منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

IZHAR UL-HAQ

(Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.

أحْـلامٌ مِـنْ أبِـي (باراك أوباما) ***

 

 المجلد الرابع

اذهب الى الأسفل 
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى



عدد المساهمات : 52644

المجلد الرابع - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلد الرابع   المجلد الرابع - صفحة 2 Emptyالأحد 08 يوليو 2018, 10:58 pm

هذا باب ما يكون الاسمُ والصفة فيه بمنزلة اسم واحد
[b]المجلد الرابع - صفحة 2 1910[/b]
ينضمّ فيه قبل الحرف المرفوع حرفٌ وينكسر فيه قبل الحرف المجرور الذي ينضمّ قبل المرفوع وينفتح فيه قبل المنصوب ذلك الحرف‏.‏

وهو ابْنُمٌ وامرؤٌ‏.‏

فإن جررت قلت‏:‏ في ابنِمٍ وامرئٍ وإن ومثل ذلك قولك‏:‏ يا زيدَ بنَ عمرو‏.‏

وقال الراجز وهو من بني الحِرماز‏:‏ يا حكمَ بن المنذرِ بنِ الجارودْ وقال العجّاج‏:‏ يا عمرَ بنَ معمرٍ لا منتَظَرْ وإنما حملهم على هذا أنهم أنزلوا الرّفعة التي في قولك زيد بمنزلة الرفعة في راء امرئ والجرّة بمنزلة الكسرة في الراء والنصبة كفتحة الراء وجعلوه تابعاً لابن‏.‏

ألا تراهم يقولون‏:‏ هذا زيدُ بنُ عبد الله ويقولون‏:‏ هذه هندُ بنتُ عبد الله فيمن صرف فتركوا التنوين ها هنا لأنهم جعلوه بمنزلة اسم واحد لمّا كثُر في كالمهم فكذلك جعلوه في النداء تابعاً لابن‏.‏

وأما مَن قال‏:‏ يا زيدُ بنَ عبد الله فإنه إنما قال هذا زيدُ بنُ عبد الله وهو لا يجعله اسماً واحداً وحذف التنوين لأنه لا ينجزم حرفان‏.‏

فإن قلت‏:‏ هلا قالوا‏:‏ هذا زيدُ الطويلُ فإن القول فيه أن تقول جُعل هذا لكثرته في كلامهم بمنزلة قولهم‏:‏ لَدُ الصلاة حذفها لأنه لا ينجزم حرفان ولم يحرّكها‏.‏

واختُصّ هذا الكلام بحذف التنوين لكثرته كما اختُصّ لا أدرِ ولم أُبَلْ لكثرتهما‏.‏

ومن جعله بمنزلة لَدُنْ فحذفه لالتقاء الساكنين ولم يجعله بمنزلة اسم واحد قال‏:‏ هذه هندٌ بنتُ فلان‏.‏

وأما زيدُ ابنَ أخينا فلا يكون إلا هكذا من قبل أنك تقول‏:‏ هذا زيدٌ ابنُ أخينا فلا تجعله اسماً واحداً كما تقول هذا زيدٌ أخونا‏.‏

وزيدٌ في قولك يا زيدُ بنَ عمرو في موضع نصب كما أن الأم في موضع جرّ في قولك‏:‏ يا ابنَ أمَّ ولكنه لفظه كما ذكرت لك وهو على الأصل‏.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى



عدد المساهمات : 52644

المجلد الرابع - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلد الرابع   المجلد الرابع - صفحة 2 Emptyالأحد 08 يوليو 2018, 11:03 pm

باب يكرر فيه الاسم في حال الإضافة ويكون الأول بمنزلة الآخر
المجلد الرابع - صفحة 2 1910
وذلك قولك‏:‏ يا زيدَ زيدَ عمرٍو ويا زيدَ زيدَ أخينا ويا زيدَ زيدَنا‏.‏

زعم الخليل رحمه الله ويونس أن هذا كله سواء وهي لغة للعرب جيدة‏.‏

وقال جرير‏:‏ يا تَيْمَ تيمَ عَديّ لا أبا لكمُ لا يُلقيَنّكمُ في سَودةٍ عمرُ وقال بعض ولدِ جرير‏:‏ يا زيدَ زيدَ اليَعْمَلاتِ الذُّبَّلِ وذلك لأنهم قد علموا أنهم لو لم يكرروا الاسم كان الأول نصباً فلما كرروا الاسمَ توكيداً تركوا الأول على الذي كان يكون عليه لو لم يكرروا‏.‏

وقال الخليل رحمه الله‏:‏ هو مثلُ لا أبالك قد علم أنه لو لم يجئ بحرف الإضافة قال أباكَ فتركه على حاله الأولى واللام وها هنا بمنزلة الاسم الثاني في قوله‏:‏ يا تيمَ تيمَ عديّ وكذلك قول الشاعر إذا اضطُرّك يا بؤسَ للحَرب إنما يريد‏:‏ يا بؤسَ الحرب‏.‏

وكأن الذي يقول‏:‏ يا تيمَ تيم عَديّ لو قاله مضطَرّاً على هذا الحد في الخبر لقال‏:‏ هذا تيمُ تيمُ عديّ‏.‏

قال‏:‏ وإن شئت قلت يا تيمُ تيمُ عديّ كقولك‏:‏ يا تيمُ أخانا لأنك تقول هذا تيمٌ تيمُ عدي كما تقول‏:‏ هذا تيمٌ أخونا‏.‏

وزعم الخليل رحمه الله أن قولهم‏:‏ يا طلحةَ أقبلْ يشبه‏:‏ يا تسمَ تيمَ عديّ من قبل أنهم قد علموا أنهم لو لم يجيئوا بالهاء لكان آخرُ الاسم مفتوحاً فلما ألحقوا الهاء تركوا الاسم على حاله التي كان عليها قبل أن يُلحقوا الهاء‏.‏

وقال النابغة الذبياني‏:‏ كليني لهمّ يا أميمةَ ناصبِ وليلٍ أقاسيه بطيءِ الكواكبِ فصار يا تيمَ تيمَ عدي اسما واحداً وكان الثاني بمنزلة الهاء في طلحة تحذف مرة ويجاء بها أخرى‏.‏ 


والرفع في طلحة ويا تيمُ تيمَ عدي القياس‏.‏

واعلم أنه لا يجوز في غير النداء أن تُذهب التنوين من الاسم الأول لأنهم جعلوا الأول والآخِر بمنزلة اسم واحد نحو طلحةَ في النداء واستخفوا بذلك لكثرة استعمالهم إياه في النداء ولا يُجعل بمنزلة ما جُعل من الغايات كالصوت في غير النداء لكثرته في كلامهم‏.‏

ولا يُحذف هاء طلحة في الخبر فيجوز هذا في الاسم مكرّراً يعني طرح التنوين من تيمٍ تيمِ عدي في الخبر‏.‏

يقول‏:‏ لو فُعل هذا بطلحة جاز هذا‏.‏

وإنما فعلوا هذا بالنداء لكثرته في كلامهم ولأن أول الكلام أبداً النداء إلا أن تدعه استغناء بإقبال المخاطَب عليك فهو أول كلّ كلام لك به تعطف المكلَّم عليك فلما كثر وكان الأول في كل موضع حذفوا منه تخفيفاً لأنهم مما يغيّرون الأكثر في كلامهم حتى جعلوه بمنزلة الأصوات وما أشبه الأصوات من غير الأسماء المتمكنة ويحذفون منه كما فعلوا في لم أُبَلْ‏.‏

وربما ألحقوا فيه كقولهم‏:‏ أمّهات‏.‏

ومن قال يا زيدُ الحسنُ قال يا طلحةَ الحسنُ لأنها كفتحة الحاء إذا حذفت الهاء‏.‏

ألا ترى أن من قال يا زيدُ الكريمُ قال يا سلَمَ الكريمُ‏.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى



عدد المساهمات : 52644

المجلد الرابع - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلد الرابع   المجلد الرابع - صفحة 2 Emptyالأحد 08 يوليو 2018, 11:08 pm

باب إضافة المنادى إلى نفسك
المجلد الرابع - صفحة 2 1910
اعلم أن ياء الإضافة لا تثبت مع النداء كما لم يثبت التنوين في المفرد لأن ياء الإضافة في الاسم بمنزلة التنوين لأنها بدل من التنوين ولأنه لا يكون كلاماً حتى يكون في الاسم كما أن التنوين إذا لم يكن فيه لا يكون كلاماً فحُذف وتُرك آخرُ الاسم جراً ليُفصَل بين الإضافة وغيرها وصار حذفها هنا لكثرة النداء في كلامهم حيث استغنوا بالكسرة عن الياء‏.‏ 

ولم يكونوا ليثبتوا حذفها إلا في النداء ولم يكن لُبسٌ في كلامهم لحذفها وكانت الياء حقيقةً بذلك لما ذكرتُ لك إذ حذفوا ما هو أقل اعتلالاً في النداء وذلك قولك‏:‏ يا مومِ لا بأسَ عليكم وقال الله جلّ ثناؤه‏:‏ ‏"‏ يا عبادِ فاتّقونِ ‏"‏‏.‏

وبعض العرب يقول‏:‏ يا رَبُّ اغفِرْ لي ويا قومُ لا تفعلوا‏.‏ 

وثباتُ الياء فيما زعم يونس في الأسماء‏.‏

واعلم أن بقيان الياء لغة في النداء في الوقف والوصل تقول‏:‏ يا غلامي أقبل‏.‏

وكذلك إذا وقفوا‏.‏

وكان أبو عمرو يقول‏:‏ ‏"‏ يا عبادي فاتّقونِ ‏"‏‏.‏

وقال الراجز وهو عبد الله بن عبد الأعلى القرشي‏:‏ وكنت إذ كنتَ إلهي وَحْدَكا لم يكُ شيء يا إلهي قبلكا وقد يبدلون مكان الياء الألف لأنها أخفّ وسنبين ذلك إن شاء الله وذلك قولك‏:‏ يا ربّا تجاوز عنّا ويا غلاما لا تفعل‏.‏

فإذا وقفت قلت‏:‏ يا غُلاماه‏.‏

وإنما ألحقتَ الهاء ليكون أوضح وسألت الخليل رحمه الله عن قولهم‏:‏ يا أبَهْ ويا أبَتِ لا تفعلْ ويا أبتاه ويا أمّتاه فزعم الخليل رحمه الله أن هذه الهاء مثل الهاء في عمةٍ وخالة‏.‏ 

وزعم الخليل رحمه الله أنه سمع من العرب من يقول‏:‏ يا أمةُ لا تفعلي‏.‏

ويدلك على أن الهاء بمنزلة الهاء في عمة وخالة أنك تقول في الوقف‏:‏ يا أمّه ويا أبَهْ كما تقول يا خالَهْ‏.‏

وتقول‏:‏ يا أمّتاهْ كما تقول يا خالتاهْ‏.‏

وإنما يُلزمون هذه الهاء في النداء إذا أضفتَ إلى نفسك خاصة كأنهم جعلوها عوضاً من حذف الياء وأرادوا أن لا يخلّوا بالاسم حين اجتمع فيه حذف الياء وأنهم لا يكادون يقولون يا أباهْ ويا أمّاه وهي قليلة في كلامهم وصار هذا محتملاً عندهم لما دخل النداء من التغيير والحذف فأرادوا أن يعوّضوا هذين الحرفين كما قالوا أيْنُقٌ لما حذفوا العين رأساً جعلوا الياء عوضاً فلما ألحقوا الهاء في أبَهْ وأمّهْ صيّروها بمنزلة الهاء التي تلزم الاسم في كل موضع نحو خالة وعمة‏.‏

واختُصّ النداء بذلك لكثرته في كلامهم كما اختُصّ النداء بيا أيها الرجلُ‏.‏

ولا يكون هذا في غير النداء لأنهم جعلوها تنبيهاً فيها بمنزلة يا‏.‏

وأكدوا التنبيه ب ها حين جعلوا يا مع ها فمن ثم لم يجز لهم أن يسكتوا على أي ولزمه التفسير‏.‏

قلت‏:‏ فلمَ دخلت الهاء في الأب وهو مذكّر‏.‏

قال‏:‏ قد يكون الشيء المذكّر يوصَف بالمؤنث ويكون الشيء المذكّر له الاسم المؤنّث نحو نَفْس وأنت تعني الرجل به‏.‏ 

ويكون الشيء المؤنث يوصَف بالمذكر وقد يكون الشيء المؤنث له الاسم المذكر‏.‏

فمن ذلك‏:‏ هذا رجلٌ ربْعةٌ وغلامٌ يَفَعةٌ‏.‏

فهذه الصفات‏.‏

والأسماء قولهم‏:‏ نَفْسٌ وثلاثة أنفس وقولهم ما رأيت عيناً يعني عين القوم‏.‏

فكأن أبَهْ اسم مؤنث يقع للمذكر لأنهما والدان كما تقع العين للمذكر والمؤنث لأنهما شخصان‏.‏

فكأنهم إنما قالوا أبوان لأنهم جمعوا بين أبٍ وأبةٍ إلا أنه لا يكون مستعمَلاً إلا في النداء إذا عنيت المذكّر‏.‏

واستغنوا بالأم في المؤنث عن أبة وكان ذلك عندهم في الأصل على هذا فمن ثم جاءوا عليه بالأبوين وجعلوه في غير النداء أباً بمنزلة الوالد وكأن مؤنثه أبةٌ كما أن مؤنث الوالد والدة‏.‏

ومن ذلك أيضاً قولك للمؤنث‏:‏ هذه امرأةٌ عَدْلٌ‏.‏

ومن الأسماء فرَسٌ هو للمذكّر فجعلوه لهما وكذلك عدْل وما أشبه ذلك‏.‏

وحدّثنا يونس أن بعض العرب يقول‏:‏ يا أمَّ لا تفعلي جعلوا هذه الهاء بمنزلة هاء طلحة إذ قالوا‏:‏ يا طلحَ أقبلْ لأنهم رأوها متحركةً بمنزلة هاء طلحة فحذفوها ولا يجوز ذلك في غير الأم من المضاف‏.‏

وإنما جازت هذه الأشياء في الأب والأم لكثرتهما في النداء كما قالوا‏:‏ يا صاح في هذا الاسم‏.‏

وليس كل شيء يكثر في كلامهم يغيَّر عن الأصل لأنه ليس بالقياس عندهم فكرهوا ترك الأصل‏.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى



عدد المساهمات : 52644

المجلد الرابع - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلد الرابع   المجلد الرابع - صفحة 2 Emptyالإثنين 09 يوليو 2018, 5:20 am

باب ما تضيف إليه ويكون مضافاً إليك قبل المضاف إليه
المجلد الرابع - صفحة 2 1910
وتثبت فيه الياء لأنه غير منادى وإنما هو بمنزلة المجرور في غير النداء‏.‏

فذلك قولك‏:‏ يا ابنَ أخي ويا ابنَ أبي يصير بمنزلته في الخبر‏.‏

وكذلك يا غلامَ غلامي‏.‏

وقال الشاعر أبو زُبيد الطائي‏:‏ يا ابنَ أمي ويا شُقَيّقَ نفسي ** أنت خلّيتني لدهرٍ شديدِ وقالوا‏:‏ يا ابنَ أمَّ ويا ابن عمَّ فجعلوا ذلك بمنزلة اسم واحد لأن هذا أكثرُ في كلامهم من يا ابنَ أبي ويا غلامَ غلامي‏.‏

وقد قالوا أيضاً‏:‏ يا ابنَ أمِّ ويا ابنَ عمّ كأنهم جعلوا الأول والآخر اسماً ثم أضافوا إلى الياء كقولك‏:‏ يا أحدَ عشرَ أقبلوا‏.‏

وإن شئت قلت‏:‏ حذفوا الياء لكثرة هذا في كلامهم‏.‏

وعلى هذا قال أبو النجم‏:‏ واعلم أن كل شيء ابتدأتُه في هذين البابين أولاً فهو في القياس‏.‏

وجميع ما وصفناه من هذه اللغات سمعناه من الخليل رحمه الله ويونس عن العرب‏.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى



عدد المساهمات : 52644

المجلد الرابع - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلد الرابع   المجلد الرابع - صفحة 2 Emptyالإثنين 09 يوليو 2018, 5:25 am

باب ما يكون النداء فيه مضافاً إلى المنادى بحرف الإضاف وذلك في الاستغاثة والتعجب وذلك الحرفُ اللامُ المفتوحة
المجلد الرابع - صفحة 2 1910
وذلك قول الشاعر وهو مهلهل‏:‏ يا لَبكرٍ أنشِروا لي كُليباً ** ويا لَبكرٍ أينَ أينَ الفرارُ فاستغاث بهم ليُنشروا له كُليباً‏.‏

وهذا منه وعيد وتهدّد‏.‏

وأما قوله يا لَبكرٍ أين أين الفرار فإنما استغاث بهم لهم أي لمَ تفرّون استطالةً عليهم ووعيداً‏.‏

وقال أمية بن أبي عائذ الهذلي‏:‏ ألا يا لَقوم لطيف الخيال ** أرّق من نازح ذي دلال وقال قيس بن ذريح‏:‏ تكنّفني الوُشاةُ فأزعجوني ** فيا لَلناس للواشي المطاعِ وقالوا يا لله يا لَلناس إذا كانت الاستغاثة‏.‏

فالواحد والجميع فيه سواء‏.‏

وقال الآخر‏:‏ ويا لَعطّافنا ويا لَرياح ** وأبي الحشرجِ الفتى النّفّاحِ ألا تراهم كيف سوّوا بين الواحد والجميع‏.‏

وأما في التعجّب فقوله وهو فرّار الأسدي‏:‏ لَخُطّابُ لَيلى يا لَبُرثنَ منكمُ ** أدلُّ وأمضى من سُليك المقانبِ وقالوا‏:‏ يا لَلعجب ويا لَلفليقة كأنهم رأوا أمراً عجباً فقالوا‏:‏ يا لَبُرثن أي مثلكم دُعي للعظائم‏.‏

وقالوا‏:‏ يا لَلعجب ويا لَلماء لما رأوا عجباً أو رأوا ماء كثيراً كأنه يقول‏:‏ تعالَ يا عجبُ أو تعال يا ماء فإنه من أيامك وزمانك‏.‏

ومثل ذلك قولهم‏:‏ يا لَدواهي أي تعالينَ فإنه لا يُستنكر لكنّ لأنه من إبّانكنّ وأحيانكن‏.‏

وكل هذا في معنى التعجب والاستغاثة وإلا لم يجز‏.‏

ألا ترى أنك لو قلت يا لَزيد وأنت تحدثه لم يجز‏.‏

ولم يلزم في هذا الباب إلا يا للتنبيه لئلا تلتبس هذه اللام بلام التوكيد كقولك‏:‏ لَعمرو خيرٌ منك‏.‏

ولا يكون مكان يا سواها من حروف التنبيه نحو أي وهَيا وأيا لأنهم أرادوا أن يميزوا هذا من ذلك الباب الذي ليس فيه معنى استغاثة ولا تعجب‏.‏

وزعم الخليل رحمه الله أن هذه اللام بدلٌ من الزيادة التي تكون في آخر الاسم إذا أضفتَ نحو قولك‏:‏ يا عجَباه ويا بَكراه إذا استغثتَ أو تعجّبت‏.‏

فصار كلُ واحد منهما يعاقب صاحبَه كما كانت هاء الجحاجحة معاقبةً ياء الجحاجيح وكما عاقبت الألف في يمانٍ الياء في يَمَني‏.‏

ونحو هذا في كلامهم كثير وستراه إن شاء الله عز وجلّ‏.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى



عدد المساهمات : 52644

المجلد الرابع - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلد الرابع   المجلد الرابع - صفحة 2 Emptyالإثنين 09 يوليو 2018, 5:31 am

باب ما تكون اللام فيه مكسورة لأنه مدعوّ له ها هنا وهو غير مدعوّ
المجلد الرابع - صفحة 2 1910
وذلك قول بعض العرب‏:‏ يا لِلعجب ويا لِلماء وكأنه نبّه بقوله يا غيرَ الماء للماء‏.‏

وعلى ذلك قال أبو عمرو‏:‏ يا ويلٌ لك ويا ويحٌ لك كأنه نبّه إنساناً ثم جعل الويل له‏.‏

وعلى ذلك قول قيس بن ذريح‏:‏ فيا لَلناس للواشي المُطاع يا لقومي لفرقة الأحبابِ كسروها لأن الاسم الذي بعدها غير منادى فصار بمنزلته إذا قلت هذا لزيدٍ‏.‏

فاللام المفتوحة أضافت النداء إلى المنادى المخاطَب واللام المكسورة أضافت المدعوّ إلى ما بعده لأنه سببُ ومما يدلّك على أن اللام المكسورة ما بعدها غيرُ مدعوّ قوله‏:‏ يا لعنةُ اللهِ والأقوامِ كلِّهمُ والصالحينَ على سِمعانَ من جارِ فيا لغير اللعنة‏.‏

وتقول‏:‏ يا لَزيدٍ ولعمرو وإذا لم تجئ بيا إلى جنب اللام كسرتَ ورددتَ إلى الأصل‏.

هذا باب الندبة اعلم أن المندوب مدعوّ ولكنه متفجّع عليه فإن شئت ألحقتَ في آخر الاسم الألف لأن الندبة كأنهم يترنمون فيها وإن شئت لم تُلحق كما لم تلحق في النداء‏.‏ 

واعلم أن المندوب لابد له من أن يكون قبل اسمه يا أو وا كما لزم يا المستغاثَ به والمتعجَّبَ منه‏.‏

واعلم أن الألف التي تلحق المندوب تُبتح كلُّ حركة قبلها مكسورة كانت أو مضمومة لأنها تابعة للألف ولا يكون ما قبل الألف إلا مفتوحاً‏.‏

فأما ما تلحقه الألف فقولك‏:‏ وازيداه إذا لم تُضف إلى نفسك وإن أضفتَ إلى نفسك فهو سواء لأنك إذا أضفتَ زيداً إلى نفسك فالدالُ مكسورة وإذا لم تُضف فالدال مضمومة ففتحت المكسور كما فتحت المضموم‏.‏

ومن قال يا غلامي وقرأ يا عبادي قال‏:‏ وازيدِيا إذا أضاف من قبل أنه إنما جاء بالألف فألحقها الياء وحرّكها في لغة من جزم الياء لأنه لا ينجزم حرفان وحرّكها بالفتح لأنه لا يكون ما قبل الألف إلا مفتوحاً‏.‏

وزعم الخليل أنه يجوز في النّدبة واغلامِيَهْ من قبل أنه قد يجوز أن أقول واغُلاميَ فأبيّن الياء كما أبينها في غير النداء وهي في غير النداء مبيّنة فيها للغتان‏:‏ الفتح والوقف‏.‏

ومن لغة مَن يفتح أن يُلحق الهاء في الوقف حين يبيّن الحركة كما أُلحقت الهاء بعد الألف في الوقف لأن يكون أوضحَ لها في قولك يا رَبّاه‏.‏

فإذا بيّنت الياء في النداء كما بينتها في غير النداء جاز فيها ما جاز إذا كانت غيرَ نداء‏.‏

قال الشاعر وهو ابن قيس الرُقيّات‏:‏ تبكيهم دَهماءُ مُعولةً وتقول سلمى وارَزِيّتِيَهْ وإذا لم تُلحق الألفَ قلت‏:‏ وازيدُ إذا لم تُضف ووازيدِ إذا أضفت وإن شئت قلت‏:‏ وازيدي‏.‏

والإلحاق وغير الإلحاق عربي فيما زعم الخليل رحمه الله ويونس‏.‏

وإذا أضفت المندوب وأضفتَ إلى نفسك المضاف إليه المندوبُ فالياء فيه أبداً بيّنة وإن شئت ألحقت الألف وإن شئت لم تُلحق‏.‏

وذلك قولك‏:‏ وانقطاع ظهرياهْ ووا انقطاعَ ظهري‏.‏

وإنما لزمتْه الياء لأنه غير منادى‏.‏

واعلم أنك إذا وصلتَ كلامَك ذهبتْ هذه الهاء في جميع الندبة كما تذهب في الصلة إذا كانت تبيَّن به الحركة‏.

وتقول‏:‏ واغلامَ زيداه إذا لم تُضف زيداً إلى نفسك‏.‏

وإنما حذفت التنوين لأنه لا ينجزم حرفان‏.‏

ولم يحرّكوها في هذا الموضع في النداء إذ كانت زيادة غير منفصلة من الاسم فصارت تعاقب وكانت أخفَّ عليهم فهذا في النداء أحرى لأنه موضع حذف‏.‏

وإن شئت قلت‏:‏ واغلامَ زيد كما قلت وازيدُ‏.‏

وزعموا أن هذا البيت يُنشَد على وجهين وهو قول رؤبة‏:‏ فهْي تُنادي بأبي وابْنِيما ويروى‏:‏ بأبا وابناما فما فضلٌ وإنما حكى نُدبتَها‏.‏

واعلم أنه إذا وافقت الياء الساكنة ياءَ الإضافة في النداء لم تحذف أبداً ياء الإضافة ولم يُكسر ما قبلها كراهيةً للكسرة في الياء ولكنهم يلحقون ياءَ الإضافة وينصبونها لئلا ينجزم حرفان‏.‏

وإذا ندبت فأنت بالخيار‏:‏ إن شئت ألحقت الألفَ وإن لم تُلحق جاز كما جاز ذلك في غيره‏.‏

وذلك قولك‏:‏ واغلامَيّاهْ وواقاضياهْ وواغلاميّ وواقاضيّ يصير مجراه ها هنا كمجراه في غير الندبة إلا أن لك في الندبة أن تلحق الألف‏.‏

وكذلك الألف إذا أضفتها إليك مجراها في الندبة كمجراها في الخبر إذا أضفت إليك‏.‏

وإذا وافقت ياء الإضافة ألفاً لم تحرَّك الألف لأنها إن حرِّكت صارت ياء والياء لا تدخلها كسرةٌ في هذا الموضع‏.‏

فلما كان تغييرهم إياها يدعوهم إلى ياء أخرى وكسرة تركوها على حالها كما تُركت ياء قاضي إذ لم يخافوا التباساً وكانت أخفّ وأثبتوا ياء الإضافة ونصبوها لأنه لا ينجزم حرفان‏.‏

فإذا ندبت فأنت بالخيار إن شئت ألحقت الألف كما ألحقتها في الأول وإن شئت لم تُلحقها وذلك قولك‏:‏ وامُثنّاياه وامُثنّاي‏.‏

فإن لم تُضف إلى نفسك قلت‏:‏ وا مُثنّاه وتحذف الأول لأنه لا ينجزم حرفان ولم يخافوا التباساً‏:‏ فذهبتْ كما تذهب في الألف واللام ولم يكن كالياء لأنه لا يدخلها نصبٌ‏.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى



عدد المساهمات : 52644

المجلد الرابع - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلد الرابع   المجلد الرابع - صفحة 2 Emptyالإثنين 09 يوليو 2018, 5:36 am

باب تكون ألفُ الندبة فيه تابعة لما قبلها إن كان مكسوراً فهي ياء وإن كان مضموماً فهي واو‏،‏ وإنما جعلوها تابعة ليفرقوا بين المذكر والمؤنث وبين الاثنين والجميع
المجلد الرابع - صفحة 2 1910
وذلك قولك‏:‏ واظهْرَهُوهْ إذا أضفت الظهر إلى مذكر وإنما جعلتها واواً لتفرق بين المذكر والمؤنث إذا قلت‏:‏ واظهرَهاهْ‏.‏ 

وتقول‏:‏ واظهرهُموه وإنما جعلت الألف واواً لتفرق بين الاثنين والجميع إذا قلت‏:‏ واظهرهُماه‏.‏

وإنما حذفت الحرف الأول لأنه لا ينجزم حرفان كما حذفت الألف الأول من قولك وامُثنّاه‏.‏

وتقول‏:‏ واغلامَكِيهْ إذا أضفت الغلام إلى مؤنث‏.‏

وإنما فعلوا ذلك ليفرقوا بينها وبين المذكر إذا قلت‏:‏ واغُلامَكاه‏.‏

وتقول‏:‏ واانقطاعَ ظهرهُوه في قول من قال‏:‏ مررت بظهرهو قبل‏.‏

وتقول‏:‏ وانقطاع ظهرِهيهْ‏.‏

في وتقول‏:‏ واأبا عمرياه وإن كنت إنما تندب الأب وإياه تضيف إلى نفسك لا عَمراً من قبل أن عمراً مجراه هنا كمجراه لو كان لك لأنه لا يستقيم لك إضافة الأب إليك حتى تجعل عمراً كأنه لك لأن ياء الإضافة عليه تقع ولا تحذفها لأن عمراً غير منادى‏.‏

ألا ترى أنك تقول يا أبا عَمري‏.‏

ومما يدلّك على أن عمراً ها هنا بمنزلته لو كان لك أنه لا يجوز أن تقول هذا أبو النّضرِك ولا هذه ثلاثةُ الأثوابِك إذا أردت أن تضيف الأب والثلاثة من قبل أنه لا يسوغ لك ولا تصل إلى أن تضيف
الأول حتى تجعل الآخِر مضافاً إليك كأنه لك‏.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى



عدد المساهمات : 52644

المجلد الرابع - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلد الرابع   المجلد الرابع - صفحة 2 Emptyالأربعاء 11 يوليو 2018, 9:26 am

هذا باب ما لا تلحقه الألف التي تلحق المندوب
المجلد الرابع - صفحة 2 1910
وذلك قولك‏:‏ وازيدُ الظريفُ والظريفَ‏.‏

وزعم الخليل رحمه الله أنه منعه من أن يقول الظريفاه أن الظريف ليس بمنادى ولو جاز ذا لقلت‏:‏ وازيدُ أنت الفارسُ البَطَلاهْ لأن هذا غير منادى كما أن ذلك غير نداء‏.‏

وليس هذا كقولك‏:‏ واأميرَ المؤمنيناه ولا مثل‏:‏ واعبدَ قيساه من قبل أن المضاف والمضاف إليه بمنزلة اسم واحد منفرد والمضاف إليه هو تمام الاسم ومقتضاه ومن الاسم‏.‏

ألا ترى أنك لو قلت عبداً أو أميراً وأنت تريد الإضافة لم يجز لك‏.‏

ولو قلت هذا زيد كنتَ في الصفة بالخيار إن شئت وصفتَ وإن شئت لم تصف‏.‏

ولستَ في المضاف إليه بالخيار لأنه من تمام الاسم وإنما هو بدل من التنوين‏.‏

ويدلك على ذلك أن ألف الندبة إنما تقع على المضاف إليه كما تقع على آخر الاسم المفرد ولا تقع على المضاف والموصوف إنما تقع ألفُ الندبة عليه لا على الوصف‏.‏

وأما يونس فيلحق الصفة الألف فيقول‏:‏ وازيدُ الظريفاه واجُمجمتيّ الشّاميّتيْناه‏.‏

وزعم الخليل رحمه الله أن هذا خطأ‏.‏

وتقول‏:‏ واقهسرُوناه لأن هذا اسم مفرد‏.‏

وكذلك رجل سُمّي باثنَيْ عشر تقول‏:‏ واثنا عشرَاه لأنه اسم مفرد بمنزله قِنّسرين‏.‏

وإذا ندبت رجلاً يسمى ضربوا قلت‏:‏ واضَربوه‏.‏

وإن سُمي ضرباً قلت‏:‏ واضرباه‏.‏

فهذا بمنزلة واغلامَهاه جعلت ألف الندبة تابعة لتفرق بين الاثنين والجميع‏.‏

ولو سميتَ رجلاً بغلامهم أو غلامهما لم تحرّف واحداً منهما عن حاله قبل أن يكون اسماً ولتركته على حاله الأول في كل شيء‏.‏

فكذلك ضربا وضربوا إنما تحكي الحال الأولى قبل أن يكونا اسمين وصارت الألف تابعة لهما كما تبعت التثنية والجمع قبل أن يكونا اسمين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى



عدد المساهمات : 52644

المجلد الرابع - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلد الرابع   المجلد الرابع - صفحة 2 Emptyالأربعاء 11 يوليو 2018, 9:29 am

هذا باب ما لا يجوز أن يُندب
المجلد الرابع - صفحة 2 1910
وذلك قولك‏:‏ وارَجُلاه ويا رُجلاه‏.‏

وزعم الخليل رحمه الله ويونس أنه قبيح وأنه لا يقال‏.‏

وقال الخليل رحمه الله‏:‏ إنما قبح لأنك أبهمت‏.‏

ألا ترى أنك لو قلت واهذاه كان قبيحاً لأنك إذا ندبت فإنما ينبغي لك أن تفجّع بأعرف الأسماء وأن تخصّ ولا تُبهم لأن الندبة على البيان ولو جاز هذا لجاز يا رجلاً ظريفاً فكنت نادباً نكرة‏.‏

وإنما كرهوا ذلك أنه تفاحَش عندهم أن يختلطوا وأن يتفجّعوا على غير معروف‏.‏

فكذلك تفاحش عندهم في المبهَم لإبهامه لأنك إذا ندبت تُخبر أنك قد وقعت في عظيم وأصابك جسيمٌ من الأمر فلا ينبغي لك أن تُبهم‏.‏

وكذلك‏:‏ وامَن في الداراه في القبح‏.‏

وزعم أنه لا يستقبح وامَن حفر بئر زَمزماه لأن هذا معروف بعينه وكأن التبيين في الندبة عذر للتفجع‏.‏

فعلى هذا جرت الندبة في كلام العرب‏.‏

ولو قلت هذا لقلت وامن لا يعنين أمرُهوه‏.‏

فإذا كان ذا تُرك لأنه لا يُعذر على أن يُتفجّع عليه فهو لا يُعذر بأن يتفجّع ويُبهم كما لا يُعذر على أن يتفجّع على من لا يعنيه أمره‏.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

المجلد الرابع - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلد الرابع   المجلد الرابع - صفحة 2 Emptyالأربعاء 11 يوليو 2018, 10:04 am

باب يكون الاسمان فيه بمنزلة اسم واحد
المجلد الرابع - صفحة 2 1910
وذلك قولك‏:‏ واثلاثةً وثلاثيناه‏.‏

وإن لم تندب قلت‏:‏ يا ثلاثةً وثلاثين كأنك قلت يا ضارباً رجلاً‏.‏

وليس هذا بمنزلة قولك يا زيدُ وعمرو لأنك حين قلت يا زيدُ وعمرو جمعت بين اسمين كلُ واحد منهما مفرد يُتوهّم على حياله وإذا قلت يا ثلاثةً وثلاثين فلم تُفرد الثلاثة من الثلاثين لتُتوهّم على حيالها ولا الثلاثين من الثلاثة‏.‏

ألا ترى أنك تقول يا زيدُ ويا عمرو ولا تقول يا ثلاثة ويا ثلاثون لأنك لم ترد أن تجعل كل واحد منهما على حياله فصار بمنزلة قولك ثلاثة عشر لأنك لم ترد أن تفصل ثلاثةً من العشرة ليتوهّموها على حيالها‏.‏

ولزمها النصب كما لزم يا ضارباً رجلاً حين طال الكلام‏.‏

وقال‏:‏ يا ضارباً رجلاً معرفة كقولك يا ضاربُ ولكن التنوين إنما يثبت لأنه وسط الاسم ورجلاً من تمام الاسم فصار التنوين بمنزلة حرف قبل آخر الاسم‏.‏

ألا ترى أنك لو سمّيت رجلاً خيراً منك لقلت يا خيراً منك فألزمته التنوين وهو معرفة لأن الراء ليست آخر الاسم ولا منتهاه فصار بمنزلة الذي إذا قلت هذا الذي فعل‏.‏

فكما أن خيراً منك لزمه التنوين وهو معرفة كذلك لزم ضارباً رجلاً لأن الباء ليست منتهى الاسم وإنما يُحذب التنوين في النداء من آخر الاسم‏.‏

فلما لزمت التنوينة وطال الكلام رجع إلى أصله‏.‏

وكذلك ضارب رجل إذا ألقيت التنوين تخفيفاً لأن الرجل لا يجعل ضارباً نكرة إذا أردت معنى التنوين كما لا يجعله معرفة في غير النداء إذا أردت معنى التنوين وحذفته نحو قولك‏:‏ هذا ضاربُك قاعداً‏.‏

ألا ترى أن حذف التنوين كثباته لا يغيّر الفاعل إذا كنت تحذفه وأنت تريد معناه‏.‏

وأما قولك يا أخا رجل فلا يكون الأخ ها هنا إلا نكرة لأنه مضاف إلى نكرة كما أن الموصوف بالنكرة لا يكون إلا نكرة ولا يكون الرجل ههنا بمنزلته إذا كان منادى لأنه ثم يدخله التنوين وجاز لك أن تريد معنى الألف واللام ولا تلفظ بهما وهو هنا غير منادى وهو نكرة فجُعل ما أضيف إليه بمنزلته‏.‏


المجلد الرابع - صفحة 2 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

المجلد الرابع - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلد الرابع   المجلد الرابع - صفحة 2 Emptyالأربعاء 11 يوليو 2018, 10:07 am

باب الحروف التي ينبه بها المدعو
المجلد الرابع - صفحة 2 1910
فأما الاسم غيرُ المندوب فينبَّه بخمسة أشياء‏:‏ بيا وأيا وهَيا وأي وبالألف‏.‏

نحو قولك‏:‏ أحارِ بنَ عمرٍو‏.‏

إلا أن الأربعة غير الألف قد يستعملونها إذا أرادوا أن يمدوا أصواتهم للشيء المتراخي عنهم والإنسان المعرض عنهم الذي يُرَون أنه لا يُقبل عليهم إلا بالاجتهاد أو النائم المستثقل‏.‏

وقد يستعملون هذه التي للمد في موضع الألف ولا يستعملون الألف في هذه المواضع التي يمدون فيها‏.‏

وقد يجوز لك أن تستعمل هذه الخمسة غيروا إذا كان صاحبك قريباً منك وإن شئت حذفتهن كلهن استغناءً كقولك‏:‏ حار بنَ كعبٍ وذلك أنه جعلهم بمنزلة مَن هو مقبِلٌ عليه بحضرته يخاطبه‏.‏

ولا يحسن أن تقول‏:‏ هذا ولا رجلُ وأنت تريد‏:‏ يا هذا ويا رجلُ ولا يجوز ذلك في المبهم لأن الحرف الذي ينبَّه به لزم المبهم كأنه صار بدلاً من أيُّ حين حذفته فلم تقل يا أيها الرجل ولا يا أيهذا ولكنك تقول إن شئت‏:‏ مَن لايزال مُحسناً أفعل كذا وكذا لأنه لا يكون وصفاً لأي‏.‏

وقد يجوز حذفُ يا من النكرة في الشعر وقال العجّاج‏:‏ جاريَ لا تستنكِري عَذيري يريد يا جاريةُ‏.‏

وقال في مَثَل‏:‏ افتَدِ مخنوقُ وأصبِحْ ليلُ وأطرِقْ كَرا‏.‏

وليس هذا بكثير ولا بقويّ‏.‏

وأما المستغاث به فيا لازمة له لأنه يجتهد‏.‏

فكذلك المتعجَّب منه وذلك‏:‏ يا لَلناس ويا لَلماء‏.‏

وإنما اجتهد لأن المستغاث عندهم متراخ أو غافل والتعجب كذلك‏.‏

والندبة يلزمها يا ووا لأنهم يحتلطون ويدعون ما قد فات وبعد عنهم‏.‏

ومع ذلك أن الندبة كأنهم يترنمون فيها فمن ثم ألزموها المدّ وألحقوا آخر الاسم المدَّ مبالغةً في الترنّم‏.‏


المجلد الرابع - صفحة 2 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

المجلد الرابع - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلد الرابع   المجلد الرابع - صفحة 2 Emptyالأربعاء 11 يوليو 2018, 10:14 am

باب ما جرى على حرف النداء وصفاً له وليس بمنادى ينبّهه غيره
المجلد الرابع - صفحة 2 1910
ولكنه اختُصّ كما أن المنادى مختصّ من بين أمته لأمرك ونهيك أو خبرك‏.‏

فالاختصاص أجرى هذا على حرف النداء كما أن التسوية أجرت ما ليس باستخبار ولا استفهام على حرف الاستفهام لأنك تسوّي فيه كما تسوي في الاستفهام‏.‏

فالتسوية أجرتْه على حرف الاستفهام والاختصاصُ أجرى هذا على حرف النداء‏.‏

وذلك قولك‏:‏ ما أدري أفَعلَ أم لم يفعل‏.‏

فجرى هذا كقولك أزيدٌ عندك أم عمرو وأزيدٌ أفضلُ أم خالدٌ إذا استفهمتَ لأن علمك قد استوى فيهما كما استوى عليك الأمران في الأول‏.‏

فهذا نظير الذي جرى على حرف النداء‏.‏

وذلك قولك‏:‏ أما أنا فأفعل كذا وكذا أيها الرجل ونفعل نحن كذا وكذا أيها القوم وعلى المضارب الوضيعةُ أيها البائع واللهم اغفِر لنا أيتها العصابة وأردت أن تختصّ ولا تُبهم حين قلت‏:‏ أيتها العصابةُ وأيها الرجل أراد أن يؤكد لأنه قد اختصّ حين قال أنا ولكنه أكد كما تقول للذي هو مقبلٌ عليه بوجهه مستمعٌ منصِتٌ لك‏:‏ كذا كان الأمر يا أبا فلان توكيداً‏.‏

ولا تُدخل يا ها هنا لأنك لست تنبّه غيرك‏.‏

يعني‏:‏ اللهمّ غفر لنا أيتها العصابة‏.‏

يجري على ما جرى عليه النداء فيجيء لفظه على موضع النداء نصباً لأن موضع النداء نصب ولا تجري الأسماء فيه مجراها في النداء لأنهم لم يجروها على حروف النداء ولكنهم أجروها على ما حمل عليه النداء‏.‏

وذلك قولك‏:‏ إنا معشرَ العرب نفعل كذا وكذا كأنه قال‏:‏ أعني ولكنه فعلٌ لا يظهر ولا يُستعمل كما لم يكن ذلك في النداء لأنهم اكتفوا بعلم المخاطَب وأنهم لا يريدون أن يحملوا الكلام على أوله ولكن ما بعده محمول على أوله‏.‏

وذلك نحو قوله وهو عمرو بن الأهتَم‏:‏ إنّا بني مِنقرٍ قومٌ ذوو حسَبٍ فينا سَراةُ بني سعدٍ وناديَها وقال الفرزدق‏:‏ ألم ترَ أنّا بني دارِمٍ زُرارةُ منا أبو معبدِ فإنما اختُصّ الاسم هنا ليعرَف بما حُمل على الكلام الأول وفيه معنى الافتخار‏.‏

وقال رؤبة‏:‏ بنا تميماً يُكشف الضّبابْ وقال‏:‏ نحن العُربَ أقرى الناس لضيف فإنما أدخلتَ الألف واللام لأنك أجريت الكلام على ما النداء عليه ولم تُجره مجرى الأسماء في النداء‏.‏

ألا ترى أنه لا يجوز لك أن تقول‏:‏ يا العربَ وإنما دخل في هذا الباب من حروف النداء أيُّ وحدَها فجرى مجراه في النداء‏.‏

نحن بنو أمِّ البنينَ الأربعه ونحن خيرُ عامر بنِ صَعصعَهْ فلا يُنشدونه إلا رفعاً لأنه لم يرد أن يجعلهم إذا افتخروا أن يُعرَفوا بأن عدّتهم أربعة ولكنهم جعل الأربعة وصفاً ثم قال‏:‏ المُطعمِون الفاعلون بعدما حلاّهم ليُعرَفوا‏.‏

وإذا صغّرتَ الأمر فهو بمنزلة تعظيم الأمر في هذا الباب وذلك قولك‏:‏ إنا معشرَ الصعاليك لا قوةَ بنا على المُروّة‏.‏

وزعم الخليل رحمه الله أن قولهم‏:‏ بك اللهَ نرجو الفضلَ وسُبحانك اللهَ العظيمَ نصبُه كنصب ما قبله وفيه معنى التعظيم‏.‏

وزعم أن دخول أيّ في هذا الباب يدل على أنه محمول على ما حُمل عليه النداء يعني أيتها العصابة فكان هذا عندهم في الأصل أن يقولوا فيه يا ولكنهم خزلوها وأسقطوها حين أجروه على الأصل‏.‏

واعلم أنه لا يجوز لك أن تُبهم في هذا الباب فتقول‏:‏ إني هذا أفعلُ كذا وكذا ولكن تقول‏:‏ إني زيداً أفعلُ‏.‏

ولا يجوز أن تذكر إلا اسماً معروفاً لأن الأسماء إنما تُذكرها توكيداً وتوضيحاً هنا للمضمَر وتذكيراً وإذا أبهمتَ فقد جئت بما هو أشكلُ من المضمَر‏.‏

ولو جاز هذا لجازت النكرةُ فقلتَ إنا قوماً فليس هذا من مواضع النكرة والمبهَم ولكن هذا موضعُ بيان كما كانت الندبةُ موضعَ بيان فقبُح إذ ذكروا الأمر توكيداً لما يعظّمون أمرَه أن يذكروا مبهماً‏.‏

وأكثر الأسماء دخولاً في هذا الباب بنو فلان ومعشَر مُضافةً وأهل البيت وآل فلان‏.‏

ولا يجوز أن تقول إنهم فعلوا أيتها العصابةُ إنما يجوز هذا للمتكلم والمكلَّم المنادى كما أن هذا لا يجوز إلا لحاضر‏.‏

وسألت الخليل رحمه الله ويونس عن نصب قول الصّلَتان العبدي‏:‏ يا شاعراً لا شاعرَ اليومَ مثلَه جَريرٌ ولكنْ في كليبٍ تواضعُ فزعما أنه غير منادى وإنما انتصب على إضمار كأنه قال يا قائل الشعر شاعراً وفيه معنى حسبُك به شاعراً‏.‏

كأنه حيث نادى قال حسبُك به ولكنه أضمر كما أضمروا في قوله‏:‏ تالله رجلاً وما أشبهه مما ستجده في الكتاب إن شاء الله عز وجل‏.‏

ومما جاء وفيه معنى التعجّب كقولك‏:‏ يا لك فارساً قولُ الأخوص ابن شُريح الكلابي‏:‏ تمنّاني ليلقاني لَقيطٌ أعامِ لك بنَ صعصعةَ بنِ سعدِ وإنما دعاهم لهم تعجباً لأنه قد تبيّن لك أن المنادى يكون فيه معنى أفعِل به يعني يا لك فارساً‏.‏

وزعم الخليل رحمه الله أن هذا البيت مثلُ ذلك للأخطل‏:‏ وقال في قول الشاعر‏:‏ يا هندُ هندٌ بين خِلبٍ وكَبدْ أنه أراد‏:‏ أنتِ بين خِلب وكبد فجعلها نكرة‏.‏

وقد يجوز أن تقول بعد النداء مقبِلاً على مَن تحدّثه‏:‏ هندٌ هذه بين خِلبٍ وكبدٍ فيكون معرفة‏.‏


المجلد الرابع - صفحة 2 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

المجلد الرابع - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلد الرابع   المجلد الرابع - صفحة 2 Emptyالأربعاء 11 يوليو 2018, 10:20 am

هذا باب الترخيم
المجلد الرابع - صفحة 2 1910
والترخيم حذفُ أواخر الأسماء المفرد تخفيفاً كما حذفوا غير ذلك من كلامهم تخفيفاً وقد كتبناه فيما مضى وستراه فيما بقي إن شاء الله تعالى‏.‏

واعلم أن الترخيم لا يكون إلا في النداء إلا أن يُضطرّ شاعرٌ وإنما كان ذلك في النداء لكثرته في كلامهم فحذفوا ذلك كما حذفوا التنوين وكما حذفوا الياء من قومي ونحوه في النداء‏.‏

واعلم أن الترخيم لا يكون في مضاف إليه ولا في وصف لأنهما غيرُ منادَيين ولا يرخّم مضاف ولا اسمٌ منوّن في النداء من قبل أنه جرى على الأصل وسلِم من الحذف حيث أُجري مجراه في غير النداء إذا حملتَه على ما ينصب‏.‏

يقول‏:‏ إن المحذوف في الترخيم إنما يقع على النداء لا على الإعراب وحين قلت يا زيد أقبل فحذفت ياء الإضافة كنت إنما حذفت هذا الإعراب وحين قلت يا زيد أقبل فحذفت ياء الإضافة كنت إنما حذفت هذا الإعراب ومع ذلك إنه إنما ينبغي أن تحذف آخر شيء في الاسم ولا يُحذف قبل أن تنتهي الي آخره لأن المضاف إليه من الاسم الأول بمنزلة الوصل من الذي إذا قلت الذي قال وبمنزلة التنوين في الاسم‏.‏

ولا ترخّم مستغاثاً به إذا كان مجروراً لأنه بمنزلة المضاف إليه‏.‏

ولا ترخّم المندوب لأن علامته وإذا ثنّيت لم ترخّم لأنها كالتنوين‏.‏

واعلم أن الحرف الذي يلي ما حذفت ثابتٌ على حركته التي كانت فيه قبل أن تحذف إن كان فتحاً أو كسراً أو ضماً أو وقفاً لأنك لم ترد أن تجعل ما بقي من الاسم اسماً ثابتاً في النداء وغير النداء ولكنك حذفت حرف الإعراب تخفيفاً في هذا الموضع وبقي الحرف الذي يلي ما حُذف على حاله لأنه ليس عندهم حرفَ الإعراب‏.‏

وذلك قولك يا حارث‏:‏ يا حار وفي سلَمة‏:‏ يا سَلَم وفي بُرثُن‏:‏ يا بُرثُ وفي هرقل‏:‏ يا هِرَقْ‏.‏


المجلد الرابع - صفحة 2 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

المجلد الرابع - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلد الرابع   المجلد الرابع - صفحة 2 Emptyالأربعاء 11 يوليو 2018, 10:24 am

باب ما أواخر الأسماء فيه الهاء
المجلد الرابع - صفحة 2 1910
اعلم أن كل اسم كان مع الهاء ثلاثة أحرف أو أكثر من ذلك كان اسماً خاصاً غالباً أو اسماً عاماً لكل واحد من أمة فإن حذف الهاء منه في النداء أكثر في كلام العرب‏.‏

فأما ما كان اسماً غالباً فنحو قولك‏:‏ يا سلَمَ أقبل‏.‏

وأما الاسم العام العامّ فنحو قول العجّاج‏:‏ جاريَ لا تستنكري عذيري إذا أردت يا سَلَمةُ ويا جاريةُ‏.‏

وأما ما كان على ثلاثة أحرف مع الهاء فنحو قولك‏:‏ يا شا ارْجُني ويا ثُبَ أقبِلي إذا أردت‏:‏ واعلم أن ناساً من العرب يثبتون الهاء فيقولون‏:‏ يا سلمةُ أقبلْ وبعض من يُثبت يقول‏:‏ يا سلمةَ أقبل‏.‏

واعلم أن العرب الذين يحذفون في الوصل إذا وقفوا قالوا‏:‏ يا سلمهْ ويا طلحَهْ‏.‏

وإنما ألحقوا هذه الهاء ليبينوا حركة الميم والحاء وصارت هذه الهاء لازمة لهما في الوقف كما لزمت الهاء وقف ارمه ولم يجعلوا المتكلم بالخيار وحذف الهاء عند الوقف وإثباتها من قبل أنهم جعلوا الحذف لازماً لهاء التأنيث في الوصل كما لزم حذفُ الهاء من ارمِهْ في الوصل وكأنهم ألزموا هذه الهاء في ارْمِهْ في الوقف ولم يجعلوها بمنزلتها إذا بيّنتَ حركة ما لم يحذف بعده شيء نحو علَيَّهْ وإليّهْ ولكنها لازمة كراهية أن يجتمع في ارمِه حذف الهاء وترك الحركة فأرادوا أن تثبت الحركة على كل حال ليكون ثباتُها عوضاً من الحذف للياء والهاء فبُيّنت الحركة بالهاء في السكوت ليكون ثباتُها في الاسم على كل حال لئلا يُخلّوا به‏.‏

واعلم أن الشعراء إذا اضطروا حذفوا هذه الهاء في الوقف وذلك لأنهم يجعلون المدة التي تلحق القوافي بدلاً منها‏.‏

وقال الشاعر ابن الخرع‏:‏ كادت فزارةُ تشقي بنا فأولى فزارةُ أولى فَزارا قفي قبل التفرّق يا ضُباعا وقال هُدبةُ‏:‏ عُوجي علينا واربَعي يا فاطِما وإنما كان الحذف ألزمَ للهاءات في الوصل وفيها أكثر منه في سائر الحروف في النداء من قبل أن الهاء في الوصل في غير النداء تبدّل مكانَها التاء فلما صارت الهاء في موضع يحذف منه لا يُبدّل منه شيء تخفيفاً كان ما يُبدّل ويُغيّر أولى بالحذف وهو له ألزم وجعلوا تغييره الحذف في موضع الحذف إذ كان متغيراً لا محالة‏.‏

وسمعنا الثقة من العرب يقول‏:‏ يا حَرملْ يريد يا حَرمَلَهْ كما قال بعضهم‏:‏ إرْمْ يقفون بغير هاء‏.‏

واعلم أن هاء التأنيث إذا كانت بعد حرف زائد لو لم تكن بعده حُذف أو بعد حرفين لو لم تكن بعدهما حُذفا زائدين لم يحذف من قبل أن الحروف الزوائد قبل الهاء في الترخيم بمنزلة غير الزوائد من الحروف وذلك قولك في طائفية‏:‏ يا طائفي أقبلي وفي مَرجانة‏:‏ يا مرجانَ أقبلي‏.‏

وفي رعشنةٍ‏:‏ يا رَعْشَنَ أقبلي وفي سِعلاةٍ‏:‏ يا سِعلا أقبلي‏.‏ 


ولو حذفتَ ما قبل الهاء كحذفك إياه وليس بعده هاء لقلت في رجل يسمّى عُثمانةَ يا عُثمَ أقبل لأن الهاء لو لم تكن ههنا لقلت يا عُثْمَ أقبل فإنما الكلام أن تقول يا عُثمان أقبل‏.‏

فأجْرِ ترخيمَ هذا بعد الزوائد مجراه إذا كان بعدما هو من نفس الحرف‏.‏

ومَن حذف الزوائد مع الهاء فإنه ينبغي له أن يقول في فاظمة‏:‏ يا فاطِ لا تفعلي من قبل أن الهاء لو لم تكن بعد الميم لقلت يا فاطِ كما تقول يا حارِ فأنت تحذف ما هو من نفس الحرف كما تحذف الزوائد فإذا ألحقته الزوائد لم تحذفه مع الزوائد‏.‏

فكذلك الزوائد إذا ألحقتَها مع الزوائد لم تحذفها معها‏.‏


المجلد الرابع - صفحة 2 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

المجلد الرابع - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلد الرابع   المجلد الرابع - صفحة 2 Emptyالأربعاء 11 يوليو 2018, 10:26 am

باب يكون فيه الاسم بعدما يُحذف منه الهاء
المجلد الرابع - صفحة 2 1910
بمنزلة اسم يتصرّف في الكلام لم يكن فيه هاء قط وذلك قول بعض العرب وهو عنترة العبسي‏:‏ يَدعون عنترُ والرماحُ كأنها أشطانُ بيرٍ في لَبان الأدهمِ جعلوا الاسم عنترا وجعلوا الراء حرف الإعراب‏.‏

وقال الأسود بن يعفُر تصديقاً لهذه اللغة‏:‏ ألا هل لهذا الدهر من مُتعلّلِ عن الناس مهما شاء بالناس أن يفعل وهذا ردائي عنده يستعيره ليسلُبَني حقي أمالِ بنَ حنظلِ وذلك لأن الترخيم يجوز في الشعر في غير النداء فلما رخّم جعل الاسم بمنزلة اسمٍ ليست فيه هاء‏.‏

وقال رؤبة‏:‏ إما تَرَيني اليومَ أمَّ حمزِ ** قاربتُ بين عَنَقي وجَمزي وإنما أراد‏:‏ أمّ حمزة‏.‏

وأما قول ذي الرمة‏:‏ ديارَ ميّةَ إذ مَيٌّ تُساعفُنا ** ولا يرى مثلَها عُجمٌ ولا عربُ فزعم يونس أنه كان يسميها مرة ميّة ومرة ميّا ويجعل كل واحد من الاسمين اسماً لها في النداء وفي غيره‏.‏

وعلى هذا المثال قال بعض العرب إذا رخّموا‏:‏ يا طَلحُ ويا عنترُ‏.‏

وقد يكون قولهم يدعون عنترُ بمنزلة ميَّ لأن ناساً من العرب يسمونه عنتراً في كل موضع‏.‏

ويكون أن تجعله بمنزلة ميّ بعد ما حذفت منه وقد يكون ميٌّ أيضاً كذلك يجعلها بمنزلة ما ليس فيه هاء بعد ما تحذف الهاء‏.‏

وأما قول العرب‏:‏ يا فُلُ أقبلْ فإنهم لم يجعلوه اسماً حذفوا منه شيئاً يثبت فيه في غير النداء ولكنهم بنوا الاسمَ على حرفين وجعلوه بمنزلة دم‏.‏

والدليل على ذلك أنه ليس أحدٌ يقول يا فُلَ فإن عنوا امرأة قالوا‏:‏ يا فُلةُ‏:‏ وهذا الاسم اختُصّ به النداء وإنما بُني على حرفين لأن النداء موضعُ تخفيف ولم يجز في غير النداء لأنه جُعل اسماً لا يكون إلا كنايةً لمنادى نحو يا هَناهْ ومعناه يا رجلُ‏.‏

وأما فلان فإنما هو كناية عن اسم سُمي به المحدّث عنه خاصّ غالب‏.‏

وقد اضطُرّ الشاعرُ فبناه على حرفين في هذا المعنى‏.‏

قال أبو النجم‏:‏ في لجّة أمسِكْ فُلاناً عن فُلِ.


المجلد الرابع - صفحة 2 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

المجلد الرابع - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلد الرابع   المجلد الرابع - صفحة 2 Emptyالأربعاء 11 يوليو 2018, 10:33 am

هذا باب إذا حذفتَ منه الهاء وجعلت الاسم بمنزلة ما لم تكن فيه الهاء أبدلتَ حرفاً مكان الحرف الذي يلي الهاء وإن لم تجعله بمنزلة اسم ليس فيه الهاء لم يتغير عن حاله التي كان عليها قبل أن تحذف‏.‏
المجلد الرابع - صفحة 2 1910
وذلك قولك في عَرقوةٍ وقَمَحدوَةٍ وإن جعلت الاسم بمنزلة اسم لم تكن فيه الهاء على حالٍ‏:‏ يا عَرقي ويا قَمَحْدي من قبل أنه ليس في الكلام اسمٌ آخر كذا‏.‏

وكذلك إن رخّمتَ رَعومٌ وجعلته بهذه المنزلة قلت يا رَعي‏.‏

وإن رخّمت رجلاً يسمى قَطَوان فجعلته بهذه المنزلة قلت‏:‏ يا قَطا أقبلْ‏.‏

فإن رخّمت رجلاً اسمُه طُفاوةُ قلت‏:‏ يا طُفاءُ أقبلْ من قبل أنه ليس في الكلام اسمٌ هكذا آخِره يكون حرفَ الإعراب يعني الواو والياء إذا كانت قبلهما ألف زائدة ساكنة لم يثبتا على حالهما ولكن تُبدّل الهمزة مكانَهما‏.‏

فإن لم تجعلهما حروف الإعراب فهي على حالها قبل أن تحذف الهاء وذلك قولك‏:‏ يا طُفاوَ أقبلْ إذا لم ترد أن تجعله بمنزلة اسم ليست فيه الهاء‏.‏

واعلم أن ما يُجعل بمنزلة اسم ليست فيه هاء أقلُّ في كلام العرب وترك الحرف على ما كان عليه قبل أن تُحذف الهاء أكثر من قبل أن حرف الإعراب في سائر الكلام غيره‏.‏

وهو على ذلك عربي‏.‏

وقد حملهم ذلك على أن رخّموه حيثُ جعلوه بمنزلة ما لا هاء فيه‏.‏

قال العجّاج‏:‏ فقد رأى الراءون غيرَ البُطَّلِ أنك يا مُعاوِ يا ابنَ الأفضلِ يريد‏:‏ يا مُعاوية‏.‏

وتقول في حَيْوَةَ‏:‏ يا حَيوَ أقبل فإن رفعت الواو تركتها على حالها لأنه حرف أُجري على الأصل وجُعل بمنزلة غزوٍ ولم يكن التغيير لازماً وفيه الهاء‏.‏

واعلم أنه لا يجوز أن تحذف الهاء وتجعل البقية بمنزلة اسم ليست فيه الهاء إذا لم يكن اسماً خاصاً غالباً من قبل أنهم لو فعلوا ذلك التبس المؤنّث بالمذكّر‏.‏

وذلك أنه لا يجوز أن تقول للمرأة‏:‏ يا خبيثُ أقبلي‏.‏

وإنما جاز في الغالب لأنك لا تذكّر مؤنثاً ولا تؤنث مذكراً‏.‏

واعلم أن الأسماء التي ليس في أواخرها هاء أن لا يُحذف منها أكثر لأنهم كرهوا أن يُخِلّوا بها وإن حذفتَ فحسن‏.‏

وليس الحذف لشيء من هذه الأسماء ألزم منه لحارث ومالك وعامر وذلك لأنهم استعملوها كثيراً في الشعر وأكثروا التسمية بها للرجال‏.‏

قال مهلهل بن ربيعة‏:‏ يا حارِ لا تجهلْ على أشياخِنا إنّا ذَوو السّوراتِ والأحلام وقال امرؤ القيس‏:‏ أحارِ ترى برقاً أُريكَ وميضَهُ كلمعِ اليدين في حَبيّ مكلّلِ وقال الأنصاري‏:‏ يا مالِ والحقّ عنده فقفوا وقال النابغة الذبياني‏:‏ فصالحونا جميعاً إن بدا لكلم ولا تقولوا لنا أمثالَها عام وهو في الشعر أكثر من أن أحصيه‏.‏

وكل اسم خاص رخّمته في النداء فالترخيم فيه جائز وإن كان في هذه الأسماء الثلاثة أكثر‏.‏

فمن ذلك قول الشاعر‏:‏ فقلتم تعال يا يَزي بنَ مُخرِّم فقلت لكم إني حليف صُداءِ وهو يزيد بن مخرّم‏.‏

ألا يا ليلَ إن خُيّرتِ فينا بنفسي فانسري أين الخيارُ يريد في الأول‏:‏ يزيد وفي الثاني ليلى‏.‏

وقال أوس بن حجر‏:‏ تسكّرتِ منّا بعد معرفةٍ لَمي يريدُ‏:‏ لميسَ‏.‏

واعلم أن كل شيء جاز في الاسم الذي في آخره هاء بعد أن حذفت الهاء منه في شعر أو كلام يجوز فيما لا هاء فيه بعدُ أن تحذف منه‏.‏

فمن ذلك قول امرئ القيس‏:‏ لَنِعمَ الفتى تَعشو إلى ضوء ناره طريفُ بن مالٍ ليلة الجوع والخصَرْ جعل ما بقي بعد ما حذف بمنزلة اسم لم يُحذف منه شيء كما جعل ما بقي بعد حذف الهاء بمنزلة اسمٍ لم تكن فيه الهاء‏.‏

وقال رجل من بني مازن‏:‏ عليّ دماء البُدنِ إن لم تفارقي أبا حردَبٍ ليلاً وأصحابَ حردَبِ وقال وهو مصنوع على طرفة وهو لبعض العِباديين‏:‏ أسعدَ بنَ مالٍ ألم تعلموا وذو الرأي مهما يقُل يصدُقِ واعلم أن كل اسم على ثلاثة أحرف لا يحذف منه شيء إذا لم تكن آخره الهاء‏.‏

فزعم الخليل رحمه الله أنهم خففوا هذه الأسماء التي ليست أواخرها الهاء ليجعلوا ما كان على خمسة على أربعة وما كان على أربعة على ثلاثة‏.‏

فإنما أرادوا أن يقرّبوا الاسم من الثلاثة أو يصيّروه إليها وكان غاية التخفيف عندهم لأنه أخف شيء عندهم في كلامهم ما لم يُنتقص فكرهوا أن يحذفوه إذ صار قصاراهم أن ينتهوا إليه‏.‏

واعلم أنه ليس من اسم لا تكون في آخره هاء يُحذف منه شيء إذا لم يكن اسماً غالباً نحو زيد وعمرو من قبل أن المعارف الغالبة أكثر في الكلام وهم لها أكثر استعمالاً وهم لكثرة استعمالهم إياها قد حذفوا منها في غير النداء نحو قولك‏:‏ هذا زيد بن عمرو ولم يقولوا هذا زيد ابنُ أخيك‏.‏

ولو حذفت من الأسماء غير الغالبة لقلت في مسلمين‏:‏ يا مُسلم أقبِلوا وفي راكب‏:‏ يا راكِ أقبلْ‏.‏

إلا أنهم قد قالوا‏:‏ يا صاح وهم يريدون يا صاحبُ وذلك لكثرة استعمالهم هذا الحرف فحذفوا كما قالوا‏:‏ لم أُبَلْ ولم يكُ ولا أدرِ‏.‏


المجلد الرابع - صفحة 2 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

المجلد الرابع - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلد الرابع   المجلد الرابع - صفحة 2 Emptyالأربعاء 11 يوليو 2018, 10:36 am

هذا باب ما يُحذف من آخره حرفان
المجلد الرابع - صفحة 2 1910
وذلك قولك في عثمان‏:‏ يا عُثْمَ أقبلْ وفي مروان‏:‏ يا مرْوَ أقبل وفي أسماء‏:‏ يا أسمَ أقبلي‏.‏

وقال الفرزدق‏:‏ يا مَروَ إن مطيّتي محبوسةً ** ترجو الحِباء وربّها لم ييأسِ وقال الراجز‏:‏ يا نعمَ هل تحلف لا تَدينُها وقال لبيد‏:‏ يا أسمَ صبراً على ما كان من حدثٍ إن الحوادث مَلقيٌّ ومنتظَرُ وإنما كان هذان الحرفان بمنزلة زيادة واحدة من قبل أنك لم تُلحق الحرفَ الآخِر أربعة أحرف رابعهن الألف من قبل أن تزيد النون التي في مروان والألف التي في فعلاء ولكن الحرف الآخر الذي قبله زيدا معاً كما أن ياءَي الإضافة وقعتا معاً‏.‏

ولم تلحق الآخرةَ بعد ما كانت الأولى لازمة كما كانت ألف سلمى إنما لحقتْ ثلاثة أحرف ثالثها الميم لازمها ولكنهما زيادتان لحقتا معاً فحذفتا جميعاً كما لحقنا جميعاً‏.‏

وكذلك ترخيم رجل يقال له مسلمون بحذف الواو والنون جميعاً من قبل أن النون لم تلحق واواً ولا ياء قد كانت لزمت قبل ذلك‏.‏

ولو كانت قد لزمت حتى تكون بمنزلة شيء من نفس وكذلك رجل اسمه مُسلمان‏:‏ تحذف الألف والنون‏.‏

وأما رجل اسمه بَنون فلا يُطرح منه إلا النون لأنك لا تصيّر اسماً على أقل من ثلاثة أحرف‏.‏

ومن جعل ما بقي من الاسم بعد الحذف بمنزلة اسم يتصرف في الكلام لم تكن فيه زيادة قطّ قال يا بَني لأنه ليس في الكلام اسم يتصرّف آخره كآخِر بَنو‏.‏


المجلد الرابع - صفحة 2 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

المجلد الرابع - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلد الرابع   المجلد الرابع - صفحة 2 Emptyالأربعاء 11 يوليو 2018, 10:38 am

هذا باب يكون فيه الحرف الذي من نفس الاسم وما قبله بمنزلة زائد وقع وما قبله جميعاً
المجلد الرابع - صفحة 2 1910
وذلك قولك في منصور‏:‏ يا مَنصُ أقبلْ وفي عمارٍ‏:‏ يا عمّ أقبل وفي رجل اسمه عنتريسٌ‏:‏ يا عنتَرِ أقبلْ‏.‏

وذلك لأنك حذفت الآخر كما حذفت الزائد وما قبله ساكن بمنزلة الحرف الذي كان قبل النون زائداً فهو زائد كما كان ما قبل النون زائداً ولم يكن لازماً لما قبله من الحروف ثم لحقه ما بعده لأن ما بعده ليس من الحروف التي تُزاد‏.‏

فلما كانت حال هذه الزيادة حالَ تلك الزيادة وحُذفت الزيادة وما قبلها حُذف هذا الذي من نفس الحرف‏.‏


المجلد الرابع - صفحة 2 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

المجلد الرابع - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلد الرابع   المجلد الرابع - صفحة 2 Emptyالأربعاء 11 يوليو 2018, 10:40 am

باب تكون الزوائد فيه بمنزلة ما هو من نفس الحرف
المجلد الرابع - صفحة 2 1910
وذلك قولك في قَنَوَّرٍ‏:‏ يا قنوَّ أقبلْ وفي رجل اسمه هَبَيّخ‏:‏ يا هَبَيّ أقبل لأن هذه الواو التي في قنوّر والياء التي في هبيّخ بمنزلة الواو التي في جدول والياء التي في عِثيَر‏.‏

وإنما لحقنا لتُلحقا ما كان على ثلاثة أحرف ببنات الأربعة وليصير بمنزلة حرف من نفس الحرف كفاء جعفر في هذا الاسم‏.‏

ويدلك على أنها بمنزلتها أن الألف التي تجيء لتُلحق الثلاثة بالأربعة منوّنة كما ينوّن ما هو من نفس الحرف وذلك نحو مِعزى‏.‏

ومع ذلك أن الزوائد تلحقها كما تلحق ما ليس فيه زيادة نحو جِلواخٍ وجِريال وقِرواح كما تقول سِرداح‏.‏

وتقدّم قبل هذه الزيادة الياء والواو زائدتين كما تقدّم الحرف الذي من نفس الحرف في فَدَوْكس وخَفَيدَد وهي الواو التي في قنوّر الأولى والياء التي في هبيّخ الأولى بمنزلة ياء سَميدَع فصار قنوّر بمنزلة فدوْكَس وهبيّخ بمنزلة سَميدَع وجدول بمنزلة جعفر فأجروا هذه الزوائد بمنزلة ما هو من نفس الحرف فكرهوا أن يحذفوها إذ لم يحذفوا ما شبّهوها به وما جعلوها بمنزلته‏.‏

ولو حذفوا من سميدع حرفين لحذفوا من مهاجر حرفين فقالوا‏:‏ يا مُها وهذا لا يكون لأنه إخلال مُفرط بما هو من نفس الحرف‏.‏


المجلد الرابع - صفحة 2 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

المجلد الرابع - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلد الرابع   المجلد الرابع - صفحة 2 Emptyالأربعاء 11 يوليو 2018, 10:43 am

باب تكون الزوائد فيه أيضاً بمنزلة
المجلد الرابع - صفحة 2 1910
وذلك قولك في رجل اسمه حَولايا أو بَردَرايا‏:‏ يا بَردراي أقبلْ ويا حَولاي أقبل من قبل أن هذه الألف لو جيء بها للتأنيث والزيادة التي قبلها لازمة لها يقعان معاً لكانت الياء ساكنة وما كانت حية لأن الحرف الذي يجعل وما بعده زيادة واحدة ساكن لا يتحرك ولو تحرك لصار بمنزلة حرف من نفس الحرف ولجاء بناء آخرُ‏.‏

ولكن هذه الألف بمنزلة الهاء التي في درحاية وفي عفارية لأن الهاء إنما تلحق للتأنيث والحرف الذي قبلها بائن منها قد لزم ما قبله قبل أن تلحق‏.‏

وكذلك الألف التي تجيء للتأنيث إذا جاءت وحدها لأن حال الحرف الذي قبلها كحال الحرف الذي قبل الهاء والهاء لا تكون أبداً مع شيء قبلها زائد بمنزلة زيادة واحدة وإن كان ساكناً نحو ألف سِعلاة‏.‏

ولو كانت بمنزلة زيادة واحدة لم يقولوا سُعَيلِية ولكانت في التحقير ياء مجزومة كالياء التي تكون بدل ألف سِرحان إذا قلت سُرَيحين أو بمنزلة عُثمان إذا قلت عُثيمان ولكنها لحقت حرفاً جيء به ليلحق الثلاثة ببنات الأربعة‏.‏

وكذلك ألف التأنيث إذا جاءت وحدها يدلّك على ذلك تحرّك ما قبلها وحياته‏.‏

وإنما كانت هذه الأحرف الثلاثة الزوائد‏:‏ الياء والواو والألف وما بعدها بمنزلة زيادة واحدة لسكونها وضعفها فجعلتْ وما بعدها بمنزلة حرف واحد إذ كانت ميتة خفية‏.‏

ويدلك على أن الألف التي في حَولايا بمنزلة الهاء أنك تقول‏:‏ حَولائي كما تقول‏:‏ دِرحائي‏.‏

ولو كانت وما قبلها بمنزلة زيادة واحدة لم تحذف الألف كما لا تحذفها إذا قلت‏:‏ خُنفساوي‏.‏


المجلد الرابع - صفحة 2 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

المجلد الرابع - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلد الرابع   المجلد الرابع - صفحة 2 Emptyالأربعاء 11 يوليو 2018, 10:45 am

باب ما إذا طُرحت منه الزائدتان اللتان بمنزلة زيادة واحدة رجعت حرفاً
المجلد الرابع - صفحة 2 1910
وذلك قولك في رجل اسمه قاضون‏:‏ يا قاضي أقبل وفي رجل اسمه ناجيّ‏:‏ يا ناجي أقبل أظهرت الياء لحذف الواو والنون وفي رجل اسمه مُصطَفون‏:‏ يا مصطفى أقبل‏.‏

وإنما رددت هذه الحروف لأنك لم تَبن الواحد على حذفها كما بُنيت دمٌ على حذف الياء ولكنك حذفتهن لأنه لا يسكن حرفان معاً فلما ذهب في الترخيم ما حذفتهن لمكانه رجعتهن‏.‏

فحذف الواو والنون ههنا كحذفها في مسلمين لأن حذفها لم يكن إلا لأنه لا يسكن حرفان معاً والياء والألف يعني في قاضي ومصطفى تثبتان كما ثبتت الميم في مسلمين‏.‏

ومثل ذلك‏:‏ ‏"‏ غيرَ مُحِلّي الصيدِ وأنتم حُرُم ‏"‏‏.‏

وهذا قول الخليل رحمه الله‏.‏

فإذا لم تذكر الصيد قلت مُحلّي‏.‏


المجلد الرابع - صفحة 2 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

المجلد الرابع - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلد الرابع   المجلد الرابع - صفحة 2 Emptyالأربعاء 11 يوليو 2018, 10:48 am

باب يحرَّك فيه الحرف الذي يليه المحذوف
المجلد الرابع - صفحة 2 1910
وهو قولك في رجل اسمه رادٌّ‏:‏ يا رادِ أقبل‏.‏

وإنما كانت الكسرة أولى الحركات به لأنه لو لم يُدغم كان مكسوراً فلما احتجتَ إلى تحريكه كان أولى الأشياء به ما كان لازماً له لو لم يُدغم‏.‏

وأما مفرٌّ فإذا حذفت منه وهو اسم رجل لم تحرَّك الراء لأن ما قبلها متحرك‏.‏

وإن حذفت من اسم مُحمارّ أو مُضارّ قلت‏:‏ يا مُحمارِ ويا مُضارِ تجيء بالحركة التي هي له في الأصل كأنك حذفت من مُحمارر حيث لم يجز لك أن تُسكِن الراء الأولى‏.‏

ألا ترى أنك إذا احتجت إلى تحريكها والراء الآخرة ثابتة لم تحرّك إلا على الأصل وذلك قولك لم يَحمارِرْ فقد احتجت إلى تحريكها في الترخيم كما احتجت إليه هنا حين جزمت الراء الآخرة‏.‏

وإن سمّيته بمضارّ وأنت تريد المفعول قلت‏:‏ يا مُضارَ أقبل كأنك حذفت من مُضارَر‏.‏

وأما مُحمرٌّ إذا كان اسم رجل فإنك إذا رخّمته تركت الراء الأولى مجزومة لأن ما قبلها متحرك فلا تحتاج إلى حركتها‏.‏ 

ومن زعم أن الراء الأولى زائدة كزيادة الواو والياء والألف فهو لا ينبغي له أن يحذفها مع الراء الآخرة من قبل أن هذا الحرف ليس من حروف الزيادة وإنما يُزاد في التضعيف فأشبه عندهم المضاعَف الذي لا زيادة فيه نحو مرتدّ وممتدّ حين جرى مجراه ولم يجئ زائداً غير مضاعَف لأنه ليس عندهم من حروف الزيادة وإنما جاء زائداً في التضعيف لأنه إذا ضوعِف جرى مجرى المضاعَف الذي ليس فيه زيادة‏.‏

ولو جعلت هذا الحرف بمنزلة الياء والألف والواو لثبت في التحقير والجمع الذي يكون ثالثه ألفاً‏.‏

ألا ترى أنه صار بمنزلة اسم على خمسة أحرف ليس فيه زيادة نحو جردَحْل وما أشبه ذلك‏.‏

وأما رجل اسمه إسحارٌّ فإنك إذا حذفت الراء الآخرة لم يكن لك بدٌّ من أن تحرك الراء الساكنة لأنه لا يلتقي حرفان ساكنان‏.‏

وحركته الفتحة لأنه يلي الحرف الذي منه الفتحة وهو الألف‏.‏

ألا ترى أن المضاعف إذا أُدغم في موضع الجزم حُرّك آخر الحرفين لأنه لا يلتقي ساكنان وجُعل حركته كحركة أقرب المتحركات منه‏.‏

وذلك قولك‏:‏ لم يردُّ ولم يرتدّ ولم يفرّ ولم يعضّ‏.‏

فإذا كان أقرب من المتحرك إليه الحرف الذي منه الحركة المفتوحة ولا يكون ما قبله إلا مفتوحاً كان أجدرَ أن تكون حركته مفتوحة لأنه حيث قرب من الحرف الذي منه الفتحة وإن كان بينهما حرف كان مفتوحاً فإذا قرب منه هو كان أجدرَ أن تفتحه وذلك لم يُضارّ‏.‏

وكذلك تقول‏:‏ يا إسحارّ أقبل فعلت بهذه الراء ما كنت فاعلاً بالراء الآخرة لو ثبت الراءان ولم تكن الآخرة حرف الإعراب فجرى عليها ما كان جارياً على تلك كما جرى على ميم مُدّ ما كان بعد الدال الساكنة وامُدُد هو الأصل‏.‏

إن شئت فتحت اللام إذا أسكنتَ على فتحة انطلق ولم يلْدَ إذا جزموا اللام‏.‏

وزعم الخليل رحمه الله أنه سمع العرب يقولون وهو قول رجل ألا رُبّ مولود وليس له أب وذي ولد لم يلْدَهُ أبوانِ جعلوا حركته كحركة أقرب المتحركات منه‏.‏

فهذا كأينَ وكيف‏.‏

وإنما منع إسحارّا أن يكون بمنزلة مُحمارّ أن أصل محمارّ مُحمارِر يدلك على ذلك فعله إذا قلت لم يَحمارِر‏.‏

وأما إسحارٌّ فإنما هو اسم وقع مُدّغماً آخره وليس لرائه الأولى في كلامهم نصيب في الحركة ولا تقع إلا ساكنة كما أن الميم الأولى من الحُمّر والراء الأولى من شرّاب لا يقعان إلا ساكنين ليستا عندهم إلا على الإسكان في الكلام وفي الأصل‏.‏

وسنبيّن ذلك في باب التصريف إن شاء الله‏.‏


المجلد الرابع - صفحة 2 2013_110


عدل سابقا من قبل أحــمــد لــبــن AhmadLbn في الأربعاء 11 يوليو 2018, 10:54 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

المجلد الرابع - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلد الرابع   المجلد الرابع - صفحة 2 Emptyالأربعاء 11 يوليو 2018, 10:54 am

باب الترخيم في الأسماء التي كل اسم منها من شيئين كانا بائنين
المجلد الرابع - صفحة 2 1910
فضُمّ أحدهما إلى صاحبه فجُعلا اسماً واحداً بمنزلة عَنتريس وحَلكوك وذلك مثل حَضرَموت ومَعدي كَرب وبُخْتَ نصّر ومارَسَرجِس ومثل رجل اسمه خمسة عشر ومثل عمرَوَيه‏.‏

فزعم الخليل رحمه الله أنه تحذف الكلمة التي ضُمّت إلى الصدر رأساً وقال‏:‏ أراه بمنزلة الهاء‏.‏

ألا ترى أني إذا حقّرته لم أغيّر الحرف الذي يليه كما لم أغيّر الذي يلي الهاء في التحقير عن حاله التي كان عليها قبل أن يُحقَّر وذلك قولك في تَمرة تُميرَة فحال الراء واحدة‏.‏

وكذلك التحقير في حضرمَوت تقول حُضَيرَموت وقال‏:‏ أُراني إذا أضفت إلى الصدر وحذفت الآخر فأقول في مَعدي كَرب‏:‏ معديّ وأقول في الإضافة إلى أربعة عشر أربعيّ فحذف الاسم الآخر بمنزلة الهاء فهو في الموضع الذي يُحذف فيه ما يثبت في الإضافة أجدر أن يحذف إذا أردت أن ترخّم‏.‏

وهذا يدل على أن الهاء تُضمّ إلى الأسماء كما يُضمّ الاسم الآخر إلى الأول‏.‏

ألا ترى أنها لا تُلحق بنات الثلاثة بالأربعة ولا الأربعة بالخمسة كما أن هذه الأسماء الآخرة لم تُضمّ إلى الصدر لتُلحق الصدر ببنات الأربعة ولا لتُلحقه ببنات الخمسة وذلك لأنها ليست زائدات في الصدور ولا هي منها ولكنها موصولة بها وأُجريت مجرى عنتَريس ونحوه ولا يغيَّر لها بناء كما لا يغيّر لياء الإضافة أو ألف التأنيث أو لغيرهما من الزيادات‏.‏

وسترى ذلك في موضعه إن شاء الله عز وجل ذكره‏.‏

كما أن الأسماء الآخرة لم تغيّر بناء الأولى عن حالها قبل أن تُضمّ إليها لم تغيّر خمسة في خمسة عشر عن حالها‏.‏

فالهاء وهذه الأسماء الآخرة مضمومة إلى الصدور كما يُضمّ المضاف إليه إلى المضاف لأنهما كانا بائنين وُصل أحدهما بالآخر فالآخر بمنزلة المضاف إليه في أنه ليس وإذا رخّمت رجلاً اسمه خمسة عشر قلت‏:‏ يا خمسةَ أقبل وفي الوقف تبيّن الهاء -يقول لا تجعلها تاء- لأنها تلك الهاء التي كانت في خمسة قبل أن تُضمّ إليها عشرَ‏.‏

كما أنك لو سمّيت رجلاً مُسلمين قلت في الوقف‏:‏ يا مُسلِمَهْ لأن الهاء لو أبدلت منها تاء لتُلحق الثلاثة بالأربعة لم تحرّك الميم‏.‏

وأما اثنا عشر فإذا رخّمته حذفت عشر مع الألف لأن عشر بمنزلة نون مُسلمين والألف بمنزلة الواو وأمره في الإضافة والتحقير كأمر مُسلمين‏.‏

يقول‏:‏ تُلقي عشر مع الألف كما تُلقي النون مع الواو‏.‏

واعلم أن الحكاية لا ترخَّم لأنك لا تريد أن ترخّم غير منادى وليس مما يغيّره النداء وذلك نحو تأبط شراً وبرق نحرُه وما أشبه ذلك‏.‏

ولو رخّمت هذا لرخمت رجلاً يسمى بقول عنترة‏:‏ يا دار عبلةَ بالجِواء تكلّمي‏.‏


المجلد الرابع - صفحة 2 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

المجلد الرابع - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلد الرابع   المجلد الرابع - صفحة 2 Emptyالخميس 12 يوليو 2018, 5:34 pm

باب ما رخمت الشعراء في غير النداء اضطراراً
المجلد الرابع - صفحة 2 1910
قال الراجز‏:‏ وقد وسطْتُ مالِكا وحنظلا أبو حَنَش يؤرقنا وطلْقٌ وعمّارٌ وآوِنةً أُثالا يريد‏:‏ أثالة‏.‏

وقال جرير‏:‏ ألا أضحتْ حِبالكمُ رِماما وأضحت منك شاسعةً أُماما يشقّ بها العساقِل مُؤْجَداتٌ وكلُّ عرَنْدَس ينفي اللُّغاما وقال زهير‏:‏ خذوا حظّكم يا آل عِكرم واذكروا أواصِرَنا والرِّحمُ بالغيب تُذكرُ وقال آخر وهو ابن حَبْناء التميمي‏:‏ إن ابن حارثَ إن أشتَقْ لرؤيته أو أمتدِحه فإن الناس قد علموا وأما قول الأسود بن يعفر‏:‏ أودى ابنُ جُلهُمَ عبّادٌ بصرْمته إن ابن جُلهُم أمسى حيّة الوادي فإنما أراد أمه جُلهم‏.‏

والعرب يسمون المرأة جُلهم والرجل جُلهُمة‏.‏

وأما قوله وهو رجل من بني يشكر‏:‏ لها أشارير من لحم تُتَمّرُه من الثّعالي ووزخزٌ من أرانيَها ومنهلٍ ليس له حَوازق ولِضفادي جَمّه نقانقُ وإنما أراد ضفادع فلما اضطرّ إلى أن يقف آخر الاسم كره أن يقف حرفاً لا يدخله الوقف في هذا الموضع فأبدل مكانه حرفاً يوقَف في الجر والرفع‏.‏

وليس هذا لأنه حذف شيئاً فجعل الياء عوضاً منه لو كان ذلك لعوضت حارثاً الياء حيث حذفت الثاء وجعلت البقية بمنزلة اسم يتصرّف في الكلام على ثلاثة أحرف وذلك حين قلت يا حارُ‏.‏

ولو قلت هذا لقلت يا مَروي إذا أردت أن تجعل ما بقي من مروان بمنزلة ما بقي من حارث حين قلت‏:‏ يا حارُ‏.‏

هذا باب النفي بلا و‏(‏لا‏)‏ تعمل فيما بعدها فتنصبه بغير تنوين ونصبها لما بعدها كنصب إن لما بعدها‏.‏

وترك التنوين لما تعمل فيه لازم لأنها جُعلت وما عملت فيه بمنزلة اسم واحد نحو خمسة عشر وذلك لأنها لا تشبه سائر ما ينصب مما ليس باسم وهو الفعل وما أجري مجراه لأنها لا تعمل إلا في نكرة ولا وما تعمل فيه في موضع ابتداء فلما خولف بها عن حال أخواتها خولف بلفظها كما خولف بخمسة عشر‏.‏

فلا لا تعمل إلا في نكرة كما أن ربّ لا تعمل إلا في نكرة وكما أن كم لا تعمل في الخبر والاستفهام إلا في النكرة لأنك لا تذكر بعد لا إذا كانت عاملة شيئاً بعينه كما لا تذكر ذلك بعد ربّ وذلك لأن ربّ إنما هي للعدة بمنزلة كم فخولف بلفظها حين خالفت أخواتها كما خولف بأيُّهم حين خالفت الذي وكما قالوا يا الله حين خالفت ما فيه الألف واللام وسترى أيضاً نحو ذلك إن شاء الله عزّ وجلّ‏.‏

فجعلت وما بعدها كخمسة عشر في اللفظ وهي عاملة فيما بعدها كما قالوا يا ابن أم فهي مثلها في اللفظ وفي أن الأول عامل في الآخر‏.‏

وخولف بخمسة عشر لأنها إنما هي خمسة وعشرة‏.‏

فلا لا تعمل إلا في نكرة من قبل أنها جواب فيما زعم الخليل رحمه الله في قولك‏:‏ هل من عبد أو جارية فصار الجواب نكرة كما أنه لا يقع في هذه المسألة إلا نكرة‏.‏

واعلم أن لا وما عملت فيه في موضع ابتداء كما أنك إذا قلت‏:‏ هل من رجل فالكلام بمنزلة اسم مرفوع مبتدأ‏.‏

وكذلك‏:‏ ما من رجل وما من شيء والذي يُبنى عليه في زمان أو في مكان ولكنك تضمره وإن شئت أظهرته‏.‏

وكذلك لا رجل ولا شيء إنما تريد لا رجل في مكان ولا شيء في زمان‏.‏

والدليل على أن لا رجلَ في موضع اسم مبتدأ وما من رجل في موضع اسم مبتدأ في لغة بني تميم قول العرب من أهل الحجاز‏:‏ لا رجلَ أفضل منك‏.‏

وأخبرنا يونس أن من العرب من يقول‏:‏ ما من رجل أفضلُ منك وهل من رجل خيرٌ منك كأنه قال‏:‏ ما رجلٌ أفضلُ منك وهل رجلٌ خيرٌ منك‏.‏

واعلم أنك لا تفصل بين لا وبين للنفي كما لا تفصل بين من وبين ما تعمل فيه وذلك أنه لا يجوز لك أن تقول‏:‏ لا فيها رجلَ كما أنه لا يجوز لك أن تقول في الذي هو جوابه هل من فيها رجل‏.‏

ومع ذلك أنهم جعلوا لا وما بعدها بمنزلة خمسة عشر فقُبح أن يفعلوا بينهما عندهم كما لا يجوز أن يفصلوا بين خمسة وعشر بشيء من الكلام لأنها مشبهة بها‏.‏

اعلم أن التنوين يقع من المنفي في هذا الموضع إذا قلت‏:‏ لا غلامَ لك كما يقع من المضاف إلى اسم وذلك إذا قلت‏:‏ لا مثلَ زيد‏.‏

والدليل على ذلك قول العرب‏:‏ لا أبا لك ولا غلامَيْ لك ولا مُسلمَيْ لك‏.‏

وزعم الخليل رحمه الله أن النون إنما ذهبت للإضافة ولذلك ألحقت الألف التي لا تكون إلا في الإضافة‏.‏

وإنما كان ذلك من قبل أن العرب قد تقول‏:‏ لا أباك في معنى لا أبالك فعلموا أنهم لو لم يجيئوا باللام لكان التنوين ساقطاً كسقوطه في لا مثل زيد فلما جاءوا بلام الإضافة تركوا الاسم على حاله قبل أن تجيء اللام إذ كان المعنى واحداً وصارت اللام بمنزلة الاسم الذي ثُنّي به في النداء ولم يغيروا الأول عن حاله قبل أن تجيء به وذلك قولك‏:‏ يا تَيْم تَيْم عَديّ وبمنزلة الهاء إذا لحقت طلحةَ في النداء لم يغيّروا آخر طلحةَ عما كان عليه قبل أن تلحق وذلك قولهم‏:‏ كليني لهمٍّ يا أميمةَ ناصبِ ومثل هذا الكلام قول الشاعر إذا اضطُر للنابغة‏:‏ يا بؤسَ للجهل ضرّارا لأقوامِ حملوه على أن اللام لو لم تجئ لقلت يا بؤسَ الجهل‏.‏

وإنما فُعل هذا في المنفي تخفيفاً كأنهم لم يذكروا اللام كما أنهم إذ قالوا يا طلحةَ أقبلْ فكأنهم لم يذكروا الهاء وصارت اللام من الاسم بمنزلة الهاء من طلحة لا تغيّر الاسم عن حاله قبل أن تلحق كما لا تغيّر الهاء الاسمَ عن حاله قبل أن تلحق فالنفيُ في موضع تخفيف كما أن النداء في موضع تخفيف فمن ثم جاء فيه مثل ما جاء في النداء‏.‏

وإنما ذهبت النون في لا مُسلمَيْ لك على هذا المثال جعلوه بمنزلة ما لو حُذفت بعده اللام كان مضافاً إلى اسم وكان في معناه إذا ثبتت بعده اللام وذلك قولك‏:‏ لا أباك فكأنهم لو لم يجيئوا باللام قالوا لا مُسلمَيْك فعلى هذا الوجه حذفوا النون في لا مُسلمَي لك وذا تمثيلٌ وإن لم يُتكلم بلا مسلمَيْكَ‏.‏

قال مسكين الدارميّ‏:‏ وقد مات شماخٌ ومات مزَرِّدٌ وأيُّ كريمٍ لا أباكَ يمتَّعُ ويُروى‏:‏ مخلّدُ‏.‏

وتقول‏:‏ لا يَدَينِ بها لك ولا يدينِ اليوم لك إثبات النون أحسن وهو الوجه‏.‏

وذلك أنك إذا قلت‏:‏ لا يَدَيْ لك ولا أبالك فالاسمُ بمنزلة اسم ليس بينه وبين المضاف إليه شيء نحو لا مِثل زيد فكما قبح أن تقول لا مثل بها زيد فتفصل قبح أن تقول لا يَدَي بها لك ولكن تقول‏:‏ لا يَدَين بها لك ولا أبَ يوم الجمعة لك كأنك قلت‏:‏ لا يدين بها ولا أبَ يوم الجمعة ثم جعلت لك وكذلك إن لم تجعل لك خبراً ولم تفصل بينهما وجئت بلك بعد أن تضمر مكاناً وزماناً كإضمارك إذا قلت‏:‏ لا رجلَ‏.‏

ولا بأس وإن أظهرت فحسن‏.‏

ثم تقول لك لتبيّن المنفيّ عنه وربما تركتَها استغناءً بعلم المخاطب وقد تذكرها توكيداً وإن عُلم من تعني‏.‏

فكما قبح أن تفصل بين المضاف والاسم المضاف إليه قُبح أن تفصل بين لك وبين المنفي الذي قبله لأن المنفي الذي قبله إذا جعلته كأنه اسمٌ لم تفصل بينه وبين المضاف إليه بشيء قبح فيه ما قُبح في الاسم المضاف إلى اسم لم تجعل بينه وبينه شيئاً لأن اللام كأنها ههنا لم تُذكر‏.‏

ولو قلت هذا لقلت لا أخا هذينِ اليومين لك‏.‏

وهذا يجوز في الشعر لأن الشاعر إذا اضطرّ فصل بين المضاف والمضاف إليه‏.‏

قال الشاعر وهو ذو الرمة‏:‏ كأن أصواتَ من إيغالهنّ بنا أواخرِ المَيس أصواتُ الفراريجِ وإنما اختير الوجهُ الذي تثبَت فيه النون في هذا الباب كما اختير في كم إذا قلت كم بها رجلاً مصاباً وأنت تُخبر لغة من ينصب بها لئلا يفصَل بين الجار والمجرور‏:‏ ومن قال‏:‏ كم بها رجل مصاب فلم يُبالِ القبح قال‏:‏ لا يَدَيْ بها لك ولا أخا يوم الجمعة لك ولا أخا فاعلم لك‏.‏

والجرّ في كم بها رجلٍ مصابٍ وترك النون في لا يَديْ بها لك قول يونس واحتج بأن الكلام لا يستغني إذا قلت كم بها رجلٍ‏.‏

والذي يستغني به الكلام وما لا يستغني به قبحهما واحدٌ إذا فصلت بكل واحد منهما بين الجارّ والمجرور‏.‏

ألا ترى أن قبح كم بها رجلٍ مصاب كقبح رُبّ فيها رجل فلو حسن بالذي لا يستغني به الكلام لحسُن بالذي يستغني به كما أن كل مكان حسن لك أن تفصل فيه بين العامل والمعمول فيه بما يحسن عليه السكوت حسن لك أن تفصل فيه بينهما بما يقبح عليه السكوت‏.‏

وذلك قولك‏:‏ إن بها زيداً مصابٌ وإن فيها زيداً قائمٌ وكان بها زيد مصاباً وكان فيها زيدٌ مصاباً‏.‏

وإنما يفرَق بين الذي يحسُن عليه السكوت وبين الذي لا يحسن عليه في موضع غير هذا‏.‏

وإثبات النون قول الخليل رحمه الله‏.‏

وتقول‏:‏ لا غلامَينِ ولا جريتَيْ لك إذا جعلت الآخِر مضافاً ولم تجعله خبراً له وصار الأول مضمَراً له خبرٌ كأنك قلت‏:‏ لا غلامين في مِلكك ولا جاريتيْ لك كأنك قلت‏:‏ ولا جاريتَيك في التمثيل ولكنهم لا يتكلمون‏.‏

فإنما اختُصّت لا في الأب بهذا كما اختُصّ لدُن مع غُدوةَ بما ذكرت لك‏.‏

ومن كلامهم أن يجري الشيء على ما لا يستعمل في كلامهم نحو قولهم‏:‏ ملامحُ ومذاكيرُ لا يستعملون لا مَلمَحةً ولا مِذكاراً وكما جاء عذيرك على مثال ما يكون نكرة ومعرفة نحو ضَرباً وضرْبَك ولا يُتكلم به إلا معرفةً مضافة‏.‏

وسترى نحو هذا إن شاء الله‏.‏

ومنه ما قد مضى‏.‏

وإن شئت قلت‏:‏ لا غلامين ولا جريتين لك إذا جعلت لك خبراً لهما وهو قول أبي عمرو‏.‏

وكذلك إذا قلت‏:‏ لا غلامين لك وجعلت لك خبراً لأنه لا يكون إضافة وهو خبرٌ لأن المضاف يحتاج إلى الخبر مضمَراً أو مظهَراً‏.‏

ألا ترى أنه لو جاز تيمُ تَيمُ عديّ في غير النداء لم يستقم لك إلا أن تقول ذاهبون‏.‏

فإذا قلت لا أبا لك فها هنا إضمارُ مكان ولكنه تُرك استخفافاً واستغناء‏.‏

قال الشاعر وهو نهارُ بن تَوسِعة اليشكُريّ فيما جعله خبراً‏:‏ أبي الإسلامُ لا أبَ لي سواهُ إذا افتخروا بقيسٍ أو تميمِ وإذا ترك التنوين فليس الاسم مع لا بمنزلة خمسة عشر لأنه لو أراد ذلك لجعل لك خبراً وأظهر النون أو أضمر خبراً ثم جاء بعدها بلك توكيداً ولكنه أجراه مجرى ما ذكرت لك في النداء لأنه موضع حذف وتخفيف كما أن النداء كذلك‏.‏

وتقول أيضاً إن شئت‏:‏ لا غلامين ولا جاريتين لك ولا غلامين وجاريتين كأنك قلت‏:‏ لا غلامين ولا جاريتين في مكان كذا وكذا لك فجاء بلك بعد ما بنى على الكلام الأول في مكان كذا وكذا كما قال‏:‏ لا يَدَين بها لك حين صيّره كأنه جاء بلك فيه بعد ما قال لا يَدين بها في الدنيا‏.‏

واعلم أن المنفي الواحد إذا لم يك لك فإنما يُذهب منه التنوين كما أُذهب من آخر خمسة عشر كما أُذهب من المضاف‏.‏

والدليل على ذلك أن العرب تقول‏:‏ لا غلامين عندك ولا غلامين فيها ولا أبَ فيها وأثبتوا النون لأن النون لا تُحذف من الاسم الذي يُجعل وما قبله أو وما بعده بمنزلة اسم واحد‏.‏

ألا تراهم قالوا‏:‏ الذين في الدار فجعلوا الذين وما بعده من الكلام بمنزلة اسمين جُعلا اسماً واحداً ولم يحذفوا النون لأنها لا تجيء على حدّ التنوين‏.‏

ألا تراها تدخل في الألف واللام وما لا ينصرف‏.‏

وإنما صارت الأسماء حين وَلِيَت لك بمنزلة المضاف لأنهم كأنهم ألحقوا اللام بعد اسمٍ كان مضافاً كما أنك حين قلت‏:‏ يا تيمَ تيمَ عَديّ فإنما ألحقتَ الاسم اسماً كان مضافاً ولم يغيّر الثاني المعنى كما أن اللام لم تغيّر معنى لا أباكَ‏.‏

وإذا قلت‏:‏ لا أبَ فيها فليست في من الحروف التي إذا لحقتْ بعد مضاف لم تغيّر المعنى الذي كان قبل أن تلحق‏.‏

ألا ترى أن اللام لا تغيّر معنى المضاف إلى الاسم إذا صارت بينهما كما أن الاسم الذي يثنّى به لا يغيّر المعنى إذا صار بين الأول والمضاف إليه فمن ثمّ صارت اللام بمنزلة الاسم يثنّى به‏.‏

وتقول‏:‏ لا غلامَ وجارية فيها لأن لا إنما تُجعل وما تعمل فيه اسماً واحداً إذا كانت إلى جنب الاسم فكما لا يجوز أن تفصل خمسةً من عشر كذلك لم يستقم هذا لأنه مشبّه به فإذا فارقه جرى على الأصل‏.‏

قال الشاعر‏:‏ لا أبَ وابناً مثلُ مَروانَ وابنِه إذا هو بالمجد ارتدى وتأزّرا وتقول‏:‏ لا رجلَ ولا امرأةً يا فتى إذا كنت لا بمنزلتها في ليس حين تقول‏:‏ ليس لك لا رجلٌ ولا امرأة فيها‏.‏

وقال رجل من بني سُليم وهو أنس بن العبّاس‏:‏ لا نسبَ اليومَ ولا خُلةً اتّسع الخَرقُ على الراقع وتقول‏:‏ لا رجلَ ولا امرأةَ فيها فتُعيد لا الأولى كما تقول‏:‏ ليس عبد الله وليس أخوه فيها فتكون حالُ الآخرة في تثنيتها كحال الأولى‏.‏

فإن قلت‏:‏ لا غلامين ولا جاريتين لك إذا كانت الثانية هي الأولى أثبتّ النون لأن لكَ خبرٌ عنهما والنون لا تذهب إذا جعلتهما كاسم واحد لأن النون أقوى من التنوين فلم يُجروا عليها ما أجرَوا على التنوين في هذا الباب لأنه مفارِق للنون ولأنها تثبت فيما لا يَثبت فيه‏.‏

واعلم أن كل شيء حسن لك أن تُعمل فيه تُبّ حسُن لك أن تعمِل فيه لا‏.‏

وسألت الخليلَ رحمه الله عن قول العرب‏:‏ ولاسيما زيدٍ فزعم أنه مثل قولك‏:‏ ولا مثلَ زيدٍ وما لَغوٌ‏.‏

وقال‏:‏ ولاسيما زيدٌ كقولهم دعْ ما زيدٌ وكقوله‏:‏ ‏"‏ مثلاً ما بَعوضةٌ ‏"‏ فسيٌّ في هذا الموضع بمنزلة مثل فمن ثمّ عملتْ فيه لا كما تعمل رُبّ في مثل وذلك قولك‏:‏ ربّ مثلِ زيدٍ‏.‏

وقال أبو محجن الثقفي‏:‏ يا رُبّ مثلِكِ في النساء غريرةٍ بيضاءَ قد متّعْتُها بطَلاقِ ما يثبت فيه التنوين من الأسماء المنفية وذلك من قبل أن التنوين لم يصر منتهى الاسم فصار كأنه حرف قبل آخر الاسم وإنما يُحذف في النفي والنداء منتهى الاسم‏.‏

وهو قولك‏:‏ لا خيراً منه لك ولا حسَناً وجهُه لك ولا ضارباً زيداً لك لأن ما بعد حسنٍ وضاربٍ وخيرٍ صار من تمام الاسم فقبح عندهم أن يحذفوا قبل أن ينتهوا إلى منتهى الاسم لأن الحذف في النفي في أواخر الأسماء‏.‏

ومثل ذلك قولك‏:‏ لا عشرين درهماً لك‏.‏

وقال الخليل رحمه الله‏:‏ كذلك لا آمِراً بالمعروف لك إذا جعلت بالمعروف من تمام الاسم وجعلتَه متصلاً به كأنك قلت‏:‏ لا آمِراً معروفاً لك‏.‏

وإن قلت لا آمِرَ بمعروف فكأنك جئت بمعروف بعد ما بنيتَ على الأول كلاماً كقولك‏:‏ لا آمِرَ في الدار يوم الجمعة‏.‏

وإن شئت جعلته كأنك قلت‏:‏ لا آمِر يوم الجمعة فيها فيصير المبني على الأول مؤخَّراً ويكون المُلغى مقدّماً‏.‏

وكذلك لا راغباً إلى الله لك ولا مُغيراً على الأعداء لك إذا جعلت الآخِر متصلاً بالأول كاتصال منك بأفعل‏.‏

وإن جعلته منفصلاً من الأول كانفصال لك من سَقياً لك لم تنوّن لأن يصير حينئذ بمنزلة يوم الجمعة‏.‏

وإن شئت قلت‏:‏ لا آمراً يومَ الجمعة إذا نفيتَ الآمرينَ يوم الجمعة لا من سواهم من الآمرين فإذا قلت‏:‏ لا آمرَ يومَ الجمعة فأنت تنفي الآمرين كلهم ثم أعلمت في أي حين‏.‏

وإذا قلت لا ضارباً يوم الجمعة فإنما تنفي ضاربي يوم الجمعة في يومه أو في يوم غيره وتجعل يوم الجمعة فيه منتهى الاسم‏.‏

وإنما نوّنت لأنه صار منتهى الاسم اليوم كما صار ما ذكرتُ منتهى الاسم وصار التنوين كأنه زيادة في الاسم قبل آخِره نحو واو مضروب وألف مُضارب فنونت كما نونتَ في النداء كل شيء صار منتهى الاسم فيه ما بعده وليس منه‏.‏

فنوِّنْ في هذا ما نوّنتَه في النداء مما ذكرت لك إلا النكرة فإن النكرة في هذا الباب بمنزلة المعرفة في النداء‏.‏

ولا تعمل لا إلا في النكرة تُجعل معها بمنزلة خمسة عشر فالنكرة ههنا بمنزلة المعرفة هناك إلا ما ذكرت لك‏.‏


المجلد الرابع - صفحة 2 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

المجلد الرابع - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلد الرابع   المجلد الرابع - صفحة 2 Emptyالخميس 12 يوليو 2018, 5:37 pm

هذا باب وصف المنفي
المجلد الرابع - صفحة 2 1910
اعلم أنك إذا وصفت المنفي فإن شئت نونت صفةَ المنفي وهو أكثر في الكلام وإن شئت لم تنوّن‏.‏

وذلك قولك‏:‏ لا غلام ظريفاً لك ولا غلامَ ظريفَ لك‏.‏

فأما الذين نوّنوا فإنهم جعلوا الاسم ولا بمنزلة اسم واحد وجعلوا صفة المنصوب في هذا الموضع بمنزلته في غير النفي‏.‏

فإذا قلت‏:‏ لا غلامَ ظريفاً لك فأنت في الوصف الأول بالخيار ولا يكون الثاني إلا منوّناً من قبل أنه لا تكون ثلاثة أشياء منفصلة بمنزلة اسم واحد‏.‏

ومثل ذلك‏:‏ لا غلامَ فيها ظريفاً إذا جعلتَ فيها صفةً أو غير صفة‏.‏

وإن كررتَ الاسمَ فصار وصفاً فأنت فيه بالخيار إن شئت نوّنتَ وإن شئت لم تنوّن‏.‏

وذلك قولك‏:‏ لا ماءَ ماءَ بارداً ولا ماءَ ماءَ بارداً‏.‏

ولا يكون بارداً إلا منوّناً لأنه وصفٌ ثانٍ‏.‏


المجلد الرابع - صفحة 2 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

المجلد الرابع - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلد الرابع   المجلد الرابع - صفحة 2 Emptyالخميس 12 يوليو 2018, 5:40 pm

باب لا يكون الوصف فيه إلا منوناً
المجلد الرابع - صفحة 2 1910
وذلك قولك‏:‏ لا رجلَ اليوم ظريفاً ولا رجلَ فيها عاقلاً إذا جعلت فيها خبراً أو لغواً ولا رجلَ فيك راغباً من قبل أنه لا يجوز لك أن تجعل الاسم والصفة بمنزلة اسمٍ واحد وقد فصلتَ بينهما كما أنه لا يجوز لك أن تفصل بين عشر وخمسة في خمسة عشر‏.‏

ومما لا يكون الوصفُ فيه إلا منوناً قوله‏:‏ لا ماء سماءٍ لك بارداً ولا مثلَه عاقلاً من قبل أن المضاف لا يُجعل مع غيره بمنزلة خمسة عشر وإنما يذبه التنوين منه كما يذهب منه في غير هذا الموضع فمن ثمّ صار وصفُه بمنزلته في غير هذا الموضع‏.‏

ألا ترى أن هذا لو لم يكن مضافاً لم يكن إلا منوناً كما يكون في غير باب النفي وذلك قولك‏:‏ لا ضارباً زيداً لك ولا حسناً وجهَ الأخ فيها‏.‏

فإذا كففتَ التنوين وأضفت كا بمنزلته في غير هذا الباب كما كان كذلك غيرَ مضاف فلما صار التنوين إنما يُكَفّ للإضافة جرى على الأصل‏.‏

فإذا قلت‏:‏ لا ماءَ ولا لبنَ ثم وصفت اللبن فأنت بالخيار في التنوين وتركه‏.‏

فإذا جعلت الصفة للماء لم يكن الوصفُ إلا منوّناً لأنه لا يُفصَل بين الشيئين اللذين يجعلان بمنزلة اسم واحد مضمَراً أو مظهَراً لأنهما قد صارا اسماً واحداً بمنزلة زيد ويحتاجان إلى الخبر مضمَراً أو مظهَراً‏.‏

ألا ترى أنه لو جاز تَيمُ تيمُ عديّ لم يستقم إلا أن تقول ذاهبون‏.‏

فإذا قلت لا أبا لك فها هنا إضمار مكان‏.‏


المجلد الرابع - صفحة 2 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

المجلد الرابع - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلد الرابع   المجلد الرابع - صفحة 2 Emptyالخميس 12 يوليو 2018, 5:43 pm

باب لا تسقط فيه النون وإن وَلِيَتْ لك
المجلد الرابع - صفحة 2 1910
وذلك قولك‏:‏ لا غلامين ظريفين ولا مسلمين صالحين لك من قبل أن الظريفين والصالحين نعتٌ للمنفي ومن اسمه وليس واحدٌ من الاسمين ولِيَ لا ثم ولِيتَه لك ولكنه وصف وموصوف فليس للموصوف سبيل إلى الإضافة‏.‏

ولم يجئ ذلك في الوصف لأنه ليس بالمنفي وإنما هو صفة وإنما جاز التخفيف في النفي فلم يجز ذلك إلا في المنفي كما أنه يجوز في المنادى أشياء لا تجوز في وصفه من الحذف والاستخفاف‏.‏

وقد بُيّن ذلك‏.‏


المجلد الرابع - صفحة 2 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

المجلد الرابع - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلد الرابع   المجلد الرابع - صفحة 2 Emptyالخميس 12 يوليو 2018, 5:47 pm

باب ما جرى على موضع المنفي
المجلد الرابع - صفحة 2 1910
فمن ذلك قول ذي الرّمة‏:‏ بها العِينُ والآرامُ لا عِدَّ عندَها ** ولا كَرَعٌ إلا المَغاراتُ والرَّبْلُ وقال رجل من بني مَذحِج‏:‏ هذا لعَمرُكم الصَّغارُ بعينه لا أمَّ لي إن كان ذاك ولا أبُ فزعم الخليل رحمه الله أن هذا يجري على الموضع لا على الحرف الذي عمل في الاسم كما أن الشاعر حين قال‏:‏ فلسنا بالجبال ولا الحديدا أجراه على الموضع‏.‏

ومن ذلك أيضاً قول العرب‏:‏ لا مالَ له قليلٌ ولا كثير رفعوه على الموضع‏.‏

ومثل ذلك أيضاً قول العرب‏:‏ لا مثلَه أحدٌ ولا كزيد أحدٌ‏.‏

وإن شئت حملتَ الكلام على لا فنصبت‏.‏

وتقول‏:‏ لا مثلَه رجلٌ إذا حملته على الموضع كما قال بعضُ العرب‏:‏ لا حولَ ولا قوة إلا بالله‏.‏

وإن شئت حملته على لا فنوّنته ونصبته‏.‏

وإن شئت قلت‏:‏ لا مثلَه رجلاً على قوله‏:‏ لي مثلُه غلاماً‏.‏

وقال ذو الرمة‏:‏ وقال الخليل رحمه الله‏:‏ يدلك على أن لا رجلَ في موضع اسم مبتدأ مرفوع قولك‏:‏ لا رجلَ أفضلُ منك كأنك قلت‏:‏ زيدٌ أفضل منك‏.‏

ومثل ذلك‏:‏ بحَسبك قول السّوْء كأنك قلت‏:‏ حسبك قولُ السّوْء‏.‏

وقال الخليل رحمه الله‏:‏ كأنك قلت‏:‏ رجلٌ أفضل منك حين مثّله‏.‏

وأما قول جرير‏:‏ يا صاحبَيّ دنا الرّواحُ فسِيرا لا كالعشيةِ زائراً ومَزورا فلا يكون إلا نصباً من قبل أن العشية ليست بالزائر وإنما أراد‏:‏ لا أرى كالعشية زائراً كما تقول‏:‏ ما رأيت كاليوم رجلاً فكاليوم كقولك في اليوم لأن الكاف ليست باسم‏.‏

وفيه معنى التعجب كما قال‏:‏ تالله رجلاً وسبحان الله رجلاً وإنما أراد‏:‏ تالله ما رأيت رجلاً ولكنه يترك الإظهار استغناءً لأن المخاطَب يعلم أن هذا الموضع إنما يضمَر فيه هذا الفعل لكثرة استعمالهم إياه‏.‏

وتقول‏:‏ لا كالعشية عشيةٌ ولا كزيد رجلٌ لأن الآخِر هو الأول ولأن زيداً رجل وصار لا كزيد كأنك قلت‏:‏ لا أحدَ كزيد ثم قلت رجلٌ كما تقول‏:‏ لا مال له قليلٌ ولا كثير على الموضع‏.‏

قال الشاعر امرؤ القيس‏:‏ كأنه قال‏:‏ ولا شيء كهذا ورفع على ما ذكرتُ لك‏.‏

وإن شئت نصبته على نصبه‏:‏ فهل في مَعدّ فوق ذلك مِرفَدا كأنه قال‏:‏ لا أحدَ كزيد رجلاً وحمل الرجل على زيد كما حمل المرفد على ذلك‏.‏

وإن شئت نصبتَه على ما نصبتَ عليه لا مال له قليلاً ولا كثيراً‏.‏

ونظير لا كزيد في حذفهم الاسم قولُهم‏:‏ لا عليك وإنما يريد‏:‏ لا بأس عليك ولا شيء عليك ولكنه حذف لكثرة استعمالهم إياه‏.‏


المجلد الرابع - صفحة 2 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

المجلد الرابع - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلد الرابع   المجلد الرابع - صفحة 2 Emptyالخميس 12 يوليو 2018, 5:53 pm

باب ما لا تُغيّر فيه لا الأسماء عن حالها التي كانت عليها قبل أن تدخل لا
المجلد الرابع - صفحة 2 1910
ولا يجوز ذلك إلا أن تُعيد لا الثانية من قبل أنه جواب لقوله‏:‏ أغلامٌ عندك أم جارية إذا ادّعيتَ أن أحدهما عنده‏.‏

ولا يحسن إلا أن تُعيد لا كما أنه لا يحسن إذا أردت المعنى الذي تكون فيه أم إلا أن تذكرها مع اسم بعدها‏.‏

وإذا قال لا غلامَ فإنما هي جوابٌ لقوله‏:‏ هل من غلام وعملتْ لا فيما بعدها وإن كان في موضع ابتداء كما عملتْ مِن في الغلام وإن كان في موضع ابتداء‏.‏

فمما لا يتغير عن حاله قبل أن تدخل عليه لا قولُ الله عز وجلّ ذكره‏:‏ ‏"‏ لا خوفَ عليهم ولا هُم يحزنون ‏"‏‏.‏

وقال الشاعر الراعي‏:‏ وما صرَمْتُكِ حتى قلتِ مُعلنةً لا ناقةٌ ليَ في هذا ولا جملُ وقد جُعلت وليس ذلك بالأكثر بمنزلة ليس‏.‏

وإن جعلتها بمنزلة ليس كانت حالُها كحال لا في أنها في موضع ابتداء وأنها لا تعمل في معرفة‏.‏

فمن ذلك قول سعد بن مالك‏:‏ مَن صدّ عن نيرانها فأنا ابنُ قيسٍ لا بَراحُ واعلم أن المعارف لا تجري مجرى النكرة في هذا الباب لأن لا لا تعمل في معرفة أبداً‏.‏

فأما قول الشاعر‏:‏ لا هيثَمَ الليلةَ للمَطيّ فإنه جعله نكرة كأنه قال‏:‏ لا هيثمَ من الهيثمَين‏.‏

ومثل ذلك‏:‏ لا بضرةَ لكم‏.‏

وقال ابن الزبير الأسدي‏:‏ أرى الحاجاتِ عند أبي خُبَيبٍ نكِدْنَ ولا أميّةَ بالبلادِ وتقول‏:‏ قضية ولا أبا حسن تجعله نكرة‏.‏

قلت‏:‏ فكيف يكون هذا وإنما أراد عليّا رضي الله عنه فقال‏:‏ لأنه لا يجوز لك أن تعمِل لا في معرفة وإنما تعملها في النكرة فإذا جعلت أبا حسنٍ نكرة حسن لك أن تعمِل لا وعلم المخاطَب أنه قد دخل في هؤلاء المنكورين عليٌّ وأنه قد غُيِّب عنها‏.‏

فإن قلت‏:‏ إنه لم يُردْ أن ينفي كل من اسمُه علي فإنما أراد أن ينفي منكورين كلهم في قضيته مثلُ عليّ كأنه قال‏:‏ لا أمثالَ عليّ لهذه القضية ودلّ هذا الكلام على أنه ليس لها عليّ وأنه قد غيّب عنها‏.‏

وإن جعلته نكرةً ورفعته كما رفعت لا بَراحُ فجائز‏.‏

ومثله قول الشاعر مُزاحم العُقَيلي‏:‏ فرَطْنَ فلا ردّ لما بُتّ وانقضى ولكن بغوضٌ أن يقالَ عديمُ وقد يجوز في الشعر رفع المعرفة ولا تثنى لا‏.‏

قال الشاعر‏:‏ بكتْ جزعاً واسترجعت ثم آذنتْ ركائبها أن لا إلينا رجوعُها واعلم أنك إذا فصلت بين لا وبين الاسم بحشو لم يحسن إلا أن تعيد لا الثانية لأنه جُعل جواب‏:‏ أذا عندك أم ذا ولم تُجعل لا في هذا الموضع بمنزلة ليس وذلك لأنهم جعلوها إذا رفعتْ مثلها إذا نصبتْ لا تفصل لأنها ليست بفعل‏.‏

فمما فُصل بينه وبين لا بحشوٍ قوله جل ثناؤه‏:‏ ‏"‏ لا فيها غَوْلٌ ولا هم عنها يُنزَفون ‏"‏‏.‏

ولا يجوز لا فيها أحد إلا ضعيفاً ولا يحسن لا فيك خيرٌ فإن تكلّمت به لم يكن إلا رفعاً لأن لا لا تعمل إذا فُصل بينها وبين الاسم رافعةً ولا ناصبة لما ذكرت لك‏.‏

وتقول‏:‏ لا أحد أفضل منك إذا جعلته خبراً وكذلك‏:‏ لا أحدَ خيرٌ منك‏:‏ قال الشاعر‏:‏ وردّ جازرُهم حَرفاً مُصَرّمةً ولا كريمَ من الوِلدان مصبوحُ لما صار خبراً جرى على الموضع لأنه ليس بوصف ولا محمول على لا فجرى مجرى‏:‏ لا أحدَ فيها إلا زيد‏.‏

وإن شئت قلت‏:‏ لا أحدٌ أفضلَ منك في قول من جعلها كليس ويُجريها مجراها ناصبة في المواضع وفيما يجوز أن يُحمَل عليها‏.‏

ولم تُجعل لا التي كليس مع ما بعدها كاسم واحد لئلا يكون الرافع كالناصب‏.‏

وليس أيضاً كل شيء يخالف بلفظه يجري مجرى ما كان في معناه‏.‏


المجلد الرابع - صفحة 2 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

المجلد الرابع - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلد الرابع   المجلد الرابع - صفحة 2 Emptyالخميس 12 يوليو 2018, 5:55 pm

باب لا تجوز فيه المعرفة إلا أن تُحمَل على الموضع
المجلد الرابع - صفحة 2 1910
لأنه لا يجوز للا أن تعمل في معرفة كما لا يجوز ذلك لربّ فمن ذلك قولك‏:‏ لا غلام لك ولا العبّاسُ‏.‏

فإن قلت‏:‏ أحملُه على لا فإنه ينبغي لك أن تقول‏:‏ ربّ غلامٍ لك والعباس وكذلك لا غلام لك وأخوه‏.‏

فأما من قال‏:‏ كلَّ شاة وسخلتِها بدرهم فإنه ينبغي له أن يقول‏:‏ لا رجلَ لك وأخاه لأنه كأنه قال‏:‏ لا رجلَ لك وأخاً له‏.‏


المجلد الرابع - صفحة 2 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

المجلد الرابع - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلد الرابع   المجلد الرابع - صفحة 2 Emptyالخميس 12 يوليو 2018, 6:02 pm

باب ما إذا لحقته لا لم تغيره عن حاله التي كان عليها قبل أن تلحق
المجلد الرابع - صفحة 2 1910
وذلك لأنها لحقت ما قد عمل فيه غيرُها كما أنها إذا لحقت الأفعال التي هي بدل منها لم تغيّرها عن حالها التي كانت عليها قبل أن تلحق‏.‏

ولا يلزمك في هذا الباب تثنية لا كما لا تثنّي لا في الأفعال التي هي بدل منها‏.‏

وذلك قولك‏:‏ لا مرحَباً ولا أهلاً ولا كرامةً ولا مسرّةً ولا شللاً ولا سقياً ولا رَعياً ولا هنيئاً ولا مريئاً صارت لا مع هذه الأسماء بمنزلة اسم منصوب ليس معه لا لأنها أجريت مجراها قبل أن تلحق لا‏.‏

ومثل ذلك‏:‏ لا سلامٌ عليك لم تغيّر الكلام عما كان عليه قبل أن تلحق‏.‏

وقال جرير‏:‏ ونُبّئتُ جوّاباً وسَكناً يسبّني وعمرو بن عفرا لا سلامٌ على عمرِو فلم يلزمك في ذا تثنية لا كما لم يلزمك ذلك في الفعل الذي فيه معناه وذلك لا سلّم الله عليه‏.‏

فدخلتْ في ذا الباب لتنفي ما كان دُعاء كما دخلت على الفعل الذي هو بدلٌ من لفظه‏.‏

 ومثلُ لا سلامٌ على عمرو‏:‏ لا بك السّوْء لأن معناه لا ساءك الله‏.‏

ومما جرى مجرى الدعاء مما هو تطلُّقٌ عند طلب الحاجة وبشاشة نحو كرامةً ومسرّةً ونُعمةَ عين‏.‏

فدخلتْ على هذا كما دخلتْ على قوله‏:‏ ولا أُكرمُك ولا أسُرّك ولا أُنعمُك عيناً‏.‏

ولو قبح دخولها هنا لقبح في الاسم كما قبح في لا ضَرباً لأنه لا يجوز‏:‏ لا اضربْ في الأمر‏.‏

وقد دخلت في موضع غير هذا فلم تغيّره عن حاله قبل أن تدخله وذلك قولهم‏:‏ لا سَواء وإنما دخلت لا هنا لأنها عاقبت ما ارتفعتْ عليه سواء‏.‏

ألا ترى أنك لا تقول هذان لا سواءٌ فجاز هذا كما جاز‏:‏ لا ها اللهِ ذا حين عاقبتْ ولم يجز ذكر الواو‏.‏

وقالوا‏:‏ لا نَوْلك أن تفعل لأنهم جعلوه معاقِباً لقوله‏:‏ لا ينبغي أن تفعل كذا وكذا وصار بدلاً منه فدخل فيه ما دخل في ينبغي كما دخل في لا سلامٌ ما دخل في سلّم‏.‏

واعلم أن لا قد تكون في بعض المواضع بمنزلة اسم واحد هي والمضاف إليه ليس معه شيء وذلك نحو قولك‏:‏ أخذتَه بلا ذَنب وأخذته بلا شيء وغضبتَ من لا شيء وذهبتَ بلا عتاد والمعنى معنى ذهبت بغير عتاد وأخذتَه بغير ذنب إذا لم ترد أن تجعل غيراً شيئاً أخذه ومثل ذاك قولك للرجل‏:‏ أجئتَنا بغير شيء أي رائقاً‏.‏

وتقول إذا قلّلتَ الشيءَ أو صغّرتَ أمره‏:‏ ما كان إلا كلا شيء وإنك ولا شيئاً سواءٌ‏.‏

ومن هذا النحو قول الشاعر وهو أبو الطّفيل‏:‏ تركتَني حين لا مالٍ أعيشُ به وحين جُنّ زمانُ الناس أو كَلِبا والرفع عربي على قوله‏:‏ حين لا مُستَصْرَخُ و‏:‏ لا بَراحُ والنصبُ أجودُ وأكثر من الرفع لأنك إذا قلت لا غلامَ فهي أكثر من الرافعة التي بمنزلة ليس‏.‏

قال الشاعر وهو العجّاج‏:‏ حنّت قَلوصي حين لا حينَ مَحَنّْ وأما قول جرير‏:‏ ما بالُ جهلِك بعد الحِلم والدين وقد علاكَ مَشيبٌ حين لا حينِ فإنما هو حينَ حينٍ ولا بمنزلة ما إذا أُلغيتْ‏.‏

واعلم أنه قبيح أن تقول‏:‏ مررتُ برجل لا فارسٍ حتى تقول‏:‏ لا فارسٍ ولا شجاع‏.‏

ومثلُ ذلك‏:‏ هذا زيدٌ لا فارساً لا يحسن حتى تقول‏:‏ لا فارساً ولا شجاعاً‏.‏

وذلك أنه جوابٌ لمن قال أو لمن تجعله ممن قال‏:‏ أبرجلٍ شجاع مررتَ أم بفارسٍ وكقوله‏:‏ أفارسٌ زيدٌ أم شجاع وقد يجوز على ضعفه في الشعر‏.‏

قال رجلٌ من بني سَلول‏:‏ وأنتَ امرؤٌ منا خُلقتَ لغيرنا حياتُك لا نفعٌ وموتُك فاجِعُ فكذلك هذه الصفات وما جعلته خبراً للأسماء نحو‏:‏ زيدٌ لا فارسٌ ولا شجاع‏.‏

واعلم أن لا في الاستفهام تعمل فيما بعدها كما تعمل فيه إذا كانت في الخبر فمن ذلك قوله البيت لحسّان بن ثابت‏:‏ ألا طِعانَ ولا فُرسانَ عاديةً إلا تَجشّؤُكم عند التنانيرِ وقال في مثل‏:‏ أفلا قُماصَ بالعَير‏.‏

ومن قال‏:‏ لا غلام ولا جارية قال‏:‏ ألا غلامٌ وألا جارية‏.‏

واعلم أن لا إذا كانت مع ألف الاستفهام ودخل فيها معنى التمني عملتْ فيما بعدها فنصبته ولا يحسن لها أن تعمل في هذا الموضع إلا فيما تعمل فيه في الخبر وتسقط النون والتنوين في التمني كما سقطا في الخبر‏.‏

فمن ذلك‏:‏ ألا غلامَ لي وألا ماءَ بارداً‏.‏

ومن قال‏:‏ لا ماءَ باردَ قال‏:‏ ألا ماء باردَ‏.‏

وتقول‏:‏ ألا غلامين أو جاريتين لك كما تقول‏:‏ لا غلامين وجاريتين لك‏.‏

وتقول‏:‏ ألا ماءَ ولبناً كما قلت‏:‏ لا غلامَ وجاريةً لك تُجريها مجرى لا ناصبة في جميع ما ذكرتُ لك‏.‏

وسألت الخليل رحمه الله عن قوله‏:‏ ألا رجلاً جزاه الله خيراً يدلّ على محصلةٍ تبيتُ فزعم أنه ليس على التمني ولكنه بمنزلة قول الرجل‏:‏ فهلاّ خيراً من ذلك كأنه قال‏:‏ ألا تُروني رجلاً جزاه الله خيراً‏.‏

وأما يونس فزعم أنه نوّن مضطراً وزعم أن قوله‏:‏ لا نسبَ اليومَ ولا خُلّةً على الاضطرار‏.‏

وأما غيره فوجّهه على ما ذكرتُ لك‏.‏

والذي قال مذهب‏.‏

ولا يكون الرفع في هذا الموضع لأنه ليس بجواب لقوله‏:‏ أذا عندك أم ذا وليس في ذا الموضع معنى ليس‏.‏

وتقول‏:‏ ألا ماء وعسلاً بارداً حلواً لا يكون في الصفة إلا التنوين لأنك فصلت بين الاسم والصفة حين جعلتَ البرد للماء والحلاوةَ للعسل‏.‏

ومن قال‏:‏ لا غلامَ أفضلُ منك لم يقل في ألا غلامَ أفضلَ منك إلا بالنصيب لأنه دخل فيه معنى التمني وصار مستغنياً عن الخبر كاستغناء اللهمّ غلاماً ومعناه اللهم هب لي غلاماً‏.‏



المجلد الرابع - صفحة 2 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

المجلد الرابع - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلد الرابع   المجلد الرابع - صفحة 2 Emptyالخميس 12 يوليو 2018, 6:04 pm

  هذا باب الاستثناء
المجلد الرابع - صفحة 2 1910
فحرفُ الاستثناء إلا‏.‏

وما جاء من الأسماء فيه معنى إلا فغيرٌ وسوًى‏.‏

وما جاء من الأفعال فيه معنى إلا فلا يكون وليس وعدا وخلا‏.‏

وما فيه ذلك المعنى من حروف الإضافة وليس باسم فحاشى وخلا في بعض اللغات‏.‏

وسأبين لك أحوال هذه الحروف إن شاء الله عز وجل الأولَ فالأول‏.‏


المجلد الرابع - صفحة 2 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

المجلد الرابع - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلد الرابع   المجلد الرابع - صفحة 2 Emptyالخميس 12 يوليو 2018, 6:06 pm

باب ما يكون استثناء بإلا
المجلد الرابع - صفحة 2 1910
اعلم أن إلا يكون الاسم بعدها على وجهين‏:‏ فأحدُ الوجهين أن لا تغير الاسم عن الحال التي كان عليها قبل أن تلحق كما أن لا حين قلت‏:‏ لا مرحباً ولا سلامٌ لم تغيّر الاسم عن حاله قبل أن تلحق فكذلك إلا ولكنها تجيء لمعنى كما تجيء لا لمعنى‏.‏

والوجه الآخر أن يكون الاسم بعدها خارجاً مما دخل فيه ما قبله عاملاً فيه ما قبله من الكلام كما تعمل عشرون فيما بعدها إذا قلت عشرون درهماً‏.‏

فأما الوجه الذي يكون فيه الاسم بمنزلته قبل أن تلحق إلا فهو أن تُدخل الاسم في شيء تنفي عنه ما سواه وذلك قوله‏:‏ ما أتاني إلا زيدٌ وما لقيتُ إلا زيداً وما مررتُ إلا بزيدٍ تُجري الاسم مجراه إذا قلت ما أتاني زيدٌ وما لقيتُ زيداً وما مررتُ بزيد ولكنك أدخلت إلا لتوجب الأفعال لهذه الأسماء ولتنفي ما سواها فصارت هذه الأسماء مُستثناة‏.‏

فليس في هذه الأسماء في هذا الموضع وجه سوى أن تكون على حالها قبل أن تلحق إلا لأنها بعد إلا محمولة على ما يجرّ ويرفع وينصب كما كانت محمولة عليه قبل أن تلحق إلا ولم تشغل عنها قبل أن تلحق إلا الفعلَ بغيرها‏.‏


المجلد الرابع - صفحة 2 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

المجلد الرابع - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلد الرابع   المجلد الرابع - صفحة 2 Emptyالخميس 12 يوليو 2018, 6:11 pm

باب ما يكون المستثنى فيه بدلاً مما نفى عنه ما أُدخل فيه
المجلد الرابع - صفحة 2 1910
وذلك قولك‏:‏ ما أتاني أحدٌ إلا زيدٌ وما مررتُ بأحدٍ إلا زيدٍ وما رأيتُ أحداً إلا زيداً جعلت المستثنى بدلاً من الأول فكأنك قلت‏:‏ ما مررتُ إلا بزيدٍ وما أتاني إلا زيدٌ وما لقيتُ إلا زيداً‏.‏

كما أنك إذا قلت‏:‏ مررت برجلٍ زيدٍ فكأنك قلت‏:‏ مررتُ بزيدٍ‏.‏

فهذا وجه الكلام أن تجعل المستثنى بدلاً من الذي قبله لأنك تُدخله فيما أخرجتَ منه الأول‏.‏

ومن ذلك قولك‏:‏ ما أتاني القومُ إلا عمرو وما فيها القومُ إلا زيدُ وليس فيها القوم إلا أخوك ومن قال‏:‏ ما أتاني القومُ إلا أباك لأنه بمنزلة أتاني القومُ إلا أباك فإنه ينبغي له أن يقول‏:‏ ‏"‏ ما فعلوه إلا قليلاً منهم ‏"‏‏.‏

وحدّثني يونس أن أبا عمرو كان يقول‏:‏ الوجهُ ما أتاني القومُ إلا عبد الله‏.‏

ولو كان هذا بمنزلة أتاني القوم لما جاز أن تقول‏:‏ ما أتاني أحد كما أنه لا يجوز أتاني أحدٌ ولكن المستثنى في هذا الموضع مبدَلٌ من الاسم الأول ولو كان من قبل الجماعة لما قلت‏:‏ ‏"‏ ولم يكنْ لهم شُهداءُ إلا أنفسُهُم ‏"‏ ولكان ينبغي له أن يقول ما أتاني أحدٌ إلا قد قال ذاك إلا زيد لأنه ذكر واحداً‏.‏ 

ومن ذلك أيضاً‏:‏ ما فيهم أحدٌ اتخذتُ عنده يداً إلا زيدٌ وما فيهم خيرٌ إلا زيدٌ إذا كان زيد هو الخير‏.‏

وتقول‏:‏ ما مررتُ بأحد يقول ذاك إلا عبدِ الله وما رأيت أحداً يقول ذاك إلا عبد الله وما رأيت أحداً يقول ذاك إلا زيداً‏.‏

هذا وجه الكلام‏.‏

وإن حملتَه على الإضمار الذي في الفعل فقلت‏:‏ ما رأيت أحداً يقول ذاك إلا زيد ورفعت فجائز حسن‏.‏

وكذلك ما علمت أحداً يقول ذاك إلا زيداً‏.‏

وإن شئت رفعت فعربيّ‏.‏

قال الشاعر وهو عديّ بن زيد‏:‏ في ليلةٍ لا نرى بها أحداً يحكي علينا إلا كواكبُها وكذلك ما أظن أحداً يقول ذاك إلا زيداً‏.‏

وإن رفعتَ فجائز حسن‏.‏

وكذلك ما علمت أحداً وإنما اختير النصبُ هنا لأنهم أرادوا أن يجعلوا المستثنى بمنزلة المبدَل منه وأن لا يكون بدلاً إلا من منفيّ فالمبدَل منه منصوب منفي ومضمَره مرفوع فأرادوا أن يجعلوا المستثنى بدلاً منه لأنه هو المنفي وهذا وصف أو خبر وقد تكلموا بالآخر لأن معناه النفي إذا كان وصفاً لمنفي كما قالوا‏:‏ قد عرفت زيدٌ أبو مَن هو لما ذكرتُ لك لأن معناه معنى المستفهَم عنه‏.‏

وقد يجوز‏:‏ ما أظن أحداً فيها إلا زيدٌ ولا أحدَ منهم اتخذتُ عنده يداً إلا زيدٍ على قوله‏:‏ إلا كواكبُها‏.‏

وتقول‏:‏ ما ضربتُ أحداً يقول ذاك إلا زيداً لا يكون في ذا إلا النصب وذلك لأنك أردت في هذا الموضع أن تخبر بموقوع فعلِك ولم ترد أن تخبر أنه ليس يقول ذاك إلا زيد ولكنك أخبرت أنك ضربت ممن يقول ذاك زيداً‏.‏

والمعنى في الأول أنك أردت أنه ليس يقول ذاك إلا زيدٌ ولكنك قلت رأيتُ أو ظننت أو نحوهما لتجعل ذلك فيما رأيت وفيما ظننت‏.‏

ولو جعلت رأيت رؤية العين كان بمنزلة ضربت‏.‏

قال الخليل رحمه الله‏:‏ ألا ترى أنك تقول‏:‏ ما رأيته يقول ذاك إلا زيد وما ظننته يقوله إلا عمرو‏.‏

فهذا يدلك على أنك إنما انتحيت على القول ولم ترد أن تجعل عبد الله موضعَ فعل كضربتُ وقتلت ولكنه فعلٌ بمنزلة ليس يجيء لمعنى وإنما يدل على ما في علمك‏.‏ 

وتقول‏:‏ قلّ رجلٌ يقول ذاك إلا زيدٌ فليس زيدٌ بدلاً من الرجل في قلّ ولكن قلّ رجلٌ في موضع أقلُّ رجل ومعناه كمعناه‏.‏
وأقلّ رجلٍ مبتدأ مبنيّ عليه والمستثنى بدل منه لأنك تُدخله في شيء تُخرج منه مَن سواه‏.‏

وكذلك أقلّ من يقول ذلك وقلّ من يقول ذاك إذا جعلتَ مَن بمنزلة رجلٍ‏.‏

حدّثنا بذلك يونس عن العرب يجعلونه نكرة كما قال‏:‏ ربّ ما تكره النفوسُ مِن الأ مر له فَرجةٌ كحلِّ العِقالِ فجعل ما نكرة‏.‏

(بحمد الله وتوفيقه انتهى نسخ وتنسيق المجلد الثالث)
بواسطة إدارة منتدى (إنما المؤمنون إخوة)


المجلد الرابع - صفحة 2 2013_110


عدل سابقا من قبل أحــمــد لــبــن AhmadLbn في الخميس 30 أغسطس 2018, 7:12 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
المجلد الرابع
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 2 من اصل 4انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4  الصفحة التالية
 مواضيع مماثلة
-
» المجلد الرابع
» المجلد الأول
» المجلد الثاني
» فتاوى دار الإفتاء المصرية: المجلد الرابع
» المجلد الثالث

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الـثـقــافـــــــــة والإعـــــــــلام :: كـتــــاب سـيـبـويــــــه-
انتقل الى: