| الباب العاشر: شخصيّات أزهريّة معاصرة | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: الباب العاشر: شخصيّات أزهريّة معاصرة السبت 07 يناير 2017, 12:42 am | |
| الباب العاشر شخصيّات أزهريّة معاصرة =============== الشيخ محمد عرفة ========== هو شيخ جليل، ومفكر نابه، له مكانته العلمية في الأزهر، وتلاميذه الكثيرون ولا نجد في تاريخ حياته خيرا مما أرخ به هو لنفسه في مقالة نشرتها له المصري بعنوان «الدين والحياة والأزهر» في يونيو عام 1952م، وهي من سلسلة مقالاته التي كتبها يرد فيها على الأستاذ أمين الخولي الذي نشر سلسلة مقالات في «المصري» ندد فيها بالأزهر وتأخره عن أداء رسالته.
قال الشيخ محمد عرفة: -------------------- كنت بصدد أن أثبت أن الأزهر شعر بحقيقة الدين المشرقة المتسامحة التي تدعو إلى الإخاء الإنساني والتعاون البشري وأنه تعدى دائرة الشعور إلى دائرة التنفيذ، واستدللت ببحث كنت كتبته في العلة في مشروعية الجهاد، أهي الكفر أم عدوان الكافرين على المسلمين، فاستخلصت من بين الأقوال المختلفة إن العلة هي العدوان؛ فما لم يعتد المخالفون في الدين على المسلمين فلا جهاد ولا قتال.
وبذلك كانت العلاقة الخارجية بين المسلمين وأمم الأرض هي السلم لا الحرب ويتبع ذلك ما يتبعه مما يكون بين المسالمين من المحبة والتعاون والإخاء، وجمعت بين الأدلة المتعارضة الظاهرة على هذا الأساس من كتاب اللّه وأحاديث رسول اللّه، فاستقامت ككعوب الرمح على توال واتساق، وإني أعتز بهذا البحث وأراني قد خدمت به المسلمين بخاصة والإنسانية بعامة، وكنت أذيع هذا البحث في دروسي ومجالسي. .
وإنما كنت بهذا الصدد لأرد على من قال إن الأزهر لم يشعر بالدين الإسلامي المنتظر الذي يدعو إلى الإخاء والتعاون، وقد نبهته فلم يتنبه وهو لا يطمع في التنفيذ.
فكتب الأستاذ الشرقاوي في «المصري» يشكك في قيمة هذا الدليل دون أن يبين الأسباب، ونقل الكلام إلى أن الأزهر لا يشارك في المواضيع التي تهم الأمة وليس كغيره من علماء الأديان الأخرى الذين يشاركون مشاركة فعلية وقولية في كل شأن من الشئون.
وضرب أمثلة برجال الدين في جزيرة قبرص حيث خطب أحدهم يطلب الانضمام إلى اليونان ودقت الكنائس أجراسها احتفالا بالخطيب، وذكر أن الباب تعاون الإسلام والمسيحية لمقاومة الشيوعية وتحدث بذلك سفير مصر في الفاتيكان ولم يحرك الأزهر ساكنا، والبعثة التي جاءت إلى الأديرة في سينا لتحقيق الوثائق التاريخية لم يدرسها معها ولم يشارك في هذا التحقيق.
وإني أقبل أن ينقل الحوار إلى هذه الناحية وأذكر أن الأزهر شارك في الأحداث الجسام فكان مهد الحركة الوطنية ومنبع الثورة في سنة 1919م، وظل مدة الثورة يلهب النفوس بالحماسة الوطنية، وكان منبرا للخطابة وتوجيه الثورة، وكان أهل الأقاليم يأتون إليه فيعمر قلوبهم بالإيمان الوطني، ويزودهم بالرأي الناصح والمشورة النافعة، وقد نبه إلى ذلك اللورد ملنر في تقريره.
أما مسألة الشيوعية فإني أذكر أني قرأت في الجرائد أن أساقفة الكنائس اجتمعوا تحت رياسة رئيس أساقفة كانتربري وقرروا أن الشيوعية تخالف المسيحية لأنها تنكر وجود الله والحياة الآخرة وتوقد نار الحرب بين الطبقات الخ.. فما أن قرأت ذلك حتى عرضت مبادئها على قواعد الدين الإسلامي وذكرت مواضع الخلاف ونشرت ذلك بعض الصحف.
وأرى المساجلة ستضطرني إلى ذكر بعض ما شارك به الأزهر في المسائل التي تهم الأمة في شخص أحد أبنائه كاتب هذه السطور، ولولا موضع الحجة لما استبحت أن أنطق بكلمة.
وإني أذكرها مع الخجل والاستحياء: ------------------------------- 1 - رأيت الأسر المصرية كما قلت في حينها سنة 1922م، بمدرجة السيول، ومهب الرياح، تقوضها الريح إذا هبت ويذهب بها السيل إذا جرى، يبيع الرجل أو يشتري فيقسم على سلعته بالطلاق كذباً لترويج سلعته فإذا امرأته طالق -يغضب الرجل والغضب غول يغتال العقل فيطلق زوجته ثم يبقى نادماً على بيت هدمه وأبناء شتتهم- يطلق الرجل امرأته ثلاثاً في لفظ واحد فتبين منه، ويندم ولات ساعة مندم.
رأيت ذلك فنظرت في الشريعة الإسلامية وأقوال الماضين فرأيت الرسول يقول: لا طلاق في إغلاق -أي غضب- وإذا من الأئمة من يرى أن يمين الطلاق التي الغرض منها الحث على شيء أو النهي عنه لا تقع طلاقاً وإذا القرآن يوجب أن تطلق المرأة لعدتها طلقة واحدة وأن تبقى في بيت الزوجية، فإذا بلغت الأجل فأما أن يعاشرها بالمعروف أو يفارقها بالمعروف، وعلل ذلك بقوله -لعل اللّه يحدث بعد ذلك أمرا- فيعطف قلبه بعد نفور، فجعل اللّه له سعة في مراجعة ما كان منه، وكان الطلاق على عهد رسول اللّه وأبي بكر وسنتين من خلافة عمر طلاق الثلاث طلقة واحدة فأمضاه عليهم عمر فكتبت ذلك كله في مقال ونشرته بإمضاء -م. ع-.
فثارت ثائرة بعض المحافظين وردوا على ذلك، ولكنها كانت حجرا ألقي في الماء الراقد فنبهت الأذهان وفعلت فعلها حتى صدر قانون المحاكم الشرعية بعد ذلك مطابقا لكل ما اقترحته.
فإن كان ذلك قد حفظ الأسرة المصرية من التداعي والانهيار وحفظ الأبناء من الشتات والضياع، فعند الله احتسب ما صنعت وأدخر ما قدمت.
2 - كتبت في فتنة القبعة وكنت أريد أن أحفظ على المسلمين شخصيتهم، ورددت على القائلين أنها لباس المتقدمين في العلم والحضارة، فقلت ليس التقدم بتغيير لباس الرأس وإنما هو بتغيير ما في الرأس، واعمدوا إلى رءوسكم فنظفوها من الخرافات وحلوها بالعلوم والمعارف بذلك وبذلك وحده تتقدمون.
3 - حاضر الدكتور فخري فهاجم الاسلام في أمور كثيرة: منها جعله المرأة على النصف من الرجل في الميراث، فدعا الأزهر الشيوخ والنواب ورجالات العلم إلى سماع محاضرة في قاعة المحاضرات بدار العلوم، فقمت فألقيت هذه المحاضرة.
وكتب المرحوم الهلباوي في شأنها يقول: ------------------------------------
هذه أول مرة يستمع الناس فيها إلى محاضرة تمكث ساعتين بدون سأم ولا ملل.
4 - زعم مرقص باشا سميكة في التقويم السنوي للحكومة أن المعز لدين الله الفاطمي تنصر وقضى بقية أيامه في كنيسة سيفين، فكتبت أرد هذه الفرية بالأدلة التاريخية القاطعة فلم يسع الباشا إلا أن يعلن في الصحف أنه أمام هذه الأدلة يرجع عن رأيه.
5 - كتبت في تفسير آيات الأحكام وعرضت للوصية وما ثبت من أنه لا وصية لوارث، وبينت أن صاحب المال قد يكون بعض أبنائه بررة به، وبعضهم يعقونه، فيريد أن يوصي للبررة بفضل في ماله، وهذه إرادة مشروعة عقلا فكيف يحرم منها وبينت بعض المذاهب التي تجيز ذلك وقد نشرت أمثال هذه البحوث بجريدة البلاغ.
فجاءني المرحوم أحمد بك قمحة -وكيل مدرسة الحقوق وقتئذ- وقال: جئتك على غير معرفة سابقة لأتعرف بك، وقال لو كتبت الشريعة بهذا القلم لرفع الخلاف بين الشريعة والقانون.
6 - كتبت كتاب نقض مطاعن القرآن الكريم للرد على الأفكار التي كانت تذاع في الجامعة مما تطعن في القرآن الكريم، ورددت على كتاب الشعر الجاهلي، وكتبت مقالات في الرد على ضمير الغائب واستعماله اسم إشارة.
7 - أخرجت كتاب «النحو والنحاة بين الأزهر والجامعة» للرد على كتاب إحياء النحو، وكتب بعض شيوخ الأزهر السابقين له مقدمة يظهر فيها الإعجاب والتقدير، وذكر لي بعض أصدقائي أن رحالة من النحويين جاء إلى مصر، وبحث عني وقال: جئت إلى مصر وغايتي منها أن أرى صاحب كتاب النحو والنحاة.
8 - كتبت السر في انتشار الإسلام وهي رسالة كلفتني بها جماعة كبار العلماء لحماية الإسلام وقد طبعها الأزهر وترجمت إلى اللغة الفارسية والصينية.
9 - أخرجت كتاب اللغة العربية -لماذا أخفقنا في تعليمها؟- وكيف نعلمها؟ -هديت فيه إلى الطريق الطبيعي لتعليم اللغات عامة واللغة العربية خاصة- وقد نشر قبل ذلك مقالات في مجلة الرسالة -وقد لخصه العالم الجليل عبد القادر المغربي ونشره في مجلة المجمع العلمي بدمشق، وقدم له بحث المدارس في بلاد العرب على الأخذ بما فيه ليكسبوا ملكة التكلم والكتابة باللغة العربية.
10 - حملت على الشعر الفاسق حملة شعواء، لأنه يزين الرذيلة والخمر ويفسد الشباب، وكان ذلك في حفل تأبين المرحوم شوقي بك وفي مؤتمر الثقافة العربية المنعقد بلبنان سنة 1947م، وطلبت أن تكون المختارات للطلاب في دور العلم من الشعر العفيف وكان أيضا في محاضرات ألقيتها في مشاكل الشباب في محطة الشرق الأدنى، وحملت على الأغاني الخليعة والروايات المفسدة للأخلاق والصور العارية في المجلات والجرائد والنساء الكاسيات العاريات في النوادي والشوارع، وناشدت المجتمع أن يرفق بالشباب إذ يعرض أمامه كل هذه المفاتن ويطلب منه الصون والعفاف.
11 - واليت أحداث مصر فكنت أكتب في كل مناسبة أرى الرأي النافع فأدلي به وأدعو إليه فكتبت في فتنة الزقازيق ودعوت إلى الصفاء والوئام بين عنصري الأمة، وبينت أن الإسلام جعل لهم ما لنا من حقوق وعليهم ما علينا من واجبات، وكنت أكتب في المناسبات الدينية كالهجرة والمولد، وأحث على فضيلة أجعلها نصيحة العام، وكنت أؤمن بالوحدة ويمنها وأكره الفرقة والانقسام فكنت أخوف منهما وأحث على التعاون والوحدة، ولقد قلت في بعض ما كتبت إنكم لو خسرتم كل شيء وربحتم الوحدة فقد ربحتم كل شيء، وإذا ربحتم كل شيء وخسرتم الوحدة فقد خسرتم كل شيء.
12 - كتبت رسالة الأزهر في القرن العشرين ودرست فيها الأزهر وعلله ووصفت له أداء رسالته، وكان فيما عرضت له فيها -إضراب الشباب- فقد رأيت الشباب في الأزهر وفي دور العلم والجامعات قد هجر الدروس واعتاد المظاهرات والاعتداء على الأملاك العامة، ورأيت أن هذه الحالة تخرج جيلا جاهلا اعتاد الفوضى وعدم احترام القانون من حيث تجعل المدارس مكانا للتعليم والتربية والتعود على النظام واحترام حقوق الغير، فإذا خرج هؤلاء وأولئك عن الجادة فمن سنة اللّه أن يغلب العلم الجهل، والنظام الفوضى، والفضيلة الرذيلة، وبحثت في سبب ذلك وعلته فإذا هي السياسة الحزبية دخلت دور العلم وأخذ كل حزب فريقا يشغب به إذا أراد الشغب.
وعلمت إني بذكر ذلك أغضب الأحزاب والحكومات التي تستند إليها فترفقت وبينت أن ذلك واجب ديني، وإني أكون من الخائنين للأمة وللشباب وممن يكتمون ما أنزل اللّه من البينات والهدى إذا كتمت هذه النصيحة، فلم يجد كل ذلك فعزلت من وظيفة مدير الوعظ والارشاد في سنة 1948م، لقيامي بهذا الغرض الديني.
النصيحة للّه وللرسول ولأئمة المسلمين وعامتهم، وقد تبدلت العهود وولى الوزارة حزبيون ومستقلون ولم يغير هذا الظلم حزبي ولا مستقل، كأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر جرم لا تقال عثرته ولا تقبل توبته، ولست في ذلك بغاضب ولا متسخط بل ربما كنت راضيا بالقضاء فيه لما أرجو من ثوابه وجليل جزائه:
ولست أبالي حين أقتل مسلما على أي جنب كان في اللّه مصرعي
وإنما الذي أريد أن أقدم نصيحة أخرى ولا أدري ما عاقبة هذه النصيحة أيضاً.
إن المنافسة كثيرا ما تكون بين أبناء الطائفة الوحيدة وكثيرا ما تكون غير مشروعة فيكيد بعضهم لبعض عند أولى الأمر، ويصورون الناصح الشفيق بصورة العدو الضار، ويزعمون الخير الصرف شرا بحتا، ولو تنبه أولو الأمر لهذا الباب لما أصابوا بريئاً.
إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرضان من فرائض الإسلام كالصلاة والصوم، فالعقوبة عليهما كالعقوبة على أداء الصوم والصلاة، ولا يصح أن يكون ذلك في بلد إسلامي كمصر.
إن العصر الحاضر لا يحترم شيئا كحرية الرأي، لأنه يراها السبيل الوحيد لتقدم الإنسانية، وليس أدل على تأخر بلد من الحجر على الحريات، فإذا شاءت مصر أن تكسب احترام الدول فلتعمل على احترام الآراء فيها.
إن أولى الأمر في مصر إذا ظلوا يخنقون الرأي ويضيقون بالنقد، فإن ليل التأخر باق وطويل وفجر الاصلاح بعيد جد بعيد.
تلك شقشقة هدرت ثم قرت، وثورة هاجتها الذكرى ثم سكنت فلأرجع إلى ما كنت فيه.
ماذا أريد أن أقول -أريد أن أقول هذه بعض مشاركات شارك بها فرد واحد من أفراد الأزهر فهل ترونها مشاركة عن فهم وإدراك وتبصر وشجاعة حتى إنها عصفت بصاحبها، ورمت به خارج الأزهر، هل ترونها حركات إصلاحية تولى صاحبها قيادتها وقام بتوجيهها، وهل ترون فيها إنتاجا عقليا ينير عقول الناس ويتركهم خيرا مما كانوا؟.
فإذا كان هذا ما قام به أزهري واحد فهل يسوغ أن يقول قائل: إن الأزهر لا يشارك الأمة في عواطفها، ولا يقوم بحركة من حركات الإصلاح فيها، ولا ينتج إنتاجا عقليا ينير العقول ويرضي النفوس.
هذا والشيخ محمد عرفة من أكثر علمائنا نشاطا وإنتاجا وجهادا وبلاء في سبيل الدين والأزهر.
خدم الثقافة في الأزهر مدة طويلة، ومنذ عام 1930م، اختير أستاذا للشريعة الإسلامية بكلية الشريعة، ثم وكيلا للكلية، ثم عضوا في هيئة كبار العلماء التي ألفت لنشر الدعوة في سبيل اللّه ولمقاومة التبشير، ثم اختير أستاذا للفلسفة بكلية اللغة العربية، ثم أستاذا للبلاغة في تخصص الأستاذية بالكلية نفسها، واختير عضوا في مجلس إدارتها، ومنح عضوية جماعة كبار العلماء، ثم اختير مديرا للوعظ عام 1946م، وأنعم عليه بكسوة التشريف العلمية من الدرجة الأولى، ثم اختير مديرا لمجلة الأزهر ثم اختير أستاذا ذا كرسي في كليات الأزهر الشريف.
وله كثير من المؤلفات والبحوث الذائعة، كنقض مطاعن في القرآن الكريم، ومؤلف في تفسير آيات الأحكام، والسر في انتشار الاسلام، والنحو والنحاة، الذي منح به عضوية جماعة كبار العلماء، وآخر كتاب له «مشكلة اللغة العربية»، هذا إلى كثير من البحوث والمحاضرات والمقالات.
والأستاذ «عرفة» بحق عالم متضلع، وباحث دقيق، ومفكر واسع التفكير كثير الإحاطة بآثار القدامى وبشتى الثقافات الحديثة، وهو من صفوة العلماء الذين يفخر بهم الأزهر، ويعتز بجهادهم العلمي ومكانتهم العلمية الكبيرة، وبجمع إلى ذلك كله التواضع والنبل وعظمة الخلق وجلال العلماء ووقار المرشدين.
وتوفي يوم الثلاثاء 5 من ذي الحجة 1392ه - 9 يناير 1973م. |
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: رد: الباب العاشر: شخصيّات أزهريّة معاصرة السبت 07 يناير 2017, 12:46 am | |
| الشيخ علي محفوظ =========== حفظ الشيخ علي محفوظ القرآن في كتاب قريته ثم رحل إلى مدينة طنطا لتجويد القرآن وتلقي العلم في معهدها الديني وبالمعهد أتم تعليمه الابتدائي والثانوي وتلقى من العلوم ما كان مقررا فيه ثم أشار إليه شيوخه أن يستكمل دراسته العالية بالأزهر فجاء إليه بالقاهرة وأخذ عن كبار شيوخه إذ ذاك. أخذ عن الشيخ محمد عبده والشيخ أحمد أبي خطوة والشيخ بخيت المطيعي والشيخ الحلبي وغيرهم.
وحصل على الشهادة العالمية سنة 1324 ه، واشتغل في التدريس فيه ولما أنشىء قسم الوعظ والإرشاد بالأزهر اختير للتدريس فيه ووكل إليه أمر الإشراف عليه ووجد الشيخ في هذا القسم ضالته ووقف عليه فكرة ووقته وجهده وبفضله أصبح هذا القسم معهدا لتخريج الدعاة والمرشدين الذين برزوا في فنون الدعوة في مصر والأقطار الإسلامية.
وقد حمله منهج الدراسة في هذا القسم أن يضع كتبا تلائم الدراسة المقررة على طلابه فوضع بذلك كتابين هامين في طرق الدعوة ومادتها يعتبران من أهم الكتب التي وضعت في فنون الدعوة الحديثة وهما كتاباً (الإبداع في مضار الإبتداع) «وهداية المرشدين» إلى طريق الوعظ والخطابة.
أما الأول فهو كما يدل عليه اسمه في بيان البدع التي شاعت ونسبت خطأ إلى الدين وقد تتبع كثيرا من البدع في العقائد والعبادات والمعاشرة والعادات وبين أصل الخطأ فيها ووضعها من الدين وقدم لذلك بمقدمات في بيان السنة والبدعة وأقسامها واختلاف أنظار العلماء إليها من جهة كونها مستحسنة أو غير مستحسنة.
وقد قال عنه العلامة المرحوم الشيخ يوسف الدجوي: -----------------------------------------------
هذا السفر الجليل المسمى بالإبداع الذي وضعه العلامة الفاضل الشيخ علي محفوظ فيما رأيت خير كتاب جمع إلى تحقيق الباحث عذوبة الألفاظ وحسن الترتيب ولا غرو فالأستاذ من أجل علماء البرهان وفرسان حلبة الميدان وخير المرشدين وأجل الواعظين - و أما الكتاب الثاني هداية المرشدين فهو كما يدل عليه اسمه أيضا وضعه ليهتدي به المرشدون والدعاة في رسالتهم ويستعينوا به على أداء مهمتهم.
ويقول في مقدمته: ------------------ هذا مختصر في الوعظ والخطابة جعلته نبراسا للدعاة الناصحين وسراجا يضيء للخطباء الراشدين وقد تكلم في مقدمته على الدعوة وتعريفها وهدى المصطفى صلى اللّه عليه وسلم فيها سواء بالخطابة أو الكتابة إلى الرؤساء والملوك وتكلم عن تاريخ الوعظ وألم بتاريخ القصص والقصاص وعرض لشخصية الداعي وما ينبغي أن يكون عليه من الصفات العلمية والخلقية والطريق التي يستحسن أن يسلكها في اختيار الموضوعات والأساليب وذكر نماذج المحاضرات في موضوعات مختلفة.
وقد تأثر في هذين الكتابين بالإمام الغزالي في كتاب الأحياء وبالإمام الشاطبي في كتاب الاعتصام وبابن الحاج في كتاب المدخل وظهر هذا التأثر بالشاطبي في كلامه عن البدعة والسنة وبالغزالي في كلامه عن آداب الداعي وصفاته والمنهج الذي ينبغي أن ينتهجه في دعوته.
ولا زال هذان الكتابان منذ وضعا مرجعا لعلماء الوعظ وطلبته، وقد طبع في مصر مرات عديدة - وللشيخ غير هذين كتب ورسائل منها مجموعة الخطب والجواهر السنية في الأخلاق الدينية والدرة البهية في الأخلاق الدينية.
وسبيل الحكمة وقد كان الشيخ عضوا في جماعة كبار العلماء وهي أكبر هيئة علمية في مصر فيما سبق ومنح الإمتيازات التي كانت لأعضائها.
ويعتبر الشيخ محفوظ صاحب مدرسة جديدة في الوعظ فقد جاء على فترة اضمحل فيها الوعظ وقل الوعاظ لا في مصر وحدها بل في العالم الإسلامي كله.
والوعظ كما تعرف أهم الوسائل لنشر الدين بأحكامه وآدابه وتقويم من انحرف عن سبيله وقد أثارت هذه الحال انتباه المصلحين فحاولوا علاجها وفكر جماعة منهم في سد الفراغ فأنشئوا مدرسة لتخريج الدعاة وتأهيلهم فنيا وسموها دار الدعوة والإرشاد ولكنها لم تلبث طويلا ولم تحقق الغرض منها فلما بدأ النشاط للشيخ في ميادين الوعظ أحس الناس بشغل كثير من ذلك الفراغ.
فقد كان رحمه اللّه أمة في فرد يقوم بما تقوم به جماعة وفيرة العدد ولقد امتلأ إيمانا بوجوب حمل تلك الرسالة وحبب اللّه إليه هداية الناس حتى غدا ذلك الحب جزءا من طبيعته.
فأنى رمت الهداية وجدت الشيخ يحمل مشاعلها في النوادي والجمعيات وفي العواصم والقرى من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب ولا يشغله عن رسالته شاغل.
وكان للشيخ أسلوب خاص في وعظه وكان له أثر في نجاحه فقد كان يحاول أن يربط وعظه بأحداث المجتمع ومشاكله ويستمد منها العظة والعبرة ويتخير الأسلوب المناسب لمستمعيه محاولا أن يضفي عليه وسائل التشويق والإثارة من فكاهة طريفة أو نادرة لطيفة أو قصة ذات مغزى وهدف ليبعث نشاطهم ويجذبهم إليه وقد تأثر في طريقته بالإمام الغزالي وابن الجوزي فليس الوعظ عنده سرد الأحكام والتحذير الجاف المنفرد وإنما كان منهجه قول اللّه تعالى اُدْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَاَلْمَوْعِظَةِ اَلْحَسَنَةِ، وقول الرسول صلى اللّه عليه وسلم: "يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا وقاربوا وسددوا".
وبالموعظة الحسنة والعرض اللطيف كان يبلغ غايته وهذه هي اللباقة في التبليغ وهذا هدى الأنبياء والمرسلين.
ولقد تأثر بطريقة الشيخ تلامذته ففي كثير منهم ملامح من منهج الشيخ وأسلوبه وكان الشيخ سلفيا يحرص على المأثور ويحارب البدع لا يتسمح في شيء منها وألف فيها كتابا خاصا سبقت الإشارة إليه وقد أسهم بقلمه وجهده في أكثر الجمعيات الدينية التي وجدت أو كانت موجودة.
أسهم في جمعية مكارم الأخلاق الإسلامية وجمعية الهداية الإسلامية وجمعية نشر الفضائل الإسلامية كما أسهم في جمعية الرد على المبشرين وفي جمعية تحفيظ القرآن الكريم هذا إلى جهوده في اجتماعات خاصة في منزله وفي عيادات الأطباء ومكاتب المحامين وغيرهم.
ولما استخدمت محطة الإذاعة بالقاهرة في نشر الوعي الديني والثقافة الإسلامية كان للشيخ نصيب فيها وكان من عادته أن يقوم بإلقاء الدروس الدينية بالأزهر عصر كل يوم من شهور رمضان وظل محافظا على ذلك حتى انتقل إلى جوار ربه رحمه اللّه.
وكان الشيخ مثلا في الخلق والتواضع سمحا لطيفا تؤمن بوادره ويغضي عما لا يروقه وكان ألفا مألوفا أحبه تلاميذه وزملاؤه وكل من عرفه.
وكان وسيم الطلعة مشرق الوجه تبدو عليه سمات الصالحين، فكان مرجو البركة مطروق الرحاب كما كان موضع التقدير من الكبراء والعظماء جمعته والمرحوم الشيخ محمد الخضر حسين التونسي المحبة في اللّه والرغبة في إحياء دينه فأنشأ جمعية الهداية الإسلامية التي قامت بجهد مشكور في التبصير بالدين والأخذ بيد الغافلين وقد هدى اللّه على يديه خلقا كثيرا.
وقد ولد الشيخ في قرية محلة روح من قرى مدينة طنطا وتوفي سنة 1361هـ، واسمه الكامل علي بن عبد الرحمن بن محفوظ.
الشيخ صالح شرف =========== - 1 - وهو الشيخ الأستاذ الكبير صالح موسى حسن أحمد شرف عضو جماعة كبار العلماء والسكرتير العام للأزهر الشريف.
ولد في بني عديات الوسطانية مركز منفلوط مديرية أسيوط يوم 4 يوليو سنة 1894م، والتحق في السابعة من عمره بمكتب الدردير وتعلم القرآن الكريم وحفظه وفهم أحكامه وتجويده وسنه لا تتجاوز الثالثة عشرة، التحق بالأزهر الشريف في المحرم 1327هـ الموافق 1908م.
وتلقى العلوم الدينية والعربية على أفاضل العلماء، ومنهم الشيخ عبد الحكم عطا والشيخ حسن الحواتكي والشيخ أحمد هيكل والشيخ محمد حسنين والشيخ حسنين محمد مخلوف والشيخ يوسف الدجوي والشيخ حسن مدكور والشيخ البراد والشيخ عطا المرصفي والشيخ محمد البرادي، ثم نال الشهادة الأهلية عام 1335ه، ونال جوائز مالية كانت تعدها مشيخة الأزهر للمتفوقين في علوم التوحيد والفقه والأصول والإنشاء.
ونال الشهادة العالمية 1341هـ الموافق 1924م، وكان لجنة الامتحان مكونة من أصحاب الفضيلة الشيخ عطا المرصفي رئيسا والشيخ محمد السرتي والشيخ البرد والشيخ الغريبي والشيخ المرشدي والشيخ عبد المقصود الفشني، وحضر الامتحان الشيخ عبد المجيد اللبان والشيخ صادق عزام وحصل على الشهادة العالمية وكان ترتيبه الثالث من 143 متخرجا.
وعين إماما ومدرسا وخطيبا في مسجد بمديرية المنيا، ثم نقل من هذا المسجد إلى المسجد الأموي بأسيوط في يناير 1926م، ودخل مسابقة امتحان في التاريخ أعلنها الأزهر لاختيار مدرسين بالأزهر ونجح فيها بتفوق، ثم عين مدرسا بمعهد أسيوط الديني في عام 1927 ونقل في عام 1931 إلى معهد الزفاريق ولكنه لم يمكث به إلا شهرا، ثم عاد إلى معهد أسيوط مرة ثانية، ومكث مدرسا بمعهد أسيوط منذ تعيينه حتى عام 1938، ونقل في عام 1938 إلى كلية أصول الدين للتدريس بها، ثم انتدب وكيلا لمعهد الأسكندرية الديني في عام 1944، ومكث بالمعهد سنتين، وعاد إلى كلية أصول الدين مرة ثانية في 1946، ثم عين شيخاً لرواق الصعايدة في عام 1948، وانتدب شيخا لمعهد أسيوط الديني في عام 1950، حتى عام 1952، وعين عضوا في جماعة كبار العلماء في عام 1951، ورجع إلى كلية أصول الدين في عام 1952.
عين سكرتيراً عاماً للجامع الأزهر والمعاهد الدينية في عام 1953، وعين عضواً بالمجلس الأعلى للأزهر في أكتوبر 1954، ولا يزال يلقى المحاضرات العلمية على طلبة كلية أصول الدين. |
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: رد: الباب العاشر: شخصيّات أزهريّة معاصرة السبت 07 يناير 2017, 7:03 am | |
| الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد ===================== من كبار الشيوخ الأزهريين، وأكثرهم إنتاجا وتأليفا، وأذيعهم شهرة وذكرا في العالم الإسلامي، والكتب التي حققها ونشرها وألفها تزيد اليوم على مائة كتاب ومن بينها العديد من الكتب الدراسية في الأزهر الشريف، وطائفة من أصول كتب البلاغة والتاريخ والأدب والنقد.
والشيخ محمد محي الدين يتولى اليوم مشيخة كلية اللغة العربية إحدى كليات الأزهر الشريف، وقد تخرج في الأزهر الشريف عام 1925، وتولى التدريس في الأزهر ثم اختير أستاذا في كلية اللغة العربية منذ إنشائها ثم وكيلا لها، ثم ندب مفتشا بالأزهر الشريف، فاستاذا لكرسي الشريعة الإسلامية في كلية غردون بالخرطوم، ثم أستاذا للفلسفة في كلية أصول الدين، ثم رئيسا للتفتيش على العلوم العربية والدينية في الأزهر، ثم عميدا لكلية اللغة العربية.
وكان والده من خيار الشيوخ الأزهريين وتولى قبل وفاته منصب مفتي وزارة الأوقاف وكانت له في الناحية الدينية والإسلامية آثار عديدة.
وقد مثل الشيخ محمد محي الدين عبد الحميد الأزهر في كثير من المؤتمرات الأدبية والثقافية والدينية، وهو في طليعة الشيوخ الذين لهم فقه باللغة العربية وأصولها وآدابها، وفي مقدمة الأساتذة الذين شاركوا في دعم كيان الأزهر العلمي في نهضته الحاضرة.
وتوفي رحمه اللّه يوم السبت 25 من ذي القعدة 1392ه 30 ديسمبر 1972م.
الشيخ شلتوت ======== هو أحد أعضاء جماعة كبار العلماء البارزين، وله الكثير من الإنتاج العلمي والديني القيم، وطائفة من المقالات والأحاديث الإسلامية الجديدة في أسلوبها ومنهجها وطريقة تفكيرها.
والشيخ محمود شلتوت من أكثر علماء الأزهر ذكرا، وأذيعهم شهرة، وأكثرهم تقديراً من شتى البيئات العربية والإسلامية، وقد تخرج في الأزهر من نحو ثلاثين عاما، وعين مدرسا فيه، ثم أستاذا في كلية الشريعة الإسلامية، فوكيلا لها، فمفتشا في الأزهر الشريف، فعضوا في جماعة كبار العلماء، وعضوا في لجنة الفتوى بالأزهر، فمراقبا عاما للبحوث والثقافة في الأزهر، وقد مثل الأزهر في كثير من المؤتمرات العربية والإسلامية، وهو من تلامذة الشيخ عبد المجيد سليم الأوفياء، وممن درسوا أفكار الإمام محمد عبده الإصلاحية التجديدية وتأثروا بها.
الشيخ محمد كامل حسن ============== في عام 1936 اختير الشيخ أستاذاً في كلية اللغة العربية من بين زملائه أساتذة المعاهد الدينية، وسمعنا منه الكثير من المحاضرات في شتى العلوم العربية، وتلقى عليه كثير من الذين تخرجوا في الكلية والتحقوا بشتى المعاهد والمدارس، وقد راعنا من الشيخ سعة أفقه، ودماثة خلقه، ووداعة نفسه.
وفي عام 1948 أختير -ثقة به- للتفتيش في الأزهر في العلوم الدينية والعربية، وفي عام 1949 اختير وكيلاً لكلية اللغة العربية بعد وفاة وكيلها الخالد الذكر المغفور له الشيخ محمد أبي النجا، وبعد أن ذهب وفد من أساتذة الكلية وعميدها آنذاك إلى شيخ الأزهر المغفور له الأستاذ الأكبر الشيخ محمد مأمون الشناوي يطلبون منه اختياره لوكالة الكلية، وقالوا له: إنه سيكون خير خلف لخير سلف، فاستجاب شيخ الأزهر مسرورا لهذه الرغبة، وتم ذلك بقرار مجلس الأزهر الأعلى الصادر في مارس سنة 1949.
وقد وقف الشيخ حياته على خدمة الكلية، ورفع مستواها العلمي والأدبي في إخلاص ومحبة وصدق وتعاون مع الجميع، وقد عدلت مناهج الكلية مرارا بإشرافه حتى سايرت أحدث المناهج في كليات الآداب والتربية الجامعية المختلفة.
وقد مثل الأزهر والكلية في كثير من المناسبات وكثير من اللجان، فكان يرفع دائما من كرامة الأزهري، ويعزز الثقة فيه، مع تواضع المعتز بنفسه.
وكثيرا ما يعلل الشيخ فلسفته في التواضع بهذه الحكمة: «إنما يتدلى من الشجرة فرعها المثمر».
وقد ولد الشيخ في يوم 6 من يونيه سنة 1895 وكان والده أزهري النشأة، فعني بتربيته وتحفيظه القرآن الكريم ليكون طالبا بالأزهر، وأتم تجويد القرآن في الأزهر سنة 1910.
وفي سنة 1911 انتسب إلى الأزهر طالبا في بدء النظام الذي وضع له القانون رقم 10 عام 1911 وعرف بنظام الشيخ محمد شاكر، لأنه الذي وضع أسسه ورسم خططه وبدأ بتنفيذه واختار له المدرسين النابهين النابغين، وكان لهذا النظام ثلاث مراحل (ابتدائي وثانوي وعال) ومدة كل مرحلة خمس سنوات دراسة -لهذا كان أول فوج تخرج في هذا النظام سنة 1924، وكان الشيخ من أوائل الناجحين في جميع سني دراسته بهذا النظام.
وعين مدرسا سنة 1925 عقب تخرجه بمعهد طنطا، ثم نقل إلى معهد دسوق ثم الزقازيق.
وكان في كل مكان قدوة عالية لرجل الدين المثقف المستنير، الحريص على أداء رسالته، وعلى تعزيز ثقة المجتمع به، ورأس لجان الامتحان للشهادات الأزهرية الكبرى، فكان مثالا عاليا للنزاهة والكفاية وحسن السمعة بين الناس، ومع أعماله الإدارية الكثيرة فهو يشغل كرسياً علميا في الكلية ويقوم بنشاط علمي كبير محمود بين الأستاذة والطلبة، ويعده الطلاب أبا روحيا، كا يعده الأساتذة زميلا حميما لهم.
وقد حاز ثقة شيوخ الأزهر على اختلاف مذاهبهم واتجاهاتهم ونوهوا بكفايته وأمانته وحرصه على أداء الواجب في مناسبات كثيرة، وقد شهدت الكلية منذ عام 1953 نشاطا رائعا بفضله وتوجيهه، وشهدت في أوائل عام 1954 ميلاد صحيفة يومية داخلية كاملة يكتبها الطلبة بأيديهم، وميلاد صحف مطبوعة، وذلك بفضل يقظته وتوجيهه ورعايته.
والشيخ من أحب علماء الأزهر إلى قلوب الناس والطلاب، وهو في ورعه وتقواه قدوة طيبة.
وقد توفي الى رحمة اللّه في 29 من شعبان 1389 ه نوفمبر 1969 م.
الشيخ حسين خفاجي ============ كان والده السيد محمد خفاجي (1277 ه- 1940 م) من كبار الصوفيين الزاهدين في ثغر دمياط -وقد ولد الشيخ حسين في يونيو عام 1896، وتخرج من الأزهر في فبراير عام 1923، بعد أن نال العالمية بتفوق، وتنقل في الوظائف الإدارية بالأزهر الشريف.
وهو اليوم كبير المراقبين في كلية الشريعة الإسلامية، التي اختير لها منذ إنشائها، وله فيها أياد تذكر بالتقدير من جميع شيوخ الأزهر الشريف. |
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: رد: الباب العاشر: شخصيّات أزهريّة معاصرة السبت 07 يناير 2017, 7:06 am | |
| الشيخ عبد المتعال الصعيدي ================ من الشيوخ الثائرين في الأزهر، ذوي الآراء الإصلاحية التقدمية، وهو من بينهم يمتاز بميل إلى التجديد، وعكوف على البحث والتأليف. __________ 1) ص 90 تاريخ الإصلاح في الأزهر للصعيدي - الطبعة الأولى. __________ ولد 1 في قرية «كفر النجبا» من أعمال مركز أجا بمديرية الدقهلية عام 1313ه - 1894م ومات والده وهو ابن شهر، فكفلته والدته، وتعلم في كتاب القرية.
ثم انتسب إلى الجامع الأحمدي، فدرس فيه على النظام الحديث وأظهر تفوقا في الدراسة، ويقول في ترجمته لنفسه في تاريخ الإصلاح في الأزهر: 1
تابعت دراستي في جد واجتهاد، حتى كنت أول الناجحين في أغلب سني الدراسية، فإذا لم أكن الأول كنت الثاني أو الثالث، لأني كنت على انتقادي الآن لطريقة التدريس القديمة آخذ نفسي بأقصى ما نصل إليه في البحث اللفظي والمعنوي، حتى كان الدرس يمضي في عراك علمي بيني وبين المدرس، ولهذا كنت موضع تقدير أساتذتي وحبهم، ومن أشهرهم الشيخ محمد الشافعي الظواهري، والشيخ محمد الأحمدي الظواهري.
ولكني كنت مع هذا شديد الشغف بمطالعة كل ما تظهره المطبعة من كتب الأدب والفلسفة وغيرها، فكنت أطالع كل كتاب قديم أو حديث تظهره المطبعة، وأطالع المجلات العلمية والأدبية، وكذلك الجرائد اليومية، ولا سيما جرائد الحزب الوطني الذي كان يقوم بالجهاد السياسي في ذلك الوقت، فكنت أتلقى في هذه الجرائد دروس الوطنية، وكانت تغرس في نفسي حب الجهاد في سبيل الوطن، ولقد كنت وأنا تلميذ بالكتاب آخذ نفسي بالمطالعة، فكنت أطالع الكتب القصصية الشائعة في القرى، ولا سيما قصة عنترة العبسي، فقد طالعت فيها كثيرا، وأعدت قراءتها نحو أربع مرات.
ولعل هذا هو الذي ربى في حب المطالعة بعد أن صرت طالبا بالجامع الأحمدي، وقد أخذت شهادة العالمية على النظام الحديث في سنة 1918م (1336ه)، وعينت فيها مدرسا بالجامع الأحمدي بعد امتحان مسابقة جرى بين أكثر من مائة عالم نظامي في نحو عشر وظائف، فنجحت فيه أنا وعالم آخر، وسقط فيه الباقون لصعوبته.
وألف كتاباً سمَّاه «نقد نظام التعليم الحديث للأزهر الشريف». __________ 1) ص 93. __________ وأهم بحوثه كما يقول الشيخ نفسه: 1 - كلمة في نقد قانون التخصص.
2 - تمهيد في بيان الحاجة إلى الإصلاح، وفائدة العلوم الحديثة في الدفاع عن الدين، وفي بيان قصور النظام الحديث عن الإصلاح المطلوب.
3 - الموازنة بين العهد القديم والنظام الحديث، وخلاصتها أن الفرق قليل جدا بينهما، لأن النظام الحديث لا يزال يعتمد على كتب العهد القديم، وعلى طريقة التدريس القديمة، ولا يمتاز النظام الحديث عن العهد القديم إلا بدراسة بعض العلوم الحديثة التي تدرس في المدارس الابتدائية والثانوية، وهي دراسة ناقصة لا تناسب المعاهد الدينية، ولا تحقق الغرض المقصود منها فيها، وهو استخدامها في الدفاع عن الدين، وكان الواجب أن تدرس على نحو ما تدرس في الجامعات الكبيرة في أوروبا، لأنها تدس فيها دراسة جامعية، ولا يصح أن يقصر الأزهر في دراستها عن هذه الدراسة، لأنها هي التي تليق بأقدم جامعة علمية دينية.
4 - نقد كتب الدراسة، وخلاصة نقدها أنها من كتب المتأخرين ذات المتون والشروح والحواشي والتقارير، ولما كانت متونها غامضة معقدة فدراستها تقوم على أساس فهم عبارات هذه المتون، فهو الذي يقصد فيها أولا وبالذات، أما فهم مسائل العلوم والتمرين عليها فلا يهتم بها كما يهتم بفهم عبارات المتون، وهذا إلى أن هذه الكتب تسلك طريقة واحدة في التأليف، وخلط مسائل العلوم بعضها ببعض، فلا تتدرج في هذا للطلاب بل تأخذ المبتدئين بما تأخذ به المنتهين، وقد كان لتعقيدها أسوأ أثر في طلاب المعاهد الدينية، لأنه يظهر في أسلوب كتابتهم، ويحول دون النهوض به بتعليم الإنشاء ومطالعة كتب الأدب، ولا يراد من هذا أن نرجع إلى كتب المتقدمين، بل يجب أن نعتمد في الدراسة على كتب تؤلف في هذا العصر الحديث، وتفتح باب الاجتهاد في الدين والعلم.
5 - نقد طريقة التدريس، وخلاصة نقدها أنها طريقة تلقينية تقليدية، لا تعنى بتربية ملكة الفهم الصحيح، ولا بإعداد الطلاب ليكون منهم علماء وحكماء يرفعون منار العلم في الدنيا، ويتحدث العالم بعلمهم، كما كان يتحدث بعلم أسلافنا في الماضي، وكما يتحدث اليوم بعلم أهل أوروبا.
6 - نقد العلوم القديمة، وخلاصة نقدها أنها علوم جامدة لا تزال على حالها منذ سبعة قرون، وليس فيها أثر للتجديد الذي تناول كل شيء في عصرنا، وقد كان علماؤنا الأولون يجتهدون فيها ويجددون في كل عصر من عصورهم، فيجب أن نجتهد فيها ونعمل على تجديدها في عصرنا.
7 - نقد نظام التعليم، وخلاصة نقده أنه لا يتدرج بالطلاب في مراحل التعليم، بل يبدأ بالكتاب الأقل حجما وإن كان أصعب فهما، ويبدأ بالعلوم التي اعتيد البدء بها في العهد القديم، وإن كان الواجب تأخيرها والبدء بغيرها، وكذلك يجعل مدة الدرس واحدة في كل مراحل التعليم، ويأخذ المبتدئين في هذا بما يأخذ به المنتهين.
8 - إهمال التخصص في العلوم، وخلاصة ما جاء فيه أن النظام الحديث اتبع العهد القديم في تخريج علماء يأخذون كل العلوم التي يدرسونها بنسبة واحدة، فلم يحاول أن يوزعها في آخر مراحل التعليم على الطلاب، ويجعل منها شعبا يتخصص الطلاب فيها، ليعيدوا عهد التخصص في علمائنا الأولين، ويتخرج منهم أئمة نابغون فيما تخصصوا فيه، ولا يكون هذا على نحو ما جاء في قانون التخصص السابق، لأنه لا يفيد في تخريج أولئك العلماء النابغين.
9 - نقد طريقة الانتساب إلى المعاهد الدينية، وخلاصة نقدها أنها تجري على الطريقة القديمة من الاكتفاء بحفظ القرآن، ومعرفة القراءة والكتابة ولو أقل معرفة، فيجتمع بها في السنة الأولى أصناف من الطلاب يتفاوتون تفاوتا كبيرا في استعدادهم، ولا يمكن أن ينتظم سير التعليم بمثلهم.
10 - نقد طريقة الامتحان، وخلاصة نقدها أنه يجري على طريقة التدريس، فالامتحان الشفوي يقصد منه اختبار الطلاب في فهم عبارات الكتب، والامتحان التحريري يقصد منه معرفة تحصيلهم لها، وحفظهم لمسائلها.
11 - إهمال تعليم اللغات، وإرسال بعثات إلى أوروبا، وإنشاء ناد ومجلة للأزهر والمعاهد الدينية، وإنشاء مجمع علمي ولجنة تأليف، وإنشاء مطبعة لطبع كتب الدراسة طبعا صحيحا.
وهذه هي أهم أبواب ذلك الكتاب، وهو يقع في ستين ومائة صفحة، وقد طبع عام 1342 ه.
وقد سبق الشيخ الأحمدي الظواهري أن نقد نظام التعلم في الأزهر في كتابه «العلم والعلماء ونظام التعليم»، الذي كان من أهم بحوثه أبواب أربعة: فالباب الأول في العلماء، أخذ المؤلف فيه على العلماء أنهم لا يعرفون شيئا سوى مناقشات الفنون والكتب التي يدرسونها، فلا يعنون بمطالعة الجرائد والمجلات العلمية، ولا يعرفون شيئا من اصطلاحات الناس وعاداتهم وغير ذلك من أمورهم، ولا يميلون إلا إلى ما وجدوا عليه من قبلهم، لأنهم لا يرون الكمال إلا في علومهم ومعتقداتهم وكتبهم وطرق تدريسهم وسائر أحوالهم.
والباب الثاني في المدارس الدينية -الأزهر والمدارس الملحقة به- وخلاصة ما جاء فيه أن هذه المدارس صارت لا فائدة فيها، وأصبحت لا تؤدي وظيفتها للعالم الإسلامي، لاختلال نظامها، وفساد طرق التعليم فيها، فيجب إصلاحها بحمل طلابها على المطالعة ومعرفة نظم الأشياء وحقائقها، وما في هذا العالم من شرائع وديانات، وما إلى هذا من الاصطلاحات التي جاءت في هذا الباب.
والباب الثالث في العلوم، وقد عاب فيه طرق دراستها، ورأى أن يضاف إليها كثير من العلوم الحديثة وتاريخ الملل والمذاهب والآراء واللغات الأجنبية، ورأى أيضا أن يؤلف فيها كتب حديثة ملائمة لهذا العصر، وذكر أن الكتب التي تدرس فيها لا تختار من جيد ما ألفه السلف، وإنما تختار من الرديء القليل الفائدة.
والباب الرابع في طرق التعليم، وخلاصة ما جاء فيه أن منتهى الكمال في هذه الطرق هو التفنن في فهم عبارات المتون، وإيراد ما لا يحصى من المعاني في فهمها، والإكثار من الاعتراضات والأجوبة عنها، وهي طريقة معيبة لا تهتم إلا بهذه المباحث اللفظية، ولا يعنيها تفهيم الطلاب مسائل العلوم في ذاتها 1. . وقد تخرج الشيخ محمد الأحمدي الظواهري من الأزهر عام 1902م وتولى المشيخة عام 1929 واستقال منها عام 1935م، وتوفي في 20 جمادى الأولى 1363ه - 13 مايو 1944م.
وقد استمر الشيخ عبد المتعال الصعيدي مثابرا على البحث والتأليف، وأخرج العديد من الكتب، ولما أنشئت كلية اللغة العربية نقل إليها مدرسا بعد قليل، ومن إنتاجه كتبه هذه. __________ 1) 120 تاريخ الإصلاح في الأزهر. __________ بغية الإيضاح لتلخيص المفتاح أربعة أجزاء، الكميت بن زيد شاعر العصر المرواني تجديد علم المنطق في شرح الخبيصي على التهذيب، شباب قريش في العهد السري للإسلام، الميراث في الشريعة الإسلامية والشرائع السماوية، لماذا أنا مسلم، النحو الجديد، القضايا الكبرى في الإسلام، السياسة الإسلامية في عهد النبوة، النظم الفني في القرآن، في ميدان الاجتهاد، الوسيط في تاريخ الفلسفة الإسلامية، المنطق المنظم في شرح الملوى على السلم، تعليقات على شرح السراجية في الميراث، دراسات إسلامية، المجتهدون في الإسلام، تاريخ الإصلاح في الأزهر، الآجرومية العصرية، زبد العقائد النسفية مع شرحها وحواشيه، البلاغة العالية في علوم البلاغة، أبو العتاهية الشاعر العالمي، الفقه المصور في أحكام العبادات، زعامة الشعر الجاهلي بين امرىء القيس وعدي بن زيد، روائع النظم والنثر، نقد نظام التعليم الحديث للأزهر الشريف.إلى كتب أخرى مخطوطة لم تقدم للطبع، وكتب أخرى لم ينته من تأليفها. |
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: رد: الباب العاشر: شخصيّات أزهريّة معاصرة السبت 07 يناير 2017, 7:10 am | |
| السيد حسن القاياتي ============ من علماء الأزهر الشريف، ومن الشعراء النابهين في الشعر العربي الحديث، وهو 1 حسن بن محمد بن عبد الجواد بن عبد اللطيف، زعيم بيت القاياتي، بيت مصر الوسطى: الجيزة، وبني سويف، والمنيا، والفيوم.
وعضو المجمع اللغوي، وشيخ رواق الفشنية في الأزهر الشريف، ينتهي نسبه من جهة أبيه، إلى صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، أبي هريرة رضي اللّه عنه. ومن جهة الأم إلى الحسن السبط رضي اللّه عنه.
وبيت القاياتي أشبه البيوت الدينية بالزوايا التي كان لها بالأوطان الإسلامية __________ 1) من بحث نشر عنه في مجلة الأزهر بقلم الشيخ عبد الجواد رمضان. __________ في العهود المتوسطة شأن مذكور -ولا زال- محط رجال الوافدين من الواحات، ومن بلاد المغرب، ومن أقاليم مصر الوسطى.
يلقون في ربوعه الكريمة، وفي رحابة الفيح وفي سماحته الطبيعية، عودة الغريب إلى وطنه والنازع إلى عطنه، والطائر إلى فننه.
وهو -إلى أنه بيت دين وكرم بيت علم وأدب وسياسة، فمن أعلام علمائه: السيد أحمد عبد الجواد أحد علماء الأزهر وشيخ الفشنية في القرن التاسع عشر، والسيد عبد العظيم محمد زعيمه السابق، وكل رجاله أدباء، ولهم في السياسة المصرية مقام مشهود، فالسيدان: محمد وأحمد عبد الجواد في الصف الأول من زعماء الثورة العرابية، وكان حظهم من آثارها النفي إلى سوريا الشقيقة لمدة أربع سنوات.
والشيخ مصطفى القاياتي، وخلفه شقيقه السيد إبراهيم شيخ الفشنية السابق: وعلى الجملة: لم نجد في مصر حركة وطنية أو دينية، لم يبذل فيها بيتا القاياتي في القاهرة وفي «القايات» أو في قسط من الجهود الأدبية والمادية بذل السخي المسماح.
والسيد حسن القاياتي، من لدات الشيخ مصطفى عبد الرازق والشيخ محمود أبي العيون.
وتمر الأيام، وذكرى الشاعر حسن القاياتي لا تزال ملء القلوب والأذهان، هذا الشاعر الذي استحدث ديباجة خاصة متميزة في الشعر المعاصر، والذي امتاز شعره بروعة الفكرة وعمقها، وبجمال الأسلوب وعذوبته، وكان شعر القاياتي كأنه وشى منمنم، وكان يميزه صفاء الطبع وجمال الموهبة وجلالها بطابع خاص.
والقاياتي من أسرة عربية تنتمي إلى أبي هريرة رضي اللّه عنه، ومنها شمس الدين القاياتي قاضي مصر المتوفي عام 800 ه، وفي الخطط التوفيقية لعلي مبارك نخبة من القاياتيين، وفي أحداث الثورة العرابية يذكر والد السيد حسن القاياتي وعمه، وقد نفيا إلى الشام، وكان السيد مصطفى القاياتي من زعماء ثورة 1919م.
وبيت القاياتي يستوطن إقليم المنيا، وهو من بيوت الدين والتصوف في مصر.
ولد السيد حسن القاياتي عام 1300 ه والتحق بالأزهر، ونبغ في لأدب والكتابة، وأحب الشعر ونظمه، حتى صار قرين المنفلوطي والكاشف، والهراوي والرافعي.
طبع الجزء الأول من ديوانه عام 1910م، وهو في نحو العشرين من عمره، ومع كثرة شعره فلم يطبع له غير هذا الديوان حتى اليوم.
واشترك في الأحداث الوطنية، وكتب في الصحف والمجلات المقالات الرنانة، ونشرت له القصائد الرفيعة، وانضم إلى كتاب الوفد في الثورات الوطنية، ثم صار عضوا في مجلس النواب المصري، ثم عضوا في المجمع اللغوي في القاهرة من عام 1943، وظل يعاني في آخر حياته آلام المرض حتى توفاه اللّه إلى رحمته في ليلة الثلاثاء الثاني والعشرين من اكتوبر عام 1957.
ولقد مضى السيد حسن القاياتي في شعره بجزالة الأسلوب الشعري وفخامته، وشرف المعنى ودقته.
ومن شعر يتناول القاياتي فيه بيت عبد الرازق، فيقول: يا مصطفى أمل الحجا في أمة خطبت حجاها فطر الملائك ربها في مثل خيمك، واحتذاها الشمس بيتك، والعلا تنهل عارفة وجاها عرفوا أباك فسدتهم والشمس ما عرفوا أباها إن تعل أسرة نابه فتعرفوا: من والداها؟ للدين بيت ثقافة للجامعات وما بناها في هدى طه يعتلى ناديك، أم في علم طه؟!
ويعرض القاياتي للازهر فيقول في القصيدة نفسها: يا سيدا عصفت به شيم الجلالة وابتناها فتكت بنفسك عزة كالنار يتلفها لظاها كرم أحل بربه تلف الأزاهر في نداها ضحك الغواة لنبله فبكى الفضيلة وافتداها أنف الهوان بساحة البدر يشرق في ذراها
ومن شعره في الغزل: إن في الغادين مني طفلة قام بدع الحسن منها وقعد صورت من جوهر الشمس فما هي إلا ريق النور جمد أوقد الحسن على وجنتها جمر قلبي، فتلظى واتقد يعكف الطرف عليها مغضيا قد رأى قبلة حسن فسجد! لا يراني اللّه إلا ذاكرا ليلة التوديع، والبين يعد أقبلت والليل يرنو نجمه نظرة الزنجي حقدا أو كمد لا أذم البين ظلما، وفم من فم دان، وخد فوق خد تمسح الدمع غزيرا بيد ثم تدنيني إلى الصدر بيد أرشفتني ريقة قد بردت من ثناياها بحبات البرد
ومن وطنياته قوله في حرب طرابلس «من مقصورة»: أكيدا لنا يا باعثات العدا؟ دعوا البيض مركوزة والقنا نصحا لكم. لا تهبجوا الأسود وقد يرسل النصح لا عن هوى جنيتم وغى، فاجتنوا صابها فإن لكل امرىء ما جنى أبينا سوى خطتي عزة فإما المعالي، وإما الردى نجود بأرواحنا لاثنتين غداة الوغي وغداة الندى زعمتم طرابلس ملكا لكم ألا ما أحب حديث المنى! ترون السماء، فهل تدنى لأيديكمو؟ هي تلك السما! أجدتم طعان المواسي الرقاق فأما طعان العوالي فلا وقد تحسنون لقاء الظباء ولا تحسنون لقاء الظبا رويدا عديد الدبي، تمطروا من النبل مشل عديد الدبي كأن تدارك وقع النبال عليكم تدارك وقع الحيا
ومنها: ألا يضحك الناس من زائغ يرى المهتدين سبيل الهدى؟ ومن مستطيل كفور الفؤاد يحاول مسعاة أهل التقي؟ أ للعدل جئتم؟ معاذ الأباء متى عرف العدل فيكم، متى؟ أجودا على العرب الطاعمين وفي داركم كل بادي الطوى؟ وبرا بقاصية العالمين والبر أولى به من دنا؟
وما أصدق ما قال السيد، في أمم الغرب بعامة، لا في الطليان بخاصة!
والسيد حسن -إلى أنه شاعر فحل- كاتب بليغ، يتوخى طريقة مزاجا من مذهبي الجاحظ وابن العميد في الكتابة: جزالة فخمة، مع الترسل حينا، ومع السجع المطبوع حينا، وببطىء بقلمه عن المرانة والسرعة التي تستدعيها طبيعة العصر، إباؤه على التبذل، وسموه عن الاتجار في أسواق الحياة، ولولا ذلك في العشرة الأوائل من كتاب الشرق العربي. |
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: رد: الباب العاشر: شخصيّات أزهريّة معاصرة السبت 07 يناير 2017, 7:13 am | |
| ويقول فيه الشيخ عبد العزيز البشري: ----------------------------------
لو تهيأ للبيان أن يتمثل خلقا، لما جمع بيان السيد حسن القاياتي، إلا على صورة صاحبه، وفي مثل شكله ودله، سواء بسواء ولو لم يكن قدر لي أن أرى السيد حسنا، ثم رأيته، بعد أن نهلت من بيانه، لخيل إلى أني أتهدى وحدي إلى أن هذا الإنسان، صاحب هذا البيان!
عرفت السيد من صدر أيام الطلب في الأزهر، وسرعان ما امتد بيننا حبل المودة فكان من يوم منجمه -وصل اللّه في عمره- برسل الكلام، ويقرض الشعر، إذ شعره وإذ نثره صورة صادقة حق الصدق، لسهولة نفسه، وجزالة طبعه، وحلاوة خلقه، بل إنك لتحس في بيانه بالحياء الذي تحسه فيه نفسه.
بعد هذا ضع بيان السيد حسن القاياتي، حيث يحلو لتقديرك.
ضعه في الدرجة الأولى أو ما فوقها، أو تخلف به عنها، فلكل من الناس مذهبه في تقدير أصحاب الفنون، ولكنك على أية حال تراك مرغما على أن تقضي بأن بيان السيد حسن إنما هو صورة تامة الصدق لما يعتلج في نفسه، وما يتدسى في أطواء قلبه، وهذا الضرب من أهل البيان قليل!!
وهذه المزية ولك أن تدعوها الموهبة، إنما تنشأ في أصلها بالفطرة، وتنجم مع الطبع، ما يجدي في خلقها تفكير ولا تهذيب، على أنها تربو وتستحصد بد ذلك بطول التدريب والتمرين، حتى ما يجد صاحبها فكاكا من صدق التعبير عما يحيك في نفسه من نزعات الإحساس، وكذلك السيد حسن القاياتي، ولعل مما أبلغ السيد حسنا هذه المنزلة، بعد توافر الأمرين له، أنه نشأ في بيت حسب، فهو يأنف من أن يرائي الناس، ويبادلهم بما يراه حقا، وأن اللّه تعالى بسط له في الرزق فهو غني عن ترضي الناس بالحق وبالباطل!!!
طلبا للمنزلة فيهم، والتماسا للمعروف عندهم.
هذا إلى أنه رجل رقيق الحس، مهذب العاطفة، جميل منزع النفس، ومن كان له كل هذا، فهو أجل محلا من أن يكذب على عواطفه، ويفتري على ما يجول في صدره من نوازع الوجدان.
يدلك على هذا من بيان السيد، إن كنت محتاجا فيه إلى بيان، أنك تراه يتغزل، وأكثر شعره في الغزل، فيطلع عليك بأرق الكلام، وأعذبه، حتى ليخيل إليك أنه لا يقول شعرا، ولكنه ينفث سحرا!!!
ومع هذا لا ترى في نسيبه عنفا ولا عربدة، على نحو ما يصنع متكلفو الغزل من الشعراء!!!،
ذلك بأنه ترجم عن حسه فحسب، فلم يتكلف، ولم يتعمل لاصطياد المعاني النائية، ولم يتعمد المبالغات النابية، ليزين بها نظم القريض، وإذا كنت ممن يعرفون السيد القاياتي وما أوتي من وداعة الطبع، وارتياح النفس، آمنت من فورك بصحة هذا الكلام.
ومن مميزات شعره: ------------------ التأنق في اختيار اللفظ مع صفائه وعذوبته، وابتداع صور من المعاني لم يسبق إلى أكثرها، وجمال التشبيهات المنتزعة من المدركات الحسية.
واستقلال كل بيت من قصيدة بفكرة مستقلة، وتخير الأوزان والقوافي التي لم يطرقها كثير من الشعراء.
ومن غزل القاياتي في صدر قصيدة وطنية، وهو في شرعة الأدب بدع من البدع لا شعر من الشعر، قوله: هتفت باكية يوم الظعن ليت هذا البين لم يملك حسن غضبة اللّه على يوم النوى إنه دل على القلب الشجن آه من وقفة بين لم تذر دمعة في مقلة الظبي الأغن مقلة ملأى بسحر لم تبت ليلة في الدهر ملأى من وسن وفؤاد أسكنته لوعة ود من طول خفوق لو سكن أقبلت مطلقة من قرطها زهرة أولى بها ذاك الفنن تخلط الدل بمضنى حزن حر قلبي، من دلال في حزن 1
الشيخ محمد الأسمر ============ الأسمر معروف في شتى الأوساط الدينية، فهو عالم من علماء الأزهر، وموظف فيه، كما هو معروف في الأوساط الأدبية، حيث يحبه الناس ويعرفونه بزيه الأزهري الأنيق، وبظرفه المشهور، وبأدبه وشعره الذائعين.
وقد ولد بمدينة دمياط في 6 نوفمبر سنة 1900 ميلادية.
وفي الثامنة من عمره تقريبا دخل تلميذا بإحدى المدارس الأهلية بمدينة دمياط وكان من العلوم التي يتلقاها في المدرسة حفظ القرآن وقد __________ 1) من كلمة للأديب السيد العناني عن الشاعر في مجلة الأزهر. __________ حفظ نصفه بها، وبعض المحفوظات الأدبية شعرا ونثرا، والنحو، والإملاء والحساب.
وتخرج في هذه المدرسة سنة 1914 وزاول التدريس بها شهورا.
لم يسترح إلى التدريس، وكان في فطرته حب الشعر والميل إليه، ومما ساعد على إظهار ذلك الميل للمحفوظات الأدبية التي كان يدرسها بالمدرسة الأهلية، وما كان يسمعه من قصة أبو زيد الهلالي على الربابة بمقاهي دمياط، حيث كان يستمع إليها وهو في طفولته مع بعض الأطفال الواقفين بجوار المقهى وهو لا يجرؤ على دخوله ولا تسمح له تربيته المنزلية والمدرسية بذلك الدخول، فلما شب قليلا استغنى عن ذلك الوقوف بشراء قصة أبي زيد وغيرها من القصص المعروفة في ذلك الحين مثل قصة سيف بن ذي يزن، وغيرها وكان يقرأ هذه الأشعار وهذه القصص في نهم شديد ونشوة تأخذ عليه كل مشاعره.
ثم أحس برغبته إلى الاستزادة من التعلم وحدث أن قابل بعض طلبة معهد دمياط الديني وأطلع على ما بأيديهم من الكتب فرأى علوما جديدة بالنسبة له فشاقه ذلك إلى دراستها فالتحق بالمعهد طالبا في سنة 1915.
وفي سنة 1920 غادر معهد دمياط ليلتحق بمدرسة القضاء الشرعي وقد نجح في امتحان المسابقة لدخول هذه المدرسة وظل بها ثلاث سنوات ثم ألغت الحكومة المصرية لأسباب سياسية هذه المدرسة وكانت من خير المعاهد العلمية فالتحق طالبا بالأزهر بعد ذلك.
وزاول في أثناء التحاقه طالبا بالأزهر التصحيح بجريدة السياسة التي كان يصدرها حزب الأحرار الدستوريين بمصر يعمل بها مساء حتى الساعة الثانية بعد نصف الليل وفي الصباح يحضر دروسه طالبا بالأزهر، واستمر على ذلك ثلاث سنوات... كان فيها يجمع بين العمل ليلا ونهارا، في الليل مصحح بجريدة السياسة، وفي النهار طالبا بالأزهر.
وفي ذلك الحين كانت تنشر له جريدة «السياسة الأسبوعية» قصائده الشعرية ومقالاته الأدبية، وكان يحبه ويعجب به المغفور له الشيخ مصطفى عبد الرازق وكان الشيخ مصطفى عبد الرازق في ذلك الحين مفتشا بالمحاكم الشرعية.
تخرج من الأزهر ونال العالمية النظامية سنة 1930م.
ثم عين بعد ذلك أمين المحفوظات بإدارة المعاهد الدينية، ثم معاونا لمكتبة الأزهر، ثم أمينا لمكتبة المعهد الديني بالأسكندرية مع بقائه بالقاهرة منتدبا للعمل بمكتبة الأزهر، ثم أمينا لمكتبة الأزهر.
حينما غادر دمياط إلى القاهرة سنة 1920م، وجد أمامه آفاقا جديدة فاتصل بأدبائها وشعرائها كما اتصل بالكثيرين من رجال السياسة بها وعكف على قراءة الكثير من الكتب الأدبية ودواوين الشعراء قديمهم وحديثهم، واستطاع بمثابرته أن يكون وهو طالب من شعراء مصر النابهين.
دخل مسابقات شعرية كثيرة نال فيها الجائزة الأولى ومن هذه المسابقات المسابقة التي أقامتها إذاعة لندن بين شعراء البلاد العربية أثناء الحرب العالمية الثانية فقد فازت قصيدته «الديمقراطية» بالجائزة الأولى بين شعراء العالم العربي، وقالت عنها جريدة الأهرام إن هذا الفوز الأدبي فوز لمصر، وهذه القصيدة في ديوان الأسمر ص 441 في باب اجتماعيات.
كان بينه وبين انطون الجميل رئيس تحرير جريدة الأهرام صداقة ومودة وكان أنطون الجميل يعجب بشعره كثيرا، وكان لهذا الإعجاب ولجريدة الأهرام الأثر المحمود في نفس الشاعر، كما كان للمغفور له الشيخ مصطفى عبد الرازق ولجريدة السياسة الأسبوعية أثرها المحمود في أدبه قبل ذلك حينما كان الشاعر طالبا بالأزهر.
ندب مرتين - وهو موظف بالأزهر للعمل بوزارة الداخلية في قسم مراجعة الكتب لإبداء رأيه فيها من الناحية الدينية والاجتماعية، كما كان يؤخذ رأيه في بعض الأفلام السينمائية الأجنبية قبل عرضها.
واختير عضوا في لجنة النصوص بالإذاعة المصرية، وعمل هذه اللجنة بحث الأغاني من الناحية الأدبية والاجتماعية لإقرار أو اختيار الصالح للإذاعة أو تعديله أو استبعاده.
كما اختير عضوا في كثير من لجان المسابقات الشعرية.
وأنشأ في جريدة الزمان المصرية بابا أسماء ركن الأدب كان يشرف على تحريره، وكانت الرسالة الأولى لهذا الركن الأخذ بيد الناشئين من الأدباء وتمهيد الطريق أمامهم وأمام الشعراء المغمورين للظهور، وقد لاحت لهذا الركن ثمرات طيبة في وقت قصير، وكان له أثره المحمود.
وتوفي في 6 نوفمبر عام 1956.
والأسمر لا يتعصب لأي لون من ألوان الشعر بل يرى أنه من الحق الطبيعي لكل شاعر أن يغرد بما يتفق مع ميوله وفطرته. |
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: رد: الباب العاشر: شخصيّات أزهريّة معاصرة السبت 07 يناير 2017, 7:18 am | |
| ولكنه يرى أن الشعر لابد له من أمرين: ----------------------------------- أولهما وضوح المعنى وثانيهما البراعة الفنية في صياغة التعبير.
وهو يعد هذين الأمرين جناحي الشاعر الذين يحلق بهما في سماء الشعر، مثله في ذلك مثل الطائر لا يستطيع التحليق بغير جناحين، لا بجناح واحد.
ومن شعره الذي طبع: --------------------- ديوان «تغريدات الصباح» طبعته ونشرته على نفقتها دار المعارف وقد نفدت كل نسخه، وكتب مقدمة هذا الديوان المغفور له أنطوان الجميل.
وأخرج بعد ذلك مجموعته الكبرى المعروفة باسم ديوان الأسمر وهو يقع في سبعمائة صفحة تقريبا وقد تناولته بالبحث جميع الصحف والمجلات في العالم العربي، جمع الشاعر في هذا الديوان كل شعره تقريبا حتى سنة 1950 ميلادية: والذي وضع مقدمة هذا الديوان صديقه الشاعر القائمقام عبد الحميد فهمي مرسي.
ولدى الشاعر مجموعة من الشعر معدة للطبع عنوانها بين الأعاصير وهي مجموعة ما نظمه بعد سنة 1950.
وأما نثر الشاعر فالمعد للطبع لديه كتاب «صور ومشاهدات» وهو مجموعة مقالات اجتماعية... وكتاب تعليقات أدبية.
ومن شعر الأسمر قصيدته «الإنسان» أو «و رحلة شهوة»: من شهوة، من دافق بعدها من دودة، من ذلك الدافق أودعها الخالق في ظلمة لم يدر ما فيها سوى الخالق تحيا وتنمو في دياجيرها في كنف المبدع والرازق حتى إذا ما تم تكوينها وأقبلت من بيتها الضائق وانحدرت من غيبها قطرة تهوى لبحر العيش من حالق تعجب الكون لها دودة تجيئه في منظر رائق أصبحت الدودة طفلا له ما لزهور الروضة الناضره تراه في المهد له نظرة باسمة، مشرقة، باهره يدير في غرفته عينه يسأل عما حوله ناظره محدق فيما يراه بها يجيل فيها المقلة الحائره كأنه في مهده فاحص فكم له من نظرة سابره ينظر في عيني مستغربا يا لجمال النظرة الساحره بغامة أجمل في مسمعي من بلبل غرد فوق الشجر في صوته العذب وأنغامه ما لا أراه في رنين الوتر يبسم للدنيا ويشدو لها لم يدر من أحوالها ما استتر فإن بكى كاد فؤادي له يقفز من جنبيه أو ينفطر ثم حبا، ثم مشى عابثا بكل ما في البيت لا يفتر يردد الأقوال كالببغا وفعله تقليد ما ينظر تضحكنا منه محاكاته لكل ما يسمع أو يبصر وهو على ما فيه من رقة عناده الصخرة لا تكسر فطبعه غير مطاع فما أحلاه إذ ينهى وإذ يأمر أصغر من في البيت لكنه كأنه عائله الأكبر ثم إذا بالطفل وهو الفتى مسترسل الوفرة غض الأهاب يرنو إلى آماله باسما يمرح في جيئته والذهاب مكتمل الصحة، بادي القوى مؤتلق كالسيف، أو كالشهاب في خفة الظبي ولكنه كأنه من عزمه أسد غاب يجري كما شاء، وشاء الهوى له، وينقض انقضاض العقاب يضحك للدنيا ابتهاجا بها وإنما يضحك فيه الشباب وربما أغرق في كأسه وأذبل الزاهر من عمره يعاقر الخمر وفيها له أنياب ظمآن إلى عقره يشربها جمرا مذابا ولا يحس لذع الجمر من سكره نشوتهما أقدر من ساحر يودع ما يودع من سحره فهو عليها عاكف غافل عن شر ما يحسوه من خمره شاربة شاربها!! لو درى ما أقرب الكأس الى ثغره وربما ألفيته في الدجى مقامرا أعصابه تحرق بينا تراه آملا باسما تراه وهو اليائس المحنق فرحان حزنان معا، إن طفا فإنه في لحظة يغرق في حيرة، مضطرب، خائف فليس يدري ما هو الأوفق؟! كأنه يغشى عليه لما يلقى من التفكير أو يخنق ومن يقامر فهو في غنمه أو غرمه يسرق أو يسرق وربما ألفيته في الهوى العوبة تلعب أنثى به كأنه في عشه كوكب يدور حول الشمس من جذبه يسير في آفاقه قابعا لسيرها يسبح في صبه هام بها فهو لها خاضع في شرقه إن لاح أو غربه يحيا على هامشها مثلما يحيا سواء، وهي في قلبه؟؟ فهي له دنياه: إن أعرضت ضاق به الكون على رحبه إن وأصلته فهو في وصلها يضمها أفعى إلى صدره أو باعدته فهو في بعدها يلقى الذي يلقاه من جمره الحب، ما الحب؟ وما سره؟ أعياني المكنون من سره فأي شيء هو في خيره؟ وأي شيء هو في سره؟ كل غرام فهو ليل له بدر فلا تأمن إلى بدره كم خدعت أنواره عاشقا حتى رأى الصادق من فجره.. وربما لام الفتى معشر يقال عنهم إنهم أتقياء أطرق في مجلسهم صامتا وصاح فيهم منه طين وماء قال لهم إني أنا داؤه فهل لديكم للمريض الدواء؟ ألم يكن في أصله دودة فكيف لا يغمره الاشتهاء في الأكل والشرب، وفي لبسه وجاه دنياه، ودنيا النساء؟ ومرت الأعوام في سيرها مسرعة، في صمتها والسبات على جوادين لها: أبيض وأسود، لا يعرفان الثبات 1 كرهما أصبح منه الفتى يذوي كما يذوى نضير النبات وراحت العلات تنتابه حتى إذا صاح غراب الشتات أدركه ما ليس يخشى الفوات ورفرف الموت عليه فمات وانتهت الرحلة بعد الذي كان بها من متعة أو عذاب قد فعل الموت به مثلما تفعله شمس الضحى بالضباب __________ 1) المراد بالجوادين هنا النهار والليل. __________ فأين طفل الأمس؟ أين الفتى؟ وأين من كان شبابا فشاب؟ أصبح في جوف الثرى جثة حتى إذا طال عليها الغياب عادت إلى الأصل ثرى في الثرى وحلت الفطرة بين العباب وقرت الشهوة في قبرها وهي تراب أصله من تراب
هيئات التدريس في كليات الجامعة الأزهرية ======================== في 24 مارس سنة 1951 اعتمد مجلس الأزهر الأعلى تكوين هيئات التدريس في كليات الأزهر.
وقد راعى الأزهر في تكوينها الأسس الآتية: --------------------------------------- أولا: أن يرتب الأساتذة والأساتذة المساعدون حسب الأقدمية مع مراعاة الصلاحية والكفاية على أن يختار الأساتذة من بين مدرسي الدرجة الأولى والثانية والثالثة حسبما تقضي المصلحة.
ثانيا: التوسع في عدد الأساتذة المساعدين بحيث لا يتجاوز في اختيارهم مدرسي الدرجة الرابعة على أن يقسم الأساتذة المساعدون إلى: (أ)، (ب) بنسبة 3: 4 حسب ترتيبهم في الأقدمية.
ثالثا: يحتفظ للمندوبين خارج البلاد من الأساتذة ذوي الكراسي بكراسيهم، ويشغل مجلس الكلية هذه الكراسي بمندوبين حتى يعود أصحابها.
رابعا: تكون هيئة التدريس على الوضع الآتي. 1 - أستاذ حرف (أ)، أستاذ حرف (ب)، أستاذ حرف (ج). 2 - أستاذ مساعد حرف (أ)، أستاذ مساعد حرف (ب). 3 - مدرس (أ) مدرس (ب).
وعلى هذا الأساس نظمت هيئات التدريس في كل كلية.
وعلى هذا أقر المجلس الأعلى أن تتألف هيئات التدريس في كل كلية على حدة على النحو الآتي:
* في كلية أصول الدين الأساتذة حرف (أ): محمد حبيب والدكتور محمد ماضي.
والأساتذة حرف (ب): عبد العزيز حطاب ومحمد الشافعي الظواهري والدكتور محمود حب اللّه 1 والدكتور عبد الحليم محمود وعبد القادر خليف. وعين الأستاذ حسن أبو عرب والأستاذ أحمد حسيب الريس أستاذين حرف (ج)
وتتألف هيئة الأساتذة المساعدين حرف (أ) في كلية أصول الدين من الأساتذة: إبراهيم جمال الدين ومحمود الخضيري ومحمود شاكر عبد الله والشيخ محمد عبد الرحيم سلام وأحمد عيسى الجرجاوي وبركات أحمد بركات والطيب النجار ومحمود سليمان سعد وأحمد علي وإبراهيم البرمبالي وعبده محمد عيسى وحسن شحاته والسيد القناوي والإمام مصطفى وبسيوني نجم الشرقبالي وصالح شرف ومحمد الديناري وإبراهيم المحيص.
وتتألف هيئة الأساتذة المساعدين حرف (ب) في هذه الكلية من الأساتذة: حسن المشد ومحمد الأودن والسنوسي أحمد وعبد الفتاح السرنجاوي والدكتور محمد يوسف موسى 2 ومحمد أحمدين وعبد الحميد شقير وإبراهيم زيدان وعبد الحميد الشاذلي وأبو بكر ذكرى ومحمد يوسف الشيخ والدكتور محمد غلاب ويوسف عبد الرازق وعبد الرازق سليمان وعبد الرحمن شاهين وأحمد صقر وحامد زين الدين وعبد السلام الزنفلي ومحمود __________ 1) توفي في 12/ 7 / 1974. 2) توفي في 18 ربيع الأول 1383 ه- 8 أغسطس 1963. __________ العيسوي ومنصور رجب ومحمد سليمان بدير وأبو زيد شلبي ومحمد فتح بدران وطه الدسوقي العربي ومحمد أبو العيون. |
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: رد: الباب العاشر: شخصيّات أزهريّة معاصرة السبت 07 يناير 2017, 7:23 am | |
| وتتألف هيئة المدرسين حرف (أ) في هذه الكلية من الأساتذة: عبد الحميد إبراهيم ومصطفى يوسف موسى وصالح بكير خورشيد ومحمد المتولي سعد وعلي حموده وعبد الوهاب غزلان وبدوي عبد اللطيف وعبد الحميد بخيت وعبد الفتاح شحاته وعلي مصطفى الغرابي ومحمد علي أبو الروس وسليمان دنيا ومحمد السماحي ومحمد بيصار وحمودة غرابة ومحمد أبو شهبة، وعين المشايخ: علي حبر ومحمود فياض وسليمان خميس مدرسين حرف (ب).
* في كلية اللغة العربية -------------------- وتتألف هيئة التدريس في كلية اللغة العربية من حضرات الأساتذة: أستاذ حرف (أ): محمد محي الدين عبد المجيد وعبد الحميد ناصف والدكتور محمد البهي.
أستاذ حرف (ب): أحمد شرف والدكتور محمد الفحام.
أستاذ حرف (ج): محمد علي النجار 1 ومحمد كامل حسن النفاض.
أستاذ مساعد حرف (أ): عبد المتعال الصعيدي وإبراهيم سليم وحامد مصطفى ويوسف شبانه وعبد المعطي الفضالي وعبد السلام يوسف وأحمد عمارة ومحمد طنطاوي كبيش وأحمد الجبالي الجنجيهي وعبد الهادي العدل وأحمد شفيع ومحمود رزق سليم ومحمد صلاح الدين أبو علي. __________ 1) توفي في 4/ 12 / 1965. __________ أستاذ مساعد حرف (ب): عمر مرغني وعبد الحميد عوض وحامد عوني وعبد الله الشربيني 1و محمد المبارك عبد الله ومحمد سليمان البحري وأحمد ابو غنيم وعبد الغنى إسماعيل ومحمد داود البيهي وعبد السميع شبانه 2 ومحمد عبد الجواد خضير ومحمود مكاوي وجابر إسماعيل ويوسف حسن عمر وإبراهيم أبو عطية وأحمد إبراهيم موسى.
مدرسون حرف (أ): أحمد رياض وعلي عبد الجليل وعبد الخالق سليمان وعبد العزيز أحمد وفهمي العناني وبدير عبد اللطيف وأحمد الحجار وحامد البلتاجي ومحمد مصطفى شحاته ومحمود جميلة ويوسف الضبع وأحمد كحيل ويوسف البيومي البسيوني وعبد الحميد المسلوت وعبد اللطيف سرحان وحنفي عبد المتجلي وحنفي حسنين ومحمد أبو النجا سرحان وزكي غيث ومحمد أحمد عبد الرحيم وأحمد إبراهيم شعراوي وأحمد السيد غالي وعبد الحسيب طه حميده ومحمد نايل أحمد ومحمد عبد الخالق عضيمة ومحمد كامل الفلاح وأحمد عبد العال أبو طالب وعلي إبراهيم البطشة ومحمد قناوي عبد الله وعبد المقصود السعداوي وإبراهيم علي شعوط وسليمان ربيع ومحمد رفعت فتح اللّه وإبراهيم محمد نجا وحسن محمد الشافعي الظواهري ومحمد يوسف وأمين عبد الله فكري ويحيى محمد عبد العاطي ومحمد جمعة حسنين وصادق خطاب ومحمد السيد نعيم ومحمد كامل الفقي وعبد الحميد عبده عطوه وعبد العاطي محمد مصطفى ورياض هلال ومحمود محمد زيادة وحسن جاد حسن ومحمد عبد المنعم خفاجي، وجاد محمد رمضان وعبد العظيم الشناوي وعبد السلام أبو النجا سرحان ومحمد مصطفى النجار وأحمد مجاهد مصباح وعوض اللّه جاد حجازي ومحمود فرج العقدة 3. __________ 1) توفي في 10/ 5 / 1380ه - 31/ 10 / 1960م. 2) توفي في 21/ 5 / 1968م. 3) توفي إلى رحمة اللّه يوم السبت 17 من ربيع الثاني 1388ه 13 من يوليو 1968م. __________ * في كلية الشريعة 1 ============ وتتألف هيئة التدريس في كلية الشريعة من حضرات الأساتذة: أستاذ حرف (أ): محمد الجهني وحامد جاد وعبد الحفيظ الدفتار.
وأستاذ حرف (ب): الدكتور علي عبد القادر ومحمد الشايب وطه سلطان وعبد الله عامر.
وأستاذ حرف (ج): محمد عبد السلام القياني وعثمان صبره ومحمد عبد اللطيف السبكي.
أستاذ مساعد حرف (أ): محمد عبد المجيد الشرنوبي وحسن علي مرزوق ومحمد عبد الله الجزار وعبد الوهاب فره ومحمد سامون وعبد ربه زيادة ومحمد سيد أحمد جاد ومحمد هاشم الشيخ وحسين علي إدريس ومحمد البسيوني زغلول وعبد المجيد دراز وموسى اللباد وشبل يحيى ومحمود عبد الغفار ومحمود عبد الدايم وطه ناصر وسليمان داود وأحمد نور الدين ومحمد حبشي السعداوي ومحمود شهاب وإسماعيل الدوي وسيد شاهين ومحمد يوسف البريري وعبد العزيز نور الدين وإبراهيم سعده.
أستاذ مساعد حرف (ب): محمد بدران وقطب سلامة وعلي عبد المجيد وعلي الجنزوري ومحمد جيرة اللّه ومحمد علي السايس وحسن المرصفي ومحمد الكشكي وسليمان عبد الفتاح ومحمد عيسى الشنتلي وعبد الحفيظ فرغلي وعبد الله المشد ويوسف المنياوي وسيد شرف وعبد الحميد حمدي ومحمد إسحاق الحداد ومحمد إبراهيم المحمودي ومحسن أبو دقيقة وأحمد المسلمي وطه الديناري ومحمد حسن شبانه ومحمد سليمان حرب وعبد الرحيم فرغلي وعبد العظيم الرولي وعبد العظيم بركه ومصطفى عبد الخالق ويوسف علي يوسف ومحمود خليفة وعبد الحكيم علي مصطفى ومحمد أبو النور زهير ومحمد السيد طه. __________ 1) كان من عمدائها الشيخ محمد محمد المدني وقد توفي في 3/ 5 / 1968م. __________ مدرس حرف (أ): محمد محي الدين رزق وأبو العنين شحاته ومصطفى ماجد وعبد العزيز عيسى وبدر المتولى عبد الباسط وجاد الرب رمضان وإبراهيم أبو الخشب وطاهر عبد المجيد عبد الله وشمس الدين عبد الحافظ ومحمد عبد الوهاب بحيري وأحمد أبو سنه وسيد جهلان وعبد الحكم عمارة وعبد الغنى عكاشة وعيسوى أحمد عيسوى وأحمد ندا وعبد الغنى عبد الخالق وإبراهيم الدسوقي الشهاوي ومحمد عبد النبي عبد السلام وطنطاوي مصطفى وحسن مصطفى وهدان وعبد السميع إسماعيل ويوسف شلبي وعبد الوهاب عبد اللطيف وعثمان مريزق ومحمد عبد اللطيف الشافعي وعبد العظيم فياض وعبد العال عطوه وزكي الدين شعبان ومحمد مصطفى شلبي وأحمد محمود الصاوي وإبراهيم عبد المجيد.
مدرس حرف (ب): محمد حسن فايد ومحمد أنيس عباده وعبد القوى عامر الزغبي وأحمد البهي وسيد خليل الجراحي وأحمد محمد سيد الحصري ومحمد محمد فرج سليم.
وقد وافق المجلس بعد ذلك على ما اقترحته اللجنة من نقل جميع المندوبين من المعاهد في الكليات إلى الكليات بصفة نهائية وقبولهم ضمن هيئة التدريس بالكليات وكذلك وافق على تنظيم هيئة تدريس بالكليات، على أن يختار الأساتذة من بين مدرسي الدرجات الأولى والثانية والثالثة، ثم قرر الوسع في عدد الأساتذة المساعدين بحيث لا يتجاوز في اختيارهم مدرسي الدرجة الرابعة كما قرر أن يكون اختيار المدرسين من الدرجتين الخامسة والسادسة.
أما المدرسون الذين ليست لموادهم كراسي فقد وافق المجلس على أن يوضع لهم كادر مستقل عن الكادر الجامعي يطلق عليه اسم كادر المدرسين النظراء، وأن يكون حكمه في الترقية على أساس الأقدمية المشتركة بينهم.
ومنذ تكوين هيئات التدريس حتى اليوم وأساتذة الكليات يطالبون بأن يكون لهم كادر جامعي على غرار كادر الجامعات، وللأسف لم يستجب لطلبهم العادل حتى اليوم.
ومع ذلك فلم يحقق رجاؤهم في فتح أقسام الدراسات العليا المغلقة منذ 1940 حتى اليوم، وكان من المأمول افتتاحها لتظل صبغة الأزهر الجامعية موفورة له، ولكن سياسة الأزهر لا تزال هي سياسة الرجعية الثقافية والعلمية، وتعطيل شباب الأزهر من أداء رسالتهم.
أهداف الأزهر الجامعي ============= إن هدف الأزهر الجامعي يجب أن يكون هو حمل نصيبه من المسئولية في ترقية العلوم الإسلامية والعربية، والمساهمة في نهضة البلاد العامة، والعناية بالبحث العلمي ومتابعة تطوره على أتم وجه، وتنمية الاستقلال الفكري، وأداء رسالته الدينية أداء كاملا.
ويتصل بهذا أن يعمل الطالب الأزهري بنفسه لنفسه، وألا يكون اعتماده على الأستاذ إلا للتوجيه أو لتوضيح ما استعصى عليه من المسائل.
وأن يبذل الأزهر مزيدا من العناية لتهيئة البيئة الجامعية الصالحة للطلاب، وتوفير أسباب النشاط الديني والروحي والثقافي والاجتماعي والرياضي لهم، وتكوين اتحاد عام ينظم شئونهم الاجتماعية والثقافية.
ويجب أن يكون في كل كلية مجلس للأساتذة والأساتذة المساعدين والمدرسين بإشراف عميد كل كلية.
ويكون من اختصاص هذا المجلس ما يلي: الاختصاصات الإدارية: -------------------- (أ) ترشيح المعيدين والأساتذة المساعدين والأساتذة غير ذوي الكراسي.
(ب) إعلان خلو مناصب المدرسين والأساتذة ذوي الكراسي.
الاختصاصات الدراسية: --------------------- (أ) وضع مناهج التدريس وتوزيعها على سني الدراسة.
(ب) ترتيب الأعمال الدراسية التي يقوم بها أعضاء هيئة التدريس في كل عام.
(ج) الإشراف على التدريس عن طريق الأساتذة وعن طريق تقديم كل عضو تقريرا سنويا عن سير الدراسة في مادته، وما عنده من مقترحات في هذا الشأن.
(د) القيام بأعمال الامتحانات ومتابعة أحوال الطلاب في دراساتهم.
الاختصاصات العلمية: ------------------- (أ) تهيئة المحيط العلمي والمكتبات واستقدام أساتذة زائرين للمحاضرة توجيها للبحث العلمي.
(ب) اقتراح البعثات والإجازات المدرسية لاعضاء هيئة التدريس، والإجازات الدراسية تكون إما داخلية يتخفف بها العضو من التدريس، أو ينقطع عنه لبحث علمي بعده.
وإما خارجية يسافر إلى بلد أجنبي، لإعداد بحث علمي بعينه ويرسم خطته قبل السفر.
وتخصص جوائز لمن يقوم ببحوث علمية ممتازة.
ويجوز تفرغ بعض قدماء الأساتذة للبحث العلمي والاقتصار على التدريس في أقسام الدراسات العليا، لتكوين الطلبة في هذه الأقسام، بشرط أن يكون الأستاذ قد سبق له إنتاج علمي ممتاز متكرر، وأن يكون قد بلغ من العمر الستين.
وأن توافق اللجنة العلمية الدائمة على تفرغه.
(ج) القيام على نشر البحوث العلمية.
ومن الضروري كذلك فتح أقسام الدراسات العليا في الأزهر وتكون الدراسة فيها على مرحلتين: مرحلة التحضير للشهادة العالمية، ومرحلة التحضير لشهادة الأستاذية (الدكتوراه) وأن يختار الناجحون من المرحلة الأولى معيدين في الكليات. |
|
| |
| الباب العاشر: شخصيّات أزهريّة معاصرة | |
|