أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: مكانة اليتيم بين القرآن والسنة الأربعاء 05 أبريل 2017, 7:44 pm | |
| بســــم الله الرحمــــن الرحيــــم مكانة اليتيم بين القرآن والسنة ----------------------------- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إن قيمة الوالدين في الحياة كبيرة تجعل من ذاق طعم فراقهما لا يقدر عوضهما بشيء فهما من أغلى الكنوز وأنفسها ولقد ظهر ذلك جليا مع دعوة الرجل الذي سدت عليه فوهة الغار ودعا وتوسل إلى ربه بعمله الصالح وهو بره بوالديه ففرج الله عنه ما هو فيه ...
ولقد أمر الإسلام المجتمع أن يرفق بمن فقد أبويه عوضا لهما حتى لا يشعر بمر الفراق وويلاته، ولقد حفلت آيات القرآن الكريم بالحديث عن اليتيم حاثة على رعايته ومحذرة من الغفلة عنه وعدم رعايته قال تعالى: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَعْنَتَكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (220)) سورة البقرة.
وقال أيضاً: (وَأَنْ تَقُومُوا لِلْيَتَامَى بِالْقِسْطِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِهِ عَلِيمًا (127)) سورة البقرة.
وقال أيضاً: (كَلَّا بَلْ لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ (17) الفجر ( فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ (9)) سورة الضحى.
ثم جاءت السنة النبوية لتؤكد على هذه المعاني محذرة من الغفلة عنه مرة ومرغبة في رعايته أخرى، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (كَافِلُ الْيَتِيمِ لَهُ أَوْ لِغَيْرِهِ أَنَا وَهُوَ كَهَاتَيْنِ فِي الْجَنَّةِ وَأَشَارَ مَالِكٌ بِالسَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى) رواه مسلم.
قال بن بطال: حق على من سمع هذا الحديث أن يعمل به ليكون رفيق النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة.
وقال بن حجر: فيه إشارة إلى أن بين درجة النبي صلى الله عليه وسلم وكافل اليتيم قدر تفاوت ما بين السبابة والوسطى.
روى أحمد بإسناده عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ رَجُلٍ مِنْهُمْ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (مَنْ ضَمَّ يَتِيمًا بَيْنَ أَبَوَيْنِ مُسْلِمَيْنِ إِلَى طَعَامِهِ وَشَرَابِهِ حَتَّى يَسْتَغْنِيَ عَنْهُ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ الْبَتَّةَ وَمَنْ أَعْتَقَ امْرَأً مُسْلِمًا كَانَ فَكَاكَهُ مِنْ النَّارِ يُجْزِي بِكُلِّ عُضْوٍ مِنْهُ عُضْوًا مِنْهُ مِنْ النَّارِ) رواه أحمد.
وعَنْ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (مَنْ مَسَحَ رَأْسَ يَتِيمٍ لَمْ يَمْسَحْهُ إِلَّا لِلَّهِ كَانَ لَهُ بِكُلِّ شَعْرَةٍ مَرَّتْ عَلَيْهَا يَدُهُ حَسَنَاتٌ وَمَنْ أَحْسَنَ إِلَى يَتِيمَةٍ أَوْ يَتِيمٍ عِنْدَهُ كُنْتُ أَنَا وَهُوَ فِي الْجَنَّةِ كَهَاتَيْنِ وَفَرَّقَ بَيْنَ أُصْبُعَيْهِ السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى) رواه أحمد.
وفي رواية َابْنُ مَاجَهْ: (مَنْ عَالَ ثَلَاثَةً مِنْ الْأَيْتَامِ كَانَ كَمَنْ قَامَ لَيْلَهُ وَصَامَ نَهَارَهُ وَغَدَا وَرَاحَ شَاهِرًا سَيْفَهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَكُنْت أَنَا وَهُوَ فِي الْجَنَّةِ أَخَوَانِ، كَمَا أَنَّ هَاتَيْنِ أُخْتَانِ، وَأَلْصَقَ إصْبَعَيْهِ السَّبَّابَةَ وَالْوُسْطَى).
وقال أيضاً: (خَيْرُ بَيْتٍ فِي الْمُسْلِمِينَ بَيْتٌ فِيهِ يَتِيمٌ يُحْسَنُ إلَيْهِ ، وَشَرُّ بَيْتٍ فِي الْمُسْلِمِينَ بَيْتٌ فِيهِ يَتِيمٌ يُسَاءُ إلَيْهِ) رواه بن ماجه
وقال صلى الله عليه وسلم: (وَاَلَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ لَا يُعَذِّبُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ رَحِمَ الْيَتِيمَ وَلَانَ لَهُ فِي الْكَلَامِ وَرَحِمَ يُتْمَهُ وَضَعْفَهُ، وَلَمْ يَتَطَاوَلْ عَلَى جَارِهِ بِفَضْلِ مَا آتَاهُ اللَّهُ) رواه الطبراني.
جاءت هذه الآيات وهذه الأحاديث لتعوض اليتيم عما فقده من رعاية والده.
ومراد الإسلام من الرحمة به أن يحل محل ولد الصلب في النصح له وتوجيهه حتى لا يغيب عن المسؤولية مما يجعله يعيش نوع أزمة مع الحياة في مستقبل أمره - ناقص التربية – معدوم التجربة - ضعيف القرار- سطحي التفكير....
إن مربي اليتيم مثله كمثل الطبيب الذي يداوي العليل فالطبيب وهو يبضع الجرح للعليل لا يوصف بأنه مجرم يمارس التعذيب وكذا المربي يمنع في وقت يستحق المنع ويعطي في وقت يستحق فيه العطاء ويشد عليه ويرفق به حتى يعتدل حاله.
اليتم وصناعة الرجال سيد اليتامى هو محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم الذي تحمل المسئولية مبكرا فلقد توفي أبوه وهو في بطن أمه وماتت أمه وهو ابن ست سنوات وتوفي جده وهو بن ثماني سنوات ولقد تحمل المسئولية مبكرا فرعى الغنم واشتغل بالتجارة .......
ويكفي اليتيم فخراً وشرفاً أنه شارك النبي صلى الله عليه وسلم في وصفه بأنه يتيم.
عظماء صنعوا التأريخ وتحملوا المسئولية مبكراً * أبو هريرة يقول عن نفسه نشأت يتيماً وهاجرت مسكيناً وكنت أجيراً لابن غزوان بطعام بطني وعقبة رجلي أحدوا بهم إذا ركبوا وأحتطب إذا نزلوا فالحمد لله الذي جعل الدين قواماً وجعل أبا هريرة إماماً.
لقد حفظ 5374 حديث وأصبح في المرتبة الأولى في السبعة المكثرين لرواية الحديث.
* الزبير بن العوام بن صفية عمة النبي صلى الله عليه وسلم قال عنه عمر رضي الله عنه: (يعدل ألف فارس) ربَّته أمه بعد أن مات أبوه وهو صغير، عن عروة أن الزبير كان طويلاً تخط رجلاه الأرض إذا ركب الدَّابة وكانت أمه صفية تضربه ضرباً شديداً وهو يتيم فقيل لها: قتلتِهِ أهلكتِهِ، قالت:إنما أضربه لكي يدُّب ويجر الجيش ذا الجلب.
قال الثوري: هؤلاء الثلاثة أحد نجدة الصحابة حمزة وعلي والزبير بن العوام.
وعن عروة قال: كان في الزبير بن العوام ثلاث ضربات بالسيف إحداهن في عاتقه إن كنت لأدخل إصبعي فيها ضرب اثنتين يوم بدر وواحدة يوم اليرموك.
خلق الله للحروب رجالاً ورجالا لقصعة وثريد: * وهكذا تربى الشافعي والأوزاعي وابن حنبل والبخاري وابن الجوزي.
بين تربية اليتيم ويتيم التربية إن يتيم التربية أحدثته الغفلة فالأب بين العمل تارة وسهرته تارة أخرى وبين أصدقائه وسفره وتجارته تارة... فهو في شغل دائم.
والأم بين عملها وبيتها وزيارتها وسوقها وموضتها وأزيائها والولد يتيم بين أمه وأبيه.
ليس اليتيم مَنْ انتهى أبواه مِنْ هَمِّ الحياةِ وخلَّفاهُ ذليلاً إن اليتيــم هـو الذي تلقى له أمَّــاً تخلّت أو أبَاً مشغُولاً
والنتيجة بعد ذلك فشل دراسي، تردي خلقي، فشل تربوي.
والعلاج تخصيص وقت كاف للأبناء وحل مشاكلهم وإشراكهم معهم في الحياة حتى لا يتحولوا إلى يتامى بسبب الغفلة على مائدة العقيدة السليمة وعلى مائدة الصلاة والصيام والقيام... وعلى مائدة الصدق والعفة والأخلاق والسلوكيات الحميدة...
