أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: فضل صوم شهر الله المُحرم كلّه الإثنين 10 سبتمبر 2018, 2:02 am | |
| فضل صوم شهر الله المُحرم كلّه
الحمد للَّه، والصلاة والسلام على رسول اللَّه، وعلى آله وأصحابه، ومن اهتدى بهداه.
أما بعد.
فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال:
«أفضل الصيام بعد رمضان شهر اللَّه المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل» [مسلم، برقم 1163].
قال الإمام النووي:
«فَإِنْ قِيلَ سَيَأْتِي قَرِيبًا فِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ أَنَّ أَفْضَلَ الصَّوْمِ بَعْدَ رَمَضَانَ صَوْمُ الْمُحَرَّمِ، فَكَيْفَ أَكْثَرَ مِنْهُ فِي شَعْبَانَ دُونَ الْمُحَرَّمِ، فَالْجَوَابُ لَعَلَّهُ لَمْ يَعْلَمْ فَضْلَ الْمُحَرَّمِ إِلَّا فِي آخِرِ الْحَيَاةِ قَبْلَ التَّمَكُّنِ مِنْ صَوْمِهِ، أَوْ لَعَلَّهُ كَانَ يَعْرِضُ فِيهِ أَعْذَارٌ تَمْنَعُ مِنْ إِكْثَارِ الصَّوْمِ فِيهِ: كَسَفَرٍ، وَمَرَضٍ، وَغَيْرِهِمَا» [شرح النووي على صحيح مسلم، 8/ 37]
فقد صرح الإمام النووي:
أن شهر اللَّه المحرم أفضل الشهور للصوم، [شرح صحيح مسلم، 8/55].
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية:
«وهذا في أفضل الصيام لمن يصوم شهراً واحداً، والأُولَى من أفضل الصيام لمن يصوم صوماً دائماً» [شرح العمدة كتاب الصيام، 2/548].
ومعنى كلام شيخ الإسلام ابن تيمية:
في قوله: الأولى واللَّه أعلم: أن شهر اللَّه المحرم صيامه أفضل الصيام بعد رمضان لمن يصوم شهراً واحداً، أما من يصوم صوماً دائماً، فالأفضل المسألة الأولى: وهي صيام داود، كان يصوم يوماً ويفطر يوماً. [انظر: كتاب الصيام من شرح العمدة، 2/548].
وقال الإمام ابن رجب::
«ولما كان هذا الشهر مختصا بإضافته إلى اللَّه تعالى، كان الصيام من بين الأعمال مضافاً إلى اللَّه تعالى؛ فإنه له من بين الأعمال ناسب أن يختص هذا الشهر المضاف إلى اللَّه بالعمل المضاف إليه، المختص به، وهو الصيام». [لطائف المعارف، ص 36].
وقال الإمام ابن باز: «...أما شهر اللَّه المحرم فقد قال الرسول-صلى الله عليه وسلم-: «أفضل الصيام بعد رمضان شهر اللَّه المحرم»، فإذا صامه كله فهو طيب، أو صام التاسع والعاشر والحادي عشر، فذلك سنة» [مجموع فتاوى ابن باز، 15/ 415]، وقال:: «يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «أفضل الصيام بعد رمضان شهر اللَّه المحرم»...
والمعنى أن يصومه كله من أوله إلى آخره، من أول يوم منه إلى نهايته، هذا معنى الحديث، ولكن يُخَصُّ منه يوم التاسع والعاشر، أو العاشر والحادي عشر، لمن لم يصمه كله» [فتاوى نور على الدرب لابن باز، 16/ 455].
وقال أيضاً في موضع آخر:
«وصيام يوم عاشوراء سُنَّة، والأفضل أن يصوم معه يومًا قبله أو بعده، سواء التاسع أو الحادي عشر، أو يصومهما جميعًا معه، هذا هو الأفضل، وإن صام الشهر كله، شهر محرم فهو سُنَّة» [فتاوى نور على الدرب لابن باز، 16/ 460].
وقال العلامة محمد بن عثيمين: في قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «أفضل الصيام بعد رمضان شهر اللَّه المحرم»:
أي: يُسَنُّ صوم شهر المحرم، وهو الذي يلي شهر ذي الحجة... وصومه أفضل الصيام بعد رمضان، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «أفضل الصيام بعد رمضان شهر اللَّه المحرم». [الشرح الممتع على زاد المستقنع، 6/ 467].
واللَّه أسأل التوفيق والإعانة، لي ولجميع المسلمين لكل ما يحبه ويرضاه، وصلى اللَّه وسلم، وبارك على نبيّنا محمد، وعلى آله، وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
الفقير إلى الله تعالى:
د. سعيد بن علي بن وهف القحطاني
حرر في يوم السبت الموافق 30/ 12/ 1437هـ
|
|