أوجه له كلمة وأقول أنني أعلم أن هناك آخرة وأن هناك موت وأن هناك يوم سوف تُسأل فيه عن الدماء التي تُراق وعن الأموال التي تزهق وعن الترويع للآمنين الذي يحصل من ذلك ولن يستفيد من ذلك شيئاً وأنا أقول له بإخلاص وصدق وأتمنى ذلك من قلبي بأن يتقي الله سبحانه وتعالى وأن يخشى الله في نفسه وفي أهله ويترك هذا العمل ويلقي هذا السلاح كفى من هذه الأعمال التي حصلت التي ينفطر منها القلب وتتألم منها النفوس المؤمنة.

30/ ليس مبرراً قتل الكفار بالسعودية انتقاماً مما يفعل بالمسلمين بفلسطين ونحوها فلا يجوز أن يُنتقم له في بلاد آمنة دخل فيها وهو معصوم الذمة هذا خطأ.

31/ تحدَّث الشيخ عن طريقة الشيخين ابن باز وابن عثيمين فقال:
ليس لي تعقيب وإنما من خلال تجربة وأنا خضت تجربتين تجربة قديمة وتجربة حديثة وجدت أن مسلكهما وطريقتهما هي الأقرب إلى الخير والأنفع في مجتمعنا والأنسب لحصول الخير وان كان يتأخر قليلاً لكن يحصل ويحصل فيها نوع من التصحيح والتعديل، والرفق ما كان في شيء إلا زانه وشيخنا الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله من المشايخ التي درست عليهم سنوات أربع سنوات رحمه الله قد استفاد منه المجتمع واستفاد منها الناس في مشارق الأرض ومغاربها فهو المسلك الناجح وهو المسلك الذي ينبغي أن نسلكه فطريقة العنف والمواجهة فيها تشتت وعاقبتها لا تُحمد فالرجوع عن الفتوى حق فقد كان أهل العلم لهم قول في هذه المسألة قديماً وجديداً كما كان الشافعي له قديم وجديد وأقول هذه كانت في مرحلة وقلتها في فترة معينة والآن لا تأخذ فيها ولا أرى احد أن يرجع إليها أو يقرأها.

32/ ثم تحدَّث الشيخ عن (الخروج على الإمام) فقال:
الخروج على الوالي كما في الحديث الصحيح إذا رأى كفراً بواحاً وليس ذلك فقد صح على النبي (صلى الله عليه وسلم) أن الحاكم إذا أظهر كفراً بواحاً فهذا يُخرج عليه إذا ثبت فعلاً الكفر البواح وليس له فيه تأويل وكفر يجتمع عليه الناس ثم إذا كانت هناك قدرة موازية لتحقيق الحق ولتحقيق الصواب وهذا لم أرى أنه حصل حتى الآن في مجتمعنا وينظر إلى المجتمعات الأخرى بالشروط المعلومة شرعاً.

33/ تحدَّث الشيخ عن الشباب والمُنكرات فقال:
ثبتت من التجربة أن الشاب أقرب إلى العامي في فهمه وإدراكه فبعض الشباب يدرك بعض الأدلة دون بعض وقد يدرك بعض الأدلة ولكن لا يعرف المخصصات لها ولا يعرف كيف يجمع بين جوانبها ويضخم جانباً دون جانب ويقرأ حديثاً ويجعله هو المنهج فالشباب ليسوا أهلاً لمثل هذه الأمور بل عليهم أن يسألوا أهل الذكر ويجب إحياء مسألة أن العصمة لا تكون للبشر لكن هم بذلوا واجتهدوا وأصدروا فتاوى وتكلموا في الخطب وفي الإذاعة وفي البرامج واجتهدوا في هذا الجانب والإنسان يبذل ما يستطيع لكن الحاجز الذي يشعر به الشباب كان هو الحائل دون ذلك ولكن لو زال هذا الحاجز لأصبح هناك قبولاً سريعاً وقبولاً جيداً.

34/ تحدَّث الشيخ عن (وحدة الأمـة) فقال:
يجب المحافظة عليها لاشك هذه مكاسب مثل ما أشرت قبل قليل هذا أمن ومكاسب يجب علينا أن نحافظ عليها ويجب علينا أن نحمد الله سبحانه وتعالى عليها الآن المجتمعات الأخرى تتمنى مثل هذه الأمور فلماذا نحن نخرب بيوتنا بأيدينا فيجب علينا أن نحمد الله على هذه النعمة ونسعى على بقائها ونسعى على بقاء الاجتماع والاجتماع على المخالفات التي لم تصل إلى حد عظيم فهذا خير وليس من مناهجنا ما قد حصل لكن من الحماس الزائد ومن وجود جمع من طلبه العلم والعلماء والذين قد يسهمون في تأجيج الشباب حتى من الخارج والداخل لقنوا الشباب بما يكتبونه من فتاوى يفهمه الشاب ويظن أنها تحوي العلم لأنها تنزيل الإحكام على المعينين وهذا ما لا يدركه الشباب فلم يدركوا مثل هذه الفتاوى العامة فيقرؤها الشباب فينزلها كما يريد ثم تحدث عن مخاطر فهم مسائل التكفير والتفجير والولاء والبراءة والمظاهرة وإثارة الشبهات حولها فيقع الشباب ضحية الجهل والخطأ فتضعف وحدة الأمة وقوتها ثم بَيَّنَ أن البطالة موجودة قديماً واستشهد بكلمة أحد الخطباء عندما قال: (أصل الآباء قديماً كانوا أكثر منا جوعاً) لكنهم أحسن منا في مثل هذه الأمور فلماذا كانت موجودة؟ وهذا كلمة طيبة يعني هذه الأفعال لا يمكن أن تجعل الشاب يتوظف أو يسد حاجته وفقره ليس حلاً وليس معنى ذلك إذا جعت أن تقتل غيرك وليس معنى ذلك إذا لم تجد فرصه عمل أن تعتدي على الآخرين وليس معنى ذلك إذا لم تجد ما تتوظف فيها أن تأخذ ذلك بالقوة مما يؤدي إلي ضعف وحدة المجتمع.

35/ وجَّه الشيخ كلمة للمعلمين والمربين فقال:
دورهم الآن خصوصاً المراحل المتقدمة في المجتمعات وفي الثانوي من الواجب على المدرسين أكثر في بيان مفاسد هذه الأمور وبيان ما فيها من مخاطر إذا وجدوا شباباً قد يمكن أن ينتهجوا ذلك المنهج بأن يكلمهم وينصحهم فيما بينهم وبين أنفسهم فهذا واجب أيضاً وكذلك إمام المسجد يبذل من هذا الجهد ويجعل له كلمة لجماعة المسجد يبين فيها الحق والخطيب أيضاً كلا هؤلاء يجب أن يبذلوا ما يستطيعون.

36/ بَيَّنَ الشيخ حُرمَة دماء رجل الأمن الذي يحرس ويضبط الأمن في المجتمع وأن قتله جريمة وإزهاق لنفس حَرَّمَ اللهُ قتلها.

37/ كلمة للشباب:
الذي أحب أن أوجهه خصوصاً للشباب أن يتقوا الله سبحانه وتعالى وألا يستعجلوا وألا يتحمَّسوا وأن يراجعوا إلى العلماء وإلى المرجعية العلمية ويستندوا في ذلك ويتقوا الله سبحانه وتعالى ويُحَكِّمُوا كتاب الله في أنفسهم ويعتصموا بالكتاب والسُّنَّة، إذا كانوا يدعون إلى التحكيم في كتاب الله في مراحل المجتمع فيجب إن يرجعوا إليه ويحكموا في أنفسهم في ذلك فكيف يجرؤن على أنفس معصومة وكيف يجرؤون على تكفير بغير حق باطل كل هذه الأمور أجد الفرصة المناسبة لأدعو الشباب أن يتقوا الله سبحانه وتعالى فهناك بينهم من قد يوجد أحيانا وقد يدفعهم إلى أمور يغررون بها فيدفعهم إلى أشياء لم يتوقعوها وهذا يحصل من بعض الشباب فيغرر بهم فعليهم أن يتقوا الله سبحانه وتعالى وان لا يأخذوا بأيدهم وان يراعوا حرمات هذا المجتمع وأمنه وبلادنا ولله الحمد في امن وخير فلا يكونوا سبب هذه الفرقة وسبب هذا الشرور والعياذ بالله.

الدكتور عايض القرني:
باركَ اللهُ فيكم وأثابكم ونفع اللهُ بما قلتم.



الباب الثالث: الفصل الأول المراجعات السعودية 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 51659
العمر : 72

الباب الثالث: الفصل الأول المراجعات السعودية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الباب الثالث: الفصل الأول المراجعات السعودية   الباب الثالث: الفصل الأول المراجعات السعودية Emptyالأحد 17 مارس 2019, 6:55 am

المطلب الثاني: مراجعات الشيخ ناصر بن محمد الفهد

مقدمة د/ عايض القرني:

أيها الأخوة المشاهدون سلام الله عليكم معنا اليوم حق ورجوع للصواب واتباع للدليل وليس هناك غموض وليس هناك أسرار ولا ألغاز ولا مؤامرة وراء الكواليس نريد الحق نريد الخير نريد أن يرضى عنا ربنا وحده سبحانه.


فليتك تحلو والحيـــاة مريرة      وليتك ترضى والأنام هضاب

وليت الذي بيني وبينك عامر      وبيني وبين العالمين خراب

إذا صح منك الود فالكل هـين     وكل الذي فوق التراب تراب


معنا هذه الليلة الشيخ ناصر بن محمد الفهد في حوار وفي رشد وفي رجوع إلى الدليل واتباع للصواب حياكم الله يا شيخ ناصر.


بداية كلمة الشيخ ناصر الفهد:

جميع ما أقوله مقتنع فيه تماماً ولم يُمارس علينا أي ضغط وأمر هذه المقابلة أنا طلبت ترتيبها من اجل إبراء الذِّمَّة.


موجز المراجعات:

1/ ذكر الشيخ أسباب المراجعات وهي أن ما حصل خلال الستة شهور الماضية جعلته يفكر كثيراً ويراجع في كثير من أقواله وفتاواه التي ساقت أحوال وأتت بأمور لا تُحمد عقباها وأدخلته في أمور نسأل الله أن يكفينا شرها ومع التفكير ومع القراءة ومن الاستفادة ومع الأحداث التي حصلت حصل في نفسه تغيُّر كثير جداً وصدم صدمة عظيمة لما حصل خلال شهر رمضان من تفجير مجمع المحيا حين رأى المسجد قد هدم في رمضان ورأى الحارس السوداني وهو أب لخمسة أطفال ورأى كذلك مجموعة من الأسر المصرية والأردنية مصابين في هذا التفجير المشين فَعَدَّهُ من الفساد في الأرض وليس من الجهاد في سبيل الله وقال: (نحن نبرأ إلى الله منه ومَنْ يعمل مثله أنا نفسي طلبت وكتبت طلب إبراء للذمَّة من أجل يعرف الناس أننا لا نُقر مثل هذه الأمور وأن هذه الأمور مُحَرَّمَة فأنا الذي طلبت وأنا أقسم على ذلك حتى لا يُقال أن ضغوطاً مورست علينا، أبداً وقد صدمت جداً يعني ما صدمت ربما في حياتي يعني أول ما قرأت التفاصيل وشاهدت الصور رأيت اثنتين من النساء فقدت كل واحدة منها عين ورأيت الأطفال حتى الأطفال من المسلمين رأيت أسر مصرية وأسر لبنانية وأسر أردنية يعنى حال لا يُقِرُّه بمثل هذه الأمور ونحن نبرأ إلى الله منها شعرت بصدمة شديدة لما رأيت هذا وهذا الذي جعلني اطلب هذه المقابلة من أجل إبراء الذمَّة وبيان للناس بأننا لا يمكن بحال أن نُقِرَّ بهذه الأعمال).


2/ هذه التفجيرات ليست من الجهاد في سبيل الله بل من الفساد كما ذكر الرسول (صلى الله عليه وسلم) أن الخمر تشرب في آخر الزمان وتسمى بغير اسمها ومثل ذلك من يفجر في بلاد الإسلام ويقتل أطفال ويقتل المسلمين ويسميه جهادا والحق أنه فساد فالأسماء لا تُغني.


3/ تحدَّث الشيخ عن من فجر نفسه بأن ذلك ليس من الشهادة ويشهد له ما جاء عن الرسول (صلى الله عليه وسلم) كما في الحديث أن رجلا به جراحة فقتل نفسه فقال الله تعالى (بادرني عبدي بنفسه حَرَّمْتُ عليه الجنة).

 

فمثل هذا يعتبر انتحاراً فكيف يقتل مسلمين ونفوس معصومة ويُتلف أموالاً محترمة وفي بلاد الإسلام فهذه لا تعتبر شهادة أبداً والذي يدل هذا الدليل السابق.


4/ أوضح الشيخ أن تأشيرة الدخول كافية لئن يكون بها الكفار من المعاهدين المستأمنين والتأشيرة تعتبر عهد أمان وذكر العلماء أن سلام المسلم على الكافر الحربي تجعله من المستأمنين والرسول (صلى الله عليه وسلم) قال: (وذمة المسلمين واحدة يسعى بها أدناهم فمَنْ أخفر مسلماً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين).


ومن أعظم ذلك ان ينتهك حرمة هذا المستأمن إذا آمنه المسلم حتى بالسلام فضلاً عن أن يأتي مجموعة من المسلمين يعني يتعاقد معه ويعطيه آمان ويعطيه تأشيرة ويأتي به إلى هنا فهذه أمانات أكثر من واحدة فهذا الذي يعتدي عليه يخفر هؤلاء كلهم فيكون معرض إلى الوعيد كما حديث الرسول (صلى الله عليه وسلم): (مَنْ قتل مًعَاهد لم يرح رائحة الجنة وان ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاماً).

 

5/ ذكر الشيخ قاعدة مهمة جدا من كلام ملائم للأحداث الراهنة وهي ما ذكر ابن القيم رحمه الله في كتاب مدارج السالكين قال فيه إن الأمر لو كان ملتبس لا تعرف هل هو حق أو باطل حلال أو حرام قال فلينظر إلى نتيجته أو ماله إذا كانت مفاسده أكثر من مصالحه يكون محرما وماذا كانت مصالحة أكثر من مفاسده يكون مباح فالآن حتى لو كانا لا نعرف الحكم سابقا ولكن نعرف النتائج نرى النتائج الآن أمامنا واضحة منها قتل نفوس مسلمة و قتل نفوس معصومة وانتهاك بلدان وترويع الآمنين يعني مفاسد كثيرة مترتبة على هذه الأعمال السيئة.


6/ ذكر الشيخ تراجعه عن تعميم الفتيا والبيانات التي كانت فيها حماس غير منضبط وفيها تعميم وفيها أمور يعني أخطأنا نحن وفيه أمور اخطأ الناس في فهمنا لها لأنه أصلا عممنا وتكلمنا بأمور الحقيقة ما كنا نعرف أن الأوضاع ستصل إلى ما وصلت إليه لكن الحمد لله الأمور بيد الله سبحانه وتعالى و هو يقدر لحكم قد نعلمها وقد لا نعلمها ومن الفوائد أنها بينت لنا هذه الأخطاء لذلك اعتبر نفسي متراجعا كثيرا من الفتاوى والأمور التي ذكرتها.


7/ تحدَّث الشيخ عن خطر الفتيا والإقدام عليها وأن الصحابة رضوان الله عليهم وهم خير البشر بعد الأنبياء عليهم الصلاة والسلام كانوا يتدافعون الفتية وكان يتدافعها العشرة والعشرين كل رجل يريد أن يتحمل أخوه عنه هذه الفتية ثم هناك مرجعية للفتية وأهل العلم الكبار المعروفين وهذا يكفينا ولله الحمد.


8/ ذكر الشيخ منكرات التفجيرات التي حصلت بمجمع المحيا بمدينة الرياض وما سبقها من تفجيرات مماثلة ومنها:
المنكر الأول..

أن فيه قتلا لنفوس مسلمة والله يقول: (وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا).


ويقول الرسول (صلى الله عليه وسلم): (لا يزال الرجل في فسحه من دينه حتى يصيب دم حرام) و (لزوال الدنيا وما عليها أهون عند الله من قتل رجل مسلم فكيف بقتل مجموعة).

 

المنكر الثاني..

قتل المعاهدين والمستأمنين وسبق ذكرت لك حديثا من الصحيحين حديث عمرو بن العاص يقول رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة وان ريحها ليوجد منها مسيرة أربعين عاماً) و (أن ذمة المسلمين واحدة يسعى بها أدناهم فمن اخفر مسلما فعليه لعنه الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفاً ولا عدلاً).


المنكر الثالث..

قتل النساء والصبيان ففي حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما (أن الرسول (صلى الله عليه وسلم) مَرَّ على أمرأة كافرة مقتولة في غزوة بين المسلمين والكفار وأنكر ذلك ونهى عن قتل النساء والصبيان).


يعنى تصور معركة بين المسلمين والكفار وامرأة كافرة في غزو ومع ذلك نهى عن قتلها فكيف بنساء وصبيان وفي بلاد الإسلام وبعضهم مسلمين وبعضهم مستأمنين؟


المنكر الرابع..

إتلاف الأموال المحترمة شرعا وحفظ المال من الضروريات الخمس التي أتت جميع الشرائع بحفظها وثبت في الصحاح والسنن والمسانيد من عن أبي بكر وعائشة وأبي هريرة وابن عمر وابن عباس رض الله عنهم أن الرسول (صلى الله عليه وسلم) قال: (إن دمائكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحُرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا).

 

فقرر حُرمة المال مع حُرمة الدم وهذه أتلفت أموالاً وخرَّبت بيوتاً.


المنكر الخامس..

أنها روَّعت المسلمين وذُكِرَ عن رسول الله أنه نهى عن ترويع المؤمن بل أعظم من ذلك ما ثبت عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: (إذا أشار الرجل على أخيه بحديدة لعنته الملائكة).


يعنى مجرد إشارة بحديدة تلعنه الملائكة فكيف يكون نصيب مَنْ قتل؟ وأتلف؟ وروَّع؟ وأخاف؟ وأفسد؟


المنكر السادس..

أن هذا فيه إخلالاً بالأمن وهو من أعظم نعم الله سبحانه على البشر بعد نعمة دين الإسلام لذلك الله سبحانه وتعالى امتنَّ به على قريش فقال سبحانه وتعالى: (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ).

 

وقال تعالى: (الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ)، وهذه التفجيرات جعلت الناس يخافون على أنفسهم بل أنها روَّعت الآمنين في بيوتهم.


المنكر السابع..

أنها شوَّهت صورة الجهاد في سبيل الله ما هذا من الجهاد في سبيل الله؟!! أتفجر في بلاد الإسلام وتقتل مسلمين وتقتل نفوساً معصومة وتعتبر هذا من الجهاد في سبيل الله؟ والله هذا ليس من الجهاد بل إنه من الفساد.


المنكر الثامن..

أنها ربما سلّطت أعداء الإسلام على الإسلام إذا روي مثل هذه الأعمال لا سمح الله.


المنكر التاسع..

أنها أضرَّت بمشاريع خيرية كبرى لأن كثيراً من التُّجار وأهل الخير أحجم عن التبرعات مخافة أن يؤول المال إلى مثل ما صارت إليه تلك الأعمال أو تستخدم في دعمه.


المنكر العاشر...

شوَّهت صورة المُلتزمين الآن كثيراً فمن الناس إذا رأى الرجل المُلتحي يعتقد أن في جيبه قنبلة أوانه يبحث عن نفس يقتلها وصارت صورته أنه سفَّاك للدماء وانه يريد فقط أن يهدم البيوت على ساكنيها ولو أردت أن أستقصي كثير من المفاسد لجمعت عدداً منها لكن سيطول الوقت.


9/ شرح الشيخ شبهة (دفع الصائل):

إذا كان رجل أمن وأنه يجوز للمشتبه فيه أن يقاتله ويقتله بحجة دفع الصائل فأجاب بأن الجندي مسلم ومادام انه من المسلمين ويشهد أن لا اله إلا الله فعن انس بن مالك أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: (مَنْ صلّى صلاتنا واستقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا فذلك المسلم).

 

أما قتله بحجة دفع الصائل فقد ذكر ابن المنذر إجماع العلماء على استثناء السلطان من باب دفع الصائل حتى وإن صال عليه السلطان فإنه يُستثنى ولا يُقتل.


10/ أبان الشيخ المفاسد التي ترتب على حمل السلاح وأنها واضحة للعاقل ونتائجها الوخيمة لا تحمد بل تسؤ وهذه من فوائد التجارب فقد يكون الإنسان يستفيد من التجارب أكثر مما يستفيد من القراءة والمدارسة ورأينا ما ترتب على حمله من سفك للدماء وترويع الناس والمسلمين فأما حمل السلاح فلا يجوز إلا إذا كان هناك حرب بين المسلمين والكفار.


11/ أوضح الشيخ تحريم تكفير المجتمعات وأن هذا هو فكر الخوارج ومعروف مذهبهم في تكفير المسلمين والتكفير بالمعاصي والتساهل بالإقدام على سفك الدماء هذا كله من فكر الخوارج مما يجوز تكفير المجتمع حتى لو وجد التقصير والقصور يبقى في المجتمعات من نقص البشر فلا يجوز للإنسان تكفير المجتمع.


12/ وجَّه الشيخ رسائل هامة للمطلوبين أمنياً لِمَنْ يحملون السلاح ويصنعون المتفجرات بقصد استخدامها في ترويع الآمنين بحُجج واهية لا دليل لها.


الرسالة الأولى

أن يتقوا الله في المسلمين وقد رأينا الحقيقة والنتائج قُتلت نفوسٌ مسلمةُ ونفوس معصومة وهدم بيوت على ساكنيها وروع الناس وحصلت أمور ما كنا نعتقد أن تصل إلى ما وصلت إليه.


الرسالة الثانية

أن يتقوا الله ويتركوا سفك الدماء.


الرسالة الثالثة

أن يتقوا الله في أنفسهم وأن يتوبوا مما عملوا والله سبحانه وتعالى يقول: (فَمَن تَابَ مِن بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)، وكما ذكر الرسول (صلى الله عليه وسلم): (كل بَني أدم خطّاء وخيرُ الخطائين التائبون).

 

وليس من العيب أن تٌخطئ ولكن العيب الإصرار على الخطأ فادعوهم إلى التوبة والرجوع إلى الحق والرجوع إلى الحق فضيلة.


12/ دعا الشيخ أن يكف عن الفتاوى التي تتعلق بالقضايا المهمة المصيرية وأمر العامة وأمر الدماء والأموال وأن تُعاد إلى صاحب المرجعية وهيئة كبار العلماء وأن هذا من فوائد التجارب التي مر بها لاسيما التضارب في الفتاوى والإقدام عليها بدون نظر ولا مراعاة للمصالح العامة للأمَّة.


13/ فنَّد الشيخ شُبهة مَنْ علّل بجواز التفجيرات بما يحصل له من تضييق وإيذاء وظلم فقال: ما ذنب المسلمين إذا وقع فقر أو بطالة أو وقع عليه ظلم أن يروِّع المسلمين أو غير ذلك فعليه أن يصبر فقد يُبتلى المسلم في السَّراء أو الضَّراء فعليه أن يصبر.


14/ تحدَّث الشيخ بكلام نفيس عن الخروج على السلطان:

ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في منهج السُّنَّة كلاماً جميلاً عن الخروج على السلطان حتى لو كان ظالماً ولو ترتَّبت المفاسد التي حصلت على الخروج أعظم من حصول النتائج فيحرم وذكر أمثله منها مَنْ خرج على الحجَّاج بن يوسف الثقفي وهو من أشهر الظّلمة ومع ذلك لَمَّا خرج عليه مَنْ خرج وحصلت الواقعة عام 83هـ سُفِكَتْ دماء وقُتلت نفوس ولم تحصل نتيجة وأضرَّت أكثر مِمَّا نفعت، ومثلها حادثة الحُسين بن علي رضي الله عنهما مع يزيد بن معاوية لَمَّا أراد الحُسين أن يخرج عليه قُتِلَ ومجموعة وأضرَّت أكثر مما نفعت وذكر نماذج لذلك جماعها أنه لا يحفظ التاريخ مصلحة للخروج على السلطان حتى لو كان ظالماً إلا وتكون المفاسد أكثر من المصالح.


15/ تراجع الشيخ عن فتوى جلب العمال من أميركا والإنجليز وجواز الاعتداء عليهم فقال:

نعم كما ذكرت لك مجرد الإتيان بالكافر مهما كانت جنسيته إلى بلاد الإسلام بعقد أمان فهذا معروف من قديم فقد كان بعض المسلمين يأتون بالكفار بعقد أمان سواء العقد الدائم مثل عقد أهل الذمَّة في بلاد الذي يجوز فيه أن يدوم كبلاد غير عرب أو عقد مؤقت مثل عقد الهدنة أو عقد الأمان وهذا كله يجعلهم نفوس معصومة فالكافر حتى لو كان حربي إذا أعطى عقد أمان أو كان مُعَاهَد يُعصَم دمه وماله.


16/ تحدَّث الشيخ عن خطر التكفير فقال:

التكفير أمره خطير لأنه يترتَّب عليها أمور عظيمة لأنك إذا كفَّرت المسلم معنى هذا أنك أهدرت دمه ومعنى هذا أنك أبطلت نكاحه ومعنى هذا أنك قطعت الولاية بينه وبين أهله وأقاربه وغير ذلك وميراثه وغير ذلك وقد عظّم الرسول (صلى الله عليه وسلم) هذا فقال كما في حديث أبي هريرة وحديث ابن عمر رضي الله عنهم أن الرسول قال: (إذا قال الرجل لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما).


فالإقدام على التكفير غير محمود مطلقاً ومثل هذا الكفر له ضوابط وشروط معروفه وموانع تمنع ولا يعرفه إلا العلماء الكبار الراسخون في العلم فلا يقدم عليها إي رجل وحينئذ يكون الناس في فوضى هذا يُكَفِّر هذا وذاك يُكَفِّر هذا خصوصاً إذا مررت على مسألة سلسلة التكفير مَنْ لم يُكَفِّر كافر.


17/ سُئِلَ الشيخ عن هذه التفجيرات التي يُقصد بها الأهداف الاقتصادية كالبنوك، والمؤسسات بحُجة أضعاف قوة العدو فأجاب هذا لا يجوز مطلقاً هذا ممكن إذا وقع حرب بين دولة الإسلام ودولة الكُفَّار وقع حرب ممكن أن ينظر في هذه ينظر لها الإمام وينظر لها العلماء الراسخون في العلم في استهداف اقتصاديات بلاد الكفار عند وقوع الحرب أما في بلاد الإسلام وبين المسلمين هذا يضر نفس الإسلام ويضر نفس المسلمين من حيث اقتصادياتهم التي لا تعود بالضرر إلا على المسلمين أنفسهم.


18/ أوضح الشيخ أن الذي يملك حق الإذن بالجهاد واستنفار الأمة وقت الطلب أو الدفاع عن الأوطان هو ولي أمر المسلمين لأن أصل الجهاد يُعتبر من السياسات العامة والسياسات العامة كما ذكرها العلم موكولة إلى إمام المسلمين.


19/ قال في الذهاب من السعودية للعراق للجهاد:

لا.. لا أوافق لأن أصل القتال في العراق قتال فتنة يعني لا يدرون مَنْ القاتل ومَنْ المقتول وما هدف القاتل وما ذنب المقتول تحصل تفجيرات وقتال ولا يُعرف مَنْ وراءه.


20/ تحدَّث الشيخ عن أمن المجتمع السعودي فقال:

لا أرى هناك بلاداً أحسن من بلادنا هذه البلاد التي نشأتُ فيها وتعلّمتُ فيها وهي بلادي وأعرفها معرفة تامَّة وتأمَّلها من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب لن ترى أحسن منها مشاعر الإسلام ظاهرة للشعب وإن كان هناك قصور لكن الشعب يعني عندهم طبيعة حُبِّ الدين وحُبِّ الخير والتعاطف مع أهل الخير فلن يجد أصلاً وإن يهاجر لن يجد أحسن من هنا.


ويجب على كل مسلم هنا المحافظة على الأمن ولا يمنع هذا من الدعوة ومن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالتي هي أحسن بل إنه لا تتحقق الدعوة ولا يتحقق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولا تتحقق إقامة شعائر الإسلام ولا صلة الرحم ولا غيرها من الأمور التي فرضها الله سبحانه وتعالى على عباده إلا عند وجود الأمن إذا صار الأمن معدوماً إذا كان الأمن معدوماً كيف تتحقق ذلك كيف تأمر بالمعروف وتنهي عن المنكر؟ كيف تدعو إلى الله؟ كيف تقيم شعائر الإسلام؟ كيف تصل الرحم؟ كيف تطلب العلم؟ كيف تفيد الناس؟ كيف تنفذ مصالح المسلمين؟!! كلها لا تقوم إلا عند وجود الأمن.


21/ تحدَّث الشيخ عن طريقة الشيخ ابن باز رحمه الله فقال:

هذه التجربة أثبت فعلاً أن منهج الشيخ ابن باز رحمه الله هو المنهج الصائب في مثل هذه الأمور منهج الحكمة فالإنسان يُبرئ الذمَّة بالنسبة للمُنكرات فيأمر بالمعروف وينهي عن المنكر ولكن بطريقة الرفق واللين والموعظة الحسنة والتي هي أحسن وهذه أثبتتها حقيقة التجارب.


22/ أفاض الشيخ في تجربته الخاصة ووجَّه نصيحة من القلب للشباب فقال:

والله انصحهم بأخذ العبرة من غيرهم يعني الإنسان خاض تجارب ومَرَّ بأمور ومراحل حتى انتهى إلى درس استفاد منه ويعطيكم خلاصة هذه التجربة وخلاصة هذا الدرس فمن الفوائد أنكم تأخذون الفائدة من رجل جرَّب ومارس وانتهى إلى نتيجة بدل من أن تمرُّوا بنفس المقدمات التي مَرَّ بها حتى تستخلصوا النتيجة فلا خير في العنف ولا حمل السلاح ولا الإقدام على ما لا تُحمد عُقباه قد رأينا الحقيقة ما والله تصورنا أن تصل الأمور إلى ما وصلت إليه مطلقا ولكن عموماً هي تجربة مفيدة.


23/ بَيَّنَ الشيخ ضوابط التكفير:

الشرط الأول:

أن يكون يصاحب الحكم دليل صحيح صريح على أن هذا الأمر كفراً.


الشرط الثاني:

أن يتلبَّس هذا الرجل بنفس المُكفر أحياناً وقد لا يتلبَّس بنفس المُكفر مثل ترك الصلاة كفر قد تجد الرجل لا يصلي ولكن قد يكون معذوراً كأن يكون مسافراً أو يكون جمع فيكون فعلاً تلبَّس بنفس ما صلّى لكن عنده عذر.


الشرط الثالث:

قيام الحجة الذي يعرفه أهل العلم الكبار.


الشرط الرابع:

انتفاء الموانع المشهورة وهي الخطأ والجهل والتأويل والإكراه، فقد يكون الدليل صحيحاً صريحاً بان هذا كُفر وقد يكون الرجل متلبِّساً بهذا المُكفر وقد تكون قامت عليها الحجة ولكن يوجد مانع من خطأ أو جهل أو تأويل أو إكراه ومثل هذه الأمور لا يعرف تفاصيلها ولا البت فيها إلا علماء كبار أما طلبة العلم الصغار أو الجُهَّال فإقدامهم على هذه الأمور غير محمود ولذلك يقعون في أخطاء كثيرة وقد نجد من المفاسد التي رأينا بعضها من الإقدام على الأمور فتبيَّن فعلاً خطأ هذا المنهج.


23/ تحدَّث الشيخ عن بيعة الإمام فقال:

معروف بأن الإمامة إلى إمام المسلمين كان سابقاً الخليفة واحد وكانت الخلافة لرجل واحد ثم لَمَّا تمزَّقت الخلافة بعد خلافة بني العباس وتعدَّدت الدُّول ذكر أهل العلم انه يجوز عقد الإمامة لأكثر من إمام بسبب الضرورة فصار في الأندلس إمام وصار في المغرب إمام وصار في مصر إمام وصار في الشام والحجاز إمام فصار للمسلمين إمام كل بلد في بلده فإذا كنت منتمي إلى بلاد فإمامتك إذا كان مسلماً فإمامتك للإمام الذي أنت في بلده.


24/ تحدَّث الشيخ عن مراجعات الشيخ: علي الخضير فقال:

أبداً الشيخ علي نجتمع نحن وإياه في نفس الاستفادة من التجربة التي خضناها في السابق فربما المراجعات هذه ربما لم تكن يعني لولا الأحداث الأخيرة ربما لم تحصل لكن من فوائد هذه الأحداث أن جعلت الواحد يُراجع نفسه ويُراجع ما سبق أن طرحه وما قاله وما أفتى به الشيخ علي ذكر خلاصة تجربة خضناها وهذه نتيجتها فلعل إن شاء الله مَنْ يسمع هذا الكلام أن يأخذ الفائدة فتنفعه بدلاً من أن يسلك مُقدِّمات قد لا تصل به إلى نتيجة.


24/ علّق الشيخ على واجبنا نحو الكفار في بلادنا فقال:

مادام أن الكافر دخل بلاد الإسلام بعقد أمان فالطريق المناسب له دعوته إلى الله وهي أصلاً دعوة الأنبياء فالرسول (صلى الله عليه وسلم) مكث في مكة فترة أكثر مما مكثه في المدينة وكان كلها في الدعوة ولم يُحمل سيف لوجود الضعف والآن ليس فيه نتيجة أصلاً سفك الدماء وجدنا ظاهرة ولم أتكلم عن خيال أو أقول ربما يكون كذا أو يقول واحد انك تتوهم أو انك تظن أو تُقدِّر أمور تقع نحن رأيناها فعلاً رأيناها وقعت مِمَّا تضرَّر من ذلك المسلمون وما تضرَّر إلا الإسلام وما انتفع من ذلك إلا أعداء الدين وما حصل في الحقيقة بسبب هذه الأمور إلا إضراراً بالإسلام والمسلمين هذه رأيناها نتيجة وليست تخيلات فهذا أمر وجدناه عياناً.


قال سبحانه وتعالى:

(ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ).


فوظيفة الأنبياء الدعوة إلى الله ووظيفة العلماء الدعوة إلى الله وكان أهل العلم دائماً دُعَاةٌ إلى الله وما كانوا يحملون السلاح إلا ضد الكفار في حالة الحرب ولذلك كان شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله تعالى على الرغم مما حصل له في السجن إلا انه لم يرفع سيفه على إمامه وما رفع سيفه إلا ضد التتار عندما حصلت الواقعة بينهم أما المسلمون فكانوا في سلام نحن كلنا وأهل السنة كلنا على ابن تيمية رحمه الله في علمه.


25/ بعث وصيَّة لطالب العلم والدَّاعية فقال:

الإمام أحمد رحمه الله استمر الابتلاء معه أكثر من عشرة سنوات في خلافة المأمون وخلافة المعتصم وخلافة الواثق سجن سنوات وضرب أمام المعتصم حتى أغمى عليه حتى كان ينخس بالسيوف ولا يشعر واستمر مختفياً عن الواثق طيلة فترة الواثق إلى أن رفع المحنة المتوكل يرحمه الله ومع ذلك كلما سُئِلَ الإمام احمد ألا ننابذهم بالسيف؟ قال: لا تكون فتنة يُقتل فيه البريء ولكن عليكم بالدُّعاء ندعو الله سبحانه وتعالى أن يرفع البلاء عن الأمَة وان يصبروا وهذا سبيل الصالحين ثم على الدَّاعية أن يراعي ولي الأمر ويناصح بالتي هي أحسن بالطرق السليمة الراشدة التي تجمع الكلمة ولا يفسد ويفرق فتكون أضرارها أكثر من منافعها حتى لو الإنسان يسمع كلامي الآن يقول هذا متشائم لا نحن رأيناها عياناً رأينا الأمور التي حصلت ما تضرَّر منها إلا الإسلام وأهله.


26/ بَيَّنَ الشيخ أسباباً هامَّة لِمَا حصل فقال:

جعل السبب واحد أوان يكون السبب فيما جرى واحداً هذا خطأ لأن القدرات متفاوتة والأشخاص متفاوتون وقد يكون هناك رجل سبب انحرافه هذا بسبب الجهل وقد يكون هناك أخر بسبب التأثير من الخارج وقد يكون هناك آخر بسبب حماس زائد غير منضبط بضوابط العلم المعروفة وقد يكون هناك آخر تجتمع فيه الأسباب هذه مجتمعه فليس هناك سبب معين ولكن قد تجتمع أسباب فتسبب مثل هذا الخلل.


27/ تحدَّث الشيخ عن (الجماعات المصرية) فقال:

الجماعة الإسلامية في مصر وصلت إلى نتيجة أن هذا الطريق مسدود ونفق مظلم وعادوا وأعلنوا توبتهم وتراجعوا في كتاب قرأت مقتطفات منه في بعض الصحف نهر الذكريات.. أكرم زهدي ومعه مجموعة.. نعم قرأت هذه وهم ذكروا خلاصة تجربة كما نعرضها الآن ولله الحمد نحن لم نصل تقريباً ما وصلوا إليه لكن ولله الحمد تبيَّن بدايات الأمر خطورته وما ترتب عليه من مفاسد ولله الحمد.


أنا أقولها الآن وانقل تجربة للإخوة ويأخذونها من رجل جرَّب ومارس ورأينا الآن النتائج ننظر لها عياناً نتائج الحقيقة لا تَسُر أيَّ مسلم قتل فيها أهل الإسلام وأضرَّت الإسلام وأهله وضيَّقت على المسلمين كثيراً في الأمور وحجبت مشاريع الخير يعني أمور كثيرة ترتب على ما حصل حتى لو الإنسان ليس عنده علم شرعي تكفي هذه النتائج في معرفة الحُكم.


28/ كلمة ختامية د: عايض القرني

أنا أقول للمشاهدين والمسلمين عموماً هذه شجاعة والعودة إلى الحق شرف والاعتراف بالخطأ والرجوع إلى الصواب فضيلة كان عليه سلفنا الصالح قديماً رضوان الله عليهم منهم مَنْ تراجع عن أقواله وأعلنها على المنابر وفي كتبه والمعصوم عندنا فقط هو محمد والأنبياء عليهم الصلاة والسلام أما البقية فهم عُرضة للخطر وبالمناسبة يا شيخ ناصر أشكركم على هذه الصراحة وهذا الوضوح وهذا الطرح المتميِّز في هذه المقابلة وأسأل الله أن يهدينا جميعاً وان يؤلف قلوبنا مع ولاة أمرنا على ما يحبه ويرضاه وان يجمع كلمتنا على الحق وان يجعلنا آمنين مطمئنين في أوطاننا منصورين مكرمين معززين وشكر الله لكم وبارك فيكم وفي الإخوة المشاهدين وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.



الباب الثالث: الفصل الأول المراجعات السعودية 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 51659
العمر : 72

الباب الثالث: الفصل الأول المراجعات السعودية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الباب الثالث: الفصل الأول المراجعات السعودية   الباب الثالث: الفصل الأول المراجعات السعودية Emptyالأحد 17 مارس 2019, 3:16 pm

المطلب الثالث الشيخ: أحمد بن فهد الخالدي

الكلمة الافتتاحية د/ عايض القرني:

الحمد لله رب العالمين ولي الصالحين والصلاة والسلام علي إمام المتقين وعلى آله وصحبه والتابعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أيها المشاهدون الكرام، الحق بين بيان الشمس، وقد قال إمامنا وأسوتنا محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وسلم): (تركتكم على الحجة البيضاء) وما مات (صلى الله عليه وسلم) حتى بين لنا البيان الملة وأكمل لنا الدين،  من حضره من المسلمين بين لنا (صلى الله عليه وسلم) مسائل الطهارة وآداب المشي إلى المسجد والغسل من الجنابة ولم يترك بأبي وأمي هو مسائل الدماء والأعراض والأموال والتكفير والجهاد ومسائل الإيمان لأي أحد وقد نبه (صلى الله عليه وسلم) أن كل الطرق غير طريقة ضالة فقال: (صلى الله عليه وسلم) (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، عضوا عليها بالنواجذ) محذر (صلى الله عليه وسلم) من محدثات الأمور ونبه (صلى الله عليه وسلم) إلى الصراط المستقيم صراط الذي أنعم عليه ربنا سبحانه وتعالى من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً ونحن نسأل الله عز وجل أن يثبتنا على الصراط المستقيم لا نضل و لا نُضل لا نزل ولا نزل لا نجهل ولا يجهل علينا لا نظلم ولا نظلم ونحن الأمَّة الوسط إن شاء الله.


ومعنا في هذه الليلة الشيخ أحمد بن فهد الخالدي نسمع منه في مراجعاته نسأل الله لنا وله ولجميع المسلمين الثبات في الدين والهداية والسَّداد حيَّاكم الله يا شيخ احمد وأهلاً وسهلاً.


كلمة الشيخ: أحمد بن فهد الخالدي

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى أما بعد، لا شك أن الإنسان عُرضة ومحل للزلل إلا مَنْ رحم الله عز وجل لأن الإنسان قد رُكِّبَ من مادتين مادة الظلم والجهل إلا مَنْ رحم الله سبحانه وتعالى وكما قال النبي (صلى الله عليه وسلم): (كل بن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون).

ولا شك أنه تبيَّن من بعض الفتاوى التي صدرت خصوصاً فتوى (دفع الصائل) بان الخطأ والزلل ومجانبة الحق وهي المسألة كانت جزئية ولكن قد توسع فيها وقد تبين أن في هذه التجربة وان هذا الاجتهاد خاطئ وليس مطابق للصواب من كل وجه ثم إن الفائدة التي ذكرتها وهي أصل السؤال لا شك أن الإنسان إذا جلس مع نفسه وحاسب نفسه يعلم علم اليقين ما صنع وما قدم من قبل، وبذلك أمر الله عز وجل أن ينظر المرء ما قدمت يداه فيحاسب نفسه فكانت فترة سجني فترة محاسبة لمحاسبة النفس وأيضا ما توالت من الأحداث التي داهمت المسلمين جعلت الإنسان يراجع نفسه ويحقق في أمره وحقيقة أمره ومبدأه وآخره فتبين في هذه التجربة أن هناك خطأ ولذلك نسأل الله العفو والعافية ونسأل الله من جميع المسلمين سوء الفتن ما ظهر منها وما بطن، فاستفدنا منها أن الإنسان لا يقوم بشيء حتى ينظر ما فيه من الخير والشر أيضا الناصح أو يطلب النصح من المشايخ الفضلاء أو العلماء الكبار حتى لا يقع في مثل هذا.


موجز المراجعات:

1/ تراجع الشيخ عن قتل رجال الأمن بحجة دفع الصائل فقال: قلت هذه مسألة جزئية هي (دفع الصائل) هي مسألة مطروقة في كتب الفقه ولكننا نتراجع في هذه المسألة الجزئية وهي دفع الصائل وهم رجال المباحث أو غيرهم.


2/ تحدّث الشيخ عما حصل من تفجير مجمع المحيا ج1

لا شك أن الدماء والأموال والأعراض معصومة وهذا دلت عليه نصوص الكتاب والسنة عليه بالإجماع ولا يخالف على هذا الكلام عاقل فضلا عن مسلم فالأصل أن دم الأدمي معصوم بالعصمة الأصلية ومن منع الله المؤمنين من قتله في بداية الإسلام حتى عد موسى عليه السلام في قتله القبطي ذنباً في الدنيا والآخرة فلا شك أن الدماء كما ذكر النبي (صلى الله عليه وسلم) في خطبته في حجة الوداع حديث أبي بكرة رضي الله عنه قال النبي (صلى الله عليه وسلم): (إن أموالكم ودمائكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم في عامكم هذا..).


وأيضاًً قال النبي (صلى الله عليه وسلم): (أمِرتُ أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا الله إلا الله ويُقيموا الصلاة ويُؤتوا الزكاة فإذا فعلوا هذا ذلك فقد عصموا مني دمائهم وأموالهم إلا بحقها).


فهذا الأصل أن لا تزهق الأنفس إلا بحق الله كما جاء في الحديث إلا في إحدى ثلاث فلا شك أن هذه الدماء معصومة، والأموال شرعا وأيضا محرمة علينا وكذلك الأعراض، فلا شك أن هذا قام عليه الإجماع وسنة الرسول ولا يخالف في ذلك مسلم فضلا عن عاقل حتى أو طالب علم.


2/ كلمة حول الجهاد: ج1

لا شك أن الجهاد له شروط لا يقوم إلا عليها وبها ذكرها الفقهاء في كتب الفقه كما جاء في عبارة صاحب الزاد لما ذكر الجهاد قال هو فرض كفاية ويتعين عليها من حضر أي من صف القتال أو حاصر بلده عدو أو إذا استنفره الإمام هذه مواطنه أيضاً لا يكون إلا بعد المفاصلة والنبي عليه الصلاة والسلام لم يقاتل قريش إلا بعد المفاصلة والهجرة فلذلك أتت الهجرة مربوطة بالجهاد وفي رواية ما بقى الجهاد في سنن سعيد بن منصور رحمه الله.


3/ حُرمة دماء المُعَاهَدين:

ذكر العلماء منهم ابن قدامة رحمة الله عليه قال في كتاب الجهاد: (ومَنْ قال لحربي قد أمَّنتُك أو أجرتك أو لا بأس عليك فقد أمَّنه) حتى انه جاء في آخر عبارة رحمه الله عليه ومن دخل دارهم بأمانهم فقد أمنهم فلا شك أن استقدم العمالة والعمال والأيدي العاملة وما شابه ذلك بفيزا أو بأمان أو بأخذ بل حتى العلماء أجازوا آمان الطفل المميز ويأتي ذلك في مذهب الإمام احمد رحمه الله عليه واختلفوا في قول القي سلاحك أوقف أولا بأس عليك حتى في حديث الذي ذكره سعيد بن منصور رحمة الله عليه عن أنس رضي الله عنه أن عمر قال لرجل تكلم لا بأس عليك فلما تكلم أراد أن يقتله فقال له رجل قد أمنته وليس لك عليه سبيل وشهد على ذلك الزبير فحقن الدم ولا شك أن شبهة الأمان يعصم من كان فيها ويرجع إلى مأمنه، ومن استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله هذا هو الأصل فالأصل أن المرأة تجير كما في حديث أم هانئ قد أجرنا من أجرتي يا أم هانئ وأمنا من أمنتني يا أم هانئ والطفل الصغير يجير فكيف بباقي المسلمين وتتعلق فيه ذمم كثيرة وتترتب عليه أمانات كثيرة كذلك فلا شك أن يكون أشد حُرمة وأعظم جُرماً أن يرتكب الإنسان ويقتل مَنْ استأمنه المسلمون.

4/ كلمته في التكفير:

لا شك أن التكفير بغير موجب وبغير حق هذا من قول الله بغير علم ومن التعدي على حدود الله لأن التكفير حد من حدود الله ليس يرجع إلى الرأي والعقل وإنما أسماء شرعية علقت بأوصاف وأقوال واعتقادات متى قام المقتضي بذلك كان الاسم الشرعي مطابقاً لذلك الوصف أما كون الإنسان يكفر هكذا مجرد لهو أو لعصبية أو ما أشبه ذلك فهذا لا يجوز في الشرع أيضاً كما قال شيخ الإسلام رحمة الله عليه، ذكر أنه حَدٌ من حدود الله ليس أن من زني بأهله أن يزني بأهل الآخرين فكذلك التكفير حَدٌ من حدود الله سبحانه وتعالى وأيضاً إجماع المسلمين بأمر على أمر بأنه خطأ أو صواب لا شك أنه إجماعهم حجة.


5/ كلمته في المخرج من الفتن:

لا شك الاستمساك بالكتاب والسنة هو الأصل ثم بأقوال العلماء الراسخين بالعلم والمشايخ الفضلاء والحمد لله البلاد مليئة بهذا الصنف فضلا عن طلبة العلم المنتشرين في كل مكان أيضا الأصل أن الإنسان لا يتبع كل مَنْ قال قولاً أن يتبع وإنما كما قال يعرف الحق تعرفه وهذا هو الأصل وان كنا لا ندَّعي العصمة لأحد بعين والخطأ جائز على كل إنسان فكل يأخذ من قوله ويرد إلا صاحب القبر أما ما سواه فعرضه للخطأ لكن العلماء الراسخين هم أولى بالإصابة وخاصة إذا اجتمع رأيهم فلا شك لا أحد يخالف فيه عقلا ولا شرعا ثم تحدث الشيخ بعد ذلك عن أحد الذين ليسوا أهلا للفتوى إذا سئل في إحدى مسائل الطهارة لم يحسنها وهو يتكلم في مسائل عظيمة في مسائل تترتب عليها دماء وأموال و أعراض وأشياء كبيرة لأن الأسماء والأحكام هي التي ينبني عليها الدين وهو أول نزاع حدث في الأمة كما ذكر شيخ الإسلام رحمة الله عليه.


6/ كلمته في تفجير مجمع المحيا: ج2

والله كان مثل الصاعقة نعم هذا أمر لا يكاد الإنسان أن يتصوره أوان يعمله إنسان وهو يعتقد حرمة دماء المسلمين إلا إنسان يستحل ولا أظن أن أحدا يستحل دماء المسلمين وهو على طريق صحيح أبدا لا يستحله إلا احد رجلين إما من الخوارج الذين يكفرون الناس عموما فلا يبالي من قتل ولا من سفك ولا من أخذ معه وإما أن يكون إنسان متأول ظاهره منه كما فعل خالد رضي الله عنه عندما قتل فتبرأ الرسول من صنيعة لكن هذا الأمر لا شك انه معيب ومشين ارتكب جُرماً عظيماً.


7/ أجابته عن شُبهة إخراج المشركين من جزيرة العرب:

كما معروف أن هذه الدماء معصومة منهم المسلم ومنهم المستأمن وإذا قلنا الإجماع قد قام بحقن دماء هؤلاء من المستأمنين أو المسلمين لكن كلهم سواء في التحريم كما في حديث عبد الله بن عمر: (مَنْ قتل مُعَاهَداً لم يرح رائحة الجنة).

 

هذا هو الأصل وذكرت الأمر الآخر وهو أن الإخراج لا يقوم به أي إنسان لأن هذا الأمر يحتاج أولا هل هؤلاء قدموا بأمان أم بغير أمان ومن ناحية ثانية الحكم هذا لا يجري على أفراد الناس وعامتهم إنما هذه الأمور ترجع لولي الأمر وهذا هو الأصل ولا ترجع لأشخاص وأفراد.


8/ كلمته حول (الجهاد) ج2

قال بن قدامة رحمة الله عليه أن الجهاد موكول للإمام واجتهاده لأنه ينظر إلى قلة المسلمين وكثرتهم وضعفهم وقوتهم فالنبي (صلى الله عليه وسلم) تارة يقاتل وتارة يطلب الجزية وتارة يأخذ خراجا ويعامل بعض الكفار تارة حتى أنه في غزوة الخندق أراد أن يعامل على بعض الكفار بشيء مما يخرج من تمور المدينة في أحكام السلطان ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية 228 في الجهاد الفتاوى.


9/ مسألة الاستهزاء بالله ووقع الخطأ في الفتوى:

من استهزأ بالله أو آياته أو رسوله كفر لكن مَنْ يطلق الحكم بهذا الشيء هم فئة محددة من أهل العلم الراسخين منهم وإقامة الحد عليه هو من خصائص ولي أمر المسلمين لكن أتت نابتة يطلقون الحكم وينفذون الحكم كذلك أليس هذا من الضلال.


الأصل أن نرجع إلى القضاة الشرعيين أن كانت قامت علية البينة فهناك قضاة شرعيون وهناك محاكم شرعية تنظر في هذا الأمر إن كان هنالك احد يطبق عليه بعد قيام البينة يطبق علية ل اشك منعا لما يدعي الإنسان على غيره بالكفر وقد يكون كاذبا الاستهزاء ينقسم قسمين استهزاء صريح واستهزاء خفي وهو الذي يدخل في النفاق وهم ليسم بأشر من عبد الله بن أبي سلول وأما من كان ظاهرا فهو الأمر الذي ذكرت فمسائل التكفير هي التي يترتب عليها أحكام شرعية في الدنيا أو في الآخرة وكلامنا في أمر الدنيا فلا نتكل على طلبة العلم المبتدئين ولا للعامة هذه نتركها للعلماء الكبار ولا شك أن الإنسان ينظر في حال الصحابة كان يتدافعون إلى الفتية فيم بينهم حتى ترجع إلى الأول تنتهي ولا شك أن مسالة الخطأ لا يمكن حصرها يعني أن يكون لها أسباب معينة فالناس متفاوتون فيها ولكن هو غالبا أما من تقصير في العلم أو قصور في طلب الحق يعني لا يخرج عن هذين السببين أما قصور في العلم أو تقصير في طلب الحق ولا شك انه لا زالت الأحداث في وقت النبي صلى الله عليه وسلم خرّجت رؤوس الخوارج من زمن الرسول عليه الصلاة والسلام خرّجت المنافقين وهكذا توالت لا شك أن هذا ليس خاصة في بلد حتى نقول هذا البلد لا يمكن أن يدخله شيء وهكذا بالعكس بالمدينة وفي مكة وفي غيرها من البلدان حدثت فيها أشياء ولا زالت فالواجب على طلبة العلم بيان الحق في هذه المسائل خصوصا وإظهار المسائل والأحكام الشرعية المتعلقة بها كذلك يجب إظهار الحدود الشرعية وأحكامها وإقامتها في عبادة الله عز وجل هذا هو الأصل لا يمكن أن تستقيم الأمور إلا بتحكيم شرع الله في الكل.


10/ تحدَّث الشيخ عن حرصه على إعلان التراجع فقال:

هذا لاشك فيه صحيح وهذا الذي هو جعل المراجعة من أول الأيام ولكن كما ذكرت لم يتسنى الكتابة أما مثل ما ذكرت السبب والله لعله الإنسان أحيانا قد يقصد خيرا فلا يصيبه ولا يوفق إلى الصواب.


ثم تحدَّث الشيخ عن تعجُله في فتوى دفع الصائل وذكر غياب الاستثناء في السلطان فقال:

أو يكون لذلك ضابط كما ذكره ابن المنذر رحمه الله عليه وهو استثناء السلطة يعني مثل هذا الضابط قد غاب في أثناء تسجيل الفتيه ثم سطر بعجله وعرض الشيخ تراجعه بدافع محاسبة النفس وأنها فعلا وافق عليها الجميع الفتية هذي أو صدرت من أشخاص محدودين وهذا إلي جعل الأمر لم يوافق عليه أهل العلم في الجانب الآخر فجعل نوع ردة فعل يعني الإنسان يحاسب نفسه على هذه الفتية هل هي فعلاً صحيحة مستقيمة.


وسأله د/ عايض هل شعرت بألم بندم يعني لمت نفسك؟

فأجاب: بنعم كما قلت لك من أول الأيام ولكن أردنا الكتابة ولم يتسنى لنا ونقول لغيرنا لا يبتدئ من حيث انتهى غيره فنحن انتهينا وغيرنا كذلك فالرجوع إلى العلماء والأخذ من العلماء والطلب من العلماء لا شك هو الأمر المطلوب وهو الأصل حتى لا يقع أشياء تترتب عليها مفاسد وأشياء اكبر منها اشد وأعظم فأهل الاستلام لابد أن يكون لهم أصل وهو هذا الأصل المعمول به في هذه البلاد خصوصا والرجوع إلى المشايخ وطلبة العلم ونحن لا نعمم الخطأ على كل الناس، نحصر الخطأ فمن أخطأ والكلام هذا كله فيمن اخطأ وليس الكلام على آخرين ولكن نقول من وقع منه هذا الخطأ والشذوذ فسببه الخروج عن الطريق فلذلك لا يمكن أن نصف جميع شباب المسلمين بأنهم خرجوا عن الطريق فيكون هذا إجحاف وإنما هؤلاء الذين وقعوا في الخطأ هم الذين حاذوا عن الطريق والطريق لا زال سالك إلى الآن.


11/ قال في فتنة الخوارج:

لا شك أن الخوارج لهم أصول وامتداد من المكفرين للكبائر والمعاصي وهناك ضابط بين الخوارج المتقدمين والمتأخرين هنا خرجت أصول جديدة وهي التعميم بالكفر على جميع الناس هذا أصل من أصول الخوارج المعاصرين أيضا قاعدة من يكفر الكافر على إطلاقه لا يفرقون بين الكافر الذي لا ينتسب إلى الإسلام وهو الكافر الأصلي والذي ينتسب وهو يقع فيه نوع شبهه وتعليم هذه القاعدة من غير استثناء أو ضابط أو قيد أيضا كل من عمل عند كافر فهو كافر عندهم وكذلك كل من لم يكن منهم أو خالف أصولهم فهو كذلك كافر هذه أصول الخوارج وإما بناء الأمور على هذه الأصول فلا شك أنه يقع عليه سفك الدماء ونهب الأموال كما فعل الخوارج فهم اتفقوا في عدة أصول ولكن هؤلاء المعاصرين زادوا أشياء.


12/ مفاسد التفجيرات:

لا شك أمرها واضح لدينا سفك الدماء وانتهاك حرمات المسلمين وترويع المسلمين وتشويه صورة الإسلام عموما والمجاهدين خصوصا والجهاد المشروع الذي شرعه لله سبحانه وتعالى في كتابه وقام به النبي (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه وهو باقي إلى قيام الساعة أيضا ما ترتبت عليه من المفاسد من الصد عن سبيل الله فإذا نظر الكافر إلى هذه الأمور وما يحدث في للمسلمين لا شك انه سيقول إذا كانوا يقتلون كل من يأتيهم كل من يرونه غير مسلم يقتلونه فهو لا يرى أن هناك دعوة وأصول يتقدم الجهاد قد لا يترتب عليها يعني مفاسد كبيرة من الصد عن سبيل الله كذلك تحجيم الأمور الخيرية والى غير ذلك من الأشياء التي صراحة يعجز حصرها.


13/ كلمته لِمَنْ يحمل السلاح:

أقول لهم: أن يتقوا الله سبحانه وتعالى في أنفسهم وأن يلقوا السلاح وان ينخرطوا في المجتمع ويعودوا إلى إخوانهم وأهليهم فلسنا بأعداء لهم ولا يوجد لهم أعداء حتى يحملوا السلاح وليس بجهاد ولا يوجد عندنا إلا مُستأمن وإما مسلم معصوم الدم والمال والعرض ومَنْ أخطا فعليه أن يعود إلى رشده ويخاطب مَنْ يستطيع أن يصل إليه مثلاً من المشايخ أو طلبة العلم إن كان عنده شُبهه يطرحها يناقشها فلا شك أن واجب طلبة العلم والمشايخ مُناصحة هؤلاء ومراسلتهم وإيصال الحقيقة بأي طريقة سواء بشريط أو بمحاضرة أو برسالة أو بما تقوم وتتم به الحاجة.


14/ تحدث الشيخ عن نعمة (الأمن):

وقال بأنها أشمل وأعم من كلمة أو كلمتين أقولها يعني الأمن عام كل في موضعه وليس خاصاً برجل الأمن أو الشيخ أو طالب العلم أو المدرس أو غيره كل إنسان في موضعه.


15/ رَدَّ الشيخ على مَنْ لجأ للعنف بسبب الفقر:

كان الآباء والأجداد اشد فقرا منا المعاصرين والحمد لله ما هنا فقر يعني حسب ما يتصور ولكن هذا هم يبررون ويفسرون ويحللون الحالات النفسية وانه يبررون الدين والالتزام بالفقر وما أشبه ذلك واللجوء إلى الجهاد وهذا ليس صحيحا النبي كان (صلى الله عليه وسلم) كان إمام المجاهدين وكان فقيراً ولكن هم يبررون هذا بالأشياء النفسية ولكن هذا ليس مسوغاً ليقتل غيره هذا ما يتصوره أن يقوله إنسان عاقل.


16/ تحدَّث الشيخ عن مَنْ ينال من هيئة كبار العلماء ومن الخطأ الفادح مخالفتهم وخاصة في الأحداث الكبرى التي لا تقبل رأياً فردياً وبَيَّنَ الشيخ على أن السِّر في مخالفة كبار العلماء يمكن انه لا يرى أهلية هؤلاء العلماء أو أن العلماء سلطة دنيا عنده.


17/ تحدَّث الشيخ عن الهجرة طلباً للمحاكم الشرعية:

الواقع خير شاهد الآن يعني ولله الحمد والمِنَّة لا توجد محاكم شرعية حسب علمي لأن في بعض الدول وليس كلها الناس تهاجر من بلادهم إلى المحاكم الشرعية وذكر الشيخ بن عمران رحمه الله عليه في فتاويه أنهم يهاجرون من الديار التي تحكم بالقوانين الوضعية إلى البلاد التي حكم بالشريعة هذا هو الأصل في الهجرة ذكره الشيخ رحمه الله عليه في فتاويه ومن يريد الهجرة إلى أين يذهب؟ لا شك انه بحاجه إلى الأحكام الشرعية والى الله عز وجل ولله الحمد والمنة ولا يمنعون من العبادات فلا شك أن هذا فضل عظيم من الله سبحانه والواجب المحافظة عليه بل الزيادة في ثباته لأن قيد النعم الشكر.


18/ تحدث الشيخ عن طريقة تعامل هؤلاء مع مؤلفات العلماء السابقين:

هؤلاء يأخذون بعض الكلام المتشابه أو المجمل فيفصلون من كتب العلم في الإسلام مثل كتب احمد حنبل أو ابن تيمية أو محمد بن عبد الوهاب رحمهم الله مع العلم كتب هؤلاء قرأناها وتربى عليها الجيل وليس فيها شيء من التكفير هذا ولا من الدعوة إلى التفجير والفساد في الأرض فما ادري لماذا هذه الإشكالية التي تحصل لهم فلا شك هنا حمل كلام أهل العلم على غير الواقع أو حمل فتية في وقت يعني ملابسات وأشياء حدثت تحمل على نفس على زمن آخر ليس في نفس الملابسات والقرائن لا شك أن هذا يقع فيه فهم خاطئ وكذلك حمل النصوص الشرعية على غير الواقع الذي يعني عملت فيه واستعملها السلف لا شك أيضا هذا يقع في خطر كبير والذي يقرأ كلام أئمة الدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله وأحفاده يجد أنهم يتكلمون عن أصول فالذي لا يجيد أصول هؤلاء لا شك انه لا يعرف كلام هؤلاء فيعمل الكلام ويفهمه هو تجد الشخص يقرأ فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية يحمله على أصوله فتجد الخارجي يستدل والمرجئ كذلك يستدل والسني يستدل والكل يدعي انه مسلم ولا شك أن المسلم واحد في هذه المسائل ليست من مسائل اجتهاد هذه ليس فيها اجتهاد.


19/ كلمته لِمَنْ بقي يحمل هذا الفكر المتطرف:

نعم لا شك الواجب عليه انه يرجع ويتوب إلى الله سبحانه وتعالى ويلتزم ما في الكتاب والسنة ويعمل لبقاء الخير ودوامه، فالشريعة أتت بتحصيل المصالح وتكميلها وتعطيل المفاسد وتقليلها هذا هو الأصل هذا التي قامت عليه نصوص الكتاب والسنة كما ذكر شيخ الإسلام رحمه الله عليه، فالإنسان يحافظ على النعمة ويشكر الله سبحانه وتعالى ويكثر من الإنابة والتوبة والرجوع إلى الله سبحانه وتعالى حتى يديم الله سبحانه وتعالى علينا النعم ويزيدنا الله سبحانه وتعالى ويدفع عنا النقم.


20/ تحدَّث الشيخ عن درجات إنكار المنكر:

الأصل إن الإنسان يعمل بما يجب عليه ويستطيع وقدرته فاتقوا الله ما استطعتم وليس الإنسان يستطيع أن يعمل كل ما في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: (مَنْ رأي منكم مُنكراً فليُغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان) فالقوة والقدرة هذه من خصائص الأمارة ولا شك هو مذهب السلف كما ذكر شيخ الإسلام في القاعدة التي ذكرتها قبل قليل وكذلك أيضا ذكر رحمة الله عليه انه يفوت أحد الخيرين لتحصيل أعلاهما ويتحمل أذى المفسدين لدفع أعلاهما لو كان هناك مفاسد يعني يتحمل الإنسان لتدفع أعلى مفسده لا شك أن الإنسان يحافظ على الخير الموجود ويسأل الله أن يدفع عنها لشر حتى يتم له الخير.


21/ كلمة ختامية للشيخ:

الأول هو التحذير من فكر الخوارج وعقيدة الخوارج لأنه مثل من ذكرت إن كان الأمر منتشر وأنا لا اعلم طائفة كبيرة موجودة إلا أفراد قلائل لكن إذا وجدت هذه الطائفة لا شك انه هو التحذير من معتقد هؤلاء وأفضل مذاكرتهم أو جلبهم للمشايخ وطلبة العلم ومذاكرتهم لعل الله يردهم إلى الصواب ذكرنا أصولهم الأول التكفير بالذنوب والكبائر تكفير الناس بالعموم ثم تكفير الجيش والشرطة دم كل من عمل في سلك الدولة أيضا تكفير كل من استخرج الوثائق من بطاقة أحوال وما أشبه ذلك وأيضا تعميم قاعدة من لم يكفر الكافر وهم لا يفرقون بين الكافر الأصلي الذي لا ينتسب للإسلام وغيره ويحملون القاعدة على إطلاقه لا شك أن هذي يحذر من هؤلاء ويدعون بالتي هي أحسن ثم أن لم يرتدعوا يهجروا وان كنا نسأل الله سبحانه وتعالى طلب العلم لهم لعل الله يرشدهم ويعودوا وإذا لم يعودوا فالشرع موجود.


كلمة د/ عايض القرني الختامية:

أيها الإخوة الكرام سمعتم مراجعات وعودة إلى الحق الصواب وهو مطلب كل مؤمن ومن الذي لا يخطئ من ذا الذي ما ساء قط ومن له الحسنى فقط لكن باب المراجعة مع واحد الأحد مفتوح وهو الذي يقول سبحانه وتعالى: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ).  


ومُعلمنا وإمامنا يقول:

(كل بن ادم خطّاء وخير الخطائين التوابون) إن الرجوع إلى الحق فضيلة وشرف وعز وهي شأن بني آدم منذ أن خلق الله الخليقة لأن الإنسان مركب على النقص وعلى الخطيئة وعلى الذنب فهنيئا لمن راجع نفسه وتاب إلى الله سبحانه وتعالى وسعى في إصلاح العام والخاص فأسأل الله أن يجمع كلمتنا على الحق وان يصلح ولاة أمورنا وان يهديهم سواء السبيل وان يوفقنا وإياكم إلى ما يحب ويرضاه ونشكر الشيخ احمد بن حمود الخالدي على هذا اللقاء وصلى الله وسلم على نبيه المصطفى وآله وصحبه ومَنْ والاه.



الباب الثالث: الفصل الأول المراجعات السعودية 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 51659
العمر : 72

الباب الثالث: الفصل الأول المراجعات السعودية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الباب الثالث: الفصل الأول المراجعات السعودية   الباب الثالث: الفصل الأول المراجعات السعودية Emptyالأحد 17 مارس 2019, 3:33 pm

المبحث الثالث: (فقهيَّات المُراجعات)
جاء في المراجعات السعودية للمشايخ علي الخضير وناصر الفهد وأحمد الخالدي عدد من الفوائد التي لا تحصى التي كانت وبحق إجابات مقنعة ممن خاض التجربة ورأى الخطأ وتراجع عنه بكل مسئولية واقتدار وبالتأمل أجد أنها فوائد علمية يُصعب تجاهل أهميتها أو الوقوف عندها والتعليق عليها وربما كانت ظروف البرنامج التلفزيوني وتغطية لأكبر عدد ممكن من المحاور والمسائل التي أعدها فضلية المعد والمقدم هو السبب في عدم تفصيلها وهنا تأتي أهمية هذا الفصل الذي يبين عددا من المسائل او يزيل الشبهات في غيرها أو يوضح عددا من المفاهيم التي وردت في المراجعات.

وينقسم هذا الفصل إلى المباحث التالية:
المطلب الأول: (شبهة إخراج المشركين من جزيرة العرب)
أنواع الكفار في الإسلام وأحكامهم:
الكفار على أربعة أقسام:
ذميون، ومعاهدون، ومستأمنون، وحربيون وتعريفهم هو:
الذمي:  
هو من أقام بدار الإسلام إقامة دائمة بأمان مؤبّد.

والعهد:
هو عقد بين المسلمين وأهل الحرب على ترك القتال مدّةً معلومة.

فالمُعَاهَد:
هو من أهل البلد المتعاقد معهم.

وأهل الحرب:
هم أهل بلاد الكفر التي لم يجرِ بينهم وبين المسلمين عهد وأما المستأمن: فهو الحربي الذي يدخل دار الإسلام بأمانٍ مؤقت لأمرٍ يقتضيه).

فالفرق بين الحربي والمعاهد أن الحربي ليس بينه وبين المسلمين عهد ولا صلح، بخلاف المعاهد والفرق بين الذمي والمستأمن أن الذمي هو من يقيم إقامة دائمة بأمان مؤبد، أما المستأمن فحربي دخل بلاد الإسلام لغرض متى انتهى ذلك الغرض خرج لبلده والمعاهد والذمي والمستأمن جميعهم معصوم الدم، لا يجوز الاعتداء عليهم ولا التعرّض لهم قال تعالى: (فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِم).
 
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما مرفوعاً: (مَنْ قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها توجد من مسيرة أربعين عاماً).

ثم أن الكفر ليس موجباً للقتل بكل حال؛ لأدلة كثيرة:
1/ قوله تعالى: (لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ).
2/ ما شرع من تخيير الكفار بين الإسلام وبذل الجزية والقتال.
3/ النهي عن قتل من لا شأن له بالقتال، كالنساء والصبيان وكبار السن والمنقطعين للعبادة الذين لا يشاركون المقاتلين بالفعل أو الرأي.

أما الاستدلال بحديث:
(أخرجوا المشركين من جزيرة العرب) فالإجابة عنه من وجوه...

الوجه الأول:
هذا الحديث لا يدل على جواز قتل مَن في جزيرة العرب من اليهود والنصارى والمشركين البتة، لا بدلالة منطوقه ولا بدلالة مفهومه ولا يدل كذلك على انتقاض عهد من دخل جزيرة العرب من اليهود والنصارى لمجرد الدخول، ولم نجد من قال بذلك من أهل العلم وغاية ما فيه: الأمر بإخراج المشركين من جزيرة العرب، وهو أمر موكول إلى إمام المسلمين، ولو كان فاجراً.

ولا يلزم من الأمر بإخراجهم إباحة قتلهم إذا بقوا فيها، فهم قد دخلوها بعهد وأمان، حتى على فرض بطلان العهد؛ لأجل الأمر بإخراج اليهود والنصارى من جزيرة العرب، فإن الكافر الحربي لو دخل بلاد المسلمين وهو يظن أنه مستأمن بأمانٍ أو عهد لم يجز قتله حتى يبلغ مأمنه أو يُعلِمه الإمام أو نائبه بأنه لا أمان له.

حكى العلماء في القفه أنه إذا أشير إلي الحربي بشيء غير الأمان فظنه أماناً، فهو أمان، وكل شيء يراه العدو من الكفار أنه أمانٌ فهو أمان، ومن ذلك إذا اشتراه ليقتله فلا يقتله؛ لأنه إذا اشتراه فقد أمّنه، قال الشيخ ابن تيمية رحمه الله: فهذا يقتضي انعقاده بما يعتقده، وإن لم يقصده المسلم، ولا صدر منه ما يدل عليه".
   
كما أن الأمان يجوز من الإمام الأعظم للكفار، ومن سائر المسلمين لآحاد الكفار، "ويصح الأمان من مسلم عاقل مختار غير سكران ولو قنا -أي عبداً- أو أنثى بلا ضرورة من إمام لجميع المشركين ومن أمير لأهل بلدة ومن كل أحد لقافلة وحصن صغيرين  فيصح الأمان لهؤلاء الكفار من الإمام ومن سائر المسلمين.

الوجه الثاني:
لا يُسلَّم بقول من قال بأن هؤلاء لا عهد لهم ولا أمان ولا ذمَّة فقد قال الشافعي رحمه الله: (فرض الله عز وجل قتال غير أهل الكتاب حتى يسلموا، وأهل الكتاب حتى يعطوا الجزية، وقال تعالى: (لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ) فهذا فرض الله على المسلمين ما أطاقوه، ولا بأس أن يكفوا عن قتال الفريقين من المشركين وأن يهادنوهم، وقد كفَّ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عن كثيرٍ من أهل الأوثان، بلا مهادنة مثل بني تميم وربيعة وأسد وطي، حتى كانوا هم الذين أسلموا وهادن الرسول (صلى الله عليه وسلم) ناساً، ووادع حين قدم المدينة يهوداً على غير ما خرج أخذه منهم).

قال ابن تيمية رحمه الله:
(ويجوز عقدها أي الهدنة مطلقاً ومؤقتاً، والمؤقت لازم من الطرفين يجب الوفاء به ما لم ينقضه العدو، ولا ينقض بمجرد خوف الخيانة في أظهر قولي العلماء، وأما المطلق فهو عقد جائز يعمل الإمام فيه بالمصلحة).

وقال ابن القيم رحمه الله:
(والقول الثاني هو الصواب أنه يجوز عقدها مطلقاً ومؤقتاً، فإذا كان مؤقتاً جاز أن تجعل لازمة ولو جعلت لازمة جعلت جائزة بحيث يجوز لكل منهما فسخها متى شاء كالشركة والوكالة والمضاربة ونحوها جاز ذلك، لكن بشرط أن ينبذ إليهم على سواء، ويجوز عقدها مطلقة وإذا كانت مطلقة لا يمكن أن تكون لازمة التأبيد بل متى شاء نقضها، وذلك أن الأصل في العقود أن تعقد على أي صفة كانت فيها المصلحة والمصلحة قد تكون في هذا وهذا، وعامة عهود النبي (صلى الله عليه وسلم) كانت كذلك مطلقة غير مقيدة، جائزة غير لازمة، منها عهده مع أهل خيبر مع أن خيبر فتحت وصارت للمسلمين، ولكن سكانها كانوا هم اليهود).  

الوجه الثالث:
أن الأمر بإخراج المشركين من جزيرة العرب يُحمل على ما إذا لم يحتج المسلمون إليهم في عمل لا يحسنه غيرهم، أو لا يُستغنى عن خبراتهم فيها ويدل لذلك إقرارُ النبي (صلى الله عليه وسلم) اليهود على الإقامة بخيبر ليعملوا فيها بالفلاحة، لعجز الصحابة وانشغالهم عن ذلك ولذا أبقاهم أبو بكر طيلة حياته، وعمر صدراً من خلافته؛ لحاجة المسلمين إليهم.ولما كثر عدد المسلمين في آخر عهد عمر، وقاموا بشأن الفلاحة والزراعة؛ استغنوا عن اليهود ونقض بعضهم ذمته فأجلاهم عمر رضي الله عنه إلى الشام.

يقول الإمام الطحاوي رحمه الله:
بعد ما ساق مصالحة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ليهود خيبر على أن لهم الشطر من كل زرع ما بدا لرسول الله أن يبقيهم: (فلما كان زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه غالوا في المسلمين وغشوهم ورموا ابن عمر من فوق بيته ففدعوا يده، فقال عمر رضي الله عنه من كان له سهم من خيبر فليخرص حتى يقسمها بينهم، فقال رئيسهم: لا تخرجنا ودعنا نكون فيها كما أقرنا رسول الله، فقال عمر لرئيسهم: أتراه سقط عني قول رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لك: (كيف بك إذا رقصت بك راحلتك نحو الشام يوماً ثم يوماً ثم يوماً)، وقسمها عمر رضي الله عنه بين من كان شهد خيبر يوم الحديبية).

قال ابن تيمية رحمه الله: (لما فتح النبي (صلى الله عليه وسلم) خيبر أعطاها لليهود يعملونها فلاحةً لعجز الصحابة عن فلاحتها؛ لأن ذلك يحتاج إلى سكناها، وكان الذين فتحوها أهل بيعة الرضوان الذين بايعوا تحت الشجرة، وكانوا نحو ألف وأربعمائة، وانضم إليهم أهل سفينة جعفر، فهؤلاء هم الذين قسَّم النبي (صلى الله عليه وسلم) بينهم أرض خيبر، فلو أقام طائفة من هؤلاء فيها لفلاحتها تعطلت مصالح الدين التي لا يقوم بها غيرهم يعني الجهاد فلما كان زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وفتحت البلاد، وكثر المسلمون، واستغنوا عن اليهود فأجلوهم وكان النبي (صلى الله عليه وسلم) قد قال: "نقركم فيها ما شئنا"، وفي رواية "ما أقركم الله".

وأمر بإجلائهم عند موته (صلى الله عليه وسلم) فقال: "أخرجوا اليهود والنصارى من جزيرة العرب"، ولهذا ذهب طائفة من العلماء كمحمد بن جرير الطبري إلى أن الكفار لا يقرون في بلاد المسلمين يقصد الجزيرة بالجزية، إلا إذا كان المسلمون محتاجين إليهم، فإذا استغنوا عنهم أجلوهم كأهل خيبر، وفي المسألة نزاع ليس هذا موضعه).  

وقال ابن القيم رحمه الله:
بعد أن ذكر أن الكفار: إما أهل حرب أو أهل عهد، وأن أهل العهد ثلاثة أصناف: أهل ذمة، وأهل هدنة وأهل أمان، قال عن أهل الأمان ـ: "وأما المستأمن فهو الذي يقدم بلاد المسلمين من غير استيطان لها، وهؤلاء أربعة أقسام رسل، وتجار، ومستجيرون حتى يعرض عليهم الإسلام والقرآن فإن شاءوا دخلوا فيه، وإن شاءوا رجعوا إلى بلادهم، وطالبوا حاجة من زيارة أو غيرها، وحكم هؤلاء ألا يهاجوا، ولا يقتلوا ولا تؤخذ منهم الجزية، وأن يعرض على المستجير منهم الإسلام والقرآن، فإن دخل فيه فذاك، وإن أحب اللحاق بمأمنه ألحق به ولم يعرض له قبل وصوله إليه، فإذا وصل مأمنه عاد حربيا كما كان".
   
وفي قصة مقتل عمر رضي الله عنه الطويلة، وفيه أنه لما قُتل أمر ابن عباس أن ينظر من الذي قتله، فلما أخبره أنه أبو لؤلؤة قال عمر: (قد كنت أنت وأبوك تحبان أن تكثر العلوج بالمدينة، وكان العباس أكثرهم رقيقاً، فقال أي ابن عباس: إن شئت فعلت! أي إن شئت قتلنا، قال: كذبت، بعدما تكلموا بلسانكم، وصلوا قبلتكم وحجوا حجكم!...).
   
فهذا الصنيع من عمر رضي الله عنه وهو الذي أجلا اليهود إلى تيماء وأريحا دليل على أنه فَهِمَ من الأمر بالإخراج أنه إخراج خاص بالمواطنين، وأما المقيمون من هؤلاء إقامة غير دائمة، أو الواردون على المدينة وهي من الجزيرة بالإجماع فلا يشملهم النهي.

ولم يكن عمر وهو مَنْ هو في قوته في دين الله ليجامل العباس أو ابنه في بقاء العلوج وهو يرى أن ذلك محرم، ولكنه كان يرى أن ذلك أي عدم استقدامهم أولى، ولكنه لم يلزم به، مع أنه إمام هدى، وأمير المؤمنين، وأحد الخلفاء الراشدين، ومثله لإمامته العامة يسوغ له أن يأمر بما يرى مصلحته، وإن كانت المسألة من مسائل الاجتهاد، ويجب السمع والطاعة له، ومع ذلك لم يفعل عمر من ذلك شيئاً!

فأي برهان أوضح من هذا على دلالة حديث الأمر بإخراج اليهود والنصارى الذي كان عمر أحد رواته كما ثبت في صحيح مسلم.

كما يشهد لهذا قول جابر بن عبد الله رضي الله عنه  في قوله تعالى: (إنما المشركون نجسٌ فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا".. الآية) قال: (إلا أن يكون عبداً أو أحداً من أهل الذمة أي له عقد أمان مع المسلمين، وليس المقصود أهل الذمة بالاصطلاح الفقهي المعروف فتُحمل إذاً دلالة حديث إخراج اليهود والنصارى من جزيرة العرب على المنع من استيطان المشركين لجزيرة العرب، لا إقامتهم فيها للعمل المؤقت، أو التجارة كما هو شأن الكفار الوافدين لاسيما أن الكفار في البلاد في الجملة أهل وفادة وليسوا من أهل الإقامة، وهذا لا يسوّغ الدخول لكل وافد من الكفار، فإن هذا يُمنع بمناط آخر، لكن مَنْ احتاجه المسلمون ساغ وفوده، وقد قاله النبي (صلى الله عليه وسلم) في وصيته التي فيها ذكر إخراجهم: (وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم)  وكأنه تنبيه على الجمع بين الحكمين, وأنه لا تعارض بينهما.

ولهذا فإن عمر لَمَّا أخرج اليهود؛ استند إلى الحديث, لكنه مع ذلك ترك بعض أعيان الكفار من الرقيق وغيرهم لم يخرجهم فتأمَّل هذا.

الوجه الرابع:
أن القول بانتقاض عهد كل مشرك لأجل إقامته في جزيرة العرب يلزم منه أن تكون دماء الكفار من غير الأمريكيين تحديدا مهدرةً وأموالُهم مباحةً؛ فليس انتقاض العهد بالإقامة في الجزيرة مخصوصاً بالنصارى الأمريكان والأوربيين وحدهم!فيلزم من القول بإهدار دماء نصارى الأمريكان والأوربيين القولُ بإهدار دماء وإباحة أموال نصارى الدول الأخرى، إذ جميعهم نصارى مشركون، وهم في الحكم سواء. ولا شك أن القول بانتقاض عهد كل مشرك لأجل إقامته في جزيرة العرب، ومن ثم إهدار دمه وإباحة ماله يفضي إلى فوضى واضطراب وظلم.

ومما يعجب له أنه على مدار عشرات السنين لم يثر هذا الأمر ليكون سبباً لقتال أهل الأمان مع وجودهم بين ظهرانينا.إن هذا ظاهر في أن مسألة جزيرة العرب لم تكن مسألة أصلية لدى هؤلاء، وإنما استدعيت لتقوية الموقف الحادث من هذه التفجيرات.

الوجه الخامس:
أن كفر الحاكم ليس موجباً لبطلان عقد الأمان؛ لأن الكافر دخل بلد الإسلام على أن الحاكم نافذ الكلمة وله الولاية والسلطة.

والأمان ليس من الأمور التي لا تقام إلا بأمر الأمير وحده، ولا يشترط فيها تمام شروط الولاية بل الثابت عكس ذلك ؛لحديث علي بن أبي طالب في قول النبي (صلى الله عليه وسلم) عن المؤمنين: (يسعى بذمتهم أدناهم)  وكذلك أمان أم هانئ للمشركين: (قد أجرنا من أجرت يا أم هانئ).
 
ولذا نص العلماء على أن الأمان يصح من كل مسلم ولو عبداً أو أنثى ومهما يكن من شيء: فقد اختلف العلماء في المقصود بإخراجهم وهي مسألة محل اجتهاد هذا طرف منه، كما أن هناك خلافا معروفا في تحديد معنى وحدود الجزيرة العربية فمنهم من جعلها مكة والمدينة ومنهم من زاد عليها ولكل أدلته القوية في اجتهاده لكن يبقى احترام رأي العلماء وتوقيرهم والوقوف عند أقوالهم إذا صح مع أحدهم الدليل.



الباب الثالث: الفصل الأول المراجعات السعودية 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 51659
العمر : 72

الباب الثالث: الفصل الأول المراجعات السعودية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الباب الثالث: الفصل الأول المراجعات السعودية   الباب الثالث: الفصل الأول المراجعات السعودية Emptyالإثنين 18 مارس 2019, 6:19 am

المطلب الثاني: (سماحة الشريعة في التعامل مع غير المسلمين)
شرح المشايخ في مراجعاتهم أهمية التعامل مع الكفار وفق الضوابط الشرعية وذلك بعدم ظلمهم أو الاعتداء عليهم فضلا عن تحريم قتلهم وسفك دمائهم كما حصل في هذه التفجيرات الآثمة بل يجب علينا أن نحسن وفادتهم في بلادنا وندعهم للإسلام الخالد الكامل في تشريعاته وأحكامه و لقد تعدد صور السماحة في هدي النبي (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه مع غير المسلمين التي كانت مثالا واضحا وجلي على الرحمة والشفقة بهم ودعوتهم للإسلام وخاصة المقيمين بينهم ومن ذلك أمثلة كثيرة.

نذكر منها على سبيل المثال:
قصة الطفيل بن عمرو الدوسي
قدم الطفيل بن عمرو الدوسي وأصحابه فقالوا: يا رسول الله إن دوساً قد كفرت وأبت فادع الله عليها، فقال (صلى الله عليه وسلم): (اللهم أهد دوساً وائت بهم).

قصة إسلام أم أبي هريرة
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كنت أدعو أمي إلى الإسلام وهي مشركة فدعوتها يوماً فأسمعتني في رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ما أكره فأتيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأنا أبكي قلت: يا رسول الله إني كنت أدعو أمي إلى الإسلام فتأبى علي فدعوتها اليوم فأسمعتني فيك ما أكره فادع الله أن يهدي أم أبي هريرة فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (اللهم أهد أم أبي هريرة)، فخرجت مستبشراً بدعوة نبي الله (صلى الله عليه وسلم) فلما جئت فصرت إلى الباب فإذا هو مجاف فسمعت أمي خشف قدمي فقالت: مكانك يا أبا هريرة وسمعت خضخضة الماء قال فاغتسلت ولبست درعها وعجلت عن خمارها ففتحت الباب ثم قالت: يا أبا هريرة أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله قال فرجعت إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأتيته وأنا أبكي من الفرح.

قصة إسلام ثقيف:
جاء الأنصار إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقالوا: يا رسول الله ادع الله على ثقيف فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (اللهم أهد ثقيفاً)، قالوا يا رسول الله ادع عليهم فقال: (اللهم أهد ثقيفاً)، فعادوا فعاد فأسلموا فوجدوا من صالحي الناس إسلاماً ووجد منهم أئِّمَّة وقادة.

عطاس اليهود عند رسول الله (صلى الله عليه وسلم)

كان من اليهود حيث كانوا يتعاطسون عند النبي (صلى الله عليه وسلم) رجاء أن يقول لهم يرحمكم الله فلم يحرمهم من الدعوة بالهداية والصلاح فكان يقول: (يهديكم الله ويصلح بالكم).  

قبول الرسول لهدايا اليهود
قبل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) هدايا مخالفيه من غير المسلمين فقبل هدية زينب بنت الحارث اليهودية امرأة سلام بن مشكم في خيبر حيث أهدت له شاة مشوية قد وضعت فيها السُّم.

قصة الغلام اليهودي
في البخاري عن أنس رضي الله عنه أن غلاماً ليهود كان يخدم النبي (صلى الله عليه وسلم) فمرض فأتاه النبي (صلى الله عليه وسلم) يعوده فقال أسلم فأسلم.

قصة أم أسماء بنت أبي بكر
كان (صلى الله عليه وسلم) يأمر بصلة القريب وإن كان غير مسلم فقال لأسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما: (صِلِي أمّكِ).

غير المسلمين في المدينة المنورة
في المدينة حيث تأسَّسَ المجتمع الإسلامي الأول عاش في كنفه اليهود بعهد مع المسلمين وكان (صلى الله عليه وسلم) غاية في الحلم معهم والسَّماحة في معاملتهم حتى نقضوا العهد وخانوا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أمَّا من يعيشون بين المسلمين يحترمون قيمهم ومجتمعهم فلهم الضَّمان النبوي، فقد ضمن (صلى الله عليه وسلم) لِمَنْ عاش بين ظهراني المسلمين بعهد وبقي على عهده أن يحظى بمُحاجَّة النبي (صلى الله عليه وسلم) لِمَنْ ظلمه فقال (صلى الله عليه وسلم): (ألا مَنْ ظلم مُعَاهَداً أو انتقصه أو كلّفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئاً بغير طيب نفس فأنا حجيجُه يوم القيامة).
 
وشدَّد الوعيد على من هتك حرمة دمائهم فقال (صلى الله عليه وسلم): (مَنْ قتل مُعَاهَداً لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها يوجد من مسيرة أربعين عاماً).

كتاب أبي بكر الصديق لخالد بن الوليد
كتب لخالد بن الوليد رضي الله رعنهما في عقد الذمة لأهل الحيرة بالعراق وكانوا من النصارى (وجعلت لهم أيما شيخ ضعف عن العمل أو أصابته آفة من الآفات أو كان غنياً فافتقر وصار أهل دِينِهِ يتصدَّقون عليه طُرحَتْ جزيته ويُعطى من بيت مال المسلمين هو وعياله).
 
وكان أبو بكر يوصي الجيوش الإسلامية بقوله: (وستمرُّون على قوم في الصوامع رُهباناً يزعمون أنهم ترهَّبوا في الله فدَعُوهم ولا تهدموا صوامعهم).

وصيَّة عمر بن الخطاب بأهل الذّمَّة
أوصى عمر الخليفة من بعده بأهل الذَّمَّة أن يوفى لهم بعهدهم وأن يقاتل مَنْ ورائهم وأن لا يُكَلّفُوا فوق طاقتهم.

ومَرَّ عمر بن الخطاب بباب قوم وعليه سائل يسأل: شيخٌ كبيرٌ ضرير البصر فضرب عضده من خلفه وقال: من أي أهل الكتاب أنت؟ قال: يهودي، قال: فما ألجأك إلى ما أرى؟ قال: أسأل الجزية والحاجة والسِّن، قال: فأخذ عمرُ بيده وذهب به إلى منزله فرضخ له بشيء من المنزل ثم أرسل إلى خازن بيت المال فقال انظر هذا وضُربَاءه فو الله ما أنصفناه أن أكلنا شبيبته ثم نخذله عند وضع عنه الجزية وعن ضُربَائه.

ورُويَ عن عمر رضي الله عنه أنه لَمَّا قدم الجابية من أرض الشام استعار ثوباً من نصراني فلبسه حتى خاطوا قميصه وغسلوه وتوضأ من جرة نصرانية، وصنع له أهل الكتاب طعاماً فدعوه فقال أين هو قالوا: في الكنيسة فكره دخولها وقال لعلي: اذهب بالناس فذهب علي بالمسلمين فدخلوا فأكلوا وجعل علي ينظر إلى الصور وقال: ما على أمير المؤمنين لو دخل فأكل.

وعن عبد الله بن قيس قال: كنت فيمن تلقى عمر بن الخطاب مع أبي عبيدة مقدمه من الشام فبينما عمر يسير إذ لقيه المُقلسون وهم قوم يلعبون بلعبة لهم بين أيدي الأمراء إذا قدموا عليهم بالسيوف والريحان فقال عمر: مه رُدُّوهُم وامنعوهم فقال أبو عبيدة يا أمير المؤمنين هذه سُنَّةُ العجم أو كلمة نحوها وإنك إن تمنعهم منها سروا أن في نفسك نقضاً لعهدهم فقال: دعوهم عمر وآل عمر في طاعة أبي عبيدة.
  
قصص من فعل السَّلف الصالح
1/ صلى سلمان وأبو الدرداء رضي الله عنهما في بيت نصرانية فقال لها أبو الدرداء رضي الله عنه: هل في بيتك مكان طاهر فنصلي فيه؟ فقالت طهرا قلوبكما ثم صليا أين أحببتما فقال له سلمان رضي الله عنه: خذها من غير فقيه.

2/ أن عمر بعث عُميراً عاملاً على حِمْص فمكث حَوْلاً لا يأتيه خبره ولم يبعث له شيئاً لبيت مال المسلمين، فقال عمر لكاتبه: اكتب إلى عمير فو الله ما أراه إلا قد خاننا إذا جاءك كتابي هذا فأقبل وأقبل بما جبيت من فيء المسلمين حين تنظر في كتابي هذا فأخذ عمير لما وصله كتاب عمر جرابه فوضع فيه زاده وقصعته وعلق أداوته وأخذ عنزته ثم أقبل يمشي من حِمْص حتى قدم المدينة فقدم وقد شحب لونه واغْبَرَّ وجهه فدخل على عمر فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله قال عمر: ما شأنك؟ قال ما تراني صحيح البدن ظاهر الدم معي الدنيا أجرُّها بقرونها؟ قال عمر: وما معك؟ وظنَّ عمر أنه جاءه بمال قال: معي جرابي أجعل فيه زادي وقصعتي آكل فيها وأغسل فيها رأسي وثيابي وإداوتي أحمل فيها وضوئي وشرابي، ومعي عنزتي أتوكأ عليها وأجاهد بها عدواً إن عرض لي، فو الله ما الدنيا إلا تبع لمتاعي وسأله عمر عن سيرته في قومه وعن الفيء فأخبره، فحمد فعله فيهم ثم قال: جَدِّدُوا لعُمير عهداً، قال عُمَيْرُ: إن ذلك شيءٌ لا أعمله لك ولا لأحد بعدك والله ما سلمت بل لم أسلم، لقد قلت لنصراني: أخزاك الله فهذا ما عرَّضتني له يا عمر، وإن أشقى أيامي يوم خلفت معك. 

3/ وعن مجاهد قال كنت عند عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما وغلامه يسلخ شاةً فقال: يا غلام إذا فرغت فابدأ بجارنا اليهودي فقال رجلٌ من القوم: اليهودي أصلحك الله؟ قال: سمعت النبي (صلى الله عليه وسلم) يوصي بالجار حتى خشينا أو روينا أنه  سيورثه.
  
4/ في خلافة عمر بن عبد العزيز رحمه الله كتب إلى عدي بن أرطأة: وانظر من قبلك من أهل الذّمَّة قد كبُرَتْ سِنُّهُ وضعُفَت قوته وولّت عنه المكاسب فأجْرِ عليه من بيت مال المسلمين ما يُصلحه.
  
5/ أمر عمر بن عبد العزيز رحمه الله مُناديه يُنادى: ألا مَنْ كانت له مَظلمة فليرفعها، فقام إليه رجلٌ ذِمِّيٌ من أهل حِمْص فقال: يا أمير المؤمنين أسألك كتاب الله، قال: وما ذاك؟ قال: العباس بن الوليد بن عبد الملك اغتصبني أرضي، والعباسُ جالسٌ، فقال له عمر: يا عبَّاس ما تقول؟ قال: نعم أقطعنيها أمير المؤمنين الوليد وكتب لي بها سجلاً، فقال عمر: ما تقول يا ذِمِّيٌ؟ قال: يا أمير المؤمنين أسألك كتاب الله تعالى، فقال عمر: نعم كتاب الله أحق أن يُتَّبَع من كتاب الوليد قُمْ فاردُدْ عليه ضَيْعته، فرَدَّهَا عليه.
 
6/ في عهد الرشيد كانت وصية القاضي أبي يوسف له بأن يرفق بأهل الذّمَّة حيث يُخاطبه بقوله: (ينبغي أن ترفق بأهل ذِمَّة وصية نبيك محمد (صلى الله عليه وسلم) حتى لا يُظلموا ولا يُؤذوا ولا يُكلّفوا فوق طاقتهم ولا يُؤخذ من أموالهم إلا بحق يجب عليهم".



الباب الثالث: الفصل الأول المراجعات السعودية 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 51659
العمر : 72

الباب الثالث: الفصل الأول المراجعات السعودية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الباب الثالث: الفصل الأول المراجعات السعودية   الباب الثالث: الفصل الأول المراجعات السعودية Emptyالإثنين 18 مارس 2019, 8:43 am

المطلب الثالث: (مســألة التترس)
ظهر في مراجعات المشايخ مسألتان هامتان جداً أولها مسألة دفع الصائل وهو الذي يعتدي على الإنسان بدون وجه حق فيشرع له أن يدافعه بالأسهل والأخف فإن صال عليه قتله ومن هنا أحتج بعض الفارين عن العدالة بجواز مدافعة رجال الأمن من هذا الباب ولو أدَّى إلى قتلهم وقد وجدت في تراجعات المشايخ الإجابة الكافية الشافية ولاسيما في تراجع الشيخ أحمد الخالدي الذي لَمَّا عرف إجماع العلماء على استثناء السلطان ومَنْ أرسله من دفع الصائل كما حكاه ابن المنذر وأنه يجب الطاعة له والانقياد لِمَنْ أرسله ومنهم رجال الأمن فوجدت نفسي مكتفياً بهذا الكلام النفيس في إجماع الأمَّة التي لا تجتمع على ضلالة وبقيت المسألة الثانية وهي مسألة التترس التي تحتاج مزيداً من الشرح فهناك مَنْ يقيس قتل المسلمين في عمليات التفجير في الرياض على قتل المسلمين إذا تترَّس بهم الكفار.

وهو قياسٌ مع الفارق من عدة وجوه:
الوجه الأول
ما قرَّره أهل العلم من أن قتل المسلمين المتترس بهم لا يجوز إلا بشرط أن يُخاف على المسلمين الآخرين الضرر بترك قتال الكفار فإذا لم يحصل ضرر بترك قتال الكفار في حال التترس بقي حكم قتل المتترَّس بهم على الأصل وهو التحريم. فجوازه إذاً لأجل الضرورة، وليس بإطلاق وهذا الشرط لا بد منه إذ الحكم كله إعمال لقاعدة دفع الضرر العام بارتكاب ضرر خاص.
 
قال القرطبي رحمه الله:
(قد يجوز قتل الترس وذلك إذا كانت المصلحة ضروريَّة كلية، ولا يتأتى لعاقل أن يقول لا يقتل الترس في هذه الصورة بوجه, لأنه يلزم منه ذهاب الترس والإسلام والمسلمين).
 
أمَّا لو قتل المسلمون المتترَّس بهم دون خوف ضرر على المسلمين ببقاء الكفار، فإننا أبطلنا القاعدة التي بني عليها الحكم بالجواز.

فقتل المسلمين ضرر ارتكب لا لدفع ضرر عام بل لمجرد قتل كُفَّار قال ابن تيمية رحمه الله:
(ولهذا اتفق الفقهاء على أنه متى لم يمكن دفع الضرر عن المسلمين إلا بما يفضي إلى قتل أولئك المتترس بهم جاز ذلك).
 
فأين هذه الضرورة في قتل المسلمين الذين يساكنون النصارى في تلك المُجمَّعات السكنية المستهدفة؟

الوجه الثاني
أن مسألة التترس خاصة بحال الحرب (حال المصافّة والمواجهة العسكرية) وهؤلاء الكفار المستهدفون بالتفجير لسنا في حال حرب معهم، بحيث يكون من ساكنهم من المسلمين في مجمعاتهم في حكم المتترَّس بهم، بل هم مُعَاهَدُونَ مُسالِمُون.

الوجه الثالث
اختلاف حال المتترَّس به عن حال الحراس ونحوهم؛ فالمتترَّس به عادة هو أسير لدى الكفار ينتظر الموت غالباً على أيديهم، لكنهم يتقون به رمي المسلمين، أما الحراس فضلاً عن المارة والجيران فهم آمنون في بلادهم فبأي وجه يفاجئهم أحد من المسلمين بأن يقتلهم لكي يقتحموا على من يحرسون من المعاهدين والمسلمين المقيمين معهم أو المتعاملين معهم؟

الوجه الرابع
أن الله تعالى بَيَّنَ أن من مصالح الصلح في الحديبية أنه لو سلط المؤمنين على الكافرين في ذلك الحين لأدى إلى قتل أقوام من المؤمنين والمؤمنات ممن يكتم إيمانه، فلولا ذلك لسلط المؤمنين على أولئك الكافرين، قال تعالى: (هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَالْهَدْيَ مَعْكُوفًا أَن يَبْلُغَ مَحِلَّهُ وَلَوْلَا رِجَالٌ مُّؤْمِنُونَ وَنِسَاء مُّؤْمِنَاتٌ لَّمْ تَعْلَمُوهُمْ أَن تَطَؤُوهُمْ فَتُصِيبَكُم مِّنْهُم مَّعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ لِيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَن يَشَاء لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا).
  
قال القرطبي رحمه الله:
(لم تعلموهم أي لم تعرفوا أنهم مؤمنون أن تطأوهم بالقتل والإيقاع بهم.. والتقدير: ولو أن تطأوا رجالاً مؤمنين ونساء مؤمنات لم تعلموهم لأذن الله لكم في دخول مكة ولسلطكم عليهم، ولكنَّا صُنَّا من كان فيها يكتم إيمانه. وقوله (فتصيبكم منهم معرّة) المعرة العيب.. أي يقول المشركون: قد قتلوا أهل دينهم.. لو تزيّلوا أي تميَّزوا، ولو زال المؤمنون عن الكفّار لعذب الكفار بالسيف.. وهذه الآية دليل على مراعاة الكافر في حُرمة المؤمن).
  
فتبيَّن من هذه الأوجه أن قياس المسلمين الذين يُساكنون الكفار في المجمعات السكنية على مسألة التترُّس قياسٌ غير صحيح.



الباب الثالث: الفصل الأول المراجعات السعودية 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 51659
العمر : 72

الباب الثالث: الفصل الأول المراجعات السعودية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الباب الثالث: الفصل الأول المراجعات السعودية   الباب الثالث: الفصل الأول المراجعات السعودية Emptyالإثنين 18 مارس 2019, 6:16 pm

المطلب الرابع: (وجوب طاعة ولي الأمر)
ذكر المشايخ في تراجعاتهم عظم حق ولي الأمر ووجوب السمع والطاعة له في غير معصية الله وأن البيعة تكون له من أصحاب الحل والعقد وأن الله يجمع عليه الناس بقلوبهم قبل أقوالهم وأفعالهم فأمور المجتمع لا تتحصل ولا توجد إِلا بوجود إِمام يلتف الناس حوله يأتمرون بأمره وينتهون بنهيه، يردع الظالم ويضع الحق في نصابه فبدون ولي الأمر إِمامة لا تقوم للدين قائمة ولا يشاد له مَعْلم ولقد حفلت الشريعة الإسلامية بنصوصها من الكتاب والسُّنَّة بوجوب السمع والطاعة لولاة الأمر في غير معصية، وفي هذا انتظام شؤون العباد الدينية والدنيوية، ويوم لا يعلن المجتمع ذلك ولا يدين به، فلا وجود حقيقي لإِمامة ولا اعتبار لحاكم ومن مشهور الكلم (لا إمامة إلا بسمع وطاعة).

ومما جاء من النصوص الشرعية في ذلك ما يلي:
قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ).
  
وعن ابن عمر -رضي الله عنه-ما قال: قال (صلى الله عليه وسلم): (على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره، إِلا أن يؤمر بمعصية).

يقول الحافظ ابن رجب رحمه الله:
(وأما السمع والطاعة لولاة أمور المسلمين ففيها سعادة الدنيا، وبها تنتظم مصالحُ العباد في معايشهم، وبها يستعينون على إِظهار دينهم وطاعة ربهم).
  
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (مَنْ أطاعنـي فقد أطاع الله ومَنْ عصاني فقد عصى الله، ومَنْ يُطع الأمير فقد أطاعنـي، ومَنْ يعص الأمير فقد عصاني).
 
قال شيخ الإِسلام ابن تيميه رحمه الله:
(فطاعة الله والرسول واجبة على كل أحد، وطاعة ولاة الأمور واجبة لأمر الله بطاعتهم فمن أطاع الله ورسوله بطاعة ولاة الأمر فأجره على الله، ومَنْ كان لا يطيعهم إِلا لما يأخذه من الولاية والمال، فإِن أعطوه أطاعهم وإِن منعوه عصاهم ؛ فما له في الآخرة من خَلَاق). 

وقد أجمعت الأمة على وجوب السمع والطاعة لولي الأمر مبنيُّ على النصوص الشرعية الواضحة التي تواترت بذلك.
 
حتى لو وقع في معصية فقد أرشد الرسول (صلى الله عليه وسلم) أمته للتعامل الصحيح معه كما في حديث عوف بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال (صلى الله عليه وسلم): (ألا مَنْ ولي عليه وال فرآه يأتي شيئاً من معصية الله فليكره الذي يأتي من معصية الله ولا ينزع يداً من طاعة).
 
أن الواجب على كل مسلم أن يتجنَّب ما يُخالف قوة السلطان وإهانته بالقول والفعل ومن ذلك الوقيعةُ في أعراض الأمراء والملوك والرؤساء والاشتغال بسبِّهم وذِكْرِ معايبهم فقد عَدَّهُ العلماء السابقون والمتأخرون خطيئة كبيرة، وجريمة شنيعة، وذَمَّ فاعلها وهي نواة الخوارج على ولاة الأمر الذي هو أصل فساد الدين والدنيا معاً وقد علم أن الوسائل لها أحكام المقاصد، فكل نص في تحريم الخروج وذَمِّ أهله فهو دليل على تحريم السَّبِّ وذَمِّ فاعله.

قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (لا تَسُبُّوا أمراءكم ولا تغـشُّـوهم ولا تبغضوهم واتقوا الله واصبروا فإن الأمر قريب).
  
وعن حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (يكون بعدي أئِمَّة لا يهتدون بهديي ولا يستنون بسنَّتي وسيقوم فيكم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إِنس) قلت: كيف أصنع إن أدركت ذلك؟ قال: (تسمع وتطيع للأمير وإِن ضرب ظهرك وأخذ مالك).
  
وعن أم سلمة -رضي الله عنه-ا قالت قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (سيكون بعدي أمراء فتعرفون وتنكرون فمَنْ أنكر فقد برئ ومَنْ كره فقد سلم ولكن مَنْ رضي وتابع) قالوا أفلا ننابذهم بالسيف؟ قال: (لا ما أقاموا فيكم الصلاة).

وعن أبي بكرة --رضي الله عنه-- قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (السلطان ظل الله في الأرض فمَنْ أهانه أهانه الله ومَنْ أكرمه أكرمه الله).
 
وعن عرفجة الأشجعي --رضي الله عنه-- قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (مَنْ أتاكم وأمركم جميع على رجل واحد يريد أن يشُقَّ عصاكم ويُفَرِّقَ كلمتكم فاقتلوه).
  
وعن وائل بن حجر --رضي الله عنه-- قال: قلنا يا رسول الله: أرأيت إِن كان علينا أمراء يمنعونا حقَّنا ويسألونا حقَّهم؟ فقال: (اسمعوا وأطيعوا فإِنما عليهم ما حُمِّلُوا وعليكم ما حُمِّلتُم).
  
إن اللائق بالمؤمنين الطائعين لله حق طاعته أن يشيع فيه مبدأ التناصح بينهم وبين ولاة أمورهم بالطرق الشرعية المذكورة في مؤلفات العلماء الربانين فلئن كانت حاجةُ المجتمع المسلم حاجة شديدةً إِلى النصيحة، فإِن حاجة وليِّ الأمر إِليها أشدُّ وأعظم، لأنه القائمُ على شؤون الناس والراعي لمصالح مجتمعهم.

فلما ينهض به من جليل الأعمال وعظيم المهام احتاج إِلى الناصح الأمين والموجه المخلص، ومن هنا حَضَّ المصطفى (صلى الله عليه وسلم) على إِزجاء النصيحة لولي الأمر في غير ما حديث تناقلتها كتب السُّنَّة..

ومنها:
حديث تميم بن أوس الداري -رضي الله عنه- قال: قال (صلى الله عليه وسلم): الدين النصيحة قيل: لِمَنْ يا رسول؟ قال: (لله ولكتابه ولرسوله ولأئِمَّةِ المسلمين وعامَّتهم).
  
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال قال (صلى الله عليه وسلم): (إِن الله يرضى لكم ثلاثاً يرضى لكم أن تعبدوه ولا تُشركوا به شيئاً، وأن تعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرَّقوا، وأن تُناصِحُوا مَنْ وَلَّاهُ اللهُ أمركم).

وعن جبير بن مطعم -رضي الله عنه- أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال في خطبته بالخَيْف من مِنَى: (ثلاثٌ لا يُغِلُّ عليهن قلبُ أمريءٍ مسلمٍ إِخلاص العمل لله ومُناصحة ولاة الأمر، ولزوم جماعة المسلمين).
 
ولا يتوهَّمنَّ أحَدٌ أن مُناصحة ولي الأمر لا تكون إِلا في الوقوف أمامه ووقْفِه على مواضع تقصيره، كلا، بل مفهوم المُناصحة أوسع من ذلك إِذ يشمل هذا وغيره مما هو أكثر منه، وفي ظنِّي أن الناس إِنما دخل عليهم النقص والخلل في نصيحة أولي الأمر، حين لم يفقهوا ما تشمله تلك النصيحة.

ذلك أن نصيحة ولي الأمر تشمل ما يلي:
1/ طاعته والسمع له بالمعروف.
2/ عدم الخروج عليه.
3/ إرشاده إلى الحق بالحسنى، وإعانته عليه.
4/ طي عيوبه ونشر محاسنه.
5/ الذّبِّ عن عِرْضِهِ.
6/ الدُّعاء له بالتوفيق والصلاح.


قال الشيخ عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله:
(وأمَّا النصيحة لأئِمَّة المسلمين وهم ولاتهم؛ من السلطان الأعظم إِلى الأمير إِلى القاضي إِلى جميع مَنْ لهم ولاية صغيرة أو كبيرة فهؤلاء لَمَّا كانت مهماتهم وواجباتهم أعظم من غيرهم وجب لهم من النصيحة بحسب مراتبهم ومقاماتهم وذلك باعتقاد إِمامتهم والاعترافِ بولايتهم ووجوبِ طاعتهم بالمعروف، وعدم الخروج عليهم وحَثِّ الرَّعية على طاعتهم، ولزوم أمرهم الذي لا يُخالف أمر الله ورسوله، وبذل ما يستطيع الإِنسان من نصيحتهم وتوضيح ما خَفِيَ عليهم مما يحتاجون إِليه في رعايتهم، كلُّ أحَدٍ بحسب حاله والدُّعاء لهم بالصلاح والتوفيق، فإن صلاحَهم صلاحٌ لرعيتهم.

واجتناب سبِّهم والقدح فيهم وإِشاعة مثالبهم، فإِن في ذلك شراًّ وضرراً وفساداً كبيراً، فمن نصيحتهم الحذرُ والتحذيرُ من ذلك وعلى مَنْ رأى منهم ما لا يحل أن يُنبِّههم سِرّاً لا علنا، بلطفٍ وعبارة تليقُ بالمقام ويحصل بها المقصود، فإِن هذا مطلوب في حق كل أحَدٍ، وبالأخص ولاةُ الأمور، فإن تنبيههم على هذا الوجه فيه خيرٌ كثيرٌ، وذلك علامة الصِّدق والإخلاص).
  
فكل هذه الأمور الجليلة كما ترى داخلة في النصيحة لولي الأمر وعلى كل مسلم يريد القيام بما أوجب الله عليه، أن يأتي بما تتطلبه هذه النصيحة أو بما يستطيعه من ذلك، بحسب قدرته وحاله.

ومن أعظم حقوق النصيحة لولي الأم أمر غَفَل عنه كثير من الناس في هذا الزمان المتأخر ولا يسع أحد تركُه، لأنه في مقدروهم جميعاً، ألا وهو الدعاء لولي الأمر.

قال أبو جعفر الطحاوي رحمه الله:
(ولا نرى الخروج على أئِمَّتنا وولاة أمورنا وإِن جاروا، ولا ندعوا عليهم ولا ننزع يداً من طاعتهم، ونرى طاعتهم من طاعة الله عز وجل فريضة ما لم يأمروا بمعصية، وندعوا لهم بالصَّلاح والمُعافاة).
 
وقال البربهاريُّ رحمه الله: (فأمرنا أن ندعوا لهم بالصلاح ولم نؤمر أن ندعوا عليهم وإن ظلموا وإن جاروا لأن ظلمهم وجورهم على أنفسهم وصلاحهم لأنفسهم و للمسلمين). 

وقال أبو عثمان الصابوني رحمه الله:
(ويرى أصحاب الحديث الجمعة والعيدين وغيرهما من الصلوات خلف كل إِمام، براً كان أو فاجراً، ويرون جهاد الكفرة معهم، وإِن كانوا جَوَرة فجرة ويرون الدعاء لهم بالإِصلاح والتوفيق والصلاح، وبسط العدل في الرعية).
 
وذكر ابن الجوزي رحمه الله:
من مناقب إمام أهل السُّنَّة أحمد بن حنبل رحمه الله حرصه على الحَثِّ على طاعة السلطان والدعاء له، وأنه كان أيضاً دائم الدعاء له، وبخاصة إِذا مر ذكره، أو عَرَض له ذكر في أثناء مسألة.
 
قال أبو بكر المروذي رحمه الله:
سمعت أبا عبد الله وذُكر الخليفةُ المتوكل، فقال: (إِني لأدعو له بالصلاح والعافية..). 

قال الإِمام أحمد بن حنبل رحمه الله:
(إِني لأدعو للسلطان بالتسديد والتوفيق في الليل والنهار وبالتأييد وأرى ذلك واجباً عليَّ).

ولهذا حين اقتحم رجال الخليفة المتوكل على الإِمام أحمد بيته على إِثر وشاية كان فيما قال لهم رحمه الله: (إِني لأرى طاعة أمير المؤمنين في السِّر والعلانية، وفي عُسري ويُسري ومَنشطي ومَكرهي وأثرة علي وإِني لأدعو له بالتسديد والتوفيق في الليل والنهار).

ففي قول الإِمام أحمد:
(وإِني لأدعو له) تأكيد لما يعتقده من السمع والطاعة وإِقرار به، ولهذا؛ خلَّى سبيله رجال الخليفة ولقد بالغ هذا الإِمام في حَثِّ الناس على الدُّعاء لولي الأمر فأرسل مقولته التي اشتهرت اشتهار الشمس، وأصبحت حكمةً تتناقلها الالسُّنَّة، وهي: (لو أن لي دعوة مُستجابة ما جعلتها إِلا في السلطان).

قال ناصر الدين ابن المُنَيِّر:
(الدعاء للسلطان الواجب الطاعة، مشروع بكل حال).
 
قال أبو محمد البربهاري رحمه الله:
(وإِذا رأيت الرجل يدعو على السلطان فاعلم أنه صاحب هوى، وإِذا رأيت الرجل يدعو للسلطان بالصلاح، فاعلم أنه صاحب سُنَّة إن شاء الله).
 
قال الإِمام الآجري رحمه الله:
(قد ذكرتُ من التحذير عن مذاهب الخوارج ما فيه بلاغ لِمَنْ عصمه الله عز وجل الكريم عن مذهب الخوارج، ولم ير رأيهم، وصبر على جُور الأئِمَّةِ وحَيْفِ الأمراء ولم يخرج عليهم بسيفه، وسأل اللهَ العظيمَ أن يكشف الظلم عنه وعن جميع المسلمين، ودعا للولاة بالصلاح، وحَجَّ معهم وجاهد معهم كل عدو للمسلمين، وصلّى خلفهم الجُمُعَةَ والعِيدين، فمَنْ كان هذا وصفه كان على الطريق المستقيم).
 
ومن أعظم فوائد الدُّعاء لولي الأمر أن عائد نفعه الأكبر إِلى الرعيَّة أنفسهم، فإِن ولي الأمر إِذا صَلُحَ، صَلُحَتِ الرَّعية واستقامت أحوالها، وهنئ عيشُها.

عن قيس بن أبي حازم:
أن امرأة سألت أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- فقالت: ما بقاؤنا على هذا الأمر الصالح الذي جاء الله به بعد الجاهلية؟ فقال أبو بكر -رضي الله عنه-: (بقاؤكم عليه ما استقامت بكم أئمتكم).
 
قال ابن حجر رحمه الله:
(أي: لأن الناس على دين مُلُوكِهم فمَنْ حَادَ من الأئِمَّة عن الحال، مال وأمال).
 
وكان عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يقول:
(اعلموا أن الناس لن يزالوا بخير، ما استقامت لهم ولاتهم وهُدَاتُهَم).
 
وقال القاسم بن مخيمرة رحمه الله:
(إِنما زمانكم سُلطانكم فإذا صَلُحَ سُلطانكم صَلُحَ زمانكم، وإِذا فسد سُلطانكم فسد زمانكم).
 
وقال ابن المنير رحمه الله:
(نُقل عن بعض السَّلف أنه دعا لسلطان ظالم، فقيل له: أتدعو له وهو ظالم؟ فقال: إِي والله أدعو له، إِن ما يَدفعُ الله ببقائه، أعظمُ مما يندفع بزواله.

قال ابن الُمنِّير:
(لاسيما إِذا ضُمِّن ذلك الدَّعاء  بصلاحه وسداده وتوفيقه).
 
ولقد سئل الفضيل بن عياض رحمه الله حين سمع يقول:
(لو كانت لي دعوةٌ مُستجابة ما جعلتها إِلا في السلطان) فقيل له: يا أبا علي فَسِّر لنا هذا، فقال: (إذا جعلتُها في نفسي لم تَعْدُني وإِذا جعلتها في السلطان صَلَحَ فصَلَحَ بصلاحه العبادُ والبلاد).
 
وفي بعض الروايات:
(لأنه إِذا صلح الإِمام أَمِن البلادُ والعباد).

قال الفضيل رحمه الله:
(أما صلاح البلاد، فإِذا أمن الناس ظلم الإِمام عَمَّروا الخرابات، ونزلوا الأرض، وأمَّا العباد فينظر إِلى قوم من أهل الجهل، فيقول: قد شغلهم طلب المعيشة عن طلب ما ينفعهم من تعلم القرآن وغيره، فيجمعهم في دار، خمسين خمسين أقل أو أكثر، يقول للرجل: لك ما يصلحك، وعلم هؤلاء أمر دينهم، وانظر ما أخرج الله عزوجل من فيئهم مما يزكي الأرض فرده عليهم، قال: فكان صلاحُ العباد والبلاد).
 
إن وليَّ الأمر إِذا بلغه أن الرَّعية تدعو له، فإِنه يُسَرُّ بذلك غاية السُّرور، ويدعوه ذلك إِلى محبَّتهم ورفع المُؤن ونـحوها عنهم ولا يزال يبحث عمَّا فيه سعادتهم، وربما بادلهم الدُّعاء بالدُّعاء.

روى عبد الله بن الإِمام أحمد من خبر والده حين كتب كتاباً أجاب فيه عن الخليفة المتوكل عن مسألة القرآن وكانت مسألة معرفة لا مسألة امتحان.

قال عبد الله:
فلَمَّا كتب أبي الجواب، أمَرَنا بعَرْضِهِ على عبيد الله بن يحيى بن خاقان وزير المُتوكل وظاهر أن الإِمام أحمد يستشير هذا الوزير في أسلوب الخطاب وما يُناسب الخليفة، لا مضمونه، وحسناً فعل، فإِن الوزراء أعرفُ من غيرهم بما يُلائم نفوسَ مستوزريهم.

قال عبد الله:
قال أبي: (فإِن أمَرَكُمْ –أي ابن خاقان– أن تَنْقُصوا منه شيئاً، فانقصوا له، وإِن زاد شيئاً فرُدُّوه إِليَّ حتى أعرف ذلك).

فلَمَّا وقف ابنُ خاقان على الجواب، بادر قائلاً:
(يحتاج أن يُزادَ فيه دُعَاءٌ للخليفة فإِنه يُسَرُّ بذلك..).

فأخبر هذا الوزير بما يُبهجُ الخليفة ويُدْخِلُ السُّرورَ على نفسه ولهذا استجاب الإِمام أحمد لرأيه، وضمَّن جوابه جُمَلاً من الدُّعاء كقوله: (إِني أسأل الله عز وجل أن يُديم توفيق أمير المؤمنين أعَزَّه اللهُ بتأييده..).  



الباب الثالث: الفصل الأول المراجعات السعودية 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 51659
العمر : 72

الباب الثالث: الفصل الأول المراجعات السعودية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الباب الثالث: الفصل الأول المراجعات السعودية   الباب الثالث: الفصل الأول المراجعات السعودية Emptyالإثنين 18 مارس 2019, 6:40 pm

المطلب الخامس: (التكفير والتفسيق)

خطر التكفير والتفسيق

عن أبي ذر الغفاري -رضي الله عنه- أنه سمع النبي (صلى الله عليه وسلم) يقول: (لا يرمي رجلٌ رجلاً بالفُسوق ولا يرميه بالكُفر إلا ارتدَّت عليه إن لم يكن صاحبه كذلك).

 

من منطوق هذا الحديث يتبيَّن لنا أن الواجب على كل مؤمن ألَّا يخوض في مسائل التكفير وألا يتسرَّع في إطلاق الأوصاف والأحكام على عباد الله، وعليه أن يعلم أن التكفير حُكمٌ شرعيٌ وحقٌ لله تعالى وحدهُ، والأحكام إنَّما تُترك للعلماء الرَّاسخين الذين يعرفون مُراد الله ومراد رسوله، ويعرفون سبيل سلفهم الصالح في مثل هذه الأمور والمسائل والنوازل وليس للأحداث وطلاب العلم أن يتصدروا وعليهم الأتباع في ذلك والوقوف عند أقوال المحققين من العلماء فقد ثبت عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنه قال (إن من أشراط الساعة أن يُلتمس العلم عند الأصاغر).

   

يقول الإمام الطحاوي رحمه الله:

(ولا نكفر أحداً من أهل القبلة بذنب ما لم يستحلّه ولا نقول لا يضرُّ مع الإيمان ذنبٌ لِمَنْ عمله).


قال ابن أبي العز رحمه الله:

(واعلم رحمك الله وإيانا أن باب التكفير وعدم التكفير باب عظمة الفتنة والمحنة فيه، وكثر فيه الافتراق وتشتت فيه الأهواء والآراء وتعارضت فيه دلائلهم).

   

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

(إني من أعظم الناس نهياً عن أن يُنسب معين إلى تكفير، وتفسيق ومعصية، إلا إذا عُلِمَ أنه قد مات عليه الحجة الرسالية التي مَنْ خالفها كان كافراً تارة وفاسقاً أخرى وعاصياً أخرى، وأني أقرر أن الله قد غفر لهذه الأمَّةِ خطأها، وذلك يعُمُّ الخطأ في المسائل الخيرية القولية والمسائل العملية).

   

وقرر ابن الوزير رحمه الله تواتر الأحاديث في النهي عن تكفير المسلم ثم قال:

(وفي مجموع ذلك ما يشهد لصحة التغليظ في تكفير المؤمن، وإخراجه من الإسلام مع شهادته بالتوحيد والنبوات وخاصة مع قيامه بأركان الإسلام وتجنبه للكبائر).


ويقول أيضاً:

(وقد عوقبت الخوارج أشد العقوبة، وذمت أقبح الذم على تكفيرهم لعصاة المسلمين مع تعظيمهم في ذلك لمعاصي الله تعالى، وتعظيمهم الله تعالى بتكفير عاصيه، فلا يأمن المكفر أن يقع في مثل ذنبهم، وهذا خطر في الدين جليل، فينبغي شدة الاحتراز فيه من كل حليم نبيل).

 

ويقول الإمام الشوكاني رحمه الله محذراً من هذا المنزلق الخطير:

(إعلم أن الحكم على الرجل المسلم بخروجه من دين الإسلام ودخوله في الكفر لا ينبغي لمسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أن يقدم عليه ببرهان أوضح من شمس النهار فإنه قد ثبت في الأحاديث الصحيحة المروية عن طريق جماعة من الصحابة أن مَنْ قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما).

   

ويقول ابن تيمية رحمه الله:

(أعلم أن مسائل التكفير والتفسيق هي من مسائل الأسماء والأحكام التي يتعلق بها الوعد والوعيد في الدار الآخرة، وتتعلق بها الموالاة والمعاداة والقتل والعصمة وغير ذلك في الدار الدنيا).   


ضوابط التكفير:

الضابط الأول

1- الاعتقاد الجازم بأن الكفر والتكفير حكم شرعي توقيفي:

فالكافر من كفر بالله ورسوله وليس لأحد من الناس الحق في ذلك بل هو محض حق الله تعالى ورسوله (صلى الله عليه وسلم).


قال ابن تيمية رحمه الله:

(الكفر حكم شرعي متلقى عن صاحب الشريعة والعقل قد يعلم به صواب القول وخطؤه، وليس ما كان خطأ في العقل يكون كفراً في الشرع).

 

ويقول أيضاً رحمه الله:

(فلهذا كان أهل العلم والسُّنَّة لا يكفرون من خالفهم، وإن كان المخالف يكفرهم، لأن الكفر حكم شرعي، فليس للإنسان أن يعاقب بمثله، كمن كذب عليك، وزنى بأهلك، ليس لك أن تكذب عليه، ولا تزني بأهله، لأن الكذب والزنا حرام لحق الله تعالى وكذلك التكفير حق الله فلا يكفر إلا من كفره الله ورسوله).

 

قال الشيخ محمد الصالح العثيمين رحمه الله:

فالحكم بالتكفير والتفسيق ليس إلينا، بل هو إلى الله تعالى ورسوله فهو من الأحكام الشرعية التي مردها إلى الكتاب والسُّنَّة فيجب التثبت فيه غاية التثبيت، فلا يكفر ولا يفسق إلا من دل الكتاب والسُّنَّة على كفره وفسقه والأصل في المسلم الظاهر العدالة بقاء إسلامه وبقاء عدالته حتى يتحقق زوال ذلك عنه بمقتضى الدليل الشرعي ولا يجوز التساهل في تكفيره أو تفسيقه لما فيه من محذورين عظيمين: أحدهما: افتراء الكذب على الله تعالى في الحكم والمحكوم عليه، الثاني: الوقوع فيما نبز به أخاه إن كان سالماً منه.


مع وجوب النظر قبل الحكم على المسلم بكفر أو فسق في أمرين:

الأول: دلالة الكتاب والسُّنَّة على أن هذا القول أو الفعل موجب للكفر أو الفسق.

الثاني: انطباق هذا الحكم على القائل المعين أو الفاعل المعين بحيث تستوفي شروط التكفير والتفسيق في حقه وتنتفي عنه موانعه.


شروط التكفير والتفسيق:

من أهم الشروط:

1/ أن يكون عالماً بمخالفته الموجبة للكفر أو الفسق، فلا يكفر إن كان جاهلاً كحديث عهد بالإسلام أو كمن نشأ ببادية بعيدة عن العلم والعلماء.
2/ أن يقول الكفر أو ما يفعله مختاراً مريداً فلا يكفر المكره على فعل أو قول الكفر.
3/ ألا يكفر المسلم إلا بعد إقامة الحجة عليه وبيان المحجة له بصورة واضحة جلية فلا يكفر من كان متأولاً في فعل أو قول الكفر).   


قال الإمام ابن القيم رحمه الله:

(إن قيام الحجة يختلف باختلاف الأزمنة والأمكنة والأشخاص فقد تقوم حجة الله على الكفار في زمان دون زمان وفي بقعة وناحية ودون أخرى كما أنها تقوم على شخص دون آخر، إما لعدم عقله وتمييزه كالصغر والمجنون، وإما لعدم فهمه كالذي لا يفهم الخطاب).

 

الضابط الثاني

وجوب التفريق بين التكفير المطلق وتكفير المعين:

إن أهل السُّنَّة والجماعة يفرقون فيقولون لمن تلبس بقول أو بفعل جاء النص على أنه كفر فيقولون: من قال كذا وكذا فهو كافر، أو من فعل كذا أو كذا فهو كافر.


يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

(إن التكفير له شروط وموانع قد تنتفي في حق المعين، وإن تكفير المطلق لا يستلزم تكفير المعين، إلا إذا وجدت الشروط وانتفت الموانع، يبين هذا أن الإمام أحد وعامة الأئمة الذين أطلقوا هذه العمومات، لم يكفروا أكثر من تكلم بهذا الكلام بعينه).

 

قال الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله:

(ومسألة تكفير المعين مسألة معروفة إذا قال قولاً يكون القول به كفراً، فيقال من قال بهذا القول فهو كافر، ولكن الشخص المعين إذا قال ذلك لا يحكم بكفره حتى تقوم عليه الحجة التي يكفر تاركها).

 

الضابط الثالث

وجوب التفريق بين الكفر الاعتقادي والكفر العملي لأن الكفر ذو أصول وشُعَبٍ.
قال الإمام ابن القيم رحمه الله:

وكذلك الكفر ذو أصل وشعب فكما أن شعب الإيمان إيمان فشعب الكفر كفر، والحياء شعبة من الإيمان وقلة الحياء شعبة من الكفر، والصلاة والزكاة والحج والصيام من شعب الإيمان وتركها من شعب الكفر، والحكم بما أنزل الله من شعب الإيمان والحكم بغير ما أنزل الله من شعب الكفر، والمعاصي كلها من شعب الكفر كما أن الطاعات كلها من شعب الإيمان، وشعب الإيمان قسمان: قولية وفعلية وكذلك شعب الكفر نوعان: قولية وفعلية.


ولا يلزم من قيام شعبة من شعب الكفر به أن يسمى كافراً وقد يجتمع في الرجل كفر وإيمان، وشرك وتوحيد وتقوى وفجور ونفاق وإيمان وهذا من أعظم أصول أهل السُّنَّة وخالفهم فيه غيرهم من أهل البدع كالخوارج والمعتزلة.


ومسألة خروج أهل الكبائر من النار تخليدهم مبنية على هذا الأصل، إذا حكم بغير ما أنزل الله أو فعل ما سماه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كفراً وهو ملتزم للإسلام وشرائعه فقد قام به كفر وإسلام.

 

هذه بعض الشروط العامة، وهناك في أقوال أهل العلم شروط تفصيلية دقيقة جدير مراجعتها لمن أراد الحق والدليل في هذه المسألة الخطيرة من التكفير والتفسيق.


يقول الإمام أحمد رحمه الله:

(ألا إن الإيجاب والتحريم والثواب والعقاب والتكفير والتفسيق هو إلى الله ورسوله ليس لأحد في هذا حكم وإنما على الناس إيجاب ما أوجبه الله ورسوله وتحريم ما حرمه الله ورسوله وتصديق ما أخبر الله به رسوله).

   

ويقول الإمام الطحاوي رحمه الله:

(ولا نشهد عليهم أهل القبلة بكفر ولا بشرك ولا بنفاق ما لم يظهر منهم شيء من ذلك، ونذر سرائرهم إلى الله تعالى، وذلك لأنا قد أمرنا بالحكم بالظاهر ونهينا عن الظن وإتباع ما ليس لنا به علم).

 

ويقول الغزالي رحمه الله:

والذي ينبغي أن يميل المحصل إليه: (الاحتراز من التكفير ما وجه إليه سبيلاً فإن استباحة الدماء والأموال من المصلين إلى القبلة المصرحين بقول لا إله إلا الله خطأ والخطأ في ترك ألف كافر في الحياة أهون من الخطأ في سفك محجمة من دم مسلم).



الباب الثالث: الفصل الأول المراجعات السعودية 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
الباب الثالث: الفصل الأول المراجعات السعودية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 2انتقل الى الصفحة : 1, 2  الصفحة التالية
 مواضيع مماثلة
-
» الباب الثالث: السلطات العامة - الفصل الأول: السلطة التشريعية - الفرع الأول: أحكام مشتركة
» الباب الأول: الفصل الأول تعريف الإرهاب
» الباب الثالث: الفصل الأول مشيخة الأزهر وشيوخه
» الباب الأول: الفصل الثالث تعظيم الدماء وتأكيد حرمتها
» الباب الأول: العصر الجاهلي.. الفصل الأول: الإنسانية في الاحتضار

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: ذم الإرهــــاب والإرهــــابيـين :: الإرهاب في ميزان الشريعة-
انتقل الى: