|
| إعلام الأشرار بحكم الطعن بالصحابة الأبرار | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: إعلام الأشرار بحكم الطعن بالصحابة الأبرار السبت 12 مارس 2011, 11:49 pm | |
| إعلام الأشرار بحكم الطعن بالصحابة الأبرار قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه:"وسيكون في آخر الزمان قوم ينتحلون محبتنا والتشيع فينا هم شرار عباد الله الذي يشتمون أبا بكر وعمر". تاريخ دمشق (26/343).وقال أبو جعفر الطحاوي:"وحبهم (الصحابة) دين وإيمان وإحسان، وبغضهم كفر ونفاق وطغيان". شرح العقيدة الطحاوية. إعلام الأشرار بحكم الطعن بالصحابة الأبرار تأليف: أبي أنس مَاجد إسلام البنكاني غفر الله لنا وله وللمسلمين =============== المقدمة إنَّ الحمدَ لله نحمَدُه، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له، ومن يُضلل فلا هادي له.
وأشهد أنّ لا إله إلاّ اللهُ وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمداً عبده ورسولُه.
فإن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدى هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وإن شر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
أما بعد، إن مما يدمي القلب حقاً أن نسمع من يطعن في الصحابة الكرام الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه، واختارهم سبحانه وتعالى لصحبة نبيه -صلى الله عليه وسلم-، ومات رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو راضٍ عنهم، وهم الذين نقلوا التشريع لنا، فسبُّهم هو في الحقيقة طعن في الشريعة وفي دين الله سبحانه وتعالى.
وهم أفضل البشر بعد الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، وقد مدحهم الله -تعالى- في مواضع كثيرة من كتابه العزيز، فقال الله تعالى: "وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ". سورة التوبة الآية (100).
وقال -تعالى-: "لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا". سورة الفتح آية (18).
وقال الله تعالى: "مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا". سورة الفتح آية (29).
إلى غيرها من نصوص الكتاب والسنة في مدح الصحابة الكرام وفضلهم رضوان الله عليهم.
حكم من سبّ أو طعن بالصحابة الكرام رضوان الله عليهم: نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن سب صحابته الكرام، لما لهم من نصرة الدين، فسبهم من أكبر الكبائر وأفجر الفجور.
فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ اَلْخُدْرِيِّ وأبي هريرة رضي الله عنهما: قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "دَعُوا لِي أَصْحَابِي، لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي، فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَوْ أَنْفَقَ كُلَّ يَوْمٍ مِثْلَ أُحُدٍ لَمْ يَبْلُغْ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلَا نَصِيفَهُ".
وفي رواية: "لا تسبوا أصحابي فوالذي نفس محمد بيده لو أنفق أحدكم مثل أُحد ذهباً ما بلغ مدَّ أحدهم ولا نصيفه".
وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ سبَّ أصحابي، فعليه لعنةُ اللهِ والملائكةِ والناسِ أجمعين".
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: وقوله: [لا تسبوا أصحابي] خطاب لكل أحد أن يسب من انفرد عنه بصحبته عليه الصلاة والسلام.
قوله: "ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه" المراد أن القليل الذي أنفقه أحدهم أكثر ثواباً من الكثير الذي ينفقه غيرهم، وسبب ذلك أن إنفاقهم كان مع الحاجة إليه لضيق حالهم، ولأنه كان في نصرته -صلى الله عليه وسلم- وحمايته غالباً، ومثل إنفاقهم في مزيد الفضل وكثير الأجر باقي أعمالهم من جهاد وغيره، لأنهم الرعيل الأول الذي شق طريق الحق والهداية والخير، فكان لهم فضل السبق الذي لا يداينه فضل إلى جانب شرف صحبتهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وبذلهم نفوسهم وأرواحهم رخيصة دفاعاً عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ونصره لدينه،والنصيف هو النصف.
قال ابن قيم الجوزية: قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لا تؤذوني في أصحابي، فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهباً ما بلغ مُدَّ أحدهم ولا نصيفه، قال إذا ذكر أصحابي فأمسكوا، قال أهل العلم: لا يذكرون إلا بأحسن ذكر والسمع والطاعة لأئمة المسلمين، وكل من ولي أمر المسلمين عن رضى أو عن غلبة واشتدت وطأته من بر أو فاجر فلا يخرج عليه جار أو عدل ونغزو معه العدو ونحج معه البيت ودفع الصدقات إليهم مجزية إذا طلبوها ونصلي خلفهم الجمعة والعيدين قاله غير واحد من العلماء.
وعن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، وعبدالله ابن مسعود -رضي الله عنه-، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "إذا ذكر أصحابي فأمسكوا، وإذا ذكرت النجوم فأمسكوا، وإذا ذكر القدر فأمسكوا".
قوله: "إذا ذكر أصحابي" بما شجر بينهم من الحروب والمنازعات "فأمسكوا" وجوباً عن الطعن فيهم والخوض في ذكرهم بما لا يليق فإنهم خير الأمة والقرون لما جرى بينهم، "وإذا ذكرت النجوم" أي أحكامها ودلالتها وتأثيراتها "فأمسكوا" عن الخوض فيها لما مرّ. فيض القدير.
قال الإمام الذهبي: مَنْ ذم أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بشيء، وتتبَّع عثراتهم، وذكر عيباً، وأضافه إليهم كان منافقاً، بل الواجب على المسلم حب الله وحب رسوله، وحب ما جاء به، وحب مَنْ يقوم بأمره، وحب مَنْ يأخذ بهديه ويعمل بسنته، وحب آله وأصحابه، وأزواجه، وأولاده، وغلمانه، وخدامه، وحب مَنْ يحبهم، وبغض مَنْ يبغضهم، لأن أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله.
وقَالَ أَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ: مَنْ أَحَبَّ أَبَا بَكْرٍ فَقَدْ أَقَامَ اَلدِّينَ، وَمَنْ أَحَبَّ عُمَرَ فَقَدْ أَوْضَحَ اَلسَّبِيلَ، وَمَنْ أَحَبَّ عُثْمَانَ اِسْتَنَارَ بِنُورِ اَللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَمَنْ أَحَبَّ عَلِيًّا فَقَدْ أَخَذَ بِالْعُرْوَةِ اَلْوُثْقَى، وَمَنْ أَحْسَنَ اَلثَّنَاءَ عَلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اَللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَدْ بَرِئَ مِنْ اَلنِّفَاقِ وَمَنْ يَنْتَقِصُ أَحَدًا مِنْهُمْ أَوْ يُبْغِضُهُ لِشَيْءٍ كَانَ مِنْهُ فَهُوَ مُبْتَدِعٌ مُخَالِفٌ لِلسُّنَّةِ وَالسَّلَفِ اَلصَّالِحِ، وَالْخَوْفُ عَلَيْهِ أَنْ لَا يُرْفَعَ لَهُ عَمَلٌ إِلَى اَلسَّمَاءِ حَتَّى يُحِبَّهُمْ جَمِيعًا وَيَكُونَ قَلْبُهُ لَهُمْ سَلِيمًا.
وقَالَ أَبَو قِلَابَةَ لِأَيُّوبَ: يَا أَيُّوبَ اِحْفَظْ مِنِّي ثَلَاثًا: لَا تُقَاعِدْ أَهْلَ اَلْأَهْوَاءِ، وَلَا تَسْمَعْ مِنْهُمْ، وَلَا تُفَسِّرْ اَلْقُرْآنَ بِرَأْيِكَ، فَإِنَّكَ لَسْتَ مِنْ ذَلِكَ فِي شَيْءٍ، وَانْظُرْ هَؤُلَاءِ اَلرَّهْطَ مِنْ أَصْحَابِ اَلنَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- فَلَا تَذْكُرُهُمْ إِلَّا بِخَيْرٍ.
وروى الخطيب البغدادي بسنده عن أبي زرعة يقول: "إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فاعلم انه زنديق وذلك أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- عندنا حق، والقرآن حق، وإنما أدى إلينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة، والجرح بهم أولى وهم زنادقة".اهـ.
