قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.
يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب):"لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين)فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُمِصْرَعلى سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض،والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
المهندس حسن فتحيفيلسوف العمارة ومهندس الفقراء:هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية،وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول،اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن،ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كوروناغير المتوقعة للبشريةأنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباءفيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض..فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي"رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي(رحمه الله)قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني،وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.
فإن قلت: لا أجعل إحداهما زائدة إلا باشتقاق منه ما لا تضعيف فيه أو أن يكون على مثالٍ لا يكون عليه بنات الأربعة والخمسة - دخل عليك أن تقول: القلف بمنزلة الهجرع وإن اللام بمنزلة الراء والجيم وإن اللام في جلوزٍ بمنزلة الدال والراء في فردوسٍ وإن الباء في الجباء بمنزلة الراء والطاء في قرطاس.
فإذا قلت هذا فقد قلت ما لا يقوله أحد.
فهذا المضاعف الزيادة منه فيما ذكرت لك كالألف رابعةً فيما مضى.
وقد تدخل بين الحرفين الزيادة وذلك نحو: شملالاٍ وزحليلٍ وبهلولٍ وعثوثلٍ وفرندادٍ وعقنقل وخفيفدٍ.
فكما جعلت إحداهما زائدة وليس بينهما شيء كذلك جعلت إحداهما زائدة وبينهما حرف.
وقد تبين لك أنهم يفعلون ذلك في شملال لأنهم يقولون: طملٌّ وشملةٌ وفي شمليل وعقنقلٍ وعثوثل لأنك تقول: عثولٌّ.
فقد تبين لك بهذا أن التضعيف ههنا بمنزلته إذا لم يكن بينهما شيء كما صار ما لم يفصل بينه بكثرة ما اشتق منه مما ليس فيه تضعيف بمنزلة ما فيه ألف رابعة.
وكذلك المضاعف في عدبس وقفعددٍ وجميع هذا النحو في التضعيف.
كما ضوعفت العين وحدها واللام وحدها وذلك نحو: ذرحرح وحلبلابٍ وصمحمحٍ وبرهرهةٍ وسرطراط.
يدلك على ذلك قولهم: ذراحٌ فكما ضاعفوا الراء كذلك ضاعفوا الراء والحاء.
وقالوا الحلب وإنما يعنون الحلبلاب.
وكذلك على ذلك قولهم: صمامح وبراره.
فلو كانت بمنزلة سفرجلٍ لم يكسروها للجمع ولم يحذفوا منها لأنهم يكرهون أن يحذفوا ما هو من نفس الحرف.
ألا تراهم لم يفعلوا ذلك ببنات الخمسة وفروا إلى غير ذلك حين أرادوا أن يجمعوا.
وقولهم سرطراطٌ دليلٌ لأنه ليس في الكلام سفرجالٌ.
وأدخلوا الألف ههنا كما أدخلوها في حلبلابٍ.
وكذلك: مرمريسٌ ضاعفوا الفاء والعين كما ضاعفوا العين واللام ألا ترى أن معناه معنى المراسة.
فإذا رأيت الحرفين ضوعفا فاجعل اثنين منهما زائدين كما تجعل أحد الاثنين فيما ذكرت لك زائداً.
ولا تكلفن أن تطلب ما اشتق منه بلا تضعيف فيه كما لا تكلفه في الأول الذي ضوعف فيه الحرف.
عدل سابقا من قبل أحمد محمد لبن Ahmad_M_Lbn في السبت 13 أكتوبر 2018, 2:07 pm عدل 1 مرات
فأما جعفرٌ فمن بنات الأربعة لا زيادة فيه لأنه ليس شيء من أمهات الزوائد فيه ولا حروف الزوائد التي تجعلها زوائد بثبت وإنما بنات الأربعة صنفٌ لا زيادة فيه كما أن بنات الثلاثة صنفٌ لا زيادة فيه.
وأما سفرجلٌ فمن بنات الخمسة وهو صنفٌ من الكلام وهو الثالث وقصته كقصة جعفرٍ.
فالكلام لا زيادة فيه ولا حذف على هذه الأصناف الثلاثة.
فمن زعم أن الراء في جعفرٍ زائدة أو الفاء فهو ينبغي له أن يقول: إنه فعلرٌ وفعفلٌن وينبغي له إن جعل الأولى زائدة أن يقول جفعلٌ وإن جعل الثاني أو الثالث أن يقول فععلٌ وفعفلٌ.
وينبغي له أن يقول في غلفقٍ فعلقٌ وإن جعل الأولى زائدة أن يقول غفعل لأنه يجعلهن كحروف الزوائد.
فكما تقول أفعل وفوعل وفعولٌ وفعلنٌ كذلك تقول هذا لأنه لابد لك من أن تجعل إحداهما بمنزلة الألف والياء والواو.
وينبغي له أن يجعل الأخيرين في فرزدقٍ زائدين فيقول فعلدق.
فإذا قال هذا النحو جعل الحروف غير الزوائد زوائد وقال ما لا يقوله أحد.
وينبغي له إن جعل الأولين زائدين أن يكون عنده فرفعل.
وإن جعل الحرفين الزائدين الزاي والدال قال فعزدل.
فهذا قبيح لا يقوله أحد.
ولا تقول فعللٌ ولا فعللٌ لأنك لم تضعف شيئاً وإنما يجوز هذا أن تجعله مثالاً.
من مواضع الحروف غير الزوائد سألت الخليل فقلت: سلمٌ أيتهما الزائدة فقال: الأولى هي الزائدة لأن الواو والياء والألف يقعن ثواني في فوعل وفاعل وفيعل.
وقال في فعلل وفعلٍّ ونحوهما: الأولى هي الزائدة لأن الواو والياء والألف يقعن ثوالث نحو: جدولٍ وعثيرٍ وشمال.
وكذلك: عدبسٌ ونحوه جعل الأولى بمنزلة واو فدوكسٍ وياء عميثلٍ.
وكذلك: قفعددٌ جعل الأولى بمنزلة واو كنهورٍ.
وأما غيره فجعل الزوائد هي الأواخر وجعل الثالثة في سلم وأخواتها هي الزائدة لأن الواو تقع ثالثة في جدولٍ والياء في عثيرٍ.
وجعل الآخرة في مهدد ونحوه بمنزلة الألف في معزىً وتترىً وجعل الآخرة في خدبٍّ بمنزلة النون في خلفنةٍ وجعل الآخرة في عدبسٍ بمنزلة الواو في كنهور وبلهور.
وجعل الآخرة في قرشبٍ بمنزلة الواو في قندأوٍ وجعل الخليل الأولى بمنزلة الواو في فردوسٍ.
وكلا الوجهين صوابٌ ومذهب.
وأما الهمقع والزملق فبمنزلة العدبس إحدى الميمين زائدة في قول الخليل وغيره سواءٌ.
وأما الهمرش فإنما هي بمنزلة القهبلس فالأولى نون يعني إحدى الميمين نون ملحقة بقهبلس لأنك لا تجد في بنات الأربعة على مثال فعللٍ.
وأما الهمقع فلا تجعل الأولى نوناً لأنا لم نجد في بنات الخمسة على سفرجلٍ فتقول: الأولى نون لأنه ليس في بنات الخمسة على مثال فعلللٍ.
فلما لم يكن ذلك في الخمسة جعلنا الأولى ميماً على حالها حتى يجيء ما يخرجها من ذلك ويبين أنها غير ميم.
كما أنك لا تجعل الأولى في غطمشٍ نوناً غلا بثبت فكذلك هذه فهي عندنا بمنزلة دبخسٍ في بنات الأربعة.
يقول: لما لم يكن في بنات الخمسة على مثال سفرجلٍ لم تكن الأولى من الميمين اللتين في همقع نوناً فتكون ملحقة بهذا البناء لأنه ليس في الكلام ولكنا نقول: هي ميم مضعفة لأن العين وحدها لا تلحق بناء ببناء.
ولا ينكر تضعيف العين في بنات الثلاثة والأربعة والخمسة.
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
موضوع: رد: المجلد العاشر.. والأخير الثلاثاء 09 أكتوبر 2018, 7:24 am
باب نظائر ما مضى من المعتل وما اختص به من البناء دون ما مضى والهمزة والتضعيف
هذا باب ما كانت الواو فيه أولاً وكانت فاء
وذلك نحو: وعد يعد ووجل يوجل.
وقد تبين وجه يفعل فيهما فيما مضى وتركنا أشياء ههنا لأنه قد تبين اعتلاله فيما مضى وإعرابه.
اعلم أن هذه الواو إذا كانت مضمومة فأنت بالخيار إن شئت تركتها على حالها وإن شئت أبدلت الهمزة مكانها وذلك نحو قولهم في ولد: ألد وفي وجوهٍ: أجوهٌ.
وإنما كرهوا الواو حيث صارت فيها ضمةٌ كما يكرهون الواوين فيهمزون نحو قؤولٍ ومؤونة.
وأما الذين لم يهمزوا فإنهم تركوا الحرف على أصله كما يقولن قوولٌ فلا يهمزون ومع ذلك أن هذه الواو ضعيفة تحذف وتبدل فأرادوا أن يضعوا مكانها حرفاً أجلد منها.
ولما كانوا يبدلونها وهي مفتوحة في مثل وناةٍ وأناةٍ كانوا في هذا أجدر أن يبدلوا حيث دخله ما يستثقلون فصار الإبدال فيه مطرداً حيث كان البدل يدخل فيما هو أخف منه.
وقالوا: وجم وأجم ووناةٌ وأناةٌ.
وقالوا أحدٌ وأصله وحدٌ لأنه واحد فأبدلوا الهمزة لضعف الواو عوضاً لما يدخلها من الحذف والبدل.
وليس ذلك مطرداً في المفتوحة ولكن ناساً كثيراً يجرون الواو إذا كانت مكسورة مجرى المضمومة فيهمزون الواو المكسورة إذا كانت أولاً كرهوا الكسرة فيها كما استثقل في ييجل وسيدٍ وأشباه ذلك.
فمن ذلك قولهم: إسادةٌ وإعاءٌ.
وسمعناهم ينشدون البيت لابن مقبل: إلا الإفادة فاستولت ركائبنا عند الجبابير بالبأساء والنعم وربما أبدلوا التاء مكان الواو في نحو ما ذكرت لك إذا كانت أولاً مضمومة لأن التاء من حروف الزيادة والبدل كما أن الهمزة كذلك.
وليس إبدال التاء في هذا بمطرد.
فمن ذلك قولهم: تراثٌ وإنما هي من ورث كما أن أناةً من ونيت لأن المرأة تعل كسولاً.
كما أن أحداً من واحدٍ وأجم من وجم حيث قالوا: أجم كذلك لأنهم قد أبدلوا الهمزة مكان الواو المفتوحة والمكسورة أولاً.
ومن ذلك التخمة لأنها من الوخامة.
والتكأة لأنها من توكأت.
والتكلان لأنها من توكلت.
والتجاه لأنها من واجهت.
وقد دخلت على المفتوحة كما دخلت الهمزة عليها وذلك قولهم: تيقورٌ.
وزعم الخليل أنها من فإن يكن أمسى البلى تيقوري أراد: فإن يكن أمسى البلى وقاري.
وهو فيعولٌ.
وإذا التقت الواوان أولاً أبدلت الأولى همزة ولا يكون فيها إلا ذلك لأنهم لما استثقلوا التي فيها الضمة فأبدلوا وكان ذلك مطرداً إن شئت أبدلت وإن شئت لم تبدل لم يجعلوا في الواوين إلا البدل لأنهما أثقل من الواو والضمة.
فكما اطرد البدل في المضموم كذلك لزم البدل في هذا.
وربما أبدلوا التاء إذا التقت الواوان كما أبدلوا التاء فيما مضى.
وليس ذلك بمطرد ولم يكثر في هذا كما كثر في المضموم لأن الواو مفتوحة فشبهت بواو وحدٍ.
فكما قلت في هذه الواو وكانت قد تبدل منها كذلك قلت في هذه الواو.
وذلك قولهم: تولجٌ.
زعم الخليل أنها فوعل فأبدلوا التاء مكان الواو وجعل فوعلاً أولى بها من تفعلٍ لأنك لا تكاد تجد في الكلام تفعلاً اسماًن وفوعلٌ كثير.
ومنهم من يقول: دولج يريد تولجٌ وهو المكان الذي تلج فيه.
وسألت الخليل عن فعلٍ من وأيت فقال: وؤىٌ كما ترى.
فسأته عنها فيمن خفف الهمز فقال: أويٌ كما ترى فأبدل من الواو همزة فقال: لابد من الهمزة لأنه لا يلتقي واوان في أول الحرف.
فأما قصة الياء والواو فستبين في موضعها إن شاء الله.
وكذلك هي من وألت.
من هذه الواوات التي تكون في موضع الفاء وذلك في الافتعال وذلك قولك: متقدٌ ومتعدٌ واتعد واتقد واتهموا في الاتعاد والاتقاد من قبل أن هذه الواو تضعف ههنا فتبدل إذا كان قبلها كسرة وتقع بعد مضموم وتقع بعد الياء.
فلما كانت هذه الأشياء تكنفها مع الضعف الذي ذكرت لك صارت بمنزلة الواو في أول الكلمة وبعدها واوٌ في لزوم البدل لما اجتمع فيها فأبدلوا حرفاً أجلد منها لا يزول.
وهذا كان أخف عليهم.
وأما ناسٌ من العرب فإنهم جعلوها بمنزلة واو قال فجعلوها تابعة حيث كانت ساكنة كسكونها وكانت معتلةً فقالوا: إيتعد كما قالوا قيل وقالوا: ياتعد كما قالوا قال.
وقالوا: موتعدٌ كما قالوا قول.
وقد أبدلت في أفعلت وذلك قليل غير مطرد من قبل أن الواو فيها ليس يكون قبلها كسرة تحولها في جميع تصرفها فهي أقوى من افتعل.
فمن ذلك قولهم: أتخمه وضربه حتى أتكأه وأتلجه يريد أولجه وأتهم لأنه من التوهم ودعاهم إلى ذلك ما دعاهم إليه في تيقور لأنها تلك الواو التي تضعف فأبدلوا أجلد منها ومع هذا أنها تقع في يفعل ويفعل بعد ضمة.
فأما التقية فبمنزلة التيقور وهو أتقاهما في كذلك والتقى كذلك.
وذلك إذا سكنت وقبلها كسرة فمن ذلك قولهم: الميزان والميعاد وإنما كرهوا ذلك كما كرهوا الواو مع الياء في ليةٍ وسيدٍ ونحوهما وكما يكرهون الضمة بعد الكسرة حتى إنه ليس في الكلام أن يكسرا أول حرف ويضموا الثاني نحو فعل ولا يكون ذلك لازماً في غير الأول أيضاً إلا أن يدركه الإعراب نحو قولك: فخذٌ كما ترى وأشباهه.
وترك الواو في موزانٍ أثقل من قبل أنه ساكن فليس يحجزه عن الكسر شيءٌ.
ألا ترى أنك إذا قلت وتدٌ قوي البيان للحركة فإذا أسكنت التاء لم يكن إلا الإدغام لأنه ليس بينهما حاجزٌ فالواو والياء بمنزلة الحروف التي تداني في المخارج لكثرة استعمالهم إياهما وأنهما لا تخلو الحروف منهما ومن الألف أو بعضهن فكان العمل من وجهٍ واحد أخف عليهم كما أن رفع اللسان من موضع واحد أخف عليهم في الإدغام وكما أنهم إذا أدنوا الحرف من الحرف كان أخف عليهم نحو قولهم: ازدان واصطبر فهذه قصة الواو والياء.
فإذا كانتا ساكنتين وقبلهما فتحةٌ مثل موعدٍ وموقفٍ لم تقلب ألفاً لخفة الفتحة والألف عليهم.
ألا تراهم يفرون إليها.
وقد بين من ذلك أشياءٌ فيما مضى وستبين فيما يستقبل إن شاء الله.
وتحذفان في مواضع وتثبت الألف.
وإنما خفت الألف هذه الخفة لأنه ليس منها علاج على اللسان والشفة ولا تحرك أبداً فإنما هي بمنزلة النفس فمن ثم لم تثقل ثقل الواو عليهم ولا الياء لما ذكرت لك من خفة مؤنها.
وإذا قلت مودٌّ ثبتت الواو لأنها تحركت فقويت ولم تقو الكسرة قوة الياء في ميت ونحوها.
وتقول في فوعلٍ من وعدت: أوعدٌ لأنهما واوان التقتا في أول الكلمة.
وتقول في فيعولٍ: ويعودٌ لأنه لم يلتق واوان ولم تغيرها الياء لأنها متحركة وإنما هي بمنزلة واو ويح وويل.
وتقول في أفعولٍ: أوعود ويفعولٍ: يوعودٌ ولا تغير الواو كما لا تغي يومٌ.
وسنبين لم كان ذلك فيما يلتقي من الواوات والياءات إن شاء الله.
وتقول في تفعلةٍ من وعدت ويفعلٍ إذا كانا اسمين ولم يكونا من الفعل: توعدةٌ ويوعدٌ كما تقول في الموضع والموركة.
فإنما الياء والتاء بمنزلة هذه الميم ولم تذهب الواو كما ذهبت من الفعل ولم تحذف من موعدٍ لأنه ليس فيه من العلة ما في يعد ولأنها اسم.
ويدلك على أن الواو تثبت قولهم: توديةٌ وتوسعةٌ وتوصيةٌ.
فأما فعلةٌ إذا كانت مصدراً فإنهم يحذفون الواو منها كما يحذفونها من فعلها لأن الكسرة يستثقل في الواو فاطرد ذلك في المصدر وشبه بالفعل إذ كان الفعل تذهب الواو منه وإذ كانت المصادر تضارع الفعل كثيراً في قيلك: سقياً وأشباه ذلك.
فإذا لم تكن الهاء فلا حذف لأنه ليس عوض.
وقد أتموا فقالوا: وجهةٌ في جهة.
وإنما فعلوا ذلك بها مكسورة كما يفعل بها في الفعل وبعدها الكسرة فبذلك شبهت.
فأما في الأسماء فتثبت قالوا: ولدةٌ وقالوا: لدةٌ كما حذفوا عدةً.
وإنما جاز فيما كان من المصادر مكسور الواو إذا كان فعلةً لأنه بعدد يفعل ووزنه فيلقون حركة الفاء على العين كما يفعلون ذلك في الهمزة إذا حذفت بعد ساكن.
فإن بنيت اسماً من وعد على فعلةٍ: قلت وعدةٌن وإن بنيت مصدراً قلت عدةٌ.
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
موضوع: رد: المجلد العاشر.. والأخير الثلاثاء 09 أكتوبر 2018, 7:28 am
باب ما كانت الياء فيه أولاً وكانت فاءً
وذلك نحو قولهم: يسر ييسير ويئس ييئس ويعر ييعر ويل ييل من الأيل في الأسنان وهو انثناء الأسنان إلى داخل الفم.
وقد بينا يفعل منه وأشياء فيما مضى فنترك ذكرها ههنا لأنها قد بينت.
واعلم أن هذه الياء إذا ضمت لم يفعل بها ما يفعل بالواو لأنها كياء بعدها واوٌ نحو: حيودٍ ويومٍ وأشباه ذلك وذاك لأن الياء أخف من الواو عندهم.
ألا تراها أغلب على الواو من الواو عليها وهي أشبه بالألف فكأنها واو قبلها ألف نحو: عاود وطاول وذلك قولهم: يئس ويبس.
يدلك على أن الياء أخف عليهم من الواو أنهم يقولون: ييئس وييبس فلا يحذفون موضع الفاء كما حذفوا يعد.
وكذلك فواعل تقول: يوابس.
فإن أسكنتها وقبلها ضمةٌ قلبتها واواً كما قلبت الواو ياء في ميزان وذلك نحو: موقنٍ وموسرٍ وموئسٍ وموبسٍن ويا زيد وإس وقد قال بعضهم: يا زيد يئس شبهها بقيل.
وزعموا أن أبا عمرٍو قرأ: يا صالحيتنا جعل الهمزة ياءً ثم لم يقلبها واواً.
ولم يقولوا هذا في الحرف الذي ليس منفصلاً.
وهذه لغة ضعيفة لأن قياس هذا أن تقول: يا غلا موجل.
والياء توافق الواو في افتعل في أنك تقلب الياء تاء في افتعل من اليبس تقول: اتبس ومتبسٌ ويتبس لأنها قد تقلب تاء ولأنها قد تضعف ههنا فتقلب واواً لو جاءوا بها على الأصل في مفتعلٍ وافتعل وهي في موضع الواو وهي أختها في الاعتلال فأبدلوا مكانها حرفاً هو أجلد منها حيث كانت فاء وكانت أختها فيما ذكرت لك فشبهوها بها.
وقد قالوا: يا تئس ويا تبس فجعلوها بمنزلتها إذ صارت بمنزلتها في التاء فليست تطرد العلة إلا فيما ذكرت لك إلا أن يشذ حرف قالوا: يبس يابس كما قالوا يئس يئس فشبهوها بيعد.
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
موضوع: رد: المجلد العاشر.. والأخير الخميس 11 أكتوبر 2018, 7:30 am
باب ما الياء والواو فيه ثانية
وهما في موضع العين منه اعلم أن فعلت وفعلت وفعلت منهما معتلة كما تعتل ياء يرمي وواو يغزو.
وإنما كان هذا الاعتلال في الياء والواو لكثرة ما ذكرت لك من استعمالهم إياهما وكثرة دخولهما في الكلام وأنه ليس يعرى منهما ومن الألف أو من بعضهن.
فلما اعتلت هذه الأحرف جعلت الحركة التي في العين مخولة على الفاء وكرهوا أن يقروا حركة الأصل حيث اعتلت العين كما أن يفعل من غزوت لا تكون حركة عينه إلا من الواو وكما أن يفعل من رميت لا تكون حركة عينه إلا من الياء حيث اعتلت فكذلك هذه الحروف حيث اعتلت جعلت حركتهن على ما قبلهن كما جعلت من الواو والياء حركة ما قبلها لئلا تكون في الاعتلال على حالها إذا لم تعتل.
ألا ترى أنك تقول: خفت وهبت فعلت فألقوا حركتها على الياء وأذهبوا حركة الفاء فجعلوا حركتها الحركة التي كانت في المعتل الذي بعدها كما لزم ما ذكرت لك الحركة مما بعده لئلا يجري المعتل على حال الصحيح.
وأما قلت فأصلها فعلت معتلة من فعلت وإنما حولت إلى فعلت ليغيروا حركة الفاء عن حالها لو لم تعتل فلو لم يحولوها وجعلوها تعتل من قولت لكانت الفاء إذا هي ألقي عليها حركة العين غير متغيرة عن حالها لو لم تعتل فلذلك حولوها إلى فعلت فجعلت معتلة منها.
وكانت فعلت أولى بفعلت من الواو من فعلت لأنهم حيث جعلوها معتلة محولة الحركة جعلوا ما حركته منه أولى به كما أن يغزو حيث اعتل لزمه يفعل وجعل حركة ما قبل الواو من الواو فكذلك جعلت حركة هذا الحرف منه.
ويدلك على أن أصله فعلت إنه ليس في الكلام فعلته.
ونظيره في الاعتلال من محول إليه: يعد ويزن.
وقد بين ذلك.
فأما طلت فإنها فعلت لأنك تقول طويل وطوال كما قلت قبح وقبيح ولا يكون طلته كما لا يكون فعلته في شيء واعتلت كما اعتلت خفت وهبت.
وأما بعت فإنها معتلة من فعلت تفعل ولو لم يحولوها إلى فعلت لكان حال الفاء كحال قلت وجعلوا فعلث أولى بها كما أن يفعل من رميت حيث كانت حركة العين محولة من يفعل ويفعل وكذلك زدت كانت الكسرة أولى بها كما كانت الضمة أولى بالواو في قلت.
وليس في بنات الياء فعلت كما أنه ليس في باب رميت فعلت وذلك لأن الياء أخف عليهم من الواو وأكثر تحويلاً للواو من الواو لها وكرهوا أن ينقلوا الخفيف إلى ما يستثقلون.
ودخلت فعلت على بنات الواو كما دخلت في باب غزوت في قوله شقيت وغبيت لأنها نقلت من الأثقل إلى الأخف ولو قلت فعلت في الياء لكنت مخرجاً الأخف إلى الأثقل ولو قلت في باب زدت فعلت فقلت: زدت تزود كما أنك لو قلتها من رميت لكانت رمو يرمو فتضم الزاي كما كسرت الخاء في خفت.
وتقول: تزوج كما تقول: موقن لأنها ساكنة قبلها ضمة.
وقالوا: وجد يجد ولم يقولوا في يفعل يوجد وهو القياس ليعلموا أن أصله يجد.
وقال بعضهم: طلته مثل قلته وهو فعلت منقولة إلى فعلت فعدى علت ولو كانت فعلت لم تتعد.
وإذا قلت يفعل من قلت قلت يقول لأنه إذا قال فعل فقد لزمه يفعل.
وإذا قلت يفعل من بعت قلت يبيع ألزموه يفعل حيث كان محولاً من فعلت ليجري مجرى ما حول إلى فعلت وصار يفعل لهذا لازماً إذ كان في كلامهم فعل يفعل في غير المعتل فكما وافقه في تغيير الفاء كذلك وافقه في يفعل.
وأما يفعل من خفت وهبت.
فإنه يخاف ويهاب لأن فعل يلزمه يفعل وإنما خالفتا يزيد ويبيع لأنهما لم تعتلا محولتين وإنما اعتلتا من بنائهما الذي هو لهما في الأصل فكما اعتلتا في فعلت من البناء الذي هو لهما في الأصل كذلك اعتلتا في يفعل منه.
وإذا قلت فعل من هذه الأشياء كسرت الفاء وحولت عليها حركة العين كما فعلت ذلك في فعلت لتغير حركة الأصل لو لم تعتل كما كسرت الفاء حيث كانت العين منكسرة للاعتلال.
وذلك قولك: خيف وبيع وهب وقيل.
وبعض العرب يقول: خيف وبيع وقيل فيشم إرادة أن يبين أنها فعل.
وبعض من يضم يقول: بوع وقول وخوف وهوب يتبع الياء ما قبلها كما قال موقن.
وهذه اللغات دواخل على قيل وبيع وخيف وهيب والأصل الكسر كما يكسر في فعلت.
فإذا قلت فعل صارت العين تابعة وذلك قولك: باع وخاف وهاب وقال.
ولو لم تجعل تابعةً لالتبس فعل من باع وخاف وهاب بفعل فأتبعوهن قال حيث أتبعوا العين الفاء في أخواتهن ليستوين وكرهوا أن يساوي فعل في حالٍ إذ كان بعضهم يقول: قد قول ذاك.
فاجتمع فيها هذا وأنهم شبهوها بأخواتها حيث أتبعوا العين فيهن ما قبلهن.
فكما اتفقن في التغيير كذلك اتفقن في الإلحاق.
وحدثنا أبو الخطاب أن ناساً من العرب يقولون: كيد زيد يفعل وما زيل زيد يفعل ذاك يريدون: زال وكاد لأنهم كسروها في فعل كما كسروها في فعلت حيث أسكنوا العين وحولوا الحركة على ما قبلها ولم يرجعوا حركة الفاء إلى الأصل كما قالوا: خاف وقال وباع وهاب.
فهؤلاء الحركات مردودةٌ إلى الأصل وما بعدهن توابع لهن كما يتبعن إذا أسكن الكسرة والضمة في قولهم: قد قيل وقد قول.
فإذا قلت فعلت أو فعلن أو فعلنا من هذه الأشياء ففيها لغات: أما من قال قد بيع وزين وهيب وخيف فإنه يقول: خفنا وبعنا وخفن وبعن وهبت يدع الكسرة على حالها ويحذف الياء لأنه التقى ساكنان.
وأما من ضم بإشمامٍ إذا قال فعل فإنه يقول: قد بعنا وقد رعن وقد زدت.
وكذلك جميع هذا يميل الفاء ليعلم أن الياء قد حذفت فيضم وأمال كما ضموا وبعدها الياء لأنه أبين لفعل.
وأما الذين يقولون بوع وقول وخوف وهوب فإنهم يقولون بعنا وخفنا وهبنا وزدنا لا يزيدون على الضم والحذف كما لم يزد الذين قالوا رعن وبعن على الكسر والحذف.
وأما مت تموت فإنما اعتلت من فعل يفعل ولم تحول كما يحول قلت وزدت.
ونظيرها من وكذلك كدت تكاد اعتلت من فعل يفعل وهي نظيرة مت في أنها شاذة.
ولم يجيئا على ما كثر واطرد من فعل وفعل.
وأما ليس فإنها مسكنة من نحو قوله: صيد كما قالوا علم ذاك في علم ذاك فلم يجعلوا اعتلالها إلا لزوم الإسكان إذ كثرت في كلامهم ولم يغيروا حركة الفاء وإنما فعلوا ذلك بها حيث لم تكن فيها يفعل وفيما مضى من الفعل نحو قولك: قد كان ثم ذهب ولا يكون منها فاعلٌ ولا مصدر ولا اشتقاق فلما لم تصرف تصرف إخواتها جعلت بمنزلة ما ليس من الفعل نحو ليت لأنها ضارعتها ففعل بها ما فعل بما هو بمنزلة الفعل وليس منه.
وأما قولهم: عور يعور وحول يحول وصيد يصيد فإنما جاءوا بهن على الأصل لأنه في معنى ما لا بد له من أن يخرج على الأصل نحو: اعوررت واحوللت وابيضضت واسوددت فلما كن في معنى ما لا بد له من أن يخرج على الأصل لكون ما قبله تحركن.
فلو لم تكن في هذا المعنى اعتلت ولكنها بنيت على الأصل إذ كان الأمر على هذا.
ومثل ذلك قولهم: اجتوروا واعتونوا حيث كان معناه معنى ما الواو فيه متحركة ولا تعتل فيه وذلك قولهم: تعاونوا وتجاوروا.
وأما طاح يطيح وتاه يتيه فزعم الخليل أنهما فعل يفعل بمنزلة حسب يحسب.
وهي من الواو ويدلك على ذلك طوحت وتوهت وهو أطوح منه وأتوه منه فإنما هي فعل يفعل من الواو كما كانت منه فعل يفعل.
ومن فعل يفعل اعتلتا ومن قال طيحت وتيهت فقد جاء بها على باع يبيع مستقيمةً.
وإنما دعاهم إلى هذا الاعتلال ما ذكرت لك من كثرة هذين الحرفين فلو لم يفعلوا ذلك وجاء على الأصل أدخلت الضمة على الياء والواو والكسرة عليهما في فعلت وفعلت ويفعل ويفعل ففرا من أن يكثر هذا في كلامهم مع كثرة الياء والواو فكان الحذف والإسكان أخف عليهم.
ومن العرب من يقول: ما أتيهه وتيهت وطيحت.
وقال: آن يئين فهو فعل يفعل من الأوان وهو الحين.
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
موضوع: رد: المجلد العاشر.. والأخير الخميس 11 أكتوبر 2018, 7:32 am
باب ما لحقته الزوائد
من هذه الأفعال المعتلة من بنات الثلاثة فإذا كان الحرف الذي قبل الحرف المعتل ساكناً في الأصل ولم يكن ألفاً ولا واواً ولا ياءً فإنك تسكن المعتل وتحول حركته على الساكن.
وذلك مطرد في كلامهم.
وإنما دعاهم إلى ذلك أنهم أرادوا أن تعتل وما قبلها إذا لحق لحرف الزيادة كما اعتل ولا زيادة فيه.
ولم يجعلوه معتلاً من محول إليه كراهية أن يحول إلى ما ليس من كلامهم.
ولو كان يخرج إلى ما هو من كلامهم لاستغنى بذا لأن ما قبل المعتل قد تغير عن حله في الأصل كتغير قلت ونحوه وذلك: أجاد وأقال وأبان وأخاف واستراث واستعاذ.
ولا يعتل في فاعلت لأنهم لو أسكنوا حذفوا الألف والواو والياء في فاعلت وصار الحرف على لفظ ما لا زيادة فيه من باب قلت وبعت فكرهوا هذا الإجحاف بالحرف والالتباس.
وكذلك تفاعلت لأنك لو أسكنت الواو والياء حذفت الحرفين.
وكذلك فعلت وتفعلت وذلك قولهم: قاولت وتقاولنا وعوذت وتعوذت وزيلت وزايلت وبايعت وتبايعنا وزينت وتزينت.
وفي تفاعلت وتفعلت مع ما ذكرت أنه لم يكن ليعتل كما لم يعتل فاعلت وقعلت لأن التاء زيدت عليهما.
وقد جاءت حروفٌ على الأصل غير معتلة مما أسكن ما قبله فيما ذكرت لك قبل هذا شبهوه بفاعلت إذ كان ما قبله ساكناً كما يسكن ما قبل واو فاعلت.
وليس هذا بمطرد كما أن بدل التاء في باب أولجت ليس بمطرد وذلك نحو قولهم: أجودت وأطولت واستحوذ واستروح وأطيب وأخيلت وأغيلت وأغيمت واستغيل فكل هذا فيه اللغة المطردة إلا أنا لم نسمعهم قالوا إلا استروح إليه وأغيلت واستحوذ بينوا في هذه الأحرف كما بينوا في فاعلت فجعلوها بمنزلتها في أنها لا تتغير كما جعلوها بمنزلتها حيث أحيوها فيما تعتل فيه نحو: اجتوروا إذ توهموا تفاعلوا.
ولو قال لك قائل: ابن لي من الجوار افتعلوا لقلت فيها اجتاروا إلا أن يقول ابنه على معنى تفاعلوا فتقول: اجتوروا وكذلك اجتوزوا ولا ينكر أن يجعلوها معتلة في هذا الذي استثنينا لأن الاعتلال هو الكثير المطرد.
وإذا كان الحرف قبل المعتل متحر كما في الأصل لم يغير ولم يعتل الحرف من محول إليه كراهية أن يحول إلى ما ليس من كلامهم.
وذلك نحو: اختار واعتاد وانقاس.
جعلوها تابعة حيث اعتلت وأسكنت كما جعلوها في قال وباع لأنهم لم يغيروا حركة الأصل كما لم يغيروها في قال وباع وجعلوا هذه الأحرف معتلة كما اعتلت ولا زيادة فيها.
وإذا قلت أفتعل وأنفعل قلت: أختيروا وأنقيد فتعتل من أفتعل فتحول الكسرة على التاء كما قلت ذلك في قيل فتجري تيروقيد مجرى قيل وبيع في كل شيء.
وأما قولهم: اجتوروا واعتونوا وازدوجوا واعتوروا فزعم الخليل أنها إنما تثبت لأن هذه الأحرف في معنى تفاعلوا.
ألا ترى أنك تقول: تعاونوا وتجاوروا وتزاوجوا.
فالمعنى في هذا وتفاعلوا سواء.
فلما كان معناها معنى ما تلزمه الواو على الأصل أثبتوا الواو كما قالوا عور إذ كان في معنى فعلٍ يصح على الأصل.
وكذلك: احتوشوا واهتوشوا وإن لم يقولوا تفاعلوا فيستعملوه لأنه قد يشرك في هذا المعنى ما يصح كما قالوا صيد لأنه قد يشركه ما يصح والمعنى واحد.
فهما يعتوران باب افعل في هذا النحو كسود واسوددت وثولت واثوللت وابيضضت.
فإذا لم تعتل الواو في هذا ولا الياء نحو عورت وصيدت فإن الواو والياء لا تعتلان إذا لحق الأفعال الزيادة وتصرفت لأن الواو بمنزلة واو شويت والياء بمنزلة ياء حييت ألا ترى أنك تقول: ألا أعور الله عينه: إذا أردت أفعلت من عورت وأصيد الله بعيره.
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
موضوع: رد: المجلد العاشر.. والأخير الخميس 11 أكتوبر 2018, 7:34 am
باب ما اعتل من أسماء الأفعال
المعتلة على اعتلالها اعلم أن فاعلاً منها مهموز العين.
وذلك أنهم يكرهون أن يجيء على الأصل مجيء ما لا يعتل فعل منه ولم يصلوا إلى الإسكان مع الألف وكرهوا الإسكان والحذف فيه فيلتبس بغيره فهمزوا هذه الواو والياء إذ كانتا معتلتين وكانتا بعد الألفات كما أبدلوا الهمزة من ياء قضاءٍ ويعتل مفعولٌ منهما كما اعتل فعل لأن الاسم على فعل مفعولٌ كما أن الاسم على فعل فاعلٌ.
فتقول: مزورٌ ومصوغٌ وإنما كان الأصل مزوورٌ فأسكنوا الواو الأولى كما أسكنوا في يفعل وفعل وحذفت واو مفعولٍ لأنه لا يلتقي ساكنان.
وتقول في الياء: مبيعٌ ومهيبٌ أسكنت العين وأذهبت واو مفعولٍ لأنه لا يلتقي ساكنان وجعلت الفاء تابعةً للياء حين أسكنتها كما جعلتها تابعة في بيضٍن وكان ذلك أخف عليهم من الواو والضمة فلم يجعلوها تابعةً للضمة فصار هذا الوجه عندهم إذ كان من كلامهم أن يقلبوا الواو ياء ولا يتبعوها الضمة فراراً من الضمة والواو إلى الياء لشبهها بالألف وذلك قولهم: مشوبٌ ومشيبٌ وغارٌ منول ومنيل وملومٌ مليمٌ وفي حور: حير.
وبعض العرب يخرجه على الأصل فيقول: مخيوط ومبيوعٌ فشبهوها بصيودٍ وغيوريٍ حيث كان بعدها حرف ساكن ولم تكن بعد الألف فهمز.
ولا نعلمهم أتموا في الواوات لأن الواوات أثقل عليهن من الياءات ومنها يقرون إلى الياء فكرهوا اجتماعهما مع الضمة.
ويجري مفعلٌ مجرى يفعل فيهما فتعتل كما اعتل فعلهما الذي على مثالهما وزيادته في موضع زيادتها فيجري مجرى يفعل في الاعتلال كما قالوا: مخافةٌ فأجروها مجرى يخاف ويهاب فكذلك اعتل هذا لأنهم لم يجاوزوا ذلك المثال المعتل إلا أنهم وضعوا ميماً مكان ياء وذلك قولهم: مقامٌ ومقالٌ ومثابةٌ ومنارةٌ فصار دخول الميم كدخول الألف في أفعل وكذلك المغاث والمعاش.
وكذلك مفعل تجري مجرى يفعل وذلك قولك: المبيض والميسر.
وكذلك مفعلةٌ تجري مجرى يفعل وذلك: المعونة والمشورة والمثوبة يدلك على أنها ليست بمفعولة أن المصدر لا يكون مفعولة.
وأما مفعلة من بنات الياء فإنما تجيء على مثال مفعلةٍ لأنك إذا أسكنت الياء جعلت الفاء تابعةً كما فعلت ذلك في مفعول ولا تجعلها بمنزلة فعلت في الفعل وإنما جعلناها في فعلت يفعل تابعةً لما قبلها في القياس غير متبعتها الضمة كما أن فعلت تفعل في الواو وإذا سكنت لم تتبعها الكسرة وإنما هذا كقولهم: رمو الرجل في الفعل فيتبعون الواو ما قبلها ولا يفعلون ذلك في فعل لو كان اسماً فمعيشةٌ يصلح أن تكون مفعلةً ومفعلةً.
وأما مفعل منهما فهو على يفعل وذلك قولهم: مقامٌ ومباعٌ إذا أردت منهما مثل مخدع وكمسعط يجري من الواو كأفعل من الأمر قبل أن يدركه الحذف وهو قولك: مزورٌ ومقولٌ يجري مجرى مفعلةٍ منها إلا أنك تضم الأول وذلك قولك: مبيعةٌ.
وقد قال قوم في مفعلةٍ فجاءوا بها على الأصل وذلك قول بعضهم: إن الفكاهة لمقودةٌ إلى الأذى.
وهذا ليس بمطرد كما أن أجودت ليس بمطرد.
وقد جاء في الاسم مشتقاً للعلامة لا لمعنى سوى ذا على الأصل وذلك نحو: مكوزةً ومزيد.
وإنا جاء هذا كما جاء تهلل حيث كان اسماً وكما قالوا حيوة وشبهوا هذا بمورقٍ وموهبٍ حيث أجروه على الأصل إذ كان مشتقاً للعلامة.
وليس هذا بمطرد في مزيد ومكوزة كما أن تهلل وحيوة ليس بمطرد.
وليس مزيدٌ ومكوزة بأشد من لزومهم استحوذ وأغيلت.
وقالوا: محببٌ حيث كان اسماً ألزموه الأصل كمورق.
ويتم أفعل اسماً وذلك قولك: هو أقول الناس وأبيع الناس وأقول منك وأبيع منك.
وإنما أتموا ليفصلوا بينه وبين الفعل المتصرف نحو أقال وأقام ويتم في قولك: ما أقوله وأبيعه لأن معناه معنى أفعل منك وأفعل الناس لأنك تفضله على من لم يجاوز أن لزمه قائلٌ وبائع كما فضلت الأول على غيره وعلى الناس.
وهو بعد نحو الاسم لا يتصرف تصرفه ولا يقوى قوته.
فأرادوا أن يفرقوا بين هذا وبين الفعل المتصرف نحو أقال وأقام وكذلك أفعل به لأن معناه معنى ما أفعله وذلك قولك: أقول به وأبيع به.
ويتم في أفعلٍ لأنهما اسمان فرقوا بينهما وبين أفعل من الفعل ولو أردت مثل أصبعٍ من قلت فأما أفعلٌ فنحو: أدروٍ وأسوقٍ وأثوبٍ وبعض العرب يهمز لوقوع الضمة في الواو لأنها إذا انضمت خفيت الضمة فيها كما تخفى الكسرة في الياء.
وأما أفعلةٌ فنحو: أخونةٍ وأسورةٍ وأجوزةٍ وأحورةٍ وأعينةٍ.
ولا تهمز أفعلٌ من بنات الياء لأن الضمة فيها أخف عليهم كما أن الياء وبعدها الواو أخف عليهم من الواو.
وقد بين ذلك وسيبين إن شاء الله وذلك نحو: أعينٍ وأنيبٍ.
وأما نظير إصبعٍ منها فإقولٌ وإبيعٌ وإن أردت مثال إثمدٍ قلت إبيعٌ وإقولٌ لئلا يكون كأفعلٍ منهما فعلاً وإفعل قبل أن يدركهما الحذف والسكون للجزم.
وإن أردت منهما مثال أبلم قلت أبيعٌ وأقولٌ لئلا يكونا كأفعل منهما في الفعل قبل أن يحذف ساكناً عن الأصل.
غير أنك إن شئت همزة أفعلاً من قلت كما همرت أدؤراً.
ولم نذكر أفعل لأنه ليس في الكلام أفعل اسماً ولا صفة وكان الإتمام لازماً لهذا مع ما ذكرنا إذ كان يتم في أجود ونحوه.
ويتم تفعلٌ اسماً وتفعلٌ منهما ليفرق بينهما وبين تفعل وتفعل في الفعل كما فعلت ذلك في أفعل وذلك قولك تقول وتبيع وتقول وتبيع.
وكذلك إذا أردت مثال تنضب تقول تقول وتبيع لتفرق بينهما وبين تفعل فعلاً كما أنك إذا أردت مثال تتفلٍ وترتبٍ أتممت وإذا أردت مثل تنهية وتوصيةٍ تتم ذلك كما أتممت أفعلةً ليفرق بينه اسماً وفعلاً وذلك قولك: تقولةٌ وتبيعةٌ وإن شئت همزت تفعلٌ من قلت وأفعلٌ كما همزة أفعلٌ وإنما قلت تقولةٌ وتبيعةٌ لتفرق بين هذا وبين تفعل يدلك على أن هذا يجري مجرى ما أوله الهمزة مما ذكرنا قول العرب في تفعلةٍ من دار يدور: تدورةٌ قال الشاعر: بتنا بتدورةٍ يضيء وجوهنا ** دسم السليط على فتيل ذبال والتتوبة تريد التوبة.
وإنما منعنا أن نذكر هذه الأمثلة فيما أوله ياء أنها ليست في الأسماء والصفة إلا في يفعل ولم تجر هذه الأسماء مجرى ما جاء على مثال الفعل وأوله ميم لأن الأفعال لا تكون زيادتها التي في أوائلها ميماًن فمن ثم لم يحتاجوا إلى التفرقة.
وأما تفعلٌ مثل التتفل فإنه لا يكون فعلاًن فهو بمنزلة ما جاء على مثال الفعل ولا يكون فعلاً مما أوله الميم.
فإذا أردت تفعل منهما فإنك تقول تقولٌ وتبيعٌ كما فعلت ذلك في مفعل لأنه على مثال الفعل ولا يكون فعلاً.
وكذلك تفعل نحو التحلىء يجري مجرى افعل كما أجري تفعل مجرى افعل فأجري هذا مجرى ما أوله الميم.
فالتفعل مثل التحلىء ومثاله منهما تقيلٌ وتبيعٌ.
وإنما تشبه الأسماء بأفعل وإفعل ليس بينهما إلا إسكان متحرك وتحريك مسكن ويفرق بينه وبينهما إذا كانتا مسكنتين على الأصل قبل أن يدركهما الحذف لا على ما استعمل في الكلام ولا على الأصل قبل الإسكان ولكنهما إذا كانتا بمنزلة أقام وأقال ليس فيهما إلا إسكان متحرك وتحريك ساكن.
بابٌ أتم فيه الاسم لأنه ليس على مثال الفعل فيمثل به ولكنه أتم لسكون ما قبله وما بعده كما يتم التضعيف إذا أسكن ما بعده نحو اردد وسترى ذلك في أشياء فيما بعد إن شاء الله وذلك فعلٌ وفعالٌ نحو: حولٍ وعوارٍ.
وكذلك فعالٌ نحو قوالٍ ومفعالٌ نحو: مشوارٍ ومقوالٍ.
وبنات الياء في جميع هذا في الإتمام كبنات الواو في ترك الهمز وفي الهمز.
وطاووسٌ نحو ما ذكرت لك وناووسٌ وسابورٌ وكذلك أهوناء وأبنياء وأعيياء وقد قالوا أعياء وقد قال بعض العرب أبنياء فأسكن الياء وحرك الباء كره الكسرة في الياء كما كرهوا الضمة في الواو في فعل من الواو فأسكنوا نحو نورٍ وقولٍ فليس هذا بالمطرد فأما الإقامة والاستقامة فإنما اعتلتا كما اعتلت أفعالهما لأن لزوم الاستفعال والإفعال لاستفعل وأفعل كلزوم يستفعل ويفعل لهما ولو كانتا تفارقان كما تفارق بنات الثلاثة التي لا زيادة فيها مصادرها لتمت كما تتم فعولٌ منهما ونحوه.
وأما مفعولٌ فإنهم حذفوه فيهما وأسكنوه لأنه الاسم من فعل وهو لازمٌ له كلزوم الإفعال والاستفعال لأفعالهما فمن ثم أجري في الاعتلال مجرى فعله لأنه الاسم من فعل ويفعل كما أن الاسم من فعل ويفعل اعتل كما اعتل فعله.
فأما ما ذكرنا مما أتممناه للسكون فليس بالاسم من فعل ويفعل ولا من فعل ويفعل إنما الاسم من هذه الأشياء فاعلٌ ومفعولٌ.
فإن قلت: قالوا طويلٌ فإن طويلاً لم يجىء على يطول ولا على الفعل.
ألا ترى أنك لو أردت الاسم على يفعل لقلت طائلٌ غداً ولو كان جاء عليه لاعتل فإنما هو كفعيلٍ يعنى به مفعولٌ وقد جاء مفعولٌ على الأصل فهذا أجدر أن يلزمه الأصل قالوا: مخيوطٌ.
ولا يستنكر أن تجيء الواو على الأصل.
ولو جاءوا بالاسم على الفعل لقالوا طائلٌ كما قالوا قائمٌ.
ولم يهمزوا مقاول ومعايش لأنهما ليستا بالاسم على الفعل فتعتلا عليه وإنما هو جمع مقالةٍ ومعيشةٍ وأصلهما التحريك فجمعتهما على الأصل كأنك جمعت معيشةً ومقولةً ولم تجعله بمنزلة ما اعتل على فعله ولكنه أجري مجرى مفعالٍ.
وسألته عن مفعلٍ لأي شيءٍ أتم ولم يجر مجرى افعل فقال: لأن مفعلاً إنما هو من مفعال.
ألا ترى أنهما في الصفة سواء تقول: مطعنٌ ومفسادٌ فتريد في المفساد من المعنى ما أردت في المطعن.
وتقول: المخصف والمفتاح فتريد في المخصف من المعنى ما أردت في المفتاح.
وقد يعتوران الشيء الواحد نحو مفتحٍ ومفتاح ومسجٍ ومنساجٍ ومقولٍ ومقوالٍ.
فإنما أتممت فيما زعم الخليل أنها مقصورة من مفعالٍ أبداً فمن ثم قالوا مقولٌ ومكيلٌ.
فأما قولهم مصائب فإنه غلطٌ منهم وذلك أنهم توهموا أن مصيبةً فعيلةٌ وإنما هي مفعلةٌ.
وقد قالوا: مصاوب.
وسألته عن واو عجوزٍ وألف رسالةٍ وياء صحيفةٍ لأي شيء همزن في الجمع ولم يكن بمنزلة معاون ومعايش إذا قلت صحائف ورسائل وعجائز فقال: لأني إذا جمعت معاون ونحوها فإنما أجمع ما أصله الحركة فهو بمنزلة ما حركت كجدول.
وهذه الحروف لما لم يكن أصلها التحريك وكانت ميتةٍ لا تدخلها الحركة على حالٍ وقد وقعت بعد ألف لم تكن أقوى حالاً مما أصله متحرك.
وقد تدخله الحركة في مواضع كثيرة وذلك نحو قولك: قال وباع ويغزو ويرمي فهمزت بعد الألف كما يهمز سقاءٌ وقضاءٌ وكما يهمز قائلٌ وأصله التحريك فهذه الأحرف الميتة التي ليس أصلها الحركة أجدر أن تغير إذا همزت ما أصله الحركة فمن ثم خالفت ما حرك وما أصله الحركة في الجمع كجدولٍ ومقامٍ.
فهذه الأسماء بمنزلة ما اعتل على فعله نحو يقول ويبيع ويغزو ويرمي إذا وقعت هذه السواكن بعد ألف.
وقالوا: مصيبةٌ ومصائب فهمزوها وشبهوها حيث سكنت بصحيفةٍ وصحائف.
وأما فاعلٌ من عورت فإذا قالوا فاعلٌ غداً قالوا: عاورٌ غداً.
وكذلك صيدت لأنها لما حيت في عورت أجريت مجرى واو شويت وأجريت ياء صيدت مجرى ياء حييت إلا أنه لا يدركها الإدغام.
وذلك مثل قولك: صايدٌ غداً.
ولو كانت تقول اسماًن ثم أردت أن تكسر للجمع لقلت: تقاول وكذلك تبيعٌ وتبايع فلا تهمز لأنك إذا جمعت حرفاً والمعتل فيه أصله التحريك فإنما هو كمعونةٍ ومعيشةٍ ولم ترد اسماً على الفعل فتجريه مجرى الفعل ولكنك جمعت اسماً.
ويتم فاعلٌ كما أتممت ما ليس باسم فعلٍ مما ذكرت لك تقول قاولٌ وبايعٌ.
فإذا قلت فواعل من عورت وصيدت همزت لأنك تقول في شويت شواياً ولو قلت: شواوٍ كما ترى قلت عواور ولم تغير.
فلما صارت منه على هذا المثال همزت نظيرها كما تهمز نظير مطايا من غير بنات الياء والواو نحو صحائف.
فلم تكن الواو لتترك في فواعل من عورت وقد فعل بنظيرها ما فعل بمطايا فهمزت كما همزت صحائف.
وفيها من الاستثقال نحو ما في شواوٍ لالتقاء الواوين وليس بينهما حاجزٌ حصينٌ فصارت بمنزلة الواوين يلتقيان فقد اجتمع فيها الأمران.
وتجري فواعل من صيدت مجراها كما اتفقا في الهمز في حال الاعتلال لأنها تهمز هنا كما تهمز معتلةً ولأن نظيرها من حييت يجري مجرى شويت فيوافقها كما اتفقا في الاعتلال في قلت وبعت.
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
موضوع: رد: المجلد العاشر.. والأخير الخميس 11 أكتوبر 2018, 7:35 am
هذا باب ما جاء في أسماء هذا المعتل على ثلاثة أحرف لا زيادة فيه
اعلم أن كل اسم منها كان على ما ذكرت لك إن كان يكون مثاله وبناؤه فعلاً فهو بمنزلة فعله يعتل كاعتلاله.
فإذا أردت فعلٌ قلت: دارٌ ونابٌ وساقٌ فيعتل كما يعتل في الفعل لأنه ذلك البناء وذلك المثال فوافقت الفعل كما توافق الفعل في باب يغزو ويرمي.
وربما جاء على الأصل كما يجيء فعلٌ من المضاعف على الأصل إذا كان اسماً وذلك قولهم: القود والحوكة والخونة والجورة.
فزعم الخليل أن هذا فعلٌ حيث قلت فعلت كقولهم: فرق وهو رجلٌ فرقٌ ونزق وهو رجلٌ نزقٌ.
وقد جاء على الأصل كما جاء فعلٌ قالوا: رجلٌ روعٌ ورجلٌ حولٌ.
وأما فعلٌ فلم يجيئوا به على الأصل كراهيةً للضمة في الواو ولما عرفوا أنهم يصيرون إليه من الاعتلال من الإسكان أو الهمز كما فعلوا ذلك يأدؤرٍ وخونٍ.
وأما فعلٌ منها فعلى الأصل ليس فيه إلا ذلك لأنه لا يكون فعلاً معتلاً فيجري مجرى فعله وكان هذا اللازم له إذ كان البناء الذي يكون فيه معتلاً قد يجيء على الأصل على فعله نحو قودٍ وروعٍ.
فإنما شبه ما اعتل من الأسماء هنا به إذ كان فعلاً.
فأما ما لم يكن معتلاً مثاله فهو على الأصل.
وذلك قولهم: رجلٌ نومٌ ورجلٌ سولةٌ ولومةٌ وعيبةٌ.
وكذلك فعلٌ قالوا: حولٌ وصيرٌ وبيعٌ وديمٌ.
وكذلك إن أردت نحو إبل قلت قولٌ وبيعٌ.
فأما فعلٌ فإن الواو فيه تسكن لاجتماع الضمتين والواو فجعلوا الإسكان فيها نظيراً للهمزة في الواو في أدؤر وقؤول وذلك قولهم: عوانٌ وعونٌ ونوارٌ ونورٌ وقوولٌ وقومٌ قولٌ.
وألزموا هذا الإسكان إذ كانوا يسكنون غير المعتل نحو رسلٍ وعضدٍ وأشباه ذلك.
ولذلك آثروا الإسكان فيها على الهمزة حيث كان مثالها يسكن للاستثقال.
ولم يكن لأدؤرٍ وقؤولٍ مثالٌ من غير المعتل يسكن فيشبه به.
ويجوز تثقيله في الشعر كما يضعفون فيه ما لا يضعف في الكلام.
قال الشاعر وهو عدي بن زيد: وفي الأكف اللامعات سور وأما فعلٌ من بنات الياء فبمنزلة غير المعتل لأن الياء وبعدها الواو أخف عليهم كما كانت الضمة أخف عليهم فيها وذلك نحو غيورٍ وغيرٍ.
فإذا قلت فعلٌ قلت غيرٌ ودجاجٌ بيضٌ.
ومن قال رسلٌ فخفف قالبيضٌ وغيرٌ كما يقولها في فعلٍ من أبيض لأنها تصير فعلاً.
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
موضوع: رد: المجلد العاشر.. والأخير الخميس 11 أكتوبر 2018, 7:36 am
باب تقلب الواو فيه ياءً
لا لياءٍ قبلها ساكنة ولا لسكونها وبعدها ياء وذلك قولك: حالت حيالاً.
وإنما قلبوها حيث كانت معتلةً في الفعل فأرادوا أن تعتل إذا كانت قبلها كسرة وبعدها حرف يشبه الياء فلما كان ذلك فيها مع الاعتلال لم يقروها وكان العمل من وجهٍ واحد أخف عليهم وجسروا على ذلك للاعتلال.
لما كانت الواو ميتةً ساكنة شبهوها بواو يقول لأنها ساكنة مثلها ولأنها حرف الاعتلال.
ألا ترى أن ذلك دعاهم إلى أنهم لا يستثقلونها في فعلاتٍ إذ كان ما أصله التحريك يسكن وصارت الكسرة بمنزلة ياء قبلها وعملت فيه الألف لشبهها بالياء كما عملت ياء يوجل في ييجل.
وأما ما كان قد قلب في الواحد فإنه لا يثبت في الجمع إذا كان قبله الكسر لأنهم قد يكرهون الواو بعد الكسرة حتى يقلبوها فيما قد ثبتت في واحده فلما كان ذلك من كلامهم ألزموا البدل ما قلب في الواحد وذلك قولهم: ديمةٌ وديمٌ وقامةٌ وقيم وتارةٌ وتير ودارٌ وديارٌ.
وهذا أجدر أن يكون إذ كانت بعدها ألف.
فلما كانت الياء أخف عليهم والعمل من وجه واحد جسروا عليه في الجمع إذ كان في الواحد محولاً واستثقلت الواو بعد الكسرة كما تستثقل بعد الياء.
وإذا قلت فعلة فجمعت ما في واحده الواو أثبت الواو كما قلت فعلٌ فأثبت ذلك وذلك قولك: حولٌ وعوضٌ لأن الواحد قد ثبت فيه وليس بعدها ألف فتكون كالسياط.
وذلك وقد قالوا ثورةٌ وثيرةٌ قلبوها حيث كانت بعد كسرة واستثقلوا كما استثقلوا أن تئبت في ديمٍ.
وهذا ليس بمطرد.
يعني ثيرةٌ.
وإذا جمعت قيلٌ قلت أقوالٌ لأنه ليس قبلها ما يستثقل معه من كسرة أو ياء.
ولو جمعت الخيانة والحياكة كما قلت رسالةٌ ورسائل لقلت حوائك وخوائن لأن الواو إذا كانت بعد فتحة أخف عليهم وبعد ألف فكأنك قلت عاود فتقلبها واواً كما قلبت ميزاناً وموازين ولا يكون أسوأ حالاً في الرد إلى الأصل من رد الساكن إلى الأصل حيث قلب.
ومما أجري مجرى حالت حيالاً ونام نياماً: اجتزت اجتيازاً وانقدت انقياداً قلبت الواو ياء حيث كانت بين كسرة وألف ولم يحذفوا كما حذفوا في الإقالة والاستعاذة لأن ما قبل هذا المعتل لم يكن ساكناً في الأصل حرك بحركة ما بعده فيفعل ذلك بمصدره.
ولكن ما قبله بمنزلة قاف قام ونون نام فنام وقاد يجري مجراهما.
والحرف قبل المعتل فيما ذكرت لك ساكن الأصل ومصدره كذلك فأجري مجراه.
فأما اسم اختار واختير فمعتلٌّ كما اعتل اسم قال وقيل وكذلك اسم انقاد وانقيد ونحوه.
فأما الفعال من جاورت فتقول فيه بالأصل وذلك الجوار والحوار.
ومثل ذلك عاونته عواناً.
وإنما أجريتها على الأصل حيث صحت في الفعل ولم تعتل كما قلت تجاور ثم قلت التجاور وأما الفعول من نحو قلت مصدراً ومن نحو سوط جمعاً فليس قبل الواو فيه كسرة فتقلبها كما تقلبها ساكنة فهم يدعونها على الأصل كما يدعون أدوراً ويهمزون كما يهمزونه.
والوجهان مطردان وكذلك فعولٌ.
ولم يسكنوا فيحذفوا ويصيرا بمنزلة ما لا زيادة فيه نحو فعلٍ وذلك نحو غارت غووراً وسارت سووراً وحولٌ وحوولٌ وخورٌ وخوورٌ وساقٌ وسووقٌ.
وكذلك قالوا: القوول والموونة والنووم والنوور.
وقد همزوا كما همزوا أدؤر لاجتماع الواو والضم ولأن الضم فيها أخفى.
ولا يفعلون ذلك بالياء في هذه الأبنية لأنها بعدها أخف عليهم لخفة الياء وشبهها بالألف فكأنها بعد ألف ولكنها تقلب ياء في فعل وذلك قولهم: صيمٌ في صومٍ وقيمٌ في قوم وقيلٌ في قول ونيمٌ في نومٍ.
لما كانت الياء أخف عليهم وكانت بعد ضمة شبهوها بقولهم عتيٌّ في عتوٍ وجثيٌّ في جثوٍ وعصيٌّ في عصوٍ.
وقد قالوا أيضاً: صيمٌ ونيمٌ كما قالوا عتيٌّ وعصيٌّ.
ولم يقلبوا في زوارٍ وصوامٍ لأنهم شبهوا الواو في صيمٍ بها في عتوٍ إذا كانت لاماً وقبل اللام واو زائدة.
وكلما تباعدت من آخر الحرف بعد شبهها وقويت وترك ذلك فيها إذ لم يكن القلب الوجه في فعلٍ.
وأما فعلانٌ فيجري على الأصل وفعلى نحو جولانٍ وحيدانٍن وصورى وحيدى.
جعلوه بالزيادة حتى لحقته بمنزلة ما لا زيادة فيه مما لم يجىء على مثال الفعل نحوا لحول والغير واللومة.
ومع هذا أنهم لم يكونوا ليجيئوا بهما في المعتل الأضعف على الأصل نحو: غزوانٍ ونزوانٍ ونفيانٍ.
ويتركان في يالمعتل الأقوى.
وكذلك فعلاء نحو السيراء.
وفعلاء بمنزلة ذلك.
قالوا: قوباء وخيلاء فتمت كما قالوا: عرواءٌ.
وقد قالبعضهم في فعلان وفعلى كما قالوا في فعلٍ ولا زيادة فيه جعلوا الزيادة في آخره بمنزلة الهاء وجعلوه معتلاً كاعتلاله ولا زيادة فيه.
وذلك قولهم: دارانٌ من دار يدور وحادانٌ من حاد يحيد وهامانٌ ودالانٌ.
وهذا ليس بالمطرد كما لا تطرد أشياء كثيرة ذكرناها.
وأما فعلى وفعلى وهذا النحو فلا تدخله العلة كما لا تدخل فعلٌ وفعل.
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
موضوع: رد: المجلد العاشر.. والأخير الخميس 11 أكتوبر 2018, 7:37 am
باب ما تقلب فيه الياء واواً
وذلك فعلى إذا كانت اسماً.
وذلك: الطوبى والكوسى لأنها لا تكون وصفاً بغير ألف ولام فأجريت مجرى الأسماء التي لا تكون وصفاً.
وأما إذا كانت وصفاً بغير ألف ولام فإنها بمنزلة فعلٍ منها يعني بيضٌ.
وذلك قولهم: امرأةٌ حيكى.
ويدلك على أنها فعلى أنه لا يكون فعلى صفةً.
ومثل ذلك: " قسمةٌ ضيزى " فإنما فرقوا بين الاسم والصفة في هذا كما فرقوا بين فعلى اسماً وبين فعلى صفة في بنات الياء التي الياء فيهن لام.
وذلك قولهم: شروى وتقوى في الأسماء.
وتقول في الصفات: صديا وخزيا فلا تقلب.
فكذلك فرقوا بين فعلى صفة وفعلى اسماً فيما الياء فيه عين وصارت فعلى ههنا نظيرة فعلى هناك ولم يجعلوها نظيرة فعلى حيث كانت الياء ثانية ولكنهم جعلوا فعلى اسماً بمنزلتها لأنها إذا ثبتت الضمة في أول حرف قلبت الياء واواً والفتحة لا تقلب الياء فكرهوا أن يقلبوا الثانية إذا كانت ساكنةً إلا كما قلبوا ياء موقنٍ وإلا كما قلبوا واو ميزانٍ وقيل.
وليس شيءٌ من هذا يقلب وقبله الفتحة.
وكما قلبوا ياء يوقن في الفعل.
فأما فعلى فعلى الأصل في الواو والياء وذلك قولهم: فوضى وعيثى.
وفعلى من قلت على الأصل كما كانت فعلى من غزوت على الأصل فإنما أرادوا أن تحول إذا كانت ثانيةً من علة فكان ذلك تعويضاً للواو من كثرة دخول الياء عليها.
إذا كانت متحركة والياء قبلها ساكنة أو كانت ساكنة والياء بعدها متحركة وذلك لأن الياء والواو بمنزلة التي تدانت مخارجها لكثرة استعمالهم إياهما وممرهما على ألسنتهم فلما كانت الواو ليس بينها وبين الياء حاجزٌ بعد الياء ولا قبلها كان العمل من وجهٍ واحد ورفع اللسان من موضع واحد أخف عليهم.
وكانت الياء الغالبة في القلب لا الواو لأنها أخف عليهم لشبهها بالألف.
وذلك قولك في فيعلٍ: سيدٌ وصيبٌ وإنما أصلهما سيودٌ وصيوبٌ.
وكان الخليل يقول: سيدٌ فيعلٌ وإن لم يكن فيعلٌ في غير المعتل لأنهم قد يخصون المعتل بالبناء لا يخصون به غيره من غير المعتل ألا تراهم قالوا كينونةٌ والقيدود لأنه الطويل في غير السماء وإنما هو من قاد يقود.
ألا ترى أنك تقول جملٌ منقاد وأقود فأصلهما فيعلولةٌ.
وليس في غير المعتل فيعلولٌ مصدراً.
وقالوا: قضاةٌ فجاءوا به على فعلةٍ في الجمع ولا يكون في غير المعتل للجمع.
ولو أرادوا فيعلٌ لتركوه مفتوحاً كما قالوا تيحانٌ وهيبانٌ.
وقد قال غيره: هو فيعلٌ لأنه ليس في غير المعتل فيعلٌ.
وقالوا: غيرت الحركة لأن الحركة قد تقلب إذا غير الاسم.
ألا تراهم قالوا بصريٌّ وقالو أمويٌّ وقالوا أختٌ وأصله الفتح.
وقالوا وقول الخليل أعجب إلي لأنه قد جاء في المعتل بناءٌ لم يجىء في غيره ولأنهم قالوا هيبانٌ وتيحانٌ فلم يكسروا.
وقد قال بعض العرب: ما بال عيني كالشعب العين فإنما يحمل هذا على الاطراد حيث تركوها مفتوحة فيما ذكرت لك ووجدت بناء في المعتل لم يكن في غيره.
ولا تحمله على الشاذ الذي لا يطرد فقد وجدت سبيلاً إلى أن يكون فيعلاً.
وأما قولهم: ميتٌ وهينٌ ولينٌ فإنهم يحذفون العين كما يحذفون الهمزة من هائرٍ لاستثقالهم الياءات كذلك حذفوها في كينونةٍ وقيدودةٍ وصيرورةٍ لما كانوا يحذفونها في العدد الأقل ألزموهن الحذف إذا كثر عددهن وبلغن الغاية في العدد إلا حرفاً واحداً.
وإنما أرادوا بهن مثال عيضموزٍ.
وإذا أردت فيعل من قلت قلت قيلٌ.
فلو كان يغير شيء من الحركة باطراد لغيروا الحركة ههنا.
فهذه تقوية لأن يحمل سيدٌ على فيعلٍ إذ كانت الكسرة مطردة كثيرة.
وبنات الياء فيما ذكرت لك وبنات الواو سواء.
ومما قلبوا الواو فيه ياء ديارٌ وقيامٌ وإنما كان الحد قيوامٌ وديوار.
وقالوا قيومٌ وديورٌ وإنما الأصل قيوومٌ وديوورٌ لأنهما بنيا على فيعالٍ وفيعولٍ.
وأما زيلت ففعلت من زايلت.
وإنا زايلت بارحت لأن مازلت أفعل ما برحت أفعل فإنما هي من زلت وزلت من الياء.
ولو كانت زيلت فيعلت لقلت في المصدر زيلةً ولم تقل تزييلاً.
وأما تحيزت فتفيعلت من حزت والتحيز تفيعلٌ.
وأما صيودٌ وطويلٌ وأشباه ذلك فإنما منعهم أن يقلبوا الواو فيهن ياءً أن الحرف الأول متحرك فلم يكن ليكون إدغامٌ إلا بسكون الأول.
ألا ترى أن الحرفين إذا تقارب موضعهما فتحركا أو تحرك الأول وسكن الآخر لم يدغموا نحو قولهم: وتدٌ ووتدٌ فعلٌ ولم يجيزوا وده على هذا فيجعلوه بمنزلة مد لأن الحرفين ليسا من موضع تضعيف فهم في الواو والياء أجدر أن لا يفعلوا ذلك.
وإنما أجروا الواو والياء مجرى الحرفين المتقاربين وإنما السكون والتحرك في المتقاربين فإذا لم يكن الأول ساكناً لم تصل إلى الإدغام لأنه لا يسكن حرفان.
فكانت الواو والياء أجدر أن لا يفعل بهما ما يفعل بمد ومد لبعد ما بين الحرفين.
فلما لم يصلوا إلى أن يرفعوا ألسنتهم رفعةً واحدة لم يقلبوا وتركوها على الأصل كما ترك المشبه به.
وفوعلٌ من بعت بيعٌن تقلب الواو كما قلبها وهي عين في فيعلٍ وفيعلٍ من قلت.
وكذلك فعيل وسألت الخليل عن سوير وبويع ما منعهم من أن يقلبوا الواو ياءً فقال: لأن هذه الواو ليست بلازمة ولا بأصل وإنما صارت للضمة حين قلت فوعل.
ألا ترى أنك تقول: سير ويساير فلا تكون فيهما الواو.
وكذلك تفوعل نحو: تبويع لأن الواو ليست بلازمة وإنما الأصل الألف.
ومثل ذلك قولهم: رويةٌ ورويا ونوىٌ لم يقلبوها ياءً حيث تركوا الهمزة لأن الأصل ليس بالواو فهي في سوير أجدر أن يدعوها لأن الواو تفارقها إذا تركت فوعل وهي في هذه الأشياء لا تفارق إذا تركت الهمزة.
وقال بعضهم: ريا وريةٌ فجعلها بمنزلة الواو التي ليست ببدل من شيءٍ.
ولا يكون في سوير وتبويع لأن الواو بدل من الألف فأرادوا أن يمدوا كما مدوا الألف وأن لا يكون فوعل وتفوعل بمنزلة فعل وتفعل.
ألا تراهم قالوا: قوول وتقوول فمدوا ولم يرفعوا ألسنتهم رفعةً واحدةً لئلا يكون كفعل وتفعل وليكون على حال الألف في المد.
ولا تدغمها فتصير بمنزلة حرفين يلتقيان في غير حروف المد من موضع واحد الأول منهما ساكن فكما ترك الإدغام في الواوين كذلك ترك في سوير وتبويع.
ونحو هذه الواو والياء في سوير وتبويع واو ديوانٍ وذلك لأن هذه الياء ليست بلازمة للاسم كلزوم ياء فيعلٍ وفيعالٍ وفعيلٍ ونحو ذلك وإنما هي بدلٌ من الواو وكما أبدلت ياء قيراطٍ مكان الراء ألا تراهم يقولون دوبوينٌ في التحقير ودواوين في الجمع فتذهب الياء.
فلما كانت كذلك شبهت هذه الياء بواو رويةٍ وواو بوطر فلم يغيروا الواو كما لم يغيروا تلك الواو للياء.
ولو بنيتها يعني ديوان على فيعالٍ لأدغمت ولكنك جعلتها فعالٌ ثم أبدلت كما قلت تظنيت.
وكذلك قلت قراريط فرددت وحذفت الياء.
وهي من بعت على القياس لو قيل بياعٌ بإدغام لأنك لا تنجو من ياءين.
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
موضوع: رد: المجلد العاشر.. والأخير الخميس 11 أكتوبر 2018, 7:39 am
باب ما يكسر عليه الواحد
مما ذكرنا في الباب الذي قبله ونحوه اعلم أنك إذا جمعت فوعلاً من قلت همزة كما همزة فواعل من عورت وصيدت.
فإذا جمعت سيداًن وهو فيعلٌ وفيعلاً نحو عينٍ همزت وذلك: عيلٌ وعيائل وخيرٌ وخيائر لما اعتلت ههنا فقلبت بعد حرف مزيد في موضع ألف فاعلٍ همزت حيث وقعت بعد ألف وصار انقلابها ياء نظير الهمزة في قائلٍ.
ولم يصلوا إلى الهمزة في الواحد إذ كانت قبلها ياء فكأنهم جمعوا شيئاً مهموزاً.
ولم يكن ليعتل بعد ياء زائدة في موضع ألف ولا يعتل بعد الألف.
ولو لم يعتل لم يهمز كما قالوا: ضيونٌ وضياون وقالوا: عينٌ وعيائن.
وإذا جمعت فعولاً فبناؤه بناء فوعلٍ في اللفظ سواء.
ألا ترى أن الواوين يقدمان ويؤخران.
وذلك قولك إذا أردت فوعلاً قولٌ وإذا أردت فعولاً قولٌ.
وتهمز فعاول فتقول قوائل كما همزت فعاعل.
وإنما فعلوا ذلك لالتقاء الواوين وأنه ليس بينهما حاجز حصين وإنما هو الألف تخفى حتى تصير كأنك قلت قوول وقربت من آخر الحرف فهمزت وشبهت بواو سماء كما قالوا صيمٌ فأجروها مجرى عتيٍ.
وذلك الذي دعاهم إلى أن غيروا شوايا.
وإذا التقت الواوان على هذا المثال فلا تلتفتن إلى الزائد وإلى غير الزائد.
ألا تراهم قالوا أول وأوائل فهمزوا ما جاء من نفس الحرف وأما قول الشاعر: وكحل العينين بالعواور فإنما اضطر فحذف الياء من عواوير ولم يكن ترك الواو لازماً له في الكلام فيهمز.
وكذلك فواعل من قلت قوائل لأنها لا تكون أمثل حالاً من فواعل من عورت ومن أوائل.
واعلم أن بنات الياء نحو بعت تبيع في جميع هذا كبنات الواو يهمزن كما همزت فواعل من صيدت فجعلتها بمنزلة عورت فوافقتها كما وافقت حييت شويت لأن الياء قد تستثقل مع الواو كما تستثقل الواوان فوافقت هذه الواو وصارت يجري عليها ما يجري على الواو في الهمز وتركه كما اتفقتا في حال الاعتلال وترك الأصل.
فلما كثرت موافقتها لها في الاعتلال والخروج عن الأصل وكانت الياءان تستثقلان وتستثقل الياء مع الواو أجريت مجراها في الهمز لأنهم قد يكرهون من الياء مثل ما يكرهون من الواو.
ويهمز فعيلٌ من قلت وبعت.
وذلك قوائل وبيائع فهمزت الياء كما همزت الواو في فعاول فاتفقا في هذا الباب كما اتفقت الياء والواو فيما ذكرت لك إذ كان اجتماع الياءات يكره والياء مع الواو مكروهتان.
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
موضوع: رد: المجلد العاشر.. والأخير الخميس 11 أكتوبر 2018, 7:40 am
باب ما يجري فيه بعض ما ذكرنا
إذا كسر للجمع على الأصل فمن ذلك: فيعالٌ نحو ديارٍ وقيام وديورٍ وقيومٍ تقول دياوير وقياويم.
ومثل ذلك عوارٌ تقول عواويرً ولا تهمز هذا كما تهمز فعاعل من قلت.
وخالفت فعالٌ فعلاً كما يخالف فاعولٌ نحو طاووسٍ عاوراً إذا جمعت فقلت طواويس.
وإنما خالفت الحروف الأول هذه الحروف لأن كل شيء من الأول همز على اعتلال فعله أو واحده فإنما شبه حيث قرب من آخر الحروف بالياء والواو اللتين تكونان لامين إذا وقعتا بعد الألف ولا شيء بعدهما نحو سقاءٍ وقضاءٍ فجعلت الياءات والواوات هنا كأنهن أواخر الحروف كما جعلت الواوان في صيمٍ كأنهما أواخر الحروف.
فإذا فصلت بينهن وبين أواخ الحروف بحرفٍ جرين على الأصل تقول: الشقاوة والغواية فتخرجهما على الأصل إذا كان آخر الكلمة ما بعدهما وحرف الإعراب.
فإذا كان هذا النحو هكذا فالمعتل الذي هو أقوى وقد منعه أن يكون آخر الحرف حرفان أقرب من البيان والأصل له ألزم.
ومثل هذا قولهم: زوارٌ وصوامٌ لما بعدت من آخر الكلمة قويت كما قويت الواو في أخوةٍ وأبوةٍ حيث لم يكونا أواخر الحرفين.
فالبيان والأصل في الصوام ينبغي أن يكون ألزم وأثبت لأنه أقوى المعتلين.
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
موضوع: رد: المجلد العاشر.. والأخير الخميس 11 أكتوبر 2018, 10:05 am
باب فعل من فوعلت
من قلت وفيعلت من بعت وذلك قولك: قد قوول وقد بويع في فوعلت وفيعلت فمددت كما مددت في فاعلت.
وإنما وافق فوعلت وفيعلت فاعلت ههنا كما اتفقن في غير المعتل.
ألا ترى أنك تقول: بيطرت فتقول بوطر فتمد كما كنت ماداً لو قلت باطرت.
وتقول صومعت فتجريها مجرى صامعت لو تكلمت بها.
وكذلك فيعلت من بعت إذا قلت فيها فعل وكذلك تفيعلت منها إذا قلت قد تفوعل توافق تفاعلت كما وافق الآخر فاعلت.
وذلك قولك: تقوول وتبويع وافق تفاعلت كما يوافق تفيعلت من غير المعتل وذلك قولك: تفوهق من تفيهقت.
كما وافق فاعلت من هذا الباب غير المعتل ولم يكن فيه إدغام كذلك وافقه فوعلت وفيعلت.
ولم تجعل هذا بمنزله العينين في حولت وزيلت لأن هذه الواو والياء تزدان كما تزاد الألف.
ألا ترى أنهما قد يجيئان وليس بعدهما حرفٌ من موضعهما ولا يلزمهما تضعيف.
وذلك قولك: حوقلت وبيطرت.
فلما كانتا كذلك أجريتا مجرى الألف وفرق بين هاتين وبين الأخرى المدغمة.
وكذلك فعولت تمد منهما ولا تدغم ولا تجعلها بمنزلة العينين إذ كانتا حرفين مفترقين.
ألا ترى أن الزيادة التي فيها تلحق ولا يلزمها التضعيف في جهورت.
فلما كانت الزيادة كذلك جرت ههنا مجراها لو لم تكن بعدها واوٌ زائدة.
فكذلك إذا كان الحرف فعولت وفعيلت تجري كما جرت الواو والياء في فوعلت وفيعلت مجراهما وليس بعدهما واو ولا ياء لأنهما كانا حرفين مفترقين.
وذلك قولك: قد بووع وقوول قلبت ياء بويع واواً للضمة كما فعلت ذلك في فعللت.
وسيبين ذلك إن شاء الله.
ولا تقلب الواو ياءً في فوعل من بعت إذا كانت من فيعلت لأن أمرها كأمر سويرت.
وتقول في افعوعلت من سرت: اسييرت تقلب الواو ياءً لأنها ساكنة بعدها ياء.
فإذا قلت فعلت قلت: اسيويرت لأن هذه الواو قد تقع وليست بعدها ياء كقولك اغدودن فهي بمنزلة واو فوعلت وألف افعاللت وكذلك هي من قلت لأن هذه الواو قد تقع وليس بعدها واو فيجريان في فعل مجرى غير المعتل كما أجريت الأول مجرى غير المعتل فأجريت اسيوير على مثال اغدودن في هذا المكان واشهوب في هذا المكان ولم تقلب الواو ياءً لأن قصتها قصة سوير.
وسألته عن اليوم فقال: كأنه من يمت وإن لم يستعملوا هذا في كلامهم كراهية أن يجمعوا بين هذا المعتل وياء تدخلها الضمة في يفعل كراهية أن يجتمع في يفعل ياءان في إحداهما ضمةٌ مع المعتل.
فلما كانوا يستثقلون الواو وحدها في الفعل رفضوها في هذا لما يلزمهم من الاستثقال في تصرف الفعل.
ومما جاء على فعل لا يتكلم به كراهية نحو ما ذكرت لك: أول والواو وآءة وويحٌ وويسٌ وويلٌ بمنزله اليوم كأنها من: ولت ووحت وأؤت وإن لم يتكلم بها تقديرها ععت من قولك: آءةٌ لما يجتمع فيه مما يستثقلون.
وسألته: كيف ينبغي له أن يقول أفعلت في القياس من اليوم على من قال أطولت وأجودت فقال: أيمت فتقلب الواو ههنا كما قلبها في أيام.
وكذلك تقلبها في كل موضع تصح فيه ياء أيقنت.
فإذا فعلت أفعل ومفعلٌ ويفعل قلت: أووم ويووم وموومٌ لأن الياء لا يلزمها أن تكون بعدها ياء كفعلت من بعت وقد تقع وحدها.
فكما أجريت فيعلت وفوعلت مجرى بيطرت وإذا قلت أفعل من اليوم قلت أيم كما قلت أيام.
فإذا كسرت على الجمع همزت فقلت أيائم لأنها اعتلت ههنا كما اعتلت في سيدٍ.
والياء قد تستثقل مع الواو فكما أجريت سيداً مجرى فوعلٍ من قلت كذلك تجري هذا مجرى أول.
وأما افعوعلت من قلت فبمنزلة افعوعلت من سرت في فعل وأتمت افعوعلت منها كما يتم فاعلت وتفاعلت لأنهم لو أسكنوا كان فيه حذف الألف والواو لئلا يلتقي ساكنان.
وكذلك افعاللت وافعللت.
وذلك قولك في افعوعلث اقوولت وفي افعاللت من الياء والواو: اسواددت وابياضضت.
فإذا أردت فعل قلت: ابيوض كما قلت اشهوب وضورب فقلبت الألف.
وأما افعللت فقولك: ازوررت وابيضضت.
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
موضوع: رد: المجلد العاشر.. والأخير الخميس 11 أكتوبر 2018, 10:06 am
باب تقلب فيه الياء واواً
وذلك قولك في فعللٍ من كلت كولل وفعلل إذا أردت الفعل كولل ولم تجعل هذه الأشياء بمنزلة بيضٍ وقد بيع حيث خرجت إلى مثالها لبعدها من هذا وصارت على أربعة أحرف وكان الاسم منها لا تحرك ياؤه ما دام على هذه العدة وكان الفعل ليس أصل يائه التحريك.
فلما كان هذا هكذا جرى فعله في فعل مجرى بوطر من البيطرة وأيقن يوقن وأوقن والاسم يجري مجرى موقنٍ.
سمعنا من العرب من يقول: تعيطت الناقة.
وقال: مظاهرةً نياً عتيقاً وعوططاً فقد أحكما خلقاً لها متباينا العوطط فعللٌ.
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
موضوع: رد: المجلد العاشر.. والأخير الخميس 11 أكتوبر 2018, 10:08 am
باب ما الهمزة فيه في موضع اللام
من بنات الياء والواو وذلك نحو: ساء يسوؤ وناء ينوء وداء يداء وجاء يجيء وفاء يفيء وشاء يشاء.
اعلم أن الواو والياء لا تعلان واللام ياء أو واوٌ لأنهم إذا فعلوا ذلك صاروا إلى ما يستثقلون وإلى الالتباس والإجحاف.
وإنما اعتلتا للتخفيف.
فلما كان ذلك يصيرهم إلى ما ذكرت لك رفض.
فهذه الحروف تجري مجرى قال يقول وباع يبيع وخاف يخاف وهاب يهاب.
إلا أنك تحول اللام ياءً إذا همزت العين وذلك قولك: جاءٍ كما ترى همزت العين التي همزت في بائعٍ واللام مهموزةٌ فالتقت همزتان ولم تكن لتجعل اللام بين بين من قبل أنهما في كلمة واحدة وأنهما لا يفترقان فصار بمنزلة ما يلزمه الإدغام لأنه في كلمة واحدة وأن التضعيف لا يفارقه.
وسترى ذلك في باب الإدغام إن شاء الله.
فلما لزمت الهمزتان ازدادتا ثقلاً فحولوا اللام وأخرجوها من شبه الهمزة.
وجميع ما ذكرت لك في فاعلٍ بمنزلة جاء.
ولم يجعلوا هذا بمنزلة خطايا لأن الهمز لم يعرض في الجمع فأجري هذا مجرى شاءٍ وناءٍ من شأوت ونأيت.
وأما خطايا فحيث كانت همزتها تعرض في الجمع أجريت مجرى مطايا.
واعلم أن ياء فعائل أبداً مهموزة لا تكون إلا كذلك ولم تزد إلا كذلك وشبهت بفعاعل.
وإذا قلت فواعل من جئت قلت جواءٍ كما تقول من شأوت شواءٍ فتجريها في الجمع على حد ما كانت عليه في الواحد لأنك أجريت واحدها مجرى الواحد من شأوت.
وأما فعائل من جئت وسؤت فكخطايا تقول: جبايا وسوايا.
وأما الخليل فكان يزعم أن قولك جاءٍ وشاءٍ ونحوهما اللام فيهن مقلوبة.
وقال: ألزموا ذلك هذا واطرد فيه إذ كانوا يقلبون كراهية الهمزة الواحدة.
وذلك نحو قولهم للعجاج: لاثٍ بها الأشاء والعبرى وقال لطريف بن تميم العنبري: وأكثر العرب يقول: لاثٌ وشاكٌ سلاحه.
فهؤلاء حذفوا الهمزة وهؤلاء كأنهم لم يقلبوا اللام في جئت حين قالوا فاعلٌ لأن من شأنهم الحذف لا القلب ولم يصلوا إلى حذفها كراهية أن تلتقي الألف والياء وهما ساكنتان.
فهذا تقويةٌ لمن زعم أن الهمزة في جاء هي الهمزة التي تبدل من العين.
وكلا القولين حسنٌ جميل.
وأما فعائلٌ من جئت فجياءٍ ومن سوت سواءٍ لأنها ليست همزةً تعرض في جمعٍ فهي كمفاعلٍ من شأوت.
وأما فعللٌ من جئت وقرأت فإنك تقول فيه: جيأى وقرأى وفعللٌ منهما: قرئىٍ وجوئىٍ وفعللٌ: قرئىٍ وجيءٍ.
وإنما فعلت ذلك لالتقاء الهمزتين ولزومهما.
وليس يكون ههنا قلبٌ كما كان في جاءٍ لأنه ليس ههنا شيء أصله الواو ولا الياء فإذا جعلته طرفاً جعلته كياء قاضٍ وإنما الأصل ههنا الهمز.
فإنما أجري جاءٍ في قول من زعم أنه مقلوب مجرى لاثٍ حيث قلبوا قراءٍ وجياءٍ لأن الهمزة ثابتة في الواحد وليست تعرض في الجمع فأجريت مجرى مشأى ومشاءٍ ونحو هذا.
وأما فعاعل من جئت وسؤت فتقول فيه سوايا وجبايا لأن فعاعل من بعت وقلت مهموزان فلما وافقت اللام مهموزةً لم يكن من قلب اللام ياءً بدٌّ كما قلبتها في جاء وخطايا.
فلما كانت تقلب ياء وكانت الهمزة إنما تكون في حال الجمع أجريت مجرى فواعل من شويت وحويت حين قلت: شوايا لأنها همزة عرضت في الجمع وبعدها ياءٌ فأجريت مجرى مطايا.
ومن جعلها مقلوبة فشبهها بقوله شواعٍ وإنما يريد شوائع فهو ينبغي له أن يقول جياءٍ وشواءٍ لأنهما همزتا الأصل التي تكون في الواحد.
وإنما جعلت العين التي أصلها الياء والواو طرفاً فأجريت مجرى واو شأوت وياء نأيت في فاعل.
وأما افعللت من صدئت فاصدأيت تقلبها ياء كما تقلبها في مفعللٍ وذلك قولك: مصدىءٍ كما ترى ويفعلل يصدئى لم تكن لتكون ههنا بمنزلة بنات الياء وتكون في فعلت ألفاً.
ومن ثم لم يجعلوها ألفاً ساكنة.
كما أنك لم تقل أغزوت إذ كنت تقول يغزى فلم تكن لتجعل فعلت منه بمنزلة الهمزة وسائره كبنات الياء فأجري هذا مجرى رمى يرمي.
وهذا قول الخليل.
وفياعل من سؤت وجئت بمنزلة فعاعل تقول: جبايا وسيايا لأنها همزة عرضت في الجمع.
وسألته عن قوله: سؤته سوائيةً فقال: هي فعاليةٌ بمنزلة علانيةٍ.
والذين قالوا سوايةٌ حذفوا الهمزة كما حذفوا همزة هارٍ ولاثٍ كما اجتمع أكثرهم على ترك الهمزة في ملكٍ وأصله الهمزة.
قال الشاعر: فلست لانسىٍ ولكن لملأكٍ ** تنزل من جو السماء يصوب وسألته عن مسائية فقال: هي مقلوبة.
وكذلك أشياء وأشاوى.
ونظير ذلك من المقلوب قسيٌّ وإنما أصلها قووسٌ كرهوا الواوين والضمتين.
ومثل ذلك قول الشاعر: مروان مروان أخو اليوم اليمى وإنما أراد اليوم فاضطر إلى هذا ومع ذلك أن هذه الواو تعتل في فعلٍ وتكره فهي في الياء أجدر أن تكره فصار اليوم بمنزلة القووس.
فمسائيةٌ إنما كان حدها مساوئةٌ فكرهوا الواو مع الهمزة لأنهما حرفان مستثقلان.
وكان أصل أشياء شيئاء فكرهوا منها مع الهمزة مثل ما كره من الواو وكذلك أشاوى أصلها أشايا كأنك جمعت عليها إشاوة وكأن أصل إشاوة شيئاء ولكنهم قلبوا الهمزة قبل الشين وأبدلوا مكان الياء الواو كما قالوا: أتيته أتوةً وجبيته جباوةً والعليا والعلياء.
ومثل هذا في القلب طأمن واطمأن.
فإنما حمل هذه الأشياء على القلب حيث كان معناها معنى ما لا يطرد ذلك فيه كان اللفظ فيه إذا أنت قلبته ذلك اللفظ فصار هذا بمنزلة ما يكون فيه الحرف من حروف الزوائد ثم يشتق في معناه ما يذهب فيه الحرف الزائد.
وأما جذبت وجبذت ونحوه فليس فيه قلب وكل واحدٍ منهما على حدته لأن ذلك يطرد فيهما في كل معنىً ويتصرف الفعل فيه.
وليس هذا بمنزلة ما لا يطرد مما إذا قلبت حروفه عما تكلموا به وجدت لفظه لفظ ما هو في معناه من فعلٍ أو واحدٍ هو الأصل الذي ينبغي أن يكون ذلك داخلاً عليه كدخول الزوائد.
وجميع هذا قول الخليل.
وأما كلا وكلٌّ فمن لفظين لأنه ليس ههنا قلب ولا حرفٌ من حروف الزوائد يعرف هذا له موضعاً.
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
موضوع: رد: المجلد العاشر.. والأخير الجمعة 12 أكتوبر 2018, 8:11 pm
باب ما كانت الواو والياء فيه لامات
اعلم أنهن لاماتٍ أشد اعتلالاً وأضعف لأنهن حروف إعراب وعليهن يقع التنوين والإضافة إلى نفسك بالياء والتثنية والإضافة نحو هنيٍ فإنما ضعفت لأنها اعتمد عليها بهذه الأشياء.
وكلما بعدتا من آخر الحرف كان أقوى لهما.
فهما عيناتٍ أقوى وهما فاءاتٍ أقوى منهما عيناتٍ ولاماتٍ.
وذلك نحو غزوت ورميت.
واعلم أن يفعل من الواو تكون حركة عينه من المعتل الذي بعده ويفعل من الياء تكون حركة عينه من الحرف الذي بعده فيكون في غزوت أبداً يفعل وفي رميت يفعل أبداًز ولم يلزمهما يفعل ويفعل حيث اعتلتاء لأنهم جعلوا ما قبلهما معتلين كاعتلالهما.
وأما فعل فيكون في الواو نحو سرو يسرو ولا يكون في الياء لأنهم يقرون من الواو إليها فلم يكونوا لينقلوا الأخف إلى الأثقل فيلزمها ذلك في تصرف الفعل.
واعلم أن الواو في يفعل تعتل إذا كان قبلها ضمة ولا تقلب ياءً ولا يدخلها الرفع كما كرهوا الضمة في فعل وذلك نحو البون والعون.
فالأضعف أجدر أن يكرهوا ذلك فيه.
ولكنهم ينصبون لأن الفتحة فيها أخف عليهم كما أن الألف أخف عليهم من الواو.
ألا تراهم إذا قالوا فعلٌ من باب قلت لم تعتل وذلك نحو: النومة واللومة.
والضمة فيها كواو بعدها والفتحة فيها كألف بعدها وذلك قولك: هو يغزوك ويريد أن يغزوك.
وإذا كان قبل الياء كسرةٌ لم يدخلها جرٌّ كما لم يدخل الواو ضم لأن الياءات قد يكره منها ما يكره من الواوات فصارت وقبلها كسرة كالواو والضمة قبلها ولا يدخلها الرفع إذ كره الجر فيها لأن الواو قد تكره بعد الياء حتى تقلب ياءً والضمة تكره معها حتى تكسر في بيضٍ ونحوها.
فلما تركوا الجر كانوا لما هو أثقل مع الياء وما هو منها أترك.
وأما النصب فإنه يدخل عليها لأن الألف والفتحة معها أخف كما كانتا كذلك في الواو.
وذلك قولك: هذا راميك وهو يرميك ورأيت راميك ويريد أن يرميك.
وإذا كانت الياء والواو قبلها فتحةٌ اعتلت وقلبت ألفاً كما اعتلت وقبلها الضم والكسر ولم يجعلوها وقبلها الفتحة على الأصل إذ لم تكن على الأصل وقبلها الضمة والكسرة فإذا اعتلت قلبت ألفاً فتصير الحركة من الحرف الذي بعدها كما كانت الحركة قبل الياء والواو حيث اعتلت مما بعدها.
وذلك قولك: رمى ويرمى وغزا ويغزى ومرمى ومغزىً.
وأما قولهم: غزوت ورميت وغزون ورمين فإنما جئن على الأصل لأنه موضعٌ لا تحرك فيه اللام وإنما أصلها في هذا الموضع السكون وإنما تقلب ألفاً إذا كانت متحركةً في الأصل كما اعتلت الياء وقبلها الكسرة والواو وقبلها الضمة وأصلها التحرك.
واعلم أن الواو إذا كان قبلها حرف مضموم في الاسم وكانت حرف الإعراب قلبت ياءً وكسر المضموم كما كسرت الباء في مبيع.
وذلك قولك: دلوٌ وأدلٍ وأحقٍ كما ترى فصارت الواو ههنا أضعف منها في الفعل حين قلت يغزو ويسرو لأن التنوين يقع عليها والإضافة بالياء نحو قولك: هنيٌّ والتثنية والإضافة إلى نفسك بالياء فلا تجد بداً من أن تقلبها فلما كثرت هذه الأشياء عليها وكانت الياء قد تغلب عليها لو ثبتت أبدلوها مكانها لأنها أخف عليهم والكسرة من الواو والضمة.
وهي أغلب على الواو من الواو عليها.
فإن كان قبل الواو ضمة ولم تكن حرف إعراب ثبتت وذلك نحو: عنفوانٍ وقمحدوةٍ وأفعوانٍ لأن هذه الأشياء التي وقعت على الواو في أدلٍ ونحوها وقعت ههنا على الهاء والنون.
وقالوا: قلنسوةٌ فأثبتوا ثم وإذا كان قبل الياء والواو حرفٌ ساكنٌ جرتا مجرى غير المعتل وذلك نحو: ظبيٍ ودلوٍ لأنه لم يجتمع ياءٌ وكسرة ولا واوٌ وضمة ولم يكن ما قبلهما مفتوحاً فتجري مرى ما قبله الكسرة أو ما قبله الضمة في الاعتلال وقويتا حيث ضعف ما قبلهما.
ومن ثم قالوا: مغزوٌّ كما ترى وعتوٌّ فاعلم.
وقالوا: عتيٌّ ومغزيٌّ شبهوها حيث كان قبلها حرف مضموم ولم يكن بينهما إلا حرف ساكن بأدلٍ.
فالوجه في هذا النحو الواو.
والأخرى عربية كثيرة.
والوجه في الجمع الياء وذلك قولك: ثديٌّ وعصيٌّ لأن هذا جمعٌ كما أن أدلياً جمعٌ.
وقد قال بعضهم: إنكم لتنتظرون في نحوٍ كثيرة فشبهوها بعتوٍ.
وهذا قليل وإنما أراد جمع النحو.
فإنما لزمتها الياء حيث كانت الياء تدخل فيما هو أبعد شبهاً يعني صيمٌ.
وقد يكسرون أول الحروف لما بعده من الكسرة والياء وهي لغة جيدة.
وذلك قول بعضهم: ثديٌّ وحقيٌّ وعصي وجثيٌّ.
وقال فيما قلبت الواو فيه ياءً من غير الجمع.
البيت لعبد غيوث بن وقاصٍ الحارثي: وقد علمت عرسي مليكة أنني أنا الليث معدياً عليه وعاديا وقالوا: يسنوها المطر وهي أرضٌ مسنيةٌ.
وقالوا: مرضيٌّ وإنما أصله الواو.
وقالوا مرضوٌّ فإن كان الساكن الذي قبل الياء والواو ألفاً زائدةً همزت وذلك نحو: القضاء والنماء والشقاء.
وأنما دعاهم إلى ذلك أنهم قالوا: عتيٌّ ومغزيٌّ وعصيٌّ فجعلوا اللام كأنها ليس بينها وبين العين شيء فكذلك جعلوها في قضاء ونحوها كأنه ليس بينها وبين فتحة العين شيء فكذلك جعلوها في قضاء ونحوها كأنه ليس بينها وبين فتحة العين شيء وألزموها الاعتلال في الألف لأنها بعد الفتحة أشد اعتلالاً.
ألا ترى أن الواو بعد الضمة تثبت في الفعل وفي قمحدوةٍ وتدخلها الفتحة والياء بعد الكسرة تدخلها الفتحة ولا تغير فتحول من موضعها.
وهما بعد الفتحة لا تكونان إلا مقلوبتين لازماً لهما السكون.
ولا يكون هذا في دلوٍ وظبيٍ ونحوهما لأن المتحرك ليس بالعين ولأنك لو أردت ذلك لغيرت البناء وحركت الساكن.
واعلم أن هذه الواو لا تقع قبلها أبداً كسرةٌ إلا قلبت ياء.
وذلك نحو: غاز وغزى ونحوهما.
وسألته عن قوله غزى وشقى إذا خففت في لغة من قال عصر وعلم فقال: إذا فعلت ذلك تركتها ياءً على حالها لأني إنما خففت ما قد لزمته الياء وإنما أصلها التحريك وقلب الواو وليس أصل هذا بفعل ولا فعل.
ألا تراهم قالوا: لقضوً الرجل فلما كانت مخففة مما أصله التحريك وقلب الواو لم يغيروا الواو.
ولو قالوا غزو وشقو لقالوا: لقضى.
وسألته عن قول بعض العرب: رضيوا فقال: هي بمنزلة غزى لأنه أسكن العين ولو كسرها لحذف لأنه لا يلتقي ساكنان حيث كانت لا تدخلها الضمة وقبلها الكسرة.
وتقول سرووا على الإسكان وسروا على إثبات الحركة.
وتقول في فعلٍ من جئت: جيءٌ.
فإن خففت الهمزة قلت جيٌ فضممت للتحريك.
وتقول في فعللٍ من جئت: جوىءٍ.
فإن خففت قلت جيٍ تقلبها ياءً للحركة كما تقول في موقنٍ مييقنٌ في التحرك للتحقير وكما تقول في ليةٍ لويةٌ.
وليس ذا بمنزلة غزى لأن الواو إنما قلبتها للكسرة فصارت كأنها من الياء.
ألا ترى أنك تفعل ذلك في أفعلت واستفعلت ونحوهما إذا قلت أغزيت واستغزيت.
وإذا قلت فعلت من سقت فيمن قال سيقً قلت سقت لأن هذه كسرة كما كسرت خاء خفت.
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
موضوع: رد: المجلد العاشر.. والأخير الجمعة 12 أكتوبر 2018, 8:12 pm
باب ما يخرج على الأصل
إذا لم يكن حرف إعراب وذلك قولك: الشقاوة والإداوة والإتاوة والنقاوة والنقاية والنهاية.
قويت حيث لم تكن حرف إعراب كما قويت الواو في قمحدوةٍ.
وذلك قولهم: أبوةٌ وأخوةٌ لا يغيران ولا تحولهما فيمن قال مسنيٌّ وعتيٌّ لأنه قد لزم الإعراب غيرهما.
وسألته عن قولهم: صلاءةٌ وعباءةٌ وعظاءةٌ فقال: إنما جاءوا بالواحد على قولهم: صلاءٌ وعظاءٌ وعباءٌ كما قالوا: مسنيةٌ ومرضيةٌ حيث جاءتا على مرضيٍ ومسنيٍ.
وإنما ألحقت الهاء آخراً حرفاً يعرى منها ويلزمه الإعراب فلم تقو قوة ما الهاء فيه على أن لا تفارقه.
وأما من قال صلايةٌ وعبايةٌ فإنه لم يجىء بالواحد على الصلاء والعباء كما أنه إذا قال خصيان لم يثنه على الواحد المستعمل في الكلام.
ولو أراد ذلك لقال خصيتان.
وسألته عن الثنايين فقال: هو بمنزلة النهاية لأن الزيادة في آخره لا تفارقه فأشبهت الهاء.
ومن ثم قالوا مذروان فجاءوا به على الأصل لأن ما بعده من الزيادة لا يفارقه.
وإذا كان قبل الياء والواو حرفٌ مفتوح وكانت الهاء لازمة لم تكن إلا بمنزلتها لو لم تكن هاءٌ وذلك نحو: العلاة وهناةٍ وقناةٍ.
وليس هذا بمنزلة قمحدوة لأنها حيث فتحت وقبلها الضمة كانت بمنزلتها منصوبةً في الفعل.
وذلك نحو: سرو ويريد أن يغزوك.
وإذا كان قبلها أو قبل الياء فتحة قلبت ألفاً ثم لم يدخلها تغيرٌ في موضع من المواضع.
فإنما قمحدوةٌ بمنزلة ما ذكرت لك من الفعل.
وأما النفيان والغثيان فإنما دعاهم إلى التحريك أن بعدها ساكناًن فحركوا كما حركوا رميا وغزوا وكرهوا الحذف مخافة الالتباس فيصير كأنه فعالٌ من غير بنات الياء والواو.
ومثل الغثيان والنفيان: النزوان والكروان.
وإذا كانت الكسرة قبل الواو ثم كان بعدها ما يقع عليه الإعراب لازماً أو غير لازم فهي مبدلةٌ مكانها الياء لأنهم قد قلبوا الواو في المعتل الأقوىل ياءً وهي متحركة لما قبلها من الكسر وذلك نحو: القيام والثيرة والسياط.
فلما كان هذا في هذا ال نحو ألزموا الأضعف الذي يكون ثالثاً الياء.
وكينونتها ثانيةً أخف لأنك إذا وصلت إليها بعد حرفٍ كان أخف من أن تصل إليها بعد حرفين.
وذلك قولك: محنيةٌ فإنما هي من حنوت وهي الشيء المحني من الأرض - وغازيةٌ.
وقالوا: قنيةٌ للكسرة وبينهما حرف والأصل قنوةٌ فكيف إذا لم يكن بينهما شيء.
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
موضوع: رد: المجلد العاشر.. والأخير الجمعة 12 أكتوبر 2018, 8:14 pm
باب ما تقلب فيه الياء واواً
ليفصل بين الصفة والاسم وذلك فعلى.
إذا كانت اسماً أبدلوا مكانها الواو نحو: الشروى والتقوى والفتوى.
وإذا كانت صفةً تركوها على الأصل وذلك نحو: صدياً وخزياورياً.
ولو كانت ريا اسماً لقلت روىً لأنك كنت تبدل واواً موضع اللام وتثبت الواو التي هي عين.
وأما فعلى من الواو فعلى الأصل لأنها إن كانت صفة لم تغير كما لم تغير الياء.
وإن كانت اسماً ثبتت لأنها تغلب على الياء فيما هي فيه أثبت.
وذلك قولك: شهوى ودعوى.
فشهوى صفة ودعوى اسم وعدوى كدعوى.
وأما فعلى من بنات الواو فإذا كانت اسماً فإن الياء مبدلة مكان الواو كما أبدلت الواو مكان الياء في فعلى فأدخلوها عليها في فعلى كما دخلت عليها الواو في فعلى لتتكافئا.
وذلك قولك: الدنيا والعليا والقصيا.
وقد قالوا القصوى فأجروها على الأصل لأنها قد تكون صفةً بالألف واللام.
فإذا قلت فعلى من ذا الباب جاء على الأصل إذا كان صفةً وهو أجدر أن يجيء على الأصل إذ قالوا القصوى فأجروه على الأصل وهو اسم كما أخرجت فعلى من بنات الياء صفةً على الأصل.
وتجري فعلى من بنات الياء على الأصل اسماً وصفة كما جرت الواو في فعلى صفة واسماً على الأصل.
وأما فعلى منهما فعلى الأصل صفة واسماً تجريهما على القياس لأنه أوثق ما لم تتبين تغييراً منهم.
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
موضوع: رد: المجلد العاشر.. والأخير الجمعة 12 أكتوبر 2018, 8:15 pm
باب ما إذا التقت فيه الهمزة والياء
قلبت الهمزة ياء والياء ألفاً وذلك قولك: مطيةٌ ومطايا وركيةٌ وركايا وهديةٌ وهدايا فإنما هذه فعائل كصحيفةٍ وصحائف.
وإنما دعاهم إلى ذلك أن الياء قد تقلب إذا كانت وحدها في مثل مفاعل فتبدل ألفاً.
وذلك نحو: مدارى وصحارى.
والهمزة قد تقلب وحدها ويلزمها الاعتلال فلما التقى حرفان معتلان في أثقل أبنية الأسماء ألزموا الياء بدل الألف إذ كانت تبدل ولا معتل قبلها وأردوا أن لا تكون الهمزة على الأصل في مطايا إذ كان ما بعدها معتلاً وكانت من حروف الاعتلال كما اعتلت الفاء في قلت وبعت إذا اعتل ما بعدها.
فالهمزة أجدر لأنها من حروف الاعتلال.
وإن شئت قلت صارت الهمزة مع الألفين حيث اكتتنفتاها بمنزلة همزتين لقرب الألف منهما فأبدلت.
يدلك على ذلك أن الذين يقولون سلاء فيحققون يقولون رأيت سلا فلا يحققون كأنها همزة جاءت بعدها وأبدلوا مكان الهمزة الياء التي كانت ثابتةً في الواحد كما أبدلوا مكان حركة قلت التي في القاف وحركة ياء بعت اللتين كانتا في العينين ليعلم أن الياء في الواحد كما علم أن ما بعد الباء والقاف مضمومٌ ومكسور.
وقد قال بعضهم: هداوى فأبدلوا الواو لأن الواو قد تبدل من الهمزة.
وأما ما كانت الواو فيه ثابتة نحو: إداوةٍ وعلاوةٍ وعراوةٍ فإنهم يقولون فيه: هراوى وعلاوى وأداوى ألزموا الواو ههنا كما ألزموا الياء في ذلك وكما قال حبالى ليكون آخره كآخر واحده.
وليست بألف تأنيث كما أن هذه الواو غير تلك الواو.
ولم يفعلوا هذا في جاءٍ لأنه شيءٌ على مثال قاضٍ تبدل فيه الياء ألفاً.
وقد فعل ذلك فيما كان على مثال مفاعل لأنه ليس يلتبس بغيره لعلمهم أنه ليس في الكلام على مثال مفاعل.
وذلك يلتبس لأن في الكلام فاعلاً.
وفواعل من شويت كذلك لأنها همزة تعرض في الجمع وبعدها الياء فهمزتها كما همزت فواعل من عورت فهي نظيرها في غير العنل كما أن صحائف ورسائل نظيرة مطايا وأداوى.
وكذلك فواعل من حييت هن حوايا تجري الياء مجرى الواو كما أجريتهما مجرى واحداً في قلت وبعت وعورت وصيدت ولا تدرك الهمزة في قلت وبعت وعورت وصيدت في موضعٍ إلا أدركهما ثم اعتلتا اعتلال مطايا.
وذلك قولك شوايا في فواعل وحوايا.
وفواعلٌ منهما بمنزلة فواعل في أنك تهمز ولا تبدل من الهمزة ياءً كما فعلت ذلك في عورت.
وذلك قولك عوائرٌ.
ولا يكون أمثل حالاً من فواعل وأوائل.
وذلك قولك شواءٍ.
وأما فعائلٌ من بنات الياء والواو فمطاءٍ ورماءٍ لأنها ليست همزة لحقت في جمعٍ وإنما هي بمنزلة مفاعلٍ من شأوت وفاعلٍ من جئت لأنها تخرج على مثال مفاعل.
وهي في هذا المثال بمنزلة فاعلٍ من جئت فهمزتها بمنزلة همزة فعالٍ من حييت.
وإن جمعت قلت مطاءٍ لأنها لم تعرض في الجمع.
وفياعل من شويت وحييت بمنزلة فواعل تقول: حيايا وشيايا وذلك لأنك تهمز سيداً وبيعاً إذا جمعت.
فكل شيء من باب قلت وبعت همز في الجمع فإن نظيره من حييت وشويت يجيء على هذا المثال لأنها همزةٌ تعرض في جمع وبعدها ياءٌ ولا يخافون التباساً.
وقالوا: فلوةٌ وفلاوى لأن الواحد فيه واو فأبدلوه في الجمع واواً.
وأما فعائلٌ وفواعلٌ ففيه مع شبهه بمفاعلٍ من شأوت وجاءٍ فيما ذكرت لك - يعني أنه واحد - أن له مثالاً مفتوحاً يلتبس به لو جعلته بمنزلة فعائل نحو حبارى فكرهوا أن يلتبس به ويشبهه.
وليس للجمع مثال أصلٍ ما بعد ألفه الفتح.
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
موضوع: رد: المجلد العاشر.. والأخير الجمعة 12 أكتوبر 2018, 8:16 pm
باب ما بني على أفعلاء وأصله فعلاء
وذلك: سريٌّ وأسرياء وأغنياء وأشقياء.
وإنما صرفوها عن سرواء وغنياء لأنهم يكرهون تحريك الياء والواو وقبلهما الفتحة إلا أن يخافوا التباساً في رميا وغزوا ونحوهما.
والياء إذا كانت قبلها الكسرة فهي في النصب والفتح بمنزلة غير المعتل فلما كانت الحركة تكره وقبلها الفتحة وكانت أفعلاء قد يجمع بها فعيلٌ فروا إليها كما فروا إليها في التضعيف في أشداء كراهية التضعيف.
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
موضوع: رد: المجلد العاشر.. والأخير الجمعة 12 أكتوبر 2018, 8:18 pm
باب ما يلزم الواو فيه بدل الياء
وذلك إذا كانت فعلت على خمسة أحرف فصاعداً.
وذلك قولك: أغزيت وغازيت واسترشيت.
وسألت الخليل عن ذلك فقال: إنما قلبت ياءً لأنك إذا قلت يفعل لم تثبت الواو للكسرة فلم يكن ليكون فعلت على الأصل وقد أخرجت يفعل إلى الياء.
وأفعل وتفعل ونفعل.
قال: الألف بدلٌ من الياء ههنا التي أبدلت مكان الواو وإنا أدخلت التاء على غازيت ورجيت.
وقال: ضوضيت وقوقيت بمنزلة ضعضعت ولكنهم أبدلوا الياء إذ كانت رابعة.
وإذا كررت الحرفين فهما بمنزلة تكريرك الحرف الواحد فإنما الواوانن ههنا بمنزلة ياءي حييت وواوي قوةٍ لأنك ضاعفت.
يدلك على أنها ليست فاعلت قولهم: الحيحاء والعيعاء كما قالوا: السرهاف والفرشاط والحاحاة والهاهاة فأجري مجرى دعدعت إذ كن للتصويت كما أن دهديت هي فيما زعم الخليل دهدهت بمنزلة دحرجت ولكنه أبدل الياء من الهاء لشبهها بها وأنها في الخفاء والخفة نحوها فأبدلت كما أبدلت من الياء في هذه.
فأما الغوغاء ففيها قولان: أما من قال غوغاءٌ فأنث ولم يصرف فهي عنده مثل عوراء.
وأما من قال غوغاء فذكر وصرف فإنما هي عنده بمنزلة القمقام وضاعفت الغين والواو كما ضاعفت القاف والميم.
وكذلك الصيصية والدوداة والشوشاة فإنما يضاعف حرفٌ وياء أو واو كما ضاعفت القمقام فجعلت هؤلاء بمنزلتها كما تجعل الحياء وحييت بمنزلة الغصص وغصصت وكما تجعل القوة بمنزلة الغصة.
فهؤلاء في الأربعة بمنزلة هؤلاء في الثلاثة.
والموماة بمنزلة الدوداة والمرمر ولا تجعلها بمنزلة تمسكن لأن ما جاء هكذا والأول من نفس الحرف هو الكلام الكثير ولا تكاد تجد في هذا الضرب الميم زائدةً إلا قليلاً.
وأما قولهم: الفيفاة فالألف زائدة لأنهم يقولون الفيف في هذا المعنى.
وأما القيقاء والزيزاء فبمنزلة العلباء لأنه لا يكون في الكلام مثل القلقال إلا مصدراً.
وإذا كانت الياء زائدة رابعة فهي تجري مجرى ما هو من نفس الحرف.
وذلك نحو: سلقيت وجعبيت تجريهما وأشباههما مجرى ضوضيت وقوقيت.
وأما المروراة فبمنزلة الشجوجاة وهما بمنزلة صمحمحٍ ولا تجعلهما على عثوثلٍ لأن مثل صمحمحٍ أكثر.
وكذلك قطوطى.
وقالوا: القيقاء والزيزاءة فإنما أرادوا الواحد على القيقاء والزيزاء.
وقد قال بعضهم: قيقاءةٌ وقواقٍ فجعل الياء مبدلةً كما أبدلها في قيلٍ.
وسألته عن أثفية فقال: هي فعليةٌ فيمن قال أثفت وأفعولةٌ فيمن قال ثفيت.
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
موضوع: رد: المجلد العاشر.. والأخير الجمعة 12 أكتوبر 2018, 8:19 pm
هذا باب التضعيف في بنات الياء
وذلك نحو: عييت وحييت وأحييت واعلم أن آخر المضاعف من بنات الياء يجري مجرى ما ليس فيه تضعيف من بنات الياء ولا تجعل بمنزلة المضاعف من غير الياء لأنها إذا كانت وحدها لاماً لم تكن بمنزلة اللام من غير الياء فكذلك إذا كانت مضاعفةً.
وذلك نحو: يعيا ويحيا ويعيى ويحيى أجريت ذلك مجرى يخشى ويخشى.
ومن ذلك محياً قالوه كما قالوا مخشىً.
فإذا وقع شيءٌ من التضعيف بالياء في موضع تلزم ياء يخشى فيه الحركة وياء يرمي لا تفارقهما فإن الإدغام جائزٌ فيه لأن اللام من يرمي ويخشى قد صارتا بمنزلة غير المعتل فلما ضاعفت صرت كأنك ضاعفت في غير بنات الياء حيث صحت اللام على الأصل وحدها.
وذلك قولك: قد حي في هذا المكان وقد عي بأمره.
وإن شئت قلت: قد حيى في هذا المكان وقد عيى بأمره.
والإدغام أكثر والأخرى عربيةٌ كثيرة.
وسنبين هذا النحو إن شاء الله.
ومثل ذلك قد أحي البلد فإنما وقع التضعيف لأنك إذا قلت خشي أو رمي كانت الفتحة لا تفارق وصارت هذه الأحرف على الأصل بمنزلة طرد واطرد وحمد فلما ضاعفت صارت بمنزلة مد وأمد وود.
قال الله عز وجل: " ويحيى من حي عن بينةٍ ".
وكذلك قولهم: حياءٌ وأحيةٌ ورجلٌ عييٌّ وقومٌ أعياء لأن اللام إذا كانت وحدها كانت بمنزلة غير المعتل فلزمتها الحركة فأجري مجرى حي.
فإذا قلت فعلوا وأفعلوا قلت: حيا وأحيوا لأنك قد تحذفها في خشوا وأخشوا.
قال الشاعر: وكنا حسبناهم فوارس كهمسٍ حيوا ** بعد ما ماتوا من الدهر أعصرا وقد قال بعضهم: حيوا وعيوا.
لما رأوها في الواحد والاثنين والمؤنث إذا قالوا حييت المرأة بمنزلة المضاعف من غير الياء أجروا الجمع على ذلك.
قال الشاعر: عيوا بأمرهم كما عيت ببيضتها الحمامه وقال ناسٌ كثير من العرب: قد حيى الرجل وحييت المرأة فبين.
ولم يجعلوها بمنزلة المضاعف من غير الياء.
وأخبرنا بهذه اللغة يونس.
وسمعنا بعض العرب يقول أعييتاء وأحييةٌ فيبين.
وأحسن ذلك أن تخفيها وتكون بمنزلتها متحركة.
وإذا قلت يحيى أو معىٍ ثم أدركه النصب فقلت: رأيت معيباً ويريد أن يحييه لم تدغم لأن الحركة غير لازمة ولكنك تخفي وتجعلها بمنزلة المتحركة فهو أحسن وأكثر.
وإن شئت بينت كما بينت حيى.
والدليل على أن هذا لا يدغم قوله عز وجل: " أليس ذلك بقادرٍ على أن يحيي الموتى ".
ومثل ذلك معييةٌ لأنك قد تخرج الهاء فتذهب الحركة وليست بلازمة لهذا الحرف.
وكذلك محييان ومعييان وحييان إلا أنك إن شئت أخفيت.
والتبيين فيه أحسن مما في يائه كسرة لأن الكسرة من الياء فكأنهن ثلاث ياءات.
فأما تحيةٌ فبمنزلة أحييةٍ وهي تفعلةٌ.
والمضاعف من الياء قليل لأن الياء قد تثقل وحدها لاماً فإذا كان قبلها ياءٌ كان أثقل لها.
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
موضوع: رد: المجلد العاشر.. والأخير الجمعة 12 أكتوبر 2018, 8:21 pm
باب ما جاء على أن فعلت منه
مثل بعت وإن كان لم يستعمل في الكلام لأنهم لو فعلوا ذلك صاروا بعد الاعتلال إلى الاعتلال والالتباس.
فلو قلت يفعل من حي ولم تحذف لقلت يحى فرفعت ما لا يدخله الرفع في كلامهم فكرهوا ذلك كما كرهوه في التضعيف.
وإن حذفت فقلت يحيى أدركته علة لا نقع في كلامهم وصار ملتبساً بغيره يعني يعي ويقي ونحوه.
فلو كانت علةٌ بعد علة كرهوا هذا الاعتماد على الحرف.
فمما جاء في الكلام على أن فعله مثل بعت: آيٌ وغايةٌ وآيةٌ.
وهذا ليس بمطرد لأن فعله يكون بمنزلة خشيت ورميت وتجري عينه على الأصل.
فهذا شاذٌّ كما شذ قودٌ وروعٌ وحولٌ في باب قلت.
ولم يشذ هذا في فعلت لكثرة تصرف الفعل وتقلب ما يكرهون فيه فعل ويفعل.
وهذا قول الخليل.
وقال غيره: إنما هي آيةٌ وأيٌّ فعل ولكنهم قلبوا الياء وأبدلوا مكانها الألف لاجتماعهما لأنهما تكرهان كما تركه الواوان فأبدلوا الألف كما قالوا الحيوان وكما قالوا ذوائب فأبدلوا الواو كراهية الهمزة وهذا قولٌ.
وأما الخليل فكان يقول: جاء على أن فعله معتلٌّ وإن لم يكن يتكلم به كما قالوا قودٌ فجاء كأن فعله على الأصل.
وجاء استحيت على حاي مثل باع وفاعله حاءٍ مثل بائعٍ مهموز وإن لم يستعمل كما أنه يقال يذر ويدع ولا يستعمل فعل.
وهذا النحو كثير.
والمستعمل حايٍ غير مهموز مثل عاورٍ إذا أردت فاعلاً ولا تعل لأنها تصح في فعل نحو عور.
وكذلك استحيت أسكنوا الياء الأولى منها كما سكنت في بعت وسكنت الثانية لأنها لام الفعل فحذفت الأولى لئلا يلتقي ساكنان.
وإنما فعلوا هذا حيث كثر في كلامهم.
وقال غيره: لما كثرت في كلامهم وكانتا ياءين حذفوها وألقوا حركتها على الحاء كما ألزموا يرى الحذف وكما قالوا: لم يك ولا أدر.
وأما الخليل فقال: جاءت على حيت كما أنك حيث قلت استحوذت واستطيبت كان الفعل كأنه طيبت وحوذت.
فهذا شذ على الأصل كما شذ هذا على الأصل ولا يكون الاعتلال في فعلت منه كما لم يجىء فعلت من باب جئت وقلت على الأصل.
وقول الخليل يقويه أول وآءةٌ ويوم ونحو هذا لأنها قد جاءت على أشياء لم تستعمل.
والآخر قولٌ.
وقالوا: حيوة كأنه من حيوة وإن لم يقل لأنهم قد كرهوا الواو ساكنة وقبلها الياء فيما لا لا تكون الياء فيه لازمة في تصرف الفعل نحو يوجل حتى قالوا ييجل.
فلما كان هذا لازماً رفضوه كما رفضوا من يومٍ يمت كراهيةً لاجتماع ما يستثقلون.
ولكن مثل لويت كثير لأن الواو تحيا ولم تعتل في يلوى كييجل فيكون هذا مرفوضاً فشبهت واو ييجل بالواو الساكنة وبعدها الياء فقلبت ياءً كما قلبت أولاً.
وكانت الكسرة في الواو والياء بعدها أخف عليهم من الضمة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
موضوع: رد: المجلد العاشر.. والأخير الجمعة 12 أكتوبر 2018, 8:24 pm
باب التضعيف في بنات الواو
اعلم أنهما لا تثبتان كما تثبت الياءان في الفعل.
وإنما كرهتا كما كرهت الهمزتان حتى تركوا فعلت كما تركوه في الهمز في كلامهم فإنما يجيء ابداً على فعلت على شيء يقلب الواو ياءً.
ولا يكون فعلت ولا فعلت كراهية أن تثبت الواوان.
فإنما يصرفون المضاعف إلى ما يقلب الواو ياءً.
فإذا قلبت ياءً جرت في الفعل وغيره والعين متحركةٌ مجرى لويت ورويت كما أجريت أغزيت مجرى بنات الياء حين قلبت ياءً وذلك نحو: قويت وحويت وقوي.
ولم يقولوا قد قو لأن العين وهي على الأصل قالبةٌ الواو الآخرة إلى الياء ولا يلتقي حرفان من موضع واحد فكسرت العين ثم أتبعتها الواو وإذا كان أصل العين الإسكان ثبتت وذلك قولك: قوةٌ وصوةٌ وجو وحوةٌ وبوٌّ لما كانت لا تثبت مع حركة العين اسماً كما لا تثبت واو غزوت في الاسم والعين متحركة بنوها كما بنيت والعين ساكنة في مثل غزوٍ وغزوةٍ ونحو ذلك.
قلت: فهلا قالوا قووت تقوو كما قالوا: غزوت تغزو قال: إنما ذلك لأنه مضاعف فيرفع لسانه ثم يعيده وهو هنا يرفع لسانه رفعةً واحدة فجاز هذا كما قالوا: سآلٌ ورآسٌ لأنه حيث رفع لسانه رفعةً واحدة كانت بمنزلة همزة واحدة.
فلم يكن قووت كما لم يكن اصدأأت وأأت وكانت قوةٌ كما كانت سآلٌ.
واحتمل هذا في سآلٍ لأنه أخف كما كان أصم أخف عليهم من أصمم.
واعلم أن الفاء لا تكون واواً واللام واواً في حرف واحد.
ألا ترى أنه ليس مثل وعوت في الكلام.
كرهوا ذلك كما كرهوا أن تكون العين واواً واللام واوٌ ثانية.
فلما كان ذلك مكروهاً في موضع يكثر فيه التضعيف نحو رددت وصممت طرحوا هذا من الكلام مبدلاً وعلى الأصل حيث كان مثل قلق وسلس أقل من مثل رددت وصممت.
وسنبين ذلك في الإدغام إن شاء الله.
وقد جاء في الياء كما جاءت العين واللام ياءين.
وأن تكون فاءً ولاماً أقل كما كان سلس أقل.
وذلك قولهم: يديت إليه يداً.
ولا يكون في الهمزة إذ لم يكن في الواو ولكنه يكون في الواو في بنات الأربعة نحو الوزوزة والوحوحة لأنه يكثر فيها مثل قلقل وسلسل ولم تغير لأن بينهما حاجزاً وما قبلها ساكن فلم تغير: وتكون الهمزة مثل الدأدأة: ضرب من السير ثانية ورابعة لأن مثل نفنفٍ كثير.
وتكون في الواو نحو ضوضيت وهي في الواو أوجد لأنها أخف من الهمزة.
فإذا كان شيءٌ من هذا النحو في الهمزة فهو للواو ألزم لأنها أخف وهم لها أشد احتمالاً.
واعلم أن افعاللت من رميت بمنزلة أحييت في الإدغام والبيان والخفاء وهي متحركة وكذلك افعللت.
وذلك قولك في افعاللت: ارماييت وهو يرمايي وأحب أن يرمايى بمنزلة " أن يحيي الموتى ".
وتقول ارماييا فتجربها مجرى أحييا ويحييان.
وتقول قد ارموى في هذا المكان كما قلت: قد حي فيه وأحي فيه لأن الفتحة لازمة ولا تقلب الواو ياءً لأنها كواو سوير لا تلزم وهي في موضع مد.
وتقول: قد ارمايوا كما تقول: قد أحيوا.
وتقول: ارمييت في الفعللت يرميى كما تقول يحيي.
وتقول: ارمييا كما تقول: قد أحييا.
ومن قال يحييان فأخفى قال ارمييا فأخفى.
وتقول: قد ارمى في هذا المكان لأن الفتحة لازمة.
ومن قال أحيي فيها قال ارمويى فيها إذا أرادها من ارماييت ولا يقلب الواو لأنها مدة.
وتقول: مرماييةٌ ومرميية فتخفى كما تقول معييةٌ.
وإن شئت بينت على بيان معييةٍ والمصدر ارمياءً وارمياءً واحيياءً واحيياءً.
وأما افعللت وافعاللت من غزوت فاغزويت واغزاويت ولا يقع فيها الإدغام ولا الإخفاء لأنه لا يلتقي حرفان من موضعٍ واحد.
ومثل ذلك من الكلام: ارعويت وأثبت الواو الأولى لأنه لا يعرض لها في يفعل ما يقلبها.
ولم تكن لتحولها ألفاً وبعدها ساكن وإنما هي بمنزلة نزوانٍ.
وأما افعللت فبمنزلة ارمييت إلا أنه يدركها من الإدغام مثل ما يدرك اقتتلت وتبين كما تبين لأنهما ياءان في وسط الكلمة كالتاء في وسطها.
وذلك قولك: احييت واحييينا كما قلت اقتتلت واقتتلنا واحيييا كما قلت اقتتلت واقتتلا.
ومن قال يقتل فكسر القاف وأدغم قال يحيى.
ومن قال يقتل قال يحيى.
ومن قال يقتتل فأخفى وتركها على حركتها فإنه يقول يحييى.
وتقول فيمن قال قتلوا: حيوا.
ومن قال اقتتلوا فأخفى قال احييوا.
ومن قال قتلوا قال حيوا.
ومن قال في مفتعلٍ مقثتلٌ قال محيياً.
ومن قال مقتلٌ قال محيٌّ.
ومن قال مقتلٌ قال محيٌّ.
ومن أخفى فقال مقتتلٌ قال محيياً.
فقسه في الإدغام على افعللت.
وإنما منعهم أن يجعلوا اقتتلوا بمنزلة رددت فيلزمه الإدغام أنه في وسط الحرف ولم يكن طرفاً فيضعف كما تضعف الواو ولكنه بمنزلة الواو الوسطى في القوة.
وسنبين ذلك في الإدغام إن شاء الله.
وأما افعاللت من الواوين فبمنزلة غزوت وذلك قول العرب: قد احواوت الشاة واحواويت.
فالواو بمنزلة واو غزوت والعين بمنزلتها في افعاللت من عورت.
وإذا قلت احواويت فالمصدر احوياءً لأن الياء تقلبها كما قلبت واو أيامٍ.
وإذا قلت افعللت قلت: احوويت تثبتان حيث صارتا وسطاً كما أن التضعيف وسطاً أقوى نحو: اقتتلنا فيكون على الأصل وإن كان طرفاً اعتل.
فلما اعتل المضاعف من غير المعتل في الطرف كانوا للواوين تاركين إذ كانت تعتل وحدها.
ولما قوي التضعيف من غير المعتل وسطاً جعلوا الواوين وسطاً بمنزلته فأجرى احوويت على اقتتلت والمصدر احوواءً.
ومن قال قتالاً قال حواءً.
وتقول في فعلٍ من شويتٌ شيءٌ قلبت الواو ياء حيث كانت ساكنة بعدها ياءٌ وكسرت الشين كما كسرت تاء عتىٍّ وصاد عصيٍ كراهية الضمة مع الياء كما تكره الواو الساكنة وبعدها الياء.
وكذلك فعلٌ من أحييت.
وقد ضم بعض العرب ولم يجعلها كبيضٍ لأنه حين أدغم ذهب المد وصار كأنه بعد حرف متحرك نحو صيدٍ.
ألا ترى أنها لو كانت في قافية مع عمىٍ جاز.
فهذا دليلٌ على أنه ليس بمنزلة بيضٍ.
ولم يجعلوها كتاء عتيٍّ وصاد عصيٍ ونون مسنية لأنهن عينات فإنما شبهن بلام أدلٍ وراء أجرٍ.
وقالوا قرنٌ ألوى وقرونٌ ليٌّ سمعنا ذلك منهم.
ومثل ذلك قولهم: ريا وريةٌ حيث قلبوا الواو المبدلة من الهمزة فجعلوها كواو شويت.
وقد قال بعضهم رياً وريةٌ كما قالوا ليٌّ.
ومن قال ريةٌ قال في فعلٍ من وأيت فيمن ترك الهمز: ويٌّ ويدع ومن قال ريا فكسر الراء قال ويٌّ فكسر الواو إلا في قول من قال إسادةٌ وسألته عن قوله معايا فقال: الوجه معايٍ وهو المطرد.
وكذلك قول يونس.
وإنما قالوا معايا كما قالوا مدارى وصحارى وكانت مع الياء أثقل إذ كانت تستثقل وحدها.
وسألته عن قولهم: لم أبل فقال: هي من باليت ولكنهم لما أسكنوا اللام حذفوا الألف لأنه لا يلتقي ساكنان.
وإنما فعلوا ذلك في الجزم لأنه موضع حذفٍ فلما حذفوا الياء التي هي من نفس الحرف بعد اللام صارت عندهم كنون يكن حين أسكنت.
فإسكان اللام هنا بمنزلة حذف النون من يكن.
وإنما فعلوا هذا بهذين حيث كثرا في كلامهم إذ كان من كلامهم حذف النون والحركات.
وذلك نحو: مذ ولد وقد علم.
وإنما الأصل لدن ومنذ وقد علم.
وهذا من الشواذ وليس مما يقاس عليه ويطرد.
وزعم الخليل أن ناساً من العرب يقولون: لم أبله لا يزيدون على حذف الألف حيث كثر الحذف في كلامهم كما حذفوا ألف احمر وألف علبطٍ وواو غدٍ.
وكذك فعلوا بقولهم: ما أباليه بالةً كأنها باليةٌ بمنزلة العافية.
ولم يحذفوا لا أبالي لأن الحرف يقوى ههنا ولا يلزمه حذفٌ كما أنهم إذا قالوا لم يكن الرجل وإنما جعلوا الألف تثبت مع الحركة.
ألا ترى أنها لا تحذف في أبالي في غير موضع الجزم وإنما تحذف في الموضع الذي تحذف منه الحركة.
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
موضوع: رد: المجلد العاشر.. والأخير الجمعة 12 أكتوبر 2018, 8:27 pm
باب ما قيس من المعتل
من بنات الياء والواو ولم يجىء في الكلام إلا نظيره من غير المعتل تقول في مثل حمصيصةٍ من رميت رمويةٌ وإنما أصلها رمييةٌ ولكنهم كرهوا ههنا ما كرهوا في رحيىٍ حيث نسبوا إلى رحى فقالوا رحويٌّ لأن الياء التي بعد الميم لو لم يكن بعدها شيءٌ كانت كياء رحىً في الاعتلال فلما كانت كذلك تعتل ويكون البدل أخف عليهم وكرهوها وهي واحدة كانوا لها في توالي الياءات والكسرة فيها أكره فرفضوها.
فإنما أمرها كأمر رحىً في الإضافة.
وكذلك مثل الصمكيك تقول: رمويٌّ.
وكذلك مثل الحلكوك تقول رمويٌّ لأنك تقلب الواو ياءً فتصير إلى مثل حال فعليل.
وأما فعلولٌ منها نحو بهلولٍ فتقول: رمييٌّ وكان أصلها رميويٌ ولكنك قلبت الواو التي قبل الياء لأنها ساكنة وبعدها ياء.
وتثبت الياء الأولى لأنك لو أضفت إلى ظبيٍ قلت ظبيٌّ وإلى وكذلك فعليل إلا أنك تكسر أول الحرف تقول: رميىٌّ.
ومن غزوت: غزويٌّ تقلب الواو ياءً لأن قبلها ياء ساكنة.
كما أنك تقول في فعيل: غزى تقلب للياء التي قبل الواو.
وأما فعلولٌ منها فغزويٌّ وأصلها غزووٍّ فلما كانوا يستثقلون الواوين في عتيٍ ومعديٍ ألزم هذا بدل الياء حيث اجتمعت ثلاث واوات مع الضمتين في فعلولٍ فألزم هذا التغيير كما ألزم مثل محنيةٍ البدل إذ غيرت في ثيرةٍ والسياط ونحوهما.
وتقول في مفعولٍ من قويت: هذا مكان مقويٌّ فيه لأنهن ثلاث واوات بمنزلة ما ذكرت لك من فعلولٍ من غزوت وإنما حدها مقووٌّ كما أنه إذا قال مفعولٌ من شقيت قال مكانٌ مشقوٌّ فيه لأنها من الواو من شقوةٍ وشقاوة ولم يدرك الواو ما يغيرها إلا أن تقول مشقيٌّ فيما قال أرضٌ مسنيةٌ.
وتقول في فعلولٍ من قويت: قويٌّ تغير منها ما غيرت من فعلولٍ من غزوت.
وتقول في أفعولةٍ من غزوت أغزوةٌ.
وقد جاءت في الكلام أدعوةٌ.
وقد تكون أدعيةٌ على أرضٍ مسنية.
وتقول في أفعولٍ من قويت أقويٌّ لأن فيها ما في مفعولٍ من الواوات فغير منها ما غيرت في مفعولٍ منها.
وتقول في فعلولٍ من شويت وطويت: شووى وطووىٌّ وإنما حدها وقد قلبوا الواوين: طيىٌّ وشيىٌّ ولكنك كرهت الياءات كما كرهتها في حيىٍ حين أضفت إلى حيةٍ فقلت: حيوىٌّ.
وكذلك فيعولٌ من طويت لأن حدها وقد قلبت الواوين طيىٌّ فقد اجتمع فيها مثل ما اجتمع في فعلولٍ وذلك قولك طيوىٌّ.
ومن قال في النسب إلى أمي: أميىٌّ وإلى حيةٍ: حيىٌّ تركها على حالها فقال في فعلول طيىٌّ فيمن قال لىٌّ وطيىٌّ فيمن قال لىٌّ.
وأما فيعلولٌ من غزوت فغيزوٌّ بمنزلة مغزوٍ وهي من قويت قيوٌّ قلبت الواو التي هي عين وأثبت واو فيعولٍ الزائدة لأن التي قبلها متحركة فلما سلمت صارت وما بعجها كواوي غيزوٍ.
وتقول في فيعلٍ من حويت وقويت: حياً وقياً قلبت التي هي عين ياء للياء التي قبلها الساكنة وقلبت التي هي لامٌ ألفاً للفتحة قبلها لأنها تجري مجرى لام شقيت كما أجريت حييت مجرى خشيت.
وتقول منها فيعلٌ حيٍ وقيٍ لأن العين منها واوٌ كما هي في قلت.
وإنما منعهم من أن تعتل الواو وتسكن في مثل قويت ما وصفت لك في حييت.
وينبغي أن يكون فيعلٌ هو وجه الكلام فيه لأن فيعلاً عاقبت فيعلاً فيما الواو والياء فيه عين.
ولا ينبغي أن يكون في قول الكوفيين إلا فيعلاً مكسور العين لأنهم يزعمون أنه فيعلٌ وأنه محمدود عن أصله.
وأما الخليل فكان يقول: عاقبت فيعلٌ فيعلاً فيما الياء والواو فيه عينٌ واختصت به كما عاقبت فعلةٌ للجمع فعلةٌ فيما الياء والواو فيه لامٌ.
وكذلك شويت وحييت بهذه المنزلة.
فإذا قلت فيعلٌ قلت حيٌّ وشيٌّ وقيٌّ تحذف منها ما تحذف من تصغير أحوى لأنه إذا كان آخره كآخره فهو مثله في قولك أحي إلا أنك لا تصرف أحي.
وتقول في فعلانٍ من قويت: قووانٌ.
وكذلك حييت.
فالواو الأولى كواو عور وقويت الواو الآخرة كقوتها في نزوانٍ وصارت بمنزلة غير المعتل ولم يستثقلوها مفتوحتين كما قالوا: لوويٌّ وأحوويٌّ.
ولا تدغم لأن هذا الضرب لا يدغم في رددت.
وتقول في فعلانٍ من قويت قوانٌ.
وكذلك فعلانٌ من حييت حيانٌ تدغم لأنك تدغم فعلانٍ من رددت.
وقد قويت الواو الآخرة كقوتها في نزوان فصارت بمنزلة غير المعتل.
ومن قال حيى عن بينةٍ قال قووانٌ.
وأما قولهم: حيوانٌ فإنهم كرهوا أن تكون الياء الأولى ساكنة ولم يكونوا ليلزموها الحركة ههنا والأخرى غير معتلة من موضعها فأبدلوا الواو ليختلف الحرفان كما أبدلوها في رحوى حيث كرهوا الياءات فصارت الأولى على الأصل كما صارت اللام الأولى في ممل ونحوه على وكذلك فعلانٌ من حييت تدغم إلا في اللغة الأخرى.
وذلك قولك: حيانٌ.
ولا تدغم في قويت تقول قويانٌ لأنك تقلب اللام ياء.
ومن قال عميةٌ فأسكن قال قويانٌ.
وإنما خففوا في عميةٍ وكان ذلك أحسن لأنهم يقولون فخذٌ في فخذٍ.
فإذا كانت مع الياء فهو أثقل.
ولا تقلب الواو ياءً لأنك لا تلزم الإسكان وليس الأصل الإسكان.
ومن قال ريةٌ في رؤيةٍ قلبها فقال قيانٌ.
وتقول في فيعلانٍ من حييت وقويت وشويت: حيانٌ وشيانٌ وقيانٌ لأنك تحذف ياءً هنا كما حذفتها في فيعلٍ وكما كنت حاذفها في أفيعلانٍ نحو التصغير في أشيويانٍ تقول أشيانٌ لو كانت اسماً.
فهم يكرهون ههنا ما يكرهون في تصغير شاويةٍ وراوية في قولهم: رأيت شويةً لأنها لم تعد أن كانت كألف النصب والهاء لأنهما يخرجان الياء في فاعلٍ ونحوه على الحركة في الأصل كما يخرجونه في فيعلانٍ لو جاءت في رميت.
فأجر أويت مجرى شويت وغويت.
وتقول في مفعلةٍ من رميت مرموةٌ لأنك تقول في الفعل رمو الرجل فيصير بمنزلة سرو الرجل ولغزو الرجل.
فإذا كانت قبلها ضمة وكانت بعدها فتحة لا تفارقها صارت كالواو في قمحدوةٍ وترقوةٍ فجعلتها في الاسم بمنزلتها في الفعل كما جعلت الواو ههنا بمنزلتها في سرو.
وكذلك فعلوةٌ من رميت تقول فيها رميوةٌ.
وتقول في فعلةٍ من رميت وغزوت إذا لم تكن مؤنثةً على فعلٍ: رموةٌ وغزوةٌ.
فإن بنيتها على فعلٍ قلت رميةٌ وغزيةٌ لأن مذكرهما رمٍ وغزٍ فهذا نظير عظاءة حيث كانت على عظاءٍ وعبايةٍ حيث لم تكن على عباءٍ.
ألا تراهم قالوا خطواتٌ فلم يقلبوا الواو لأنهم لم يجمعوا فعلاً ولا فعلةً جاءت على فعلٍ.
وإنما يدخل التثقيل في فعلاتٍ.
ألا ترى أن الواحدة خطوةٌ! فهذا بمنزلة فعلةً وليس لها مذكر.
ومن قال خطواتٌ بالتثقيل فإن قياس ذلك في كليةٍ كلواتٌ ولكنهم لم يتكلموا إلا بكليات مخففةً فراراً من أن يصيروا إلى ما يستثقلون فألزموها التخفيف إذ كانوا يخففون في غير المعتل كما خففوا فعلاً من باب بونٍ ولكنه لابأس بأن تقول في مديةٍ مدياتٌ كما قلت في خطوةٍ خطواتٌ لأن الياء مع الكسرة كالواو مع الضمة ومن ثقل في مدياتٍ فإن قياسه أن يقول في جروةٍ جرياتٌ لأن قبلها كسرة وهي لام ولكنهم لا يتكلمون بذلك إلا مخففاً فراراً من الاستثقال والتغيير.
فإذا كانت الياء مع الكسرة والواو مع الضمة فكأنك رفعت لسانك بحرفين من موضع واحد رفعةً لأن العمل من موضع واحد فإذا خالفت الحركة فكأنهما حرفان من موضعين متقاربين الأول منهما ساكن نحو وتدٍ.
وفعللةٌ من رميت بمنزلة فعلوةٍ رميوةٌ وتفسيرها تفسيرها.
وتقول في مثل ملكوتٍ من رميت: رموتٌ ومن غزوت غزوتٌ تجعل هذا مثل فعلوا ويفعلون.
كما جعلت فعلانٌ منزلة فعلاً لللاثنين وفعليلٌ بمنزلةٍ فعلىٍ.
وذلك قولك رميا جاءوا بها على الأصل كراهية التباس الواحد بالاثنين.
وقالوا: رحوىٌّ ولم يحذفوا لأنهم لو حذفوا لالتبس ما العين فيه مكسورةٌ بما العين فيه مفتوحةٌ.
وتقول في فوعلةٍ من غزوت: غوزوةٌ وأفعلةٍ: أغزوةٌ وفي فعل: غزوٌّ.
ولا يقال في فوعلٍ غوزىٌّ لأنك تقول في فوعلت: غوزيت من قبل أنك لم تبن فوعلاً ولا أفعلةً على فوعلت وإنما بنيت هذا الاسم من غزوت من الأصل.
ولو كان الأمر كذلك لم تقل في أفعولةٍ أدعوةٌ لأنك لو قلت أفعل وأفعلت لم تكن إلا ياءً ولدخل عليك أن تقول في مفعولٍ مغزىٌّ لأنك حركت ما لو لم يكن ما قبله الحرف الساكن ثم كان فعلاً لكان على بنات الياء ولو ثنيته أخرجته إلى الياء.
فأنت لم تحرك الآخر بعد ما كان مفعلاً ولكنك إنما بنيته على مفعولٍ ولم تلحقه واو مفعولٍ بعد ما كان مفعلٌ.
وكذلك فوعلةٌ لم تلحقها التثقيل بعد ما كانت فوعل ولكنه بني وهذا له لازمٌ كمفعولٍ.
وتقول في فوعلةٍ من رميت: روميةٌ وأفعلة: أرميةٌ تكسر العين كما تكسرها في فعولٍ إذا قلت ثديٌّ.
ومن قال عتىٌّ في عتوٍ قال في أفعلةٍ من غزوت: أغزيةٌ.
ولا تقول رومياةٌ كما قال في افعل ارميا لأن أصل هذا افعلل والتحريك له لازم.
ألا ترى أنك تقول ارمييت وتقول احمررت فأصل الأول التحريك كما كان أصل الدال الأولى من رددت التحريك.
وأفعلة وفوعلةٌ إنما بنيتا على هذا وليس الأصل التحريك.
ولو كان كذلك لقلت في فعلٍ رمياً لأن أصله الحركة.
وحدثنا أبو الخطاب أنه سمعهم يقولون: هبىٌّ وهبيةٌ للصبي والصبية.
فلو كان الأصل متحركاً لقالوا هبياً وهبياةٌ.
وتقول في فعلالةٍ من غزوت: غزواوةٌ إذ لم تكن على فعلالٍ كما كانت صلاءةٌ على صلاءٍ.
فإن كانت كذلك قلت غزواءةٌ ولا تقول: غزوايةٌ لأنك تقول: غزويت كما لم تقل في فوعلةٍ غوزيةٌ لأن التثقيلة حين جاءت كان الحرف المزيد بمنزلة واو مغزوٍ المزيدة وأدعوةٍ.
ولو كنت إنما تأخذ الأسماء التي ذكرت لك من الأفعال التي تكون عليها لقلت: غزوايةٌ وغوزيةٌ ولكنك إنا تجيء بهذه الأشياء التي ليست على الأفعال المزيدة على الأصل لا على الأفعال التي تكون فيها الزيادة.
كما أن فيها الزيادة ولكنها على الأصل كما كان مغزوٌّ ونحوه على الأصل.
وتقول في مثل كوألل من رميت: رومياً ومن غزوت غوزواً.
وتقولها من قويت: قوواً ومن حييت حوياً ومن شويت: وشياً وحدها شووياً ولكنك قلبت الواو إذ كانت ساكنة.
وتقول في فعولٍ من غزوت غزووٌّ لا تجعلها ياء والتي قبلها مفتوحة ألا تراهم لم يقولوا في فعلٍ غزيٌّ للفتحة كما قالوا عتيٌّ.
ولو قالوا فعلٌ من صمت لم يقولوا صيمٌ كما قالوا صيمٌ.
وكعثولٍ من قويت قيوٌّ وكان الأصل قيووٌّ ولكنك قلبت الواو ياء كما قلبتها في سيدٍ وهي من شويت شيىٌّ والأصل شيوىٌّ ولكن قلبت الواو.
وتقول في مثل خلفنةٍ من رميت وغزوت: رمينةٌ وغزونةٌ لا تغير لأن أصلها السكون فصارتا بمنزلة غزون ورمين.
وتقول في مثل صمحمحٍ من رميت: رميماً.
وفي مثل حلبلابٍ من غزوت ورميت رميماءٌ وغزيزاءٌ كسرت الزاي والواو ساكنة فقلبتها ياء.
وتقول في فوعلةٍ من أعطيت: عوطوةٌ على الأصل لأنها من عطوت فأجر أولً وعيت على أول وعدت وآخره على آخر رميت وأول وجيت على أول وجلت وآخره على آخر خشيت في جميع الأشياء.
ووأيت بمنزلة وعيت كما أن أويت كغويت وشويت.
وتقول في فعليةٍ من غزوت: غزويةٌ ومن رميت: رمييةٌ تخفى وتحقق وتجري ذلك مجرى فعليةٍ من غير المعتل ولا تجعلها وإن كانت على غير تذكير كأحييةٍ ولكن كقعددٍ.
وتقول في فعلٍ من غزوت: غزٍ ألزمتها البدل إذ كانت تبدل وقبلها الضمة فهي ههنا بمنزلة محنيةٍ.
وتقول في فعلوةٍ من غزوت: غزويةٍ ولا تقول: غزووةٌ لأنك إذا قلت: عرقوةٌ فإنما تجعلها كالواو في سرو ولغزو.
فإذا كانت قبلها واو مضمومة لم تثبت كما لا يكون فعلت مضاعفاً من الواو في الفعل نحو قووت.
وأما غزوٌّ فلما انفتحت الزاي صارت الواو الأولى بمنزلة غير المعتل وصارت الزاي مفتوحة فلم يغيروا ما بعدها لأنها مفتوحة كما أنه لا يكون في فعلٍ تغييرٌ البتة لا يغير مثل الواو المشددة.
فلما لم يكن قبل الواو المشددة ما كانت تعتل به من الضمة صارت بمنزلة واو قوٍ.
وأما فعلول فلما اجتمعت فيه ثلاث واوات مع الضم صارت بمنزلة محنيةٌ إذ كانوا يغيرون الثنتين كما ألزموا محنيةً البدل إذ كانوا يغيرون الأقوى.
وتقول في مثل فيعلى من غزوت غيزوى لأنك لم تلحق الألف فيعلاًن ولكنك بنيت الاسم على هذا.
ألا تراهم قالوا مذروان إذ كانوا لا يقيدون الواحد فهو في فيعلى أجدر أن يكون لأن هذا يجيء كأنه لحق شيئاً قد تكلم به بغير علامة التثنية كما أن الهاء تلحق بعد بناء الاسم ولا يبنى لها.