منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

IZHAR UL-HAQ

(Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.

أحْـلامٌ مِـنْ أبِـي (باراك أوباما) ***

 

 تفسير سورة الفجر والبلد والشمس (89-91)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52578
العمر : 72

تفسير سورة الفجر والبلد والشمس (89-91) Empty
مُساهمةموضوع: تفسير سورة الفجر والبلد والشمس (89-91)   تفسير سورة الفجر والبلد والشمس (89-91) Emptyالإثنين 04 أكتوبر 2010, 11:03 pm

سورة الفجر

{ وَٱلْفَجْرِ } * { وَلَيالٍ عَشْرٍ } * { وَٱلشَّفْعِوَٱلْوَتْرِ } * { وَٱللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ } * { هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِّذِىحِجْرٍ } * { أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ } * { إِرَمَ ذَاتِٱلْعِمَادِ } * { ٱلَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي ٱلْبِلاَدِ } * { وَثَمُودَٱلَّذِينَ جَابُواْ ٱلصَّخْرَ بِٱلْوَادِ } * { وَفِرْعَوْنَ ذِى ٱلأَوْتَادِ } *{ ٱلَّذِينَ طَغَوْاْ فِي ٱلْبِلاَدِ } * { فَأَكْثَرُواْ فِيهَا ٱلْفَسَادَ } * {فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ } * { إِنَّ رَبَّكَ لَبِٱلْمِرْصَادِ}

شرح الكلمات:


{ والفجر } : أي فجر كل يوم.


{ وليال عشر } : أي عشر ذي الحجة.


{ والشفع والوتر } : أي الزوج والفرد.


{ والليل إذا يسر } : أي مقبلا أو مدبراً.


{ لذي حجر } : اي حجى وعقل.


{ بعاد إرم } : هي عاد الأولى.


{ ذات العماد } : إذ كان طول الرجل منهم اثنى عشر ذراعاً.


{ جابوا الصخر بالواد } : أي قطعوا الصخر جعلوا من الصخور بيوتا بوادي القرى.


{ ذي الأوتاد } : أي صاحب الأوتاد وهي أربعة أوتاد يشدُّ إليها يدي ورجلي منيعذبه.


{ طغوا في البلاد } : أي تجبروا فيها وظلموا العباد وأكثروا فيها الفساد.


{ فأكثروا فيها الفساد } : أي الشرك والقتل.


{ سوط عذاب } : أي نوع عذاب.


{ لبالمرصاد } : أي يرصد أعمال العباد ليجزيهم عليها.


معنى الآيات:


قوله تعالى { والفجر وليال عشر والشفع والوتر والليل إذا يسر } هذه اربعة أشياء قداقسم الله تعالى بها وهي الفجر وفي كل يوم فجر وجائز أن يكون قد اراد تعالى فجريوم معين وجائز أن يريد فجر كل يوم { وليال عشر } وهي العشر الأول من شهر ذي الحجةوفيها عرفة والأضحى وقد اشاد بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال " ما من ايام العمل الصالح أحب إلى الله تعالى من عشر ذي الحجة والشفع وهو كل زوج والوتر وهو كل فرد " فهو إقسام بالخلق كله { والليل إذا يسر } مقبلاًأو مدبراً فهو بمعنى والليل إذا سار والسير يكون صاحبه ذاهباً أو آبيا وقوله تعالى{ هل في ذلك قسم لذي حجر } اي لذي حجر ولب وعقل اي نعم فيه قسم عظيم وجواب القسمأو المقسم عليه جائز أن يكون قوله تعالى { إن ربك لبالمرصاد } الآتي، وجائز أنيكون مقدراً مثل لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم وذلك على الله يسير، وهذا لأن السورةمكية وهي تعالج العقيدة ومن أكبر ما أنكره المشركون البعث والجزاء فلذا هذا الجوابمراد ومقصود. ويدل عليه ما ذكر تعالى من مظاهر قدرته في الايات بعد والقدرة هيالتي يتأتّى بها البعث والجزاء فقال عز وجل { ألم تر كيف فعل ربك } اي ألم تنظربعيني قلبك كيف فعل ربك بعاد إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد وهي عادالأولى قوم هود الذين قالوا من اشد منا قوة، وقال لهم نبيهم هود وزادكم في الخلقبسطة فقد كان طول الرجل منهم اثنى عشر ذراعا، ولفظ إرم عطف بيان لعاد فإِرم هي عادقوم هود ووصفها بأنها ذات عماد وأنها لم يخلق مثلها في البلاد هو وصف لها بالقوةوالشدة وفعلا كانوا أقوى الأمم واشدها ولازم طول الأجسام أن تكون أعمدة المنازلكأعمدة الخيام من الطول ما يناسب سكانها في طولهم. ومع هذه القوة والشدة فقدأهلكهم الله الذي هو اشد منهم قوة وقوله تعالى { وثمود الذين جابوا الصخر بالواد}.


{ وَٱلْفَجْرِ } * { وَلَيالٍ عَشْرٍ } * { وَٱلشَّفْعِوَٱلْوَتْرِ } * { وَٱللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ } * { هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِّذِىحِجْرٍ } * { أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ } * { إِرَمَ ذَاتِٱلْعِمَادِ } * { ٱلَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي ٱلْبِلاَدِ } * { وَثَمُودَٱلَّذِينَ جَابُواْ ٱلصَّخْرَ بِٱلْوَادِ } * { وَفِرْعَوْنَ ذِى ٱلأَوْتَادِ } *{ ٱلَّذِينَ طَغَوْاْ فِي ٱلْبِلاَدِ } * { فَأَكْثَرُواْ فِيهَا ٱلْفَسَادَ } * {فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ } * { إِنَّ رَبَّكَ لَبِٱلْمِرْصَادِ}

أي وانظر كيف فعل ربك بثمود وهم اصحاب الحجر (مدائن صالح) شمال المدينة النبوية قوم صالح الذين كانوا أقوياء أشداء حتى إنهم قطعوا الصخور نحتاً لها فجعلوا منها البيوت والمنازل كما قال تعالى عنهم { وتنحتون الجبال بيوتاً } والمراد بالواد واديهم الذي كان بين جبلين من جبالهم التي ينحتون منها البيوت. فمعنى جابوا الصخر بالواد أي قطعوا الصخور بواديهم وجعلوا منها مساكن لهم تقيهمبرد الشتاء القارص وحر الصيف اللافح، ومع هذا فقد أهلكهم الله ذو القوة المتين وقوله { وفرعون ذي الأوتاد الذي طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد } وانظر يارسولنا كيف فعل ربك بفرعون صاحب المشانق والقتل والتعذيب إذ كان له أربعة أوتاد إذا أراد قتل من كفر به وخرج عن طاعته قيد كل يد بوتد وكل رجل بوتد ويقتله كما هي المشانق التي وصعها الطغاة الظلمة فيما بعد. وقوله تعالى { الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد } وهو الشرك والمعاصي فأهلكهم الله أجمعين عاد إرم وثمود وفرعون وملأه إذ صب عليهمربك سوط عذاب اي نوع عذاب من أنواع عذابه فأهلك عاد غرم بالريح الصرصر، وثمود بالصيحة العاتية، وفرعون بالغرق في البحر. وقوله تعالى { إن ربك لبالمرصاد } اي لكل جبار عات وطاغية ظالم اي هو تعالى يرصد أعمال العباد ليجزيهم بها في الدينا وفي الآخرة. ولفظ المرصاد يطلق على مكان يرصد فيه تحركات الصيد الذي يصاد، أو تحركات العدو وهو كبرج المراقبة. والرب تبارك وتعالى فوق عرشه والخليقة كلها تحته يعلم ظواهرها وبواطنها ويراقب أعمالها ويجزيها بحسبها قال تعالى { وهو الله في السموات وفي الأرض يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون }

هداية الآيات:


من هداية الآيات:


1- فضل الليالي العشر من أول ذي الحجة إلى العاشر منه.


2- بيان مظاهر قدرة الله في إهلاك الأمم العاتية والشعوب الظالمة مستلزم لقدرتهتعالى على البعث والجزاء والتوحيد والنبوة وهو ما أنكره أهل مكة.


3- التحذير من عذاب الله ونقمه فإِنه تعالى بالمرصاد فليحذر المنحرفون عن سبيلالله والحاكمون بغير شرعه والعاملون بغير هداه أن يصب عليهم سوط عذاب.


{ فَأَمَّا ٱلإِنسَانُ إِذَا مَا ٱبْتَلاَهُ رَبُّهُفَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّيۤ أَكْرَمَنِ } * { وَأَمَّآ إِذَا مَاٱبْتَلاَهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّيۤ أَهَانَنِ } * { كَلاَّبَل لاَّ تُكْرِمُونَ ٱلْيَتِيمَ } * { وَلاَ تَحَآضُّونَ عَلَىٰ طَعَامِٱلْمِسْكِينِ } * { وَتَأْكُلُونَ ٱلتُّرَاثَ أَكْلاً لَّمّاً } * { وَتُحِبُّونَٱلْمَالَ حُبّاً جَمّاً }

شرح الكلمات:


{ فأما الإِنسان } : أي الكافر المشرك.


{ ابتلاه } : أي اختبره.


{ وأكرمه ونعمه } : أي بالمال والجاه ونعَّمه بالخيرات.


{ أكرمن } : أي فضلني لمالي من مزايا على غيري.


{ فقدر عليه رزقه } : أي ضيقه ولم يوسعه عليه.


{ أهانن } : أي أذلني بالفقر ولم يشكر الله على ما وهبه من سلامة جوارحه والعافيةفي جسمه.


{ كلا } : أي ليس الأمر كما يرى هذا الكافر ويعتقد ويقول.


{ التراث } : أي الميراث.


{ أكلا لما } : أي أكلاً كثيرا ولمَّاً شديداً إذ يلمون نصيب النساء والأطفال لمالهم فلا يورثونهم من التركة.


{ حبا جما } : أي حبا شديداً كثيراً.


معنى الآيات:


قوله تعالى { فأما الإِنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمن } لقدتقدم قول الله تعالى { إن ربك لبالمرصاد } وهو دال على أن الله تعالى يحب من عبدهأن يعبده ويشكره ليكرمه في دار طرامته يوم لقائه، وإِعلام الله تعالى عباده بأنهبالمرصاد يراقب أعمالهم دلالته على أنه يخوفهم من معاصيه ويرغبهم في طاعته واضحةفتلخص من ذلك أن الله تعالى لا يرضى لعباده الكفر وأنه يحب لهم الشكر فأماالإِنسان فماذا يحب وماذا يكره قال تعالى عنه فأما الإِنسان وهو المشرك وأكثرالناس مشركون إذا ما ابتلاه ربه اي اختبره فأكرمه بالمال والولد والجاه ونعمهبالأرزاق والخيرات لينظر الله هل يشكر أو يكفر فيقول مفاخراً ربي أكرمن أي فضلنيعلى غيري لما لي من فضائل ومزايا لم تكن لهؤلاء الفقراء وأما إذا ما ابتلاه فقدرعليه رزقه فيقول ربي أهانن أي وأما إذا ما اختبره وضيق عليه رزقه لينظر تعالى هليصبر العبد المختبر أو يجزع فيقول ربي أهانن أي أذلني فأفقرني.


وقوله تعالى { كلا بل لا تكرمون اليتيم ولا تحاضون على طعام المسكين وتأكلونالتراث أكلا لما وتحبون المال حبا جما } أي ألا فارتدعوا أيها الماديون الذينتقيسون الأمور كلها بمقاييس المادة فالله جل جلاله يوسع الرزق اختبارا للعبد هليشكر نعم الله عليه فيذكرها ويشكرها بالإِيمان والطاعة ويضيّق الرزق امتحانا هليصبر العبد لقضاء ربه أو يجزع. وإنما أنتم أيها الماديون ترون أن في التوسعةاكراما وفي التضييق إهانة كلا ليس الأمر كذلك، ونظريتكم المادية هذه أتتكم منحبّكم الدنيا واغتراركم بها ويشهد بذلك إهانتكم لليتامى وعدم إكرامكم لهم لضعفهموعجزهم أمامكم، وعدم الاستفادة المادية منهم. وشاهد آخر أنكم لا تحضون أنفسكم ولاغيركم على إطعام المساكين وهم جياع أمامكم، وآخر أنكم تأكلون التراث أي الميراثأكلا لما شديدا تجمعون مال الورثة من الأطفال والنساء إلى أموالكم. وتحرمونالضعيفين الأطفال والنساء. وآخر وتحبون المال حبا جما أي قويا شديدا. كلا ألاارتدعوا واخرجوا من دائرة هذه النظرية المادية قبل حلول العذاب، ونزول ما تكرهون.فآمنوا بالله ورسوله.


هداية الآيات:


من هداية الآيات:


1- النظرية المادية لم تكن حديثة عهد إذ عرفها الماديون في مكة من مشركي قريش قبلأربعة عشر قرنا.


2- وجوب إكرام اليتامى والحض على إطعام الجياع من فقراء ومساكين.


3- وجوب اعطاء المواريث لمستحقيها ذكورا أو اناثا صغاراً أو كباراً.


4- التنديد بحب المال الذي يحمل على منع الحقوق، ويزن الأمور بميزانه قوة وضعفا.


{ كَلاَّ إِذَا دُكَّتِ ٱلأَرْضُ دَكّاً دَكّاً } * {وَجَآءَ رَبُّكَ وَٱلْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً } * { وَجِيۤءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَيَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ ٱلإِنسَانُ وَأَنَّىٰ لَهُ ٱلذِّكْرَىٰ } * { يَقُولُيٰلَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي } * { فَيَوْمَئِذٍ لاَّ يُعَذِّبُ عَذَابَهُأَحَدٌ } * { وَلاَ يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ } * { يٰأَيَّتُهَا ٱلنَّفْسُٱلْمُطْمَئِنَّةُ } * { ٱرْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً } * {فَٱدْخُلِي فِي عِبَادِي } * { وَٱدْخُلِي جَنَّتِي }

شرح الكلمات:


{ إذا دكت الأرض دكا } : أي حركت حركة شديدة وزلزلت زلزالا قويا فلم يبق عليهاشاخص البتة.


{ والملك صفا صفا } : أي والملائكة أي صفا بعد صف.


{ وجيء يومئذ بجهنم } : أي تجر بسبعين ألف زمام كل زمام بأيدي سبعين الف ملك.


{ يتذكر الإِنسان } : أي الكافر ما قالت له الرسل من وعد الله ووعيده، يوم لقائه.


{ وأنى له الذكر } : أي لا تنفعه في هذا اليوم الذكرى.


{ قدمت لحياتي } : أي هذه الإِيمان وصالح الأعمال.


{ لا يعذب عذابه أحد } : أي لا يعذب مثل عذاب الله أحد أي في قوته وشدته.


{ ولا يوثق وثاقه أحد } : أي ولا يوثق أحد مثل وثاق الله عز وجل.


{ يا أيتها النفس المطمئنة }: أي المؤمنة الآمنة من العذاب لما لاح لها من بشائرالنجاة.


{ ارجعي إلى ربك } : أي إلى جواره في دار كرامته أي الجنة.


{ فادخلي في عبادي } : أي في جملة عبادي المؤمنين المتقين.


{ وادخلي جنتي } : أي دار كرامتي لأوليائي.


معنى الآيات:


قوله تعالى { إذا دكت الأرض دكا دكا } هو كقوله { وإذا الأرض مدت وألقت ما فيها وتخلت } { وجاء ربك } أي لفصل القضاء { والملك صفا صفاً } بعدصف، { وجيء يومئذ بجهنم } تجر بسبعين الف زمام كل زمام بأيدي سبعين ألف ملك، هناوفي هذا اليوم وفي هذه الساعة { يتذكر الإِنسان } المهمل المفرط المعرض عن دعوةالرسل، الكافر بلقاء الله والجزاء على الأعمال { وأنَّى له الذكرى } هنا يتذكر ومايتذكر؟، وكفره كان عريضاً وشره كان مستطيراً، ماذا يتذكر وهل تنفعه الذكرى، اللهملا، لا وماذا عساه أن يقول في هذا الموقف الرهيب يقول نادما متحسراً { يا ليتنيقدمت لحياتي } اي هذه الحياة الماثلة بين يديه، وهل ينفعه التمني اللهم لا، لا.


قال تعالى مخبرا عن شدة العذاب وقوة الوثاق { فيومئذ } أن تقوم القيامة ويجيءالربّ لفصل القضاء ويجاء بجهنم ويتذكر الإِنسان ويأسف ويتحسر في هذا اليوم يقضيالله تعالى بعذاب أهل الكفر والشرك والفجور والفسوق فيعذبون ويوثقون بأمر اللهوقضائه في السلاسل ويغلون في الأغلال ويذوقون العذاب والنكال الأمر الذي ما عرفهالناس في الدنيا أيام كانوا يعذبون المؤمنين ويوثقونهم في الحبال وهو ما أشار إليهبقوله: { فيومئذ لا يعذب عذابه أحد } اي لا يعذب عذاب أحد في الدنيا مهما بالغ فيالتعذيب عذاب الله في الآخرة { ولا يوثق وثاقه أحد } أي لا يوثق أحد في الدنياوثاق الله في الآخرة هذه صورة من عذاب الله لأعدائه من أهل الشرك به والكفر بآياتهوروله ولقائه وأما أهل الإيمان به وطاعته وهم أولياؤه الذي آمنوا في الدنيا وكانوايتقون فها هم ينادون فاستمع { يا ايتها النفس المطمئنة } إلى صادق وعد الله ووعيدهفي كتابه وعلى لسان رسوله فآمنت واتقت وتخلت عن الشرك والشر فكانت مطمئنة وذكرالله قريرة العين بحب الله ورسوله، وما وعدها الرحمن { ارجعي إلى ربك } اي غلىجواره في دار كرامته حال كونك { راضية } ثواب الله لك مرضيا عنك من قبل مولاك {فادخلي في عبادي } اي في جملة عبادي الصالحين { وادخلي جنتي } فيقال لها هذا عندمايرسل الله الأرواح إلى الأجساد يوم المعاد، فإِذا دخلت تلقتها الملائكة بالسلاموتساق إلى ساحة العرض وتعطى كتابها بيمينها وثم يقال لها ادخلي في عبادي أي فيجملتهم وادخلي جنتي بعد مرورها على الصراط اللهم اجعل نفسي مثل تلك النفس المطمئنةبالإِيمان وذكر الله ووعد الرحمن وعد الصدق الذي كانوا يوعدون.


هداية الآيات:


من هداية الآيات:


1- تقرير المعاد بعرض شبه تفصيلي ليوم القيامة.


2- بيان اشتداد حسرة المفرطين اليوم في طاعة الله تعالى وطاعة رسوله يوم القيامة.


3- بشرى النفس المطمئنة بالإِيمان وذكر الله ووعده ووعيده، عند الموت وعند القياممن القبر وعند تطاير الصحف.


سورة البلد

{ لاَ أُقْسِمُ بِهَـٰذَا ٱلْبَلَدِ } * { وَأَنتَ حِلٌّبِهَـٰذَا ٱلْبَلَدِ } * { وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ } * { لَقَدْ خَلَقْنَاٱلإِنسَانَ فِي كَبَدٍ } * { أَيَحْسَبُ أَن لَّن يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ } * {يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالاً لُّبَداً } * { أَيَحْسَبُ أَن لَّمْ يَرَهُ أَحَدٌ } *{ أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ } * { وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ } * {وَهَدَيْنَاهُ ٱلنَّجْدَينِ }

شرح الكلمات:


{ لا أقسم بهذا البلد } : أي مكة.


{ وأنت حل بهذا البلد } : أي وأنت يا نبيّ الله محمد حلال بمكة.


{ ووالد وما ولد } : أي وآدم وذريته.


{ في كبد } : أي في نصب وشدة يكابد مصائب الدنيا وشدائد الآخرة.


{ ايحسب أن لن يقدر } : أي أيظن وهو أبو الأشدين بن كلدة وكان قويا شديدا.


{ أهلكت مالا لبدا } : يقول هذا مفاخرا بعداوة الرسول وأنه أنفق فيها مالا كثيرا.


{ أيحسب أن لم يره أحد } : أي ايظن أنه لم يره أحد؟ بل الله رآه وعلم ما أنفقه.


{ وهديناه النجدين } : أي بيّنا له طريق الخير وطريق الشر بما فطرناه عليه من ذلكوبما أرسلنا به رسلنا وأنزلنا به كتبنا.


معنى الآيات:


قوله تعالى { لا أقسم بهذا البلد وأنت حل بهذا البلد ووالد وما ولد } هذا قسم للهتعالى اقسم فيه بمكة بلده الأمين والرسول بها وهو حلّ يقاتل ويقتل فيها وذلك يومالفتح الموعود. وقد قتل صلى الله عليه وسلم يومها ابن خطل وهو متعلق بأستار الكعبةوأقسم بوالد وما ولد فالوالد آدم وما ولد ذريته منهم الأنبياء والأولياء وجوابالقسم أو المقسم عيله قوله { لقد خلقنا الإِنسان في كبد } أي في نصب وتعب لايفارقانه منذ تخلقه في بطن أمه إلى وفاته بانقضاء عمره ثم يكابد شدائد الآخرة ثمإما غلىنعيم لا نصب معه ولا تعب، وإما إلى جحيم لا يفارقه ما هو أشد من النصبوالتعب عذاب الجحيم هكذا شاء الله وهو العليم الحكيم. وفي هذا الخبر الإِلهيالمؤكد بأجل قسم على أن الإِنسان محاط منذ نشأته غلى نهاية أمره بالنصب والتعبترويح على نفوس المؤمنين بمكة وهم يعانون من الحاجة والاضطهاد والتعذيب أحيانا منطغاة قريش لا سيما المستضعفين كياسر وولده عمار وبلال وصهيب وخبيب، وحتى الرسولالكريم صلى الله عليه وسلم فهو لم يسلم من أذى المشركين فإِذا عرفوا طبيعة الحياةوأن السعادة فيها أن يعلم المرء أن لا سعادة بها هان عليهم الأمر وقل قلقهم وخفتآلامهم. كما هو تنبيه للطغاة وإعلام لهم بما هم عنه غافلون لعلهم يصحون من سكرتهمبحب الدنيا وما فيها وقوله عز وجل { أيحسب } الإِنسان { أن لم يره أحد } هذاالإِنسان الذي قيل أنه ابو الأشدّيْن الذي أنفق ماله في عداوة الرسول صلى اللهعليه وسلم والإِسلام ويتبجّج بذلك ويقول { أهلكت مالا لبدا } كثيرا بعضه فوق بعضبلى إن الله تعالى قد رآه وعلم به وعَلِم القدر الذي أنفقه وسوف يحساب عليه ويجزيهبه، ولن ينجيه اعتقاده الفاسد أنه لا بعث ولا جزاء قال تعالى مقررا له بقدرتهونعيمه عليه { ألم نجعل عينين ولسانا وشفتين وهديناه النجدين } أي أعطيناه عينينيبصر بهما ولسانا ينطق به ويفصح عن مراده وزيناه بشفتين يستر بهما فمه وأسنانه ثمهديناه النجدين أي بيّنا له طريق الخير والشر والسعادة والشقاء بما أودعنا فيفطرته وبما ارسلنا به رسلنا وأنزلنا به كتبنا أنسي هذا كله وتعامى عنه ثم هو ينفقما أعطيناه في حرب رسولنا وديننا.


هداية الآيات:


من هداية الآيات:


1- شرف مكة وحرمتها وعلو شأن الرسول صلى الله عليه وسلم وسمو مقامه وهو فيها وقدأحلها الله تعالى له ولم يحلها لأحد سواه.


2- شرف آدم وذريته الصالحين منهم.


3- اعلان حقيقة وهي أن الإِنسان لا يبرح يعاني من أتعاب الحياة حتى الممات ثميستقبل شدئاد الآخرة إلى أن يقر قراره وينتهي تطوافه باستقراره في الجنة حيثيستريح نهائيا، أو في النار فيعذب ويتعب أبدا.


{ فَلاَ ٱقتَحَمَ ٱلْعَقَبَةَ } * { وَمَآ أَدْرَاكَ مَاٱلْعَقَبَةُ } * { فَكُّ رَقَبَةٍ } * { أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ} * { يَتِيماً ذَا مَقْرَبَةٍ } * { أَوْ مِسْكِيناً ذَا مَتْرَبَةٍ } * { ثُمَّكَانَ مِنَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَتَوَاصَوْاْ بِٱلصَّبْرِ وَتَوَاصَوْاْبِٱلْمَرْحَمَةِ } * { أُوْلَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلْمَيْمَنَةِ } * { وَٱلَّذِينَكَفَرُواْ بِآيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ ٱلْمَشْأَمَةِ } * { عَلَيْهِمْ نَارٌمُّؤْصَدَةٌ }

شرح الكلمات:


{ فلا اقتحم } : أي فهلا تجاوز.


{ العقبة } : أي الطريق الصعب في الجبل، والمراد به النجاة من النار.


{ فك رقبة } : أي اعتق رقبة في سبيل الله تعالى.


{ في يوم ذي مسغبة } : أي في يوم ذي مجاعة وشدة مؤونة.


{ يتيما ذا مقربة } : أي أطعم يتيما من ذوي قرابته.


{ مسكينا ذا متربة } : أي أطعم فقيراً لاصقا بالتراب ليس له شيء.


{ وتواصوا بالصبر } : أي أوصى بعضهم بعضا بالصبر على طاعة الله.


{ وتواصوا بالمرحمة } : أي أوصى بعضهم بعضا برحمة الفقراء والمساكين.


{ اصحاب الميمنة } : أي اصحاب اليمين وهم المؤمنون المتقون.


{ اصحاب المشأمة } : أي أصحاب الشمال وهم الكفار الفجار.


{ مؤصدة } : أي مطبقة لا نافذة لها ولا كوة فلا يدخلها هواء.


معنى الآيات:


قوله تعالى { فلا اقتحم العقبة } فهلا أنفق أبو الأشدين ما أنفقه في عداوة محمدصلى الله عليه وسلم هلا أنفقه في سبيل الله فاقتحم بها العقبة فتجاوزها، وقولهتعالى { وما أدراك ما العقبة } هذا تفخيم لشأنها وتعظيم له وقوله { فك رقبة أوإطعام في يوم ذي مسغبة يتيما ذا مقربة أومسكينا ذا متربة ثم كان من الذين آمنواوتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة } بهذه الأمور الأربعة تقتحم العقبة وتجتاز فينجوصاحبها من النار والأمور الأربعة هي:


1- فك رقبة وقد ورد من اعتق رقبة مؤمنة فداؤه من النار.


2- إطعام في يوم ذي مسغبة أي مجاعة يتيما ذا مقربة أي قرابة أو مسكينا ذا متربة أيذا لصوق بالأرض لحاجته وشدة فقره.


3- إيمان صادق بالله ورسوله وآيات الله ولقائه يحيا به قلبه.


4- تواصى بالصبر اي مع المؤمنين المستضعفين بالثبات على الحق ولزوم طريقه وتواصيبالمرحمة مع أهل المال أن يرحموا الفقراء والمساكين فيسدوا خلتهم ويقضوا حاجتهم.


بهذه الربعة تجتاز العقبة وينجو المرء من عذاب الله، وفي مثل هذا تنفق الأموال لاأن تنفق في الدسائس والمكر بالصالحين وخداع المؤمنين.


وقوله تعالى { والذين كفروا بآياتنا } لما ذكر الإِيمان والعمل الصالح وهماالمنجيان من عذاب الله تعالى ذكر ضدهما وهما الكفر والمعاصي وهما المهلكان الشركوالمعاصي لأن الكفر بآيات الله لازمه البقاء على الشرك المنافي للتوحيد، والعصيانالمنافي للطاعة وقوله تعالى { أولئك أصحاب المشأمة } أي الشمال { عليهم نار مؤصدة} مغلقة الأبواب مطبقة هي جزاؤهم لأنهم كفروا بآيات الله وعصوا رسوله.


هداية الآيات:


من هداية الآيات:


1- التنديد بمن ينفق ماله في معصية الله ورسوله، والنصح له بالإِنفاق في الخيرفإِنه أجدى له، وأنجى من عذاب الله.


2- بيان أن عقبة عذاب الله يوم القيامة تقتحم وتجتاز بالإِنفاق في سبيل اللهوبالإِيمان والعمل الصالح والتواصي به.


3- التنديد بالكفر والوعيد الشديد لأهله.


سورة الشمس

{ وَٱلشَّمْسِ وَضُحَاهَا } * { وَٱلْقَمَرِ إِذَا تَلاَهَا} * { وَٱلنَّهَارِ إِذَا جَلاَّهَا } * { وَٱللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا } * {وَٱلسَّمَآءِ وَمَا بَنَاهَا } * { وَٱلأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا } * { وَنَفْسٍوَمَا سَوَّاهَا } * { فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا } * { قَدْ أَفْلَحَمَن زَكَّاهَا } * { وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا }

شرح الكلمات:


{ وضحاها } : أي ونهارها.


{ إذا تلاها } : أي تلا الشمس فطلع بعد غروبها مباشرة وذلك ليلة النصف من الشهر.


{ إذا جلاها } : أي إذا أضاءها.


{ إذا يغشاها } : أي غشى الشمس حتى تظلم الآفاق.


{ وما بناها } : أي ومن بناها وهو الله عز وجل حيث جعل السماء كالسقف للأرض.


{ وما طحاها } : أي ومن بسطها وهو الله عز وجل.


{ وما سواها } : أي ومن سوى خلقها وعدله وهو الله عز وجل.


{ فألهمها فجورها } : أي فبيّن لها ما ينبغي لها أن تأتيه أو تتركه من الخيروالشر.


{ أفلح من زكاها } : أي فاز بالنجاة من النار ودخول الجنة من طهر نفسه من الذنوبوالآثام.


{ وقد خاب } : أي خسر في الآخرة نفسه وأهله يوم القيامة.


{ من دساها } : أي دسّى نفسه غذا أخفاها وأخملها بالكفر والمعاصي وأصل دسها دسسهافأُبدلت إحدى السِينَيْن ياءً.


معنى الآيات:


قوله تعالى { والشمس وضحاها } إلى قوله { وقد خاب من دساها } تضمنت هذه الآياتالعشر قسماً إلهياً من أعظم الأقسام ومقسماً عليه وهو جواب القسم ومقسما لهم وهمسائر الناس فالقسم كان بما يلي بالشمس وضحاها وبالقمر إذا تلاها أي تلا الشمس إذاطلع بعد غروبها وذلك ليلة النصف من الشهر وبالنهار إذا جلاها إذا أضاء فكشف الظلمةأو الدنيا، وبالليل إذا يغشاها أي يغشى الشمس حتى تظلم الآفاق وبالسماء وما بناهاعلى أن ما تكون غالبا لغير العالم وقد تكون للعالم كما هي هنا فالذي بناها هو اللهسبحانه وتعالى بالأرض وما طحاها أي بسطها وهو الله تعالى وبالنفس وما سواها أيخلقها وعدل خلقها وهو الله تعالى وقوله فألهمها فجورها وتقواها اي خلقها وسوىخلقها والهمها أي بين لها الخير والشر اي ما تعمله من الصالحات وما تتجنبه منالمفسدات فأقسم تعالى باربع من مخلوقاته العظام وبنفسه وهو العلي العظيم على ما دلعليه قوله { قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها } وهو المقسم عليه وهو أن من وفقهالله وأعانه فزكى نفسه اي طهرها بالإِميان والعمل الصالح مبعدا لها عما يدنسها منالشرك والمعاصي فقد افلح بمعنى فاز يوم القيامة وذلك بالنجاة من النار ودخول الجنةلأن معنى الفوز لغة هو السلامة من المرهوب والظفر بالمرغوب وأن من خذله الله تعالىلما له من سوابق في الشر والفساد فلم يزك نفسه بالإِيمان والعمل الصالح ودساها ايدسسها اخفاها وأخملها بما أفرغ عليها من الذنوب وما غطاها من آثار الخطايا والآثامفقد خاب بمعنى خسر في آخرته فلم يفلح فخسر نفسه وأهله وهو الخسران المبين.


هداية الآيات:


من هداية الآيات:


1- بيان مظاهر القدرة الإِلهية في الآيات التي أقسم بها الرب تعالى.


2- بيان بما يكون به الفلاح، وما يكون به الخسران.


3- الترغيب في الإِيمان والعمل الصالح والترهيب من الشرك والمعاصي.


{ كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَآ } * { إِذِ ٱنبَعَثَأَشْقَاهَا } * { فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ ٱللَّهِ نَاقَةَ ٱللَّهِ وَسُقْيَاهَا }* { فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنبِهِمْفَسَوَّاهَا } * { وَلاَ يَخَافُ عُقْبَاهَا }

شرح الكلمات:


{ ثمود } : أي أصحاب الحجر كذبوا رسولهم صالحا عليه السلام.


{ بطغواها } : أي بسبب طغيانها في الشرك والمعاصي.


{ إذ انبعث } : أي انطلق مسرعا.


{ أشقاها } : أي أشقى القبيلة وهو قُدار بن سالف الذي يضرب به المثل فيقال أشأم منقدار.


{ رسول الله } : أي صالح عليه السلام.


{ ناقة الله وسقياها } : أي ذروها وشربها في يومها.


{ فكذبوه } : أي فيما أخبرهم به من شأن الناقة.


{ فعقروها } : أي قتلوها ليخلص لهم ماء شربها في يومها.


{ فدمدم } : أي اطبق عليهم العذاب فأهلكهم.


{ بذنبهم } : أي بسبب ذنوبهم التي هي الشرك والتكذيب وقتل الناقة.


{ فسواها } : أي سوى الدمدم عليهم فلم يفلت منهم أحد.


{ ولا يخاف عقباها } : أي ولا يخاف الربّ تعالى تبعة إهلاكهم كما يخاف الإِنسانعاقبة فعله إذا هو قتل أحدا أو عذبه.


معنى الآيات:


قوله تعالى { كذبت ثمود } إلى قوله { ولا يخاف عقباها } هذه الآيات سيقت للتدليلعلى أمور هي أن الذنوب موجبة لعذاب الله في الدنيا والآخرة، وأن تكذيب السرول الذيعليه كفار مكة منذر بخطر عظيم إذا استمروا عليه فقد يهلكهم الله به كما أهلك أصحابالحجر قوم صالح، وأن محمداً رسول الله حقا وصدقا وإن انكار قريش له لا قيمة له،وأنه لا إله إلا الله. وأن البعث والجزاء ثابتان بأدلة قدرة الله وعلمه فقولهتعالى { كذبت ثمود } إخبار منه تعالى المراد به إنذار قريش من خطر استمرارها علىالتكذيب وتسلية الرسول والمؤمنين وقوله { بطغواها } أي بسبب ذنوبها التي بلغت فيهاحد الطغيان الذي هو الإِسراف ومجاوزة الحد في الأمر. وبيّن تعالى ظرف ذلك بقوله {إذ انبعث } اشقى تلك القبيلة الذي هو قُدار بن سالف الذي يضرب به المثل في الشقاوةفيقال أشأم من قدار وقال فيه رسول الله اشقى الأولين والآخرين قدار بن سالف وقولهفقال لهم رسول الله أي صالح { ناقة الله } اي احذروها فذروها تأكل في أرض الله ولاتمسوها بسوء فيأخذكم عذاب أليم ذروها وسقياها أي وماء شربها إذ كان الماء قسمةبينهم لها يوم ولهم يوم. { فكذبوه } في ذلك وفي غيره من رسالته ودعوته إلى عبادةالله وحده { فعقروها } أي فذبحوها { فدمدم عليهم ربهم } اي أطبق عليهم العذابوعمهم به فلم ينج منهم أحد وذلك بذنبهم لا بظلم منه تعالى، { فسواها } في النقمةوالعذاب { ولا يخاف عقباها } اي تبعة تلحقه من هلاكها إذ هو رب الكل ومالك الكلوهو القاهر فوق عباده وهو العزيز الحكيم.


هداية الآيات:


من هداية الآيات: 1- بيان أن نجاة العبد من النار ودخوله الجنة متوقف على زكاةنفسه وتطهيرها من أوضار الذنوب والمعاصي، وأن شقاء العبد وخسرانه سببه تدنيسه نفسهبالشرك والمعاصي وكل هذا من سنن الله تعالى في الأسباب والمسببات.


2- التحذير من الطغيان وهو الإِسراف في الشر والفساد فإِنه مهلك ومدمر وموجبللهلاك والدمار في الدنيا والعذاب في الآخرة.


3- تسلية الرسول صلى الله عليه وسلم والتخفيف عنه إذ كذبت قبل قريش ثمود وغيرها منالأمم كأصحاب مدين وقوم لوط وفرعون.


4- انذرا كفار قريش عاقبة الشرك والتكذيب والمعاصي من الظلم والاعتداء.



تفسير سورة الفجر والبلد والشمس (89-91) 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
تفسير سورة الفجر والبلد والشمس (89-91)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تفسير سورة يس (36)
» تفسير سورة سبأ (34)
» تفسير سورة نوح (71)
» تفسير سورة القصص (28)
» تفسير سورة هــــود (11)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: مجمـــوعــة تفاســـــير :: أيســـر التفاســــير-
انتقل الى: