منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

soon after IZHAR UL-HAQ (Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.


 

 الفصل الأول

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 48337
العمر : 71

الفصل الأول Empty
مُساهمةموضوع: الفصل الأول   الفصل الأول Emptyالسبت 26 يناير 2019, 12:25 am

الباب الثاني
عظمة فضائل القرآن.

وفيه فصلان:
الفصل الأول: عظمة الفضـــــائل العامة.
الفصل الثاني: عظمة الفضائل المفصلة.

 
تمهيد
معنى «فضائل القرآن»:
جاءت لفظة «الفضيلة» في اللغة لعدة معان، نأخذ منها ما يدل على المقصود.

* الفضيلة:
ضد النقيصة، وهي كذلك الدرجة الرفيعة في الفضل (612).

* «وفضيلة الشيء:
مزيته أو وظيفته التي قصدت منه، يقال: فضيلة السيف إحكام القطع، وفضيلة العقل إحكام الفكر، والجمع فضائل» (613).

* والفضائل:
هي المزايا غير المتعدية (614).

* وجاء في الدعاء عند النداء قوله -صلى الله عليه وسلم-: «آت محمدًا الوسيلة والفضيلة» الحديث (615).

قال الحافظ ابن حجر -رحمه الله- في شرحه للحديث (616):
«(والفضيلة) أي: المرتبة الزائدة على سائر الخلائق، ويحتمل: أن تكون منزلة أخرى أو تفسيرًا للوسيلة».

وإن المتتبع لغالب المعاجم اللغوية في معنى كلمة «فضائل» أو «فضيلة».

يجد نوعًا من الاضطراب في المعنى أحيانًا، أو ندرةً في بيان المقصود والإفصاح عنه، أو استطراداً يشتت الذهن ولا يفي بالغرض المطلوب، وهذا هو السبب الرئيس في الاقتصار على ما ذُكر في التعريف اللغوي لكلمة «فضائل».

ومع هذا يمكن أن نخلص إلى تعريف لــ«فضائل القرآن» بأنها:
«المزايا التي جاءت في ثواب تلاوة القرآن وتعلمه وتعليمه وحفظه وتدبره والعمل به عمومًا، أو المزايا التي جاءت في بعض السور والآيات، أو ما يحصل لقارئه من الأثر المترتب على ذلك في الدنيا والآخرة» (617).

أو نعرِّف «فضائل القرآن» بعبارة أدق وأوجز بأنها:
«المزايا التي خصت بها بعض السور أو الآيات من الأجر والأثر العاجل أو الآجل».
* * *
الفصل الأول
عظمة الفضائل العامة.

وفيه ثلاثة مباحث:
المبحث الأول: الآيات الدالة على عظمة فضــــــائل القرآن.
المبحث الثاني: الأحاديث الدالة على عظمة فضائل القرآن.
المبحث الثالث: آثار السلف المبينة لعظمة فضـائل القرآن.

المبحث الأول
الآيات الدالة على عظمة فضائل القرآن.

وفيه عشرة مطالب:
المطلب الأول: القرآن كلام الله المنزل.
المطلب الثاني: القرآن شرف للعرب خاصة وللأمة عامة.
المطلب الثالث: القرآن يهدي للتي هي أقوم.
المطلب الرابع: القرآن كتاب مبارك.
المطلب الخامس: القرآن تبيان لكل شيء.
المطلب السادس: القرآن فضل الله المفرح لعباده.
المطلب السابع: القرآن هدى ورحمة وبشرى للمسلمين.
المطلب الثامن: القرآن بصائر للمؤمنين.
المطلب التاسع: القرآن نور.
المطلب العاشر: القرآن حياة للمستجيبين له.

* * *
تمهيد
القرآن العظيم هو كتاب الله المبين، والتنزيل الحكيم، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، فلقد أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير؛ ليخرج الله بها الناس من الظلمات إلى النور ويهديهم إلى صراط مستقيم، وهو الحق القاطع والنور الساطع المستقيم، والمنهج القويم الذي فرض الله على العباد أن يؤمنوا به، ويهتدوا بهديه، وينتهجوا سبيله، ويلزموا طريقه في الأقوال والأعمال، وسائر الشئون والأحوال، ولم ينزل ليكون سفرًا في التاريخ أو العلوم أو الأدب أو غيرها من المعارف الإنسانية، وإنما نزل لهداية البشرية جمعاء، ويُعد أدق وثيقة سماوية بين يدي المجتمع البشري.

وبهذا يفضل القرآن سواه من الكتب السماوية، ويتقدَّم على غيره من الكتب المنزلة، فله فضائله التي أبرزت عظمته ومكانته وقدره.

وهذا ما سنتناوله في هذه المطالب:
المطلب الأول القرآن كلام الله المُنزَّل:
كفى بالقرآن العظيم فضلًا وشرفًا أنه كلام العليم الحكيم تبارك وتعالى منه بدأ وإليه يعود، قال سبحانه: (وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ) [التوبة: 6].

تفيد هذه الآية الكريمة أن القرآن المتلوَّ المسموع المكتوب بين دفتي المصحف هو كلام الله على الحقيقة، وليس هو حكاية لكلام الله.

وإضافته إلى الله عز وجل تدل على أنه صفة له قائمة به، وليست كإضافة البيت أو الناقلة؛ فإنها إضافة معنى إلى الذات.

ودلت هذه الآية أيضًا على أن القرآن منزل من عند الله، بمعنى أن الله تكلم به، وقد تلقاه جبريل عليه السلام، فنزل به، وأداه إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كما تلقاه من الرب جل شأنه (618).

وفي هذه الآية الكريمة كذلك «حجة صريحة، لمذهب أهل السنة والجماعة، القائلين بأن القرآن كلام الله غير مخلوق؛ لأنه تعالى هو المتكلم به، وأضافه إلى نفسه إضافة الصفة إلى موصوفها» (619).

فمن فضل القرآن أنه كلام رب العالمين غير مخلوق، كلام من ليس كمثله شيء، وصفة من ليس له شبيه ولا ند، ولولا أن الله تعالى جعل في قلوب عباده من القوة من مكنها من حمله لتتدبره وتعتبر به وتتذكر ما فيه من طاعته، وعبادته، وأداء حقوقه وفرائضه، لعجزت القلوب عن حمله، بل لتضعضعت منه، وأنى لها أن تطيقه والله تعالى يقول: (لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ) [الحشر: 21].

فأين قوة القلوب من قوة الجبال؟ ولكن الله رزق عباده من القوة على حمله ما شاء أن يرزقهم فضلًا منه ورحمة (620).
* * *
المطلب الثاني القرآن شرف للعرب خاصة وللأمة عامة
لقد كان العرب يعيشون في جاهلية جهلاء، حيث عمهم الفساد من نواحٍ شتى في العقيدة والعبادة والأحكام والسلوك والنظم الاجتماعية، فانتقل بهم القرآن من أمة بلغت من التخلف والجهل والسوء أقصاه إلى أمة تسنمت ذروة المجد والكمال فكانت خير أمة أخرجت للناس فاعتزوا وسادوا على جميع الأمم.

فللقرآن العظيم أكبر الفضل على العرب خاصة، في نيل هذه المنقبة، وبلوغ هذه المرتبة، فقد حفظ كيانها ووجودهم حين حفظ لغتهم، ولولا فضل الله تعالى على العرب بالقرآن لبادوا كما بادت أمم كثيرة.

بل مدَّ القرآن العظيم سلطان العربية إلى حيث بلغ في مناطق الدنيا كآسيا وأفريقيا وأوروبا (الأندلس) وغيرها فأصبحت اللغة العربية لغة الحضارة والمدنية، وأصبح كل مسلم يشعر أن العربية لغته إذ إن القرآن قد نزل بها.

فالقرآن الكريم إذًا هو أعظم وسيلة لتعريب الشعوب الأعجمية، ولنشر أفكار المسلمين وثقافتهم بين مئات الملايين من الناس غير العرب.

والمسلمون –ولاسيما العرب منهم– مدعوون في الوقت الحاضر لإنقاذ العالم بقرآنهم العظيم من تكالب الأحزاب المادية المتصارعة لاستذلاله ونهب خيراته، كما أنقذوه بالأمس من سيطرة الإمبراطوريات الطبقية (621).
 
وقد وردت ثلاث آيات تدل صراحة على أن القرآن شرف وفخر للعرب خاصة وللأمة عامة.

وهي على النحو التالي:
1- قول الله تعالى: (وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ) [الزخرف: 44].

قال القرطبي -رحمه الله-(622):
«يعني القرآن شرف لك ولقومك من قريش، إذ نزل بلغتهم وعلى رجل منهم؛ نظيره: (لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ) [الأنبياء: 10] أي: شرفكم.

فالقرآن نزل بلسان قريش وإياهم خاطب؛ فاحتاج أهل اللغات كلها إلى لسانهم، كل من آمن بذلك فصاروا عيالًا عليهم؛ لأن أهل كل لغة احتاجوا إلى أن يأخذوه من لغتهم حتى يقفوا على المعنى الذي عنى به من الأمر والنهي وجميع ما فيه من الأنباء، فشرفوا بذلك على سائر أهل اللغات، ولذلك سمي عربيًا».

ونص الآية –كما ذكر المفسرون– يحتمل أحد مدلولين:
1- أن القرآن تذكير للنبي -صلى الله عليه وسلم- ولقومه وسيسألون عنه يقوم القيامة، فلا حجة لهم بعد التذكير.


2- أن القرآن يرفع ذكرك وذكر قومك. وهذا ما حدث حقًا.

فأما رفعه لذكره -صلى الله عليه وسلم- فإن مئات الملايين من ألسن المؤمنين تلهج بالصلاة والسلام عليه، وتذكره ذكر المحب المشتاق آناء الليل وأطراف النهار منذ أكثر من ألف وأربعمائة عام، ومئات الملايين من القلوب تخفق بحبه منذ ذلك الزمن البعيد إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
 
وأما رفعه لذكر قومه فقد جاءهم هذا القرآن والناس لا يعبئون بهم بل يزدرونهم ويعدونهم من سقط المتاع، فجعل لهم دورهم الأكبر في تاريخ هذه البشرية، فقد واجهوا به الدنيا فعرفتهم ودانت لهم طوال الزمن الذي استمسكوا به (623).

2- قوله تعالى: (لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ) [الأنبياء: 10].

فقوله تعالى: (فِيهِ ذِكْرُكُمْ)، أي شرفكم، وفخركم، وارتفاعكم، فإذا امتثلتم ما فيه من الأوامر، واجتنبتم ما فيه من النواهي، ارتفع قدركم، وعظم أمركم.

فإن المؤمنين بالرسول -صلى الله عليه وسلم-، والذين تذكروا بالقرآن، من الصحابة فمن بعدهم، حصل لهم منه الرفعة والعلو الباهر، والصيت العظيم، والشرف على الملوك، ما هو معلوم لكل أحد (624).

ولقد كان ذكر العرب ومجدهم بالقرآن حين حملوا رسالته فشرقوا به وغربوا، فلم يكن لهم ذكر قبله.

ولا يملك العرب من زاد يقدمونه للبشرية سوى هذا الزاد، ولا يملكون من منهج يقدمونه للإنسانية سوى هذا المنهج، فالبشرية لم تعرفهم إلا بكتابهم وعقيدتهم وسلوكهم المستمد من ذلك الكتاب وهذه العقيدة، لم تعرفهم لأنهم عرب فحسب.

فذلك لا يساوي شيئًا في تاريخ البشرية (625).
 
3- قوله تعالى: (ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ) [سورة ص: 1].

قال السعدي -رحمه الله-(626):
«أي: ذي القدر العظيم، والشرف، المذكر للعباد، كل ما يحتاجون إليه من العلم، بأسماء الله وأفعاله، ومن العلم، بأحكام الله الشرعية، ومن العلم، بأحكام المعاد والجزاء.

فهو مذكر لهم، في أصول دينهم وفروعه.

وهنا لا يحتاج إلى ذكر المقسم عليه، فإن حقيقة الأمر، أن المقسم به وعليه شيء واحد، وهو: هذا القرآن، الموصوف بهذا الوصف الجليل.

فإذا كان القرآن بهذا الوصف، علم أن ضرورة العباد إليه فوق كل ضرورة...».

بعد هذا كله فماذا عسانا أن نقول في فضل كتاب أنقذ الله به أمة من جاهلية جهلاء، وضلالة عمياء، دأبهم السلب والنهب، ومعبودهم الأوثان والحجارة، وديدنهم توارث العداوات والأحقاد، فجعلهم الله به خير أمة أُخرجت للناس.
* * *
المطلب الثالث القرآن يهدي للتي هي أقوم:
قال تعالى: (إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ) [الإسراء: 9].

«ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة أن هذا القرآن العظيم الذي هو أعظم الكتب السماوية، وأجمعها لجميع العلوم، وآخرها عهدًا برب العالمين جل وعلا، (يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ) أي يهدي للطريقة التي هي أسد وأعدل وأصوب،...

وهذه الآية العظيمة أجمل الله جل وعلا فيها جميع ما في القرآن من الهدى إلى خير الطرق وأعدلها وأصوبها، فلو تتبعنا تفصيلها على وجه الكمال لأتينا على جميع القرآن العظيم، لشمولها لجميع ما فيه من الهدى إلى خير الدنيا والآخرة» (627).

والقرآن «يهدي للتي هي أقوم من هدى كتاب بني إسرائيل الذي في قوله: (وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ) [الإسراء: 2].

ففيه إيماء إلى ضمان سلامة أمة القرآن من الحيدة عن الطريق الأقوم» (628).

فكل حال هي أقوم في العقائد والأخلاق والأعمال، والسياسات، والصناعات، والأعمال الدينية والدنيوية، فإن القرآن العظيم يهدي إليها ويأمر بها ويحث عليها.
 
فأما العقائد:
فإن عقائد القرآن هي العقائد النافعة التي فيها إصلاح القلوب وغذاؤها وكمالها؛ لأنها تملأ القلوب محبة لله وتعظيمًا له وإنابة إليه.

وأما الأخلاق:
فإنه يدعو إلى التحلي بكل خلق جميل، من الصبر والحلم والعفو، وحسن الخلق، والآداب، وجميع مكارم الأخلاق، ويحث عليها بكل طريق، ويرشد إليها بكل وسيلة.

وأما الأعمال الدينية:
فإنه يهدي إلى أحسنها من القيام بحقوق الله وحقوق العباد، على أكمل الحالات وأجلها، وأسهلها وأوصلها إلى المقاصد.

وأما السياسات الدينية والدنيوية:
فهو يرشد إلى سلوك الطرق النافعة في تحصيل المصالح الكلية ودفع المفاسد، ويأمر بالتشاور على ما لم تتضح مصلحته، والعمل ما تقتضيه المصلحة في كل وقت، بما يناسب ذلك الوقت والحال، حتى في سياسة العبد مع أولاده وأهله وأصحابه ومعامليه.

فلا يمكن أن توجد حالة يتفق العقلاء أنها أقوم من غيرها وأصلح، إلا والقرآن يرشد إليها نصًا أو ظاهرًا أو دخولًا تحت قاعدة من قواعده الكلية (629).

ومن هدي القرآن للتي هي أقوم هدايته إلى حل المشكلات العالمية بأقوم الطرق وأعدلها (630).
* * *
المطلب الرابع القرآن كتاب مبارك:
وصف الله تعالى كتابه العظيم بأنه مبارك في أربعة مواضع، وهي:
1- قوله تعالى: (وَهَـذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُّصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ) [الأنعام: 92].
2- وقوله: (وَهَـذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) [الأنعام: 155].
3- وقوله: (وَهَذَا ذِكْرٌ مُّبَارَكٌ أَنزَلْنَاهُ أَفَأَنتُمْ لَهُ مُنكِرُونَ) [الأنبياء: 50].
4- وقوله: (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ) [ص: 29].

والبركة هي ثبوت الخير ودوامه، وكثرته وزيادته، وهذا شأن القرآن العظيم (631).

وهذا ما أكده العلامة ابن القيم -رحمه الله- بقوله (632):
«وهو [القرآن] أحق أن يسمى مباركًا من كل شيء؛ لكثرة خيره ومنافعه، ووجوه البركة فيه».

ولأنه اشتمل على منافع الدارين، وعلوم الأولين والآخرين (633).
 
بل «فيه كل هدى من ضلالة وشفاء من كل داء، ونور يستضاء به في الظلمات.

وفيه كل حكم يحتاج إليه المكلفون، وفيه من الأدلة القطعية على كل مطلوب، ما كان به أجل كتاب طرق العالم، منذ أنشأه الله» (634).

فالقرآن مبارك في أصله لأنه كلام الله، ومبارك في حامله –جبريل عليه السلام– ومبارك في محله قلب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومبارك في حجمه ومحتواه، فإن هو إلا صفحات قلائل بالنسبة لضخامة الكتب التي يكتبها البشر، لكنه يحتوي في كل آية منه ما لا تحتويه عشرات من هذه الكتب الضخام، ومبارك في تلاوته، ومبارك في علومه ومعارفه، ومبارك في معانيه ودلالاته، ومبارك في آثاره، ومبارك في أهدافه الواقعية (635).

وهذا ما أكده أيضًا العلامة ابن عاشور -رحمه الله- بقوله (636):
«ووصف القرآن بالمبارك يعم نواحي الخير كلها لأن البركة زيادة الخير؛ فالقرآن كله خير من جهة بلاغة ألفاظه وحسنها، وسرعة حفظه، وسهولة تلاوته، وهو أيضًا خير لما اشتمل عليه من أفنان الكلام والحكمة والشريعة واللطائف البلاغية،... وبذلك اهتدت به أمم كثيرة في جميع الأزمان، وانتفع به من آمنوا به وفريق ممن حرموا الإيمان.

فكان وصفه بأنه مبارك وافيًا على وصف كتاب موسى عليه السلام بأنه فرقان وضياء».
 
وحينما نوازن بين القرآن والتوراة في الحجم نجده أصغر منها، ولكن إذا تأملنا البركة التي في القرآن فسنجدها بركةً لا تنتهي؛ فكل يوم يعطي القرآن المبارك عطاءً جديدًا، ولا تنقضي عجائبه، ويقرأه الناس فيفهم هذا منه معنى، وآخر يفهم معنى جديدًا.

وهذا دليلٌ على أن قائله تعالى حكيم، وضع في الشيء القليل الفائدة الكثيرة.

فهذا هو معنى قوله تعالى: (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ) [ص: 29].

وكل كتاب سبق هذا الكتاب المبارك له زمن محدود، وأمة محدودة، أما القرآن فهو يواجه –منذ أن أنزله الله تعالى إلى قيام الساعة– قضايا متجددة يضع لها حلولًا مناسبة.

وقد جاء القرآن المبارك متوافقًا مع طموح البشرية، وحضارتها وارتقائها في العقول، لذلك كان له السبق دائمًا في مواجهة هذه الأمور التي يحتاجها البشر في كل مكان وزمان ولا يكون ذلك إلا إذا كان مباركًا (637).

فنرجو الله تعالى القريب المجيب أن تغمرنا بركات هذا الكتاب العظيم المبارك في الدنيا والآخرة، إنه سميع عليم.
* * *
المطلب الخامس القرآن تبيانٌ لكل شيء:
قال الله تعالى: (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ) [النحل: 89].

«قال ابن مسعود -رضي الله عنه-:
وقد بين لنا في هذا القرآن كل علم، وكل شيء.

وقال مجاهد -رحمه الله-:
كل حلال وحرام.

وقول ابن مسعود أعمُّ وأشمل؛ فإن القرآن اشتمل على كل علم نافع من خبر ما سبق، وعلم ما سيأتي، وحكم كل حلال وحرام، وما الناس إليه محتاجون في أمر دنياهم ودينهم، ومعاشهم ومعادهم» (638).

فالقرآن حوى كثيرًا من علوم الدنيا مصداقًا لقول ابن مسعود -رضي الله عنه- تصريحًا، أو تلميحًا، أو إشارة، أو إيماءًا.

ولا يزال البحث العلمي في علوم الإنسان، والحيوان، والنبات والثمار، والأرض، والبحار، والفضاء، والأفلاك، والظواهر الكونية والأرضية يتوصل إلى معلومات حديثة مهمة، ذكرها القرآن العظيم قبل قرون طويلة، مما جعل كثيرًا من الباحثين الكفار يؤمنون ويهتدون.

فكل ما يحتاج إليه البشر لإصلاح حالهم ومعادهم موجود في القرآن (*).

بين ذلك ابن عاشور -رحمه الله- بقوله (639):
«و (لِّكُلِّ شَيْءٍ) يفيد العموم؛ إلا أنه عموم عرفي في دائرة ما لمثله تجيء الأديان والشرائع: من إصلاح النفوس، وإكمال الأخلاق، وتقويم المجتمع المدني، وتبين الحقوق، وما تتوقف عليه الدعوة من الاستدلال على الوحدانية، وصدق الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وما يأتي في خلال ذلك من الحقائق العلمية والدقائق الكونية، ووصف أحوال الأمم، وأسباب فلاحها وخسارها، والموعظة بآثارها بشواهد التاريخ، وما يتخلل ذلك من قوانينهم وحضاراتهم وصنائعهم.

وفي خلال ذلك كله أسرار ونكت من أصول العلوم والمعارف صالحة لأن تكون بيانًا لكل شيء على وجه العموم الحقيقي إن سلك في بيانها طريق التفصيل واستنير فيها بما شرح الرسول -صلى الله عليه وسلم- وما قفاه به أصحابه وعلماء أمته، ثم ما يعود إلى الترغيب والترهيب من وصف ما أعد للطائعين وما أعد للمعرضين، ووصف عالم الغيب والحياة الآخرة.

ففي كل ذلك بيان لكل شيء يقصد بيانه للتبصر بهذا الغرض الجليل، فيؤول ذلك العموم العرفي بصريحه إلى عموم حقيق بضمنه ولوازمه، وهذا من أبدع الإعجاز» (*).



الفصل الأول 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 48337
العمر : 71

الفصل الأول Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفصل الأول   الفصل الأول Emptyالسبت 26 يناير 2019, 12:34 am

المطلب السادس القرآن فضل الله المفرح لعباده:
قال الله تعالى: (قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ) [يونس: 58].

قال أبو سعيد الخدري -رضي الله عنه-:
«فضل الله»: القرآن «ورحمته» أن جعلكم من أهله.
 
وقال قتادة -رحمه الله-:
«فضل الله» القرآن. «ورحمته»: الإسلام.

فقد ندب الله تعالى للفرح بهذا القرآن الذي جاءهم بالهدى ودين الحق، وهو أعظم نعمة ومنة تفضل الله بها على عباده (هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ) من متاع الدنيا وما فيها من الزهرة الفانية الذاهبة.

وقد فقه الصحابة رضي الله عنهم، خرج عمر ومولى له فجعل عمر يعد الإبل، فإذا هي أكثر من ذلك، فجعل عمر يقول: الحمد لله تعالى، ويقول مولاه: هذا والله من فضل الله ورحمته، فقال عمر: كذبت، ليس هذا هو الذي يقول الله تعالى: (قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ) وهذا مما يجمعون» (640).

ذاك هو فقه الصحابة رضي الله عنهم في النظر إلى الأشياء وتحديد قيمتها، لقد أنار القرآن العظيم حياتهم وجعلهم يؤثرون ما يبقى على ما يفنى، فاختاروا ما رضيه الله لهم.

كانوا يعدون الفضل الأول والرحمة الأولى، هي ما جاءهم من الله من موعظة وهدى.

فأما المال والثراء الذي يأتيهم من الله تعالى فهو تابع لذلك.

فالأرزاق الدنيوية، والقيم المادية، ليست هي التي تحدد مكان الناس في الحياة الدنيا فضلًا عن مكانهم في الحياة الأخرى، فهذه الأرزاق الدنيوية يمكن أن تصبح من أسباب شقوة البشرية –لا في الآخرة المؤجلة فحسب، ولكن في هذه الحياة الواقعة– كما نشاهده اليوم في حضارة المادة الكاحلة!

فبهذا الفضل الذي آتاه الله عباده، وبهذه الرحمة التي أفاضها عليهم، فبذلك وحده فليفرحوا فهذا هو الذي يستحق الفرح (641).

«وإنما أمر الله تعالى بالفرح بفضله ورحمته؛ لأن ذلك مما يوجب انبساط النفس ونشاطها، وشكرها لله تعالى وقوتها، وشدة الرغبة في العلم والإيمان، الداعي للازدياد منهما، وهذا فرح محمود.

بخلاف الفرح بشهوات الدنيا ولذاتها، أو الفرح بالباطل، فإن هذا مذموم.

كما قال تعالى عن قوم قارون لها: (لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ) [القصص: 76].

وكما قال تعالى، في الذين فرحوا بما عندهم من الباطل، المناقض لما جاءت به الرسل: (فَلَمَّا جَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِندَهُم مِّنَ الْعِلْمِ) [غافر: 83]» (642).
* * *
المطلب السابع القرآن هدى ورحمة وبشرى للمسلمين:
قال تعالى عن القرآن أنه: (وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ) [النحل: 89].

«وخص بالذكر الهدى والرحمة والبشرى لأهميتها:
فالهدى:
ما يرجع من التبيان إلى تقويم العقائد والأفهام والإنقاذ من الضلال.

والرحمة:
ما يرجع منه إلى سعادة الحياتين الدنيا والأخرى.

والبُشرى:
ما فيه من الوعد بالحسنيين الدنيوية والأخروية.

وكل ذلك للمسلمين دون غيرهم؛ لأن غيرهم لما أعرضوا عنه حرموا أنفسهم الانتفاع بخواصه كلها» (643).

وهذا ما أكده العلامة الشنقيطي -رحمه الله- بقوله (644):
«ويفهم من دليل خطاب هذه الآية الكريمة – أي مفهوم مخالفتها: أن غير المسلمين ليسوا كذلك.

وهذا المفهوم من هذه الآية صرح به جل وعلا في مواضع أخر، كقوله: (قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى) [فصلت: 44].

وقوله: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا) [الإسراء: 82]... إلخ».

«فلله الحمد والشكر والثناء، على أن جعل كتابه هدى وشفاء ورحمة ونورًا، وتبصرة وتذكرة، وعبرة وبركة، وهدى وبشرى للمسلمين.

فإذا علم هذا، علم افتقار كل مكلف لمعرفة معانيه والاهتداء بها.
 
وكان حقيقًا بالعبد أن يبذل جهده، ويستفرغ وسعه في تعلمه وتفهمه بأقرب الطرق الموصلة إلى ذلك» (645).
* * *
المطلب الثامن القرآن بصائر للمؤمنين:
قال تعالى عن القرآن: (هَـذَا بَصَآئِرُ مِن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) [الأعراف: 203].

البصائر:
جمع بصيرة وهي التي يظهر بها الحق، والآية فيها تنويه بشأن القرآن، وأنه خير من الآيات التي يسألونها (646).

لأنه يجمع بين الدلالة على صدق الرسول بواسطة دلالة الإعجاز وصدوره عن الأمي، وبين الهداية والتعليم والإرشاد، والبقاء على مر العصور.

وإنما جمع «البصائر»؛ لأن القرآن أنواع من الهدى على حسب النواحي التي يهدي إليها، من تنوير العقل في إصلاح الاعتقاد، وتسديد الفهم في الدين، ووضع القوانين للمعاملات والمعاشرة بين الناس، والدلالة على طرق النجاح والنجاة في الدنيا، والتحذير من مهاوي الخسران.

وأفرد الهدى والرحمة:
لأنهما جنسان عامان يشملان أنواع البصائر، فالهدى يقارن البصائر، والرحمة غاية للبصائر، والمراد بالرحمة: ما يشمل رحمة الدنيا –وهي استقامة أحوال الجماعة وانتظام المدنية– ورحمة الآخرة –وهي الفوز بالنعيم الدائم– كقوله تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) [النحل: 97].

وفي الآية تعريضٌ بأنَّ غير المؤمنين ليسوا أهلًا للانتفاع بالقرآن (647).

وهناك فرق بين البصر والبصائر:
فالبصر من الأمور الحسية وهو مهمة العين، لكن هناك أمورًا معنوية لا تكشفها إلا البصيرة، وجمعها بصائر، ويسمى صاحب هذه الرؤية المعنوية: صاحب بصيرة؛ لأنها تضيء القلب بالنور حتى يستكشف تلك الأمور المعنوية، ولا يمتلك القلب البصيرة حتى يكون مشحونًا باليقين الإيماني.

والقرآن العظيم بصائر؛ لأنه يعطي ويمنح من يؤمن به ويتأمله بصائر ليجد الأمور المعنوية وقد صارت مبصرة، وكأنه قادر على رؤيتها ومشاهدتها وكأنها عين اليقين.

فالخلاصة:
إن القرآن رحمةٌ لكل الناس، وهدى لمن يسأل عن الدليل، وبصائر لمن تيقن أصول الإيمان (648).
* * *
 
المطلب التاسع القرآن نور:
قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا) [النساء: 174].

وقال تعالى: (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ) [إبراهيم: 1].

سمي القرآن نورًا؛ لأنه يضيء الحق ويحيل ظلمات الجهل والشك والشرك والكفر والأخلاق السيئة وأنواع المعاصي إلى نور العلم والإيمان والأخلاق الحسنة.

قال ابن عاشور -رحمه الله- (649):
«و(الظلمات والنور) استعارة للكفر والإيمان؛ لأن الكفر يجعل صاحبه في حيرة فهو كالظلمة في ذلك، والإيمان يرشد إلى الحق فهو كالنور في إيضاح السبيل.

وقد يستخلص السامع من ذلك تمثيل حال المنغمس في الكفر بالمتحير في ظلمة، وحال انتقاله إلى الإيمان بحال الخارج من ظلمة إلى مكان نير».

إذًا فالغاية التي أُنزل من أجلها القرآن العظيم، هي إخراج هذه البشرية من ظلمات الوهم والخرافة والتقاليد الجاهلية وظلمات الحيرة إلى نور التوحيد والحق والثبات، ولا تسل عما يكون في دنيا الناس من فساد ودمار إذا حكمتهم أهواؤهم وضلوا السبيل.

ومن أجل إنقاذ الناس وهدايتهم قد جاءهم من الله نور وكتاب مبين؛ لمصلحتهم في الدنيا والآخرة والله غني عن العالمين، قال الله تعالى: (قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ) [المائدة: 15-16].

ونور القرآن العظيم جاء من أمر حسي؛ لأن النور يمنع الإنسان من أن يتعثر في مشيه أو يخطئ الطريق أو أن يصطدم بالأشياء فيؤذيها وتؤذيه، فالنور الموجود في القرآن هو حقائق القيم (650).
* * *
المطلب العاشر القرآن حياة للمُستجيبين له:
قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ) [الأنفال: 24].

فالحياة النافعة تحصل بالاستجابة لله ولرسوله، فمن لم تحصل له هذه الاستجابة فلا حياة له وإن كانت له حياة بهيمية، مشتركة بينه وبين أرذل الحيوانات.

قال قتادة -رحمه الله- في قوله:
(لِمَا يُحْيِيكُمْ) هو هذا القرآن، فيه الحياة والثقة والنجاة والعصمة في الدنيا والآخرة.
 
فالحياة الحقيقية الطيبة إذًا هي حياة من استجاب لله والرسول ظاهرًا وباطنًا، هؤلاء هم الأحياء وإن ماتوا، وغيرهم أموات وإن كانوا أحياء الأبدان.

(أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا) [الأنعام: 122].

فأكمل الناس حياة أكملهم استجابة لهذا القرآن، ففيه الحياة الكاملة، ومن فاته جزء من الاستجابة للقرآن فقد فاته جزء من الحياة الحقيقية الكاملة (651).

فهذه بعض فضائل القرآن عند منزِّله سبحانه وتعالى، أما فضائله التي جاءت على لسان مبلغه -صلى الله عليه وسلم- فكثيرة جدًا، وسيكون الحديث عن بعضها بإيجاز في المبحث الثاني بعون الله تعالى.
* * *
المبحث الثاني
الأحاديث الدالة على عظمة فضائل القرآن.

وفيه أربعة مطالب:
المطلب الأول: فضل القرآن على سائر الكلام.
المطلب الثاني: المتمسك بالقرآن لن يضل ولن يهلك أبدًا.
المطلب الثالث: القرآن حبل الله الممدود من السماء إلى الأرض.
المطلب الرابع: شفاعة القرآن لأصحابه يوم القيامة.

 
جاءت أحاديث كثيرة عن المصطفى -صلى الله عليه وسلم- تتحدَّث عن فضائل القرآن الكريم، وسيكون الكلام عن بعض الأحاديث النبوية المباركة التي بَيَّنت فضائل القرآن العظيم بصورة إجمالية.

وهي على النحو التالي:
المطلب الأول فضل القرآن على سائر الكلام:
إن فضل القرآن العظيم على سائر ما أنزل الله تعالى من الكتب السابقة وما أوحى إلى أنبيائه أجمعين منذ آدم عليه السلام إلى خاتم النبيين -صلى الله عليه وسلم- هو فضل لا يقدر ولا يقاس.

نجد ذلك في قوله -صلى الله عليه وسلم- «إنَّ فضل كلام الله على سائر الكلام كفضل الله على خلقه» (652).

«وذلك لأن القرآن كلام الله غير مخلوق، منه بدأ وإليه يعود، وهو صفة من صفاته تعالى، وصفاته تعالى كما يليق بكماله وعظمته لا تشبه صفات البشر، فلذلك كان التقرب إليه بكلامه الذي هو صفة لازمة له من أعظم القربات والله أعلم» (653).

وما دام القرآن كلام الله تعالى فهو أفضل من كل شيء، وأعظم من كل شيء، وأحب إلى الله تعالى من كل شيء، فإن المشتغل به –تلاوةً وتدبرًا وعملًا– في دائرة الرضى والقرب من الله تعالى.
 
فلا أحد يقدر على إحصاء الأفضال العظمى، والمنن الكبرى التي امتن الله بها على خلقه، بإنزال هذا الكتاب الذي امتاز على سائر ما أنزل الله عز وجل من الكلام أو ما أوحى به.

فما بالك إذا قيس بسائر الكلام من كلام المخلوقين مما ليس بوحي؟! (654).
* * *
المطلب الثاني المُتمسك بالقرآن لن يضل ولن يهلك أبدًا:
عن جبير بن مطعم عن أبيه رضي الله عنهما عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «أبشروا، فإن هذا القرآن طرفه بيد الله، وطرفه بأيديكم، فتمسكوا به، فإنكم لن تهلكوا، ولن تضلوا بعده أبدًا» (655).

فهذه بُشرى عظيمة من البشير النذير -صلى الله عليه وسلم- لمن تمسك بالقرآن العظيم تلاوةً وتدبرًا وعملًا واستشفاءً وتحاكمًا إليه، يبشر فيها -صلى الله عليه وسلم- بالنجاة في الآخرة، وعدم الهلاك مع من هلك، بسبب كفره الأكبر لتركه الإيمان بالقرآن، أو كفره الأصغر لتركه العمل بالقرآن مع إيمانه به.

ويببشر فيها كذلك بالاستقامة والثبات على دين الله في الدنيا، وعدم الضلال مع من ضلَّ، بسبب عدم الإيمان بالقرآن، أو ترك العمل به.
 
فالمتمسكون بالقرآن العظيم موصولون بالله تعالى؛ لأن طرف القرآن بيد الله تعالى وطرفه الآخر بأيديهم، وبقدر تمسكهم بالقرآن العظيم تكون نجاتهم وعدم هلاكهم في الآخرة، واستقامتهم وعدم ضلالهم في الدنيا، والعكس بالعكس.

فالمقصود الأعظم من التَّمسك بالقرآن هو العمل به، واتِّباع كلِّ ما أمر به والانتهاء عما نهى عنه، وإحلال حلاله، وتحريم حرامه.

ومن هنا العمل بالقرآن العظيم هو الأصل والهدف وهو الغاية من تنزيله.
* * *
المطلب الثالث القرآن حبل الله الممدود من السماء إلى الأرض:
1- عن زيد بن الأرقم -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «ألا وإني تارك فيكم ثقليين: أحدهما كتاب الله عز وجل، هو حبل الله، من اتبعه كان على الهدى، ومن تركه كان على ضلالة» (656).

* وسبب تسمية الكتاب والسنة ثقلين:
* لعظمهما، وكبر شأنهما.

* وقيل:
لثقل العمل بهما (657).
 
2- وقال أيضًا -صلى الله عليه وسلم-: «أما بعد، ألا يا أيها الناس، إنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي عز وجل، فأجيب، وإني تارك فيكم ثقلين، أولهما كتاب الله عز وجل فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله تعالى، واستمسكوا به» (658).

فحثَّ على كتاب الله، ورغَّب فيه.

3- وقال أيضًا -صلى الله عليه وسلم-: «كتاب الله هو حبل الله الممدود من السماء إلى الأرض» (659).

ومعنى «حبل الله الممدود»:
* قيل: عهده.
* وقيل: السبب الموصل إلى رضاه، ورحمته.
* وقيل: هو نوره الذي يهدي به (660).


فالقرآن العظيم إذًا هو حبل معنوي متين ممدود من السماء إلى الأرض، وهو أوثق عرى من الحبل المادي والحسي؛ لأنه نور الله تعالى، يوصل عباده المتمسكين به إلى رضاه ورحمته.
نسأل الله تعالى أن نكون منهم.
* * *
المطلب الرابع شفاعة القرآن لأصحابه يوم القيامة:
هذا القرآن العظيم الذي صحبه المسلم في الدنيا تلاوةً وتدبرًا وتأثرًا وعملًا فقام به الليالي وأنفق فيه زهرة عمره وجعله شغله الشاغل وهمه الدائب، واتخذ منه الصاحب والمأنس والملجأ، لا يتخلى عمن صحبه في الدنيا فيشفع له عند ربه تعالى.

1- القرآن والصيام يشفعان:
عن عبد الله بن عمرو: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقوم الصيام: أي رب، منعته الطعام والشهوات بالنهار، فشفعني فيه، ويقول القرآن رب منعته النوم بالليل فشفعني فيه، فيشفعان» (661).

2- بل القرآن ينهض وحده شفيعًا:
عن أبي أمامة الباهلي -رضي الله عنه-، قال سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «اقرؤوا القرآن، فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه» (662).

فالله تبارك وتعالى بفضله وكرمه يأذن للقرآن أن يشفع يوم القيامة لأصحابه الذين كانوا يُكثرون من تلاوته وتعلمه والعمل به في الدنيا، كما يأذن للصيام بالشفاعة للصائمين الصادقين.
 
3- أبعاد الشَّفاعة:
وعن جابر -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: «القرآن شافعٌ مشفعٌ (663) وماحلٌ مُصدَّق (664)، من جعله أمامه قاده إلى الجنة، ومن جعله خلفه ساقه إلى النار» (665).

فالمراد بقوله -صلى الله عليه وسلم-: «من جعله أمامه» أي بالعمل به «قاده إلى الجنة»، «ومن جعله خلفه» بترك العمل به «ساقه إلى النار» والعياذ بالله (666).

وفي هذا المعنى يقول الإمام الشاطبي (667) -رحمه الله- (668):
«وإن كتاب الله أوثق شافع        وأغنى غناءً واهبًا متفضلا
وخير جليس لا يمل حديثه        وترداده يزداد فيه تجملا
وحيث الفتى يرتاع في ظلماته        من القبر يلقاه سنًا متهللا
هنالك يهنيه مقيلًا وروضة        ومن أجله في ذروة العز يجتلا»


وإذا كان كل تاجر قد ربح من وراء تجارته؛ فإن صاحب القرآن من وراء كل تجارة رابحة؛ ذلك لأن القرآن العظيم سيأخذ بيده إلى الجنة، ويحجزه عن النار ويدافع دونه عند رب العالمين، ويرفعه في عليين، اللهم اجعل القرآن شفيعًا لنا يوم نلقاك يا أرحم الراحمين.
وبعد ما تقدم ذكره فماذا نقول في فضل كتاب ختم الله به الكتب، وجثت له الركب، ونهل منه العلماء، وارتوى من مشربه الأدباء، وذلت له القلوب.

ذلكم القرآن الكريم: كلام الله العظيم، وصراطه المستقيم، ناط به كل سعادة؛ لأنه رسالته الخالدة، ورحمته الواسعة، وحكمته البالغة، ونعمته السابغة، ومعجزته الدائمة.

ولا يمكن لأحد من البشر أن يستقصي فضل القرآن وفضائله، ولو فعل ما استطاع، ولو قدر أن يستطيع ما اتسعت لذلك صحف الأرض كلها، ولفنيت الأقلام دونه، وعجزت العقول ولو اجتمعت عن الإحاطة بذلك، فتكتفي منه بما يقوم بأودها كما يكتفي الرضيع ويشبع من بضع رضعات، والله المستعان وعليه التكلان، ولا حول ولا قوة إلا به (669).
* * *
المبحث الثالث
آثار السلف المبينة لعظمة فضائل القرآن:
وفيه
ذكر لبعض الآثار المنقولة عن السلف الصالح في فضائل القرآن.
 
تمهيد
إن فضائل هذا الكتاب العظيم ودلائل عظمته تفوق الحصر، ومهما قال الصحابة أو التابعون أو حاول العلماء أن يظهروا من فضائل هذا الكتاب العزيز، وبيان عظمته، فلن يأتوا إلا بالقليل.

وهذه بعض الآثار المنقولة عن السلف الصالح تبين شيئًا من فضائل القرآن العامة وعظمته.

سأذكرها تحت عنوان تدل عليه اجتهادًا مني، ودون تعليق عليها؛ لأنها من الوضوح بمكان، إلا ما اقتضى الحال بيانه أو أهميته.

وهي على النحو الآتي:
1- القرآن مأدُبة الله عز وجل.
* عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: «إنَّ هذا القرآن مأدُبة الله فتعلموا من مأدبته ما استطعتم، إن هذا القرآن هو حبل الله، هو النور الشافي، وعصمة لن تمسك به، ونجاة لمن تبعه، لا يعوج فيقوم ولا يزيغ فيستعتب ولا تنقضي عجائبه، ولا يخلق من كثرة الرد، فاتلوه فإن الله تعالى يأجركم على تلاوته بكل حرف عشر حسنات، أما إني لا أقول (ألم) ولكن (ألفٌ) و (لامٌ) و(ميمٌ)» (670).

قال القرطبي -رحمه الله- (671):
«يقال: مأدبة ومأدبة، فمن قال: مأدبة أراد الصنيع يصنعه الإنسان فيدعو إليه الناس، ومن قال: مأدبة فإنه يذهب به إلى الأدب بجعله مفعلة... وكان الأحمر يجعلهما لغتين بمعنى واحد، ولم أسمع أحدًا يقول هذا غيره. والتفسير الأول أعجبُ إلي».

* وقال ابن مسعود -رضي الله عنه- أيضًا: «ليس من مؤدب إلا وهو يحب أن يؤتى أدبه، وإن أدب الله القرآن» (672).

* وعن أبي الأحوص قال: كان عبد الله يقول: «إن هذا القرآن مأدبة الله، فمن دخل فيه فهو آمن» (673).

«يعني مدعاته، شبه القرآن بصنيع صنعه الله للناس لهم فيه خير ومنافع» (674).
 
2- البشارة لمن يحب القرآن.
عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: «من أحب القرآن فليبشر» (675).

3- القرآن لا يضل ولا يشقى من اتبعه.
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «ضمن الله لمن قرأ القرآن لا يضل في الدنيا ولا يشقى في الآخرة، ثم قرأ: (فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى) [طه: 123] (676).

فهو في أمان من الضلال والشقاء بإتباع هدى الله، والشقاء ثمرة الضلال ولو كان صاحبه غارقًا في المتاع، فهذا المتاع ذاته شقوة في الدنيا وشقوة في الآخرة، وما من متاع حرام إلا وله غصة تعقبه وحسرة تتبعه، وما يضل الإنسان عن هدى الله إلا ويتخبط في القلق والحيرة (677).

4- استدراج النبوة في أهل القرآن.
عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: «من جمع القرآن فقد حمل أمرًا عظيمًا، لقد أدرجت النبوة بين كتفيه غير أنه لا يوحى إليه.
 
ولا ينبغي لحامل القرآن أن يجد مع من يجد، ولا يجهل مع من يجهل، لأن القرآن في جوفه» (678).

5- أهل القرآن غبطهم الأنبياء.
عن الأعمش عن خيثمة بن عبد الرحمن قال: «مرت امرأة بعيسى ابن مريم عليهما السلام فقالت: طوبى لحجر حملك ولثدي رضعت منه، فقال عيسى ابن مريم صلوات الله عليه: طوبى لمن قرأ القرآن ثم عمل به» (679).

6- لا يتقرب إلى الله بشيء أحب إليه من كلامه.
عن خبَّاب بن الأرتّ -رضي الله عنه- قال: «إن استطعت أن تتقرب إلى الله، فإنك لا تتقرب إليه بشيء أحب إليه من كلامه» (680).

7- القرآن حبل الله تعالى.
عن ابن مسعود -رضي الله عنه-: في قوله تعالى: (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ) [آل عمران: 103]. قال: «حبل الله: القرآن» (681).

وقال أيضًا: «إن هذا الصراط متحضر، تحضره الشياطين، ينادون: يا عبد الله هذا الطريق! فاعتصموا بحبل الله؛ فإن حبل الله القرآن» (682).

8- القرآن فيه زيادة الأجر والإيمان.
عن قتادة -رحمه الله- قال:«ما جالس القرآن أحد فقام عنه إلا بزيادة أو نقصان، ثم قرأ: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا) [الإسراء: 82] (683).

9- من أحب القرآن فقد أحب الله ورسوله.
عن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: «من أحب أن يعلم أنه يحب الله ورسوله فلينظر، فإن كان يحب القرآن، فهو يحب الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم-» (684).

10- في القرآن خبر الأولين والآخرين.
عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: «إذا أردتم العلم فأثيروا (685) القرآن، فإن فيه خبر الأولين والآخرين» (686).

11- نعم الشفيع القرآن.
عن أبي صالح قال: سمعت أبا هريرة يقول: «اقرؤوا القرآن؛ فإنه نعم الشفيع يوم القيامة، إنه يقول يوم القيامة: يا رب، حله حلية الكرامة، فيحلى حلية الكرامة، يا رب، اكسه كسوة الكرامة، فيكسى كسوة الكرامة يا رب، ألبسه تاج الكرامة، يا رب، أرض عنه، فليس بعد رضاك شيء» (687).

12- القرآن ميراث نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-.
عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: أنه مر بسوق المدينة فوقف عليها فقال: «يا أهل السوق! ما أعجزكم!» قالوا: وما ذاك يا أبا هريرة؟ قال: «ذاك ميراث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقسم، وأنتم ها هنا؛ ألا تذهبون فتأخذون نصيبكم منه؟» قالوا: وأين هو؟ قال: «في المسجد»، فخرجوا سراعًا، ووقف أبو هريرة لهم حتى رجعوا، فقال لهم: «ما لكم؟» فقالوا: يا أبا هريرة! قد أتينا المسجد فدخلنا فيه، فلم نر فيه شيئًا يقسم! فقال لهم أبو هريرة: «وما رأيتم في المسجد أحدًا؟» قالوا: بلى؛ رأينا قومًا يصلون، وقومًا يقرؤون القرآن، وقومًا يتذاكرون الحلال والحرام، فقال لهم أبو هريرة: «ويحكم! فذاك ميراث محمد -صلى الله عليه وسلم- »(688).



الفصل الأول 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 48337
العمر : 71

الفصل الأول Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفصل الأول   الفصل الأول Emptyالسبت 26 يناير 2019, 12:36 am

الهوامش:
612.        المعجم الوسيط، (ص693)، مادة: «فضل».
613.        انظر: فضائل القرآن للنسائي، تحقيق: سمير الخولي، (ص11). قاعدة في فضائل القرآن لابن تيمية، تحقيق: د. سليمان القرعاوي، (ص8-10).
614.        جزء من حديث رواه البخاري في صحيحه، كتاب الأذان، باب الدعاء عند النداء، (1/199)، (ح614).
615.        فتح الباري شرح صحيح البخاري، (2/125).
616.        انظر: قاعدة في فضائل القرآن، لابن تيمية، تحقيق: د. سليمان القرعاوي، (ص 8-10).
617.        انظر: شرح العقيدة الواسطية، لمحمد خليل هراس (ص153-154).
618.        تفسير السعدي (2/226).
619.        انظر: التذكار في أفضل الأذكار، (ص45).
620.        انظر: من أسرار عظمة القرآن، د. سليمان بن محمد الصغير (ص11-13).
621.        الجامع لأحكام القرآن (16/93).
622.        انظر: في ظل القرآن، (6/3191).
623.        انظر: تفسير السعدي، (3/269).
624.        انظر: المصدر السابق، (4/237).
625.        تفسير السعدي، (4/279).
626.        أضواء البيان، (3/372).
627.        التحرير والتنوير، (14/33).
628.        انظر: القواعد الحسان لتفسير القرآن، لعبد الرحمن بن ناصر السعدي (ص146-147).
629.        انظر: أضواء البيان، (3/412).
630.        انظر: التبرك أنواعه وأحكامه، د. ناصر بن عبد الرحمن الجديع (ص45-46).
631.        جلاء الأفهام، (ص178).
632.        انظر: روح المعاني، (7/221).
633.        تفسير السعدي، (4/287).
634.        انظر: في ظلال القرآن (2/1147)، لطائف قرانية، د. صلاح عبد الفتاح الخالدي (ص15-16).
635.        التحرير والتنوير، (17/66-67).
636.        انظر: تفسير الشعراوي: (7/4008 – 4009).
637.        تفسير ابن كثير، (4/601).
ولا يعني ذلك الاكتفاء بالقرآن عن السنة النبوية؛ لأن من اتبع القرآن، وعمل بما فيه لابد أن يأخذ السنة، ويعمل بما فيها؛ ذلك أن القرآن أحال على السنة في كثير من المواضع، كما في قوله تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا} [الحشر: 7].
638.        التحرير والتنوير، (13/203-204). للاستزادة في هذا الموضوع راجع: أضواء البيان، (3/306-315)، فقد ذكر مبحثًا طويلا ًمنقولًا من الإكليل في استنباط التنزيل للسيوطي، يتضمن أن في القرآن كل شيء يحتاج إليه الخلق، ثم ذكر نماذج أخرى في هذا الشأن.
639.        تفسير ابن كثير، (4/289).
640.        انظر: في ظلال القرآن، (3/1799 – 1801).
641.        تفسير السعدي، (2/327).
642.        التحرير والتنوير، (13/204).
643.        أضواء البيان، (3/315).
644.        تفسير السعدي، (1/12).
645.        كان أهل مكة يسألون النبي ? الآيات تعنتًا، فإذا تأخرت اتهموه وقالوا: لولا اجتبيتها؟ أي: هلا أحدثتها وأنشأتها من عندك؟ وهو الذي ذكره الله تعالى بقوله: {وَإِذَا لَمْ تَأْتِهِم بِآيَةٍ قَالُواْ لَوْلاَ اجْتَبَيْتَهَا قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يِوحَى إِلَيَّ مِن رَّبِّي هَـذَا بَصَآئِرُ مِن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [الأعراف: 203] «انظر: تفسير البغوي، (2/225)».
646.        انظر: التحرير والتنوير، (8/409-410).
647.        انظر: تفسير الشعراوي، (8/4541).
648.        التحرير والتنوير، (12/216).
649.        انظر: تفسير الشعراوي، (5/2876).
650.        انظر: الفوائد، (ص88).
651.        أخرجه ابن كثير في: «فضائل القرآن»، ص(202). وحسَّنه محققه: (أبو إسحاق الحويني) بعدد من الشواهد.
652.        فضائل القرآن وحملته في السنة المطهرة، لمحمد موسى نصر (ص92).
653.        انظر: أنوار القرآن، (ص50-52).
654.        رواه ابن حبان في صحيحه، (1/329) (ح122). والطبراني في الكبير، (2/126)، (ح1539) عن جبير، و(22/188)، (ح491) عن أبي شريح الخزاعي. وصححه الألباني في صحيح الجامع: (1/69)، (ح34).
655.        رواه مسلم في صحيحه، كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل علي بن أبي طالب t ، (4/1874)، (ح2408).
656.        انظر: صحيح مسلم بشرح النووي، (15/175).
657.        رواه أحمد في المسند (32/11)، (ح19265)، وقال محققو المسند: «إسناده صحيح على شرط مسلم»، وابن أبي شيبة في مصنفة (3/215). والدارمي (3316). وعبد بن حميد عن زيد بن أرقم. وصححه الألباني في صحيح الجامع: (1/286)، (ح1351).
658.        رواه أحمد في المسند (3/14). وابن أبي شيبة في مصنفه (7/176)، (ح5)، وصححه الألباني في صحيح الجامع: (2/286)، (ح4473). والسلسلة الصحيحة: (2024).
659.        انظر: صحيح مسلم بشرح النووي، (15/176).
660.        رواه أحمد في المسند (2/174). والطبراني في الكبير (3/181 مجمع). والحاكم في مستدركه (1/554) وقال: «صحيح على شرط مسلم» ووافقه الذهبي. والبيهقي في الشعب (2/1994). وصححه الألباني في صحيح الجامع: (2/720)، (ح3882). والمشكاة: (1963). وصحيح الترغيب: (973).
661.        رواه مسلم في صحيحه، كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب فضل قراءة القرآن وسورة البقرة، (1/553)، (ح803).
662.        تكرر ذكر الشفاعة في الحديث، وهي السؤال في التجاوز عن الذنوب، يقال: شفع يشفع شفاعة فهو شافع وشفيع، والمُشفِّع: الذي يقبل الشفاعة، والمُشفَّع: الذي تقبل شفاعته. «انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: «شفع»، (2/485)».
663.        «ماحل مصدَّق» أي: خصم مجادل مصدق. وقيل: ساع مصدق، من قولهم: محل بفلان إذا سعى به إلى السلطان. والمعنى: أن من اتبع القرآن وعمل بما فيه فإنه شافع له مقبول الشفاعة، ومصدق عليه فيما يرفع من مساويه إذا ترك العمل به. «انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: «محل»، (4/303)».
664.        رواه ابن حبان في صحيحه (1/167 إحسان). والبيهقي في الشعب (2/2010) عن جابر. والطبراني في الكبير (10/198)، (ح1045). وأبو نعيم في الحلية (4/108). وابن عدي في الكامل (3/127) عن ابن مسعود. وصححه الألباني في صحيح الجامع: (2/818)، (ح4443). والصحيحة: (2019).
665.        انظر: الأحاديث والآثار الواردة في فضائل سور القرآن الكريم، (ص89-90).
666.        هو القاسم بن فيره – ومعناه بلغة عجم الأندلس: الحديث – بن خلف بن أحمد الشاطبي الرعيني الأندلسي، ولد ضريرًا سنة (548هـ) بشاطبة، من الأندلس، كان أعجوبة في الذكاء، كثير الفنون، غاية في القراءات، حافظًا للحديث، بصيرًا بالعربية، شافعي المذهب. قال ابن خلكان: «كان إذا قرئ عليه صحيح البخاري ومسلم والموطأ، تصحح النسخ من حفظه». توفي بمصر سنة (590هـ). «انظر ترجمته بتوسع في مقدمة كتابه: حرز الأماني ووجه التهاني في القراءات السبع، (ص3-10)».
667.        حرز الأماني ووجه التهاني في القراءات السبع، (ص12).
668.        انظر: خصائص القرآن الكريم، (ص124-125).
669.        رواه الحاكم في المستدرك، (1/741)، (رقم 2040) وقال: «صحيح الإسناد ولم يخرجاه». والطبراني في المعجم الكبير، (9/130)، (رقم 8646). وعبد الرزاق في مصنفه، (3/375)، (رقم 6017). وابن أبي شيبة في مصنفه، (6/125)، (رقم 30008). الفريابي في فضائل القرآن، (ص153)، (رقم 41). والدارمي في سننه، (2/305)، (رقم 3315).
670.        التذكار في أفضل الأذكار، (ص47). والأحمر: هو الأحمر الباهلي، من علماء اللغة.
671.        رواه الدارمي في سننه، كتاب فضائل القرآن، باب فضل من قرأ القرآن، (2/306)، (رقم 3321). وأبو عبيد في فضائل القرآن، (ص51).
672.        رواه الدرامي في سننه، الكتاب نفسه، والباب نفسه، (2/306)، (رقم 3322). والفريابي في فضائل القرآن، (ص166)، (رقم 59).
673.        النهاية في غريب الحديث والأثر، (1/30).
674.        رواه الدارمي في سننه، كتاب فضائل القرآن، باب فضل من قرأ القرآن، (2/306)، (رقم 3323، 3324).
675.        رواه الرازي في كتاب الفضائل القرآن وتلاوته، باب في أن القرآن لا يضل ولا يشقى من اتبعه، (ص119)، (رقم 84) وقال محققه (د. عامر حسن صبري): «إسناده حسن». ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه، (7/136)، (رقم 34781). والحاكم في المستدرك، (2/413)، (رقم 3438) وقال: «صحيح الإسناد ولم يخرجاه».
676.        انظر: في ظلال القرآن، (4/2355).
677.        رواه الرازي في كتاب فضائل القرآن وتلاوته، باب في استدراج النبوة في أهل القرآن، (ص92)، (رقم 52) وقال محققه: «إسناده حسن». ورواه الحاكم في المستدرك، (1/738)، (رقم 2028) وقال: «صحيح الإسناد ولم يخرجاه» وأقره الذهبي. ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه، (6/120)، (رقم 29953). والآجري في أخلاق حملة القرآن، (ص26)، (رقم 10).
678.        رواه الرازي في كتاب فضائل القرآن وتلاوته، باب في أن أهل القرآن غبطهم الأنبياء، (ص94)، (رقم 55، 56) وقال محققه: «إسناده صحيح إلى خيثمة بن عبد الرحمن». وقال أيضًا: «وله شاهدان صحيحان: الأول: رواه أبو عبيد في فضائل القرآن، (ص24) بإسناده إلى إبراهيم النخعي. والثاني: رواه البيهقي في شعب الإيمان، (4/596) بإسناده إلى عبد الله بن مسعود». ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه، (6/340)، (رقم 31878) والآجري في أخلاق حملة القرآن، (ص40)، (رق19).
679.        رواه الرازي في كتاب فضائل القرآن وتلاوته، باب في ألا يتقرب إلى الله بشيء أحب إليه من كلامه، (ص109)، (رقم 73) وقال محققه: «إسناده حسن». ورواه الحاكم في المستدرك، (2/479)، (رقم 3652) وقال: «صحيح الإسناد ولم يخرجاه». وابن أبي شيبة في مصنفه، (6/135)، (رقم 30098). والبخاري في خلق أفعال العباد، (1/41)، (رقم 78). وأبو عبيد في فضائل القرآن، (ص32).
680.        رواه الرازي في فضائل القرآن وتلاوته، باب في أن القرآن حبل الله، (ص72)، (رقم 29). وقال محققه: «إسناده صحيح». ورواه الطبراني في المعجم الكبير، (9/212)، (رقم 9032). والسيوطي في الدر المنثور، (2/284) وعزاه إلى: سعيد بن منصور، وابن أبي شيبة، وابن جرير، وابن المنذر والطبراني.
681.        رواه الدارمي في سننه، كتاب فضائل القرآن، باب فضل من قرأ القرآن، (2/305)، (رقم 3317).
682.        رواه الدارمي في سننه، كتاب فضائل القرآن، باب في تعاهد القرآن، باب في تعاهد القرآن، (2/311)، (رقم 3344).
683.        رواه الطبراني في المعجم الكبير، (9/132)، (رقم 8657). وأبو عبيد في فضائل القرآن، (ص21-22). وابن كثير في فضائل القرآن (ص48) وقال محققه (أبو إسحاق الحويني): «سنده صحيح». وقال الهيثمي في المجمع، (7/165): «رجاله ثقات».
684.        أي: لينقر عنه وليفكر في معانيه.
685.        رواه أبو عبيد في فضائل القرآن، باب فضل علم القرآن والسعي في طلبه، (ص96). والهيثمي في مجمع الزوائد، (7/165) وقال: «رواه الطبراني بأسانيد ورجال أحدها رجال الصحيح».
686.        رواه الدارمي في سننه، كتاب فضائل القرآن، باب فضل من قرأ القرآن، (2/303)، (رقم 3311). وأبو عبيد في فضائل القرآن، (ص83). وابن أبي شيبة في مصنفه، (6/130)، (رقم 30047)، والترمذي، (5/178)، (رقم 2915) وصححه.
687.        رواه الطبراني في «الأوسط»، (2/114)، (رقم 1429). والمنذري في الترغيب والترهيب، كتاب العلم، باب الترغيب في العلم وطلبه وتعلمه وتعليمه، (رقم 17) وقال: «رواه الطبراني في الأوسط بإسناد حسن». وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب، (1/144)، (رقم 83): «حسن موقوف».
688.        انظر: فقه قراءة القرآن الكريم، لسعيد يوسف، (ص49).



الفصل الأول 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
الفصل الأول
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الباب الأول: العصر الجاهلي.. الفصل الأول: الإنسانية في الاحتضار
» الباب الأول: الفصل الأول: مسوغات الخروج على عثمان
» الباب الثالث: السلطات العامة - الفصل الأول: السلطة التشريعية - الفرع الأول: أحكام مشتركة
» الباب الأول: الفصل الأول تعريف الإرهاب
» البـــــاب الأول ابـــن الجزري: دراسة حياته - الفصل الأول نشأة ابن الجزري وتكوينه

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الـقــــــــــــــرآن الـكـــــــــــــــريـم :: رسالة ماجستير: عظمة القرآن :: الباب الثاني :: الفصل الأول-
انتقل الى: