أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52683 العمر : 72
| موضوع: مساواة الرجل بالمرأة الأربعاء 15 مارس 2017, 4:03 pm | |
| مساواة الرجل بالمرأة ============ السؤال: كيف نردّ على المطالِبين بمساواة المرأة بالرجل؟
الجواب: ما دام الجنس الواحد قد انقسم لنوعين فكل نوع له مهمة، والذكورة والأنوثة هما نوعان لجنس البشر، فالذكر والأنثى يشتركان في مطلوبات الجنس وبعد ذلك ينفردان في مطلوبات النوع وبعد ذلك كل نوع ينقسم إلى أفراد، والأفراد أيضا ليسوا مكرَّرين، بل فيه قدر مشترك يجمع كل الأفراد، وبعد ذلك كل واحد له موهبة وله ريادة وله تفوق في مجال كذا وكذا، وبذلك يتكامل أفراد الجنس البشريّ.
وما دام الجنس البشريّ قد انقسم إلى نوعين فيكون للرجال خصوصية وللنساء خصوصية. وربُّنا ـ سبحانه وتعالى ـ لا يأتي حتى في البنية العامة ليجعل الجنسين مستويَين في خصائص البنية، صحيح أن البنية واحدة، رأس وجذع وأرجل، إنما يميِّز بنيةَ كلِّ نوع بشيء، الرجل له شكل مميز، والمرأة لها شكل مميز، ولذلك فالذين يقولون: نسوِّي الرجل بالمرأة أو المرأة بالرجل.
نقول لهم: المرأة لها تكوينها الخاصّ والرجل له تكوينه الخاصّ، فإذا سوَّيتَ المرأة بالرجل أعطيتَ لها مجالات، وبَقيَت مجالاتها التي لا يمكن للرجل أن يشاركها فيها معطلةً لا يقوم بها أحد، إذًا فأنت حمَّلتها فوق ما تطيق، وأنت مخطئ؛ لأنك تأتيها بمتاعب أخرى.
إن الحق ـ سبحانه وتعالى ـ ساعة يخلق جنسًا ويقسم الجنس إلى نوعين يبيِّن: تنبَّهوا إلى أن كل نوع له مهمة وفيه شيء مشترك. ما هو المشترك بين الأنوثة والذكورة؟
إن هذا إنسان وذلك إنسان، وكلاهما من ناحية الإيمان مطالَب أن يكون له عقيدة إيمانية، ولا أحد يسيطر على الآخر في عقيدته الإيمانية، الاثنان متساويان فيها ولا يفرضها واحد على الآخر.
وضرب الله -سبحانه وتعالى- لنا مثلًا على تشخيص الذكورة وتشخيص الأنوثة في الأمر الأوَّليّ للإيمان، فهذان رسولان ومع ذلك لم يستطيعا إقناع زوجتَيهما بالتوحيد، إذًا فكل إنسان له حرية العقيدة والتعقل ولا أحد تابع للآخر في هذه المسألة أبدًا، يقول الحق سبحانه: (ضرَب اللهُ مثلًا للذين كفروا امرأةَ نوحٍ وامرأةَ لوطٍ كانتَا تحت عبدَين من عبادِنا صالحَين فخانتاهما فلم يُغنيَا عنهما من اللهِ شيئًا وقيل ادخُلَا النارَ مع الداخلين) (التحريم:10).
ويقول تعالى: (وضرَب اللهُ مثلًا للذين آمَنوا امرأةَ فرعونَ إذ قالت ربِّ ابنِ لي عندك بيتًا في الجنةِ ونَجِّني من فرعونَ وعملِه ونَجِّني من القوم الظالمين) (التحريم: 11).
فرعون الذي ادَّعى الألوهية لم يقدر أن يُرغم امرأته على أن تكفر، والحق سبحانه وتعالى قال فيها: (إذ قالت ربِّ ابنِ لي عندك بيتًا في الجنةِ ونَجِّني من فرعونَ وعملِه ونَجِّني من القوم الظالمين) إذًا ففي مسألة العقيدة الكل فيها سواء، الذكورة والأنوثة، فيها عقل وفيها تفكير.
ولعل المرأة تشير برأي قد يعزُّ على كثير من الرجال، ولنا المثل من زوج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أمُّ سلمة وموقفها في صُلح الحُديبية (إشارة إلى مشورتها -رضي الله تعالى عنها- على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالحَلق في قصَّة الحُديبية بعد أن أحزنه عدم امتثالهم بالتَّحَلُل، فلما تحلل بناءً على مشورتها تبعه الجميع). |
|