إن الأب الذي يغفل عن أبنائه وهكذا الأم التي تخلت وحولوا الأبناء إلى يتامى على مائدة التربية الإسلامية عندما يموتوا أو يغيبوا لا يحزن عليهم الأبناء طويلاً لأنه يتمهم قبل وفاته فأصبح اليتم لا يشكل لهم حزناً ولا خوفاً.
يا رفيقة النبي صلى الله عليه وسلم * أيتها الأرملة اقهري رسائل المجتمع السلبية وقاوميها فإن مقاومتها بالنسبة لكي ضرورة وفريضة لا تستسلمي لحديثهم ولا لنقضهم لا تستسلمي لنظراتهم.. لأنكي رفيقة النبي بصبرك على أبنائك وبحسن تربيتك لهم، لقد رفع الإسلام من مكانتك وأعلى من قدرك وشأنك فلا تلتفتي إلى رسائلهم.
عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَا وَامْرَأَةٌ سَفْعَاءُ الْخَدَّيْنِ كَهَاتَيْنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَوْمَأَ يَزِيدُ بِالْوُسْطَى وَالسَّبَّابَةِ امْرَأَةٌ آمَتْ مِنْ زَوْجِهَا ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ حَبَسَتْ نَفْسَهَا عَلَى يَتَامَاهَا حَتَّى بَانُوا أَوْ مَاتُوا).
وروى أبو يعلى بإسناده عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أنا أولُ مَنْ يُفتح له باب الجنة، إلا أنه تأتي امرأة تُبادرني فأقول لها: ما لكِ؟ وما أنتِ؟ فتقول: أنا امرأةٌ قعدتُ على أيتام لي) قال بن حجر العسقلاني: وَقَوْله: "تُبَادِرنِي" أَيْ لِتَدْخُل مَعِي أَوْ تَدْخُل فِي أَثَرِي، وَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون الْمُرَاد بِمَجْمُوعِ الْأَمْرَيْنِ: سُرْعَة الدُّخُول، وَعُلُوّ الْمَنْزِلَة.
وفي رواية أخرى قال صلى الله عليه وسلم: (حَرَّمَ اللهُ على كل آدمي الجَنَّةَ يدخلها قبلي، غير أنِّي أنظر عن يميني فإذا امرأة تُبادرني إلى باب الجنة فأقول: ما لهذه تبادرني؟ فيُقال لي يا محمد، هذه امرأة كانت حسناء جميلة وكان عندها يتامى لها، فصبرت عليهن حتى بلغ أمرهن الذي بلغ فشكر الله لها ذلك) إحياء علوم الدين.
فاصبري واحتسبي تدخلي الجنة مع النبي صلى الله عليه وسلم فلقد استقام لكي الشوط بعد هذه الرؤيا فأوقدي شموع السعادة بين أبنائك ولا تكثري من الالتفات إلى الظلام، ولا تملي من الحركة بأي حال من الأحوال فهي بركة واستعيني بالله وتوكلي عليه (وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) (أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ) (عبدي اجعلني مكان همك أكفك كل همك).
* وأنت أيها الأخ الكريم هل تعلم أن ثواب من سعى على هذه الأرملة فسد جوع أبنائها وكسا عريهم وداوى أجسادهم وأدخل السرور عليهم فهو كالمجاهد في سبيل الله، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ يَرْفَعُهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (السَّاعِي عَلَى الْأَرْمَلَةِ وَالْمِسْكِينِ كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ كَالَّذِي يَصُومُ النَّهَارَ وَيَقُومُ اللَّيْلَ) رواه البخاري.
فلا تحتجب عنهم وتمنع جودك وكرمك فقد روى أحمد بإسناده عَنِ الْوَالِبِيِّ صَدِيقٌ لِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ عَنْ مُعَاذٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ النَّاسِ شَيْئًا فَاحْتَجَبَ عَنْ أُولِي الضَّعَفَةِ وَالْحَاجَةِ احْتَجَبَ اللَّهُ عَنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ).
متَّعنا اللهُ بالصحة والعافية وجعلنا أيامنا كلها سعادة ورزقنا الرحمة وأسكنها في قلوبنا وجعلنا من أهل العطف على اليتامى والمساكين وأصحاب الحاجات أجمعين. (من منتدى حوارنا الإسلامي) |
|