| الخطوات السَّبعة للشفاء | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| |
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: الخطوات السَّبعة للشفاء الأحد 24 يونيو 2018, 10:55 am | |
| دورة إدمان الإبَاحِيَّة وكيفية قطعها لماذا تعتبر الإبَاحِيَّة نوع من الإدمان؟ وكيف نوقف هذا السلوك؟ مشاهدة المواد الإبَاحِيَّة = إنتاج الدماغ لمواد كيميائية تُشعرك بأنك على نحو جيد (رغم زيف الشعور طبعًا).
سأعرض عليكم الآن "دورة الإدمان"... دورة الإدمان: • الوقت الذي تكون فيه غير مُحصَّن ومُستضعف: حين تكون بالبيت وحيداً أو مُتعباً أو مُرهقاً أرهاقاً شديداً.
• المُثيرات: مشاهدة لأشياء مُثيرة / شعورك باستثارة جسدية ذاتية.
• العاطفة: الفُضول، الإثارة.
• التفكير وأنت تتساءل: ماذا لو، لماذا لا؟
• إفراز المواد الكيميائية: الجسم والعقل يبدآن في التغيُّر تأثراً بهذه المواد الكيميائية.
• لُغة الجسد: يبدأ معدل ضربات القلب في الارتفاع، العيون تتسع، العضلات تتقلّص.
• التفكير للمرة الثانية (المعركة): معركة تدور داخلك فتقول: أنا حقاً لا ينبغي عليَّ أن أفعل ذلك، ولكن هذا من شأنه أن يُشعرني بشعور جيد جداً (بداية الوهم).
• الفرضية / الاعتقاد: وتتساءل طالما أنني قد حاولت مرات عديدة لتركها من قبل ولم أستطع لذلك لماذا أحاول؟ (تأسيس الوهم وتبريره).
• الاستجابة: على الأرجح تكون بالاستسلام. (الإقرار بالوهم كأنه حقيقة مُسَلّمٌ بها والتصرُّف الخاطئ).
• النَّدم: ماذا فعلت؟ (الاستيقاظ من الغفلة والوهم على الواقع الحقيقي أنك أنت السبب الوحيد للمشكلة).
• وتتكرَّر الدورة السابقة في كل مرَّة إلا مَنْ رحم ربي وهدى.
هذه هي دورة إدمان الإبَاحِيَّة بكل اختصار.
السؤال: أليس هذا الذي يحدث لك في كل مرة تقوم فيها بالغرق في هذا المُستنقع المُحَرَّم؟
الإجابة: نعم.
هذه الدورة متعلّقة بإدمانك. |
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: الخطوات السَّبعة للشفاء الأحد 24 يونيو 2018, 10:58 am | |
| إذاً ما الحل؟ الخطوة الأولى في الحل هي معرفتك وتسليمك بأن هناك مشكلة وأنك مُدمن للإباحية.
ثم الخطوة الثانية عليك أن تقبل بأن تبدأ في العلاج.
ثم قبل البداية عليك أولاً أن تستعين بالله.
ألست تقرأ الفاتحة سبع عشرة مرة في اليوم والليلة أثناء صلواتك المكتوبة وتقول فيها: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وأياكَ نَسْتَعِينُ)؟
أي لا أعبد إلا إياك ولا أستعين إلا بك؟ استحضر هذا المعنى دوماً في صلاتك.
ثم عليك أن تستعين بالأسباب التي خلقها الله سبحانه ومن ذلك طرق علاج الإدمان التي نقدمها لك هنا عسى الله أن ينفع بها.
إن الهدف يتمثَّل في قطع تلك الدورة في بداية حدوثها بأي شكل وبأي طريقة.
* دوماً كن محصناً.
* لا تجلس وحدك في مكان مُغلق.
* كن حذراً عندما تكون مُجهداً أو حزيناً أو مهموماً.
* كن حذراً وأنت جائع -الجوع خلاف الصيام فأنتبه- وذلك لأنك في هذه المواقف تكون عُرضةً أكثر للدخول في دورة الإدمان والاستسلام.
* كن دوماً على طهارة، واظب على فعل الخيرات وعلى رأسها الصلاة.
* اشغل وقتك بكل نافع ومُفيد، وبإذن الله ستنجو في وقت قصير وأسرع مِمَّا كنت تتصوَّر بعون الله وفضله ومَنِّهِ.
* ضع أمامك في كل وقت قول المولى عز وجل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إليه الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) المائدة الآية: 35.
كيفية تقييم آثار إدمان الإبَاحِيَّة على نفسك؟ تقييم آثار إدمان الإبَاحِيَّة على نفسك... لكي تقوم بعمل تقييم وتقدير لآثار إدمان الإبَاحِيَّة عليك تقييمها من خلال هذه النواحي التالي ذكرها.
تقييم وتقدير آثار إدمان الإبَاحِيَّة عليك: • الناحية العاطفية: تقلّب المزاج، والغضب، والقلق... الخ.
• من ناحية العلاقات العامة والأسرية / الحياة الاجتماعية: الزوجة، الأطفال، الأسرة والأصدقاء، وزملاء العمل.
• الناحية الإيمانية / الروحانية: الشعور بالضياع، وإضاعة الحياة، فقدان الهدف.
• الناحية المادية: إضاعة المال، والفشل في الكسب، وفقدان فرص العمل.
• من ناحية العمل أو المدرسة أو الجامعة: انخفاض في الأداء والشعور بعدم الرضا وبعدم التوازن في الحياة.
• من ناحية أعراض الانسحاب: وهي عديدة (للاستزادة اقرأ مقالة: "أعراض تنتابك عند الإقلاع عن إدمان الإبَاحِيَّة").
• من ناحية الرَّغبة: انخفاض الدافع للعلاقة الحميمية، وعدم القدرة على الحفاظ على العلاقة الحميمية الصحية مع شريك حياتك (الزوج / الزوجة).
امسك بورقة وقلم الآن واكتب كيف أثَّرت الإبَاحِيَّة عليك من خلال تلك النواحي السابقة.
اكتب كل صغيرة وكبيرة في عصف ذهني شديد وواسع وتفصيلي حتى تشعر بحقيقة الخسائر التي سبَّبها لك هذا الإدمان.
رَكِّز وتحقَّق من الخسائر حتى تنهمر الدموع من عينيك حُزناً على ما فات ورغبة في الرُّجوع إلى الله الذي يفرح بتوبة عباده.
اكتب كل شيء حتى توقن أن هؤلاء الفُسَّاق أضاعوا أعمار البشر وأتلفوا عقولهم ودمَّروا حياتهم وفكَّكُوا أسَرَاً بأكملها.
اكتب حتى تتضح أمامك صفات الطريق الذي تسلكه فتعود لتملك زمام نفسك وتقودها إلى الخير فتعود إلى أولادك وزوجتك زوجاً حميماً وأباً عطوفاً رحيماً، وتعود إنساناً منشرح الصدر رائق البال هادئاً مطمئناً تُحدّد هدفك في الحياة رضا الرحمن فتفوز في الدنيا والآخرة بإذنه وتصبح فرداً متميّزاً في عملك، وفي دراستك، مميَّزاً عند الله جل وعلا.
اكتب ولا تمل.
وتَذَكَّرْ قوله تعالى: (وَاللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا (28) يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ وَخُلِقَ الإنسان ضَعِيفًا (29) النّسَاء الآيات: 28-29.
أما آن لك أن تُغادر ذلك النَّفق؟
عليك التركيز على جذور المشكلة وتحديد الاعتقادات غير الصحية، فلعلك دوماً تُخاطب نفسك وتقول: أنا وحدي ولا أحد يفهمني، لا أحد لديه مشكلة مثلي، أنا أستحق ما يحصل لي، أنا لست قوياً بما يكفي لإنهاء إدماني للإباحية، أنا شخص سيء، لا أحد يريدني.. أليس كذلك؟.
عليك تحديد تلك الاعتقادات غير الصحية: • حدّد ما تعتقده (ليس سهلاً أن تقوم بتحديده كما تذكره لنفسك، انغمس في أعماق نفسك، حاول أن تذكر تلك الاعتقادات وتقف عليها ثم تلفظها بلسانك) مرة واحدة أخرى أعط نفسك مزيداً من الوقت فلن يضر.
• تعرَّف على الواقع "واقعك المؤلم": أي أنك ظللت تقول لنفسك أنني سأتوقف عن فعل هذا لمدة سنة مثلاً وربما سنوات، مزيد من الوقت لفعل هذه الأشياء السيئة سيضرُّك وكلما أنتظرت بدون علاج سيصيبك الضَّرر أكثر.
• أدرك أن لديك القدرة على إيجاد حل بداخلك.
• عليك أن تعرف المزيد عن إدمان الإبَاحِيَّة من مصادر العلم النافع لتفهم جذور المشكلة.
• ضع خطة لإبعاد نفسك عن الدخول في دائرة إدمان الإبَاحِيَّة كما نشرحها هنا.
• تواصل مع الآخرين للمساعدة (وهذا الموقع مناسب لذلك حيث نتواصل مع الآخرين للمساعدة في الإقلاع عن الإبَاحِيَّة فالكل يعرض مشكلته ويقص ما يواجهه من صعاب تمنعه من الإقلاع وسيجد تشجيعاً من زملائه على التوقف بكل تأكيد وسيكون هذا أمراً جيداً بلا شك بإذن الله).
• قم بتغيير نمط الحياة.
• استخدام القيم الخاصة بك للتغيير: عليك أن تُدرك ما هو مُهمٌ حقاً لك في حياتك، واستخدم هذا لمساعدتك على التغيير، مثلاً: أحلامي في كسب رضا الله، وأحلامي في وجود زوجة وأطفال، وتكوين أسرة مستقرَّة سعيدة لن يكون في ظل هذا الضياع والتفكك الذي أعيشه.
• فكّر في التقدُّم وليس التغيير لأن التغيير هو عملية تدريجية.
• ركّز على الاستقامة والارتقاء بنفسك.
• إذا حدثت انتكاسات لا قدَّر الله فعلينا أن نتعلّم منها، وقُم بضبط خطة لمنع نفسك من الولوج في دائرة الإدمان المستمرة وامض قُدُماً.
• لا تنظر إلى الوراء واحكم على التقدُّم الذي قمت به.
تذكَّر دومًا قوله سبحانه: (أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللَّهِ كَمَن بَاءَ بِسَخَطٍ مِّنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) آل عمران الآية: 162.
نَظِّفْ مُخَّكَ لتتعافى! وأنت في طريق علاجك من إدمان الإبَاحِيَّة... نظف مخك! نعم، لابد أولاً أن تنظف ذاكرتك من هذه الخواطر الإبَاحِيَّة وذلك بألا تسمح بإدخال المزيد منها إلى رأسك مرة أخرى وتمنع مصادرها عنك بالكُليَّة.
يجب أن تتخلص من رصيد الخواطر الماضية عبر لزوم غض البصـر، فهو الدواء الشافي لعلاج الخواطر؛ لأنه يساعد على نسيان الماضي بالإضافة إلى قطع الطريق على خواطر السُّوء الجديدة.
وهذه هي وصفة ابن الجوزي التي وصفها لك في أثناء ذَمِّهِ للهوى، حيث يخاطبك فيقول: (اعلم -وفقَّك الله- أنك إذا امتثلت المأمور به من غض البصـر عند أول نظرة؛ سلمت من آفات لا تُحصـى، فإذا كرَّرت النظر لم تأمن أن يُزرع في قلبك زرعًا يصعب قلعه، فإن كان قد حصل ذلك؛ فعلاجه الحمية بالغض فيما بعد، وقطع مراد الفكر بسد باب النظر، فحينئذٍ يسهل علاج الحاصل في القلب) [ذم الهوى، ابن الجوزي، ص (144)].
لابد لك أخي وأختي أن تقطعا الطريق تماماً إن أردتما الشفاء فلا تجعلوا أي سبيل للوصول تلك الصور والمشاهد الإبَاحِيَّة. ولكن كيف؟ |
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: الخطوات السَّبعة للشفاء الأحد 24 يونيو 2018, 11:03 am | |
| إليكم الإجابة فيما يلي: 1- إذا كان لديك حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، وهي تعرض عليك من المُغريات ما تعرض، وأنت قد أخطأت ما أخطأت، قم بإغلاق حساباتك واهجرها لله سبحانه.
2- إذا كان لك أصدقاء من الماضي وكانوا أعوان لك على الشَّر، فاعرض عليهم أن تكون لهم عونًا على الخير فإن استجابوا فلله الحمد والمِنَّة، وإن أصرُّوا فاتركهم لله سبحانه.
3- إن لم تستطع عمل ذلك بسبب هواك فتذكَّر أنه ليس هناك أعز ولا أغلى من نفسك عليك فإنقاذها من هذا الجحيم أهم من أي شيء فسارع ولا تتردد.
4- كثير من الشباب والشابات لديهم صور فاضحة على أجهزتهم المختلفة فاستبدلوها بصور جميلة تُذكركم بالله وعظمته وتبثُّ الأمل فيكم وتزرع الطُّهر والنَّقاء في نفوسكم فأنتم أعزاء كُرماء لا يُعَبِّرُ عنكم إلا كل جميل.
5- البعض لديه أسماء لحساباتهم مثل بريدهم الإلكتروني سيئة وتحمل معاني غير طيبة، استبدلها بأسماء اخرى طيبة بهية، مثل: "صديق الأمل"، "مُحب الخير"، "قادم رغم الصعاب" وهكذا هذا إن أحببت أن يكون لك اسماً مُستعاراً.
6- ربما قد تكون مشترك في مواقع غير منضبطة أو تجرُّ إلى المعصية فقُم بالخروج منها واقطع صلاتك بهم.
7- مزق الصور المُعلّقة على جدران غرفتك وعلى دولابك، ونقها من هذا السُّوء واجعل غرفتك أنيقة طيبها بالعطر فالبيت الذي فيه صورة من ذوات الأرواح لا تدخله الملائكة، فقد ثبت في الحديث الصحيح أنه (صلى الله عليه وسلم) قال: (لا تدخلُ الملائكةُ بيتاً فيه كَلْبٌ ولا صُورَةٌ).
8- احرق المجلات والجرائد والروايات التي تحوي صوراً وموضوعات غير طيبة فأنت أعز من أن تستهويك امرأة فاجرة فأنت مُسْلِمٌ مُحِبٌ لله.
9- اهجر التلفزيون ومعاصيه ومُغرياته فلربما وقعت عينك على ما يُذَكِّرُكَ بالماضي فاحترس.
10- إن كنت على علاقة بإحداهن أو كنتِ على علاقة بأحدهم فأوقفوا تلك العلاقات فوراً وقوموا بتغيير هواتفكم، وسكنكم إن استطعتم فليس هناك أغلى من جَنَّةٍ عرضُها السَّمَوَاتُ والأرض يُضَحَّى من أجلها بكل ثمين فما بالك بالوضيع وكذلك افعلوا مع أصدقاء السُّوء فهم سبب كل بلاء والنجاة منهم هي الحياة.
11- نِظِّفْ جهازك من كل المواد السَّيئة واستبدلها بكل ما يُذَكِّرُكَ بالخير.
12- إيميلك لو كنت تستقبل عليه أية رسائل من مواقع هابطة.. أغلقه واستبدله بغيره أو اقطع علاقاتك بكل مَنْ يُرسل لك تلك المواد.
هذه بعض المقترحات التي تهدف لقطع أي سبيل للرجوع أوالتذكير بالماضي المشين.
ومن الممكن أن يكون ذلك صعباً في تصورك ولكن جَرِّبْ فستجد حلاوة منقطعة النظير بمجرد بدايتك في اتخاذ القرار وتشعر بأن ثقلاً قد انزاح عن صدرك وانفتح لك باب رحمة من السماء تمنيت لو أنك قد اتخذت تلك القرارات منذ زمن.
يقول سبحانه وتعالى: (وَاللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا ( 28 ) يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ وَخُلِقَ الإنسان ضَعِيفًا) سورة النّسَاء الآيات: 27-28.
فكن قوياً وابدأ لكي تخرج من طاحونة إدمان الإبَاحِيَّة والدَّوَّامَة التي لا تنتهي عليك أن توقف تِرْسَهَا الدَّوَّار.
ولكن كيف ذلك؟ |
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: الخطوات السَّبعة للشفاء الأحد 24 يونيو 2018, 11:07 am | |
| هيا لنرى... 1- تعلَّم كيف تتعرَّف على الوقت الذي تكون فيه ضعيفاً وغير مُحَصَّنٍ، وتتجنَّب أي شيءٍ يمكن أن يكون سبباً في إثارة الغريزة لديك (مثلاً: لا تجلس على جهاز الكمبيوتر عندما تكون مُتعباً أو وحيداً بالبيت أو الغرفة وحافظ دوماً على تواجدك بين عائلتك أو يكون الباب مفتوحاً وظهرُك للباب).
2- امسك نفسك في بداية الدورة التي شرحناها وبَيَّنَّاهَا في المقال المنشور بعنوان: (دورة إدمان الإبَاحِيَّة).
قبل مرحلة التحفيز العاطفي (المثيرات) ووقبل أن يبدأ التفاعل الكيميائي عليك أن تفعل شيئاً مختلفاً وبشكل جذري.
قُم بسرعة واخرج من المنزل (مارس الرياضة، اذهب إلى التسوق، اذهب لرؤية أحد الأصدقاء الصالحين).
الأمر سهل جداً على مَنْ سهَّلهُ اللهُ عليه ويحتاج منك بذل بعض الجهد لكي تسيطر على نفسك قبل أن تصل لنقطة اللاعودة.
فكلما كان كبحك لنفسك مبكراً في بداية الدورة استطعت أن تبقى طاهراً بعيداً عن ذلك الشر بعدم انجرارك وراء الإبَاحِيَّة حيث الهَمُّ والكَدَرُ والحُزن والهلاك وتضييع العمر وتدمير النفس والأسرة.
فأنت كما اتفقنا تُريد أن تفيق من هذه السَّكرة لتكون إنساناً صاحب هدف وإنساناً ناجحاً وأول النجاح أن تكون عبداً حقيقياً لله بتقوية علاقتك بالله وساعتها ستنصلح كل شئون حياتك ويعود التوازن والاستقرار إلى نفسك فتصبح إنساناً ناجحاً تفتخر بك أمَّتك وأسرتك، فالمعاصي هي مثل الحاجز الذي يحول بينك وبين الوصول إلى رضا الله سبحانه.
وأسوق إليك بعض كلمات التائبين نقلتها بنصها من كتاب: "العائدون إلى الله" لمحمد المسند..
لنوقن أن لذَّة الرُّجوع إلى الله والقُرب منه لا تعدلها لذَّة بل هي اللذَّة الحقيقية: • كنت أبكي ندماً على ما فاتني من حب الله ورسوله.. وعلى تلك الأيام التي قضيتُها بعيدة عن الله عز وجل (إمرأة مغربية أصابها السرطان وشفاها الله منه).
• نعم لقد كنت ميتاً فأحياني الله ولله الفضل والمِنَّة (الشيخ أحمد القطان).
• وفي ختام حديثي أوجهها نصيحة صادقة لجميع الشباب فأقول: يا شباب الإسلام لن تجدوا السعادة في السفر ولا في المخدرات والتفحيط.. لن تجدوها أو تشمُّوا رائحتها إلا في الالتزام والاستقامة.. في خدمة دين الله، في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. ماذا قدمتم ـيا أحبةـ للإسلام؟ أين آثاركم؟ أهذه رسالتكم؟ شباب الجيل للإسلام عودوا فأنتم روحه وبكم يسود - وأنتم سر نهضته قديماً وأنتم فجره الزاهي الجديد (من شباب التفحيط سابقاً).
• كما أتوجَّه إلى كل أخت غافلة عن ذكر الله.. منغمسة في ملذات الدنيا وشهواتها أن عودي إلى الله -أخيَّة- فو الله إن السعادة كل السعادة في طاعة الله (طالبة تائبة).
• وختاًما؛ أقول لكل فتاة متبرجة.. أنسيتِ أم جهلتِ أن اللهَ مطلعٌ عليكِ؟! أنسيتِ أم جهلتِ أم تجاهلتِ أن جمال المرأة الحقيقي في حجابها وحيائها وسِترها؟! (فتاة تائبة).
• كما أصبحت بعد الالتزام أشعر بسعادة تغمر قلبي فأقول: بأنه يستحيل أن يكون هناك إنسان أقل مني التزاماً أن يكون أسعد مني.. ولو كانت الدنيا كلها بين عينيه.. ولو كان من أغنى النَّاس.. فأكثر ما ساعدني على الثبات -بعد توفيق الله- هو إلقائي للدروس في المُصَلّى، بالإضافة إلى قراءتي عن الجنة بأن فيها ما لا عينٌ رأت.. ولا أذنٌ سمعت.. ولا خطر على قلب بشر.. من اللباس والزينة.. والأسواق والزيارات بين النَّاس.. وهذه من أحب الأشياء إلى قلبي.. فكنت كلما أردت أن أشتري شيئاً من الملابس التي تزيد عن حاجتي أقول: ألبسها في الآخرة أفضل (فتاة انتقلت من عالم الأزياء إلى كتب العلم والعقيدة).
• وقد خرجت من حياة الفسق والمجون.. إلى حياة شعرت فيها بالأمن والأمأن والاطمئنأن والاستقرار (رجلٌ تابَ بعد موت صاحبه).
• وانتهيت إلى يقين جازم حاسم.. أنه لا صلاح لهذه الأرض.. ولا راحة لهذه البشرية.. ولا طمأنينة لهذا الإنسان.. ولا رفعة، ولا بركة، ولا طهارة.. إلا بالرجوع إلى الله.. واليوم أتساءل.. كيف كنت سأقابل ربي لولم يهدني؟!!!! (طالبة تائبة).
• بدأ عقلي يفكر وقلبي ينبض وكل جوارحي تناديني: اقتل الشيطان والهوى.. وبدأت حياتي تتغيَّر.. وهيئتي تتبدَّل.. وبدأت أسير على طريق الخير.. وأسأل الله أن يُحسن خِتامي وخِتامكم أجمعين.. (شاب تاب بعد سماعه لقراءة للشيخ علي جابر ودُعائه).
أمَّا عن اللذة الزَّائفة الحاصلة عند ارتكاب الذَّنب فيقول بن القيم رحمه الله عنها: ولو حصل للعبد من اللذات والسرور بغير الله ما حصل.. لم يدم له ذلك.. بل ينتقل من نوع إلى نوع.. ومن شخص إلى شخص.. ويتنعَّم بهذا في وقت.. ثم يُعذَّب به ولابد في وقت آخر.
وكثيراً ما يكون ذلك الذي يتنعَّم به ويتلذَّذ به غير منعَّم له ولا ملذ.. بل قد يؤذيه اتصاله به ووجوده عنده ويضرُّه ذلك.. وإنما يحصل له بملابسته من جنس ما يحصل للجرب من لذَّة الأظفار التي تحكُّه.. فهي تُدْمِي الجلد وتخرقه.. وتزيد في ضرره.. وهو يؤثر ذلك لما في حَكِّهَا من اللذَّة..
وهذا ما يتعذَّب به القلب من محبة غير الله هو عذاب عليه ومضرَّة وألم في الحقيقة لا تزيد لذَّته على لذَّة حك الجرب.. والعاقل يوازن بين الأمرين ويؤثر أرجحهما وأنفعهما.. والله المُوَفق المُعين وله الحُجَّةُ البالغة كما له النعمة السابغة (طريق الهجرتين - إبن القيم ص 77).
فما عليك الآن إلا أن تعمل على وقف وتعطيل دورة الإدمان فابتكر وتفنَّن واجتهد بكل شكل حتى لا تجلس أمام حاسوبك وحيداً، وامنع نفسك من أن تلج إلى المُثيرات والمُحفزات، وفك عنك القيود وانطلق نحو السماء وعِشْ حُراً أبياً لا أسيراً للشهوات.
تذكَّر قوله سبحانه: (يَا أَيُّهَا الإنسان إِنَّكَ كَادِحٌ إلى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ) الانشقاق الآية: 6.
قل: لا لن أفعل.
لا توجد مشكلة لا تتمكن الإبَاحِيَّة من جعلها الأسوأ.
أياً كان السَّبب لديك لاستخدام الإبَاحِيَّة سواء كان الحَدُّ من التوتر، أو لتخفيف القلق وجعل العُزلة مُهلة مُمتعة، هل لاحظت أنها تعمل علي حل تلك المشاكل؟
هل لاحظت أنك أقل توتراً أو أقل قلقاً أو سعيداً بوحدتك بعد استخدام المواد الإبَاحِيَّة؟
بالطبع لا، فذوو الخبرة يعلمون أن تأثيرها فقط يكون على المدى القصير جداً وهو في النهاية مجرد وهم.
في ظل موجة من الشَّغف ننسى هذا أو ما هو أسوأ، وللأسف أنت اخترت عدم تصديق ذلك.
في ضوء ذلك، توجد كلمات قوية يمكنك استخدامها لمساعدتك في التعامل مع الرغبة الشديدة هي ببساطة: "لا، لن افعل".
كفي...
إن استدعاء الرغبة الشديدة والاستسلام للدخول في دورة إدمان الإبَاحِيَّة التي شرحناها مِرَارَاً هي سبب الشقاء الذي تعيشه.
عليك أن تقوم بمعالجة القضايا الأساسية مباشرة دون الهروب إلى جحيم الإبَاحِيَّة.
ويُقاس نجاح الفرد بقدرته علي قول (لا) لهواه ونفسه الأمَّارَةُ بالسُّوء فكلما قال لا كلما ارتقي.
كفي يا نفس ما كان... كفي...
وفي هذا المجال يقول الشيخ محمد يعقوب: كف عن الشكوى وابدأ العلاج.. فكثير من النَّاس ليل نهار ليس لهم هم الا الشكوى.. التبرج كثير!.. والفتن! و.. و.. وأنا لا أستطيع العالم من حولي مليء بالفتن والإنترنت والشارع والجوال و... و...
يقول إسماعيل الهروى: "الزُّهد فى الدنيا نفض اليدين عن الدنيا ضبطاً أو طلباً, وإسكات اللسان عنها مدحاً أو ذماً, والسلامة منها طلباً أو تركا".
الشَّاهد الذي نستخرجه من هذا الكلام المُهم: أن الذى يحب الدنيا يتكلم عنها كثيراً ولو بالذَّم.. كذلك يُعَدُّ الرجل مفتوناً بالنّسَاء إذا أكثر من ذكرهن ولو بالذَّم، قال الملك العليم –سبحانه– فى آية من الآيات تُظهر هذه الميول: "وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ ائْذَن لِّي وَلَا تَفْتِنِّي أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا" (التوبة: 49).
كُفَّ عن الشَّكوى وابدأ العلاج.. تجد بعض النَّاس يظل يشكو: النّسَاء.. النّسَاء, فيقع فى الفتنة.. وإنه إذا كَفَّ عن الشَّكوى وبدأ فى العلاج, لكفاه الله هذه الفتنة.
سيدنا موسى –عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام– لَمَّا قال له رَبُّهُ: "اذْهَبْ إلى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى" (النازعات: 17), "قَالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْسًا فَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونِ ( 34 ) وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ" (القصص: 33 – 34).
اشتكى, ولكنه طلب العون فأُعين.. أعانه الله ووهب هارون النُّبُوَّةَ وهذه من البركات أن يُرزق أحَدٌ النُّبُوَّةَ.. قال موسى: يا رب, وأخى, فقال –سبحانه-: وأخوك.
أيها الإخوة, كُفُّوا عن الشَّكوى وابدأوا العلاج.. كفاكم شكاوى.. أنا لا أستطيع القيام للفجر, ولا أقدر على الدعوة, ولا أقدر على كذا, ولا أستطيع كذا.. طالما تشتكى فلن تقوم ولن تقدر ولن تستطيع..
استعد فأنت الآن على موعد مع التغيير إلى الأفضل..
فهل أنت جاهز؟ |
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: الخطوات السَّبعة للشفاء الأحد 24 يونيو 2018, 11:15 am | |
| استعد فأنت الآن على موعد مع التغيير إلى الأفضل بإذن الله -تعالى-. أولاً: عليك أن تكون رزيناً فيجب عليك أن تفرق بين العلاقة الشرعية الزوجية (التي تكون مقبولة تماماً وغير مُحَرَّمَة) وبين تلك المُمارسات غير الصحية والمُحَرَّمَة.
ثانياً: تحديد الحُدُودْ • أي لا تدخل عبر الإنترنت وأنت وحيد.
• أي اهجر التلفزيون وتذكَّر أنه يجرُّكَ لعدم غض البصر.
• أي لا تذهب إلى الشوارع التي ربما تجد فيها مشاهد تُثير غريزتك، وتجنَّب النُّزول إلى الأسواق التي يكثر فيها الاختلاط واذهب فقط لحاجتك... إلخ.
• اكتشف وحدّد المزيد من الحُدود فإنك تعلم المزيد عن نفسك.
ثالثا: إنشاء الأهداف: • على المدى القصير: قل لنفسك أنا سأحارب اليوم مثلاً استخدام الانترنت للدخول إلى المواد الضارة، فسأستخدم جهاز الكمبيوتر فقط لغرض مُحدَّد مُفيد أو سأتركه.
• متوسطة المدى: تعلّم قدر ما تستطيع عن الإدمان.
كُنْ خبيراً في أسباب انتكاساتك التي حدثت لك حتى تتفادى تلك الأسباب ولا تقع مرة أخرى فيها بحيث لا يُصيبُك اليأس ولا تحاول مرة أخرى.
• على المدى الطويل: ليكن هدفك أن تظل بعيداً عن الإبَاحِيَّة تماماً لمدة 180 يوماً.
قُمْ بتطوير مهارات جديدة لديك.
قم بمساعدة الآخرين الذين يُعانون من مشكلة مماثلة.
طوّر علاقتك الحميمة السليمة مع زوجتك أو زوجُكِ.
• قم بتحديد الفريق الذي سيدعمك: الأصدقاء والعائلة والمسجد ومجموعات الدعم الأخرى وموقعنا.
الآن حاول البحث عن علاقات جديدة مع صُحبة صالحة لتجنُّب العُزلة الاجتماعية فكلنا يعرف قصة قاتل المائة من بني إسرائيل حين سأل عن أعلم أهل الأرض، فدُلَّ على رجل عالم، فقال: إنه قتل مائة نفس، فهل له من توبة؟ فقال: نعم، ومَنْ يحُولُ بينك وبين التوبة، ثم قال له: انطلق إلى أرض كذا وكذا، فإنَّ بها أنَاسًا يعبدون اللهَ، فاعبد اللهَ معهم، ولا ترجع إلى أرضك، فإنها أرض سُوء.
وكان هذا العالم مُرَبِيًا حَكِيمًا، حيث لم يكتف بإجابته عن سؤاله وبيان أن باب التوبة مفتوح، بل دلّهُ على الطريق المُوصل إليها، وهو أن يُغَيِّرَ منهج حياته، ويُفارق البيئة التي تُذكرهُ بالمعصية وتحثُّه عليها، ويترك رفقة السُّوء التي تُعينه على الفساد، وتُزين له الشَّر، فيهاجر إلى أرض أخرى فيها أقوام صالحون يعبدون اللهَ -تعالى-.
وكان الرجل صادقًا في طلب التوبة، فلم يتردَّد لحظة، وخرج قاصدًا تلك الأرض، ولَمَّا وصل إلى مُنتصف الطريق حَضَرَهُ أجَلُهُ، ولشدة رغبته في التوبة، وفقه الله -تعالى- بأن ينأى بصدره جهة الأرض الطيبة وهو في النَّزع الأخير.
إذن، فاهجر أرض السُّوء والنَّاس السُّوء.
في الأخير تذكَّر قول الله -تعالى-: (وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ (142) أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ) آل عمران الآيات: 141-142.
عِشْ الواقع ودَعْ الخيال المُشَوَّه: عندما ينظر المُشاهد إلى الإبَاحِيَّة فإنه يبدأ في فقدان الاهتمام بالعلاقات الحقيقية ويصبح أكثر اهتماماً بالبحث عن صدمة وراء صدمة لا نهاية لها، ويصبح مهووسًا بالجديد الذي يوفره هذا العالم المظلم لمُدمنيه المُغَيبين.
لماذا؟ لأنه على عكس الشريك الفعلي شريك الحياة الزوجية، فإن الإبَاحِيَّة أبداً لا تقول لا، دائمًا مُتاحة ودائمًا لديها الوقت، وهي تبدو في مظهرها الخادع جذَّابة، وليست كشريك الحياة الذي قد يكون في مزاج سيئ أو ليس في أحسن حالاته.
إنها دائماً هناك، تنتظر الفريسة لتُدمرها.
يبدأ المُدمن الغارق في نهاية المطاف بتفضيل الخيال عن الواقع، يريد أن يُتْرَكَ وحده فقط مع جهاز الكمبيوتر الخاص به مع هذا الخيال المشوه والمقيت.
وتلك هي المصيبة أن تعيش في وهم وخيال غير واقعي كله أكاذيب، وأول أكذوبة فيه أن هؤلاء الممثلين يصورون لك أنهم يعيشون حياةً ممتعةً في حين أن حياتهم كلها ضنك ومخدرات وتدخين وكحول وفقر وهم وقلق.
ويكفيك الدليل أنك المُشاهد تعيش في ضيق وكرب شديدين فما بالك بالفاعل!!
إننا نُذَكِّرُكَ بأيام الله: (وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَذَكِّرْ بِهِ أَن تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ اللَّهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ وَإِن تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لَّا يُؤْخَذْ مِنْهَا أُولَئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُوا بِمَا كَسَبُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِّنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ إليمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ) الآنعام الآية: 70.
أكاذيب المواد الإبَاحِيَّة: كيف تتغلّب على إدمان الإبَاحِيَّة؟ يفيدك في ذلك أن (تتعرَّف على أكاذيب المواد الإبَاحِيَّة).
يقول أليكس وهو باحث غربي في المجال: أن بعض النَّاس يَدَّعُونَ أن المواد الإبَاحِيَّة تساعدهم على تحسين أو استكمال حياتهم الحميمية.
طبعًا هذا شيء يُنافي العقل والمنطق والفِطرة السَّوية، فكيف يمكن لشيءٍ أساسهُ مبنيٌ على الأكاذيب والخِداع -فضلاً عن أنه حرام وباطل- أن يكون له أي تأثير إيجابي على النَّاس؟
الشيء المهم أن يُدرك النَّاس أن المواد الإبَاحِيَّة لم تنشأ لخير أبدًا، وإنما صُنِعَتْ فقط للبيع والكسب وتدمير الأخلاقيات لدى الأمم.
إنهم في الغرب يُشوهون المفاهيم، ويُغيرون السُّلوك الفِطري السَّليم، ويروون كل أنواع الأكاذيب فقط لجعل النَّاس تُدْمِنُ على بضاعتهم الرديئة.
إن معرفة كيفية التغلّب على إدمان الإبَاحِيَّة في الواقع تبدأ بأن يكون الفرد على بيّنة من الأكاذيب التي تبثُّها المواد الإبَاحِيَّة لِمَنْ يقع مُدمنًا أمامها وفريسةً لها.
فيما يلي هذه الأكاذيب التي يجب أن تعرفها عن الإبَاحِيَّة. الكذبة الأولى: النّسَاء لسن بشراً: في المواد الإبَاحِيَّة، لا يتم تصوير النّسَاء كبشر لهن عقل وعاطفة.
بدلاً من ذلك هن وصفن على أنهن: "أشياء" أو "دُمَى "، أو حتى "حيوانات".
الكذبة الثانية: التغلّب على النّسَاء وإخضاعهن هو الإنجاز: الإبَاحِيَّة تُشَوّهُ إدراك النَّاس حول العلاقة السَّويَّة المشروعة بين الرجل والمرأة، لأنها تجعل من مُمارسة العلاقة كما لو كانت تمثل الفوز بلعبة.
فالرجال الذين لديهم هذا التصور غالباً ما يتحدثون عن "تسجيل النقاط" أو "الفوز" بالنّسَاء.
الكذبة الثالثة: النّسَاء في هذه المشاهد هُنَّ النّسَاء الطبيعيات: بطبيعة الحال فإن مُنتجى هذه المشاهد الهابطة في الغرب يستعينون بِمَنْ هُنَّ أقْدَرُ على فتنة الرجال.
والإدمان على المواد الإبَاحِيَّة يُعطي صورةً مشوهةً للرجال تقتضي أن جميع النّسَاء ينبغي أن يَكُنَّ جذَّابَات.
كما لو أن قيمة المرأة تعتمد فقط على الصفات الجسدية ويا للأسف.
أقول: وهذا يشوه حقيقة جمال المرأة في نظر الرجال.
فما فائدة جمال المرأة عند الله عز وجل اذا كانت عاصية لله تعالى، متبرجة وسافرة لا تنتهي بنهيه ولا تأتمر بأوامره..
فإن جمال المرأة المسلمة إنما يَكُونُ: • بإيمانها العميق، يَعْمُرُ قلبها ويشرح صدرها ويُحَرّكُ مشاعرها.
• بفهمها الدقيق للرسالة التي تحملها وتدعو إليها وتُبلغُها.
• بعقلها النَّير وفِكرَها السَّليم واطّلاعِهَا الواسع.
• بروحها الصَّافية ونفسها الطيبة وقلبها المُطمئن.
• بخُلُقِهَا الكريم وسُلُوكِهَا المُستقيم وعملها الصَّالح.
• بشرفها الرَّفيع وعفافها الطاهر وحيائها الفِطري.
• بحبها لله وذكرها ايَّاه وخشوعها له وبكائها بين يديه.
• بطاعتها وتقواها ودُعائها ونجواها وعبادتها لرب العالمين.
• بإخلاصها لزوجها وإكرامها إيَّاه وتجمُّلها من أجله.
• بقرارها في بيتها وحُسن تدبيره والإشراف عليه.
• بحُضن ابنائها وحُسْنِ تربيتهم وجميل توجيههم.
• بلطفها، برقتها، بعطفها، بحنانها، برحمتها، بشفقتها.
• بنعومتها وليونتها وأناقتها وظرافتها ونظافتها ونضارتها.
هذه هي المرأة الجميلة حقًّا.
لكن أرجو أن لا يظنُّ ظانٌ أننا لا ندعو إلى أن تعتني المرأة بجمالها الخارجي وجمال وجهها وأناقتها من أجل زوجها وأمام زوجها فقط طبعًا، لكن يجب أن لا يكون على حساب جمالها الداخلي، ويجب أن نكون مُنصفين بنظرتنا إلى جمال المرأة الذي هو هبةٌ من الله عز وجل.
يقول الرسول ((صلى الله عليه وسلم)): "تُنْكَحُ المَرْأةُ لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تَرِبَتْ يَدَاكَ" (رواه البخاري ومسلم ورواه أصحاب السنن).
فالرسول (صلى الله عليه وسلم) لم يلغ أو يمنع أن تُنْكَحُ المرأةُ لجمالها ولكن ما أجمل وأرقى وأرفع أن يكون الدين مقروناً مع الجمال أولاً وأخيراً لأنه إذا ذهب الجمال لن يبقى إلا الدين فاظفر بذات الدين تَرِبَتْ يَدَاكَ!!
والجمال الحقيقي هو جمال الشخصية.. وحلاوة السَّجايا وطهارة الرُّوح... وهو النفس الفياضة بالرحمة والمودة والحنان والأمومة... هي النفس الجميلة... النفس العفيفة والعفة درجات... عفة اللسان... وعفة اليد... وعفة القلب... وعفة الخيال... وكلها درجات للجمال والخُلُقُ الطّيب الحميد... والطبع الصبور الحليم المتسامح... والفطرة الصريحة البسيطة... والرُّوح الشَّفافة الحسَّاسة... كل هذه ملامح الجمال الحقيقي.
فأي قيمة لوجه جميل وطبع قاس خَوَّان مُراوغ خبيث؟، وأي قيمة لمقاسات الجسد... والقلب مشحون بالطمع والدَّنَاءَةِ؟، وأي قيمة للشفاه المرجان واللسان يقطر بالسُّم والقطران؟، وأي قيمة لوجه لا يوجد تحته عقل؟.
ومِمَّا ترتب على هذا أن كثير من الشباب الذين أدمنوا الإبَاحِيَّةَ يضعون اختيارهم الأوحد على جمال الجسد، ويغفلون عن الدين، فقد يتزوج بامرأة لا تُصَلّي لأنها جميلة.
نسألُ اللهَ العافيةَ، ثم تُبنى البيوت على غير طاعة الله فتكون هَشَّةً كبيت العنكبوت تنهدم مع أول عاصفة.
والكذب في المجال كثير، فمنه الاعتداء على الطرف الآخر بالعُنف، ومنه أن المُمارسات الخاطئة والمُحَرَّمَة إنما هي شيءٌ يُجَدّدُ العلاقة، ومنها أن الصغار من حقهم أن يُشاركوا الكبار في هذا الانحلال، ومنها.. ومنها.. ومنها...
إن الإدمان على الإبَاحِيَّة مشكلة خطيرة تتطلب إجراءات فورية.
فكيفية التغلب على إدمان الإبَاحِيَّة تبدأ من خلال كَوْنِكَ مُدركاً تماماً لحجم الخدع والأكاذيب في هذا المجال، ثم التصرف حيالها بالبعد عنها والحذر من نتائج السقوط فيها.
تذكَّر في كل وقت قول المولى -عز وجل-: (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ) آل عمران الآية: 30.
تحذير لكل متعافي من إدمان الإبَاحِيَّة وهو في بداية الطريق! بعد فترة وجيزة من التوقف عن إدمان الإبَاحِيَّة، سوف تصبح قادراً على الحصول على التواصل مع مشاعرك الحقيقية، في حين أن هذا قد يبدو وكأنه شيء جيد، من الممكن أن تجد تلك المشاعر الحقيقية غير سارة بالنسبة لك... فقد تكون هناك مشاكل عالقة في حياتك وتحتاج إلى مواجهتها وهذا ليس بالشيء الهيِّن على النفس.
إنك قد استخدمت إدمانك لفترة طويلة للهروب من المُضايقات الحياتية، فعندما تُسلب هذا العكاز الوهمي الذي كنت تتكئ عليه، فسوف تشعر بالثقل الكبير لأخطائك الماضية.
فقط عليك أن تُدرك حينها أن هذا الألم هو ألَمٌ مؤقت حتى تؤدي ما هو عليك وتحل مشكلاتك بنفسك وبصراحة.
استخدم هذا الألم كدليل لتحديد ما هي المجالات التي تحتاج إلى تحسينات في حياتك، وحتى تتمكن من مواجهتها والوصول إلى الحياة الحقيقية في طاعة الله ورضاه، واشغل نفسك بها من الآن فصاعدًا.
تذكَّر قول الله -تعالى-: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ) الحجرات الآية: 15.
فعليك بجهاد نفسك لوجه الله والله هو الموفق والهادي. |
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: الخطوات السَّبعة للشفاء الأحد 24 يونيو 2018, 11:18 am | |
| خُطُوَات على بداية طريق التغيير ينطوي كل تغيير على خمس مراحل: • ما قبل التفكير في وجود مشكلة. • التفكير في المشكلة. • الإعداد لحل المشكلة. • اتخاذ رد فعل لتنفيذ الحل. • الوقاية من الانتكاس.
1- ما قبل التفكير: "حيث يتوهم مُدمن الإبَاحِيَّة أن الإدمان ليس له تأثير على حياته الشخصية".
• فالمُدمنون لا يعتقدون أن سلوكياتهم الحالية تعتبر مشكلة.
• المُدمن لا يدرك مدى الصعوبة التي ستواجهه لوقف هذا الإدمان.
• المجتمع لا يساعده.
• المُدمن يفكر بأن سلوكه هذا أمر طبيعي مثل مَنْ يعرفهم من حوله مثلًا.
• المُدمن لا يستطيع البقاء في مرحلة ما قبل التفكير إلى الأبد.
ثم تأتي المرحلة الثانية وهي: 2- التفكير: يبدأ المُدمن في ملاحظة أن المواد الإبَاحِيَّة بدأت تؤثر على حياته تأثيراً ملحوظاً ويدرك أنه بحاجة إلى التغيير.
ومن الأسباب التي تجعل مُدمن الإبَاحِيَّة يتخذ قرار الإقلاع: * الخوف: • الخوف من الله.
• من أن يتم اكتشافها من قِبَلِ الزوجة أو الزوج
• من فقدان وظيفة.
• من الإحراج الاجتماعي.
• من كسر القانون.
* تضييع الواجبات • نحو الله.
• نحوالزوجة.
• نحو الأولاد.
• نحو الوالدين.
• المدرسة أو الجامعة أو العمل.
* الحب: • حبك لله.
• للزوجة.
• للأولاًد.
• لعائلتك.
• للمحيطين بك.
كل هذا يدفعك لأن تتخذ قرار التَّرك وبذل كل ما تستطيعه لِتُصْبِحَ حُرًّا بعيداً عن إدمان الإبَاحِيَّة.
* بقية المراحل: 3- الإعداد لحل المشكلة.
4- اتخاذ رد فعل لتنفيذ الحل.
5- الوقاية من الانتكاس.
وسنناقش تلك المراحل الثلاث الأخيرة بإذن الله بصورة مفصلةً لاحقاً راجع: "دورة التَّعافِي المجانية لعلاج مَنْ أدمن الإبَاحِيَّة".
بارك اللهُ فيكم وجزاكم الله خيراً ولتتذكروا: (إِن يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ * وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) آل عمران الآية: 160. |
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| |
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| |
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| |
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: الخطوات السَّبعة للشفاء الأحد 24 يونيو 2018, 11:36 am | |
| الخطوة الرابعة: الصدق هو أفضل طريق هذه هي المقالة الرابعة من مجموعة مقالات الخطوات السبعة للشفاء من إدمان الإبَاحِيَّة.
يُكمل أليكس وهو معالج غربي لهذا النوع من الإدمان ومتعافي سابق: أصعب جزء في الانفراجة الثالثة لي كانت قدومي إلى مَنْ يدعمُني والذي عاهدته أن أقلع عن الإبَاحِيَّة.
التعليق: فقد اتضح لأليكس أن حياة الانحلال التي عاث فيها والزّنا الذي قاده ذلك إليه هو شيء مُهلك له، فهذا لديه بعض العقل مع كثير من الهوى ومع ذلك علم به أنه على باطل، فما بال المسلم وهو لديه الحق كله في دينه والهدى والنور؟
يُكمل أليكس: كنت أعرف مقدار الألم الذي يسببه إدماني لِمَنْ حولي، وأنا كنت غارقًا فيه.
لكنني أيضاً وقتها لم أرد التفكير في أي طريقة أخرى.
ذات مرة لم أكن أشاهد هذا الفساد، وجاءتني الخواطر لأنظر في أشياء أخرى تحوي صورًا غير منضبطة أيضًا.
التعليق: إن المُدمن من فكر سيءٍ لأسوء بسبب ما أوصل نفسه إليه. يُكمل أليكس: كنت قد شعرتُ بالتَّعب من كل ذلك، فقررت اللجوء إلى أحد المعارف والالتزام أمامه بالإقلاع عن هذه العادة السيئة.
وكان سعيدًا جداً بالتقدُّم الذي حققته.
في هذه الليلة اتخذتُ خطوتي الأولى باشتراكي في مجموعة إرشادية للتخلص من هذا الإدمان، واعترفت أمام نفسي أنني كنت عاجزاً عن ترك الإدمان وحدي وأنني أحتاج إلى المساعدة.
وكانت هذه هي الانفراجة الرابعة، حيث كنت صادقًا مع نفسي ومع الآخرين مِمَّنْ يهمهم أمري.
التعليق: حقاً إن الصدق مع الله هو الأصل، فالصدق نجاة وخير، وعاقبة الصدق خير، قال الله -تعالى-: (طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَّعْرُوفٌ فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ) محمد الآية: 21.
والصدق مع الله يكون بإخلاص الأعمال له، فإنك حين تترك هذا الإدمان السَّيئ يكون هدفك الأول هو إرضاء الله والخشية منه ورجاء محبته، ثم يأتي بعد ذلك أي هدف آخر في العمل والحياة والعلاقات وهي في حد ذاتها مرتبطة برغبتك في طاعة المولى -عز وجل-.
إذا عَلِمَ اللهُ -عز وجل- هذا منك أعانك وسدَّدك ووفَّقك من حيث لا تدري.
بالتأكيد أنت حاولت كثيراً من قبل، فعليك الآن بالصدق مع الله.
ففي صحيح النسائي عن شداد بن الهاد الليثي: أنَّ رجلًا مِنَ الأعرابِ جاءَ إلى النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ فآمنَ بِهِ واتَّبعَهُ، ثمَّ قالَ: أُهاجرُ معَكَ، فأوصى بِهِ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ بعضَ أصحابِهِ، فلمَّا كانَت غزوةٌ غنمَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ سبيًا، فقسمَ وقسمَ لَهُ، فأعطى ما قسمَ لَهُ، وَكانَ يرعى ظَهْرَهُم، فلمَّا جاءَ دفعوهُ إليه، فقالَ: ما هذا؟ قالوا: قَسمٌ قَسَمَهُ لَكَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ، فأخذَهُ فجاءَ بِهِ إلى النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ، فقالَ: ما هذا؟ قالَ: قَسمتُهُ لَكَ، قالَ: ما علَى هذا اتَّبعتُكَ، ولَكِنِّي اتَّبعتُكَ على أن أرمى إلى هاهُنا، وأشارَ إلى حَلقِهِ بسَهْمٍ، فأموتَ فأدخلَ الجنَّةَ فقالَ: إن تَصدقِ اللَّهَ يَصدقكَ، فلبِثوا قليلًا ثمَّ نَهَضوا في قتالِ العدوِّ، فأتيَ بِهِ النَّبيُّ يحملُ قَد أصابَهُ سَهْمٌ حيثُ أشارَ، فقالَ النَّبيُّ: أَهوَ هوَ؟ قالوا: نعَم، قالَ: صدقَ اللَّهَ فصدقَهُ، ثمَّ كفَّنَهُ النَّبيُّ في جبَّةِ النَّبيِّ، ثمَّ قدَّمَهُ فصلَّى علَيهِ، فَكانَ فيما ظَهَرَ من صلاتِهِ: اللَّهمَّ هذا عبدُكَ خَرَجَ مُهَاجِرًا في سَبيلِكَ فقُتِلَ شَهيدًا أَنا شَهيدٌ على ذلِكَ.
اللهم اجعلنا من الصادقين بالأعمال والأقوال.
ثم يأتي الصدق مع النفس فالمسلم الصادق يعترف بعيوبه وأخطائه ويُصَحّحْهَا.
كتب أحدهم: يظل بعض الأشخاص وعلى مر السنين كما هم، لديهم قناعة بأنهم ليسوا بحاجة إلى أي تعديل أو تغيير في أفكارهم وسلوكياتهم وعاداتهم، والمقصود هنا التغيير الإيجابي، وموقفهم هذا ينطلق من مبدأ أنهم أفضل من غيرهم، لأنهم يعتقدون أنهم يسيرون في حياتهم على الطريق الصحيح، وليس هناك ما يجبرهم على تغيير نمط التفكير.
إن أهمية أن يعيد الإنسان النظر في أفكاره وعاداته وأن ينفتح على رؤى وتجارب وقراءات جديدة لا تنبع من أن التغيير مطلب من الآخرين بقدر ما سيجلبه التغيير من سعادة وسلام للشخص نفسه وقدرة على تحقيق الأفضل في الحياة.
هل تذكرون كعب بن مالك -رضي الله عنه- الذي تخلف عن غزوة تبوك, والذي أنزل الله في حقه قرآناً فقال سبحانه: ( وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إليه ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ) [سورة التوبة الآية: 118].
لقصة هذا الصحابي الجليل مغزى عميقاً, لا شك أنكم تعلمون هذه القصة، ولكن سأقف عند فقرة صغيرة منها؛ هي لبها ومغزاها.
في جزء من الرواية جاء: فقال كعبُ بنُ مالكٍ: فلمَّا بلغني أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قد توجَّه قافلًا من تبوكَ، حضرني بثِّي، فطفقتُ أتذكَّر الكذبَ وأقول: بم أَخرجُ من سخَطِه غدًا؟ وأستعينُ على ذلك كلَّ ذي رأيٍ من أهلي، فلما قيل لي: إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قد أظلَّ قادمًا، زاح عني الباطلُ، حتى عرفتُ أني لن أنجوَ منه بشيءٍ أبدًا، فأجمعتُ صدقةً، وصبَّح رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قادمًا، وكان، إذا قدِم من سفرٍ، بدأ بالمسجدِ فركع فيه ركعتَين، ثم جلس للناس، فلما فعل ذلك جاءه المُخلَّفون، فطفِقوا يعتذرون إليه، ويحلِفون له، وكانوا بِضعةً وثمانين رجلًا، فقبِل منهم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ علانيتَهم، وبايعَهم واستغفرَ لهم، ووَكَّلَ سرائرَهم إلى الله، حتى جئتُ، فلما سلمتُ، تبسَّم تبسُّمَ المُغضَبِ ثم قال: "تعالِ" فجئتُ أمشي حتى جلستُ بين يدَيه، فقال لي: "ما خَلَّفَك؟ ألم تكن قد ابتعتَ ظهرَك؟ "قال قلتُ: يا رسولَ اللهِ! إني، واللهِ! لو جلستُ عند غيرِك من أهلِ الدنيا، لرأيتُ أني سأخرج من سَخَطِه بعُذرٍ، ولقد أعطيتُ جَدلًا، ولكني، واللهِ! لقد عَلِمْتُ، لئن حَدَّثتُكَ اليوم حديثَ كذبٍ ترضَى به عني، ليوشِكنَّ اللهُ أن يُسخِطَك عليَّ، ولئن حدَّثتُك حديثَ صدقٍ تجِد عليَّ فيه، إني لأرجو فيه عُقبى اللهِ، واللهِ! ما كان لي عذرٌ، واللهِ! ما كنتُ قطُّ أقوى ولا أيسرَ مني حين تخلَّفتُ عنك، قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "أمَّا هذا، فقد صَدَقَ، فقُمْ حتى يقضيَ اللهُ فيك" فَقُمْتُ. (صحيح مسلم).
أي أن هذا الصحابي الجليل لو أرضى النبي بلسانه ولم يكن صادقاً خشي أن الله عز وجل سيُسخطه عليه.
إننا عندما نصل إلى هذا المستوى من التوحيد حُلَّتْ كل مشاكلنا، ها هو قد رأى أن رضا النبي (صلى الله عليه وسلم) من دون أن يُرضي الله لن يُنجيه.
فأنزل الله فيه آيات تُخَلّدُ صدقهُ أبد الدهر: (لَّقَد تَّابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِن بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِّنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ (118) وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَن لَّا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إليه ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (119) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) التوبة: 117-120. اللهم اجعلنا مع الصادقين ومنهم، آمين. |
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| |
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| |
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: الخطوات السَّبعة للشفاء الأحد 24 يونيو 2018, 11:48 am | |
|
الخطوة السابعة: الشفافية الكاملة هذه هي المقالة السابعة والأخيرة من سلسلة مقالات الخطوات السبعة للشفاء من إدمان الإبَاحِيَّة.
يُكمل أليكس وهو معالج غربي لهذا النوع من الإدمان ومتعافي سابق: حتى مع كل هذه المعرفة الجديدة المكتسبة، كنت ما زلت أجد نفسي أميل أحيانًا للرجوع إلى نفس العادات والإدمان.
كنت أحيانًا أخدع نفسي وأقول أن استثارتي من شيء رأيته كان حادثاً عابراً وليس مشكلة.
هذا الخط من التفكير كان يحدث على مستوى اللاوعي، وكنت قادراً على التعرف عليه وإحضاره إلى السطح من خلال كتابة يومياتي.
ساعدتني هذه المعرفة لاتخاذ الخطوة النهائية التي كنت أعرف أنني بحاجة إليها منذ وقت طويل وهي استخدام برامج المُراقبة على الحاسب الآلي وفلترة اشتراكات الإنترنت (مع موفر خدمة الإنترنت المحلي - في خدمة تسمى الإنترنت الآمن أو الخاص بالعائلات).
عَلَّمْتُ مَنْ يدعمُني كيفية التَّحَقُّقْ من سجل الويب الخاص على جهاز الكمبيوتر الخاص بي، لمساعدتي على أن أبقى صادقاً أمام مَنْ التزمتُ أمامه.
كما استخدمت برنامج على الجهاز لمنع الوصول إلى أية مواقع سيئة، وأود أن أوصي المبتدئين في العلاج بوضع مثل تلك البرامج لحين إتمام شفائهم.
لقد ساعدني كثيرًا أن أتمتع بالشفافية الكاملة مع نفسي، وكانت هذه هي الانفراجة السابعة والأخيرة.
إنه من المهم بالنسبة لنا أن نتذكر أن مقدار الوقت الذي يمكننا البقاء فيه متعافين هو مجرد رقم، فإن علينا أن نعمل ولا نَكُفَّ عن العمل حتى نحافظ على هذا الشفاء التام.
التعليق: في هذه المقالة توصَّل أليكس إلى الخطوة الأخيرة التي ستساعده على أن يبقى بعيداً عن الإبَاحِيَّة وهو أن يجعل عليه رقيباً من معارفه أو أجهزته، فاتخذ برنامجاً لحجب المواقع السيئة، ثم علم من قبل أن بإمكانه تخطي رقابة تلك البرامج فاتخذ أحد المعارف رقيباً عليه.
ولم يذكر أبداً أليكس رقابة الله عليه فهو ليس بمسلم ولا أدري ما هو دينه وأسأل الله أن يهديه لدين التوحيد الإسلام، فلو علم أن الله عليه رقيباً لاتخذه رقيباً وهو المُقَدَّمُ على كل هذه الوسائل المساعدة.
لكن ليس هناك ما يمنع أبداً من اتخاذ برامج لحجب المواقع السيئة ووضع كلمة سر طويلة يصعب تذكرها حتى لا يسهل عليك إلغاء الحجب بسهولة بنفسك، وأن تتخذ أيضاً مَنْ يراقبك وتتخيَّر لك شخصاً أميناً.
قد تنتقي أيضًا شخصاً يكون عنده نفس المشكلة وتحول معرفتك به في معصية الله إلى معرفة في طاعة الله، بحيث يُساعد كل منكما الآخر، ثم حينما يقوى الإيمان بترك المعاصي ستجد نفسك تلقائياً تشعر بمراقبة الله لك فتصل لمقام الإحسان وهو أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فهو يراك.
وسأقص عليكم قصة رائعة: قيل أنه كان هناك رجل اسمه نوح ابن مريم كان ذي نعمة ومال وثراء وجاه، وفوق ذلك صاحب دين وخلق، وكان له ابنة غاية في الجمال، ذات منصب وجمال.
وفوق ذلك صاحبة دين وخلق.
وكان معه غلام اسمه مبارك، لا يملك من الدنيا قليلاً ولا كثيراً ولكنه يملك الدين والخلق، ومن ملكهما فقد ملك كل شيء.
أرسلَه سيده إلى بساتين له، وقال له اذهب إلى تلك البساتين واحفظ ثمرها وكن على خدمتها إلى أن آتيك.
مضى الرجل وبقي في البساتين لمدة شهرين.
وجاءه سيده، جاء ليستجم في بساتينه، ليستريح في تلك البساتين.
جلس تحت شجرة وقال يا مبارك، آتني بقطف من عنب.
جاءه بقطف فإذا هو حامض.
فقال أتني بقطف آخر إن هذا حامض.
فأتاه بآخر فإذا هو حامض.
قال أتني بآخر، فجاءه بالثالث فإذا هو حامض.
كاد أن يستولي عليه الغضب، وقال يا مبارك أطلب منك قطف عنب قد نضج، وتأتني بقطف لم ينضج.
ألا تعرف حلوه من حامضه؟
قال: والله ما أرسلتني لأكله وإنما أرسلتني لأحفظه وأقوم على خدمته.
والذي لا إله إلا هو ما ذُقْتُ منه عنبة واحدة... والذي لا إله إلا هو ما رقبتك، ولا رقبت أحداً من الكائنات، ولكني راقبت الذي لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء.
أعجب به، وأعجب بورعه وقال الآن أستشيرك، والمؤمنون نصحة، والمنافقون غششه، والمستشار مؤتمن.
وقد تقدَّم لابنتي فلان.. وفلان، من أصحاب الثراء والمال والجاه، فمَنْ ترى أن أزوج هذه البنت؟
فقال مبارك: لقد كان أهل الجاهلية يزوجون للأصل والحسب والنسب.
واليهود يزوجون للمال.
والنصارى للجمال.
وعلى عهد رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، يزوجون للدين والخلق.
وعلى عهدنا هذا للمال والجاه.
والمرء مع مَن ْأحب، ومَنْ تشبَّه بقوم فهو منهم.
أي نصيحة وأي مشورة؟
نظر وقدَّر وفكَّر وتملَّى فما وجد خيراً من مبارك، قال أنت حُرٌ لوجه الله (أعتقه أولاً).
ثم قال: لقد قلّبت النظر فرأيت أنك خير مَنْ يتزوج بهذه البنت.
قال أعرض عليها.
فذهب وعرض على البنت وقال لها: إني قلّبت ونظرت وحصل كذا وكذا، ورأيت أن تتزوجي بمبارك.
قالت أترضاه لي؟
قال نعم.
قالت: فإني أرضاه مراقبة للذي لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء.
فكان الزواج المبارك من مبارك.
فما الثمرة وما النتيجة؟ حملت هذه المرأة وولدت طفلاً أسمياه عبد الله، لعل الكل يعرف هذا الرجل.
إنه عبد الله ابن المبارك المُحَدِّثْ الزَّاهد العابد الذي ما من إنسان قلب صفحة من كتب التاريخ إلا ووجده حياً بسيرته وذكره الطيب.
إن ذلك ثمرة مراقبة الله عز وجل في كل شي.
أما والله لو راقبنا الله حق المراقبة لصلح الحال، واستقامت الأمور.
فاللهم أعنا على مراقبتك في السر والعلن واغفر لنا ما كان منا من تقصير وذلل: (وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَن قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) آل عمران الآية: 147. |
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: الخطوات السَّبعة للشفاء الأحد 24 يونيو 2018, 6:32 pm | |
| أعراض انسحابية قد تنتابك عند ترك الإبَاحِيَّة.. فكيف تتعامل معها؟ عند محاولة وقف الممارسات الإبَاحِيَّة، قد تظهر عليك بعض الأعراض الانسحابية.
الأعراض الانسحابية المُحتملة: • الدوخة. • آلام بالجسم. • الصداع. • الأرق. • الشعور بعدم الرَّاحة. • القلق. • تقلب المزاج. • الضّيق.
لماذا يجب التنبيه على هذا الأمر؟ حتى تأخذ حذرك وتنتبه أنه عند تركك للإباحية هذا الطريق الموحل فإنه من المحتمل أن تنتابك بعض الأعراض، فعليك أن تكون على فهم وإدراك أنها أعراض انسحاب إدمان الإبَاحِيَّة.
فإياك أن تستسلم فتعود إلى الإبَاحِيَّة لتخفف من أثر الأعراض التي ستزول سريعًا بعون الله حيث ستتحسن حالتك ومزاجك وتتعافى صحتك وتفيق من سكرتك وتتقدم إلى الأمام نحو رضا الله وتكون إنسان ناجح إن شاء الله.
ما عليك سوى الصبر قال تعالى: (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ (45) الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إليهِ رَاجِعُونَ) البقرة الآيات: 45-46.
فعليك أن تفزع إلى الصلاة وتُناجي فيها ربك، واسأله أن يعينك على ذكره وشُكره وحُسن عبادته، وأن يكفيك بحلاله عن حرامه، وأن يثبت قلبك على الإيمان فهو مقلب القلوب، اسأله المعونة والرحمة واسأله مما سأله منه خير عباده الرسول عليه الصلاة والسلام، وأكثر من ذكر الله والاستغفار وذكر الباقيات الصالحات.
إن مَنْ داوم على الطّرق يوشك أن يُفتح له الباب فما بالك بمَنْ يطرق باب الله جل وعلا القائل: "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ".
ورحم الله ابن القيّم حيث قال: لكل تائب لابد له في أول توبته من عصرة وضغطة في قلبه.. من همّ أو غم.. من ضيق أو حزن.. يجب أن تشعر بهذه العصرة عندما تتوب.. الخوف من أن تكون قد ضللت الطريق.. فأنت لا تعرف جوانب الطريق.. لا تدري أوله ولا تعلم إلى أين يفضي بك آخره..
ويقول ابن القيّم: ولو لم يكن إلا تألمه بفراق محبوبه.. فقد كانت الذنوب محبوباته.. أنيسته في وحشته.. فعندما يتوب سوف يفقد هذا الآنيس.. سوف يفقد أشياء كان يحبها.. سيتألم لفراق عيوبه التي لازمته ردحا من الزمان..
فينضغط قلبه وينعصر لذلك ويضيق صدره.. فأكثر الخلق يتوبون ثم ينكثون على أعقابهم ويعودوا إلى المعاصي لأجل هذه المحبة للمعاصي..
والعالم الموفق يعلم أن الفرحة والسرور واللذة الحاصلة عقيب التوبة تكون على قدر هذه العصرة أقوى وأشد كانت الفرحة واللذة أكمل وأتم..
إنّ هذه العصرة دليل على حياة قلبك وقوة استعداده.. لو كان قلبك ميتا واستعدادك ضعيفا لما أنعصر.. واعلم أن الشيطان الرجيم الملعون نستعيذ بالله منه هو لص الإيمان.. واللص إنما يقصد المكان المعمور.. بمعنى أن يحاول سرقة الإيمان من القلب المعمور بالإيمان.. إنه لا يذهب إلى المقهى أوإلى الملهى.. فمن يجلس هناك ليس في قلبه ما يسرق.. إنما يقصد المكان المعمور من اجل السرقة..
فاللهم اهدنا وثبتنا على الهدى: (لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) البقرة الآية: 286. |
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: الخطوات السَّبعة للشفاء الأحد 24 يونيو 2018, 6:45 pm | |
| * أسلوب واحد لا يكفي لإقلاعك عن إدمان الإبَاحِيَّة يقول أليكس، وهو معالج غربي لهذا النوع من الإدمان ومتعافي سابق: أريد أن أشاركك استراتيجية ساعدتني على وضع كل شيء في موضعه، والتوقف عن إدمان مشاهدة الإبَاحِيَّة من أجل الوصول إلى الخير الموجود عند التحرر.
تقنية التعرض ومنع الاستجابة تقنية قوية نعم، ولكن أعتقد أنها لن تقوم بهذه المهمة وحدها وهي الإقلاع عن إدمان الإبَاحِيَّة.
لقد أدركت أنني حقاً عليَّ أن أفعل شيئاً مختلفاً إذا أردتُ أن أوقف تلك السُّلوكيات.
كتبت قائمة بجميع الأشياء التي يمكن أن أفعلها لتغذية نفسي الخيِّرة بداخلي.
وتضمَّنت قائمتي مراقبة مشاعري، تناول الطعام الصحي، وشُرب ما يكفي من المياه، والحُصول على قسطٍ كافٍ من النوم، والقيام يومياً بالرياضة، والتأمُّل، ومُمارسة تقنية التعرُّض ومنع الاستجابة (ERP) التي تعلّمتُها من كتاب بعنوان: “اقتلوا الشهوة” (يمكن لك مراجعتها في مقال خاص بالتقنية بنفس الاسم).
منذ ذلك الحين شاركت توجُّهي لدعم وإطعام نفسي الخيِّرة بالأعمال الصالحة والمُفيدة مع العديد من الآخرين وتلقيت استجابات إيجابية جداً منهم.
التعليق: أليكس هنا يشير إلى ما هو في ديننا والذي يتمثَّل في عمل الصَّالحات والذّكر الطّيب والخوف من المَولى عز وجل.
لذا بالإضافة إلى الممارسة اليومية لتقنية التعرض ومنع الاستجابة، عليك أن تلتزم بالقواعد التالية حتى تقوي نفسك المطمئنة على نفسك اللوَّامة أو الأمَّارة بالسُّوء إن شاء الله: • الصلوات الخمس.
• قراءة ورد من القرآن بتدبر ابدأ ولو بصفحة ثم زد بالتدرج.
• المحافظة على الأذكار المأثورة عن النبي (صلى الله عليه وسلم).
• قيام الليل وابدأ بركعتين خفيفتين والجأ فيها إلى الله وتضرع واشكو إليه حالك فلن يخذلك وداوم الطرق على بابه فهو كريم ورحيم، ابدأ ولو بركعة الوتر فقط.
• حافظ على ساعات من النوم الكافي يومياً.
• حافظ على الأكل الصحي (3 وجبات متوازنة + وجبتين خفيفتين في اليوم).
• وقد تلجأ إلى الصوم حتى يساعدك على السيطرة على نفسك الأمَّارة كما أمر بذلك النبي (صلى الله عليه وسلم).
• شرب الكثير من الماء (على الأقل 8 أكواب يومياً).
• اكتب يومياتك "مذكراتك" عن المثيرات التي قد تكون دافعاً لوقوعك في دائرة الإدمان وذلك حتى تتجنبها.
• التفكُّر والتأمُّل في خلق الله واليوم الآخر والحكمة من خلقك لعبادته ودورك في هذه الحياة لتعمير الأرض.
• تجنب المواقف الخطرة "الجوع والغضب والوحدة"، وخاصة الوحدة.
فعن النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلم أنه نهى عن الوَحدةِ: نهى أن يبيتَ الرَّجُلُ وحدَه، أو يُسافِرَ وحدَه (الراوي: عبد الله بن عمر المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 60 خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح على شرط البخاري).
ملاحظة عن تجنب الجوع التي ذكرها أليكس علينا أن نفهم شيئاً مُهَمًّا عنها: هناك فرق كبير بين الجوع والصوم، فأنت تصوم لله فصومك الذي تمتنع فيه عن الطعام والشراب وسائر المُفطرات، فإنه يهذب نفسك ويقويها ويزيد إيمانها وارتباطها بربها.
أما أن تترك الطعام هكذا بغير صوم فهذا يَضُرُّ بك وقد يُخرج نفسك عن السَّيطرة والتحكم بسبب الضعف.
فالصوم لا يضر الأجسام بل ينفعها بينما الجُوعُ الدائم يضر بها، والصَّوم جوع مؤقت "بضع عشرة ساعة"، والصَّوم يختلف ديناميكياً عن الجوع الدائم.
وللحديث بقية دومًا بإذن الله، ولنتذكر قوله سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إليهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) المائدة الآية: 35.
يُكمل أليكس: أشياء أخرى تُؤخذ في الاعتبار عند الإقلاع عن الإبَاحِيَّة يقول أليكس، وهو معالج غربي لهذا النوع من الإدمان ومتعافي سابق: لقد أوجزت كل شيء ساعدني في الحصول على الشفاء في أول 90 يوماً من ترك إدمان الإبَاحِيَّة وممارسة العادة السرية.
في واقع الأمر أنا لم أمارس العادة السرية بعد منذ أن أدَّيت الـ 30 يوماً الأولى من تقنية التعرض ومنع الاستجابة.
لكن في الواقع، ليس لدي حتى الآن الطريقة المثالية، وعندما أعرف سوف أعلمك بها، ولكن الآن أنا لدي قليل من الوسائل الأخرى التي وجدتها مفيدة.
التعليق: فهو لم يصل لأن منبع الهدي الإسلامي ليس عنده، ولكن بإذن الله مع الاستعانة بالله والاستقامة وحينما تبدأ شجرة الإيمان تنبت في قلبك وتقترب من ربك ستقدم محبة الله على أي شيء، تلك هي الطريقة المثلى اصبر ولا تيأس وأكمل الطريق، والله هو القائل: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) العنكبوت الآية: 69.
عودة إلى أليكس: ثم يعرض علينا أليكس وسائل أخرى مهمة جداً لمساعدتك في العلاج غير تقنية التعرض ومنع الاستجابة.
فبالإضافة إلى مجموعات الدعم الخارجي وكتابة المذكرات الشخصية واستخدام برامج الرقابة والفلترة للإنترنت، والتي تم تناولها في مقالات الخطوات السبع للشفاء من الإبَاحِيَّة تأتي هذه النصائح:
• ثقف نفسك: اقرأ بقدر ما تستطيع عن كيفية وقف إدمان الإبَاحِيَّة.
وهذا هو ما فعلته وواصل القيام بذلك.
فإنه ليس فقط سيساعدك على التوقف عن مشاهدة الإبَاحِيَّة، ولكنها سوف تساعدك في بقية حياتك.
• عمل مدونة خاصة بك: افتتح مدونة خاصة بك، سيجبرك هذا على استيعاب حقا كل ما قرأت واشرح ذلك للآخرين.
فأفضل طريقة لتعلم شيء ما، هو تعليمه لشخص آخر.
علاوة على ذلك ليس فقط لتقوم بمساعدة نفسك، ولكن لتساعد الآخرين أيضاً، ولجعل العالم مكانا أفضل.
حاول أن تفعل ذلك من خلال واحد من المواقع المجانية مثل blogger مثلاً أو word press.
• الحياة الإيمانية: أنخرط في حياتك الإيمانية وعليك أن تفسح المجال لذلك.
• تدوين الأفكار: كانت اليوميات واحدة من الأدوات الأكثر فائدة بالنسبة لي.
هناك شيء قوي حول تدوين أفكارك على الورق.
• تذكَّر أن التقدُّم هو المطلوب وليس الكمال: لا تحاول أن تفعل ذلك تماماً ولا تحاول أن تكون مثالياً دفعة واحدة.
سوف تُخطئ، ونحن جميعاً كذلك.
طالما كنت مستمراً في العمل على إصلاح نفسك، سوف تكون على نحو أفضل.
استغرق الأمر وقت معين في إدمانك، فلا تتوقع إصلاح كل شيء في غضون يوم واحد.
فسوف يستغرق ذلك بعض الوقت.
كُنْ صَبُوراً مع نفسك، وحافظ على الاستمرار والابتعاد عن الإبَاحِيَّة، وحياتك سوف تستمر في التحسن.
• تعلّم من الأخطاء: تعلّم من أخطائك عند ارتكابها، وبمرور الوقت سوف تُصبح شخصاً جديداً.
اذا واصلت العمل في ذلك، لا توجد وسيلة أخرى؛ سوف تصبح شخصاً جديداً حقاً!
• تقدير الذَّات: قل لنفسك: أشكرك على تحملك، وشكراً لك لمحاولتك تغيير نفسك، وأشكرك على الاستمرار في البحث عن حلول.
عن طريق إجراء تغييرات في نفسك لأنك ترغب بجعل هذا العالم مكاناً أفضل من ذلك بكثير!
وتذكَّر أن تقوم بإطعام نفسك الخيِّرة دومًا وشجّعها وادعمها.
التعليق: غذّي قلبك بالإيمان والطاعات فالإيمان يزيد بالطاعة ويقل بالمعصية، فداوم على الطاعة وفعل الخير ستجد نفسك تقاوم الشر والإبَاحِيَّة ولا تضعف أو تكسل عن هذا فتجد نفسك فريسة لنفسك الأمَّارة والهوى والوساوس، حماك الله أخي ورعاك وقواك اللهم آمين.
والله سبحانه هو القائل: (أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ) آل عمران الآية: 142. |
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| |
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: الخطوات السَّبعة للشفاء الأحد 24 يونيو 2018, 7:28 pm | |
| ربي يوفقكم ساعدوني أنا أتخبَّط منذ سنين فماذا أفعل؟ من رسائل متابعينا... السؤال: ربي يوفقكم ساعدوني أنا أتخبَّط منذ سنين، تعبت، بسبب الأفلام الجنسية، تركت صلاتي وحياتي ونفسي، كل مرة أحاول وأفشل، كل مرة الجأ لله ثم يغويني الشيطان وأعود لعادتي في ظرف قصير، حتى في رمضان ارتكبت المعاصي، أريد الانتحار فأنا أحس بمذلّتي وضياع عزّتي وكرامتي وإهانتي لديني.
الإجابة: السلام عليكم... أخي في الله... قد يقع الإنسان في الذَّنب فيندم ويتوب ويُقلع، ثم يتكرَّر منه الذَّنب فيتوب وهكذا.
فيتساءل حينئذ هل لي من توبة بعد ذلك؟
ويتكئ الشيطان على هذا الضَّعف ليُقنعه بالتَّخلي عن التَّوبة وأنه رجل غير جاد بل ويدفعه أحياناً إلى التخلّص من حياته والعياذ بالله فيخسر بهذا الخسران المبين.
لكنه حين يتفكَّر في نفسه جَادًّا فسيقول: الذَّنب الأول مضى وتُبْتُ منه، وهذا ذنبٌ أخر فأتوب منه، وخيرٌ لي أن أموت على توبةٍ من أن أموت وأنا مُصِرٌ على الذَّنب.
وفى السُّنَّةِ النَّبَويَّة ما يؤيد هذا المعنى: ففي البخاري من حديث أبي هريرة أنه (صلى الله عليه وسلم) قال: [إنَّ عبدًا أصاب ذنبًا، وربما قال: أذنب ذنبًا، فقال: ربِّ أذنبتُ، وربما قال: أصبتُ، فاغفِرْ لي، فقال ربُّه: أَعَلِمَ عبدي أنَّ له ربًّا يغفر الذَّنبَ ويأخذ به؟ غفرتُ لعبدي، ثم مكث ما شاء اللهُ ثم أصاب ذنبًا، أو أذنب ذنبًا، فقال: ربِّ أذنبتُ –أو أصبتُ- آخر فاغفِرْه؟ فقال: أَعَلِمَ عبدي أنَّ له ربًّا يغفر الذَّنبَ ويأخذ به؟ غفرتُ لعبدي، ثم مكث ما شاء اللهُ، ثم أذنب ذنبًا، وربما قال: أصاب ذنبًا، قال: قال: ربِّ أصبتُ –أو قال: أذنبتُ- آخرَ فاغفِرْه لي، فقال: أعَلِمَ عبدي أنَّ له ربًّا يغفر الذَّنبَ ويأخذُ به؟ غفرتُ لعبدي، ثلاثًا، فليعملْ ما شاء].
قال الحافظ المنذري: معناه والله أعلم أنه ما دام كلما أذنب ذنباً استغفر وتاب منه ولم يعد إليه بدليل قوله: {ثم أصاب ذنباً آخر} فليفعل إذا كان هذا دأبه ما شاء; لأنه كلما أذنب كانت توبته واستغفاره كفارةً لذنبه فلا يضرُّهُ "لا أنه يذنب الذنب فيستغفر منه بلسانه من غير إقلاع ثم يعاوده فإن هذه توبة الكذابين. انتهى.
وعن عُقبة بن عامر رضي الله عنه روى: [أنَّ رجلًا قالَ يا رسولَ اللَّهِ أحدُنا يُذنِبُ الذَّنبَ، قالَ يُكْتبُ عليهِ، قالَ ثمَّ يستغفرُ ويتوبُ، قالَ يُغفَرُ لَهُ ويُتَابُ عليهِ، قالَ ثمَّ يَعودُ فيُذنبُ، قالَ يُكْتبُ عليهِ، قالَ ثمَّ يَستَغفرُ ويَتوبُ، قالَ يُغفَرُ لَهُ ويُتابُ عليهِ ولا يَمَلُّ اللَّهُ حتَّى تَمَلُّوا].
والحديث قال فيه بن حجر رحمه الله حسن صحيح وله شاهد في الصحيحين.
وعن علي بن ابي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "خيارُكم كُلُّ مُفَتَّنٍ توَّابٍ".
والحديث صَحَّحَهُ السّيوطي في الجامع الصغير وقال عنه بن حجر: له شاهد.
وقيل للحسن البصري -رحمه الله-: ألا يستحي أحدنا من ربه يستغفر من ذنوبه ثم يعود ثم يستغفر، ثم يعود، فقال: وَدَّ الشيطان لو ظفر منكم بهذه، فلا تملّوا من الاستغفار.
وقال عمر بن عبد العزيز -رحمه الله- في خطبته: "أيها النَّاس مَنْ ألَمَّ بذنبٍ فليستغفر اللهَ وليتُبْ، فإن عاد فليستغفر الله وليتُبْ، فإن عاد فليستغفر الله وليتُبْ، فإنما هي خطايا مُطوّقة في أعناق الرجال وإن الهلاك كل الهلاك في الإصرار عليها".
وهذا المعنى داخل تحت قوله -تعالى-: "وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ" آل عمران: 135.
وقوله -تعالى-: "إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشيطان تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ" الأعراف: 201.
وقال النعمان بن بشير -رضي الله عنه- في قوله -تعالى-: "وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إلى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ" البقرة: 195، يقول: إذا أذنب أحدُكُم فلا يلقينَّ بيده إلى التَّهلُكة ولا يقولنَّ لا توبة لي ولكن ليستغفر اللهَ وليتُبْ إليه فإن اللهَ غفورٌ رحيمٌ.
وعن البراء -رضي الله عنه- وقد قال له رجل يا أبا عمارة: "وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إلى التَّهْلُكَةِ"، أهو الرَّجُلُ يَلقى العدو فيُقاتل حتى يُقْتَلْ؟ قال: لا.. ولكن هو الرجل يُذنِبُ الذَّنبَ فيقول: لا يغفره اللهُ لي.
وقال سعيد بن المسيب -رحمه الله- في قوله جل وعلا: "فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا" الإسراء: 25، قال: هو الذي يُذنِبُ ثم يتُوب ثم يُذنِبُ ثم يتُوب ثم يُذنِبُ ثم يتُوب.
وقال عطاء بن يسار -رحمه الله- في هذه الآية: "يُذنِبُ العبد ثم يتُوب فيتُوبُ اللهُ عليه، ثم يُذنِبُ فيتُوب.. فيتُوبُ اللهُ عليه، ثم يُذنِبُ الثالثةَ فإن تَابَ.. تَابَ اللهُ عليه توبةً لا تُمْحَى".
وعن وهب بن جرير عن أبيه -رحمهم الله- قال: كنت جالساً عند الحسن إذ جاءه رجل فقال: يا أبا سعيد ما تقول في العبد يُذنِبُ الذَّنَبَ ثم يتوب؟.
قال الحسن: لم يزدد بتوبته من الله إلا دُنُوًا.
قال الرجل: ثم عاد في ذنبه ثم تاب.
قال الحسن: لم يزدد بتوبته إلا شرفاً عند الله... ثم ذكر حديثاً عنه ثم قرأ: "إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشيطان تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ" الأعراف: 201.
هذا حتى لا يُصيبك اليأس والقنوط عند وقوعك في الذنب.
فإيَّاكَ إيَّاكَ أن تيأس وتقنط من رحمة الله مهما فعلت فاصبر وثابر ورابط واتقِ اللهَ وواصل حتى تصل لرضا الله وكُنْ على ثقةٍ أنه أرحم بك من أمّك فاستعن به واقترب منه وفِرَّ إليه وافعل الخير وسابق إلى الحسنات حتى تمحو بها السَّيئات وكلما فعلت ذنباً قُم وصَلِّ ركعتين توبةً لله واستغفر كثيراً ستجد أثر الاستغفار في قلبك لكن ابدأ وجاهد نفسك وحاول وكلما سقطت عاود الوقوفَ واتّخذ من سُقوطك نقطة انطلاقة أقوى من التي قبلها وستشعر بلذة عجيبة حينما تبذل من أجل الوصول إلى مرضاة خالقك.
وكما ذكرت لك استعن بالله أولاً ثم بموقعنا.
اقرأ كل المقالات التي فيه بعناية وطَبِّقْ التقنية القوية التي عرضناها بالموقع تحت عنوان تقنية التعرُّض ومنع الاستجابة ستنفعك بإذن الله كثيراً.
وننصحك بالاشتراك بالمنتدى فستجد فيه خير مُعينٍ على التَّقوى والقُرب من الله واعرض فيه مُشكلاتك وأرسل إلينا كلما احتجت لأي استفسار.
أعانكَ اللهُ وتابَ عليكَ ووفقكَ لِكُلِّ خير.. اللهم آمين. |
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: الخطوات السَّبعة للشفاء الأحد 24 يونيو 2018, 7:38 pm | |
| دائماً ما تساورني الشكوك بأني لن أتمكن من الزواج! من رسائل القراء الأعزاء أرسل إلينا أحد القراء برسالة السلام عليكم، شكراً لك علي هذه الجهود عندي استفسار هل لي بطرحه أم لا...
الاستفسار: موضوعي بخصوص إدمان الإباحية... فأنا والعياذ بالله مُدمن إباحية ولكن بتوفيق الله من خلال موقعكم صرت أقلل بالتدريج...
وسؤالى هو دائماً ما تساورني الشكوك بأني لن أتمكَّنَ من الزَّواج وأني... و... و... وأني إن تزوجت فسوف أفشل فما الحل وما العلاج؟
الإجابة: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته... جزاني وإيَّاكم كل الخير أخي، تفضَّل على الرَّحب والسّعة بكل سرور...
لماذا تساورك هذه الشكوك؟
وما معنى الفشل الذي تتحدث عنه؟
ولكن على العُموم تأكَّد أخي أن أي مضاعفات أصبتَ بها جرَّاء إدمان الإبَاحِيَّة سواء كانت ضعف أو... أو... سوف تختفي تماماً بمجرد إقلاعك عنها لفترة وكلما ابتعدت كلما اختفت تماماً وفي فترة وجيزة بإذن الله، وهذا من لطف الله ورحمته بعباده.
وأبَشِّرُكَ فإن إقبالك على ترك هذا الطريق بُشرى لك على أن اللهَ يريد لك الخير ويريد أن يصطفيك بالتَّوبة لكنك يجب أن تُدرك أن نفسك والشيطان لن يترُكاكَ بسهولة في بادئ الأمر فيبدأ الشيطان بالوسوسة بأمور ليست لها في الواقع حقيقة.
لا تلتفت وامض ولا تلتفت هاأنت رأيت النور وتنسَّمت ريح التَّوبة وبدأت تنهض من جديد.
امض وسارع الخُطى: "ففروا إلى الله".
واعلم أخي أن الغزال لو لم يلتفت وراءه ما أكله السبع.
وكلما أصابتك الوساوس هذه استغفر كثيراً وصَلِّ على النبي (صلى الله عليه وسلم) كثيراً وحَدِّدْ مثلاً لنفسك رقماً كبيراً في كل مرة تأتيك فيها هذه الوساوس أو غيرها.
افعل هذا، ولازم الذّكر والصَّلوات واقطع كل سبيل يُذَكّرُكَ بالماضي المُوحِشَ الكئيب.
حينها لن تأتيك الوساوس أبداً وأوصيك في كل مرَّة ترتكب فيها الذَّنب أن تُصلي ركعتين توبةً لله.
فقد ورد فيها حديث صحيح رواه الترمذي وأبو داود وأحمد في "المُسند" وغيرهم.
فعن أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: "ما من عبدٍ يُذنبُ ذنباً فيُحسنُ الطَّهُور ثم يقوم فيُصلّي ركعتين ثم يستغفر الله إلا غفر له، ثم قرأ هذه الآية: "وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ" [آل عمران: 135].
وتأكَّد أن الشيطان سيستسلم لأنه يوسوس لك على أمل العودة فإن قطعت آماله سييأس حينها وتكون قد عبرت الجسر إلى ضفة النجاة.
وأهلاً بك صديقاً عزيزاً بموقعنا بوركت وحفظك الله. |
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: الخطوات السَّبعة للشفاء الأحد 24 يونيو 2018, 7:47 pm | |
| فما كان مني إلا الاستعانة بالله والبحث عن حل لمشكلتي... رسالة من صديق حفظه الله وثبته وأعانه وإيَّانا بارك الله فيه...
السلام عليكم... أول شيء نشكركم على جهودكم التوعوية التي تساهم دائماً بتوعية الشباب المُنغمس في هذه الآفات القبيحة التي لاشيء منها سوي تضليل وتدمير الفطرة السَّليمة التي وهبها لنا الله عز وجل وإنهاك الجسد والعقل والتفكير لدرجة الجنون وأنا والحمد لله وأعوذ بالله من كلمة أنا كنت أتابع منشوراتكم والتي وضعتني علي طريق التفكير من أجل الخلاص مما أنا فيه من هَوْلِ الإبَاحِيَّة وإدمانها، والتي تَرَسَّخَتْ في ذهني منذ نُعومة أظفاري في سن الثانية عشر والتي عانيت منها وأدمنتها حتى سني الحالية وأنا في ربيعي السابع والعشرين فما كان مني إلا الاستعانة بالله والبحث عن حل لمشكلتي ومتابعة الصفحات والمعلومات حتى قرَّرت أن الحل الوحيد هو بالعزم والصبر والاتكال علي الله وأنا اليوم في اليوم العاشر ومازلت صابراً رغم الرغبة الشديدة التي تساورني وتدعوني للمشاهدة والممارسة وأيضاً أشكركم مرة أخرى لأنكم فعلاً موقع ممتاز وتساعدون في التوعية والإرشاد ونتمنَّى لكم دوام النجاح والصحة وسلمت أيديكم وبارك الله فيكم.
وشيء أخير عندي موضوع طويل بخصوص الإبَاحِيَّة والعادة السرية وبعض الأدعية التي أتمنَّي أن تُشاركوا بيها وإن شاء الله أحاول أن أرسل الموضوع إليكم في أقرب وقت وأكرر شكري وبارك الله فيكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الإجابة: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته... بارك الله فيكم أخي وجزاني وإيَّاكُم كُلَّ الخير...
حقيقة أسعدتني تلك الكلمات الرقيقة الجميلة...
وربنا يحفظك من كُلِّ سُوءٍ ويثبتك ويجعلك دوماً علي طريق الخير ويجعل لك أنيساً في قلبك يُغنيك عمَّا يُغضبُ الله.
شيءٌ جميلٌ حقاً أن نري ونسمع عن تلك النماذج أمثالكم وننتظر منكم المزيد وأتمنَّي لو أرسلت إلينا ما تدَّخره لديك وجزاكم الله خيراً.
وأسألك أن تُكثر من الحمد علي نعمة الهداية فبها تزيد النعمة وتدوم وسؤال الله الثبات يا مُقَلّبَ القُلُوب ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ والمُحافظة علي أذكار الصَّباح والمساء.
وفقكُم اللهُ إلى ما يُحِبُّ ويرضي ولا تحرمنا دَوْماً من هذه الأخبار الجميلة.
وكذلك مشاركاتك علي موقعنا. |
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: الخطوات السَّبعة للشفاء الأحد 24 يونيو 2018, 7:53 pm | |
| أحببت أن أشارك معكم وأحكي قصتي لأخوتي يمكن يستفيدوا... رسالة من أحد متابعينا... حقيقي رسالة جميلة وروعة حفظه الله...
أرسل إلينا يقول: "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... أحببت أن أشارك معكم وأحكي قصتي لأخوتي يمكن يستفيدوا من اللي صار لي وإن شاء الله ربي يهدينا ويثبتنا علي طريق الحق.
باختصار أنا عمري 23 سنه مع إني شخص مصلي وقارئ للقرآن لكن كان عندي خطأ نمارس فيه وهو المواقع الإبَاحِيَّة والعادة السرية... ومهما حاولت إنه نبطل هذه العادة ما قدرتش وبديت نبحث عن الحكم الشرعي للعادة وشنو جزاء اللي يمارس فيها وشنو العواقب منها وما نوع العذاب اللي حيناله مرتكبها لكن للأسف هذا كله لم يأت بنتيجة...
وفي يوم من الأيام سمعت لشيخ يتكلم عن الله ويتحدث عن صفات الله عز وجل وعن رحمته بعباده وكيف أن الله أرحم وأحن للعبد من أمه ويسامح العبد عن أخطائه... كل هذه الصفات أثَّرت فيا بصراحة وبديت نستحي إنه نمارس هالعادة وربي يراقب فيا والله بديت حتى نتحشم إنه نشتهي الزّنا في قلبي وبعدت عن كل ما هو مشبوه ومحرم حتى الأغاني تركتهم والحمد لله.. الحمد لله.. الحمد لله.
يا رب ثبتنا علي دينك وعلي الحق واهدينا سبل الخير والحق.
وآخر شيء نوصي الشباب اللي يعانوا من الحالة هادي إنهم يتصدَّقوا ويكثروا من فعل الخير وعليهم بالصوم لأنه يعوّد النفس على الصبر.. وشكراً ليك يا أدمن وربي يوفقك ويسدّد خُطاك والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الإجابة: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته... أخي وحبيبي جزاك اللهُ خيراً...
اللهم بارك فيك ورزقنا الله وإيَّاكُم الثَّبات علي الهُدى وحفظك الله...
حقيقة لا أستطيع أن اخفي فرحتي بتلك الكلمات اللطيفة التي تهز القلب فما أجمل أن نتكلم عن الله وعن صفاته وعن الخوف منه ومراقبته والحياء منه.
حقيقي معاني روعة وإحساس جميل أن نعرف الله بصفاته وأسماءه فنحبه فإذا أحببناه هان كل شيء علينا في سبيل الوصول لمرضاته وكل مَنْ عَرَفَ اللهَ أحَبَّهُ ولِمَا لا وهو صاحب كل صفة جميلة واسم جميل سبحانه ليس كمثله شيء.
وأشكرك أنك لم تحرمنا من عرض تجربتك في الإقلاع عن الإبَاحِيَّة لتكون لِمَنْ خلفك مصباحاً يُنير لهم الطريق ويبعث لهم الأمل ويحثُّهُم علي السَّير أن لا يأس ولا تراجع وأن الطريق مُمَهَّدٌ ولكن يحتاج لبعض الجُهد ويهون بالاستعانة بالله وبما شرعه الله من أسباب كالصوم فالصوم فعلاً يُعَلّمْ الصبر ويسمو بالإنسان وله لذَّة وفرحة عند الفِطْرِ يَعْلَمُهَا كُلُّ مَنْ صام لله.
ثبَّتك اللهُ وحفظك ورجاء لا تحرمنا من تعليقاتكم وتوجيهاتكم ومقترحاتكم ونعتز بك صديقاً عزيزاً علي موقعنا. |
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: الخطوات السَّبعة للشفاء الأحد 24 يونيو 2018, 8:00 pm | |
| أقلعت عن مشاهدة القنوات الإبَاحِيَّة... لكن ما زلت أشاهد بعض المقاطع من حين لآخر ماذا أفعل؟ السلام عليكم، وردت رسالة من أحد متابعينا الأعزاء على الموقع...
الرسالة يقول فيها: حقيقة كنت من المتابعين للقنوات الإبَاحِيَّة لفترة من الزمن ثم ابتعدت عنها بدون علاج نفسي، والله يعلم مخافة عقاب الله، لكن من فترة لأخرى أبحث عن مقطع بالجوال سواء بتويتر وخلافه لكن المخجل أن ابني 13 سنه اكتشفت -قدراً- أنه يُشاهد مقاطع عن طريق الانستجرام فما الحل لي ولهذا المُراهق علماً بأني أبلغ من العمر 41 سنة؟
الإجابة: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته... مرحباً بك أخي الحبيب حفظك الله وولدك وأولاد المسلمين من كل سُوء وفتنة، وهدانا وإيَّاكم إلى الطريق المستقيم.
والحمد لله أنك أقلعت عن مشاهدة تلك القنوات القبيحة فلله الفضل والمِنَّة، وسَعِدْتُ كثيراً حقيقةً لقولك أن الذي دفعك لترك متابعتها خشيتك من الله، قال تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ" المُلك: 12.
فأسأل الله أن أكون وأنت منهم... اللهم آمين.
لكن هناك مشكلة كبيرة جداً أنت وقعت فيها أخي الحبيب ألا وهي ذهابك بين الحين والحين للبحث عن مقاطع إباحية بتويتر وغيره، فأنت لم تزل مُدمناً للإباحية وإن كنت في مستوى أقل بالطبع لكن لازلت مُدمناً عليها هذه هي الحقيقة للأسف إن مستويات الإبَاحِيَّة سبعة مستويات.
فإذا كنت مبتلى برؤية المشاهد السيئة فلا تفكر فيما إذا كنت مُدمناً على الإبَاحِيَّة أم لا (لأنك مُدمن)، ولكن فكر في أي مستوى من مستويات الإدمان أنت؟
لترى في أي مستوى أنت من الإدمان تابع التفصيل التالي: 1- التعرض بمعدل مرة أو مرتين في السنة.
2- بداية استخدام المواد الإبَاحِيَّة فأحياناً يتم النظر إلى الصور الإبَاحِيَّة مع زيادة الاهتمام.
3- علامات المتاعب تبدأ في الظهور حيث يقوم الشخص بالنظر إلى المواد الإبَاحِيَّة مرة واحدة في الشهر، وعادة ما يحاول أن يتجنبها، ولكن في بعض الأحيان تكون الرغبة قوية بحيث لا يمكن السيطرة على نفسه، ويستسلم الشخص في النهاية.
4- يبدأ الشخص بملاحظة زيادة التخيلات الجنسية، ومحاولات للسيطرة عليها، مما يؤدي إلى أعراض انسحاب أقوى عند الإقلاع.
5- المواد الإبَاحِيَّة تؤثر يوماً بعد يوم في الشخص وفي حياته حتى أنه يقضي جزءا كبيرا من اليوم في التفكير في المواد الإبَاحِيَّة.
6- المواد الإبَاحِيَّة تسيطر أكثر يوماً بعد يوم في حياة الشخص بسبب تراخيه، مما يؤثر على العمل والدراسة، والعلاقات الشخصية.
7- المواد الإبَاحِيَّة ومشاهدتها يستهلك معظم وقت الشخص، ووصل لمرحلة يظن أنه لا يستطيع السيطرة فيها على نفسه.
تلك هي مستويات إدمان الإبَاحِيَّة لقد اطلعت على المستويات السبعة لإدمان الإبَاحِيَّة.
هل أوقفك شيء وأنت تقرأ؟!!
هل توقفت عند المستوى الأول، ولاحظت شيئاً سأكرره عليك: المستوى الأول لإدمان الإبَاحِيَّة هو التعرض بمعدل مرة أو مرتين في السنة للمواد الإبَاحِيَّة.
هل تعتقد أن عبارة: “مرة أو مرتين” فقط تعني أن ذلك لا يؤثر عليك ولا يضعك على طريق الإدمان؟
إنه شيء يدعوك للتوقف حقاً، فحينما يشاهد المرء مشاهد إباحية مثلاً مرة أو مرتين وفي السنة وليس في الشهر، فإنه يعتقد أنه ذلك لا يؤثر على حياته العادية، إنما في الحقيقة هو يؤثر، وهو بذلك يكون مُدمناً في المستوى الأول.
لهذا قال المؤلف الذي طرح هذه المستويات للإدمان: لا تفكر فيما إذا كنت مُدمناً على الإبَاحِيَّة أم لا، ولكن فكر فيما إذا كنت مُدمناً كثيراً أو قليلاً؟
هذه الوقفة تلفت نظرنا إلى شيء خطير جد خطير وهو ما يعتبره عدد من النَّاس -من غير الملتزمين دينيًّا والمتأثرين بصحبة السوء- يعتبره شيئاً عادياً أن يشاهد مشهداً هابطًا، ولا يعتبره نوع من الإدمان لم يؤثر على حياته ونفسه وشخصيته.
إن كنت تفكر كذلك، فأنت على الطريق إلى الهاوية لأن كل مُدمن يظن نفسه بطلًا محصنًا في البداية.
ومن هنا عليك أن تنتبه فإن كنت في بداية الطريق فهذا تنبيه لك بخطورة وظلمة هذا الطريق فارجع وتُبْ وحذار أن تكمل فيصعب عليك الرجوع وربما رجعت ولكن تكون الخسارة كبيرة.
وإن كنت قد وصلت إلى أعلى مستويات الإدمان فلا تيأس فالله يقبل التوبة من عباده بمشيئته ورحمته التي وسعت كل شيء، فجاهد نفسك واصبر واعمل الصالحات حتى يطهر ذلك القلب وتقوى عزيمته على الترك النهائي، وأصلح ما أفسدته هذه المشاهدات السيئة واحمل اليقين في قلبك أن الله سيعينك وازرع شجرة الأمل في قلبك حتى ترى النور من جديد فأمتك تحتاج إليك، وزوجتك وأولادك يحتاجون إليك، فأنت عونهم بعد الله في هذه الدنيا.
وأنصحك أن تكمل المقال على الرابط التالي مستويات إدمان الإبَاحِيَّة السبعة وكبح الجماح باكرًا.
وباختصار أخي بارك الله فيك أنت انتقلت من مستوى إلى مستوى أقل منه فقط ولكنك ما زلت تُعَدُّ مُدمناً فعليك أن تستعين بالله وتتوب ثم تفرغ من وقتك ولو القليل للإطلاع على ما نشرناه وما سننشره بموقعنا فهو يحوي ما يزيد عن 50 مقالة متخصصة -حتى الآن- في علاج هذا الإدمان واقرأها بتأن وفهم وأقترح عليك تطبيق ما جاء فيها من نصائح وخاصة مقال: "هل تعرف كيف توقف إدمان الإبَاحِيَّة" ومجموعة مقالات: "الخطوات السبعة للشفاء" بكل اهتمام والله المُعين والشافي.
وكما رأيت أنت الآن حزين وقلق على ولدك لأنك اكتشفت أنه يشاهد مقاطع إباحية على الآنستاجرام فاجعل تقوى الله وخوفك منه ثم حزنك وقلقك هذا على فلذة كبدك يدفعك إلى ترك هذا الذنب وقطع كل طريق يوصل إليه وفوراً فهل يصلح أن ينجي الغريق غريقاً!!
أما بالنسبة لكيفية التعامل مع مشكلة ولدك فعليك بمراجعة هذا المقال: ماذا أفعل لو علمت أن ابني يشاهد مواداً إباحية؟ |
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: الخطوات السَّبعة للشفاء الأحد 24 يونيو 2018, 8:25 pm | |
| ثقوا وتأكَّدُوا بأن الكثير يتابعكم... أرسل إلينا أحد الأخوة رسالة يقول فيها جزاه الله خيراً...
السلام عليكم ورحمة الله... جزاكم الله خير الجزاء على ما تقومون به من توعية النَّاس وإرشادهم إلى الخير وتحفيزهم لترك الشر، قال رسول الله صل الله عليه وسلم: "الدَّالُّ على الخَير كفاعله"، فأنتم مشكورين على جهودكم؛ وإن قّلَّ عندكم عدد التعليقات إلا أنه ثقوا وتأكَّدُوا بأن الكثير يتابعكم، عن نفسي تابعتكم بالأمس وأعجبني كثيراً، الحمد لله أنا في طريقي للخلاص من هذه العادة السَّيئة ومن هذه المواقع النَّتنه التي لا فائدة منها وإنما هي شهوة للحظات وتنتهي ويبدأ معها النَّدم والحسرة... وختاماً... عُذراً على الإطالة وجزاكم الله خير الجزاء.
الإجابة: جزانا وإيَّاكم أخي كل الخير علي هذه الكلمات الطيبات.
ونشكركم علي دعمكم لنا ونسعد كثيراً بمثل هذه الرسائل التي تحثُّنا علي الاستمرار وبارك اللهُ فيك... ويرزقك العون علي ترك كل ما لا يرضي الله وثق بأن هذا سيكون قريباً بإذن الله طالما تُثابر وتُجاهد: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} [العنكبوت: 69].
فاللهُ معك، ثبَّتك اللهُ علي الخير وحفظك من كل سُوء وجعلك دوماً عوناً لنا على الخير.
وأنا حقيقةً لا زلت أتمنَّي أن يُشارك المتابعين في نشر الفكرة ودعمها والتقدُّم بأنفسهم للخروج من دائرة الإدمان وهذا لن يكون إلا عن طريق المشاركة وعرض المشكلات ليُعين كُلُّ مَنْ يُعانِي الآخر في حَلِّهَا.
فاللهُ وحدهُ وَلِيُّ ذلك والقادر عليه. وجزاكم الله خيراً.
أخـوكم المحب د. محمد عبدالجواد طبيب أخصائي الأمراض الصدرية باحث وكاتب في علاج إدمان الإباحية جمهورية مصر العربية.
الموقع: http://antiporngroup.com/
المصدر: http://www.saaid.net/book/open.php?cat=83&book=13386
تنسيق وتنقيح وعلامات ترقيم أ: أحمد لبن https://almomenoon1.0wn0.com/ |
|
| |
| الخطوات السَّبعة للشفاء | |
|