ضيف الحلقة :
الشيخ : عبد القادر شيبة الحمد
موضوع الحلقة :
فاطمة الزهراء رضي الله عنها ( 2 )
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على خاتم النبيين وإمام المرسلين وعلى آله وصحابته الطيبين الطاهرين ومن سلك سبيلهم وترسم خطاهم ونهج مناهجهم إلى يوم الدين أما بعد،
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم نسائه وغيرهن أن من أغضب فاطمة يغضب أن الله يغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاء فاطمة وطبعاً دائماَ وأبداَ كانت فاطمة تعيش في فلك الحب لربها وأبيها لربها أولاً ثم لأبيها صلوات الله وسلامه عليه واستمرت في رعاية أهلها وصلة أرحامها حتى مرض النبي صلى الله عليه وسلم مرضه الذي توفي فيه صلوات الله وسلامه عليه وقد أقبلت مرة على رسول الله فتروي عنها عائشة عائشة تروي عن فاطمة أنها لما دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه سرّ لها بكلمات فبكت ثم أسر لها بكلمات فضحكت فقالت لها الصديقة ابنة الصديق حبيبة رسول الله عائشة رضي الله عنها ماذا قال لك رسول الله فقالت فاطمة ما كنت لأفشي سرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لكن بعد موت رسول الله صلى الله عليه وسلم وانتقاله إلى الرفيق الأعلى سألت عائشة فاطمة ماذا أسرّ إليك رسول الله قالت أسرّ إليّ أن جبريل كان يعارضه بالقرآن كل سنة في رمضان مرة وأنه عارضه في رمضان الأخير وفي السنة العاشرة مرتين قال وانه أرى أن ذلك أواني يعني انتهى أجلي أو قرب انتهاء أجلي فبكت فلما بكت أخبرها رسول الله أنها أول أهله لحاقاَ به وأنها سيدة نساء أهل الجنة فضحكت ضحكت لأنها ستكون أول أهل بيت رسول الله لحاقاَ برسول الله وأنها سيدة أهل الجنة وطبعاَ هذا لا ينافي أن أمها خديجة كما ذكرت في حديث البخاري غيره أن النبي قال خديجة خير نساءها مريم بنت عمران وخير نسائها خديجة بنت خويلد وقال ذلك آسيا أبنت ذكر النبي يعني فضليات نساء العالمين ذكر منهن آسية امرأة فرعون وخديجة ومريم بنت عمران وخديجة بنت خويلد وذكر فاطمة رضي الله عنها وطبعاَ أهل العلم أن فاطمة سيدة يعني حازت السيادة درجة لما يسبقها إليها أحد من النساء السابقات فهي سيدة نساء أهل الجنة وقد جاء الله لها من علي بولدين وهما الحسن والحسين ووصفها رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهما سيدا شباب أهل الجنة وطبعاَ بعد موت فاطمة وقد ماتت بعد النبي بستة أشهر فاطمة ماتت بعد النبي صلى الله عليه وسلم بستة أشهر ولم يبقى لرسول الله نسل إلا من فاطمة يعني لم يبقى له نسل من القاسم مات صغير في الجاهلي ولم يتزوج وزينب جاءت بأمامه عبد الله وبأمامة بنت زينب وأمامة عاشت حتى ماتت فاطمة جدتها ولما ماتت فاطمة كانت أشارت على علي وقالت له إذا مت فتزوج إمامة بنت زينب يعني ابنة أختي فتزوجها علي رضي الله عنها بعد موت فاطمة جاء في بعض الأحاديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل مرة فوجد بعض يعني المكالمة بين فاطمة وعائشة فقال لعائشة ألا تتركين لي فاطمة وأنا لك خير من أبي زرع لأم زرع يعني كان سبب المحاورة هذه سبباَ لأن يصف رسول الله صلى الله عليه وسلم أحوال إحدى عشر امرأة قبل الإسلام بأخلاق وأوصاف تكون أنموذج للرجال الطيبين ولكرام الأزواج في المعاملة لزوجاتهن ولأزواجهن قال ألا تتركين لي فاطمة وأنا لك كأبي زرع لأم زرع أنا لك كأبي زرع لأم زرع قالت بأبي أنت وأمي يا رسول الله عائشة تقول ما أبو زرع وما أم زرع قال جلس إحدى عشر امرأة جلس إحدى عشر امرأة فتعاهدن وتعاقدنا أن لا يكتما من أخبار أزواجهن شيئا يعني النساء الإحدى عشر اتفقت وتعاهدت وتعاقدت وتقاسمت أنها لن تخفي أسرار زوجها كل واحدة منهن تبدي ما عند زوجها لها فقالت الأولى زوجي لحم جمل غث يعني رديء على رأسه جبل وعر لا سمين فينتقى ولا سهل فينتقل أو فيرتقى الرواية المشهورة لا سمين فينتقى ولا سهل فيرتقى قالت الثانية زوجي زوجي الأولى قالت زوجي لحم جمل غث على ظهر جبل وعر لا سهل فيرتقى ولا سمين فينتقى أو فينتقل إليه قالت الثانية زوجي عياياء أو غياياء كل داء له داء شجك أو فلك أو جمع كل لكِ قالت الثالثة زوجي العشنق إن أنطق أطلق وإن أسكت أعلق قالت الأخرى زوجي كليل تهامة لا حرّ ولا قرّ ولا ملالة ولا سئامى
قالت الأخرى زوجي زوجي احدهما تقول زوجي المس مس أرنب يعني ناعم والريح ريح زرنب نبات من أطيب النبات زوجي المس مس أرنب والريح ريح زرنب قالت الأخرى زوجي زوجي له إبل زوجي مالك وما مالك له إبل كثيرات المبارك قليلات المسارح إذا سمعن صوت المزهر أيقن أنهن هوالك والأخيرة تقول زوجي واحدة منهن تقول زوجي إن دخل فهد إن دخل فهد يعني صار مثل الفهد زوجي إن دخل فهد وإن خرج أسد يعني إن خرج صار بين الرجال كالأسد ولا يسأل عن ما عهد وقالت واحدة منهن زوجي إذا أكل شف إذا أكل لف إذا أكل لف وإذا شرب اجتف وإذا اضطجع التف ولا يريد الكف ليعلم البث طبعاَ تكاد كل هذه الألفاظ تحتاج إلى شرح لعل أشرحها في حلقة قادمة إن شاء الله قالت العاشرة زوجي مالك الحادية عشر زوجي أبو زرع وما أبو زرع أناس من ذا أذنين وملأ من شحم عضديه وملأ من شحم عضديه ونقلني إلى أهل صهيل ووجدني بغنيمة بشق وجدت في غنيم يعني أرعى غنم قطعة صغيرة من الغنم قطعة صغيرة من الغنم في ناحية صغيرة من ناحية الجبال وجدني في غنيمة بشق فنقلني إلى أهل صهيل يعني خيل وأطيط يعني إبل ودائس يعني بقر ومناق يعني غرابيل تنخر الطعام لا نأكله بسفاه وقشره ومنق فعنده أقول فلا أقبح عنده أقول فلا أقبح هي قالت التي قبلها وبجحني فبجحت إليّ نفسي وبجحني يعني وسع علي حتى اتسعت عليا نفسي صرت أحس بالسعة والانشراح في جواره نقلني إلى أهل صهيل وأطيط ودائس ومنق فعنده أقول فلا أقبح وأشرب فأتقنح وفي رواية أشرب فأتقمح يعني على الرواية الأولى أشرب فأتقنح يعني أمتلئ بالشرب أشرب اللبن حتى يكاد يخرج من عروقي وفي رواية أتقمح يعني أشرب مثل البعير العاطش أي العطشان إذا شرب فإنه عندما يدلي رأسه في الحوض ويبدأ يسحب من الماء بفمه بعدين يرفع رأسه إلى أعلى فلا يستطيع إعادتها في الحال تتجمد رأسه وشبه الله هذا الحال بالمشركين المعرضين عن رسول الله عندما قال يس (1) وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ (2) إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (3) عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (4) تَنزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (5) لِتُنذِرَ قَوْماً مَّآ أُنذِرَ آبَآؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ (6) يس فيبين أنهم مقمحون يعني مثل الإبل التي إذا ملئت جوفها من الشراب وقد وضعت فمها على الماء إذا رفعت لا تكاد ترجعه فأشرب فأتقنح أو أتقمح ثم تحدثت عن أمه قالت والدة أبي زرع عكومها رداح العقوم يعني الغرائر االتي تجمع فيها ثيابها ما كان عندهم معالق ولا شيء تعلق بها الثياب عكومها رداح يعني واسعة وبيتها فساح ثم ذكرت ابن أبي زرع فقالت ابن أبي زرع مضجعه كمسل شطبة تشبعه أو يشبعه ذراع الجفرة يعني إذا أكل يقول هذه عادة أبناء الكرام عادة أبناء الكرام تشبعه ذراع الجفرة ثم قالت ابنة أبي ذرع ملأ كسائها وغيث جارتها طوع أبيها وطوع أمها ملأ كسائها غيظ جارتها ثم قالت جارية أبي زرع والمقصود طبعاً إذا بدأت المرأة تمدح أم زوجها وتمدح ابنها وتمدح ابنتها وتمدح جاريتها معناها أنها في بيت كريم مرتفع عالي في المنازل والبيوت وطبعاَ إذا كان هذا كل في هذا البيت يكون مدحاَ لأبي زرع مدحاَ لأبي زرع ثم قالت خرج أبو زرع خرج أبو زرع والأوطاب تمخط خرج أبو زرع في يوم خرج والأوطاب يعني في وقت الربيع أخذ ركب خطياً ركب عليه أبي زرع خرج والأوطاب فوجد جارية لها غلامان يلعبان تحت خصرها برمانتين خرج أبو زرع والأوطاب يعني المواعين اللبن الأوطاب تمخض يعني يشربون منها حتى يشبعوا ويبقى الكثير حتى يخرجوا منه الزبدة فوجد جارية معها غلامان يلعبان تحت خصرها برمانتين فطلقني ونكحها فتزوجت بعده رجلا تزوجت بعده رجلاَ ركب رجلاَ ثرياَ ركب يعني مهراَ فرساَ جيداَ وأخذ رمحاَ خطياً وجاء من كل فاكهة بنوعين وقال كلي أم زرع وأهلك قالت فلو جمعت كل شيء أعطني ما بلغ أصغر أنية أبي زرع قال حبيب الله ورسول لعائشة كنت لك كأبي زرع لأم زرع إلا أنه طلقها وأنا لا أطلقك إلا أنه طلقها وأنا لا أطلقك فضرب به المثل ضرب بذلك المثل بأم زرع وما احتواه حديثها من قواعد تبين أخلاق الرجال واختلاف الرجال وأن أحسهن أكرمهن لنسائهن وأن أحسن الرجال خلقاً كما جاء في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال خيركم خيركم لأهل وأنا خيركم لأهلي وإلى حلقة قادمة إن شاء الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.