منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
الحــواس فـي القـــرآن الكـــريــم أحكـام صـلاة المـريض وطهـارته إلــــــــى كــــــــــل زوجـيــــــــــن مـــن أقـــــوال شيـــــخ الإســــلام لا عـلـيـك مـا فـاتـك مـن الـدنـيــا رؤية الخاطب مخطوبته قبل العقد شــاعر العـاميــة بيــرم التـونسي أحْلامٌ مِنْ أبِي باراك أوباما كُــــتُـبٌ غَــــــيُّـرَتْ الـعَـالَــــــمْ مــصـــــر التي فـي خــاطـــــري الزعيـم الثــائر أحـمـــد عـــرابي مـحـاسـن العقيـــدة الإسـلامـيـــة الرحـالة: أبي الحسن المسعـودي رضـــي الله عـنـهـــم أجـمـعـــين الأسئلة والأجــوبــة في العقيــدة النـهـضــة اليـابـانـيــة الـحـديثــة الحجاج بـن يــوســف الـثـقـفــي قـصــة حـيـاة ألـبرت أيـنـشـتــاين الأمثـــال لأبـي عبيــد ابن ســلام الإسـلام بيـن الـعـلـم والـمــدنـيــة
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

soon after IZHAR UL-HAQ (Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.


 

 المجلد العاشر.. والأخير

اذهب الى الأسفل 
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى



عدد المساهمات : 51501

المجلد العاشر.. والأخير - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلد العاشر.. والأخير   المجلد العاشر.. والأخير - صفحة 2 Emptyالجمعة 12 أكتوبر 2018, 8:12 pm

باب ما يخرج على الأصل

المجلد العاشر.. والأخير - صفحة 2 1910

إذا لم يكن حرف إعراب وذلك قولك‏:‏ الشقاوة والإداوة والإتاوة والنقاوة والنقاية والنهاية‏.‏          


قويت حيث لم تكن حرف إعراب كما قويت الواو في قمحدوةٍ‏.‏          


وذلك قولهم‏:‏ أبوةٌ وأخوةٌ لا يغيران ولا تحولهما فيمن قال مسنيٌّ وعتيٌّ لأنه قد لزم الإعراب غيرهما‏.‏          


وسألته عن قولهم‏:‏ صلاءةٌ وعباءةٌ وعظاءةٌ فقال‏:‏ إنما جاءوا بالواحد على قولهم‏:‏ صلاءٌ وعظاءٌ وعباءٌ كما قالوا‏:‏ مسنيةٌ ومرضيةٌ حيث جاءتا على مرضيٍ ومسنيٍ‏.‏          


وإنما ألحقت الهاء آخراً حرفاً يعرى منها ويلزمه الإعراب فلم تقو قوة ما الهاء فيه على أن لا تفارقه‏.‏          


وأما من قال صلايةٌ وعبايةٌ فإنه لم يجىء بالواحد على الصلاء والعباء كما أنه إذا قال خصيان لم يثنه على الواحد المستعمل في الكلام‏.‏          


ولو أراد ذلك لقال خصيتان‏.‏          


وسألته عن الثنايين فقال‏:‏ هو بمنزلة النهاية لأن الزيادة في آخره لا تفارقه فأشبهت الهاء‏.‏          


ومن ثم قالوا مذروان فجاءوا به على الأصل لأن ما بعده من الزيادة لا يفارقه‏.‏          


وإذا كان قبل الياء والواو حرفٌ مفتوح وكانت الهاء لازمة لم تكن إلا بمنزلتها لو لم تكن هاءٌ وذلك نحو‏:‏ العلاة وهناةٍ وقناةٍ‏.‏          


وليس هذا بمنزلة قمحدوة لأنها حيث فتحت وقبلها الضمة كانت بمنزلتها منصوبةً في الفعل‏.‏          


وذلك نحو‏:‏ سرو ويريد أن يغزوك‏.‏          


وإذا كان قبلها أو قبل الياء فتحة قلبت ألفاً ثم لم يدخلها تغيرٌ في موضع من المواضع‏.‏          


فإنما قمحدوةٌ بمنزلة ما ذكرت لك من الفعل‏.‏          


وأما النفيان والغثيان فإنما دعاهم إلى التحريك أن بعدها ساكناًن فحركوا كما حركوا رميا وغزوا وكرهوا الحذف مخافة الالتباس فيصير كأنه فعالٌ من غير بنات الياء والواو‏.‏          


ومثل الغثيان والنفيان‏:‏ النزوان والكروان‏.‏          


وإذا كانت الكسرة قبل الواو ثم كان بعدها ما يقع عليه الإعراب لازماً أو غير لازم فهي مبدلةٌ مكانها الياء لأنهم قد قلبوا الواو في المعتل الأقوىل ياءً وهي متحركة لما قبلها من الكسر وذلك نحو‏:‏ القيام والثيرة والسياط‏.‏  


فلما كان هذا في هذا ال نحو ألزموا الأضعف الذي يكون ثالثاً الياء‏.‏          


وكينونتها ثانيةً أخف لأنك إذا وصلت إليها بعد حرفٍ كان أخف من أن تصل إليها بعد حرفين‏.‏          


وذلك قولك‏:‏ محنيةٌ فإنما هي من حنوت وهي الشيء المحني من الأرض - وغازيةٌ‏.‏          


وقالوا‏:‏ قنيةٌ للكسرة وبينهما حرف والأصل قنوةٌ فكيف إذا لم يكن بينهما شيء‏.‏
 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى



عدد المساهمات : 51501

المجلد العاشر.. والأخير - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلد العاشر.. والأخير   المجلد العاشر.. والأخير - صفحة 2 Emptyالجمعة 12 أكتوبر 2018, 8:14 pm

باب ما تقلب فيه الياء واواً

المجلد العاشر.. والأخير - صفحة 2 1910

ليفصل بين الصفة والاسم وذلك فعلى‏.‏          


إذا كانت اسماً أبدلوا مكانها الواو نحو‏:‏ الشروى والتقوى والفتوى‏.‏          


وإذا كانت صفةً تركوها على الأصل وذلك نحو‏:‏ صدياً وخزياورياً‏.‏          


ولو كانت ريا اسماً لقلت روىً لأنك كنت تبدل واواً موضع اللام وتثبت الواو التي هي عين‏.‏          


وأما فعلى من الواو فعلى الأصل لأنها إن كانت صفة لم تغير كما لم تغير الياء‏.‏          


وإن كانت اسماً ثبتت لأنها تغلب على الياء فيما هي فيه أثبت‏.‏          


وذلك قولك‏:‏ شهوى ودعوى‏.‏          


فشهوى صفة ودعوى اسم وعدوى كدعوى‏.‏          


وأما فعلى من بنات الواو فإذا كانت اسماً فإن الياء مبدلة مكان الواو كما أبدلت الواو مكان الياء في فعلى فأدخلوها عليها في فعلى كما دخلت عليها الواو في فعلى لتتكافئا‏.‏          


وذلك قولك‏:‏ الدنيا والعليا والقصيا‏.‏          


وقد قالوا القصوى فأجروها على الأصل لأنها قد تكون صفةً بالألف واللام‏.‏          


فإذا قلت فعلى من ذا الباب جاء على الأصل إذا كان صفةً وهو أجدر أن يجيء على الأصل إذ قالوا القصوى فأجروه على الأصل وهو اسم كما أخرجت فعلى من بنات الياء صفةً على الأصل‏.‏          


وتجري فعلى من بنات الياء على الأصل اسماً وصفة كما جرت الواو في فعلى صفة واسماً على الأصل‏.‏    


وأما فعلى منهما فعلى الأصل صفة واسماً تجريهما على القياس لأنه أوثق ما لم تتبين تغييراً منهم‏.‏
 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى



عدد المساهمات : 51501

المجلد العاشر.. والأخير - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلد العاشر.. والأخير   المجلد العاشر.. والأخير - صفحة 2 Emptyالجمعة 12 أكتوبر 2018, 8:15 pm

باب ما إذا التقت فيه الهمزة والياء

المجلد العاشر.. والأخير - صفحة 2 1910

قلبت الهمزة ياء والياء ألفاً وذلك قولك‏:‏ مطيةٌ ومطايا وركيةٌ وركايا وهديةٌ وهدايا فإنما هذه فعائل كصحيفةٍ وصحائف‏.‏          


وإنما دعاهم إلى ذلك أن الياء قد تقلب إذا كانت وحدها في مثل مفاعل فتبدل ألفاً‏.‏          


وذلك نحو‏:‏ مدارى وصحارى‏.‏          


والهمزة قد تقلب وحدها ويلزمها الاعتلال فلما التقى حرفان معتلان في أثقل أبنية الأسماء ألزموا الياء بدل الألف إذ كانت تبدل ولا معتل قبلها وأردوا أن لا تكون الهمزة على الأصل في مطايا إذ كان ما بعدها معتلاً وكانت من حروف الاعتلال كما اعتلت الفاء في قلت وبعت إذا اعتل ما بعدها‏.‏          


فالهمزة أجدر لأنها من حروف الاعتلال‏.‏          


وإن شئت قلت صارت الهمزة مع الألفين حيث اكتتنفتاها بمنزلة همزتين لقرب الألف منهما فأبدلت‏.‏          


يدلك على ذلك أن الذين يقولون سلاء فيحققون يقولون رأيت سلا فلا يحققون كأنها همزة جاءت بعدها وأبدلوا مكان الهمزة الياء التي كانت ثابتةً في الواحد كما أبدلوا مكان حركة قلت التي في القاف وحركة ياء بعت اللتين كانتا في العينين ليعلم أن الياء في الواحد كما علم أن ما بعد الباء والقاف مضمومٌ ومكسور‏.‏          


وقد قال بعضهم‏:‏ هداوى فأبدلوا الواو لأن الواو قد تبدل من الهمزة‏.‏          


وأما ما كانت الواو فيه ثابتة نحو‏:‏ إداوةٍ وعلاوةٍ وعراوةٍ فإنهم يقولون فيه‏:‏ هراوى وعلاوى وأداوى ألزموا الواو ههنا كما ألزموا الياء في ذلك وكما قال حبالى ليكون آخره كآخر واحده‏.‏          


وليست بألف تأنيث كما أن هذه الواو غير تلك الواو‏.‏          


ولم يفعلوا هذا في جاءٍ لأنه شيءٌ على مثال قاضٍ تبدل فيه الياء ألفاً‏.‏          


وقد فعل ذلك فيما كان على مثال مفاعل لأنه ليس يلتبس بغيره لعلمهم أنه ليس في الكلام على مثال مفاعل‏.‏   


وذلك يلتبس لأن في الكلام فاعلاً‏.‏          


وفواعل من شويت كذلك لأنها همزة تعرض في الجمع وبعدها الياء فهمزتها كما همزت فواعل من عورت فهي نظيرها في غير العنل كما أن صحائف ورسائل نظيرة مطايا وأداوى‏.‏          


وكذلك فواعل من حييت هن حوايا تجري الياء مجرى الواو كما أجريتهما مجرى واحداً في قلت وبعت وعورت وصيدت ولا تدرك الهمزة في قلت وبعت وعورت وصيدت في موضعٍ إلا أدركهما ثم اعتلتا اعتلال مطايا‏.‏     


وذلك قولك شوايا في فواعل وحوايا‏.‏          


وفواعلٌ منهما بمنزلة فواعل في أنك تهمز ولا تبدل من الهمزة ياءً كما فعلت ذلك في عورت‏.‏          


وذلك قولك عوائرٌ‏.‏          


ولا يكون أمثل حالاً من فواعل وأوائل‏.‏          


وذلك قولك شواءٍ‏.‏          


وأما فعائلٌ من بنات الياء والواو فمطاءٍ ورماءٍ لأنها ليست همزة لحقت في جمعٍ وإنما هي بمنزلة مفاعلٍ من شأوت وفاعلٍ من جئت لأنها تخرج على مثال مفاعل‏.‏          


وهي في هذا المثال بمنزلة فاعلٍ من جئت فهمزتها بمنزلة همزة فعالٍ من حييت‏.‏          


وإن جمعت قلت مطاءٍ لأنها لم تعرض في الجمع‏.‏          


وفياعل من شويت وحييت بمنزلة فواعل تقول‏:‏ حيايا وشيايا وذلك لأنك تهمز سيداً وبيعاً إذا جمعت‏.‏          


فكل شيء من باب قلت وبعت همز في الجمع فإن نظيره من حييت وشويت يجيء على هذا المثال لأنها همزةٌ تعرض في جمع وبعدها ياءٌ ولا يخافون التباساً‏.‏          


وقالوا‏:‏ فلوةٌ وفلاوى لأن الواحد فيه واو فأبدلوه في الجمع واواً‏.‏          


وأما فعائلٌ وفواعلٌ ففيه مع شبهه بمفاعلٍ من شأوت وجاءٍ فيما ذكرت لك - يعني أنه واحد - أن له مثالاً مفتوحاً يلتبس به لو جعلته بمنزلة فعائل نحو حبارى فكرهوا أن يلتبس به ويشبهه‏.‏          


وليس للجمع مثال أصلٍ ما بعد ألفه الفتح‏.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى



عدد المساهمات : 51501

المجلد العاشر.. والأخير - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلد العاشر.. والأخير   المجلد العاشر.. والأخير - صفحة 2 Emptyالجمعة 12 أكتوبر 2018, 8:16 pm

باب ما بني على أفعلاء وأصله فعلاء

المجلد العاشر.. والأخير - صفحة 2 1910

وذلك‏:‏ سريٌّ وأسرياء وأغنياء وأشقياء‏.‏          


وإنما صرفوها عن سرواء وغنياء لأنهم يكرهون تحريك الياء والواو وقبلهما الفتحة إلا أن يخافوا التباساً في رميا وغزوا ونحوهما‏.‏          


والياء إذا كانت قبلها الكسرة فهي في النصب والفتح بمنزلة غير المعتل فلما كانت الحركة تكره وقبلها الفتحة وكانت أفعلاء قد يجمع بها فعيلٌ فروا إليها كما فروا إليها في التضعيف في أشداء كراهية التضعيف‏.‏
 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى



عدد المساهمات : 51501

المجلد العاشر.. والأخير - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلد العاشر.. والأخير   المجلد العاشر.. والأخير - صفحة 2 Emptyالجمعة 12 أكتوبر 2018, 8:18 pm

باب ما يلزم الواو فيه بدل الياء

المجلد العاشر.. والأخير - صفحة 2 1910

وذلك إذا كانت فعلت على خمسة أحرف فصاعداً‏.‏          


وذلك قولك‏:‏ أغزيت وغازيت واسترشيت‏.‏          


وسألت الخليل عن ذلك فقال‏:‏ إنما قلبت ياءً لأنك إذا قلت يفعل لم تثبت الواو للكسرة فلم يكن ليكون فعلت على الأصل وقد أخرجت يفعل إلى الياء‏.‏          


وأفعل وتفعل ونفعل‏.‏          


قال‏:‏ الألف بدلٌ من الياء ههنا التي أبدلت مكان الواو وإنا أدخلت التاء على غازيت ورجيت‏.‏          


وقال‏:‏ ضوضيت وقوقيت بمنزلة ضعضعت ولكنهم أبدلوا الياء إذ كانت رابعة‏.‏          


وإذا كررت الحرفين فهما بمنزلة تكريرك الحرف الواحد فإنما الواوانن ههنا بمنزلة ياءي حييت وواوي قوةٍ لأنك ضاعفت‏.‏          


وكذلك‏:‏ حاحيت وعاعيت وهاهيت‏.‏          


ولكنهم أبدلوا الألف لشبهها بالياء فصارت كأنها هي‏.‏          


يدلك على أنها ليست فاعلت قولهم‏:‏ الحيحاء والعيعاء كما قالوا‏:‏ السرهاف والفرشاط والحاحاة والهاهاة فأجري مجرى دعدعت إذ كن للتصويت كما أن دهديت هي فيما زعم الخليل دهدهت بمنزلة دحرجت ولكنه أبدل الياء من الهاء لشبهها بها وأنها في الخفاء والخفة نحوها فأبدلت كما أبدلت من الياء في هذه‏.‏          


وقالوا‏:‏ دهدوة الجعل وقالوا‏:‏ دهدية الجعل كماقالوا دحروجةٌ‏.‏          


يدلك على أنها مبدلة قولهم‏:‏ دهدهت‏.‏          


فأما الغوغاء ففيها قولان‏:‏ أما من قال غوغاءٌ فأنث ولم يصرف فهي عنده مثل عوراء‏.‏          


وأما من قال غوغاء فذكر وصرف فإنما هي عنده بمنزلة القمقام وضاعفت الغين والواو كما ضاعفت القاف والميم‏.‏          


وكذلك الصيصية والدوداة والشوشاة فإنما يضاعف حرفٌ وياء أو واو كما ضاعفت القمقام فجعلت هؤلاء بمنزلتها كما تجعل الحياء وحييت بمنزلة الغصص وغصصت وكما تجعل القوة بمنزلة الغصة‏.‏          


فهؤلاء في الأربعة بمنزلة هؤلاء في الثلاثة‏.‏          


والموماة بمنزلة الدوداة والمرمر ولا تجعلها بمنزلة تمسكن لأن ما جاء هكذا والأول من نفس الحرف هو الكلام الكثير ولا تكاد تجد في هذا الضرب الميم زائدةً إلا قليلاً‏.‏          


وأما قولهم‏:‏ الفيفاة فالألف زائدة لأنهم يقولون الفيف في هذا المعنى‏.‏          


وأما القيقاء والزيزاء فبمنزلة العلباء لأنه لا يكون في الكلام مثل القلقال إلا مصدراً‏.‏          


وإذا كانت الياء زائدة رابعة فهي تجري مجرى ما هو من نفس الحرف‏.‏          


وذلك نحو‏:‏ سلقيت وجعبيت تجريهما وأشباههما مجرى ضوضيت وقوقيت‏.‏          


وأما المروراة فبمنزلة الشجوجاة وهما بمنزلة صمحمحٍ ولا تجعلهما على عثوثلٍ لأن مثل صمحمحٍ أكثر‏.‏     


وكذلك قطوطى‏.‏          


وقالوا‏:‏ القيقاء والزيزاءة فإنما أرادوا الواحد على القيقاء والزيزاء‏.‏          


وقد قال بعضهم‏:‏ قيقاءةٌ وقواقٍ فجعل الياء مبدلةً كما أبدلها في قيلٍ‏.‏          


وسألته عن أثفية فقال‏:‏ هي فعليةٌ فيمن قال أثفت وأفعولةٌ فيمن قال ثفيت‏.‏          
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى



عدد المساهمات : 51501

المجلد العاشر.. والأخير - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلد العاشر.. والأخير   المجلد العاشر.. والأخير - صفحة 2 Emptyالجمعة 12 أكتوبر 2018, 8:19 pm

هذا باب التضعيف في بنات الياء

المجلد العاشر.. والأخير - صفحة 2 1910

وذلك نحو‏:‏ عييت وحييت وأحييت واعلم أن آخر المضاعف من بنات الياء يجري مجرى ما ليس فيه تضعيف من بنات الياء ولا تجعل بمنزلة المضاعف من غير الياء لأنها إذا كانت وحدها لاماً لم تكن بمنزلة اللام من غير الياء فكذلك إذا كانت مضاعفةً‏.‏          


وذلك نحو‏:‏ يعيا ويحيا ويعيى ويحيى أجريت ذلك مجرى يخشى ويخشى‏.‏          


ومن ذلك محياً قالوه كما قالوا مخشىً‏.‏          


فإذا وقع شيءٌ من التضعيف بالياء في موضع تلزم ياء يخشى فيه الحركة وياء يرمي لا تفارقهما فإن الإدغام جائزٌ فيه لأن اللام من يرمي ويخشى قد صارتا بمنزلة غير المعتل فلما ضاعفت صرت كأنك ضاعفت في غير بنات الياء حيث صحت اللام على الأصل وحدها‏.‏          


وذلك قولك‏:‏ قد حي في هذا المكان وقد عي بأمره‏.‏          


وإن شئت قلت‏:‏ قد حيى في هذا المكان وقد عيى بأمره‏.‏          


والإدغام أكثر والأخرى عربيةٌ كثيرة‏.‏          


وسنبين هذا النحو إن شاء الله‏.‏          


ومثل ذلك قد أحي البلد فإنما وقع التضعيف لأنك إذا قلت خشي أو رمي كانت الفتحة لا تفارق وصارت هذه الأحرف على الأصل بمنزلة طرد واطرد وحمد فلما ضاعفت صارت بمنزلة مد وأمد وود‏.‏          


قال الله عز وجل‏:‏ ‏"‏ ويحيى من حي عن بينةٍ ‏"‏‏.‏          


وكذلك قولهم‏:‏ حياءٌ وأحيةٌ ورجلٌ عييٌّ وقومٌ أعياء لأن اللام إذا كانت وحدها كانت بمنزلة غير المعتل فلزمتها الحركة فأجري مجرى حي‏.‏          


فإذا قلت فعلوا وأفعلوا قلت‏:‏ حيا وأحيوا لأنك قد تحذفها في خشوا وأخشوا‏.‏          


قال الشاعر‏:‏ وكنا حسبناهم فوارس كهمسٍ حيوا ** بعد ما ماتوا من الدهر أعصرا وقد قال بعضهم‏:‏ حيوا وعيوا‏.‏          


لما رأوها في الواحد والاثنين والمؤنث إذا قالوا حييت المرأة بمنزلة المضاعف من غير الياء أجروا الجمع على ذلك‏.‏          


قال الشاعر‏:‏ عيوا بأمرهم كما عيت ببيضتها الحمامه وقال ناسٌ كثير من العرب‏:‏ قد حيى الرجل وحييت المرأة فبين‏.‏          


ولم يجعلوها بمنزلة المضاعف من غير الياء‏.‏          


وأخبرنا بهذه اللغة يونس‏.‏          


وسمعنا بعض العرب يقول أعييتاء وأحييةٌ فيبين‏.‏          


وأحسن ذلك أن تخفيها وتكون بمنزلتها متحركة‏.‏          


وإذا قلت يحيى أو معىٍ ثم أدركه النصب فقلت‏:‏ رأيت معيباً ويريد أن يحييه لم تدغم لأن الحركة غير لازمة ولكنك تخفي وتجعلها بمنزلة المتحركة فهو أحسن وأكثر‏.‏          


وإن شئت بينت كما بينت حيى‏.‏          


والدليل على أن هذا لا يدغم قوله عز وجل‏:‏ ‏"‏ أليس ذلك بقادرٍ على أن يحيي الموتى ‏"‏‏.‏          


ومثل ذلك معييةٌ لأنك قد تخرج الهاء فتذهب الحركة وليست بلازمة لهذا الحرف‏.‏          


وكذلك محييان ومعييان وحييان إلا أنك إن شئت أخفيت‏.‏          


والتبيين فيه أحسن مما في يائه كسرة لأن الكسرة من الياء فكأنهن ثلاث ياءات‏.‏          


فأما تحيةٌ فبمنزلة أحييةٍ وهي تفعلةٌ‏.‏          


والمضاعف من الياء قليل لأن الياء قد تثقل وحدها لاماً فإذا كان قبلها ياءٌ كان أثقل لها‏.‏
 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى



عدد المساهمات : 51501

المجلد العاشر.. والأخير - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلد العاشر.. والأخير   المجلد العاشر.. والأخير - صفحة 2 Emptyالجمعة 12 أكتوبر 2018, 8:21 pm

باب ما جاء على أن فعلت منه

المجلد العاشر.. والأخير - صفحة 2 1910

مثل بعت وإن كان لم يستعمل في الكلام لأنهم لو فعلوا ذلك صاروا بعد الاعتلال إلى الاعتلال والالتباس‏.‏          


فلو قلت يفعل من حي ولم تحذف لقلت يحى فرفعت ما لا يدخله الرفع في كلامهم فكرهوا ذلك كما كرهوه في التضعيف‏.‏          


وإن حذفت فقلت يحيى أدركته علة لا نقع في كلامهم وصار ملتبساً بغيره يعني يعي ويقي ونحوه‏.‏          


فلو كانت علةٌ بعد علة كرهوا هذا الاعتماد على الحرف‏.‏          


فمما جاء في الكلام على أن فعله مثل بعت‏:‏ آيٌ وغايةٌ وآيةٌ‏.‏          


وهذا ليس بمطرد لأن فعله يكون بمنزلة خشيت ورميت وتجري عينه على الأصل‏.‏          


فهذا شاذٌّ كما شذ قودٌ وروعٌ وحولٌ في باب قلت‏.‏          


ولم يشذ هذا في فعلت لكثرة تصرف الفعل وتقلب ما يكرهون فيه فعل ويفعل‏.‏          


وهذا قول الخليل‏.‏          


وقال غيره‏:‏ إنما هي آيةٌ وأيٌّ فعل ولكنهم قلبوا الياء وأبدلوا مكانها الألف لاجتماعهما لأنهما تكرهان كما تركه الواوان فأبدلوا الألف كما قالوا الحيوان وكما قالوا ذوائب فأبدلوا الواو كراهية الهمزة وهذا قولٌ‏.‏          


وأما الخليل فكان يقول‏:‏ جاء على أن فعله معتلٌّ وإن لم يكن يتكلم به كما قالوا قودٌ فجاء كأن فعله على الأصل‏.‏ 


وجاء استحيت على حاي مثل باع وفاعله حاءٍ مثل بائعٍ مهموز وإن لم يستعمل كما أنه يقال يذر ويدع ولا يستعمل فعل‏.‏          


وهذا النحو كثير‏.‏          


والمستعمل حايٍ غير مهموز مثل عاورٍ إذا أردت فاعلاً ولا تعل لأنها تصح في فعل نحو عور‏.‏          


وكذلك استحيت أسكنوا الياء الأولى منها كما سكنت في بعت وسكنت الثانية لأنها لام الفعل فحذفت الأولى لئلا يلتقي ساكنان‏.‏          


وإنما فعلوا هذا حيث كثر في كلامهم‏.‏          


وقال غيره‏:‏ لما كثرت في كلامهم وكانتا ياءين حذفوها وألقوا حركتها على الحاء كما ألزموا يرى الحذف وكما قالوا‏:‏ لم يك ولا أدر‏.‏          


وأما الخليل فقال‏:‏ جاءت على حيت كما أنك حيث قلت استحوذت واستطيبت كان الفعل كأنه طيبت وحوذت‏.‏  


فهذا شذ على الأصل كما شذ هذا على الأصل ولا يكون الاعتلال في فعلت منه كما لم يجىء فعلت من باب جئت وقلت على الأصل‏.‏          


وقول الخليل يقويه أول وآءةٌ ويوم ونحو هذا لأنها قد جاءت على أشياء لم تستعمل‏.‏          


والآخر قولٌ‏.‏          


وقالوا‏:‏ حيوة كأنه من حيوة وإن لم يقل لأنهم قد كرهوا الواو ساكنة وقبلها الياء فيما لا لا تكون الياء فيه لازمة في تصرف الفعل نحو يوجل حتى قالوا ييجل‏.‏          


فلما كان هذا لازماً رفضوه كما رفضوا من يومٍ يمت كراهيةً لاجتماع ما يستثقلون‏.‏          


ولكن مثل لويت كثير لأن الواو تحيا ولم تعتل في يلوى كييجل فيكون هذا مرفوضاً فشبهت واو ييجل بالواو الساكنة وبعدها الياء فقلبت ياءً كما قلبت أولاً‏.‏          


وكانت الكسرة في الواو والياء بعدها أخف عليهم من الضمة
 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى



عدد المساهمات : 51501

المجلد العاشر.. والأخير - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلد العاشر.. والأخير   المجلد العاشر.. والأخير - صفحة 2 Emptyالجمعة 12 أكتوبر 2018, 8:24 pm

باب التضعيف في بنات الواو

المجلد العاشر.. والأخير - صفحة 2 1910

اعلم أنهما لا تثبتان كما تثبت الياءان في الفعل‏.‏          


وإنما كرهتا كما كرهت الهمزتان حتى تركوا فعلت كما تركوه في الهمز في كلامهم فإنما يجيء ابداً على فعلت على شيء يقلب الواو ياءً‏.‏          


ولا يكون فعلت ولا فعلت كراهية أن تثبت الواوان‏.‏          


فإنما يصرفون المضاعف إلى ما يقلب الواو ياءً‏.‏          


فإذا قلبت ياءً جرت في الفعل وغيره والعين متحركةٌ مجرى لويت ورويت كما أجريت أغزيت مجرى بنات الياء حين قلبت ياءً وذلك نحو‏:‏ قويت وحويت وقوي‏.‏          


ولم يقولوا قد قو لأن العين وهي على الأصل قالبةٌ الواو الآخرة إلى الياء ولا يلتقي حرفان من موضع واحد فكسرت العين ثم أتبعتها الواو وإذا كان أصل العين الإسكان ثبتت وذلك قولك‏:‏ قوةٌ وصوةٌ وجو وحوةٌ وبوٌّ لما كانت لا تثبت مع حركة العين اسماً كما لا تثبت واو غزوت في الاسم والعين متحركة بنوها كما بنيت والعين ساكنة في مثل غزوٍ وغزوةٍ ونحو ذلك‏.‏          


قلت‏:‏ فهلا قالوا قووت تقوو كما قالوا‏:‏ غزوت تغزو قال‏:‏ إنما ذلك لأنه مضاعف فيرفع لسانه ثم يعيده وهو هنا يرفع لسانه رفعةً واحدة فجاز هذا كما قالوا‏:‏ سآلٌ ورآسٌ لأنه حيث رفع لسانه رفعةً واحدة كانت بمنزلة همزة واحدة‏.‏          


فلم يكن قووت كما لم يكن اصدأأت وأأت وكانت قوةٌ كما كانت سآلٌ‏.‏          


واحتمل هذا في سآلٍ لأنه أخف كما كان أصم أخف عليهم من أصمم‏.‏          


واعلم أن الفاء لا تكون واواً واللام واواً في حرف واحد‏.‏          


ألا ترى أنه ليس مثل وعوت في الكلام‏.‏          


كرهوا ذلك كما كرهوا أن تكون العين واواً واللام واوٌ ثانية‏.‏          


فلما كان ذلك مكروهاً في موضع يكثر فيه التضعيف نحو رددت وصممت طرحوا هذا من الكلام مبدلاً وعلى الأصل حيث كان مثل قلق وسلس أقل من مثل رددت وصممت‏.‏          


وسنبين ذلك في الإدغام إن شاء الله‏.‏          


وقد جاء في الياء كما جاءت العين واللام ياءين‏.‏          


وأن تكون فاءً ولاماً أقل كما كان سلس أقل‏.‏          


وذلك قولهم‏:‏ يديت إليه يداً‏.‏          


ولا يكون في الهمزة إذ لم يكن في الواو ولكنه يكون في الواو في بنات الأربعة نحو الوزوزة والوحوحة لأنه يكثر فيها مثل قلقل وسلسل ولم تغير لأن بينهما حاجزاً وما قبلها ساكن فلم تغير‏:‏ وتكون الهمزة مثل الدأدأة‏:‏ ضرب من السير ثانية ورابعة لأن مثل نفنفٍ كثير‏.‏          


وتكون في الواو نحو ضوضيت وهي في الواو أوجد لأنها أخف من الهمزة‏.‏          


فإذا كان شيءٌ من هذا النحو في الهمزة فهو للواو ألزم لأنها أخف وهم لها أشد احتمالاً‏.‏          


واعلم أن افعاللت من رميت بمنزلة أحييت في الإدغام والبيان والخفاء وهي متحركة وكذلك افعللت‏.‏          


وذلك قولك في افعاللت‏:‏ ارماييت وهو يرمايي وأحب أن يرمايى بمنزلة ‏"‏ أن يحيي الموتى ‏"‏‏.‏          


وتقول ارماييا فتجربها مجرى أحييا ويحييان‏.‏          


وتقول قد ارموى في هذا المكان كما قلت‏:‏ قد حي فيه وأحي فيه لأن الفتحة لازمة ولا تقلب الواو ياءً لأنها كواو سوير لا تلزم وهي في موضع مد‏.‏          


وتقول‏:‏ قد ارمايوا كما تقول‏:‏ قد أحيوا‏.‏          


وتقول‏:‏ ارمييت في الفعللت يرميى كما تقول يحيي‏.‏          


وتقول‏:‏ ارمييا كما تقول‏:‏ قد أحييا‏.‏          


ومن قال يحييان فأخفى قال ارمييا فأخفى‏.‏          


وتقول‏:‏ قد ارمى في هذا المكان لأن الفتحة لازمة‏.‏          


ومن قال أحيي فيها قال ارمويى فيها إذا أرادها من ارماييت ولا يقلب الواو لأنها مدة‏.‏          


وتقول‏:‏ مرماييةٌ ومرميية فتخفى كما تقول معييةٌ‏.‏          


وإن شئت بينت على بيان معييةٍ والمصدر ارمياءً وارمياءً واحيياءً واحيياءً‏.‏          


وأما افعللت وافعاللت من غزوت فاغزويت واغزاويت ولا يقع فيها الإدغام ولا الإخفاء لأنه لا يلتقي حرفان من موضعٍ واحد‏.‏          


ومثل ذلك من الكلام‏:‏ ارعويت وأثبت الواو الأولى لأنه لا يعرض لها في يفعل ما يقلبها‏.‏          


ولم تكن لتحولها ألفاً وبعدها ساكن وإنما هي بمنزلة نزوانٍ‏.‏          


وأما افعللت فبمنزلة ارمييت إلا أنه يدركها من الإدغام مثل ما يدرك اقتتلت وتبين كما تبين لأنهما ياءان في وسط الكلمة كالتاء في وسطها‏.‏          


وذلك قولك‏:‏ احييت واحييينا كما قلت اقتتلت واقتتلنا واحيييا كما قلت اقتتلت واقتتلا‏.‏          


ومن قال يقتل فكسر القاف وأدغم قال يحيى‏.‏          


ومن قال يقتل قال يحيى‏.‏          


ومن قال يقتتل فأخفى وتركها على حركتها فإنه يقول يحييى‏.‏          


وتقول فيمن قال قتلوا‏:‏ حيوا‏.‏          


ومن قال اقتتلوا فأخفى قال احييوا‏.‏          


ومن قال قتلوا قال حيوا‏.‏          


ومن قال في مفتعلٍ مقثتلٌ قال محيياً‏.‏         


ومن قال مقتلٌ قال محيٌّ‏.‏          


ومن قال مقتلٌ قال محيٌّ‏.‏          


ومن أخفى فقال مقتتلٌ قال محيياً‏.‏          


فقسه في الإدغام على افعللت‏.‏          


وإنما منعهم أن يجعلوا اقتتلوا بمنزلة رددت فيلزمه الإدغام أنه في وسط الحرف ولم يكن طرفاً فيضعف كما تضعف الواو ولكنه بمنزلة الواو الوسطى في القوة‏.‏          


وسنبين ذلك في الإدغام إن شاء الله‏.‏          


وأما افعاللت من الواوين فبمنزلة غزوت وذلك قول العرب‏:‏ قد احواوت الشاة واحواويت‏.‏          


فالواو بمنزلة واو غزوت والعين بمنزلتها في افعاللت من عورت‏.‏          


وإذا قلت احواويت فالمصدر احوياءً لأن الياء تقلبها كما قلبت واو أيامٍ‏.‏          


وإذا قلت افعللت قلت‏:‏ احوويت تثبتان حيث صارتا وسطاً كما أن التضعيف وسطاً أقوى نحو‏:‏ اقتتلنا فيكون على الأصل وإن كان طرفاً اعتل‏.‏          


فلما اعتل المضاعف من غير المعتل في الطرف كانوا للواوين تاركين إذ كانت تعتل وحدها‏.‏          


ولما قوي التضعيف من غير المعتل وسطاً جعلوا الواوين وسطاً بمنزلته فأجرى احوويت على اقتتلت والمصدر احوواءً‏.‏          


ومن قال قتالاً قال حواءً‏.‏          


وتقول في فعلٍ من شويتٌ شيءٌ قلبت الواو ياء حيث كانت ساكنة بعدها ياءٌ وكسرت الشين كما كسرت تاء عتىٍّ وصاد عصيٍ كراهية الضمة مع الياء كما تكره الواو الساكنة وبعدها الياء‏.‏          


وكذلك فعلٌ من أحييت‏.‏          


وقد ضم بعض العرب ولم يجعلها كبيضٍ لأنه حين أدغم ذهب المد وصار كأنه بعد حرف متحرك نحو صيدٍ‏.‏  


ألا ترى أنها لو كانت في قافية مع عمىٍ جاز‏.‏          


فهذا دليلٌ على أنه ليس بمنزلة بيضٍ‏.‏          


ولم يجعلوها كتاء عتيٍّ وصاد عصيٍ ونون مسنية لأنهن عينات فإنما شبهن بلام أدلٍ وراء أجرٍ‏.‏          


وقالوا قرنٌ ألوى وقرونٌ ليٌّ سمعنا ذلك منهم‏.‏          


ومثل ذلك قولهم‏:‏ ريا وريةٌ حيث قلبوا الواو المبدلة من الهمزة فجعلوها كواو شويت‏.‏          


وقد قال بعضهم رياً وريةٌ كما قالوا ليٌّ‏.‏          


ومن قال ريةٌ قال في فعلٍ من وأيت فيمن ترك الهمز‏:‏ ويٌّ ويدع ومن قال ريا فكسر الراء قال ويٌّ فكسر الواو إلا في قول من قال إسادةٌ وسألته عن قوله معايا فقال‏:‏ الوجه معايٍ وهو المطرد‏.‏          


وكذلك قول يونس‏.‏          


وإنما قالوا معايا كما قالوا مدارى وصحارى وكانت مع الياء أثقل إذ كانت تستثقل وحدها‏.‏          


وسألته عن قولهم‏:‏ لم أبل فقال‏:‏ هي من باليت ولكنهم لما أسكنوا اللام حذفوا الألف لأنه لا يلتقي ساكنان‏.‏  


وإنما فعلوا ذلك في الجزم لأنه موضع حذفٍ فلما حذفوا الياء التي هي من نفس الحرف بعد اللام صارت عندهم كنون يكن حين أسكنت‏.‏          


فإسكان اللام هنا بمنزلة حذف النون من يكن‏.‏          


وإنما فعلوا هذا بهذين حيث كثرا في كلامهم إذ كان من كلامهم حذف النون والحركات‏.‏          


وذلك نحو‏:‏ مذ ولد وقد علم‏.‏          


وإنما الأصل لدن ومنذ وقد علم‏.‏          


وهذا من الشواذ وليس مما يقاس عليه ويطرد‏.‏          


وزعم الخليل أن ناساً من العرب يقولون‏:‏ لم أبله لا يزيدون على حذف الألف حيث كثر الحذف في كلامهم كما حذفوا ألف احمر وألف علبطٍ وواو غدٍ‏.‏          


وكذك فعلوا بقولهم‏:‏ ما أباليه بالةً كأنها باليةٌ بمنزلة العافية‏.‏          


ولم يحذفوا لا أبالي لأن الحرف يقوى ههنا ولا يلزمه حذفٌ كما أنهم إذا قالوا لم يكن الرجل وإنما جعلوا الألف تثبت مع الحركة‏.‏          


ألا ترى أنها لا تحذف في أبالي في غير موضع الجزم وإنما تحذف في الموضع الذي تحذف منه الحركة‏.‏
 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى



عدد المساهمات : 51501

المجلد العاشر.. والأخير - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلد العاشر.. والأخير   المجلد العاشر.. والأخير - صفحة 2 Emptyالجمعة 12 أكتوبر 2018, 8:27 pm

باب ما قيس من المعتل

المجلد العاشر.. والأخير - صفحة 2 1910

من بنات الياء والواو ولم يجىء في الكلام إلا نظيره من غير المعتل تقول في مثل حمصيصةٍ من رميت رمويةٌ وإنما أصلها رمييةٌ ولكنهم كرهوا ههنا ما كرهوا في رحيىٍ حيث نسبوا إلى رحى فقالوا رحويٌّ لأن الياء التي بعد الميم لو لم يكن بعدها شيءٌ كانت كياء رحىً في الاعتلال فلما كانت كذلك تعتل ويكون البدل أخف عليهم وكرهوها وهي واحدة كانوا لها في توالي الياءات والكسرة فيها أكره فرفضوها‏.‏          


فإنما أمرها كأمر رحىً في الإضافة‏.‏          


وكذلك مثل الصمكيك تقول‏:‏ رمويٌّ‏.‏          


وكذلك مثل الحلكوك تقول رمويٌّ لأنك تقلب الواو ياءً فتصير إلى مثل حال فعليل‏.‏          


وأما فعلولٌ منها نحو بهلولٍ فتقول‏:‏ رمييٌّ وكان أصلها رميويٌ ولكنك قلبت الواو التي قبل الياء لأنها ساكنة وبعدها ياء‏.‏          


وتثبت الياء الأولى لأنك لو أضفت إلى ظبيٍ قلت ظبيٌّ وإلى وكذلك فعليل إلا أنك تكسر أول الحرف تقول‏:‏ رميىٌّ‏.‏


ومن غزوت‏:‏ غزويٌّ تقلب الواو ياءً لأن قبلها ياء ساكنة‏.‏          


كما أنك تقول في فعيل‏:‏ غزى تقلب للياء التي قبل الواو‏.‏          


وأما فعلولٌ منها فغزويٌّ وأصلها غزووٍّ فلما كانوا يستثقلون الواوين في عتيٍ ومعديٍ ألزم هذا بدل الياء حيث اجتمعت ثلاث واوات مع الضمتين في فعلولٍ فألزم هذا التغيير كما ألزم مثل محنيةٍ البدل إذ غيرت في ثيرةٍ والسياط ونحوهما‏.‏          


وتقول في مفعولٍ من قويت‏:‏ هذا مكان مقويٌّ فيه لأنهن ثلاث واوات بمنزلة ما ذكرت لك من فعلولٍ من غزوت وإنما حدها مقووٌّ كما أنه إذا قال مفعولٌ من شقيت قال مكانٌ مشقوٌّ فيه لأنها من الواو من شقوةٍ وشقاوة ولم يدرك الواو ما يغيرها إلا أن تقول مشقيٌّ فيما قال أرضٌ مسنيةٌ‏.‏          


وتقول في فعلولٍ من قويت‏:‏ قويٌّ تغير منها ما غيرت من فعلولٍ من غزوت‏.‏          


وتقول في أفعولةٍ من غزوت أغزوةٌ‏.‏          


وقد جاءت في الكلام أدعوةٌ‏.‏          


وقد تكون أدعيةٌ على أرضٍ مسنية‏.‏          


وتقول في أفعولٍ من قويت أقويٌّ لأن فيها ما في مفعولٍ من الواوات فغير منها ما غيرت في مفعولٍ منها‏.‏    


وتقول في فعلولٍ من شويت وطويت‏:‏ شووى وطووىٌّ وإنما حدها وقد قلبوا الواوين‏:‏ طيىٌّ وشيىٌّ ولكنك كرهت الياءات كما كرهتها في حيىٍ حين أضفت إلى حيةٍ فقلت‏:‏ حيوىٌّ‏.‏          


وكذلك فيعولٌ من طويت لأن حدها وقد قلبت الواوين طيىٌّ فقد اجتمع فيها مثل ما اجتمع في فعلولٍ وذلك قولك طيوىٌّ‏.‏          


ومن قال في النسب إلى أمي‏:‏ أميىٌّ وإلى حيةٍ‏:‏ حيىٌّ تركها على حالها فقال في فعلول طيىٌّ فيمن قال لىٌّ وطيىٌّ فيمن قال لىٌّ‏.‏          


وأما فيعلولٌ من غزوت فغيزوٌّ بمنزلة مغزوٍ وهي من قويت قيوٌّ قلبت الواو التي هي عين وأثبت واو فيعولٍ الزائدة لأن التي قبلها متحركة فلما سلمت صارت وما بعجها كواوي غيزوٍ‏.‏          


وتقول في فيعلٍ من حويت وقويت‏:‏ حياً وقياً قلبت التي هي عين ياء للياء التي قبلها الساكنة وقلبت التي هي لامٌ ألفاً للفتحة قبلها لأنها تجري مجرى لام شقيت كما أجريت حييت مجرى خشيت‏.‏          


وتقول منها فيعلٌ حيٍ وقيٍ لأن العين منها واوٌ كما هي في قلت‏.‏          


وإنما منعهم من أن تعتل الواو وتسكن في مثل قويت ما وصفت لك في حييت‏.‏    

وينبغي أن يكون فيعلٌ هو وجه الكلام فيه لأن فيعلاً عاقبت فيعلاً فيما الواو والياء فيه عين‏.‏          


ولا ينبغي أن يكون في قول الكوفيين إلا فيعلاً مكسور العين لأنهم يزعمون أنه فيعلٌ وأنه محمدود عن أصله‏.‏  


وأما الخليل فكان يقول‏:‏ عاقبت فيعلٌ فيعلاً فيما الياء والواو فيه عينٌ واختصت به كما عاقبت فعلةٌ للجمع فعلةٌ فيما الياء والواو فيه لامٌ‏.‏          


وكذلك شويت وحييت بهذه المنزلة‏.‏          


فإذا قلت فيعلٌ قلت حيٌّ وشيٌّ وقيٌّ تحذف منها ما تحذف من تصغير أحوى لأنه إذا كان آخره كآخره فهو مثله في قولك أحي إلا أنك لا تصرف أحي‏.‏          


وتقول في فعلانٍ من قويت‏:‏ قووانٌ‏.‏          


وكذلك حييت‏.‏          


فالواو الأولى كواو عور وقويت الواو الآخرة كقوتها في نزوانٍ وصارت بمنزلة غير المعتل ولم يستثقلوها مفتوحتين كما قالوا‏:‏ لوويٌّ وأحوويٌّ‏.‏          


ولا تدغم لأن هذا الضرب لا يدغم في رددت‏.‏          


وتقول في فعلانٍ من قويت قوانٌ‏.‏          


وكذلك فعلانٌ من حييت حيانٌ تدغم لأنك تدغم فعلانٍ من رددت‏.‏          


وقد قويت الواو الآخرة كقوتها في نزوان فصارت بمنزلة غير المعتل‏.‏          


ومن قال حيى عن بينةٍ قال قووانٌ‏.‏          


وأما قولهم‏:‏ حيوانٌ فإنهم كرهوا أن تكون الياء الأولى ساكنة ولم يكونوا ليلزموها الحركة ههنا والأخرى غير معتلة من موضعها فأبدلوا الواو ليختلف الحرفان كما أبدلوها في رحوى حيث كرهوا الياءات فصارت الأولى على الأصل كما صارت اللام الأولى في ممل ونحوه على وكذلك فعلانٌ من حييت تدغم إلا في اللغة الأخرى‏.‏  


وذلك قولك‏:‏ حيانٌ‏.‏          


ولا تدغم في قويت تقول قويانٌ لأنك تقلب اللام ياء‏.‏          


ومن قال عميةٌ فأسكن قال قويانٌ‏.‏          


وإنما خففوا في عميةٍ وكان ذلك أحسن لأنهم يقولون فخذٌ في فخذٍ‏.‏          


فإذا كانت مع الياء فهو أثقل‏.‏          


ولا تقلب الواو ياءً لأنك لا تلزم الإسكان وليس الأصل الإسكان‏.‏          


ومن قال ريةٌ في رؤيةٍ قلبها فقال قيانٌ‏.‏          


وتقول في فيعلانٍ من حييت وقويت وشويت‏:‏ حيانٌ وشيانٌ وقيانٌ لأنك تحذف ياءً هنا كما حذفتها في فيعلٍ وكما كنت حاذفها في أفيعلانٍ نحو التصغير في أشيويانٍ تقول أشيانٌ لو كانت اسماً‏.‏          


فهم يكرهون ههنا ما يكرهون في تصغير شاويةٍ وراوية في قولهم‏:‏ رأيت شويةً لأنها لم تعد أن كانت كألف النصب والهاء لأنهما يخرجان الياء في فاعلٍ ونحوه على الحركة في الأصل كما يخرجونه في فيعلانٍ لو جاءت في رميت‏.‏         


فأجر أويت مجرى شويت وغويت‏.‏          


وتقول في مفعلةٍ من رميت مرموةٌ لأنك تقول في الفعل رمو الرجل فيصير بمنزلة سرو الرجل ولغزو الرجل‏.‏ 


فإذا كانت قبلها ضمة وكانت بعدها فتحة لا تفارقها صارت كالواو في قمحدوةٍ وترقوةٍ فجعلتها في الاسم بمنزلتها في الفعل كما جعلت الواو ههنا بمنزلتها في سرو‏.‏          


وكذلك فعلوةٌ من رميت تقول فيها رميوةٌ‏.‏          


وتقول في فعلةٍ من رميت وغزوت إذا لم تكن مؤنثةً على فعلٍ‏:‏ رموةٌ وغزوةٌ‏.‏          


فإن بنيتها على فعلٍ قلت رميةٌ وغزيةٌ لأن مذكرهما رمٍ وغزٍ فهذا نظير عظاءة حيث كانت على عظاءٍ وعبايةٍ حيث لم تكن على عباءٍ‏.‏          


ألا تراهم قالوا خطواتٌ فلم يقلبوا الواو لأنهم لم يجمعوا فعلاً ولا فعلةً جاءت على فعلٍ‏.‏          


وإنما يدخل التثقيل في فعلاتٍ‏.‏          


ألا ترى أن الواحدة خطوةٌ‏!‏ فهذا بمنزلة فعلةً وليس لها مذكر‏.‏          


ومن قال خطواتٌ بالتثقيل فإن قياس ذلك في كليةٍ كلواتٌ ولكنهم لم يتكلموا إلا بكليات مخففةً فراراً من أن يصيروا إلى ما يستثقلون فألزموها التخفيف إذ كانوا يخففون في غير المعتل كما خففوا فعلاً من باب بونٍ ولكنه لابأس بأن تقول في مديةٍ مدياتٌ كما قلت في خطوةٍ خطواتٌ لأن الياء مع الكسرة كالواو مع الضمة ومن ثقل في مدياتٍ فإن قياسه أن يقول في جروةٍ جرياتٌ لأن قبلها كسرة وهي لام ولكنهم لا يتكلمون بذلك إلا مخففاً فراراً من الاستثقال والتغيير‏.‏          


فإذا كانت الياء مع الكسرة والواو مع الضمة فكأنك رفعت لسانك بحرفين من موضع واحد رفعةً لأن العمل من موضع واحد فإذا خالفت الحركة فكأنهما حرفان من موضعين متقاربين الأول منهما ساكن نحو وتدٍ‏.‏          


وفعللةٌ من رميت بمنزلة فعلوةٍ رميوةٌ وتفسيرها تفسيرها‏.‏          


وتقول في مثل ملكوتٍ من رميت‏:‏ رموتٌ ومن غزوت غزوتٌ تجعل هذا مثل فعلوا ويفعلون‏.‏          


كما جعلت فعلانٌ منزلة فعلاً لللاثنين وفعليلٌ بمنزلةٍ فعلىٍ‏.‏          


وذلك قولك رميا جاءوا بها على الأصل كراهية التباس الواحد بالاثنين‏.‏          


وقالوا‏:‏ رحوىٌّ ولم يحذفوا لأنهم لو حذفوا لالتبس ما العين فيه مكسورةٌ بما العين فيه مفتوحةٌ‏.‏          


وتقول في فوعلةٍ من غزوت‏:‏ غوزوةٌ وأفعلةٍ‏:‏ أغزوةٌ وفي فعل‏:‏ غزوٌّ‏.‏          


ولا يقال في فوعلٍ غوزىٌّ لأنك تقول في فوعلت‏:‏ غوزيت من قبل أنك لم تبن فوعلاً ولا أفعلةً على فوعلت وإنما بنيت هذا الاسم من غزوت من الأصل‏.‏          


ولو كان الأمر كذلك لم تقل في أفعولةٍ أدعوةٌ لأنك لو قلت أفعل وأفعلت لم تكن إلا ياءً ولدخل عليك أن تقول في مفعولٍ مغزىٌّ لأنك حركت ما لو لم يكن ما قبله الحرف الساكن ثم كان فعلاً لكان على بنات الياء ولو ثنيته أخرجته إلى الياء‏.‏          


فأنت لم تحرك الآخر بعد ما كان مفعلاً ولكنك إنما بنيته على مفعولٍ ولم تلحقه واو مفعولٍ بعد ما كان مفعلٌ‏.‏  


وكذلك فوعلةٌ لم تلحقها التثقيل بعد ما كانت فوعل ولكنه بني وهذا له لازمٌ كمفعولٍ‏.‏          


وتقول في فوعلةٍ من رميت‏:‏ روميةٌ وأفعلة‏:‏ أرميةٌ تكسر العين كما تكسرها في فعولٍ إذا قلت ثديٌّ‏.‏          


ومن قال عتىٌّ في عتوٍ قال في أفعلةٍ من غزوت‏:‏ أغزيةٌ‏.‏          


ولا تقول رومياةٌ كما قال في افعل ارميا لأن أصل هذا افعلل والتحريك له لازم‏.‏          


ألا ترى أنك تقول ارمييت وتقول احمررت فأصل الأول التحريك كما كان أصل الدال الأولى من رددت التحريك‏.‏


وأفعلة وفوعلةٌ إنما بنيتا على هذا وليس الأصل التحريك‏.‏          


ولو كان كذلك لقلت في فعلٍ رمياً لأن أصله الحركة‏.‏          


وحدثنا أبو الخطاب أنه سمعهم يقولون‏:‏ هبىٌّ وهبيةٌ للصبي والصبية‏.‏          


فلو كان الأصل متحركاً لقالوا هبياً وهبياةٌ‏.‏          


وتقول في فعلالةٍ من غزوت‏:‏ غزواوةٌ إذ لم تكن على فعلالٍ كما كانت صلاءةٌ على صلاءٍ‏.‏          


فإن كانت كذلك قلت غزواءةٌ ولا تقول‏:‏ غزوايةٌ لأنك تقول‏:‏ غزويت كما لم تقل في فوعلةٍ غوزيةٌ لأن التثقيلة حين جاءت كان الحرف المزيد بمنزلة واو مغزوٍ المزيدة وأدعوةٍ‏.‏          


ولو كنت إنما تأخذ الأسماء التي ذكرت لك من الأفعال التي تكون عليها لقلت‏:‏ غزوايةٌ وغوزيةٌ ولكنك إنا تجيء بهذه الأشياء التي ليست على الأفعال المزيدة على الأصل لا على الأفعال التي تكون فيها الزيادة‏.‏          


كما أن فيها الزيادة ولكنها على الأصل كما كان مغزوٌّ ونحوه على الأصل‏.‏          


وتقول في مثل كوألل من رميت‏:‏ رومياً ومن غزوت غوزواً‏.‏          


وتقولها من قويت‏:‏ قوواً ومن حييت حوياً ومن شويت‏:‏ وشياً وحدها شووياً ولكنك قلبت الواو إذ كانت ساكنة‏.‏


وتقول في فعولٍ من غزوت غزووٌّ لا تجعلها ياء والتي قبلها مفتوحة ألا تراهم لم يقولوا في فعلٍ غزيٌّ للفتحة كما قالوا عتيٌّ‏.‏          


ولو قالوا فعلٌ من صمت لم يقولوا صيمٌ كما قالوا صيمٌ‏.‏          


وكعثولٍ من قويت قيوٌّ وكان الأصل قيووٌّ ولكنك قلبت الواو ياء كما قلبتها في سيدٍ وهي من شويت شيىٌّ والأصل شيوىٌّ ولكن قلبت الواو‏.‏          


وتقول في مثل خلفنةٍ من رميت وغزوت‏:‏ رمينةٌ وغزونةٌ لا تغير لأن أصلها السكون فصارتا بمنزلة غزون ورمين‏.‏          


وتقول في مثل صمحمحٍ من رميت‏:‏ رميماً‏.‏          


وفي مثل حلبلابٍ من غزوت ورميت رميماءٌ وغزيزاءٌ كسرت الزاي والواو ساكنة فقلبتها ياء‏.‏          


وتقول في فوعلةٍ من أعطيت‏:‏ عوطوةٌ على الأصل لأنها من عطوت فأجر أولً وعيت على أول وعدت وآخره على آخر رميت وأول وجيت على أول وجلت وآخره على آخر خشيت في جميع الأشياء‏.‏          


ووأيت بمنزلة وعيت كما أن أويت كغويت وشويت‏.‏          


وتقول في فعليةٍ من غزوت‏:‏ غزويةٌ ومن رميت‏:‏ رمييةٌ تخفى وتحقق وتجري ذلك مجرى فعليةٍ من غير المعتل ولا تجعلها وإن كانت على غير تذكير كأحييةٍ ولكن كقعددٍ‏.‏          


وتقول في فعلٍ من غزوت‏:‏ غزٍ ألزمتها البدل إذ كانت تبدل وقبلها الضمة فهي ههنا بمنزلة محنيةٍ‏.‏          


وتقول في فعلوةٍ من غزوت‏:‏ غزويةٍ ولا تقول‏:‏ غزووةٌ لأنك إذا قلت‏:‏ عرقوةٌ فإنما تجعلها كالواو في سرو ولغزو‏.‏          


فإذا كانت قبلها واو مضمومة لم تثبت كما لا يكون فعلت مضاعفاً من الواو في الفعل نحو قووت‏.‏          


وأما غزوٌّ فلما انفتحت الزاي صارت الواو الأولى بمنزلة غير المعتل وصارت الزاي مفتوحة فلم يغيروا ما بعدها لأنها مفتوحة كما أنه لا يكون في فعلٍ تغييرٌ البتة لا يغير مثل الواو المشددة‏.‏          


فلما لم يكن قبل الواو المشددة ما كانت تعتل به من الضمة صارت بمنزلة واو قوٍ‏.‏          


وأما فعلول فلما اجتمعت فيه ثلاث واوات مع الضم صارت بمنزلة محنيةٌ إذ كانوا يغيرون الثنتين كما ألزموا محنيةً البدل إذ كانوا يغيرون الأقوى‏.‏          


وتقول في مثل فيعلى من غزوت غيزوى لأنك لم تلحق الألف فيعلاًن ولكنك بنيت الاسم على هذا‏.‏          


ألا تراهم قالوا مذروان إذ كانوا لا يقيدون الواحد فهو في فيعلى أجدر أن يكون لأن هذا يجيء كأنه لحق شيئاً قد تكلم به بغير علامة التثنية كما أن الهاء تلحق بعد بناء الاسم ولا يبنى لها‏.‏          


وقد بينا ذلك فيما مضى‏.‏
 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 51501
العمر : 72

المجلد العاشر.. والأخير - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلد العاشر.. والأخير   المجلد العاشر.. والأخير - صفحة 2 Emptyالسبت 13 أكتوبر 2018, 5:48 am

باب تكسير بعض ما ذكرنا على بناء الجمع

المجلد العاشر.. والأخير - صفحة 2 1910

الذي هو على مثال مفاعل ومفاعيل فإذا جمعت فعلٌّ نح رمىٍ وهبىٍ قلت‏:‏ هباى ورماى لأنها بمنزلة غير المعتل نحو معدٍ وجبنٍ‏.‏          


ولا تغير الألف في الجمع الذي يليها لأن بعدها حرفاً لازماً‏.‏          


ويجري الآخر على الأصل لأن ما قبلها ساكن وليس بألف‏.‏          


وكذلك غزاو‏.‏          


وأما فعللٌ من رميت فرمياً ومن غزوت غزوىً والجمع غزاوٍ ورماىٍ لا يهمز لأن الذي يلي الألف ليس بحرف الإعراب واعتلت الآخرة لأن ما قبلها مكسور‏.‏          


وأما فعاليل من رميت فرمائى والأصل رمايى ولكنك همزت كما همزوا في رايةٍ وآيةٍ حين قالوا رائى وآئى فأجريته مجرى هذا حيث كثرت الياءات بعد الألف كما أجريت فعليلةٍ مجرى فعليةٍ‏.‏          


ومن قال راوىٌّ فجعلها واواً قال‏:‏ رماوى‏.‏          


ومن قال‏:‏ أميىٌّ وقال آيىٌّ قال‏:‏ رمايىٌّ فلم يغير‏.‏          


وكذلك فعاليل من حييت ومفاعيل‏.‏          


وقد كرهوا الياءين وليستا تليان الألف حتى حذفوا إحداهما فقالوا أثافٍ ومعطاءٌ ومعاطٍ‏.‏          


فهم لهذا أكره وأشد استثقالاً إذ كن ثلاثاً بعد ألف قد تكره بعدها الياءات‏.‏          


ولو قال إنسان أحذف في جميع هذا إذ كانوا يحذفون في نحو أثافٍ وأواقٍ ومعطاءٍ ومعاطٍ حيث كرهوا الياءين - قال قولاً قوياً إلا أنه يلزم الحذف هذا لأنه أثقل للياءات بعد الألف ومن قال‏:‏ أغير لأنهم قد يستثقلون فيغيرون ولا يحذفون فهو قويٌ‏.‏          


وذلك‏:‏ راوىٌّ في رايةٍ لم يحذفوها فتجريه عليها كما أجروا فعليلةً مجرى فعليةٍ‏.‏          


وما يغير للاستثقال ولم يحذف أكثر من أن يحصى‏.‏          


فمن ذلك في الجمع‏:‏ معايا ومدارى ومكاكى‏.‏          


وفي غير ذلك‏:‏ جاءٍ وأدؤرٌ‏.‏          


وهذا النحو أكثر من أن يحصى‏.‏          


وأما فعاليل من غزوت فعلى الأصل لا يهمز ولا يحذف وذلك قولك‏:‏ غزاوى لأن الواو بمنزلة الحاء في أضاحي ولم يكونوا ليغيروها وهم قد يدعون الهمزة إليها في مثل غزاوى‏.‏          


فالياءات قد يكرهن إذا ضوعفن واجتمعن كما يكره التضعيف من غير المعتل نحو تظنيت فذلك أدخلت الواو عليها وإن كانت أخف منها‏.‏          


ولم تعر الواو من أن تدخل على الياء إذ كانت أختها كما دخلت الياء عليها‏.‏          


ألا تراهم قالوا موقنٌ وعوططٌ‏.‏          


وقالوا في أشد من هذا‏:‏ جباوةٌ وهي من جبيت وأتوة وأدخلوها عليها لكثرة دخول الياء على الواو فلم يريدون أن يعروها من أن تدخل عليها‏.‏          


ولها أيضاً خاصةٌ ليست للياء كما أن للياء خاصةً ليست لها‏.‏          


وقد بينا ذلك فيما مضى‏.‏
 


المجلد العاشر.. والأخير - صفحة 2 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 51501
العمر : 72

المجلد العاشر.. والأخير - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلد العاشر.. والأخير   المجلد العاشر.. والأخير - صفحة 2 Emptyالسبت 13 أكتوبر 2018, 6:56 am

باب التضعيف

المجلد العاشر.. والأخير - صفحة 2 1910

اعلم أن التضعيف يثقل على ألسنتهم


وأن اختلاف الحروف أخف عليهم من أن يكون من موضع واحد‏.‏


ألا ترى أنهم لم يجيئوا بشيءٍ من الثلاثة على مثال الخمسة نحو ضرببٍن ولم يجىء فعللٌ ولا فعللٌ إلا قليلاً ولم يبنوهن على فعالل كراهية التضعيف وذلك لأنه يثقل عليهم أن يستعملوا ألسنتهم من موضع واحد ثم يعودوا له فلما صار ذلك تعباً عليهم أن يداركوا في موضع واحد ولا تكون مهلةٌ كرهوه وأدغموا لتكون رفعةً واحدة وكان أخف على ألسنتهم مما ذكرت لك‏.‏          


أما ما كانت عينه ولامه من موضعٍ واحد فإذا تحركت اللام منه وهو فعلٌ ألزموه الإدغام وأسكنوا العين‏.‏      


فهذا متلئبٌّ في لغة تميم وأهل الحجاز‏.‏          


فإن أسكنت اللام فإن أهل الحجاز يجرونه على الأصل لأنه لا يسكن حرفان‏.‏          


وأما بنو تميم فيسكنون الأول ويحركون الآخر ليرفعوا ألسنتهم رفعةً واحدة وصار تحريك الآخر على الأصل لئلا يسكن حرفان بمنزلة إخراج الآخرين على الأصل لئلا يسكنا وقد بينا اختلاف لغات أهل الحجاز وبني تميم في ذلك واتفاقهم واختلاف بني تميم في تحريك الآخر ومن قال بقولهم فيما مضى في الأفعال ببيانه‏.‏          


وإنما أكتب لك ههنا ما لم أذكره فيما مضى ببيانه‏.‏          


فإن قيل‏:‏ ما بالهم قالوا في فعل ردد فأجروه على الأصل فلأنهم لو أسكنوا صاروا إلى مثل ذلك إذ قالوا ردد فلما كان يلزمهم ذلك التضعيف كان الترك على الأصل أولى ومع هذا أن العين الأولى تكون أبداً ساكنة في الاسم والفعل فكرهوا تحريكها‏.‏          


وليست بمنزلة أفعل واستفعل ونحو ذلك لأن الفاء تحرك وبعدها العين ولا تحرك العين وبعدها العين أبداً‏.‏    


واعلم أن كل شيء من الأسماء جاوز ثلاثة أحرف فإنه يجري مجرى الفعل الذي يكون على أربعة أحرف إن كان يكون ذلك اللفظ فعلاً أو كان على مثال الفعل ولا يكون فعلاً أو كان على غير واحدٍ من هذين لأن فيه من الاستثقال مثل ما في الفعل‏.‏          


فإن كان الذي قبل ما سكن ساكناً حركته وألقيت عليه حركة المسكن‏.‏          


وذلك قولك‏:‏ مستردٌّ ومستعدٌّ وممدٌّ وممدٌّ ومستعدٌّ وإنما الأصل مستعددٌ وممددٌ ومستعددٌ‏.‏          


وكذلك مدقٌّ والأصل مدققٌ ومردٌّ وأصله مرددٌ‏.‏          


وإن كان الذي قبل المسكن متحركاً تركته على حركته‏.‏          


وذلك قولك مرتدٌّ وأصله مرتددٌ كانت حركته أولى فتركته على حركته إذ لم تضطر إلى تحريكه‏.‏          


وإن كانت قبل المسكنة ألفٌ لم تغير الألف واحتملت ذلك الألف لأنها حرف مدٍّ وذلك قولك‏:‏ رادوا ومادوا والجادة فصارت بمنزلة متحرك‏.‏          


وأما ما يكون أفعل فنحو ألد وأشد وإنما الأصل ألدد وأشدد ولكنهم ألقوا عليها حركة المسكن وأجريت هذه الأسماء مجرى الأفعال في تحريك الساكن وإلزام الإدغام وترك المتحرك الذي قبل المدغم وترك الألف التي قبل المدغم‏.‏          


ولا تجري ما بعد الألف مجرى ما بعد الألف في يضربانني إذا ثنيت لأن هذه النون الأولى قد تفارقها الآخرة وهذه الدال الأولى التي في رادٍ لا تفارقها الآخرة فما يستثقلون لازمٌ للحرف‏.‏          


ولا يكون اعتلالٌ إذا فصل بين الحرفين وذلك نحو الإمداد والمقداد وأشباههما‏.‏          


فأما ما جاء على ثلاثة أحرف لا يزادة فيه فإن كان يكون فعلاً فهو بمنزلته وهو فعلٌ وذلك قولك في فعلٍ صبٌّ زعم الخليل أنها فعلٌ لأنك تقول صببت صبابةً كما تقول‏:‏ قنعت قناعةً وقنعٌ‏.‏          


ومثله رجلٌ طبٌّ وطبيبٌ كما تقول قرحٌ وقريح ومذلٌ ومذيلٌ‏.‏          


ويدلك على أن فعلاً مدغم أنك لم تجد في الكلام مثل طببٍ على أصله‏.‏          


وكذلك رجل خافٌ‏.‏          


وكذلك فعلٌ أجري هذا مجرى الثلاثة من باب قلت على الفعل حيث قالوا في فعل وفعل قال وخاف ولم يفرقوا بين هذا والفعل كما فرقوا بينهما في أفعل لأنهما على الأصل فجعلوا أمرهما واحداً حيث لم يجاوزوا الأصل‏.‏ 


فكما لم يحدث عددٌ غير ذلك كذلك لم يحدث خلافٌ‏.‏          


ألا ترى أنهم أجروا فعلاً اسماً من التضعيف على الأصل وألزموه ذلك إذ كانوا يجرونه على الأصل فيما لا يصح فعله في فعلت من بنات الواو ولا في موضع جزمٍ كما لا يصح المضاعف‏.‏          


وذلك نحو‏:‏ الخونة والحوكة والقود‏.‏          


وذلك نحو شررٍ ومددٍ‏.‏          


ولم يفعلوا ذلك في فعلٍ لأنه لا يخرج على الأصل في باب قلت لأن الضمة في المعتل أثقل عليهم‏.‏          


ألا ترى أنك لا تكاد تجد فعلاً في التضعيف ولا فعلاً لأنها ليست تكثر كثرة فعلٍ في باب قلت ولأن الكسرة أثقل من الفتحة فكرهوها في المعتل‏.‏          


ألا تراهم يقولون فخذٌ ساكنةً وعضدٌ ولا يقولون جملٌ‏.‏          


فهم لها في التضعيف أكره‏.‏          


وقد قال قوم في فعلٍ فأجروه على الأصل إذ كان قد يصح في باب قلت وكانت الكسرة نحو الألف‏.‏          


وذلك قولهم‏:‏ رجلٌ ضففٌ وقومٌ ضففو الحال‏.‏          


فأما الوجه فرجلٌ ضفٌّ وقومٌ ضفو الحال‏.‏          


وأما ما كان على ثلاثة أحرف وليس يكون فعلاً فعلى الأصل كما يكون ذلك في باب قلت ليفرق بينهما كما فرق بين أفعل اسماً وفعلاً من باب قلت‏.‏          


فمن ذلك قولك في فعلٍ‏:‏ دررٌ وقددٌ وكللٌ وشددٌ‏.‏          


وفي فعلٍ‏:‏ سررٌ وخززٌ وقذذ السهم وسددٌ وظللٌ وقللٌ‏.‏          


وفي فعلٍ‏:‏ سررٌ وحضضٌ ومددٌ وبللةٌ وشددٌ وسننٌ‏.‏          


وقد قالوا عميمةٌ وعمٌّ فألزموها التخفيف إذ كانوا يخففون غير المعتل كما قالوا بونٌ في جمع ومن ذلك ثنىٌ فألزموها التخفيف‏.‏          


ومن قال في صيد صيدٌ قال في سررٍ سرٌّ فخفف‏.‏          


ولا يستنكر في عميمةٍ عممٌ‏.‏          


فأما الثنى ونحوه فالتخفيف لم يستعملوا في كلامهم الياء والواو لامات في باب فعلٍ واحتمل هذا في الثلاثة أيضاً لخفتها وأنها أقل الأصول عدداً‏.‏
 


المجلد العاشر.. والأخير - صفحة 2 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 51501
العمر : 72

المجلد العاشر.. والأخير - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلد العاشر.. والأخير   المجلد العاشر.. والأخير - صفحة 2 Emptyالسبت 13 أكتوبر 2018, 6:57 am

باب ما شذ من المضاعف

المجلد العاشر.. والأخير - صفحة 2 1910

فشبه بباب أقمت وليس بمتلئبٍ وذلك قولهم‏:‏ أحست يريدون أحسست وأحسن يريدون أحسسن‏.‏          


وكذلك تفعل به في كل بناء تبنى اللام من الفعل فيه على السكون ولا تصل إليها الحركة ولا تصل إليها الحركة شبهوها بأقمت لأنهم أسكنوا الأولى فلم تكن لتثبت والآخرة ساكنةٌ‏.‏          


فإذا قلت لم أحس لم تحذف لأن اللام في موضع قد تدخله الحركة ولم يبن على سكون لا تناله الحركة فهم لا يكرهون تحريكها‏.‏          


ألا ترى أن الذين يقولون لا ترد يقولون رددت كراهيةً للتحريك في فعلت فلما صار في موضعٍ قد يحركون فيه اللام من رددت أثبتوا الأولى لأنه قد صار بمنزلة تحريك الإعراب إذا أدرك نحو يقول ويبيع‏.‏          


ومثل ذلك قولهم‏:‏ ظلت ومست حذفوا وألقوا الحركة على الفاء كما قالوا خفت‏.‏          


وليس هذا النحو إلا شاذاً‏.‏          


والأصل في هذا عربيٌّ كثير‏.‏          


وذلك قولك‏:‏ أحسست ومسست وظللت‏.‏          


وأما الذين قالوا‏:‏ ظلت ومست فشبهوها بلست فأجروها في فعلت مجراها في فعل وكرهوا تحريك اللام فحذفوا‏.‏


ولم يقولوا في فعلت لست البتة لأنه لم يتمكن تمكن الفعل‏.‏          


فكما خالف الأفعال المعتلة وغير المعتلة في فعل كذلك يخالفها في فعلت‏.‏          


ولا نعلم شيئاً من المضاعف شذ عما وصفت لك إلا هذه الأحرف وقالوا‏:‏ ‏"‏ وإذا الأرض مدت ‏"‏ ‏"‏ وحقت ‏"‏‏.‏


واعلم أن لغةً للعرب مطردةً يجري فيها فعل من رددت مجرى فعل من قلت وذلك قولهم‏:‏ قد رد وهد ورحبت بلادك وظلت لما أسكنوا العين ألقوا حركتها على الفاء كما فعل ذلك في جئت وبعت‏.‏          


ولم يفعلوا ذلك في فعل نحو عض وصب كراهية الالتباس كما كره الالتباس في فعل وفعل من باب بعت‏.‏      


وقد قال قوم‏:‏ قد رد فأمالوا الفاء ليعلموا أن بعد الراء كسرة قد ذهبت كما قالوا للمرأة أغزى فأشموا الزاي ليعلموا أن هذه الزاي أصلها الضم‏.‏          


وكذلك لم تدعى‏.‏          


ولم يضموا فتقلب الياء واواً فيلتبس بجمع القوم‏.‏          


ولم تكن لتضم والياء بعدها لكراهية الضمة وبعدها الياء إذ قدروا على أن يشموا الضم‏.‏          


فالياء تقلب الضمة كسرةً كما تقلب الواو واعلم أن رد هو الأجود الأكثر لا يغير الإدغام المتحرك كما لا يغيره في فعل وفعل ونحوهما‏.‏          


وقيل وبيع وخيف أقيس وأكثر وأعرف لأنك لا تفعل بالفاء ما تفعل بها في فعلت وفعلت‏.‏          


وأما تغزين ونحوها فالإشمام لازمٌ لها ولنحوها لأنه ليس في كلامهم أن تقلب الواو في يفعل ياءً في تفعل وأخواتها‏.‏          


وإنما صيرت فيها الكسرة للياء وليس يلزمها ذلك في كلامهم كما لزم رد وقيل فكرهوا ترك الإشمام مع الضمة والواو إذ ذهبا وهما يثبتان في الكلام فكرهوا هذا الإجحاف‏.‏          


وأصل كلامهم تغيير فعل من رددت وقلت‏.‏
 


المجلد العاشر.. والأخير - صفحة 2 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 51501
العمر : 72

المجلد العاشر.. والأخير - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلد العاشر.. والأخير   المجلد العاشر.. والأخير - صفحة 2 Emptyالسبت 13 أكتوبر 2018, 6:58 am

باب ما شذ فأبدل مكان اللام والياء

المجلد العاشر.. والأخير - صفحة 2 1910

لكراهية التضعيف وليس بمطرد وذلك قولك‏:‏ تسريت وتظنيت وتقصيت من القصة وأمليت كما أن التاء في أسنتوا مبدلة من الياء أرادوا حرفاً أخف عليهم منها وأجلد كما فعلوا ذلك في أتلج وبدلها شاذ هنا بمنزلتها في ستٍّ‏.‏          


وكل هذا التضعيف فيه عربيٌّ كثير جيد‏.‏          


وأما كل وكلا فكل واحدةٍ من لفظ‏.‏          


ألا تراه يقول رأيت كلا أخويك فيكون مثل معي ولا يكون فيه تضعيف‏.‏          


المجلد العاشر.. والأخير - صفحة 2 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 51501
العمر : 72

المجلد العاشر.. والأخير - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلد العاشر.. والأخير   المجلد العاشر.. والأخير - صفحة 2 Emptyالسبت 13 أكتوبر 2018, 6:59 am

هذا باب تضعيف اللام في غير ما عينه ولامه من موضع واحد

المجلد العاشر.. والأخير - صفحة 2 1910

فإذا ضاعفت اللام وأردت بناء الأربعة لم تسكن الأولى فتدغم وذلك قولك‏:‏ قرددٌ لأنك أردت أن تلحقه بجعفرٍ وسلهبٍ وليس بمنزلة بناء معدٍ لأن معداً بني على السكون وليس أصله الحركة‏.‏          


وليس هذا بمنزلة مردٍ ولو كان هذا بمنزلة مردٍ لما جاز قرددٌ في الكلام لأن ما يدغم وأصله الحركة لا يخرج على أصله فإنما كل واحدٍ منهما بناءٌ على حدة وإنما معدٌّ بمنزلة خدبٍ تقول فعللٌ لأنه ليس في الكلام فعللٌ يعني فيما اللام فيه مضاعفة نحو قرددٍ‏.‏          


وكذلك معدٌّ ليس من فعللٍ في شيء‏.‏          


وقالوا‏:‏ قعددٌ وسرددٌ أرادوا أن يلحقوا هذا البناء بالتضعيف بجعشمٍ‏.‏          


ومنزلة جبنٍ منها منزلة فعلٍ من فعللٍ‏.‏          


وقالوا‏:‏ رمددٌ ألحقوه بالتضعيف بزهلقٍ‏.‏          


وطمر منه بمنزلة فعلٍ من فعللٍ‏.‏          


وقالوا قعددٌ فألحقوه بندندبٍ وعنصلٍ بالتضعيف كما ألحقوا ما ذكرت لك ببنات الأربعة‏.‏          


ودرجةٌ منه بمنزلة فعلٍ من فعللٍ‏.‏          


ولا تلحق هذه النون فعلاً لأنها إنما تلحق ما تلحقه ببنات الخمسة‏.‏          


وإذا ضاعفت اللام وكان فعلاً ملحقاً ببنات الأربعة لم تدغم لأنك إنما أردت أن تضاعف لتلحقه بما زدت بدحرجت وجحدلت‏.‏         


وذلك قولك‏:‏ جلببته فهو مجلببٌ وتجلبب ويتجلبب أجريته مجرى تدحرج ويتدحرج في الزنة كما أجريت فعللت على زنة دحرجت‏.‏          


وأما اقعنسس فأجروه على مثال احرنجم‏.‏          


فكل زيادة دخلت على ما يكون ملحقاً ببنات الأربعة بالتضعيف فإن تلك الزيادة إن كانت تلحق ببنات لأربعة فإن هذا ملحق بتلك الزمة من بنات الأربعة كما كان ملحقاً بها وليس زيادةٌ سوى ما ألحقها بالأربعة‏.‏          


وأما احمررت واشهاببت فليس لهما نظيرٌ في باب الأربعة‏.‏          


ألا ترى أنه ليس في الكلام احرجمت ولا احراجمت فيكون ملحقاً بهذه الزيادة فلما كانتا كذلك أجريتا مجرى ما لم يلحق بناءً ببناء غيره مما عينه ولامه من موضع واحد لأنه تضعيفٌ وفيه من الاستثقال مثل ما في ذلك ولم يكن له نظيرٌ في الأربعة على ما ذكرت لك فيحتمل التضعيف ليسلموا زنة ما ألحقوه به‏.‏          


فإن قلت‏:‏ فهلا قالوا استعدد على زنة استخرج فإن هذه الزيادة لم تلحق بناءً يكون ملحقاً ببناء وإنما لحقت شيئاً يعتل وهو على أصله كما أن أخرجت على الأصل ولو كان بخرج من شيء إلى شيء لفعل ذلك به ولما أدغموا في أعددت كما لم يدغموا في جلبيت‏.‏          


وأما سبهللٌ وقفعددٌ فملحقٌ بالتضعيف بهمرجلٍ كما ألحقوا قردداً بجعفرٍ‏.‏          


وإذا ضوعف آخر بنات الأربعة في الفعل صار على مثال افعللت وأجري في الإدغام مجرى احمررت‏.‏          


وكذلك اطمأننت واطمأن واقشعررت واقشعر لأنه ليس في بنات الخمسة مثل اسفرجل ولا فعلٌ البتة فيكون هذا ملحقاً بتلك الزنة كما كان اقعنسس ملحقاً باحرنجم وتجلبب ملحقاً بتدحرج‏.‏          


فكما لم يكن لأحمر واشهاب نظير في الأربعة فأدغم كذلك أدغم هذا إذ لم يكن له نظير في الخمسة‏.‏
 


المجلد العاشر.. والأخير - صفحة 2 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 51501
العمر : 72

المجلد العاشر.. والأخير - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلد العاشر.. والأخير   المجلد العاشر.. والأخير - صفحة 2 Emptyالسبت 13 أكتوبر 2018, 7:00 am

باب ما قيس من المضاعف

المجلد العاشر.. والأخير - صفحة 2 1910

الذي عينه ولامه من موضع واحد ولم يجىء في الكلام إلا نظيره من غيره تقول في فعلٍ من رددت رددٌ كما أخرجت فعلاً على الأصل لأنه لا يكون فعلاً‏.‏          


وتقول في فعلانٍ‏:‏ رددانٌ وفعلانٍ‏:‏ رددانٌ يجري المصدر في هذا مجراه لو لم تكن بعده زيادة‏.‏          


ألا تراهم قالوا‏:‏ خششاء‏.‏          


وتقول في فعلانٍ‏:‏ ردانٌ وقعلانٍ‏:‏ ردانٌ أجريتهما على مجراهما وهما على ثلاثة أحرف ليس بعدها شيء كما فعلت ذلك بفعلٍ وفعلٍ‏.‏          


وتقول في فعلولٍ من رددت‏:‏ رددودٌ وفعليلٍ‏:‏ ردديدٌ كما فعلت ذلك بفعلانٍ‏.‏          


وأما فعلانٌ من قلت فقولانٌ كما فعلت ذلك‏:‏ بفعلانٍ‏.‏          


لأنها من غزوت لا تسكن‏.‏          


ولكنك إن شئت همزة فيمن همز فعولاً من قلت وأدؤراً‏.‏          


وكذلك فعلانٌ تقول‏:‏ قولانٌ ولا تجعل ذلك بمنزلة المضاعف ولكنك تجريه مجرى فعلانٍ من بابه يعني جولانٌ ونفيانٌ لأنه يوافقه وهو على ثلاثة أحرف ثم يصير على الأصل بالزيادة فكذلك هذا‏.‏          


وإنما جعلوا هذا يتحرك مع تحرك واو غزوت‏.‏          


وتقول في افعللت من رددت‏:‏ اردددت وتجرى الدالين الآخرين مجرى راء احمررت وتكون الأولى بمنزلة الميم‏.‏


والمصدر اردداداً‏.‏          


ومن قال في الاقتتال قتالاً فأدغم أدغم هذا فقال‏:‏ الرداد‏.‏          


وتقول في افعللت ارداددت وتجريه مجرى اشهاببت وتكون الأولى بمنزلة الهاء‏.‏          


وتقول في مثل عثوثلٍ‏:‏ ردوددٌ لأنه ملحق بسفرجلٍ‏.‏          


فإذا قلت افعوعلت وافعوعل كما قلت اغدودن قلت اردود يردود مثل يسبطر واردوددت تجريه في الإدغام مجرى احمررت لأنه لا نظير له في الأربعة نحو احروجمت واحروجم‏.‏          


وتقول في مثل قرددٍ‏:‏ رددٌ لأن الأولى ساكنة كعين جعفرٍ وبعدها متحركة فمن ثم شددت والأخريان بمنزلة دالى قرددٍ‏.‏          


ومثال دخللٍ‏:‏ رددٌ‏.‏          


ومثل رمددٌ رددٌ‏.‏          


وفي مثل صمحمح‏:‏ ردددٌ لأنه مثل سفرجلٍ ولم تحرك الثانية لأنها بمنزلة حاء صمحمحٍ‏.‏          


وتقول مثل جلعلع‏:‏ ردددٌ ولم تدغم في الآخرة كما لم تفعل ذلك في ردد فتركوا الحرف على أصله لأنهم يرجعون إلى مثل ما يفرون منه فيدعون الحرف على الأصل‏.‏          


وتقول في مثل خلفنةٍ‏:‏ رددنةٌ لا تدغم لأن الحرف ليس مما يصل إليه التحريك فإنما هو بمنزلة رددت‏.‏          


وتقول في فوعلٍ من رددت‏:‏ روددٌ اسماً‏.‏          


وإن كان فعلاً قلت‏:‏ روددت ورودد يرودد‏.‏          


وكذلك فيعلٌ اسماً‏:‏ ريددٌ‏.‏          


وإن كان فعلاً قلت ريدد لأنه ملحق بالأربعة فأردت أن تسلم تلك الزنة كما سلمتها في جلبب‏.‏          


فكما لم تغير الزنة حين ألحقت بالتضعيف كذلك لا تغيرها إذا ألحقت بالواو والياء‏.‏          


وإنما دعاهم إلى التسليم أن يفرقوا بين ما هو ملحقٌ بأبنية الأربعة وما لم يلحق بها وما ألحق بالخمسة وما لم يلحق بها‏.‏          


ويقوي رودداً ونحوه قولهم‏:‏ ألنددٌ لأنها ملحقة بالخمسة كعقنقلٍ وعثوثلٍ‏.‏          


والدليل على ذلك أن هذه النون لا تلحق ثالثةً بناء ببناءٍ والعدة على خمسة أحرف إلا والحرف على مثال سفرجلٍ‏.‏          


ولا تكاد تلحق وليست آخراً بعد ألف إلا وهي تخرج بناءً إلى بناء‏.‏          


فإن قلت‏:‏ أقول جلب ورود لأن إحدى اللامين زائدة فإنهم قد يدغمون وإحداهما زائدة كما يدغمون وهما من نفس الحرف‏.‏          


وذلك نحو احمر واطمأن‏.‏          


وكرهوا في عفنج مثل ما كرهوا في ألندٍ‏.‏          


فإن قلت‏:‏ إنما ألحقتها بالواو فإن التضعيف لا يمنع أن يكون على زنة جعفرٍ وكعسبٍ كما لم يمنع ذلك في جلبب إذ كانت اللامان قد تكرهان كما يكره التضعيف وليس فيه زيادة إذا لم يكن على مثال ذكرت لك‏.‏          


فكما كان يوافقه وأحد حرفيه زائد كذلك يوافق في هذا ما أحد حرفيه على الزيادة‏.‏          


ويقوي هذا ألنددٌ لأن الدالين من نفس الحرف إحداهما موضع العين والأخرى موضع اللام‏.‏          


وأما فعولٌ فردودٌ وليس فيه اعتلال ولا تشديد لأنك قد فصلت بينهما‏.‏
 


المجلد العاشر.. والأخير - صفحة 2 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 51501
العمر : 72

المجلد العاشر.. والأخير - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلد العاشر.. والأخير   المجلد العاشر.. والأخير - صفحة 2 Emptyالسبت 13 أكتوبر 2018, 7:02 am

باب ما شذ من المعتل على الأصل

المجلد العاشر.. والأخير - صفحة 2 1910

قد علمت ذاك بنات ألببه وحيوة وتهلل ويومٌ أيوم للشديد‏.‏          


فأبنية كلام العرب صحيحه ومعتله وما قيس من معتله ولم يجىء إلا نظيره في غيره على ما ذكرت لك‏.‏         


واعلم أن الشيء قد يقل في كلامهم وقد يتكلمون بمثله من المعتل كراهية أن يكثر في كلامهم ما يستثقلون‏.‏    


فمما قل فعللٌ وفعللٌ‏.‏          


وهم يقولون‏:‏ ردد يردد الرجل‏.‏          


وقد يطرحونه وذلك نحو فعاللٍ كراهية كثرة ما يستثقلون‏.‏          


وقد يقل ما هو أخف مما يستعملون كراهية ذلك أيضاً‏.‏          


وذلك نحو‏:‏ سلس وقلق ولم يكثر كثرة رددت في الثلاثة كراهية كثرة التضعيف في كلامهم‏.‏          


فكأن هذه الأشياء تعاقب‏.‏          


وقد يطرحون الشيء وغيره أثقل منه في كلامهم كراهية ذلك‏.‏          


وهو وعوت وحيوت‏.‏          


وتقول حييت وحيى قبل فتضاعف‏.‏          


وتقول‏:‏ احووى فهذا أثقل‏.‏          


وإن كانوا يكرهون المعتلين بينهما حرف والمعتلين وإن اختلفا‏.‏          


ومما قل مما ذكرت لك‏:‏ ددنٌ ويديت‏.‏          


وقد يدعون البناء من الشيء قد يتكلمون بمثله لما ذكرت لك وذلك نحو رشاءٍ لا يكسر على فعلٍ‏.‏          


ومن ثم تركوا من المعتل ما جاء نظيره في غيره‏.‏          


وقد يجيء الاسم على ما قد اطرح من الفعل وقد بينا ذلك وما يجيء من المعتل على غير أصله وما يجيء على أصله بعلله‏.‏          


فهذه حال كلام العرب في الصحيح والمعتل‏.‏


المجلد العاشر.. والأخير - صفحة 2 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 51501
العمر : 72

المجلد العاشر.. والأخير - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلد العاشر.. والأخير   المجلد العاشر.. والأخير - صفحة 2 Emptyالسبت 13 أكتوبر 2018, 7:03 am

هذا باب الإدغام
المجلد العاشر.. والأخير - صفحة 2 1910
هذا باب عدد الحروف العربية ومخارجها ومهموسها ومجهورها وأحوال مجهورها ومهموسها واختلافها‏.‏


فأصل حروف العربية تسعة وعشرون حرفاً‏:‏ الهمزة والألف والهاء والعين والحاء والغين والخاء والكاف والقاف والضاد والجيم والشين والياء واللام والراء والنون والطاء والدال والتاء والصاد والزاي والسين والطاء والذال والثاء والفاء والباء والميم والواو‏.‏          


وتكون خمسةً وثلاثين حرفاً بحروف هن فروعٌ وأصلها من التسعة والعشرين وهي كثيرةٌ يؤخذ بها وتستحسن في قراءة القرآن والأشعار وهي‏:‏ النون الخفيفة والهمزة التي بين بين والألف التي تمال إمالة شديدة والشين التي كالجيم والصاد التي تكون كالزاي وألف التفخيم يعنى بلغة أهل الحجاز في قولهم‏:‏ الصلاة والزكاة والحياة‏.‏


وتكون اثنين وأربعين حرفاً بحروف غير مستحسنةٍ ولا كثيرةٍ في لغة من ترتضى عربيته ولا تستحسن في قراءة القرآن ولا في الشعر وهي‏:‏ الكاف التي بين الجيم والكاف والجيم التي كالكاف والجيم التي كالشين والضاد الضعيفة والصاد التي كالسين والطاء التي كالتاء والظاء التي كالثاء والباء التي كالفاء‏.‏          


وهذه الحروف التي تمتتها اثنين وأربعين جيدها ورديئها أصلها التسعة والعشرون لا تتبين إلا بالمشافهة إلا أن الضاد الضعيفة تتكلف من الجانب الأيمن وإن شئت تكلفتها من الجانب الأيسر وهو أخف لأنها من حافة اللسان مطبقةٌ لأنك جمعت في الضاد تكلف الإطباق مع إزالته عن موضعه‏.‏          


وإنما جاز هذا فيها لأنك تحولها من اليسار إلى الموضع الذي في اليمين‏.‏          


وهي أخف لأنها من حافة اللسان وأنها تخالط مخرج غيرها بعد خروجها فتستطيل حين تخالط حروف اللسان فسهل تحويلها إلى الأيسر لأنها تصير في حافة اللسان في الأيسر إلى مثل ما كانت في الأيمن ثم تنسل من الأيسر حتى تتصل بحروف اللسان كما كانت كذلك في الأيمن‏.‏          


ولحروف العربية ستة عشر مخرجاً‏.‏          


فللحلق منها ثلاثةٌ‏.‏          


فأقصاها مخرجاً‏:‏ الهمزة والهاء والألف‏.‏          


ومن أوسط الحلق مخرج العين والحاء‏.‏          


وأدناها مخرجاً من الفم‏:‏ الغين والخاء‏.‏          


ومن أقصى اللسان وما فوقه من الحنك الأعلى مخرج القاف‏.‏          


ومن أسفل من موضع القاف من اللسان قليلاً ومما يليه من الحنك الأعلى مخرج الكاف‏.‏          


ومن بين أول حافة اللسان وما يليها من الأضراس مخرج الضاد‏.‏          


ومن حافة اللسان من أدناها إلى منتهى طرف اللسان ما بينها وبين ما يليها من الحنك الأعلى وما فويق الثنايا مخرج النون‏.‏          


ومن مخرج النون غير أنه أدخل في ظهر اللسان قليلاً لانحرافه إلى اللام مخرج الراء‏.‏          


ومما بين طرف اللسان وأصول الثنايا مخرج الطاء والدال والتاء‏.‏          


ومما بين طرف اللسان وفويق الثنايا مخرج الزاي والسين والصاد‏.‏          


ومما بين طرف اللسان وأطراف الثنايا مخرج الظاء والذال والثاء‏.‏          


ومن باطن الشفة السفلى وأطراف الثنايا العلى مخرج الفاء‏.‏          


ومما بين الشفتين مخرج الباء والميم والواو‏.‏          


ومن الخياشيم مخرج النون الخفيفة‏.‏          


فأما المجهورة فالهمزة والألف العين والغين والقاف والجيم والياء والضاد واللام والنون والراء والطاء والدال والزاي والظاء والذال والباء والميم والواو‏.‏          


فذلك تسعة عشر حرفاً‏.‏          


وأما المهموسة فالهاء والحاء والخاء والكاف والشين والسين والتاء والصاد والثاء فالمجهورة‏:‏ حرفٌ أشبع الاعتماد في موضعه ومنع النفس أن يجري معه حتى ينقضي الاعتماد عليه ويجري الصوت‏.‏          


فهذه حال المجهورة في الحلق والفم إلا أن النون والميم قد يعتمد لها في الفم والخياشيم فتصير فيهما غنةٌ‏.‏ 


والدليل على ذلك أنك لو أمسكت بأنفك ثم تكلمت بهما لرأيت ذلك قد أخل بهما‏.‏          


وأما المهموس فحرفٌ أضعف الاعتماد في موضعه حتى جرى النفس معه وأنت تعرف ذلك إذا اعتبرت فرددت الحرف مع جري النفس‏.‏          


ولو أردت ذلك في المجهورة لم تقدر عليه‏.‏          


فإذا أردت إجراء الحروف فأنت ترفع صوتك إن شئت بحروف اللين والمد أو بما فيها منها‏.‏          


وإن شئت أخفيت‏.‏          


ومن الحروف الشديد وهو الذي يمنع الصوت أن يجرى فيه وهو الهمزة والقاف والكاف والجيم والطاء والتاء والدال والباء‏.‏          


وذلك أنك لو قلت ألحج ثم مددت صوتك لم يجر ذلك‏.‏          


ومنها الرخوة وهي‏:‏ الهاء والحاء والغين والخاء والشين والصاد والضاد والزاي والسين والظاء والثاء والذال والفاء‏.‏          


وذلك إذا قلت الطس وانقض وأشباه ذلك أجريت فيه الصوت إن شئت‏.‏          


ومنها المنحرف وهو حرفٌ شديد جرى فيه الصوت لانحراف اللسان مع الصوت ولم يعترض على الصوت كاعتراض الحروف الشديدة وهو اللام‏.‏          


وإن شئت مددت فيها الصوت‏.‏          


وليس كالرخوة لأن طرف اللسان لا يتجافى عن موضعه‏.‏          


وليس يخرج الصوت من موضع اللام ولكن من ناحيتي مستدق اللسان فويق ذلك‏.‏          


ومنها حرفٌ شديد يجري معه الصوت لأن ذلك الصوت غنةٌ من الأنف فإنما تخرجه من أنفك واللسان لازم لموضع الحرف لأنك لو أمسكت بأنفك لم يجر معه الصوت‏.‏          


وهو النون وكذلك الميم‏.‏          


ومنها المكرر وهو حرفٌ شديد يجري فيه الصوت لتكريره وانحرافه إلى اللام فتجافى للصوت كالرخوة ولو لم يكرر لم يجر الصوت فيه‏.‏          


وهو الراء‏.‏          


ومنها اللينة وهي الواو والياء لأن مخرجهما يتسع لهواء الصوت أشد من اتساع غيرهما كقولك‏:‏ وأىٌ والواو وإن شئت أجريت الصوت ومددت‏.‏          


ومنها الهاوى وهو حرفٌ اتسع لهواء الصوت مخرجه أشد من اتساع مخرج الياء والواو لأنك قد تضم شفتيك في الواو وترفع في الياء لسانك قبل الحنك وهي الألف‏.‏          


وهذه الثلاثة أخفى الحروف لاتساع مخرجها‏.‏          


وأخفاهن وأوسعهن مخرجاً‏:‏ الألف ثم الياء ومنها المطبقة والمنفتحة‏.‏          


فأما المطبقة فالصاد والضاد والطاء والظاء‏.‏          


والمنفتحة‏:‏ كل ما سوى ذلك من الحروف لأنك لا تطبق لشيءٍ منهن لسانك ترفعه إلى الحنك الأعلى‏.‏          


وهذه الحروف الأربعة إذا وضعت لسانك في مواضعهن انطبق لسانك من مواضعهن إلى ما حاذى الحنك الأعلى من اللسان ترفعه إلى الحنك فإذا وضعت لسانك فالصوت محصورٌ فيما بين اللسان والحنك إلى موضع الحروف‏.‏         


 وأما الدال والزاي ونحوهما فإنما ينحصر الصوت إذا وضعت لسانك في مواضعهن‏.‏          


فهذه الأربعة لها موضعان من اللسان وقد بين ذلك بحصر الصوت‏.‏          


ولولا الإطباق لصارت الطاء دالاً والصاد سيناً والظاء ذالاً ولخرجت الضاد من الكلام لأنه ليس شيءٌ من موضعها غيرها‏.‏          


وإنما وصفت لك حروف المعجم بهذه الصفات لتعرف ما يحسن فيه الإدغام وما يجوز فيه وما لا يحسن فيه ذلك ولا يجوز فيه وما تبدله استثقالاً كما تدغم وما تخفيه وهو بزنة المتحرك‏.‏          


اللذين تضع لسانك لهما موضعاً واحداً لا يزول عنه وقد بينا أمرهما إذا كانا من كلمة لا يفترقان‏.‏          


وإنما نبينهما في الانفصال‏.‏          


فأحسن ما يكون الإدغام في الحرفين المتحركين اللذين هما سواءٌ إذا كانا منفصلين أن تتوالى خمسة أحرف متحركة بهما فصاعداً‏.‏          


ألا ترى أن بنات الخمسة وما كانت عدته خمسةً لا تتوالى حروفها متحركةً استثقالاً للمتحركات مع هذه العدة ولابد من ساكن‏.‏          


وقد تتوالى الأربعة متحركةً في مثل علبطٍ ولا يكون ذلك في غير المحذوف‏.‏          


ومما يدلك على أن الإدغام فيما ذكرت لك أحسن أنه لا يتوالى في تأليف الشعر خمسة أحرف متحركة وذلك نحو قولك‏:‏ جعل لك وفعل لبيدٌ‏.‏          


والبيان في كل هذا عربيٌّ جيد حجازيٌّ‏.‏          


ولم يكن هذا بمنزلة قد واحمر ونحو ذلك لأن الحرف المنفصل لا يلزمه أن يكون بعده الذي هو مثله سواءً‏.‏  


فإن كان قبل الحرف المتحرك الذي وقع بعده حرفٌ مثله حرفٌ متحرك ليس إلا وكان بعد الذي هو مثله حرفٌ ساكنٌ حسن الإدغام‏.‏          


وذلك نحو قولك‏:‏ يدداود لأنه قصدٌ أن يقع المتحرك بين ساكنين واعتدالٌ منه‏.‏          


وكلما توالت الحركات أكثر كان الإدغام أحسن‏.‏          


وإن شئت بينت‏.‏          


وإذا التقى الحرفان المثلان اللذان هما سواءٌ متحركين وقبل الأول حرف مدٍ فإن الإدغام حسنٌ لأن حرف المد بمنزلة متحركٍ في الإدغام‏.‏          


ألا تراهم في غير الانفصال قالوا‏:‏ راد وتمود الثوب‏.‏          


وذلك قولك‏:‏ إن المال لك وهم يظلموني وهما يظلماني وأنت تظلميني‏.‏          


والبيان ههنا يزداد حسناً لسكون ما قبله‏.‏          


ومما يدلك على أن حرف المد بمنزلة متحرك أنهم إذا حذفوا في بعض القوافي لم يجز أن يكون ما قبل المحذوف إذا حذف الآخر إلا حرف مدٍ ولين كأنه يعوض ذلك لأنه حرفٌ ممطولٌ‏.‏          


وإذا كان قبل الحرف المتحرك الذيبعده حرفٌ مثله سواءٌ حرفٌ ساكن لم يجز أن يسكن ولكنك إن شئت أخفيت وكان بزنته متحركاً من قبل أن التضعيف لا يلزم في المنفصل كما يلزم في مدقٍ ونحوه مما التضعيف فيه غير منفصل‏.‏          


ألا ترى أنه قد جاز ذلك وحسن أن تبين فيما ذكرنا من نحو جعل لك‏.‏          


فلما كان التضعيف لا يلزم لم يقو عندهم أن يغير له البناء‏.‏          


وذلك قولك‏:‏ ابن نوحٍ واسم موسى لا تدغم هذا‏.‏          


فلو أنهم كانوا يحركون لحذفوا الألف لأنهم قد استغوا عنها كما قالوا قتلوا وخطف فلم يقو هذا على تغيير البناء كما لم يقو على أن لا يجوز البيان فيما ذكرت لك‏.‏          


ومما يدلك على أنه يخفى ويكون بزنة المتحرك قول الشاعر‏:‏ وإني بما قد كلفتني عشيرتي من الذب عن أعراضها لحقيق وامتاج مني حلبات الهاجم شأو مدلٍ سابق اللهامم وقال أيضاً‏:‏ وغير سفعٍ مثلٍ يحامم فلو أسكن في هذه الأشياء لانكسر الشعر ولكنا سمعناهم يخفون‏.‏          


ولو قال إني ما قد كلفتني فأسكن الياء وأدغمها في الميم في الكلام لجاز لحرف المد‏.‏          


فأما اللهامم فإنه لا يجوز فيها الإسكان ولا في القرادد لأن قردداً فعللٌ ولهمماً فعللٌ ولا يدغم فيكره أن يجيء جمعه على جمع ما هو مدغمٌ واحده وليس ذلك في إني بما‏.‏          


ولكنك إن شئت قلت قرادد فأخفيت كما قالوا متعففٌ فيخفى‏.‏          


ولا يكون في هذا إدغام وقد ذكرنا العلة‏.‏          


وأما قول بعضهم في القراءة‏:‏ ‏"‏ إن الله نعما يعظكم به ‏"‏ فحرك العين فليس على لغة من قال نعم فأسكن العين ولكنه على لغة من قال نعم فحرك العين‏.‏          


وحدثنا أبو الخطاب أنها لغة هذيلٍ وكسروا كما قالوا لعبٌ‏.‏          


وقال طرفة‏:‏ ما أقلت قدمٌ ناغلها نعم الساعون في الحي الشطر وأما قوله عز وجل‏:‏ ‏"‏ فلا تتناجوا ‏"‏ فإن شئت أسكنت الأول للمد وإن شئت أخفيت وكان بزنته متحركاً‏.‏          


وزعموا أن أهل مكة لا يبينون التاءين‏.‏          


وتقول‏:‏ هذا ثوب بكرٍ البيان في هذا أحسن منه في الألف لأن حركة ما قبله ليس منه فيكون بمنزلة الألف‏.‏  


وكذلك‏:‏ هذا جيب بكرٍ‏.‏          


ألا ترى أنك تقول‏:‏ اخشو واقداً فتدغم واخشى ياسراً وتجريه مجرى غير الواو والياء‏.‏          


ولا يجوز في القوافي المحذوفة‏.‏          


وذلك أن كل شعرٍ حذفت من أتم بنائه حرفاً متحركاً أوزنة حرفٍ متحرك فلابد فيه من حرف لينٍ للردف نحو‏:‏ وما كل ذي لبٍ بمؤتيك نصحه وما كل مؤتٍ نصحه بلبيب فالياء التي بين الياءين ردفٌ‏.‏          


وإن شئت أخفيت في ثوب بكرٍ وكان بزنته متحركاً‏.‏          


وإن أسكنت جاز لأن فيهما مداً وليناً وإن لم يبلغا الألف‏.‏          


كما قالوا ذلك في غير المنفصل نحو قولهم‏:‏ أصيم‏.‏          


فياء التحقير لا تحرك لأنها نظيرة الألف في مفاعل ومفاعيل لأن التحقير عليهما يجري إذا جاوز الثلاثة‏.‏        


فلما كانوا يصلون إلى إسكان الحرفين في الوقف من سواهما احتمل هذا في الكلام لما فيهما مما ذكرت لك‏.‏ 


وتقول‏:‏ هذا دلو واقدٍ وظبي ياسرٍ فتجري الواوين والياءين ههنا مجرى الميمين في قولك اسم موسى فلا تدغم‏.‏          


وإذ قلت مررت بولي يزيد وعدو وليدٍ فإن شئت أخفيت وإن شئت بينت ولا تسكن لأنك حيث أدغمت الواو في عدوٍ والياء في وليٍ فرفعت لسانك رفعةً واحدة ذهب المد وصارتا بمنزلة ما يدغم من غير المعتل‏.‏          


فالواو الأولى في عدوٍ بمنزلة اللام في دلوٍ والياء الأولى في وليٍ بمنزلة الياء في ظبيٍ‏.‏          


والدليل على ذلك أنه يجوز في القوافي ليا مع قولك ظبييا ودوا مع قولك غزوا‏.‏          


وإذا كانت الواو قبلها ضمةٌ والياء قبلها كسرة فإن واحدةً منهما لا تدغم إذا كان مثلها بعدها‏.‏          


وذلك قولك‏:‏ ظلموا واقداً واظلمى ياسراً ويغزو واقدٌ وهذا قاضي ياسرٍ لا تدغم‏.‏          


وإنما تركوا المد على حاله في الانفصال كما قالوا قد قوول حيث لم تلزم الواو وأرادوا أن تكون على زنة قاول فكذلك هذه إذ لم تكن الواو لازمةً لها أرادوا أن يكون ظلموا على زنة ظلما واقداً وقضى ياسراً ولم تقو هذه الواو عليها كما لم يقو المنفصلان على أن تحرك السين في اسم موسى‏.‏          


وإذا قلت وأنت تأمر‏:‏ اخشى ياسراً واخشو واقداً أدغمت لأنهما ليسا بحرفي مد كالألف وإنما هما بمنزلة قولك‏:‏ احمد داود واذهب بنا‏.‏          


فهذا لا تصل فيه إلا إلى الإدغام لأنك إنما ترفع لسانك من موضع هما فيه سواءٌ وليس بينهما حاجز‏.‏          


وأما الهمزتان فليس فيهما إدغام في مثل قولك قرأ أبوك وأقرىء أباك لأنك لا يجوز لك أن تقول قرأ أبوك فتحققهما فتصير كأنك إنما أدغمت ما يجوز فيه البيان لأن المنفصلين يجوز فيهما البيان أبداً فلا يجريان مجرى ذلك‏.‏          


وكذلك قالته العرب وهو قول الخليل ويونس‏.‏          


وزعموا أن ابن أبي إسحاق كان يحقق الهمزتين وأناسٌ معه‏.‏          


وقد تكلم ببعضه العرب وهو رديءٌ فيجوز الإدغام في قول هؤلاء‏.‏          


وهو رديء‏.‏          


ومما يجري مجرى المنفصلين قولك‏:‏ اقتتلوا ويقتتلون إن شئت أظهرت وبينت وإن شئت أخفيت وكانت الزنة على حالها كما تفعل بالمنفصلين في قولك‏:‏ اسم موسى وقوم مالك لا تدغم‏.‏          


وليس هذا بمنزلة احمررت وافعاللت لأن التضعيف لهذه الزيادة لازمٌ فصارت بمنزلة العين واللام اللتين هما من موضعٍ واحد في مثل يرد ويستعد والتاء الأولى التي في يقتتل لا يلزمها ذلك لأنها قد تقع بعد تاء يفتعل العين وجميع حروف المعجم‏.‏          


وقد أدغم بعض العرب فأسكن لما كان الحرفان في كلمة واحد ولم يكونا منفصلين وذلك قولك‏:‏ يقتلون وقد قتلوا وكسروا القاف لأنهما التقيا فشهت بقولهم رد يا فتى‏.‏          


وقد قال آخرون‏:‏ قتلوا ألقوا حركة المتحرك على الساكن‏.‏          


وجاز في قاف اقتتلوا الوجهان ولم يكن بمنزلة عض وفر يلزمه شيءٌ واحد لأنه يجوز في الكلام فيه الإظهار والإخفاء والإدغام‏.‏          


فكما جاز وتحذف ألف الوصل حيث حركت القاف كما حذفت الألف في رد حيث حركت الراء والألف في قل لأنهما حرفان في كلمة واحدة لحقهما الإدغام فحذفت الألف كما حذفت في رد لأنه قد أدغم كما أدغم‏.‏          


وتصديق ذلك قول الحسن‏:‏ ‏"‏ إلا من خطف الخطفة ‏"‏‏.‏          


ومن قال يقتل قال مقتلٌ ومن قال يقتل قال مقتلٌ‏.‏          


وحدثني الخليل وهارون أن ناساً يقولون‏:‏ ‏"‏ مردفين ‏"‏ فمن قال هذا فإنه يريد مرتدفين‏.‏          


وإنما أتبعوا الضمة الضمة حيث حركوا وهي قراءةٌ لأهل مكة كما قالوا رد يا فتى فضموا لضمة الراء‏.‏


فهذه الراء أقرب‏.‏          


ومن قال هذا قال مقتلين وهذا أقل اللغات‏.‏          


ومن قال قتل قال ردف في ارتدف يجري مجرى اقتتل ونحوه‏.‏          


ومثل ذهاب الألف في هذا ذهابها في قولك‏:‏ سل حيث حركت السين‏.‏          


فإن قيل‏:‏ فما بالهم قالوا ألحمر فيمن حذف همزة أحمر فلم يحذفوا الألف لما حركوا اللام‏.‏          


فلأن هذه الألف قد ضارعت الألف المقطوعة نحو أحمر‏.‏          


ألا ترى أنك إذا ابتدأت فتحت وإذا استفهمت ثبتت‏.‏          


فلما كانت كذلك قويت كما قلت الجوار حين قلت جاورت وتقول‏:‏ ياألله اغفر لي وأفألله لتفعلن‏.‏          


فتقوى أيضاً في مواضع سوى الاستفهام‏.‏          


ومنها‏:‏ إي ها ألله ذا‏.‏          


وحسن الإدغام في اقتتلوا كحسنه في جعل لك‏.‏          


إلا أنه ضارع حيث كان الحرفان غير منفصلين احمررت‏.‏          


وأما اردد فليس فيه إخفاء لأنه بين ساكنين كما لا تخفى الهمزة مبتدأة ولا بعد ساكن فكذلك ضعف هذا إذ كان بين ساكنين‏.‏          


وأما رد داود فبمنزلة اسم موسى لأنهما منفصلان وإنما التقيا في الإسكان وإنما يدغمان إذا تحرك ما قبلهما‏.‏


المجلد العاشر.. والأخير - صفحة 2 2013_110


عدل سابقا من قبل أحمد محمد لبن Ahmad_M_Lbn في السبت 13 أكتوبر 2018, 2:17 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 51501
العمر : 72

المجلد العاشر.. والأخير - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلد العاشر.. والأخير   المجلد العاشر.. والأخير - صفحة 2 Emptyالسبت 13 أكتوبر 2018, 1:45 pm

باب الإدغام في الحروف المتقاربة التي هي من مخرج واحد

المجلد العاشر.. والأخير - صفحة 2 1910

والحروف المتقاربة مخارجها إذا أدغمت فإن حالها حال الحرفين اللذين هما سواءٌ في حسن الإدغام وفيما يزداد البيان فيه حسناً وفيما لا يجوز فيه إلا الإخفاء وحده وفيما يجوز فيه الإخفاء والإسكان‏.‏          


فالإظهار في الحروف التي من مخرج واحد وليست بأمثالٍ سواءٍ أحسن لأنها قد اختلفت‏.‏          


وهو في المختلفة المخارج أحسن لأنها أشد تباعداً وكذلك الإظهار كلما تباعدت المخارج ومن الحروف ما لا يدغم فيمقاربه ولا يدغم فيه مقاربه كما لم يدغم في مثله وذلك الحرف الهمزة لأنها إنما أمرها في الاستثقال التغيير والحذف وذلك لازمٌ لها وحدها كما يلزمها التحقيق لأنها تستثقل وحدها فإذا جاءت مع مثلها أو مع ما قرب منها أجريت عليه وحدها لأن ذلك موضع استثقال كما أن هذا موضع استثقال‏.‏          


وكذلك الألف لا تدغم في الهاء ولا فيما تقاربه لأن الألف لا تدغم في الألف لأنهما لو فعل ذلك بهما فأجريتا مجرى الدالين والتاءين تغيرتا فكانتا غير ألفين فلما لم يكن ذلك في الألفين لم يكن فيهما مع المتقاربة فهي نحوٌ من الهمزة في هذا فلم يكن فيهما الإدغام كما لم يكن في الهمزتين‏.‏          


ولا تدغم الياء وإن كان قبلها فتحة ولا الواو وإن كان قبلها فتحة مع شيءٍ من المتقاربة لأن فيهما ليناً ومداً فلم تقو عليهما الجيم والباء ولا ما لا يكون فيه مدٌّ ولا لينٌ من الحروف أن تجعلهما مدغمتين لأنهما يخرجان ما فيه لينٌ ومدٌّ إلى ما ليس فيه مدٌّ ولا لينٌ وسائر الحروف لا تزيد فيها على أن تذهب الحركة فلم يقو الإدغام في هذا كما لم يقو على أن تحرك الراء في قرم موسى‏.‏          


ولو كانت مع هذه الياء التي ما قبلها مفتوح والواو التي ما قبلها مفتوح ما هو مثلهما سواءٌ لأدغمتهما ولم تستطع إلا ذلك لأن الحرفين استويا في الموضع وفي اللين فصارت هذه الياء والواو مع الميم والجيم نحواً من الألف مع المقاربة لأن فيهما ليناً وإن لم يبلغا الألف ولكن فيهما شبهٌ منها‏.‏          


ألا ترى أنه إذا كانت واحدةٌ منهما في القوافي لم يجز في ذلك الموضع غيرها إذا كانت قبل حرف الروي فلم تقو المقاربة عليها لما ذكرت لك‏.‏          


وذلك قولك‏:‏ رأيت قاضي جابرٍ ورأيت دلو مالكٍ ورأيت غلامي جابرٍ ولا تدغم في هذه الياء الجيم وإن كانت لا تحرك لأنك تدخل اللين في غير ما يكون فيه اللين وذلك قولك‏:‏ أخرج ياسراً فلا تدخل ما لا يكون فيه اللين على ما يكون فيه اللين كما لم تفعل ذلك بالألف‏.‏          


وإذا كانت الواو قبلها ضمة والياء قبلها كسرة فهو أبعد للإدغام لأنهما حينئذ أشبه بالألف‏.‏          


وهذا ما يقوي ترك الإدغام فيهما وما قبلهما مفتوح لأنهما يكونان كالألف في المد والمطل وذلك قولك‏:‏ ظلموا مالكاً واظلمي جابراً‏.‏          


ومن الحروف حروفٌ لا تدغم في المقاربة وتدغم المقاربة فيها‏.‏          


وتلك الحروف‏:‏ الميم والراء والفاء ولشين‏.‏          


فالميم لا تدغم في الباء وذلك قولك‏:‏ أكرم به لأنهم يقلبون النون ميماً في قولهم‏:‏ العنبر ومن بدا لك‏.‏          


فلما وقع مع الباء الحرف الذي يفرون إليه من النون لم يغيروه وجعلوه بمنزلة النون إذ كانا حرفي غنةٍ‏.‏          


وأما الإدغام في الميم فنحو قولهم‏:‏ اصحمطراً تريد‏:‏ اصحب مطراً مدغم‏.‏          


والفاء لا تدغم في الباء لأنها من باطن الشفة السفلى وأطراف الثنايا العلى وانحدرت إلى الفم وقد قاربت من الثنايا مخرج الثاء وإنما أصل الإدغام في حروف الفم واللسان لأنها أكثر الحروف فلما صارت مضارعة للثاء لم تدغم في حرف من حروف الطرفين كما أن الثاء لا تدغم فيه وذلك قولك‏:‏ اعرف بدراً‏.‏          


والباء قد تدغم في الفاء للتقارب ولأنها قد ضارعت الفاء فقويت على ذلك لكثرة الإدغام في حروف الفم وذلك قولك‏:‏ اذهب في ذلك فقلبت الباء فاءً كما قلبت الباء ميماً في قولك‏:‏ اصحمطراً‏.‏          


والراء لا تدغم في اللام ولا في النون لأنها مكررة وهي تفشى إذا كان معها غيرها فكرهوا أن يجحفوا بها فتدغم مع ما ليس يتفشى في الفم مثلها ولا يكرر‏.‏          


ويقوي هذا أن الطاء وهي مطبقةٌ لا تجعل مع التاء تاءً خالصةً لأنها أفضل منها بالإطباق فهذه أجدر أن لا تدغم إذ كانت مكررة‏.‏          


وذلك قولك‏:‏ اجبر لبطة واختر نقلاً‏.‏          


وقد تدغم هذه اللام والنون مع الراء لأنك لا تخل بهما كما كنت مخلاً بها لو أدغمتها فيهما ولتقاربهن وذلك‏:‏ هرأيت ومرأيت‏.‏          


والشين لا تدغم في الجيم لأن الشين استطال مخرجها لرخاوتها حتى اتصل بمخرج الطاء فصارت منزلتها منها نحواً من منزلة الفاء مع الباء فاجتمع هذا فيها والتفشى فكرهوا أن يدغموها في الجيم كما كرهوا أن يدغموا الراء فيما ذكرت لك‏.‏          


وذلك قولك‏:‏ افرش جبلة‏.‏          


وقد فهذا تلخيصٌ لحروفٍ لاتدغم في شيء ولحرفوٍ لا تدغم في المقاربة وتدغم المقاربة فيها‏.‏          


ثم نعود إلى الإدغام في المقاربة التي يدغم بعضها في بعض إن شاء الله‏.‏          


الهاء مع الحاء‏:‏ كقولك‏:‏ اجبه حملاً البيان أحسن لاختلاف المخرجين ولأن حروف الحلق ليست بأصلٍ للإدغام لقلتها‏.‏          


والإدغام فيها عربيٌّ حسن لقرب المخرجين ولأنهما مهموسان رخوان فقد اجتمع فيها قرب المخرجين والهمس‏.‏          


ولا تدغم الحاء في الهاء كا لم تدغم الفاء في الباء لأن ما كان أقرب إلى حروف الفم كان أقوى على الإدغام‏.‏          


ومثل ذلك‏:‏ امدح هلالاً فلا تدغم‏.‏          


العين مع الهاء‏:‏ كقولك اقطع هلالاً البيان أحسن‏.‏          


فإن أدغمت لقرب المخرجين حولت الهاء حاءً والعين حاءً ثم أدغمت الحاء في الحاء لأن الأقرب إلى الفم لا يدغم في الذي قبله فأبدلت مكانها أشبه الحرفين بها ثم أدغمته فيه كي لا يكون الإدغام في الذي فوقه ولكن ليكون في الذي هو من مخرجه‏.‏          


ولم يدغموها في العين إذ كانتا من حروف الحلق لأنها خالفتها في الهمس والرخاوة فوقع الإدغام لقرب المخرجين ولم تقو عليها العين إذ خالفتها فيما ذكرت لك‏.‏          


ولم تكن حروف الحلق أصلاً للإدغام‏.‏          


ومع هذا فإن التقاء الحاءين أخف في الكلام من التقاء العينين‏.‏          


ألا ترى أن التقاءهما في باب رددت أكثر‏.‏          


والمهموس أخف من المجهور‏.‏          


فكل هذا يباعد العين من الإدغام إذ كانت هي والهاء من حروف الحلق‏.‏          


ومثل ذلك‏:‏ اجبه عنبه في الإدغام والبيان وإذا أردت الإدغام حولت العين حاء ثم أدغمت الهاء فيها فصارتا حاءين‏.‏          


والبيان أحسن‏.‏          


ومما قالت العرب تصديقاً لهذا في الإدغام قول بني تميم‏:‏ محم يريدون‏:‏ معهم ومحاولاء يريدون‏:‏ مع هؤلاء‏.‏          


ومما قالت العرب في إدغام الهاء في الحاء قوله‏:‏ كأنها بعد كلال الزاجر ومسحى مر عقابٍ كاسر يريدون‏:‏ ومسحه‏.‏          


العين مع الحاء كقولك‏:‏ اقطع حملاً الإدغام حسنٌ والبيان حسنٌ لأنهما من مخرج واحد‏.‏          


ولم تدغم الحاء في العين في قولك‏:‏ امدح عرفة لأن الحاء قد يفرون إليها إذا وقعت الهاء مع العين وهي مثلها في الهمس والرخاوة مع قرب المخرجين فأجريت مجرى الميم مع الباء فجعلتها بمنزلة الهاء كما جعلت الميم بمنزلة النون مع الباء‏.‏          


ولم تقو العين على الحاء إذ كانت هذه قصتها وهما من المخرج الثاني من الحلق وليست حروف الحلق بأصلٍ للإدغام‏.‏          


ولكنك لو قلبت العين حاءً فقلت في‏:‏ امدح عرفة‏:‏ امدحرفة جاز كما قلت‏:‏ اجبحنبه تريد‏:‏ اجبه الغين مع الخاء‏.‏


البيان أحسن والإدغام حسن وذلك قولك‏:‏ ادمخلفاً كما فعلت ذلك في العين مع الحاء والخاء مع الغين‏.‏          


البيان فيهما أحسن لأن الغين مجهورة وهما من حروف الحلق وقد خالفت الخاء في الهمس والرخاوة فشبهت بالحاء مع العين‏.‏          


وقد جاز الإدغام فيها لأنه المخرج الثالث وهو أدنى المخارج من مخارج الحلق إلى اللسان‏.‏          


ألا ترى أنه يقول بعض العرب‏:‏ منخلٌ ومنغلٌ فيخفى النون كما يخفيها مع حروف اللسان والفم لقرب هذا المخرج من اللسان وذلك قولك في اسلخ غنعك‏:‏ اسلغنمك‏.‏          


ويدلك على حسن البيان عزتها في باب رددت‏.‏          


القاف مع الكاف كقولك‏:‏ الحق كلدة‏.‏          


الإدغام حسنٌ والبيان حسنٌ‏.‏          


وإنما أدغمت لقرب المخرجين وأنهما من حروف اللسان وهما متفقان في الشدة‏.‏          


والكاف مع القاف‏:‏ انهك قطناً البيان أحسن والإدغام حسنٌ‏.‏          


وإنما كان البيان أحسن لأن مخرجهما أقرب مخارج اللسان إلى الحلق فشبهت بالخاء مع الغين كما شبه أقرب مخارج الحلق إلى اللسان بحروف اللسان فيما ذكرنا من البيان والإدغام‏.‏          


الجيم مع الشين كقولك‏:‏ ابعج شبثاً الإدغام والبيان حسنان لأنهما من مخرج واحد وهما من حروف وسط اللسان‏.‏          


اللام مع الراء نحو‏:‏ اشغل رحبة لقرب المخرجين ولأن فيهما انحرافاً نحو اللام قليلاً وقاربتها في طرف اللسان‏.‏          


وهما في الشدة وجري الصوت سواءٌ وليس بين مخرجيهما مخرجٌ‏.‏          


والإدغام أحسن‏.‏         


 النون تدغم مع الراء لقرب المخرجين على طرف اللسان وهي مثلها في الشدة وذلك قولك‏:‏ من راشدٍ ومن رأيت‏.‏          


وتدغم بغنةٍ وبلا غنةٍ‏.‏          


وتدغم في اللام لأنها قريبةٌ منها على طرف اللسان وذلك قولك‏:‏ من لك‏.‏          


فإن شئت كان إدغاماً بلا غنة فتكون بمنزلة حروف اللسان وإن شئت أدغمت بغنة لأن لها صوتاً من الخياشيم فترك على حاله لأن الصوت الذي بعده ليس له في الخياشيم نصيبٌ فيغلب عليه الاتفاق‏.‏          


وتدغم النون مع الميم لأن صوتهما واحد وهما مجهوران قد خالفا سائر الحروف التي في الصوت حتى إنك تسمع النون كالميم والميم كالنون حتى تتبين فصارتا بمنزلة اللام والراء في القرب وإن كان المخرجان متباعدين إلا أنهما اشتبها لخروجهما جميعاً في الخياشيم‏.‏          


وتقلب النون مع الباء ميماً لأنها من موضع تعتل فيه النون فأرادوا أن تدغم هنا إذ كانت الباء من موضع الميم كما أدغموها فيما قرب من الراء في الموضع فجعلوا ما هو من موضع ما وافقها في الصوت بمنزلة ما قرب من أقرب الحروف منها في الموضع ولم يجعلوا النون باءً لبعدها في المخرج وأنها ليست فيها غنةٌ‏.‏          

ولكنهم أبدلوا من مكانها أشبه الحروف بالنون وهي الميم وتدغم النون مع الواو بغنة وبلا غنة لأنها من مخرج ما أدغمت فيه النون وإنما منعها أن تقلب مع الواو ميماً أن الواو حرف لين تتجافى عنه الشفتان والميم كالياء في الشدة وإلزام الشفتين فكرهوا أن يكون مكانها أشبه الحروف من موضع الواو بالنون وليس مثلها في اللين والتجافي والمد فاحتملت الإدغام كما احتملته اللام وكرهوا البدل لما ذكرت لك‏.‏          


وتدغم النون مع الياء بغنة وبلا غنة لأن الياء أخت الواو وقد تدغم فيها الواو فكأنهما من مخرج واحد ولأنه ليس مخرجٌ من طرف اللسان أقرب إلى مخرج الراء من الياء‏.‏          


ألا ترى أن الألثغ بالراء يجعلها ياء وكذلك الألثغ باللام لأن الياء أقرب الحروف من حيث ذكرت لك إليهما‏.‏          


وتكون النون مع سائر حروف الفم حرفاً خفياً مخرجه من الخياشيم وذلك أنها من حروف الفم وأصل الإدغام لحروف الفم لأنها أكثر الحروف فلما وصلوا إلى أن يكون لها مخرجٌ من غير الفم كان أخف عليهم أن لا يستعملوا ألسنتهم إلا مرة واحدة وكان العلم بها أنها نون من ذلك الموضع كالعلم بها وهي من الفم لأنه ليس حرفٌ يخرج من ذلك الموضع غيرها فاختاروا الخفة إذ لم يكن لبسٌ وكان أصل الإدغام وكثرة الحروف للفم‏.‏          


وذلك قولك‏:‏ من كان ومن قال ومن جاء‏.‏          


وهي مع الراء واللام والياء والواو إذا أدغمت بغنة فليس مخرجها من الخياشيم ولكن صوت الفم أشرب غنةً‏.‏


ولو كان مخرجها من الخياشيم لما جاز أن تدغمها في الواو والياء والراء واللام حتى تصير مثلهن في كل شيء‏.‏          


وتكون مع الهمزة والهاء والعين والحاء والغين والخاء بينةً موضعها من الفم‏.‏          


وذلك أن هذه الستة تباعدت عن مخرج النون وليست من قبيلها فلم تخف ههنا كما لم تدغم في هذا الموضع وكما أن حروف اللسان لا تدغم في حروف الحلق‏.‏          


وإنما أخفيت النون في حروف الفم كما أدغمت في اللام وأخواتها‏.‏          

وهو قولك‏:‏ من أجل زيدٍ ومن هنا ومن خلفٍ ومن حاتمٍ ومن عليك ومن غلبك ومنخلٌ‏.‏          


بينةٌ هذا الأجود الأكثر‏.‏          


وبعض العرب يجري الغين والخاء مجرى القاف‏.‏          


وقد بينا لم ذلك‏.‏          


ولم نسمعهم قالوا في التحرك‏:‏ حين سليمان فأسكنوا النون مع هذه الحروف التي مخرجها معها من الخياشيم لأنها لا تحول حتى تصير من مخرج موضع الذي بعدها‏.‏          


وإن قيل لم يستنكر ذلك لأنهم قد يطلبون ههنا من الاستخفاف كما يطلبون إذا حولوها‏.‏          


ولا تدغم في حروف الحلق البتة ولم تقو هذه الحروف على أن تقلبها لأنها تراخت عنها ولم تقرب قرب هذه الستة فلم يحتمل عندهم حرفٌ ليس مخرجه غيره للمقاربة أكثر من هذه الستة‏.‏          


وتكون ساكنةً مع الميم إذا كانت من نفس الحرف بينةً‏.‏          


والواو والياء بمنزلتها مع حروف الحلق‏.‏          


وذلك قولك‏:‏ شاةٌ زنماء وغنمٌ زنمٌ وقنواء وقنيةٌ وكنيةٌ ومنيةٌ‏.‏          


وإنما حملهم على البيان كراهية الالتباس فيصير كأنه من المضاعف لأن هذا المثال قد يكون في كلامهم مضاعفاً‏.‏          


ألا تراهم قالوا امحى حيث لم يخافوا التباساً لأن هذا المثال لا تضاعف فيه الميم‏.‏          


وسمعت الخليل يقول في انفعل من وجلت‏:‏ اؤجل كما قالوا امحى لأنها نون زيدت في مثال لا تضاعف فيه الواو فصار هذا بمنزلة المنفصل في قولك‏:‏ من مثلك ومن مات‏.‏          


فهذا يتبين فيه أنها نون بالمعنى والمثال‏.‏          


وكذلك انفعل من يئس على هذا القياس‏.‏          


وإذا كانت مع الياء لم تتبين وذلك قولك‏:‏ شمباء والعمبر لأنك لا تدغم النون وإنما تحولها ميماً‏.‏          


والميم لا تقع ساكنةً قبل الباء في كلمةٍ فليس في هذا التباسٌ بغيره‏.‏          


ولا نعلم النون وقعت ساكنةً في الكلام قبل راء ولا لام لأنهم إن بينوا ثقل عليهم لقرب المخرجين كما ثقلت التاء مع الدال في ودٍ وعدانٍ‏.‏          


وإن أدغموا التبس بالمضاعف ولم يجز فيه ما جاز في ودٍ فيدغم لأن هذين حرفان كل واحدٍ منهما يدغم في صاحبه وصوتهما من الفم والنون ليست كذلك لأن فيها غنةً فتلتبس بما ليس فيه الغنة إذ كان ذلك الموضع قد تضاعف فيه الراء‏.‏          


وذلك أنه ليس في الكلام مثل قنرٍ وعنلٍ‏.‏          


وإنما احتمل ذلك في الواو والياء والميم لبعد المخارج‏.‏          


وليس حرفٌ من الحروف التي تكون النون معها من الخياشيم يدغم في النون لأن النون لم تدغم فيهن حتى يكون صوتها من الفم وتقلب حرفاً بمنزلة الذي بعدها وإنما هي معهن حرفٌ بائنٌ مخرجه من الخياشيم فلا يدغمن فيها كما لا تدغم هي فيهن وفعل ذلك بها معهن لبعدهن منها وقلة شبههن بها فلم يحتمل لهن أن تصير من مخارجهن‏.‏          


وأما اللام فقد تدغم فيها وذلك قولك‏:‏ هنرى فتدغم في النون‏.‏          


والبيان أحسن لأنه قد امتنع أن يدغم في النون ما أدغمت فيه سوى اللام فكأنهم يستوحشون من الإدغام فيها‏.‏


ولم يدغموا الميم في النون لأنها لا تدغم في الباء التي هي من مخرجها ومثلها في الشدة ولزوم الشفتين فكذلك لم يدغموها فيما تفاوت مخرجه عنها ولم يوافقها إلا في الغنة‏.‏          


ولام المعرفة تدغم في ثلاثة عشر حرفاً لا يجوز فيها معهن إلا الإدغام لكثرة لام المعرفة في الكلام وكثرة موافقتها لهذه الحروف واللام من طرف اللسان‏.‏          


وهذه الحروف أحد عشر حرفاً منها حروف طرف اللسان وحرفان يخالطان طرف اللسان‏.‏          


فلما اجتمع فيها هذا وكثرتها في الكلام لم يجز إلا الإدغام كما لم يجز في يرى إذ كثر في الكلام وكانت الهمزة تستثقل إلا الحذف‏.‏          


ولو كانت ينأى وينأل لكنت بالخيار‏.‏          


والأحد عشر حرفاً‏:‏ النون والراء والدال والتاء والصاد الطاء والزاي والسين والظاء والثاء والذال‏.‏          


واللذان خالطاها‏:‏ الضاد والشين لأن الضاد استطالت لرخاوتها حتى اتصلت بمخرج اللام‏.‏          


والشين كذلك حتى اتصلت بمخرج الطاء‏.‏          


وذلك قولك‏:‏ النعمان والرجل وكذلك سائر هذه الحروف‏.‏          


فإذا كانت غير لام المعرفة نحو لام هل وبل فإن الإدغام في بعضها أحسن وذلك قولك‏:‏ هرأيت لأنها أقرب الرحوف إلى اللام وأشبهها بها فضارعتا الحرفين اللذين يكونان من مخرج واحد إذ كانت اللام ليس حرفٌ أشبه بها منها ولا أقرب كما أن الطاء ليس حرف أقرب إليها ولا أشبه بها من الدال‏.‏          


وإن لم تدغم فقلت‏:‏ هل رأيت فهي لغةٌ لأهل الحجاز وهي عربية جائزة‏.‏          


وهي مع الطاء والدال والتاء والصاد والزاي والسين جائزة وليس ككثرتها مع الراء لأنهن قد تراخين عنها وهن من الثنايا وليس منهن انحراف‏.‏          


وهي مع الظاء والثاء والذال جائزة وليس كحسنه مع هؤلاء لأن هؤلاء من أطراف الثنايا وقد قاربن مخرج الفاء‏.‏          


ويجوز الإدغام لأنهن من الثنايا كما أن الطاء وأخواتها من الثنايا وهن من حروف طرف اللسان كما أنهن منه‏.‏          


وإنما جعل الإدغام فيهن أضعف وفي الطاء وأخواتها أقوى لأن اللام لم تسفل إلى أطراف اللسان كما لم تفعل ذلك الطاء وأخواتها‏.‏          


وهي مع الضاد والشين أضعف لأن الضاد مخرجها من أول حافة اللسان والشين من وسطه‏.‏          


ولكنه يجوز إدغام اللام فيهما لما ذكرت لك من اتصال مخرجهما‏.‏          


قال طريق بن تميم العنبري‏:‏ تقول إذا استهلكت مالاً للذةٍ فكيهة هشىءٌ بكفيك لائق يريد‏:‏ هل شيء فأدغم اللام في الشين‏.‏          


وقرأ أبو عمرو‏:‏ هثوب الكفار يريد هل ثوب الكفار فأدغم في الثاء‏.‏          


وأما التاء فهي على ما ذكرت لك وكذلك أخواتها‏.‏          


وقد قرىء بها‏:‏ بتؤثرون الحياة الدنيا فأدغم اللام في التاء‏.‏          


وقال مزاحمٌ العقيلي‏:‏ يريد‏:‏ هل تعين والنون إدغامها فيها أقبح من جميع هذه الحروف لأنها تدغم في اللام كما تدغم في الياء والواو والراء والميم فلم يجسروا على أن يخرجوها من هذه الحروف التي شاركتها في إدغام النون وصارت كأحدها في ذلك‏.‏          


المجلد العاشر.. والأخير - صفحة 2 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 51501
العمر : 72

المجلد العاشر.. والأخير - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلد العاشر.. والأخير   المجلد العاشر.. والأخير - صفحة 2 Emptyالسبت 13 أكتوبر 2018, 1:48 pm

باب الإدغام في حروف طرف اللسان والثنايا الطاء مع الدال

المجلد العاشر.. والأخير - صفحة 2 1910

كقولك‏:‏ اضبد لماً لأنهما من موضعٍ واحد وهي مثلها في الشدة إلا أنك قد تدع الإطباق على حاله فلا تذهبه لأن الدال ليس فيها إطباق فإنما تغلب على الطاء لأنها من موضعها ولأنها حصرت الصوت من موضعها كما حصرته الدال‏.‏          


فأما الإطباق فليست منه في شيء والمطبق أفشى في السمع ورأوا إجحافاً أن تغلب الدال على الإطباق وليست كالطاء في السمع‏.‏          


ومثل ذلك إدغامهم النون فيما تدغم فيه بغنة‏.‏          


وبعض العرب يذهب الإطباق حتى يجعلها كالدال سواءً أرادوا أن لا تخالفها إذ آثروا أن يقلبوها دالاً كما أنهم أدغموا النون بلا غنة‏.‏          


وكذلك الطاء مع التاء إلا أن إذهاب الإطباق مع الدال أمثل قليلاً لأن الدال كالطاء في الجهر وتصير الدال مع الطاء طاء وذلك‏:‏ انقطالباً‏.‏          


وكذلك التاء وهو قولك‏:‏ انعطالباً لأنك لا تجحف بهما في الإطباق ولا في غيره‏.‏          


وكذلك التاء مع الدال والدال مع التاء لأنه ليس بينهما إلا الهمس والجهر ليس في واحدٍ منهما إطباقٌ ولا استطالةٌ ولا تكرير‏.‏          


ومما أخلصت فيه الطاء تاء سماعاً من العرب قولهم‏:‏ حتهم يريدون‏:‏ حطتهم‏.‏          


والتاء والدال سواءٌ كل واحدةٍ منهما تدغم في صاحبتها حتى تصير التاء دالاً والدال تاء لأنهما من موضع واحد وهما شديدتان ليس بينهما شيء إلا الجهر والهمس وذلك قولك‏:‏ انعدلاماً وانقتلك فتدغم‏.‏          


ولو بينت فقلت‏:‏ اضبط دلاما واضبط تلك وانقد تلك وانعت دلاماً لجاز‏.‏          


وهو يثقل التكلم به لشدتهن وللزوم اللسان موضعهن لا يتجافى عنه‏.‏          


فإن قلت‏:‏ أقول اصحب مطراً وهما شديدتان والبيان فيهما أحسن فإنما ذلك لاستعانة الميم بصوت الخياشيم فضارعت النون‏.‏          


ولو أمسكت بأنفك لرأيتها بمنزلة ما قبلها‏.‏          


وقصة الصاد مع الزاي والسين كقصة الطاء والدال والتاء‏.‏          


وهي من السين كالطاء من الدال لأنها مهموسةٌ مثلها وليس يفرق بينهما إلا الإطباق وهي من الزاي كالطاء من التاء لأن الزاي غير مهموسة وذلك قولك افحسالماً فتصير سيناً وتدع الإطباق على حاله‏.‏          


وإن شئت أذهبته‏.‏          


وتقول‏:‏ افحزردة‏.‏          


وإن شئت أذهبت الإطباق‏.‏          


وإذهابه مع السين أمثل قليلاً لأنها مهموسة مثلها‏.‏          


وكله عربي‏.‏          


ويصيران مع الضاد صاداً كما صارت الدال والتاء مع الطاء طاءً‏.‏          


يدلك التفسير‏.‏          


والبيان فيها أحسن لرخاوتهن وتجافي اللسان عنهن وذلك قولك‏:‏ احبصابراً وأوجصابرا‏.‏          


والزاي والسين بمنزلة التاء والدال تقول‏:‏ احبزردة ورسملة فتدغم‏.‏          


وقصة الظاء والذال والثاء كذلك أيضاً وهي مع الذال كالطاء مع الدال لأنها مجهورة مثلها وليس يفرق بينهما إلا الإطباق وهي من الثاء بمنزلة الطاء من التاء وذلك قولك‏:‏ احفذلك فتدغم وتدع الإطباق‏.‏          


وإن شئت أذهبته‏.‏          


وتقول‏:‏ احفثابتاً‏.‏          


وإن شئت أذهبت الإطباق وإذهابه مع الثاء كإذهابه من الطاء مع التاء‏.‏          


وإن أدغمت الذال والثاء فيهما أنزلتهما منزلة الدال والتاء إذا أدغمتهما إلى الطاء وذلك قولك‏:‏ خظالماً وابعظالماً‏.‏          


والذال والثاء كل واحدة منهما من صاحبتها منزلة الدال والتاء وذلك قولك‏:‏ خثابتاً وابعذلك‏.‏          


والبيان فيهن أمثل منه منه في الصاد والسين والزاي لأن رخاوتهن أشد من رخاوتهن لانحراف طرف اللسان إلى طرف الثنايا ولم يكن له ردٌّ‏.‏          


والإدغام فيهن أكثر وأجود لأن أصل الإدغام لحروف اللسان والفم وأكثر حروف اللسان من طرف اللسان وما يخالط طرف اللسان وهي أكثر من حروف الثنايا‏.‏          


والطاء والدال والتاء يدغمن كلهن في الصاد والزاي والسين لقرب المخرجين لأنهن من الثنايا وطرف اللسان وليس بينهن في الموضع إلا أن الطاء وأختيها من أصل الثنايا وهن من أسفله قليلاً مما بين الثنايا‏.‏          


وذلك قولك‏:‏ ذهبسلمى وقسمعت فتدغم‏.‏          


واضبزردة فتدغمن‏.‏          


وانعصابراً فتدغم‏.‏          


وسمعناهم ينشدون هذا البيت لابن مقبل‏:‏ فكأنما اغتبقصبير غمامة بعرا تصفقه الرياح زلالا فأدغم التاء في الصاد‏.‏          


وقرأ بعضهم‏:‏ لا يسمعون يريد‏:‏ لا يتسمعون‏.‏          


والبيان عربيٌّ حسنٌ لاختلاف المخرجين‏.‏          


وكذلك الظاء والثاء والذال لأنهن من طرف اللسان وأطراف الثنايا وهن أخواتٌ وهن من حيزٍ واحد والذي بينهما من الثنيتين يسيرٌ‏.‏          


وذلك قولك‏:‏ ابعسلمة واحفسلمة وخصابراً واحفزردة‏.‏          


وسمعناهم يقولون مزمانٌٍ فيدغمون الذال في الزاي‏.‏          


ومساعةٌ فيدغمونها في السين‏.‏          


والبيان والطاء والثاء والذال أخوات الطاء والدال والتاء لا يمتنع بعضهن من بعض في الإدغام لأنهن من حيز واحد وليس بينهن إلا ما بين طرف الثنايا وأصولها وذلك قولك‏:‏ اهبظالما وأبعذلك‏.‏          


وانعثابتاً واحفطالباً وخداد وابعتلك‏.‏          


وحجته قولهم‏:‏ ثلاث دراهم تدغم الثاء من ثلاثة في الهاء إذا صارت تاءً وثلاث أفلس فأدغموها‏.‏          


وقالوا‏:‏ حدتهم يريدون حدثتهم فجعلوها تاءً‏.‏          


والبيان فيه جيد‏.‏          


وأما الصاد والسين والزاي فلا تدغمهن في هذه الحروف التي أدغمت فيهن لأنهن حروف الصفير‏.‏          


وهن أندى في السمع‏.‏          


وهؤلاء الحروف إنما هي شديدٌ ورخوٌ لسن في السمع كهذه الحروف لخفائها‏.‏          


ولو اعتبرت ذلك وجدته هكذا‏.‏          


فامتنعت كما امتنعت الراء أن تدغم في اللام والنون للتكرير‏.‏          


وقد تدغم الطاء والتاء والدال في الضاد لأنها اتصلت بمخرج اللام وتطأطأت عن اللام حتى خالطت أصول ما اللام فوقه من الأسنان ولم تقع من الثنية موضع الطاء لانحرافها لأنك تضع للطاء لسانك بين الثنيتين وهي مع ذا مطبقة فلما قاربت الطاء فيما ذكرت لك أدغموها فيها كما أدغموها في الصاد وأختيها فلما صارت بتلك المنزلة أدغموا فيها التاء والدال كما أدغموها في الصاد لأنهما من موضعها وذلك قولك‏:‏ اضبضرمه وانعضرمة‏.‏          


ثار فضجضجةً ركائبه فأدغم التاء في الضاد‏.‏          


وكذلك الظاء والذال والثاء لأنهن من حروف طرف اللسان والثنايا يدغمن في الطاء وأخواتها ويدغمن أيضاً جميعاً في الصاد والسين والزاي وهن من حيزٍ واحد وهن بعد في الإطباق والرخاوة كالضاد فصارت بمنزلة حروف الثنايا‏.‏          


وذلك‏:‏ احفضرمة وخضرمة وابعضرمة‏.‏          


ولا تدغم في الصاد والسين والزاي لاستطالتها يعني الضاد كما امتنعت الشين‏.‏          


ولا تدغم الصاد وأختاها فيها لما ذكرت لك‏.‏          


فكل واحدةٍ منهما لها حاجز‏.‏          


ويكرهون أن يدغموها يعني الضاد فيما أدغم فيها من هذه الحروف كما كرهوا الشين‏.‏          


والبيان عربيٌ جيد لبعد الموضعين فهو فيه أقوى منه فيما مضى من حروف الثنايا‏.‏          


وتدغم الطاء والدال والتاء في الشين لاستطالتها حين اتصلت بمخرجها وذلك قولك‏:‏ اضبشبثاً وانعشبثاً وانقشبثاً‏.‏          


والإدغام في الضاد أقوى لأنها قد خالطت باستطالتها الثنية وهي مع ذا مطبقة ولم تجاف عن الموضع الذي قربت فيه من الطاء تجافيها‏.‏   


وما يحتج به في هذا قولهم‏:‏ عاوشنباء وتدغم الظاء والذال والثاء فيها لأنهم قد أنزلوها منزلة الضاد وذلك قولك‏:‏ احفشنباء وابعثنباء وخشنباء‏.‏          


والبيان عربي جيد‏.‏          


وهو أجود منه في الضاد لبعد المخرجين وأنه ليس فيها إطباقٌ ولا ما ذكرت لك في الضاد‏.‏          


واعلم أن جميع ما أدغمته وهو ساكنٌ يجوز لك فيه الإدغام إذا كان متحركاً كما تفعل ذلك في المثلين‏.‏          


وحاله فيما يحسن ويقبح فيه الإدغام وما يكون فيه أحسن وما يكون خفياً وهو بزنته متحركاً قبل أن يخفى كحال المثلين‏.‏          


وإذا كانت هذه الحروف المتقاربة في حرفٍ واحد ولم يكن الحرفان منفصلين ازداد ثقلاً واعتلالاً كما كان المثلان إذ لم يكونا منفصلين أثقل لأن الحرف لا يفارقه ما يستثقلون‏.‏          


فمن ذلك قولهم في مثتردٍ‏:‏ مثردٌ لأنهما متقاربان مهموسان‏.‏          


والبيان حسنٌ‏.‏          


وبعضهم يقول‏:‏ متثردٌ وهي عربية جيدة‏.‏          


والقياس متردٌ لأن أصل الإدغام أن يدغم الأول في الآخر‏.‏          


وقالوا في مفتعلٍ من صبرت‏:‏ مصطبرٌ أرادوا التخفيف حين تقاربا ولم يكن بينهما إلا ما ذكرت لك يعني قرب الحرف وصارا في حرفٍ واحد‏.‏          


ولم يجز إدخال الصاد فيها لما ذكرنا من المنفصلين فأبدلوا مكانها أشبه الحروف بالصاد وهي الطاء ليستعملوا ألسنتهم في ضربٍ واحد من الحروف وليكون عملهم من وجهٍ واحد إذ لم يصلوا إلى الإدغام‏.‏       


وأراد بعضهم الإدغام حيث اجتمعت الصاد والطاء فلما امتنعت الصاد أن تدخل في الطاء قلبوا الطاء صادا فقالوا‏:‏ مصبرٌ‏.‏     


وحدثنا هارون أن بعضهم قرأ‏:‏ ‏"‏ فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحاً ‏"‏‏.‏          


والزاي تبدل لها مكان التاء دالاً وذلك قولهم‏:‏ مزدانٌ في مزتان لأنه ليس شيء أشبه بالزاي من موضعها من الدال وهي مجهورة مثلها وليست مطبقة كما أنها ليست مطبقة‏.‏          


ومن قال مصبرٌ قال مزانٌ‏.‏          


وتقول في مستمعٍ‏:‏ مسمعٌ فتدغم لأنهما مهموسان ولا سبيل إلى أن تدغم السين في التاء فإن أدغمت قلت مسمعٌ كما قلت مصبرٌ حيث لم يجز إدخال الصاد في الطاء‏.‏          


وقال ناسٌ كثير‏:‏ مثردٌ في مثتردٍ إذ كانا من حيزٍ واحد وفي حرف واحد‏.‏          


وقالوا في اضطجر‏:‏ اضجر كقولهم‏:‏ مصبرٌ‏.‏          


وكذلك الظاء‏.‏          


لأنهما إذا كانا منفصلين يعني الظاء وبعدها التاء جاز البيان ويترك الإطباق على حاله إن أدغمت فلما صارا في حرفٍ واحد ازدادا ثقلاً إذ كانا يستثقلان منفصلين فألزموها ما ألزموا الصاد والتاء فأبدلوا مكانها أشبه الحروف بالظاء وهي لطاء ليكون العمل من وجه واحد كما قالوا‏:‏ قاعدٌ ومغالق فلم يميلوا الألف وكان ذلك أخف عليهم وليكون الإدغام في حرفٍ مثله إذ لم يجز البيان والإطباق حيث كانا في حرف واحد فكأنهم كرهوا أن يجحفوا به حيث منع هذا‏.‏          


وذلك قولهم‏:‏ مظطعنٌ ومضطلم وإن شئت قلت مطعنٌ ومطلمٌ كما قال زهير‏:‏ هذا الجواد الذي يعطيك نائله عفواً ويظلم أحياناً فيطلم وكما قالوا‏:‏ يطن ويظطن من الظنة‏.‏          


ومن قال متردٌ ومصبرٌ قال مطعنٌ ومطلمٌ وأقيسهما مطعنٌ ومطلمٌ لأن الأصل في الإدغام أن يتبع الأول الآخر‏.‏          


ألا ترى أنك لو قلت من المنفصلين بالإدغام نحو ذهب به وبين له فأسكنت الآخر لم يكن إدغامٌ حتى تسكن الأول‏.‏          


فلما كان كذلك جعلوا الآخر يتبعه الأول ولم يجعلوا الأصل إن ينقلب الآخر فتجعله من موضع الأول‏.‏   
 

وكذلك تبدل للذال من مكان التاء أشبه الحروف بها لأنهما إذا كانتا في حرف واحد لزم أن لا يبينا إذ كانا يدغمان منفصلين فكرهوا هذا الإجحاف وليكون الإدغام في حرف مثله في الجهر‏.‏          


وذلك قولك مدكرٌ كقولك مطلمٌ ومن قال مظعن قال مذكر‏.‏          


وقد سمعناهم يقولون ذلك‏.‏          


والأخرى في القرآن في قوله‏:‏ ‏"‏ فهل من مدكرٍ ‏"‏‏.‏          


وإنما منعهم من أن يقولوا مذدكرٌ كما قالوا مزدانٌ أن كل واحد منهما يدغم في صاحبه في الانفصال فلم يجز في الحرف الوادح إلا الإدغام‏.‏          


والزاي لا تدغم فيها على حالٍ فلم يشبهوها بها‏.‏          


والضاد في ذلك بمنزلة الصاد لما ذكرت لك من استطالتها‏.‏          


كالشين وذلك قولك مضطجع وإن شئت قلت مضجعٌ‏.‏          


وقد قال بعضهم‏:‏ مطجعٌ حيث كانت مطبقة ولم تكن في السمع كالضاد وقربت منها وصارت في كلمة واحدة‏.‏ 


فلما اجتمعت هذه الأشياء وكان وقوعها معها في الكلمة الواحدة أكثر من وقوعها معها في الانفصال اعتقدوا ذلك وأدغموها وصارت كلام المعرفة حيث ألزموها الإدغام فيما لا تدغم فيه في الانفصال إلا ضعيفاً‏.‏          


ولا يدغمونها في الطاء لأنها لم تكثر معها في الكلمة الواحدة ككثرة لام المعرفة مع تلك الحروف‏.‏          


وإذا كانت الطاء معها يعنى مع التاء فهو أجدر أن تقلب التاء طاء ولا ندغم الطاء في التاء فتخل بالحرف لأنهما في الانفصال أثقل من جميع ما ذكرناه‏.‏          


ولم يدغموها في التاء لأنهم لم يريدوا إلا أن يبقى الإطباق‏.‏          


إذ كان يذهب في الانفصال فكرهوا أن يلزموه ذلك في حرف ليس من حروف الإطباق‏.‏          


وذلك قولك‏:‏ اطعنوا‏.‏          


وكذلك الدال وذلك قولك ادانوا من الدين لأنه قد يجوز فيه البيان في الانفصال على ما ذكرنا من الثقل وهو بعد حرفٌ مجهورٌ فلما صار ههنا لم يكن له سبيل إلى أن يفرد من التاء كما يفرد في الانفصال فيكون بعد الدال غيرها كما كرهوا أن يكون بعد الطاء غير الطاء من الحروف فكرهوا أن يذهب جهر الدال كما كرهوا ذلك في الذال‏.‏          


وقد شبه بعض العرب ممن ترضى عربيته هذه الحروف الأربعة الصاد والضاد والطاء والظاء في فعلت بهن في افتعل لأنه يبنى الفعل على التاء وبغير الفعل فتسكن اللام كما أسكن الفاء في افتعل ولم تترك الفعل على حاله في الإظهار فضارعت عندهم افتعل‏.‏          


وذلك قولهم‏:‏ فحصط برجلي وحصط عنه وخبطه وحفطه يريدون‏:‏ حصت عنه وخبطته وحفظته‏.‏          


وسمعناهم ينشدون هذا البيت لعلقمة بن عبدة‏:‏ وفي كل حي قد خبط بنعمةٍ فحق لشأسٍ من نداك ذنوب وأعرب اللغتين وأجودهما أن لا تقلبها طاء لأن هذه التاء علامة الإضمار وإنما تجيء لمعنىً‏.‏          


وليست تلزم هذه التاء الفعل‏.‏          


ألا ترى أنك إذا أضمرت غائباً قلت فعل فلم تكن فيه تاءٌ وليست في الإظهار‏.‏          


فإنما تصرف فعل على هذه المعاني وليست تثبت على حالٍ واحد‏.‏          


وهي في افتعل لم تدخل على أنها تخرج منه لمعنىً ثم تعود لآخر ولكنه بناءٌ دخلته زيادةٌ لا تفارقه‏.‏    


وتاء الإضمار بمنزلة المنفصل‏.‏          


وقال بعضهم‏:‏ عده يريد‏:‏ عدته شبهها بها في ادان كما شبه الصاد وأخواتها بهن في افتعل‏.‏          

وقالوا‏:‏ نقده يريدون‏:‏ نقدته‏.‏          


واعلم أن ترك البيان هنا أقوى منه في المنفصلين لأنه مضارع يعني ما يبنى مع الكلمة في نحو افتعل‏.‏          


فأن تقول‏:‏ احفظ تلك وخذ تلك وابعث تلك فتبين - أحسن من حفظت وأخذت وبعثت وإن كان هذا حسناً عربياً‏.‏


وحدثنا من لا نتهم أنه سمعهم يقولون‏:‏ أخذت فيبينون‏.‏          


فإذا كانت التاء متحركة وهذه الحروف ساكنةً بعدها لم يكن إدغام لأن أصل الإدغام أن يكون الأول ساكناً لما ذكرت لك من المنفصلين نحو‏:‏ بين لهم وذهب به‏.‏          


فإن قلت‏:‏ ألا قالوا بينهم فجعلوا الآخر نوناً فإنهم لو فعلوا ذلك صار الآخر هو الساكن فلما كان الأول هو الساكن على كل حال كان الآخر أقوى عليه‏.‏          


وذلك قولك‏:‏ استطعم واستضعف واستدرك واستثبت‏.‏          


ولا ينبغي أن يكون إلا كذا إذ كان المثلان لا إدغام فيهما في فعلت وفعلن نحو رددت ورددن لأن اللام لا يصل إليها التحريك هنا فهذا يتحرك في فعل ويفعل ونحوه وهو تضعيف لا يفارق هذا اللفظ والتاء هنا بين ساكنين في بناء لا يتحرك واحد منهما فيه في فعل ولا اسم ولا يفارق هذا اللفظ‏.‏          


ودعاهم سكون الآخر في المثلين أن بين أهل الحجاز في الجزم فقالوا اردد ولا تردد‏.‏          


وهي اللغة العربية القديمة الجيدة‏.‏          


ولكن بني تميم أدغموا ولم يشبهوها برددت لأنه يدركها التثنية والنون الخفيفة والثقيلة والألف واللام وألف الوصل فتحرك لهن‏.‏          


فإذا كان هذا في المثلين لم يجز في المتقاربين إلا البيان نحو‏:‏ تد ولا تتد إذا نهيت‏.‏          


فلهذا الذي ذكرت لك لم يجز في استفعل الإدغام‏.‏          


ولا يدغمونها في استدار واستطار واستضاء كراهيةً لتحريك هذه السين التي لا تقع إلا ساكنة أبداًن ولا نعلم لها موضعاً تحرك فيه‏.‏          


ومع ذلك أن بعدها حرفاً أصله السكون فحرك لعلةٍ أدركته فكانوا خلقاء أن لو لم يكن إلا هذا ألا يحملوا على الحرف في أصله أكثر من هذا فقد اجتمع فيه الأمران‏.‏          


فأما اختصموا واقتتلوا فليستا كذلك لأنهما حرفان وقعا متحركين والتحرك أصلهما كما أن التحرك الأصل في ممد‏.‏          


والساكن الذي قبله قد يتحرك في هذا اللفظ كما تحرك فاء فعلت نحو مددت لأنك قد تقول‏:‏ مد وقل ونحو ذلك‏.‏ 


وقالوا‏:‏ وتد يتد ووطد يطد فلا يدغمون كراهية أن يلتبس باب مددت لأن هذه التاء والطاء قد يكون في موضعهما الحرف الذي هو مثل ما بعده وذلك نحو وددت وبللت‏.‏          


ومع هذا أنك لو قلت ود لكان ينبغي أن تقول يد في يتد فيخفف به فيجتمع الحذف والإدغام مع الالتباس‏.‏    


ولم يكونوا ليظهروا الواو فتكون فيها كسرة وقبلها ياءٌ وقد حذفوها والكسرة بعدها ومن ثم عز في الكلام أن يجيء مثل رددت وموضع الفاء واو‏.‏          


وأما اصبروا واظلموا ويخصمون ومضجعٌ وأشباه هذا فقد علموا أن هذا البناء لا تضاعف فيه الصاد والضاد والطاء والدال‏.‏          


فهذه الأشياء ليس فيها التباسٌ‏.‏          


وقالوا‏:‏ محتدٌ فلم يدغموا لأنه قد يكون في موضع التاء دالٌ‏.‏          


وأما المصدر فإنهم يقولون التدة والطدة وكرهوا وطدوا ووتداً لما فيه من الاستثقال‏.‏          


فإن قيل بين كراهية الالتباس‏.‏          


وإن شئت أبقيت في الطاء الإطباق وأدغمت لأنه إذا بقي الإطباق لم يكن التباسٌ من الأول ومما يدغم إذا كان الحرفان من مخرج واحد وإذا تقارب المخرجان قولهم‏:‏ يطوعون في يتطوعون ويذكرون في يتذكرون ويسمعون في يتسمعون‏.‏          


الإدغام في هذا أقوى إذ كان يكون في الانفصال‏.‏          


والبيان فيهما عربي حسن لأنهما متحركان كما حسن ذلك في يختصمون ويهتدون‏.‏          


وتصديق الإدغام قوله تعالى‏:‏ ‏"‏ يطيروا بموسى ‏"‏ و ‏"‏ يذكرون ‏"‏‏.‏          


فإن وقع حرفٌ مع ما هو من مخرجه أو قريبٌ من مخرجه مبتدأ أدغم وألحقوا الألف الخفيفة لأنهم لا يستطيعون أن يبتدئوا بساكن‏.‏          


وذلك قولهم في فعل من تطوع اطوع ومن تذكر اذكر دعاهم إلى إدغامه أنهما في حرفٍ وقد كان يقع الإدغام فيهما في الانفصال‏.‏          


ودعاهم إلى إلحاق الألف في اذكروا واطوعوا ما دعاهم إلى إسقاطها حين حركوا الخاء في خطف والقاف في قتلوا‏.‏          


فالألف هنا يعني في اختطف لازمةٌ ما لم يعتل الحرف كما تدخل ثمة إذا اعتل الحرف‏.‏          


وتصديق ذلك قوله عز وجل‏:‏ ‏"‏ فادارأتم فيها ‏"‏ يريد‏:‏ فتدارأتم ‏"‏ وازينت ‏"‏ إنما هي تزينت‏.‏          


وتقول في المصدر‏:‏ ازينا ودارأ‏.‏          


ومن ذلك قوله عز وجل‏:‏ ‏"‏ اطيرنا بك ‏"‏‏.‏          


وينبغي على هذا أن تقول في تترس‏:‏ اترس‏.‏          


فإن بينت فحسن البيان كحسنه فيما قبله‏.‏          


فإن التقت التاءان في تتكلمون وتتترسون فأنت بالخيار إن شئت أثبتهما وإن شئت حذفت إحداهما‏:‏ وتصديق ذلك قوله عز وجل‏:‏ ‏"‏ تتنزل عليهم الملائكة ‏"‏ و ‏"‏ تتجافى جنوبهم عن المضاجع ‏"‏‏.‏          


وإن شئت حذفت التاء الثانية‏.‏          


وتصديق ذلك قوله تبارك وتعالى‏:‏ ‏"‏ تنزل الملائكة والروح فيها ‏"‏ وقوله‏:‏ ‏"‏ ولقد كنتم تمنون الموت ‏"‏‏.‏   


وكانت الثانية أولى بالحذف لأنها هي التي تسكن وتدغم في قوله تعالى‏:‏ ‏"‏ فادارأتم ‏"‏ و ‏"‏ ازينت ‏"‏ وهي التي يفعل بها ذلك في يذكرون‏.‏          


فكما اعتلت هنا كذلك تحذف هناك‏.‏          


وهذه التاء لا تعتل في تدأل إذا حذفت الهمزة فقلت تدل ولا في تدع لأنه يفسد الحرف ويلتبس لو حذفت واحدةٌ منهما‏.‏          


ولا يسكنون هذه التاء في تتكلمون ونحوها ويلحقون ألف الوصل لأن الألف إنما لحقت فاختص بها ما كان في معنى فعل وافعل في الأمر‏.‏          


فأما الأفعال المضارعة لأسماء الفاعلين فإنها لا تلحقها كما لا تلحق أسماء الفاعلين فأرادوا أن يخلصوه من فعل وافعل‏.‏          


وإن شئت قلت في تتذكرون ونحوها‏:‏ تذكرون كما قلت‏:‏ تكلمون وهي قراءة أهل الكوفة فيما بلغنا‏.‏          


ولا يجوز حذف واحدةٍ منهما يعني من التاء والذال في تذكرون لأنه حذف منها حرفٌ قبل ذلك وهو التاء وكرهوا أن يحذفوا آخر لأنه كره الالتباس وحذف حرفٍ جاء لمعنى المخاطبة والتأنيث‏.‏          


ولم تكن لتحذف الذال وهي من نفس الحرف فتفسد الحرف وتخل به ولم يروا ذلك محتملاً إذا كان البيان عربياً‏.‏


وكذلك أنزلت التاء التي جاءت للإخبار عن مؤنث والمخاطبة‏.‏          


وأما الدكر فإنهم كانوا يقلبونها في مدكرٍ وشبهه فقلبوها هنا وقلبها شاذٌّ شبيهٌ بالغلط‏.‏
 


المجلد العاشر.. والأخير - صفحة 2 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 51501
العمر : 72

المجلد العاشر.. والأخير - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلد العاشر.. والأخير   المجلد العاشر.. والأخير - صفحة 2 Emptyالسبت 13 أكتوبر 2018, 1:49 pm

باب الحرف الذي يضارع به حرفٌ من موضعه والحرف الذي يضارع به ذلك الحرف وليس من موضعه

المجلد العاشر.. والأخير - صفحة 2 1910

فأما الذي يضارع به الحرف الذي من مخرجه فالصاد الساكنة إذا كانت بعدها الذال‏.‏          


وذلك نحو‏:‏ مصدرٍ وأصدر والتصدير لأنهما قد صارتا في كلمة واحدة كما صارت مع التاء في كلمة واحدة في افتعل فلم تدغم الصاد في التاء لحالها التي ذكرت لك‏.‏          


ولم تدغم الذال فيها ولم تبدل لأنها ليست بمنزلة اصطبر وهي من نفس الحرف‏.‏          


فلما كانتا من نفس الحرف أجريتا مجرى المضاعف الذي هو من نفس الحرف من باب مددت فجعلوا الأول تابعاً للآخر فضارعوا به أشبه الحروف بالذال من موضعه وهي الزاي لأنها مجهورة غير مطبقة‏.‏          


ولم يبدلوها زاياً خالصةً كراهية الإجحاف بها للإطباق كما كرهوا ذلك فيما ذكرت لك من قبل هذا‏.‏          


وسمعنا العرب الفصحاء يجعلونها زاياً خالصة كما جعلوا الإطباق ذاهباً في الإدغام‏.‏          


وذلك قولك في التصدير‏:‏ التزدير وفي الفصد‏:‏ الفزد وفي أصدرت‏:‏ أزدرت‏.‏          


وإنما دعاهم إلى أن يقربوها ويبدلوها أن يكون عملهم من وجهٍ واحد وليستعملوا ألسنتهم في ضربٍ واحد إذ لم يصلوا إلى الإدغام ولم يجسروا على إبدال الذال صاداً لأنها ليست بزيادة كالتاء في افتعل‏.‏          


والبيان عربيٌّ‏.‏          


فإن تحركت الصاد لم تبدل لأنه قد وقع بينهما شيء فامتنع من الإبدال إذ كان يترك الإبدال وهي ساكنة ولكنهم قد يضارعون بها نحو صاد صدقت‏.‏          


والبيان فيها أحسن‏.‏          


وربما ضارعوا بها وهي بعيدة نحو مصادر والصراط لأن الطاء كالدال والمضارعة هنا وإن بعدت الدال بمنزلة قولهم‏:‏ صويقٌ ومصاليق فأبدلوا السين صاداً كما أبدلوها حين لم يكن بينهما شيء في‏:‏ صقت ونحوه‏.‏          


ولم تكن المضارعة هنا الوجه لأنك تخل بالصاد لأنها مطبقة وأنت في صقت تضع في موضع السين حرفاً أفشى في الفم منها للإطبقاق فلما كان البيان ههنا أحسن لم يجز البدل‏.‏          


فإن كانت سينٌ في موضع الصاد وكانت ساكنةً لم يجز إلا الإبدال إذا أردت التقريب وذلك قولك في التسدير‏:‏ التزدير وفي يسدل ثوبه‏:‏ يزدل ثوبه لأنها من موضع الزاي وليست بمطبقة فيبقى لها الإطباق‏.‏          


والبيان فيها أحسن لأن المضارعة في الصاد أكثر وأعرف منها في السين والبيان فيهما أكثر أيضاً‏.‏          


وأما الحرف الذي ليس من موضعه فالشين لأنها استطالت حتى خالطت أعلى الثنيتين وهي في الهمس والرخاوة كالصاد والسين وإذا أجريت فيها الصوت وجدت ذلك بين طرف لسانك وانفراج أعلى الثنيتين وذلك قولك‏:‏ أشدق فتضارع بها الزاي‏.‏          


والبيان أكثر وأعرف وهذا عربيٌّ كثير‏.‏          


والجيم أيضاً قد قربت منها فجعلت بمنزلة الشين‏.‏         


 من ذلك قولهم في الأجدر‏:‏ أشدر‏.‏          


وإنما حملهم على ذلك أنها من موضع حرفٍ قد قرب من الزاي كما قلبوا النون ميماً مع الياء إذ كانت الياء في موضع حرف تقلب النون معه ميماً وذلك الحرف الميم‏.‏          


يعني إذا أدغمت النون في الميم وقد قربوها منها في افتعلوا حين قالوا اجدمعوا أي اجتمعوا واجدرءوا يريد اجترءوا لما قربها منها في الدال وكان حرفاً مجهوراً قربها منها في افتعل لتبدل الدال مكان التاء وليكون العمل من وجه واحد‏.‏          


ولا يجوز أن يجعلها زاياً خالصة ولا الشين لأنهما ليسا من مخرجها‏.‏
 


المجلد العاشر.. والأخير - صفحة 2 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 51501
العمر : 72

المجلد العاشر.. والأخير - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلد العاشر.. والأخير   المجلد العاشر.. والأخير - صفحة 2 Emptyالسبت 13 أكتوبر 2018, 1:52 pm

باب ما تقلب فيه السين صاداً في بعض اللغات

المجلد العاشر.. والأخير - صفحة 2 1910

تقلبها القاف إذا كانت بعدها في كلمة واحدة وذلك نحو‏:‏ صقت وصبقت‏.‏          


وذلك أنها من أقصى اللسان فلم تنحدر انحدار الكاف إلى الفم وتصعدت إلى ما فوقها من الحنك الأعلى‏.‏      


والدليل على ذلك أنك لو جافيت بين حنكيك فبالغت ثم قلت‏:‏ قق قق لم تر ذلك مخلاً بالقاف‏.‏          


ولو فعلته بالكاف وما بعدها من حروف اللسان أخل ذلك بهن‏.‏          


فهذا يدلك على أن معتمدها على الحنك الأعلى‏.‏          


فلما كانت كذلك أبدلوا من موضع السين أشبه الحروف بالقاف ليكون العمل من وجهٍ واحد وهي الصاد لأن الصاد تصعد إلى الحنك الأعلى للإطباق فشبهوا هذا بإبدالهم الطاء في مصطبرٍ الدال في مزدجرٍ ولم يبالوا ما بين السين والقاف من الحواجز وذلك لأنها قلبتها على بعد المخرجين‏.‏          


فكما لم يبالوا بعد المخرجين لم يبالوا ما بينهما من الحروف إذا كانت تقوى عليها والمخرجان متفاوتان‏.‏  


ومثل ذلك قولهم‏:‏ هذه حلبلابٌ‏.‏          


فلم يبالوا ما بينهما وجعلوه بمنزلة عالم‏.‏          


وإنما فعلوا هذا لأن الألف قد تمال في غير الكسر نحو‏:‏ صار وطار وغزا وأشباه ذلك‏.‏          


فكذلك القاف لما قويت على البعد لم يبالوا الحاجز‏.‏          


والخاء والغين بمنزلة القاف وهما من حروف الحلق بمنزلة القاف من حروف الفم وقربهما من الفم كقرب القاف من الحلق وذلك نحو‏:‏ صالغ في سالغ وصلخ في سلخ‏.‏          


فإذا قلت زقاً أو زلق لم تغيرها لأنها حرف مجهور ولا تتصعد كما تصعدت الصاد من السين وهي مهموسة مثلها فلم يبلغوا هذا إذ كان الأعرب الأكثر الأجود في كلامهم ترك السين على حالها‏.‏          


وإنما يقولها من العرب بنو العنبر‏.‏          


وقالوا صاطعٌ في ساطعٍ لأنها في التصعد مثل القاف وهي أولى بذا من القاف لقرب المخرجين والإطباق‏.‏  


ولا يكون هذا في التاء إذا قلت نتق ولا في الثاء إذا قلت ثقب فتخرجها إلى الظاء لأنها ليست كالظاء في الجهر والفشو في الفم‏.‏          


والسين كالصاد في الهمس والصفير والرخاوة فإنما فإن قيل‏:‏ هل يجوز في ذقطها أن تجعل الذال ظاء لأنهما مجهورتان ومثلان في الرخاوة فإنه لا يكون لأنها لا تقرب من القاف وأخواتها قرب الصاد ولأن القلب أيضاً في السين ليس بالأكثر لأن السين قد ضارعوا بها حرفاً من مخرجها وهو غير مقاربٍ لمخرجها ولا حيزها وإنما بينها وبين القاف مخرجٌ واحد فلذلك قربوا من هذا المخرج ما يتصعد إلى القاف‏.‏          


وأما التاء والثاء فليس يكون في موضعهما هذا ولا يكون فيهما مع هذا ما يكون في السين من البدل قبل الدال في التسدير إذا قلت‏:‏ التزدير‏.‏         


 ألا ترى أنك لو قلت التثدير لم تجعل الثاء ذالاً لأن الظاء لا تقع هنا‏.‏
 


المجلد العاشر.. والأخير - صفحة 2 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 51501
العمر : 72

المجلد العاشر.. والأخير - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلد العاشر.. والأخير   المجلد العاشر.. والأخير - صفحة 2 Emptyالسبت 13 أكتوبر 2018, 2:00 pm

باب ما كان شاذاً مما خففوا على ألسنتهم وليس بمطرد
المجلد العاشر.. والأخير - صفحة 2 1910
فمن ذلك ستٌّ وإنما أصلها سدسٌ‏.‏          


وإنما دعاهم إلى ذلك حيث كانت مما كثر استعماله في كلامهم أن السين مضاعفة وليس بينهما حاجزٌ قويٌّ والحاجز أيضاً مخرجه أقرب المخارج إلى مخرج السين فكرهوا إدغام الدال فيزداد الحرف سيناً فتلتقي السينات‏.‏          


ولم تكن السين لتدغم في الدال لما ذكرت لك فأبدلوا مكان السين أشبه الحروف بها من موضع الدال لئلا يصيروا إلى أثفل مما فروا منه إذا أدغموا‏.‏          


وذلك الحرف التاء كأنه قال سدتٌ ثم أدغم الدال في التاء‏.‏          


ولم يبدلوا الصاد لأنه ليس بينهما إلا الإطباق‏.‏          


ومثل مجيئهم بالتاء قولهم‏:‏ ييجل كسروا ليقلبوا الواو ياءً‏.‏          


وقولهم أدلٍ لأنهم لو لم يكسروا لم تصر ياءً‏.‏          


كما أنهم لو لم يجيئوا بالتاء لم يكن إدغامٌ‏.‏          


ومن ذلك قولهم‏:‏ ودٌّ وإنما أصله وتدٌ وهي الحجازية الجيدة‏.‏          


ولكن بني تميم أسكنوا التاء كما قالوا في فخذ‏:‏ فخذٌ فأدغموا‏.‏          


ولم يكن هذا مطرداً لما ذكرت لك من الالتباس حتى تجشموا وطداً ووتداً وكان الأجود عندهم تدةً وطدةً إذ كانوا يتجشمون البيان‏.‏          


ومما بينوا فيه قولهم‏:‏ عتدانٌ وقال بعضهم‏.‏          


عتدانٌ فراراً من هذا‏.‏          


وقد قالوا‏:‏ عدانٌ شبهوه بودٍ‏.‏          


وقلما تقع في كلامهم ساكنة يعني التاء في كلمةٍ قبل الدال لما فيه من الثقل فإنما يفرون بها إلى موضع تتحرك فيه‏.‏          


فهذا شاذ مشبه بما ليس مثله نحو يهتدي ويقتدي‏.‏          


ومن الشاذ قولهم‏:‏ أحست ومست وظلت لما كثر في كلامهم كرهو التضعيف وكرهوا تحريك هذا الحرف الذي لا تصل إليه الحركة في فعلت وفعلن الذي هو غير مضاعف فحذفوا كما حذفوا التاء من قولهم‏:‏ يستطيع فقالوا‏:‏ يسطيع حيث كثرت كراهية تحريك السين وكان هذا أحرى إذ كان زائداًن استثقلوا في يسطيع التاء مع الطاء وكرهوا أن يدغموا التاء في الطاء فتحرك السين وهي لا تحرك أبداً فحذفوا التاء‏.‏          


ومن قال يسطيع فإنما زاد السين على أطاع يطيع وجعلها عوضاً من سكون موضع العين‏.‏          


ومن الشاذ قولهم‏:‏ تقيت وهو يتقي ويتسع لما كانتا مما كثر في كلامهم وكانتا تاءين حذفوا كما حذفوا العين من المضاعف نحو أحست ومست‏.‏          


وكانوا على هذا أجرأ لأنه موضع حذفٍ وبدلٍ‏.‏          


والمحذوفة‏:‏ التي هي مكان الفاء‏.‏          


ألا ترى أن التي تبقى متحركةٌ‏.‏          


وقال بعضهم‏:‏ استخذ فلانٌ أرضاً يريد اتخذ أرضاً كأنهم بدلوا السين مكان التاء في اتخذ كما أبدلوا حيث كثرت في كلامهم وكانتا تاءين فأبدلوا السين مكانها كما أبدلت التاء مكانها في ستٍ‏.‏          


وإنما فعل هذا كراهية التضعيف‏.‏          


ومثل ذلك قول بعض العرب‏:‏ الطجع في اضطجع أبدل اللام مكان الضاد كراهية التقاء المطبقين فأبدل مكانها أقرب الحروف منها في المخرج والانحراف‏.‏          


وقد بين ذلك‏.‏          


وكذلك السين لم تجد حرفاً أقرب إلى التاء في المخرج والهمس حيث أرادوا التخفيف منها‏.‏          


وإنما فعلوا هذا لأن التضعيف مستثقل في كلامهم‏.‏          


وفيها قولٌ آخر أن يكون استفعل فحذف التاء للتضعيف من استتخذ كما حذفوا لام ظلت‏.‏          


وقال بعضهم في يستطيع‏:‏ يستيع‏.‏          


فإن شئت قلت‏:‏ حذف الطاء كما حذف لام ظلت وتركوا الزيادة كما تركوها في تقيت‏.‏          


وإن شئت قلت‏:‏ أبدلوا التاء مكان الطاء ليكون ما بعد السين مهموساً مثلها كما قالوا‏:‏ ازدان ليكن ما بعده مجهوراً فأبدلوا من موضعها أشبه الحروف بالسين فأبدلوها مكانها كما تبدل هي مكانها في الإطباق‏.‏          


ومن الشاذ قولهم في بني العنبر وبني الحارث‏:‏ بلعنبر وبلحارث بحذف النون‏.‏          


وكذلك يفعلون بكل قبيلةٍ تظهر فيها لام المعرفة‏.‏          


فأما إذا لم تظهر اللام فيها فلا يكون ذلك لأنها لما كانت مما كثر في كلامهم وكانت اللام والنون قريبتي المخارج حذفوها وشبهوها بمست لأنهما حرفان متقاربان ولم يصلوا إلى الإدغام كما لم يصلوا في مسست لسكون اللام‏.‏          


وهذا أبعد لأنه اجتمع فيه أنه منفصل وأنه ساكن لا يتصرف تصرف الفعل حين تدركه الحركة‏.‏          


ومثل هذا قول بعضهم‏:‏ علماء بنو فلانٍ فحذف اللام يريد‏:‏ على الماء بنو فلانٍ‏.‏          


وهي عربية‏.‏


تم بحمد الله وتوفيقه نسخ وتنسيق هذا الكتاب القيِّم بواسطة إدارة منتدى: (إنما المؤمنون إخوة).

الرابط:
https://almomenoon1.0wn0.com/


المجلد العاشر.. والأخير - صفحة 2 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
المجلد العاشر.. والأخير
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 2 من اصل 2انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الـثـقــافـــــــــة والإعـــــــــلام :: كـتــــاب سـيـبـويــــــه-
انتقل الى: