النشوز:
(نشوز المرأة هو خروجها عَمَّا يجب للرجل عليها من حُقوق الزوجية).
فإذا منعت زوجها من الاستمتاع بها ولم تُمَكِّنْهُ من نفسها ولا عذر لها في ذلك فقد نشزت.
وإذا خرجت من بيته بغير إذنه ولو إلى بيت أبيها أو قريبها، ولا عذر لها في ذلك فقد نشزت.
وإذا عصيت أمره أو نهيه في غير معصية الله ولا عذر لها في مخالفته فقد نشزت.
والأحوط أن لا تجرى أحكام النُّشوز عليها، حتى يتكرَّر ذلك منها، ويُخشى أن يكون عادةً لها ودَأْباً، ولعل ذلك هو المُراد في الآية الكريمة: (واللاتي تخافون نُشُوزَهُنَّ).
علاج النُّشوز.. بالهَجْر:
إذا تحقق النُّشوزُ من المرأة، وعظها الزَّوْجُ وحذَّرها مغبَّة ذلك وذكَّرها نهي الله عنه وتحريمه إياه، ولو بذكر بعض الأحاديث الواردة في هذا الشأن، أو بالاستعانة بغيره مِمَّنْ يُحْسِنُ القيام به.
والأحوط له أن يتدرَّج في الوعظ من اللين إلى الشِّدَّةِ بحسب مراتب النَّهي عن المُنكر، فإذا لم يؤثّر ذلك في ردعِهَا، هجرها في المَضْجع، فيولّيهَا ظهره في المنام ويُبدي عدم الاهتمام بها، أو يعتزل فِرَاشِهَا، متدرجاً كذلك من الأخف إلى الأشد.
فإذا لم ترجع عن نُشوزها جاز له ضربها متدرجاً في ذلك، ولا يضربها الضَّرب المُبرح، وهو الذي يُدمِي اللحمَ أو يلوّن الجسد، ولا يضربها بقصد التَّشَفِّي والانتقام منها، بل بقصد الرَّدع والتأديب، فإن ذلك هو مُقتضى القِوَامَةَ للزوج والإصلاح لخطأ الزوجة.
ملاحظة:
لا يتحققُ النُّشوز من المرأة إذا خرجت عن الطاعة في شيئٍ لا يجب عليها القيام به، ومثال ذلك: ان تمتنع عن الطبخ أو عن كنس المنزل أو عن تمهيد الفراش أو عن غسل الثياب، أو من بعض حوائج الرجل التي لا تجب عليها وإن كان ذلك على خلاف عادتها معه.
علاج نشوز الرجل:
إذا تحقق النُّشوز من الرَّجل فمنع الزوجة بعض حقوقها الواجبة عليه من قسمتها في الليالي أو من النفقة أو غير ذلك مما يجب عليه القيام به، جاز للمرأة أن تطالبه بحقها الممنوع وتُحَذّرَهُ نتائج ذلك وعُقباه وتُخوفه عقوبة الله سبحانه في مخالفة أمره ونهيه.
ويمكنها أن تستعين بغيرها في وعظه وتحذيره وتذكيره.
فإذا لم يؤثر ذلك شيئاً رفعت الأمر إلى الحاكم الشَّرعي، فإذا أثبتت نُشوز الرَّجل عند الحاكم زجره عن تعديه ومخالفته لما يجب عليه.
فان لم ينفع ذلك عزَّرهُ بما يراه، وألزمه القيام بالحُقوق، وإذا امتنع عن الإنفاق على المرأة تولّى الحاكم الإنفاق عليها من مال الزوج ولو ببيع بعض ممتلكاته.
الشِّقَاق:
إذا كره كُلُّ من الزوجين صاحبه وخِيفَ وقوع الشقاق بينهما، ورفع الأمر إلى الحاكم الشَّرعي، أنفذ الحاكم حَكَمَاً من أهل الزوج وحَكَمَاً من أهل الزوجة مِمَّنْ يُعتمد عليه في حل مثل هذه المشكلات وعدم التحيُّز بغير حق لينظروا في أمر المتنازعين ويحلا مشكلتهما.
وإذا تَعَذَّرَ وجود الحَكَمَيْنِ من أهليهما أنفذ حَكَمَيْن أجنبيين على الأحوط، وإذا تَعَذَّرَ الحَكَمُ من أهل أحدهما أنفذ عنه حَكَمَاً أجنبياً.
ويجب على الحَكَمَيْنِ أن يبذلا وسعهما في اسيتضاح سبب المُنافرة بين الزوجين، فينفرد حَكَمُ الزوج بالزوج ويستقصي بالسؤال منه عن الأشياء التي تدور في نفسه حول المشكلة...
وينفرد حَكَمُ الزوجة بالزوجة كذلك، ثم يجتمع الحَكَمَانِ ليتفاهما ولا يُخْفِي أحدهما من معلوماته شيئاً عن صاحبه، ويتفاهمان في الأمر مبلغ طاقتهما.
فإذا استقر رأيُهما على الصُّلح بين الزوجين، وحَكَمَا به نفذ حُكْمُهُمَا على الزوجين ولزمهما الرِّضا بكل شرط يشترطه الحَكَمَان عليهما أو على أحدهما إذا كان سائغاً، كما إذا شرطا على الرجل أن يُسْكِنَ المرأة في بلد مُعيَّنٍ أو في منزل مخصوص أو مع أنَاس مُعيَّنين...
أو شرطا عليه أن لا يُسكن المرأة مع ضُرَّتِهَا أو مع بعض أقاربه في منزل واحد، أو أن يدفع لها مبلغاً من المال، مع قدرته على إنفاذ شرطهما، وكما إذا شرطا على المرأة ان تُؤَجِّلَ بعض ديونها الحالة على الرجل من صَدَاقٍ أو غيره، أو أن تمتنع من صُحبة مَنْ يتهمهم الزوج بأنهم يُفسدون أمرها، أو أن تترك بعض الخِصَالِ التي يَمْقُتُهَا الزوج فيها.
ولا ينفذ قولهما إذا شرطا أمراً غير سائغ في الشريعة، ومثال ذلك: أن يشترطا على الزوج أن لا يقسم لزوجته الأخرى من الليالي أو أن لا يُنفق عليها، أو أن تخرج المرأة من بيته بغير إذنه متى أرادت واين أرادت.
ومن المصطلحات كذلك:
الأمن الأسري:
ماذا يعني الأمن؟
الأمن هو.. الاستقرار والطمأنينة.
الأمن الأسري هو استقرار الأسرة وأدائها لحقوقها في سِيَاجٍ من الثقة والطمأنينة.
كيف حقَّق الإسلام الأمن الأُسَري؟
حقَّق الإسلام الأمن الأُسَري من خلال:
1- أهداف الزواج في الإسلام:
* الإحصان:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ)) متفق عليه.
* السَّكَنُ النَّفسي:
قال تعالى: "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ".
* تكثير النسل:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((تَزَوَّجُوا الْوَدُودَ الْوَلُودَ فَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمُ الأُمَمَ)) رواه أبو داود وصححه الألباني.
2- الأسُسَ التي تقوم عليها الحياة الزوجية:
* المساواة:
قال تعالى: "وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ".
* الشورى:
قال تعالى: فَإِنْ أَرَادَا فِصَالًا عَنْ تَرَاضٍ مِنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا
* حُسْنُ العِشْرَة:
قال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا وَلا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كثيرًا".
3- تحديد حقوق وواجبات كُلاً من الزوجين.
4- معالجة الإسلام للخلافات الأسرية
5- تحقيق الأمن المادي:
* المهر:
قال تعالى: "وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً".
* النفقة:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((دِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَدِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ فِي رَقَبَةٍ وَدِينَارٌ تَصَدَّقْتَ بِهِ عَلَى مِسْكِينٍ وَدِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ عَلَى أَهْلِكَ أَعْظَمُهَا أَجْرًا الَّذِي أَنْفَقْتَهُ عَلَى أَهْلِكَ)) رواه مسلم.
* نفقة الأقارب:
قال تعالى: "يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ".
* الميراث:
قال تعالى: لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا".
وأخيراً..
سيتحقَّق الأمنُ الأسَريُّ بإذن الله من خلال:
1- مراقبة الله.
2- تطبيق شرع الله في حياتنا.
3- احتضان الأبناء مهما كانت أخطاؤهم.
مُهَدِّدَاتِ الأمن الأسَريُّ:
1- الفضائيات.
2- الهواتف النَّقَّالة.
3- الإنترنت.
4- الخادمات والسائقون.
5- الخيانة الزوجية.
6- الطلاق.
====================================
هذه النقاط كلها من جمع وترتيب إحدى الدَّاعيات بمدينة جدة.
المصدر:
http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?t=36638#gsc.tab=0