وقال الإمام مالك بن أنس وغيره: مَنْ أبغض الصحابة وسبَّهم فليس له في فيء المسلمين حق، ونزع بآية الحشر: وَمَا أَفَاء اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ وَلَكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَن يَشَاء وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ مَّا أَفَاء اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاء مِنكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ" سورة الحشر آية (6-7) إلى قوله تعالى: وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ". سورة الحشر آية (10).
وقال: مَنْ غاظه أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- فهو كافر، قال الله تعالى: لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ". سورة الفتح آية (29).
وقال عبدالله بن المبارك: خصلتان مَنْ كانتا فيه نجا: الصدق، وحب أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم-.اهـ. كتاب الشفا (2/43).
وقال البيهقي رحمه الله: وإذا ظهر أن حب الصحابة من الإيمان، فحبهم أن يعتقد فضائلهم، ويعترف لهم بها، ويعرف لكل ذي حق منهم حقه، ولكل ذي غنا في الإسلام منهم غناه، ولكل ذي منـزله عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- منـزلته، وينشر محاسنهم، ويدعو بالخير لهم، ويقتدي بما جاء في أبواب الدين عنهم، ولا يتبع دلاتهم وهفواتهم وتعمد تخير أحد منهم ببينة عنه ويسكت عما لا تقع ضرورة إلى الخوض فيه مما كان بينهم، وبالله التوفيق .اهـ.
حُكْمُ مَنْ كَفَّرَ الصَّحابة أو بعضهم رضي الله عنهم: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ قال لأخيه: يا كافر! فقد باء بها أحدهما".
قال الإمام الذهبي رحمه الله تعالى: فأقول: مَنْ قال لأبي بكر ودونه: يا كافر! فقد باء القائل بالكفر هنا قطعاً لأن الله تعالى قد رضي عن السابقين الأولين قال الله تعالى: "والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه"، ومَنْ سَبَّ هؤلاء فقد بارز الله تعالى بالمحاربة، بل مَنْ سَبَّ المسلمين وآذاهم وازدراهم فقد قدمنا أن ذلك من الكبائر فما الظن بِمَنْ سَبَّ أفضل الخلق بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لكنه لا يخلد بذلك في النار، إلا أن يعتقد نبوة علي -رضي الله عنه- أو أنه إله فهذا ملعون كافر. أ.هـ.الكبائر (ص182).
وقال أنس بن مالك -رضي الله عنه-: مَنْ غاظه أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- فهو كافر، قال الله تعالى: "لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ". سورة الفتح آية (29).
ومَنْ سَبَّ الصحابة الكرام يستحق لعنة الله والملائكة والناس أجمعين. فعن ابن عمر -رضي الله عنهما-، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "لعن اللهُ مَنْ سَبَّ أصحابي". وعن ابن عباس رضي الله عنهما، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "مَنْ سَبَّ أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين".
وروي عن أنس -رضي الله عنه- مرفوعاً به، وزاد: "لا يقبل الله منه صرفاً، ولا عدلاً"، قال: والعدل: الفرائض، والصرف: التطوع.
وقد عدّ الإمام الذهبي سب الصحابة الكرام من الكبائر، فقال: "الكبيرة السبعون: سَبُّ أحد من الصحابة رضوان الله عليهم".
وقال: فمن طعن فيهم، أو سبَّهم فقد خرج من الدين، ومرق من ملة المسلمين، لأن الطعن لا يكون إلا عن اعتقاد مساويهم، وإضمار الحقد فيهم، وإنكار ما ذكره الله تعالى في كتابه من ثناءه عليهم، وما لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- من ثنائه عليهم، وفضائلهم، ومناقبهم، وحبهم، ولأنهم أرضى الوسائل من المأثور، والوسائط من المنقول، والطعن في الوسائط طعن في الأصل، والازدراء بالناقل ازدراء بالمنقول، هذا ظاهر لِمَنْ تدبَّره وسلم من النفاق، ومن الزندقة، والإلحاد في عقيدته، وحسبك ما جاء في الأخبار والآثار. الكبائر للذهبي (1/236).
وقال إبراهيم النخعي: كان يُقال شَتْمُ أبي بكر وعمر من الكبائر، وكذلك قال أبو إسحاق السبيعي: شتم أبي بكر وعمر من الكبائر التي قال تعالى: {إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه} النساء: 31.
وإذا كان شتمهم بهذه المثابة فأقل ما فيه التعزير لأنه مشروع في كل معصية ليس فيها حد ولا كفارة وقد قال -صلى الله عليه وسلم-: "انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً" وهذا مما لا نعلم فيه خلافاً بين أهل الفقه والعلم من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والتابعين لهم بإحسان وسائر أهل السنة والجماعة فإنهم مجمعون على أن الواجب الثناء عليهم، والاستغفار لهم والترحم عليهم والترضي عنهم واعتقاد محبتهم وموالاتهم، وعقوبة مَنْ أساء فيهم القول.
قال بشر بن الحارث: مَنْ شتم أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فهو كافر وإن صـام وصلى وزعـم أنـه من المسـلمين.
وقـال الأوزاعي: مَنْ شتم أبا بـكر الصديق -رضي الله عنه- فقد ارتد عن دينه وأباح دمه.
وقال المروزي: سالت أبا عبدالله يعني الإمام أحمد: عَمَّنْ شتم أبا بكر وعمر وعثمان وعائشة رضي الله عنهم فقال: ما أراه على الإسلام. المرجع السابق (161).
وقال أبو طالب للإمام أحمد: الرجل يشتم عثمان؟ فأخبروني أن رجلاً تكلم فيه فقال هذه زندقة. رواه الخلال (3/493) بسند صحيح.
الصحابة رضوان الله عليهم أفضل خلق الله بعد الأنبياء عليهم السلام وكل مسلم عاقل يعلم أن الصحابة الكرام رضوان الله عليهم هم أفضل خلق الله تعالى بعد الأنبياء، وأن قلوبهم أنقى وأتقى قلوباً، بعد قلب النبي -صلى الله عليه وسلم- وقلوب الأنبياء، فهم أبر هذه الأمة قلوباً وأعمقها علماً وأقلها تكلفاً، وأتقاهم لله تعالى، وأكثرهم خشية لله تعالى، وأفضل منا عند الله عز وجل.
قال عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه-: "إن الله نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد -صلى الله عليه وسلم- خير قلوب العباد فاصطفاه لنفسه فابتعثه برسالته، ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد فوجد قلوب الصحابة خير قلوب العباد فجعلهم الله وزراء نبيه يقاتلون على دينه".
وفي رواية فيها زيادة: "فما رآه المسلمون حسناً فهو عند الله حسن، وما رآه المسلمون قبيحاً فهو عند الله قبيح". أنظر التخريج السابق.
عدل سابقا من قبل أحــمــد لــبــن AhmadLbn في الجمعة 22 سبتمبر 2017, 5:31 pm عدل 2 مرات |
| | | أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: رد: إعلام الأشرار بحكم الطعن بالصحابة الأبرار الجمعة 22 سبتمبر 2017, 5:35 pm | |
| وذكر قتادة عن عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: "مَنْ كان منكم متأسياً فليتأس بأصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- فإنهم كانوا أبرّ هذه الأمة قلوباً وأعمقها علماً وأقلها تكلفاً وأقومها هدياً وأحسنها حالاً، قوماً اختارهم الله تعالى لصحبة نبيه -صلى الله عليه وسلم- فاعرفوا لهم فضلهم واتبعوهم في آثارهم فإنهم كانوا على الهدى المستقيم".
قال شيخ الإسلام رحمه الله: "وقول عبدالله بن مسعود: كانوا أبَرَّ هذه الأمة قلوباً وأعمقها علماً وأقلها تكلفاً؛ كلام جامع بيّنَ فيه حسن قصدهم ونياتهم ببر القلوب وبين فيه كمال المعرفة ودقتها بعمق العلم، وبين فيـه تيسر ذلك عـليهم، وامتنـاعهم مـن القـول بـلا علم بقلة التكلف".
قال الله تعالى: "لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى"، وقال تعالى: وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ"
والسابقون الأولون: الذين أنفقوا من قبل الفتح وقاتلوا والمراد بالفتح: صلح الحديبية فإنه كان من أول فتح مكة وفيه أنزل الله تعالى: "إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا * لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ". الفتح (1ـ2).
فقالوا: يا رسول الله أو فتح هو؟ قال:"نعم".
قال الشيخ السعدي: المراد بالفتح هنا هو فتح الحديبية، حين جرى من الصلح بين الرسول -صلى الله عليه وسلم- وبين قريش مما هو أعظم الفتوحات التي حصل بها نشر الإسلام، واختلاط المسلمين بالكافرين، والدعوة إلى الدين من غير معارض، فدخل الناس من ذلك الوقت في دين الله أفواجاً، واعتز الإسلام عزاً عظيماً، وكان المسلمون قبل هذا الفتح لا يقدرون على الدعوة إلى الدين في غير البقعة التي أسلم أهلها، كالمدينة وتوابعها، وكان مَنْ أسلم من أهل مكة وغيرها من ديار المشركين يؤذى ويخاف، فلذلك كان مَنْ أسلم قبل الفتح وأنفق وقاتل، أعظم درجةً وأجراً وثواباً مِمَّنْ لم يسلم ويقاتل وينفق إلا بعد ذلك، كما هو مقتضى الحكمة، ولذلك كان السابقون وفضلاء الصحابة، غالبهم أسلم قبل الفتح، ولما كان التفضيل بين الأمور قد يتوهم منه نقص وقدح في المفضول، احترز تعالى من هذا بقوله: {وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى} أي: الذين أسلموا وقاتلوا وأنفقوا من قبل الفتح وبعده، كلهم وعده الله الجنة، وهذا يدل على فضل الصحابة [كلهم]، رضي الله عنهم، حيث شهد الله لهم بالإيمان، ووعدهم الجنة، {وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} فيجازي كلا منكم على ما يعلمه من عمله.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: وأفضل السابقين الأولين الخلفاء الأربعة، وأفضلهم أبو بكر، ثم عمر، وهذا هو المعروف عن الصحابة والتابعين لهم بإحسان وأئمة الأمة وجماهيرها، وقد دلت على ذلك دلائل بسطناها في منهاج أهل السنة النبوية في نقض كلام أهل الشيعة والقدرية. أولياء الرحمن وأولياء الشيطان (1/70).
وقال أبو بكر الطمستاني: الطريق واضح، والكتاب والسنة قائم بين أظهرنا، وفضل الصحابة معلوم لسبقهم إلى الهجرة ولصحبتهم، فمن صحب منا الكتاب والسنة، وتغرب عن نفسه والخلق، وهاجر بقلبه إلى الله فهو الصادق المصيب.
فإن الصحابة رضوان الله عليهم خير قرون هذه الأمة التي هي خير أمة أخرجت للناس، وهم تلقوا الدين عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بلا واسطة ففهموا من مقاصده، وعاينوا من أفعاله، وسمعوا منه شفاها ما لم يحصل لِمَنْ بعدهم، وكذلك كان يستفيد بعضهم من بعض ما لم يحصل لِمَنْ بعدهم، وهم قد فارقوا جميع أهل الأرض، وعادوهم، وهجروا جميع الطوائف وأديانهم، وجاهدوهم بأنفسهم، وأموالهم. مجموع الفتاوى (27/389).
قال البيهقي: ويدخل في جملة حب النبي -صلى الله عليه وسلم- حب أصحابه لأن الله عز وجل أثنى عليهم ومدحهم فقال: "مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ". سورة الفتح آية (29).
وقال تعالى: "لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا". سورة الفتح آية (18).
وقال تعالى: "وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ". سورة التوبة آية (100).
وقال تعالى: "وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ". سورة الأنفال آية (74).
فإذا انزلوا هذه المنـزلة استحقوا على جماعة المسلمين أن يحبوهم، ويتقربوا إلى الله عز وجل بمحبتهم، لأن الله تعالى إذا رضي عن أحد أحبه، وواجب على العبد أن يحب مَنْ يحبه مولاه.اهـ.
• خلو نفوسهم من العداوة والبغضاء: لا شك أن الصحابة -رضي الله عنه- بشر عاشوا حياتهم كما عاش غيرهم يفرحون ويحزنون ويختلفون مع غيرهم في وجهات النظر لكنهم اختلفوا عن غيرهم في أن ما كان بينهم لم يصل إلى أن يحقد بعضهم على بعض, فكانوا قدوة لِمَنْ بعدهم في كل شيء: في سلمهم وحربهم, في جدهم ومرحهم, في رضاهم وغضبهم لأن الله أختارهم وجعلهم في موضع القدوة.
والدارس لتاريخ الصحابة الكرام -رضي الله عنهم- مِمَّنْ لا يرضى لنفسه أن يصطاد في الماء العكر يعرف هذه الحقيقة جيداً, فهذا سيدنا علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- حينما سمع بعض جنوده يسبون أهل الشام أبان معركة صفين على الرغم مما جرى بينه وبين أهل الشام الذين يقودهم معاوية قال: لا تسُبُّوا أهل الشام فإن بها الأبدال فإن بها الأبدال. البداية والنهاية 8/20.
وأن علياً لما دار بين القتلى رأى طلحة بن عبيدالله فجعل يمسح التراب عن وجهه وقال: رحمة الله عليك أبا محمد يعز علي أن أراك مجدولاً تحت نجوم السماء ثم قال: إلى الله أشكو عجري وبجري، والله لوددت أني كنت مت قبل هذا اليوم بعشرين سنة.
ثم قال ابن كثير: وروي من غير وجه أنه قال: إني لأرجو أن أكون أنا وطلحة والزبير وعثمان ممن قال الله فيهم: "ونزعنا ما في صدروهم من غل أخواناً على سرر متقابلين". الأعراف: 43.
صحيح أن عدداً يسيراً من الصحابة -رضي الله عنهم- ربما قاتل بعضهم بعضاً لكن قتالهم كان من اجتهاد واعتقاد وتحر للحق وعزم على التمسك به.
وهم يعلمون هذه الحقيقة لهذا لم يكن يقع بعضهم ببعض, بل كانوا على الرغم من هذا الخلاف على مودة عظيمة واحترام لا يتصوره كثير من الناس.
وقد روى سعيد بن المسيب أن رجلاً كان يقع في طلحة والزبير وعثمان وعلي رضي الله عنهم فجعل سعد ينهاه ويقول: لا تقع في إخواني فأبى, فقام فصلى ركعتين ثم قال: اللهم إن كان سخطاً لك فيما يقول فأرني اليوم فيه آية وأجعله للناس عبرة. فخرج الرجل فإذا ببختي يشق الناس فأخذه بالبلاط فوضعه بين كركرته والبلاط فسحقه حتى قتله.
قال سعيد بن المسيب: فإني رأيت الناس يتبعون سعداً ويقولون: هنيئاً لك أبا اسحق أجيبت دعوتك.
ولما قتل ابن جرموز الزبير بن العوام احتز رأسه وذهب به إلى علي ورأى أن ذلك يحصل به حظوة عنده فاستأذن فقال علي: لا تأذنوا له وبشروه بالنار.
• خلوهم من الكذب: وللصحابة رضوان الله عليهم ميزة أخرى لم يكونوا ليفرطوا فيها وكان لها أثر كبير في حفظ السنة النبوية المطهرة, فقد كانوا صادقين في كل شؤونهم لا يكذبون مهما كانت الظروف مما جعل بعضهم يحدث عن بعض من دون أن يختلج في نفوسهم هاجس تكذيب بعضهم بعضاً.
فعن البراء بن عازب -رضي الله عنه- قال: "ليس كلنا كان يسمع حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- فقد كانت لنا صنعة وأشغال ولكن كان الناس لا يكذبون فيحدث الشاهد الغائب".
وروي عن قتادة أن انس -رضي الله عنه- حدث بحديث فقال رجل: أسمعت هذا من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال نعم أو حدثني مَنْ لم يكذب, والله ما كنا نكذب ولا كنا ندري ما الكذب. قبول الأخبار, ابو القاسم البلخي: 9.
فما يراد لكي يُعدل الرجل أكثر من حرص مطلق على السنة النبوية وقلب خالٍ تماماً من الأمراض والأهواء وصدق ليس له نظير, وكل هذه الصفات كانت قائمة في الصحابة -رضي الله عنهم- على أكمل وجه وأحسنه.
ولو أردنا أن نتعرض لصفات الخير كلها لما وسعنا المجال ففقد كانوا يشدون الرحال أياماً وأسابيع وراء حديث يبلغهم عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لكي يسمعوه مِمَّنْ سمعه من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مباشرة وكانوا يبذلون أموالهم وأرواحهم في سبيل الله راضية نفوسهم بذلك, أفلا يستحقون أن يكونوا عدولاً بعد كل هذا؟.
وفي هذا الصدد يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: فإن باب الإحسان إلى الناس والعفو عنهم مقدم على باب الإساءة والانتقام... فإن الإمام أن يخطئ في العفو خير من أن يخطئ في العقوبة فإذا كان هذا في حق آحاد الناس فالصحابة أولى أن يسلك بهم هذا فخطأ المجتهد في الإحسان إليهم بالدعاء والثناء عليهم والذب عنهم خير من خطئه في الإساءة إليهم باللعن والذم والطعن وما شجر بينهم غايته أن يكون ذنباً والذنوب مغفورة بأسباب متعددة هم أحق بها ممن بعدهم.
وما نجد أحداً يقدح فيهم إلا ويعظم من هو دونهم ولا نجد أحداً يعظم شيئاً من زلاتهم إلا وهو يغض عما هو أكبر من ذلك من زلات غيرهم وهذا من أعظم الجهل والظلم.
مكانة الصحابة -رضي الله عنهم- عند أهل السنة: تميز موقف أهل السنة والجماعة عن مواقف جميع الفرق الإسلامية في نظرتهم إلى الصحابة -رضي الله عنهم- فكل فرقة من تلك الفرق نراها قد نالت من الصحابة -رضي الله عنهم- بطريقة أو بأخرى على التفصيل الذي ذكرناه سابقاً.
فمنهم مَنْ اتهمهم بالارتداد عن دين الله تعالى, ومنهم مَنْ اتهمهم بالمكر والخداع والنفاق ومنهم مَنْ اتهمهم بتحريف القرآن أو بممالئة الظالمين إلى آخر تلك الاتهامات, بينما يرى أهل السنة والجماعة أن الصحابة -رضي الله عنهم- هم القدوة الحسنة وهم أشبه ما يكون بالمرآة التي تعكس للأجيال اللاحقة حياة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وضعوهم في مكانهم الذي ارتضاه الله تعالى لهم من غير إفراط ولا تفريط فلم يبالغوا فيهم ولم يدعوا فيهم العصمة ولا تلقي العلم اللدني عن الله تعالى ولم يعلنوا مسؤولية التشريع واقفة عند حدودهم بل هم بشر كسائر الناس سوى أن الله تعالى قد كرمهم بصحبة نبيه -صلى الله عليه وسلم- وشرفهم بحمل تعاليمه ونشر دعوته وتبليغها للعالمين, فهم حلقة الوصل فإذا انفصمت عن المصدر الرئيس للتشريع نكون قد فقدنا النبراس الذي نهتدي به.
لذا لم يُفَرِّط أهل السنة بحقهم ولم يتهموهم بالكفر والنفاق والإصرار على الكبائر, وفيما يلي تفصيل لهذا الإجمال.
يقول الإمام الطحاوي: ونحب أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولا نفرط في حب أحد منهم ولا نتبرأ من أحد منهم ونبغض مَنْ يبغضهم وبغير الخير يذكرهم, ولا نذكرهم إلا بخير وحبهم دين وإيمان وإحسان وبغضهم كفر ونفاق وطغيان.
فأهل السنة يوالونهم كلهم وينـزلونهم منازلهم التي يستحقونها بالعدل والإنصاف لا بالهوى والتعصب فإن ذلك كله من البغي الذي هو مجاوزة الحد. المصدر السابق 299.
ومن أحسن القول في أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأزواجه الطاهرات من كل دنس وذرياته المقدسين من كل رجس فقد برئ من النفاق. مختصر شرح العقيدة الطحاوية 316.
وأهل السنة يرون أن أفضل الناس بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي، ثم بقية العشرة المبشرين بالجنة، ومن أكفر واحداً من الصحابة -رضي الله عنهم- فهو كافر لا شك في كفره. |
| | | أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: رد: إعلام الأشرار بحكم الطعن بالصحابة الأبرار الجمعة 22 سبتمبر 2017, 5:39 pm | |
| الصحابة الكرام أمنة للأمة: عن أبى سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "يأتي على الناس زمان. يغزو فيه فئام من الناس، فيقولون: هل فيكم من صحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيقولون: نعم، فيفتح لهم، ثم يأتي على الناس زمان فيغزو فئام من الناس، فيقال: هل فيكم من صاحب أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيقولون: نعم. فيفتح لهم، ثم يأتي على الناس زمان فيغزو فئام من الناس فيقال: هل فيكم من صاحب من صاحب أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيقولون: نعم فيفتح لهم".
قوله: "فئام" قال ابن الأثير: الجماعة من الناس. جامع الأصول (8/552).
قال ابن جرير: ومثله حديث واثلة رفعه: "لا تزالون بخير مادام فيكم من رآني وصاحبني والله لا تزالون بخير مادام فيكم من رأى من رآني وصاحبني".
وعن أبى بريدة عن أبيه قال: صلينا المغرب مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثم قلنا: لو جلسنا حتى نصلى معه العشاء قال: فجلسنا فخرج علينا فقال: "ما زلتم ههنا؟" قلنا: يارسول الله صلينا معك المغرب ثم قلنا نجلس حتى نصلى معك العشاء قال: "أحسنتم أو أصبتم" قال: فرفع رأسه إلى السماء وكان كثيراً ما يرفع رأسه إلى السماء فقال: "النجوم أمنة للسماء، فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد، وأنا أمنة لأصحابى فإذا ذهبت أتى أصحابى ما يوعدون، وأصحابي أمنة لأمتي فإذا ذهب أصحابى أتى أمتي ما يوعدون".
قال النووي رحمه الله: معنى الحديث أن النجوم مادامت باقية فالسماء باقية، فإذا انكدرت النجوم وتناثرت في القيامة وهنت السماء فانفطرت وانشقت وذهبت، وقوله -صلى الله عليه وسلم-: "وأنا أمنة لأصحابى فإذا ذهبت أتى أصحابى ما يوعدون".
أي: من الفتن والحروب وارتداد من ارتد من الأعراب واختلاف القلوب ونحو ذلك مما أنذر به صريحاً وقد وقع كل ذلك.
قوله -صلى الله عليه وسلم-: "واصحابى أمنة لأمتي فإذا ذهبت أصحابى أتى أمتي ما يوعدون".
معناه من ظهور البدع والحوادث في الدين والفتن فيه، وطلوع قرن الشيطان وظهور الروم وغيرهم عليهم وانتهاك المدينة ومكة وغير ذلك وهذه كلها من معجزاته -صلى الله عليه وسلم-.
وعن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة: "أمِرُوا بالاستغفار لأصحاب مُحَمَّدٍ فسبُّوهم"
وقال معاوية في حديثه: يا ابن أختي أمروا أن يستغفروا لأصحاب محمد فسبوهم.
وعن ابن عمر قال: "لا تسُبُّوا أصحاب محمد فلمقام أحدهم ساعة خير من عمل أحدكم عمره".
وعن جابر قال: قيل لعائشة -رضي الله عنها-: "إن أناساً يتناولون أصحاب رسول الله حتى أبا بكر وعمر: قالت: وما تعجبون من هذا انقطع عنهم العمل فأحب الله أن لا ينقطع عنهم الأجر".
وعن عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه-: إن الله عز وجل نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد -صلى الله عليه وسلم- خير قلوب العباد، فاصطفاه لنفسه، وابتعثه برسالته، ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد -صلى الله عليه وسلم-، فوجد قلوب أصحابه -رضي الله عنهم- خير قلوب العباد، فجعلهم وزراء نبيه -صلى الله عليه وسلم-.
وعن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: كان أصحاب رسول الله خير هذه الأمة قلوباً، وأعمقها علماً، وأقلها تكلفاً، قوم اختارهم الله عز لصحبة نبيه ونقل دينه.
قال عبدالقادر الجيلاني في غنية الطالبين: ويعتقد أهل السنة أن أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- خير الأمم أجمعين وأفضلهم أهل القرن الذين شاهدوه وآمنوا به وصدقوه وبايعوه وتابعوه وقاتلوا بين يديه وفدوه بأنفسهم وأموالهم وعززوه ونصروه، وأفضل أهل القرن أهل الحديبية الذين بايعوه بيعة الرضوان، وهم ألف وأربعمائة رجل، وأفضلهم أهل بدر وهم ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً عدد أصحاب طالوت، وأفضلهم الأربعون أهل الخيزران الذين كملوا بعمر بن الخطاب، وأفضلهم العشرة الذين شهدوا لهم النبي -صلى الله عليه وسلم- بالجنة، وهم أبو بكر وعمر وعثمان، وعلى وطلحة والزبير وعبد الرحمن ابن عوف وسعد وسعيد وأبو عبيدة بن الجراح، وأفضل هؤلاء العشرة الأبرار الخلفاء الراشدين الأربعة الأخيار أبو بكر وعمر ثم عثمان ثم على -رضي الله عنهم-.
حكم من فضّل علي على أبي بكر وعمر رضي الله عنهم: قال علي -رضي الله عنه-: والذي خلق الحبة وبرأ النسمة إنه لعهدُ النبي الأمي إلي: "لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق".
قال الإمام الذهبي رحمه الله تعالى: فإذا كان هذا قاله النبي -صلى الله عليه وسلم- في حق علي فالصِّدِّيقُ بالأولى والأحرى لأنه أفضل الخلق بعد النبي -صلى الله عليه وسلم- ومذهب عمر وعلي رضي الله عنهما أن مَنْ فضَّل على الصديق أحداً فإنه يجلد حد المفتري. انتهى.
وروى شعبة عن حصين عن عبدالرحمن بن أبي ليلى: أن الجارود بن المعلى العبدي قال: أبو بكر خير من عمر، فقال آخر: عمر خير من أبي بكر فبلغ ذلك عمر فضربه بالدرة حتى سعر برجليه، وقال: إن أبا بكر صاحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكان أخير الناس في كذا وكذا مَنْ قال غير ذلك وجب عليه حد المفتري.
وروى حجاج بن دينار عن أبي معشر عن إبراهيم عن علقمة قال:
سمعت علياً -رضي الله عنه- يقول: بلغني أن قوماً يفضلوني على أبي بكر وعمر، مَنْ قال شيئاً من هذا فهو مفترٍ، عليه ما على المفتري.
وعن أبي عبيدة بن حجل أن علياً -رضي الله عنه- قال: لا أُوتي برجل فضلني على أبي بكر وعمر إلا جلدته حد المفتري.
حكم سب الصحابة -رضي الله عنهم- عند أهل السنة: أجمع أهل السنة على عدالة الصحابة -رضي الله عنهم- من لابس الفتن منهم ومَنْ لم يلابسها ولم يجعلوا من أنفسهم حكاماً عليهم بل التمسوا لهم الأعذار وأكنوا لهم المودة.
يقول ابن كثير: وأما ما شجر بينهم بعده -صلى الله عليه وسلم- فمنه ما وقع من غير قصد, كيوم الجمل, ومنه ما كان عن اجتهاد كيوم صفين, والاجتهاد يخطئ ويصيب ولكن صاحبه معذور إن أخطأ ومأجور أيضاً وأما المصيب فله أجران اثنان وكان علي وأصحابه أقرب إلى الحق من معاوية وأصحابه رضي الله عنهم أجمعين.
لهذا كان موقف أهل السنة من الصحابة -رضي الله عنهم- موقفاً نبيلاً فقد ذبوا عنهم ودرؤوا أهل الأهواء وصرحوا بكفر من كفَّر أحداً من الصحابة -رضي الله عنهم- ومن سب واحداً منهم فهو فاسق.
يقول الإمام أحمد: إذا رأيت أحداً يذكر أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بسوء فاتهمه على الإسلام.
ويقول أبو زرعة الرازي: إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- فأعلم أنه زنديق وذلك أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- حق والقرآن حق وما جاء به حق وإنما أدى إلينا ذلك كله الصحابة -رضي الله عنهم- وهؤلاء الزنادقة يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة والجرح بهم أولى وهم زنادقة.
وقد فصَّل ابن تيمية رحمه الله أقوال علماء الأمة في حكم من سب الصحابة -رضي الله عنهم- فقال: مَنْ سَبَّ أحداً من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من أهل بيته وغيرهم فقد أطلق الإمام أحمد أنه يضرب نكالاً وتوقف عن قتله وكفره... وقال عبدالله: سألت أبي عمَّن شتم أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: أرى أن يُضرب, قلت له حداً؟ فلم يقف على الحد إلا أنه قال: يضرب وقال ما أراه على الإسلام.
وقال الميموني: سمعت أحمد يقول: مالهم ولمعاوية, نسأل الله العافية وقال لي يا أبا الحسن إذا رأيت أحداً يذكر أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بسوء فاتهمه على الإسلام.
وقال القاضي أبو يعلى: الذي عليه الفقهاء في سب الصحابة -رضي الله عنهم- إن كان مستحلاً كَفَرَ وإن لم يكن مستحلاً فَسَقَ.
وذهب فريق من أهل السنة إلى أن مَنْ سَبَّ الصحابة -رضي الله عنهم- فهو كافر ويجب قتله.
يقول ابن تيمية موضحاً حجة هؤلاء:- وأما مَنْ قال يُقتل السَّابُّ أو يُكَفَّرُ فلهم دلالات احتجوا بها منها قوله تعالى: "مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً".
فلابد أن يغيظ بهم الكفار, وإذا كان الكفار يغاظون بهم -أي الصحابة -رضي الله عنهم- فمن غيظ بهم فقد شارك الكفار فيما أذلهم الله بهم وأخزاهم وكبتهم على كفرهم ولا يشارك الكفار في غيظهم الذي كبتوا به جزاء لكفرهم إلا كافر لأن المؤمن لا يكبت جزاء الكفر... ومنها ما روى عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: مَنْ أبغضهم فقد أبغضني ومَنْ آذاهم فقد آذاني ومَنْ آذاني فقد آذى الله.
وأذى الله ورسوله كفر مُوجب للقتل وبهذا يظهر الفرق بين أذاهم قبل استقرار الصحبة وأذى سائر المسلمين وبين أذاهم بعد صحبتهم له -صلى الله عليه وسلم-.
وفي حاشية ابن عابدين: أن مَنْ سَبَّ الشيخين وطعن فيهما كَفَرَ ولا تُقبل توبته.
موقفنا تجاه الصحابة الكرام -رضوان الله عليهم- فيما جرى بينهم: ومذهب أهل السنة والجماعة، أن ما جرى بين الصحابة رضوان الله عليهم من الحروب والفتنة، أن يُمسك عن الكلام فيها، والخوض في تفاصيلها، وعلينا أن نذكر محاسنهم وفضائلهم الكثيرة، ثم الاستغفار لهم.
قال الحافظ ابن حجر: واتفق أهل السنة على وجوب منع الطعن على أحد من الصحابة بسبب ما وقع لهم من ذلك ولو عرف المحق منهم لأنهم لم يقاتلوا في تلك الحروب إلا عن اجتهاد وقد عفا الله تعالى عن المخطئ في الاجتهاد بل ثبت أنه يؤجر أجراً واحداً وان المصيب يؤجر أجرين.اهـ. فتح الباري (13/34).
قال الله تعالى: "وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا".
وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إذا ذُكِرَ أصحابي فأمسكوا". |
| | | أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: رد: إعلام الأشرار بحكم الطعن بالصحابة الأبرار الجمعة 22 سبتمبر 2017, 5:42 pm | |
| وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إن الله عز وجل قال: مَنْ عادى لي ولياً آذنته بالحرب".
وعن شهاب بن خراش قال: أدركت مَنْ أدركت من صدر هذه الأمة وهم يقولون: اذكروا مجالس أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما تألف عليه القلوب، ولا تذكروا الذي شجر بينهم فتحرّشوا عليهم الناس.
وسبُّو عمر -رضي الله عنه- وقد أقسم الصادق المصدوق -صلى الله عليه وسلم- في حقه، فقال: "والذي نفسي بيده، ما لقيك الشيطان قط سالكاً فجاً، إلا وسلك فجاً غير فجك".
وسبُّو معاوية -رضي الله عنه- كاتب الوحي وقد دعا له عليه الصلاة والسلام فقال: "اللهم اجعله هادياً مهدياً واهده واهدِ به".
وقالت عائشة -رضي الله عنها-: "أُمِرُوا بالاستغفار لأصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- فسبُّوهم".
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لقد أمَرَ اللهُ بالاستغفار لأصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو يعلم أنهم سيقتتلون.
• ابتعاد جمهور الصحابة -رضي الله عنهم- عن الفتنة: على الرغم مما حدث بين الصحابة -رضي الله عنهم- من فتن منذ أن قتل سيدنا عثمان بن عفان -رضي الله عنه- إلى أن تولى الخلافة معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه-, أقول: على الرغم من كل ذلك بقي جمهور الصحابة -رضي الله عنه- محباً للعافية بعيداً عن خوض غمار الفتنة, فلم يشترك في قتل سيدنا عثمان من الصحابة -رضي الله عنهم- أحد كما هو رأي جمهور العلماء ومَنْ أضطر للولوج فيها إنما كان رائده الاجتهاد في طلب الحق وحرصه على تثبيت أركانه وإن أدَّى ذلك إلى أن تفيض روحه في سبيله.
جاء في المنتقى من منهاج الاعتدال: وجمهور الصحابة -رضي الله عنهم- وساداتهم تأخروا عن الفتنة.
روى أبو أيوب السختياني عن ابن سيرين قال: هاجت الفتنة وأصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عشرة آلاف فما خف لها منهم مائة, بل لم يبلغوا ثلاثين.
وقال منصور بن عبدالرحمن: قال الشعبي: لم يشهد الجمل من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- غير علي وعمَّار وطلحة والزُّبير, فإن جاءوا بخامس فأنا كذاب - كأنه عنى من المهاجرين السابقين (وهذا الاستدراك للذهبي).
وقال عبدالله بن أحمد: حدثنا أبي, حدثنا أمية بن خالد قال قيل لشعبة إن أبا شيبة روى عن الحكم عن عبدالرحمن بن أبي ليلى قال: شهد صفين من أهل بدر سبعون رجلاً. قال أبو شيبة كذب والله, ذاكرنا الحكم ما وجدنا شهد صفين من أهل بدر غير خزيمة بن ثابت, قلت: (القائل هو الذهبي) هذا النفي يدل على قلة مَنْ حضرها.
ويقول ابن كثير بصدد قتل عثمان -رضي الله عنه-: ولما وقع هذا الأمر عظمه الناس جداً ولزم كثير من الناس بيوتهم.
ولما أشار بعض الصحابة -رضي الله عنهم- على عثمان بقتل هؤلاء الخارجين قال: إن رحى الفتنة دائرة فطوبى لعثمان إن مات ولم يحركها.
مكانة أهل البيت عند أهل السنة: قال الله تعالى: "إنما يريد الله ليُذهب عنكم الرِّجس أهل البيت ويطهركم تطهيرًا".
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: أذكركم الله أهل بيتي، أذكركم الله أهل بيتي، أذكركم الله أهل بيتي.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: "كلُّ سبب ونَسبٍ منقطعٌ يوم القيامة إلاَّ سبَبِي ونسبِي"، وأنَّ هذا هو الذي دفع عمر رضي الله عنه إلى خِطبَة أمِّ كلثوم بنت عليٍّ. السلسلة الصحيحة.
وروى البخاري في صحيحه (3712): أنَّ أبا بكر رضي الله عنه قال لعليٍّ رضي الله عنه: "والذي نفسي بيدِه لَقرابةُ رسول الله صلى الله عليه وسلم أحبُّ إليَّ أنْ أَصِلَ من قرابَتِي".
وروى البخاريُّ في صحيحه أيضاً: عن ابن عمر، عن أبي بكر رضي الله عنه قال: "ارقُبُوا محمداً -صلى الله عليه وسلم- في أهل بيته".
قال الحافظ ابن حجر: "يُخاطِبُ بذلك الناسَ ويوصيهم به، والمراقبةُ للشيء: المحافظةُ عليه، يقول: احفظوه فيهم، فلا تؤذوهم ولا تُسيئوا إليهم".
وفي صحيح البخاري: عن عُقبة بن الحارث رضي الله عنه قال: "صلَّى أبو بكر -رضي الله عنه- العصرَ، ثم خرج يَمشي، فرأى الحسنَ يلعبُ مع الصِّبيان، فحمله على عاتقه وقال: بأبي شبيهٌ بالنبي لا شبيهٌ بعلي وعليٌّ يضحك".
قال الحافظ في شرحه: " قوله: (بأبي): فيه حذفٌ تقديره أفديه بأبي"، وقال أيضاً: "وفي الحديث فضلُ أبي بكر ومَحبَّتُه لقرابةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم".
ومن المعلوم أنَّ الخلفاء الراشدين الأربعة رضي الله عنهم هم أصهارٌ لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فأبو بكر وعمر رضي الله عنهما حصل لهما زيادة الشَّرَف بزواج النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- من بنتيهِما: عائشة وحفصة، وعثمان وعلي -رضي الله عنهما- حصل لهما زيادة الشَّرَف بزواجهما من بنات رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فتزوَّج عثمان -رضي الله عنه- رُقيَّة، وبعد موتها تزوَّج أختَها أمَّ كلثوم، ولهذا يُقال له: ذو النُّورَين، وتزوَّج عليٌّ -رضي الله عنه- فاطمةَ -رضي الله عنها-.
وكان العبَّاسُ إذا مرَّ بعمر أو بعثمان، وهما راكبان، نزلاَ حتى يُجاوِزهما إجلالاً لعمِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم. سير أعلام النبلاء للذهبي وتهذيب التهذيب لابن حجر في ترجمة العبَّاس.
وروى البخاري في صحيحه: عن أنس رضي الله عنه: "أنَّ عمر بن الخطاب كان إذا قُحِطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب، فقال: اللَّهمَّ إنَّا كنَّا نتوسَّل إليك بنبيِّنا صلى الله عليه وسلم فتسقينا، وإنَّا نتوسَّلُ إليك بعمِّ نبيِّنا فاسقِنا، قال: فيُسقَوْن".
والمرادُ بتوسُّل عمر رضي الله عنه بالعباس رضي الله عنه التوسُّلُ بدعائه كما جاء مبيَّناً في بعض الروايات، وقد ذكرها الحافظ في شرح الحديث في كتاب الاستسقاء من فتح الباري.
واختيار عمر رضي الله عنه للعباس رضي الله عنه للتوسُّل بدعائه إنَّما هو لقرابتِه مِن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولهذا قال رضي الله عنه في توسُّله: "وإنَّا نتوسَّل إليك بعمِّ نبيِّنا"، ولم يقل: بالعباس.
ومن المعلوم أنَّ عليًّا رضي الله عنه أفضلُ من العباس، وهو من قرابة الرسول صلى الله عليه وسلم، لكن العباس أقرب.
وذكر ابن كثير في تفسيره: قال عمر بن الخطاب للعباس رضي الله تعالى عنهما: "والله لإِسلاَمُك يوم أسلمتَ كان أحبَّ إليَّ من إسلامِ الخطاب لو أسلَمَ؛ لأنَّ إسلامَك كان أحبَّ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من إسلام الخطاب، وهو عند ابن سعد في الطبقات (4/22، 30).
وفي كتاب اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم (1/446) لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "أنَّ عمر بنَ الخطاب رضي الله عنه لَمَّا وضع ديوان العَطاءِ كتب الناسَ على قَدْرِ أنسابِهم، فبدأ بأقربِهم فأقربهم نسباً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلمَّا انقضت العربُ ذكر العَجَم، هكذا كان الديوان على عهد الخلفاء الراشدين، وسائر الخلفاء من بَنِي أُميَّة ووَلَدِ العباس إلى أن تغيَّر الأمرُ بعد ذلك".
وقال أيضاً (1/453): "وانظر إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين وضع الديوان، وقالوا له: يبدأ أميرُ المؤمنين بنفسِه، فقال: لا ولكن ضَعُوا عمر حيث وضعه الله، فبدأ بأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمَّ مَن يليهِم، حتى جاءت نوْبَتُه في بَنِي عديٍّ، وهم متأخِّرون عن أكثر بطون قريش".
وقال الشعبي: صلى زيد بن أرقم على جنازة أمِّهِ ثم قربت إليه بغلة ليركبها، فجاء عبد الله بن عباس رضي الله عنهما فأخذ بركابه –أي يمسك ركاب البغلة لزيد بن ثابت رضي الله عنه، فقال له زيد: خلِّ عنه يا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فقال عبد الله بن عباس: هكذا نفعل بعلمائنا، فنزل زيد من على بغلته وقبَّل يد عبد الله بن العباس، وقال هكذا أمرنا أن نفعل بآل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وعن شُريك بن عبد الله وهو من أتباع التابعين قال: لو جاءني أبو بكر وعمر وعلي وسألني كلٌ حاجته لقدَّمتُ حاجة علي لقربه من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر أفضل من علي عند الله، ولكن قرابة علي من النبي صلى الله عليه وسلم توجب تقديم حاجته على حاجة غيره.
وهذا مالك بن أنس إمام دار الهجرة لما آذاه أبو جعفر المنصور وضربه، قيل له: ألا تدعو عليه.
فقال: والله إني لأستحيي أن آتى يوم القيامة فيُعذَّب به هذا الرجل من قرابة النبي صلى الله عليه وسلم بسببي، فتركه لقرابته من النبي صلى الله عليه وسلم.
وذكر أن هارون الرشيد جاء إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم ومعه موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم، فجاء هارون الرشيد عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم يفتخر على الناس، فقال السلام عليك يا ابن عم.
لأنه من نسل العباس بن عبد المطلب.
فجاء موسى بن جعفر فقال السلام عليك يا أبت.
فالتفت إليه هارون الرشيد وقال: هذا والله الفخر.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في العقيدة الواسطية:
"ويُحبُّون (يعني أهل السُّنَّة والجماعة) أهلَ بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتوَلَّوْنَهم، ويحفظون فيهم وصيَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال يوم غدير خُمّ: "أُذكِّرُكم الله في أهل بيتِي"، وقال أيضاً للعباس عمّه وقد اشتكى إليه أنَّ بعضَ قريش يجفوننِي هاشم فقال: "والذي نفسي بيده، لا يؤمنون حتَّى يُحبُّوكم لله ولقرابَتِي"، وقال: "إنَّ اللهَ اصطفى مِن بَنِي إسماعيل كِنانَةَ، واصطفى من كنَانَة قريشاً، واصطفى مِن قريشٍ بَنِي هاشِم، واصطفانِي مِن بَنِي هاشِم)، ويتوَلَّون أزواجَ رسول الله صلى الله عليه وسلم أمَّهات المؤمنين، ويؤمنون بأنَّهنَّ أزواجُه في الآخرة، خصوصاً خديجة رضي الله عنها، أمُّ أكثر أولاده، وأوَّل مَن آمن به وعاضده على أمره، وكان لها منه المنزلة العالية، والصدِّيقة بنت الصدِّيق رضي الله عنها، التي قال فيها النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: (فضلُ عائشة على النساء كفضل الثَّريد على سائر الطعام)، ويتبرَّؤون من طريقة الروافض الذين يُبغضون الصحابةَ ويَسبُّونَهم، وطريقةِ النَّواصب الذين يُؤذون أهلَ البيت بقول أو عمل".
وقال أيضاً في الوصيَّة الكبرى كما في مجموع فتاواه (3/407 408): "وكذلك آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم من الحقوق ما يجب رعايتُها؛ فإنَّ الله جعل لهم حقًّا في الخمس والفيء، وأمر بالصلاةِ عليهم مع الصلاةِ على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لنا: قولوا: اللَّهمَّ صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صلَّيتَ على آل إبراهيم، إنَّك حميدٌ مجيدٌ، وبارِك على محمد وعلى آل محمد كما بارَكتَ على آل إبراهيم، إنَّك حميدٌ مجيدٌ.
وآلُ محمَّدٍ هم الذين حرُمت عليهم الصَّدقة، هكذا قال الشافعيُّ وأحمد بنُ حنبل وغيرُهما من العلماء رحمهم الله؛ فإنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قال: (إنَّ الصَّدقةَ لا تَحِلُّ لمحمَّدٍ ولا لآلِ محمَّد، وقد قال الله تعالى في كتابه: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}، وحرَّم الله عليهم الصَّدقة؛ لأنَّها أوساخُ الناس ".اهـ.
وقال أيضاً: وكذلك أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم تجبُ مَحبَّتُهم وموالاتُهم ورعايةُ حقِّهم. اهـ. مجموع الفتاوى (28/491).
|
| | | أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: رد: إعلام الأشرار بحكم الطعن بالصحابة الأبرار الجمعة 22 سبتمبر 2017, 6:06 pm | |
| وقال ابن قيم الجوزية رحمه الله في بيان أسباب قبول التأويل الفاسد:
"السبب الثالث: أن يَعْزُو المتأوِّلُ تأويلَه إلى جليلِ القَدْر، نبيلِ الذِّكر، مِن العقلاء، أو مِن آل بيت النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أو مَن حصل له في الأمَّة ثناءٌ جميل ولسانُ صِدق؛ ليُحلِّيه بذلك في قلوب الجُهَّال، فإنَّه من شأن الناسِ تعظيمُ كلامِ مَن يَعظُمُ قدْرُه في نفوسهم، حتى إنَّهم لَيُقدِّمون كلامَه على كلام الله ورسوله، ويقولون: هو أعلمُ بالله منَّا وبهذا الطريق توصَّل الرافضةُ والباطنيَّةُ والإسماعليَّةُ والنُّصيريَّة إلى تنفيقِ باطلهم وتأويلاتِهم حين أضافوها إلى أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لِمَا علموا أنَّ المسلمين متَّفقون على مَحبَّتِهم وتعظيمِهم، فانتمَوا إليهم وأظهروا مِن مَحبَّتِهم وإجلالهم وذِكر مناقبهم ما خُيِّل إلى السَّامع أنَّهم أولياؤهم، ثم نفقوا باطلَهم بنسبتِه إليهم.
فلا إله إلاَّ الله كم مِن زندقَةٍ وإلحادٍ وبدعةٍ قد نفقت في الوجود بسبب ذلك، وهم بُرآءُ منها، وإذا تأمَّلتَ هذا السَّببَ رأيتَه هو الغالب على أكثر النفوس، فليس معهم سوى إحسان الظنِّ بالقائل، بلا بُرهان من الله قادَهم إلى ذلك، وهذا ميراثٌ بالتعصيب من الذين عارضوا دين الرُّسل بما كان عليه الآباء والأسلاف، وهذا شأنُ كلِّ مقلِّدٍ لِمَن يعظمه فيما خالف فيه الحقَّ إلى يوم القيامة ".اهـ. مختصر الصواعق المرسلة (1/90).
وكانت علاقة الصحابة الكرام رضوان الله عليهم حمية وطيبة مع آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقد زوَّج النبي صلى الله عليه وسلم ابنته رقية من عثمان بن عفان، وهو من بني أمية فلما توفيت زوَّجه أختها أم كلثوم.
وزوَّج ابنته زينب للعاص بن الربيع وهو من بني عبد شمس بن عبد مناف.
وعلي بن أبي طالب زوَّج ابنته أم كلثوم لعمر بن الخطاب. الكافي 5/ 346.
وتزوَّج علي أرملة أبي بكر الصديق أسماء بنت عميس. سير أعلام النبلاء.
وتزوَّج علي أيضًا أمامة بنت العاص بن الربيع، بعد أن توفيت خالتها فاطمة.
ومحمد بن علي بن الحسين {الباقر} تزوَّج أم فروة بنت القاسم بن محمد ابن أبي بكر الصديق، وكان جعفر بن محمد بن علي بن الحسين الصادق يقول: ولدني أبو بكر مرتين، وأمه أم فروه بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر، وجدته أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق.
وأبان بن عثمان بن عفان تزوَّج أم كلثوم بنت عبدالله بن جعفر بن أبي طالب.
وسكينة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب تزوَّجها مصعب بن الزبير بن العوام.
ولعلى بن أبي طالب من الأولاد: أبو بكر وعمر وعثمان.
وللحسن بن علي من الأولاد: أبو بكر.
ولعلي بن الحسن من الأولاد: عمر.
ولموسى بن جعفر من الأولاد: عمر وعائشة.
وأمَّا الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله فله ستَّةُ بنين وبنت واحدة، وهم عبد الله وعلي وحسن وحسين وإبراهيم وعبد العزيز وفاطمة، وكلُّهم بأسماء أهل البيت ما عدا عبد العزيز، فعبدالله وإبراهيم ابنا النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، والباقون علي وفاطمة وحسن وحسين: صهره وبنته صلى الله عليه وسلم وسبطاه.
واختياره تسمية أولاده بأسماء هؤلاء يدلُّ على مَحبَّته لأهل بيت النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وتقديره لهم، وقد تكرَّرت هذه الأسماء في أحفادِه.
فهذه هي مكانة آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم بشكل عام عند أهل السنة والجماعة ومن ادعى إن أهل السنة لا يقومون بحق آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم إما جاهل أو مغرض.
والحمد لله الذي أنعم علينا بمَحبَّة صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهل بيته، وأسأل اللهَ أن يُديم علينا هذه النِّعمةَ، وأن يحفظَ قلوبنا من الغِلِّ على أحدٍ منهم، وألسنتنا من ذِكرهم بما لا ينبغي، رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلاَ تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ.
عقيدة الشيعة الرافضة في الصحابة الكرام: هذه بعض عقائد الشيعة في الصحابة الكرام الشيعة الروافض يعتقدون رِدَّة وكفر أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعد وفاته إلا نفراً قليلا منهم.
جاء في كتاب روضة الكافي للكليني (ص202) قوله: عن حنان عن أبيه، عن أبي جعفر، قال: ارتد الناس بعد النبي -صلى الله عليه وسلم- إلا ثلاثة: منهم المقداد، وسلمان، وأبو ذر، كما جاء في تفسير الصافي، والذي هو من أشهر وأجل تفاسير الشيعة وأكثرها اعتباراً عندهم.
قال الرضوي الرافضي: (إن مما لا يختلف فيه اثنان ممن هم على وجه الأرض أن الثلاثة الذين هم في طليعة الصحابة –يعني أبا بكر، وعمر، وعثمان– كانوا عبدة أوثان).
وقال عن أبي بكر -رضي الله عنه-: كـان يصلي خلف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والصنم معلق في عنقه يسجد له.
وقالوا عن عمر -رضي الله عنه-: (إن كفره مساو لكفر إبليس إن لم يكن أشد.
وقال نعمة الله الجزائري الرافضي: (كان عثمان في زمن النبي -صلى الله عليه وسلم- ممن أظهر الإسلام وأبطن النفاق).
ومثل هذه الألفاظ التي هم أحق بها وأهلها دارجة على ألسنتهم، ولا تخلو من مثلها ونظائرها الكثير في مصنفهاتهم، فقد اعتادوا الكذب في الأخبار وتلفيق الروايات في سب الصحابة الأبرار، والقدح في عدالتهم وقذفهم بالموبقات، ورميهم بالمكفرات، لاسيما الخلفاء الراشدون أبـو بكر وعمر وعثمان، فقد جعلوهم عبدة أوثان وأهل كفر ونفاق.
فعلينا أن نذب عن صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ونجود بأنفسنا تجاههم، وعلينا أن نرد عن أعراضهم.
ونبصر مَنْ كان له قلب ويخشى الله تعالى في السر والعلن.
عن أبي الدرداء -رضي الله عنه-: عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "مَنْ رَدَّ عن عِرضِ أخيهِ، رَدَّ اللهُ عن وجهه النار يوم القيامة".
وعن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال: "مَنْ نصر أخاه المسلم بالغيب، نصره الله في الدنيا والآخرة".
وعن أسماء بنت يزيد: عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "مَنْ ذَبَّ عن عِرضِ أخيهِ بالغيبة كان حقاً على الله أن يعتقه من النار". هذا بحق أي مؤمن فكيف بالذَّبِّ عن صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟.
قوله: "من ذب" قال المناوي أي من دفع، "عن عِرضِ أخيهِ"، زاد في رواية لمسلم "بالغيبة" قال الطيبي: هو كناية عن الغيبة كأنه قيل من ذب عن غيبة أخيه في غيبته وعلى هذا فقوله بالغيبة ظرف ويجوز كونه حالاً (كان حقاً على اللّه أن يقيه) وفي رواية أن يعتقه "من النار" زاد في رواية: {وكان حقاً علينا نصر المؤمنين}.
قال الطيبي: هو استشهاد لقوله كان حقاً... إلخ. وفيه أن المستمع لا يخرج من إثم الغيبة إلا بأن ينكر بلسانه فإن خاف فبقلبه فإن قدر على القيام أو قطع الكلام لزمه وإن قال بلسانه اسكت وهو مشتهٍ ذلك بقلبه فذلك نفاق.
قال الغزالي: ولا يكفي أن يشير باليد أن اسكت أو بحاجبه أو رأسه وغير ذلك، فإنه احتقار للمذكور، بل ينبغي الذب عنه صريحاً كما دلت عليه الأخبار.
الخاتمـــة إخواني الكرام وبعد أن عرفنا حكم سَبِّ الصحابة رضوان الله عليهم الذين صحبوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعلّمهم وربّاهم بنفسه على منهج الحق وزكّى نفوسهم، وشهد لهم القرآن الكريم بالجنة والمغفرة والرضوان عند الله تعالى فقد قال عنهم جلّ وعلا: " وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ".
وقال عنهم: "أُوْلَئِكَ المُؤْمِنُونَ حَقْاً".
وقال عنهم: "وكُلاً وعدَ الله الحُسْنَى".
وغيرها من الآيات الكثيرة، فيجب علينا الدفاع عنهم، ورَدِّ الاتهامات التي تنسب لهم، من قِبَلِ عدو الله -تعالى- وعدو رسوله -صلى الله عليه وسلم- وعدو الإسلام والمسلمين عبدالله بن سبأ اليهودي وأتباعه الشيعة المارقين الذين نشروا العقائد الضَّالّة ووضعوا الروايات الكاذبة زوراً وبهتاناً على الصحابة الكرام وأئمة الاسلام، وغيرهم من الفرق الضالة المنحرفة، الذين كذبوا وافتروا على أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- عداوة منهم للإسلام والمسلمين، لأن الصحابة الكرام -رضي الله عنهم- هم شهود القرآن والنبوة والسنّة، فالطعن في هؤلاء الشهود هو في الحقيقة طعن في القرآن والإسلام والسنة النبوية المطهرة.
عافانا الله من هذه الفتن والضلالات والانحرافات.
إن المستفيد من التطاول على السلف الصالح هم أعداء الإسلام من ملاحدة وزنادقة, لأن من شأن التطاول أن يَفُتَّ في عضد الأمة ويقطع جذورها وصلتها بذلك السلف الذي شاد لها التاريخ الحافل بالأمجاد. والله يقول الحق وهو يهدي السبيل وهو حسبنا ونعم الوكيل وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. وكتب: أبو أنس العراقي ماجد بن خنجر البنكاني غفر الله له ولوالديه وللمسلمين |
| | | | إعلام الأشرار بحكم الطعن بالصحابة الأبرار | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |