2239(صحيح موقوف) وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال إذا أتيت سلطانا مهيبا تخاف أن يسطو بك فقل الله أكبر
الله أعز من خلقه جميعا
الله أعز مما أخاف وأحذر
أعوذ بالله الذي لا إله إلا هو الممسك السموات أن يقعن على الأرض إلا بإذنه من شر عبدك فلان وجنوده وأتباعه وأشياعه من الجن والإنس
اللهم كن لي جارا من شرهم جل ثناؤك وعز جارك وتبارك اسمك ولا إله غيرك ثلاث مرات
رواه ابن أبي شيبة موقوفا وهذا لفظه وهو أتم ورواه الطبراني وليس عنده ثلاث مرات ورجاله محتج بهم في الصحيح
2240(صحيح موقوف) وعن أبي مجلز واسمه لاحق بن حميد رضي الله عنه قال من خاف من أمير ظلما فقال رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا وبالقرآن حكما وإماما نجاه الله منه
رواه ابن أبي شيبة موقوفا عليه وهو تابعي ثقة
7 ـ(الترغيب في الامتناع عن الدخول على الظلمة والترهيب من الدخول عليهم وتصديقهم وإعانتهم)
2241(حسن صحيح) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من بدا جفا ومن تبع الصيد غفل ومن أتى أبواب السلطان افتتن وما ازداد عبد من السلطان قربا إلا ازداد من الله بعدا
رواه أحمد بإسنادين رواة أحدهما رواة الصحيح
2242(صحيح لغيره) وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من بدا جفا ومن اتبع الصيد غفل ومن أتى السلطان افتتن
رواه أبو داود والترمذي والنسائي وقال الترمذي حديث حسن
2243(صحيح لغيره) وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لكعب بن عجرة أعاذك الله من إمارة السفهاء قال وما إمارة السفهاء قال أمراء يكونون بعدي لا يهتدون بهديي ولا يستنون بسنتي فمن صدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فأولئك ليسوا مني ولست منهم ولا يردون على حوضي ومن لم يصدقهم بكذبهم ولم يعنهم على ظلمهم فأولئك مني وأنا منهم وسيردون على حوضي
يا كعب بن عجرة الصيام جنة والصدقة تطفىء الخطيئة والصلاة قربان أو قال برهان
يا كعب بن عجرة الناس غاديان فمبتاع نفسه فمعتقها وبائع نفسه فموبقها
رواه أحمد واللفظ له والبزار ورواتهما محتج بهم في الصحيح
ورواه ابن حبان في صحيحه إلا أنه قال
(صحيح لغيره) ستكون أمراء من دخل عليهم فأعانهم على ظلمهم وصدقهم بكذبهم فليس مني ولست منه ولن يرد على الحوض ومن لم يدخل عليهم ولم يعنهم على ظلمهم ولم يصدقهم بكذبهم فهو مني وأنا منه وسيرد على الحوض الحديث
2243(حسن) ورواه الترمذي والنسائي من حديث كعب بن عجرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(صحيح) أعيذك بالله يا كعب بن عجرة من أمراء يكونون من بعدي فمن غشي أبوابهم فصدقهم في كذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه ولا يرد علي الحوض ومن غشي أبوابهم أو لم يغش فلم يصدقهم في كذبهم ولم يعنهم على ظلمهم فهو مني وأنا منه وسيرد علي الحوض الحديث
واللفظ للترمذي
وفي رواية له أيضا عن كعب بن عجرة قال خرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن تسعة خمسة وأربعة أحد العددين من العرب والآخر من العجم فقال اسمعوا هل سمعتم إنه سيكون بعدي أمراء فمن دخل عليهم فصدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه وليس بوارد على الحوض ومن لم يدخل عليهم ولم يعنهم على ظلمهم ولم يصدقهم بكذبهم فهو مني وأنا منه وهو وارد على الحوض
قال الترمذي حديث غريب صحيح
2244(صحيح لغيره) وعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في المسجد بعد صلاة العشاء فرفع بصره إلى السماء ثم خفض حتى ظننا أنه حدث في السماء أمر فقال ألا إنها ستكون بعدي أمراء يظلمون ويكذبون فمن صدقهم بكذبهم ومالاهم على ظلمهم فليس مني ولا أنا منه ومن لم يصدقهم بكذبهم ولم يمالئهم على ظلمهم فهو مني وأنا منه
حديث رواه أحمد وفي إسناده راو لم يسم وبقيته ثقات محتج بهم في الصحيح
2245(صحيح لغيره) وعن عبد الله بن خباب عن أبيه رضي الله عنهما قال كنا قعودا على باب النبي صلى الله عليه وسلم فخرج علينا فقال اسمعوا قلنا قد سمعنا قال اسمعوا قلنا قد
سمعنا قال إنه سيكون بعدي أمراء فلا تصدقوهم بكذبهم ولا تعينوهم على ظلمهم فإن من صدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم لم يرد على الحوض
رواه الطبراني وابن حبان في صحيحه واللفظ له
2246(صحيح لغيره) وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يكون أمراء تغشاهم غواش أو حواش من الناس يكذبون ويظلمون فمن دخل عليهم فصدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه ومن لم يدخل عليهم ولم يصدقهم بكذبهم ولم يعنهم على ظلمهم فهو مني وأنا منه
رواه أحمد واللفظ له وأبو يعلى ومن طريق ابن حبان في صحيحه إلا أنهما قالا فمن صدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فأنا منه بريء
2247(حسن صحيح) وعن علقمة بن أبي وقاص الليثي رضي الله عنه أنه مر برجل من أهل المدينة له شرف وهو جالس بسوق المدينة فقال علقمة يا فلان إن لك حرمة وإن لك حقا وإني رأيتك تدخل على هؤلاء الأمراء فتتكلم عندهم وإني سمعت بلال بن الحارث رضي الله عنه صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أحدكم ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما يظن أن تبلغ ما بلغت فيكتب الله له بها رضوانه إلى يوم يلقاه وإن أحدكم ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما يظن أن تبلغ ما بلغت فيكتب الله له بها سخطه إلى يوم
القيامة
قال علقمة انظر ويحك ماذا تقول وما تكلم به فرب كلام قد منعنيه ما سمعت من بلال بن الحارث
رواه ابن ماجه وابن حبان في صحيحه وروى الترمذي والحاكم المرفوع منه وصححاه
ورواه الأصفهاني إلا أنه قال عن بلال بن الحارث أنه قال لبنيه
(حسن لغيره) إذا حضرتم عند ذي سلطان فأحسنوا المحضر فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فذكره
8 ـ(الترهيب من إعانة المبطل ومساعدته والشفاعة المانعة من حد من حدود الله وغير ذلك)
2248(صحيح) عن ابن عمر رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من حالت شفاعته دون حد من حدود الله عز وجل فقد ضاد الله عز وجل ومن خاصم في باطل وهو يعلم لم يزل في سخط الله حتى ينزع ومن قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال حتى يخرج مما قال
رواه أبو داود واللفظ له والطبراني بإسناد جيد نحوه وزاد في آخره وليس بخارج
ورواه الحاكم مطولا ومختصرا وقال في كل منها صحيح الإسناد
ولفظ المختصر قال
(صحيح لغيره) من أعان على خصومة بغير حق كان في سخط الله حتى ينزع
وفي رواية لأبي داود
(صحيح لغيره) ومن أعان على خصومة بظلم فقد باء بغضب من الله
الردغة بفتح الراء وسكون الدال المهملة وتحريكها أيضا وبالغين المعجمة هي الوحل وردغة الخبال بفتح الخاء المعجمة والباء الموحدة هي عصارة أهل النار أو عرقهم كما جاء مفسرا في صحيح مسلم وغيره
2249(صحيح) وعن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال مثل الذي يعين قومه على غير الحق كمثل بعير تردى في بئر فهو ينزع منها بذنبه
رواه أبو داود وابن حبان في صحيحه وعبد الرحمن لم يسمع من أبيه
قال الحافظ ومعنى الحديث أنه قد وقع في الإثم وهلك كالبعير إذا تردى في بئر فصار ينزع بذنبه ولا يقدر على الخلاص
9 ـ(ترهيب الحاكم وغيره من إرضاء الناس بما يسخط الله عز وجل)
2250(صحيح لغيره) عن رجل من أهل المدينة قال كتب معاوية إلى عائشة رضي الله عنها أن اكتبي لي كتابا توصيني فيه ولا تكثري علي فكتبت عائشة إلى معاوية سلام عليك أما بعد
فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من التمس رضا الله بسخط الناس كفاه الله مؤونة الناس ومن التمس رضا الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس والسلام عليك
رواه الترمذي ولم يسم الرجل ثم روى بإسناده عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أنها كتبت إلى معاوية قال فذكر الحديث بمعناه ولم يرفعوه وروى ابن حبان في صحيحه المرفوع منه فقط ولفظه قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من التمس رضا الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس ومن التمس رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس
وفي رواية له بلفظه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
من أرضى الله بسخط الناس كفاه الله ومن أسخط الله برضا الناس وكله الله إلى الناس
ورواه البيهقي بنحوه في كتاب الزهد الكبير
10 ـ(الترغيب في الشفقة على خلق الله تعالى من الرعية والأولاد والعبيد وغيرهم ورحمتهم والرفق بهم والترهيب من ضد ذلك ومن تعذيب العبد والدابة وغيرهما بغير سبب شرعي وما جاء في النهي عن وسم الدواب في وجوهها)
2251(صحيح) عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لا يرحم الناس لا يرحمه الله
رواه البخاري ومسلم والترمذي
ورواه أحمد وزاد
(صحيح لغيره) ومن لا يغفر لا يغفر له
2252(صحيح لغيره) وهو في المسند أيضا من حديث أبي سعيد بإسناد صحيح
2253(حسن لغيره) وعن أبي موسى رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول لن تؤمنوا حتى تراحموا
قالوا يا رسول الله كلنا رحيم قال إنه ليس برحمة أحدكم صاحبه ولكنها رحمة العامة
رواه الطبراني ورواته رواة الصحيح
2254(حسن لغيره) وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من لم يرحم الناس لم يرحمه الله
رواه الطبراني بإسناد حسن
2255(صحيح لغيره) وعن جرير رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من لا يرحم من في الأرض لا يرحمه من في السماء
رواه الطبراني بإسناد جيد قوي
2256(حسن لغيره) وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء
رواه أبو داود والترمذي بزيادة وقال حديث حسن صحيح
2257(صحيح) وعنه رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ارحموا ترحموا واغفروا يغفر لكم ويل لأقماع القول ويل للمصرين الذين يصرون على ما فعلوا وهم يعلمون
رواه أحمد بإسناد جيد
2258(صحيح) وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم على بيت فيه نفر من قريش فأخذ بعضادتي الباب فقال هل في البيت إلا قرشي فقالوا لا إلا ابن أخت لنا قال ابن أخت القوم منهم ثم قال إن هذا الأمر في قريش ما إذا استرحموا رحموا وإذا حكموا عدلوا وإذا أقسموا أقسطوا ومن لم يفعل ذلك فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين
رواه الطبراني في الصغير والأوسط ورواته ثقات
2259(صحيح لغيره) وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال كنا في بيت فيه نفر من المهاجرين والأنصار فأقبل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل كل رجل يوسع رجاء أن يجلس إلى جنبه ثم قام إلى الباب فأخذ بعضادتيه فقال الأئمة من قريش ولي عليكم حق عظيم ولهم ذلك ما فعلوا ثلاثا إذا استرحموا رحموا وإذا حكموا عدلوا وإذا عاهدوا وفوا فمن لم يفعل ذلك فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين
رواه الطبراني في الكبير بإسناد حسن واللفظ له وأحمد بإسناد جيد وتقدم بلفظه وأبو يعلى
2260(صحيح) ورواه ابن حبان في صحيحه مختصرا من حديث أبي هريرة وتقدم حديث بنحوه لأبي برزة وحديث لأبي موسى في العدل والجور
2261(حسن) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت الصادق المصدوق صاحب هذه
الحجرة أبا القاسم صلى الله عليه وسلم يقول لا تنزع الرحمة إلا من شقي
رواه أبو داود واللفظ له والترمذي وابن حبان في صحيحه
وقال الترمذي حديث حسن وفي بعض النسخ حسن صحيح
2262(صحيح) وعنه رضي الله عنه قال قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن أو الحسين بن علي وعنده الأقرع بن حابس التميمي
فقال الأقرع إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحدا قط فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال من لا يرحم لا يرحم
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي
2263(صحيح) وعن عائشة رضي الله عنها قالت جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إنكم تقبلون الصبيان وما نقبلهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أو أملك لك أن نزع الله الرحمة من قلبك
رواه البخاري ومسلم
2264(صحيح) وعن معاوية بن قرة عن أبيه رضي الله عنه أن رجلا قال يا رسول الله إني لأرحم الشاة أن أذبحها فقال إن رحمتها رحمك الله
رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد والأصبهاني
ولفظه قال
(صحيح لغيره) يا رسول الله إني آخذ شاة وأريد أن أذبحها فأرحمها قال والشاة إن رحمتها رحمك الله
2265(صحيح) وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رجلا أضجع شاة وهو يحد شفرته فقال النبي صلى الله عليه وسلم أتريد أن تميتها موتتين هلا أحددت شفرتك قبل أن تضجعها
رواه الطبراني في الكبير والأوسط والحاكم واللفظ له وقال صحيح على شرط البخاري
2266(حسن) وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من إنسان يقتل عصفورا فما فوقها بغير حقها إلا يسأل الله عنها يوم القيامة
قيل يا رسول الله وما حقها قال حقها أن تذبحها فتأكلها ولا تقطع رأسها فترمي به
رواه النسائي والحاكم وقال صحيح الإسناد
2267(صحيح) وعن ابن عمر رضي الله عنهما أنه مر بفتيان من قريش قد نصبوا طيرا أو دجاجة يترامونها وقد جعلوا لصاحب الطير كل خاطئة من نبلهم فلما رأوا ابن عمر تفرقوا فقال ابن عمر من فعل هذا لعن الله من فعل هذا إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن من اتخد شيئا فيه الروح غرضا
رواه البخاري ومسلم
الغرض بفتح الغين المعجمة والراء هو ما ينصبه الرماة يقصدون إصابته من قرطاس وغيره
2268(صحيح) وعن أبي مسعود رضي الله عنه قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فانطلق لحاجته فرأينا حمرة معها فرخان فأخذنا فرخيها فجاءت الحمرة فجعلت تعرش فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال من فجع هذه بولديها ردوا ولديها إليها ورأى قرية نمل قد حرقناها فقال من حرق هذه قلنا نحن قال إنه لا ينبغي أن يعذب بالنار إلا رب النار
رواه أبو داود
قرية النمل هي موضع النمل مع النمل
2269(صحيح) وعن عبد الله بن جعفر رضي الله عنه قال: أردفني رسول الله صلى الله عليه وسلم خلفه ذات يوم فأسر إلي حديثاً لا أحدث به أحداً من الناس وكان أحب ما استتر به رسول الله صلى الله عليه وسلم لحاجته هدفاً أو حايش نخلٍ فدخل حائطاً لرجل من الأنصار فإذا فيه جمل فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم حنّ وذرفت عيناه فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فمسح ذفراه فسكت فقال: من رب هذا الجمل لمن هذا الجمل فجاء فتى من الأنصار فقال : لي يا رسول الله. فقال: ألا تتقي الله في هذه البهيمة التي ملكك الله إياها، فإنه شكى إلي أنك تجيعه وتدئبه)).
رواه أحمد وأبو داود.
(الهدف) : ما ارتفع على وجه الأرض.
(الحائش): جماعة النخل.
(الحائط): هو البستان.
(ذفر البعير): الموضع الذي يعرق في قفا البعير عند أذنه، وهما ذفريان.
(تدئبه): تتعبه بكثرة العمل.
2270(صحيح لغيره) وروى أحمد أيضا في حديث طويل عن يحيى بن مرة قال فيه وكنت معه يعني مع النبي صلى الله عليه وسلم جالسا ذات يوم إذ جاء جمل يخب حتى ضرب بجرانه بين يديه ثم ذرفت عيناه فقال ويحك انظر لمن هذا الجمل إن له لشأنا قال فخرجت ألتمس صاحبه فوجدته لرجل من الأنصار فدعوته إليه فقال ما شأن جملك هذا فقال وما شأنه لا أدري والله ما شأنه عملنا عليه ونضحنا عليه حتى عجز عن السقاية فائتمرنا البارحة أن ننحره ونقسم لحمه
قال فلا تفعل هبه لي أو بعنيه قال بل هو لك يا رسول الله
قال فوسمه بميسم الصدقة ثم بعث به وإسناده جيد
وفي رواية له نحوه إلا أنه قال فيه إنه قال لصاحب البعير ما لبعيرك يشكوك زعم أنك سنأته حتى كبر تريد أن تنحره قال صدقت والذي بعثك بالحق لا أفعل
(صحيح) وفي أخرى له أيضا قال يعلى بن مرة بينا نحن نسير معه يعني مع النبي صلى الله عليه وسلم إذ مررنا ببعير يسنى عليه فلما رآه البعير جرجر ووضع جرانه فوقف عليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال أين صاحب هذا البعير فجاء فقال بعنيه
قال لا بل أهبه لك وإنه لأهل بيت ما لهم معيشة غيره فقال أما إذ ذكرت هذا من أمره فإنه شكا كثرة العمل وقلة العلف فأحسنوا إليه الحديث
وجران البعير بكسر الجيم مقدم عنقه من مذبحه إلى نحره قاله ابن فارس
يسنى عليه بالسين المهملة والنون أي يسقى عليه
2271(صحيح) وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم دخلت امرأة النار في هرة ربطتها فلم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض
وفي رواية عذبت امرأة في هرة سجنتها حتى ماتت لا هي أطعمتها وسقتها إذ هي حبستها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض
رواه البخاري وغيره
2272(صحيح لغيره) ورواه أحمد من حديث جابر فزاد في آخره فوجبت لها النار بذلك
خشاش الأرض مثلثة الخاء المعجمة وبشينين معجمتين هو حشرات الأرض والعصافير ونحوها
2273(صحيح) وعن سهل بن الحنظلية رضي الله عنه قال مر رسول الله صلى الله عليه وسلم ببعير قد لصق ظهره ببطنه فقال اتقوا الله في هذه البهائم المعجمة فاركبوها صالحة وكلوها صالحة
رواه أبو داود وابن خزيمة في صحيحه إلا أنه قال قد لحق ظهره
2274(صحيح) وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال دخلت الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء واطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء ورأيت فيها ثلاثة يعذبون امرأة من حمير طوالة ربطت هرة لها لم تطعمها ولم تسقها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض فهي تنهش قبلها ودبرها ورأيت فيها أخا بني دعدع الذي كان يسرق الحاج بمحجنه فإذا فطن له قال إنما تعلق بمحجني والذي سرق بدنتي رسول الله صلى الله عليه وسلم
رواه ابن حبان في صحيحه
وفي رواية له ذكر فيها الكسوف قال
(صحيح لغيره) وعرضت علي النار فلولا أني دفعتها عنكم لغشيتكم ورأيت فيها ثلاثة يعذبون امرأة حميرية سوداء طويلة تعذب في هرة لها أوثقتها فلم تدعها تأكل من خشاش الأرض ولم تطعمها حتى ماتت فهي إذا أقبلت تنهشها وإذا أدبرت تنهشها الحديث
المحجن بكسر الميم وسكون الحاء المهملة بعدهما جيم مفتوحة هي عصا محنية الرأس
2275(صحيح) وعن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى صلاة الكسوف فقال دنت مني النار حتى قلت أي رب وأنا معهم فإذا امرأة حسبت أنه قال تخدشها هرة قال ما شأن هذه قالوا حبستها حتى ماتت جوعا
رواه البخاري
2276(حسن صحيح) وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال دنا رجل إلى بئر فنزل فشرب منها وعلى البئر كلب يلهث فرحمه فنزع أحد خفيه فسقاه فشكر الله له فأدخله الجنة
رواه ابن حبان في صحيحه ورواه مالك والبخاري ومسلم وأبو داود أطول من هذا
وتقدم في إطعام الطعام
2277(صحيح) وعن أبي مسعود البدري رضي الله عنه قال كنت أضرب غلاما لي بالسوط فسمعت صوتا من خلفي اعلم أبا مسعود فلم أفهم الصوت من الغضب فلما دنا مني إذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو يقول اعلم أبا مسعود أن الله عز وجل أقدر عليك منك على هذا الغلام فقلت لا أضرب مملوكا بعده أبدا
وفي رواية فقلت يا رسول الله هو حر لوجه الله تعالى فقال أما لو لم تفعل للفحتك النار أو لمستك النار
رواه مسلم وأبو داود والترمذي
2278(صحيح) وعن زاذان وهو الكندي مولاهم الكوفي قال أتيت ابن عمر وقد أعتق مملوكا له فأخذ من الأرض عودا أو شيئا فقال ما لي فيه من الأجر ما يساوي هذا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من لطم مملوكا له أو ضربه فكفارته أن يعتقه
رواه أبو داود واللفظ له
(صحيح) ورواه مسلم ولفظه قال
من ضرب غلاما له حدا لم يأته أو لطمه فإن كفارته أن يعتقه
2279(صحيح) وعن معاوية بن سويد بن مقرن قال لطمت مولى لنا فدعاه أبي ودعاني فقال اقتص منه فإنا معشر بني مقرن كنا سبعة على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وليس لنا إلا خادم فلطمها رجل منا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعتقوها
قالوا إنه ليس لنا خادم غيرها قال فلتخدمهم حتى يستغنوا فإذا استغنوا فليعتقوها
رواه مسلم وأبو داود واللفظ له والترمذي والنسائي
2280(صحيح لغيره) وعن عمار بن ياسر رضي الله عنه قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم من ضرب مملوكه ظلما أقيد منه يوم القيامة
رواه الطبراني ورواته ثقات
2281(صحيح) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم نبي التوبة من قذف مملوكه بريئا مما قال أقيم عليه الحد يوم القيامة إلا أن يكون كما قال
رواه البخاري ومسلم والترمذي واللفظ له وقال حسن صحيح
2282(صحيح) وعن المعرور بن سويد رضي الله عنه قال رأيت أبا ذر بالربذة وعليه برد غليظ وعلى غلامه مثله
قال فقال القوم يا أبا ذر لو كنت أخذت الذي على غلامك فجعلته مع هذا فكانت حلة وكسوت غلامك ثوبا غيره قال فقال أبو ذر إني كنت ساببت رجلا وكانت أمه أعجمية فعيرته بأمه فشكاني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا أبا ذر إنك امرؤ فيك جاهلية فقال إنهم إخوانكم فضلكم الله عليهم فمن لم يلائمكم فبيعوه ولا تعذبوا خلق الله
رواه أبو داود واللفظ له
(صحيح) وهو في البخاري ومسلم والترمذي بمعناه إلا أنهم قالوا فيه هم إخوانكم جعلهم الله تحت أيديكم فمن جعل الله أخاه تحت يده فليطعمه مما يأكل وليلبسه مما يلبس ولا يكلفه من العمل ما يغلبه فإن كلفه ما يغلبه فليعنه عليه
واللفظ للبخاري
(صحيح) وفي رواية للترمذي قال
إخوانكم جعلهم الله فتية تحت أيديكم فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه من طعامه وليلبسه من لباسه ولا يكلفه ما يغلبه فإن كلفه ما يغلبه فليعنه عليه
(صحيح) وفي رواية لأبي داود عنه قال
دخلنا على أبي ذر بالربذة فإذا عليه برد وعلى غلامه مثله فقلنا يا أبا ذر لو أخذت برد غلامك إلى بردك فكانت حلة وكسوته ثوبا غيره قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إخوانكم جعلهم الله تحت أيديكم فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل وليكسه مما يكتسي ولا يكلفه ما يغلبه فإن كلفه ما يغلبه فليعنه
(صحيح) وفي أخرى له قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
من لاءمكم من مملوكيكم فأطعموهم مما تأكلون واكسوهم مما تلبسون ومن لم يلائمكم منهم فبيعوه ولا تعذبوا خلق الله
قال الحافظ الرجل الذي عيره أبو ذر هو بلال بن رباح مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم
2283(صحيح لغيره) وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في العبيد إن أحسنوا فاقبلوا وإن أساؤوا فاعفوا وإن غلبوكم فبيعوا
رواه البزار وفيه عاصم أيضا
2284(صحيح) وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للمملوك طعامه وشرابه وكسوته ولا يكلف إلا ما يطيق فإن كلفتموهم فأعينوهم ولا تعذبوا عباد الله خلقا أمثالكم
رواه ابن حبان في صحيحه وهو في مسلم باختصار
2285(صحيح لغيره) وعن علي رضي الله عنه قال كان آخر كلام النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة الصلاة اتقوا الله فيما ملكت أيمانكم
رواه أبو داود وابن ماجه إلا أنه قال الصلاة وما ملكت أيمانكم
2286(صحيح) وروى ابن ماجه وغيره عن أم سلمة رضي الله عنها قالت إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في مرضه الذي توفي فيه الصلاة وما ملكت أيمانكم فما زال يقولها حتى ما يفيض لسانه
2287(صحيح) وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما وجاءه قهرمان له فقال له أعطيت الرقيق قوتهم قال لا قال فانطلق فأعطهم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كفى إثما أن تحبس عمن تملك قوتهم
رواه مسلم
2288(صحيح لغيره) وعن كعب بن مالك رضي الله عنه قال عهدي بنبيكم صلى الله عليه وسلم قبل وفاته بخمس ليال فسمعته يقول لم يكن نبي إلا وله خليل من أمته وإن خليلي أبو بكر بن أبي قحافة وإن الله اتخذ صاحبكم خليلا ألا وإن الأمم من قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم مساجد وإني أنهاكم عن ذلك اللهم هل بلغت ثلاث مرات ثم قال اللهم اشهد ثلاث مرات وأغمي عليه هنيهة ثم قال الله الله فيما ملكت أيمانكم أشبعوا بطونهم واكسوا ظهورهم وألينوا القول لهم
رواه الطبراني من طريق عبد الله بن زحر عن علي بن يزيد وقد وثقا ولا بأس بهما في المتابعات
2289(صحيح) وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله كم أعفو عن الخادم قال كل يوم سبعين مرة
رواه أبو داود والترمذي
وقال حديث حسن غريب وفي بعض النسخ حسن صحيح وروى أبو يعلى بإسناد جيد عنه وهو رواية للترمذي أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن خادمي يسيء ويظلم أفأضربه قال تعفو عنه كل يوم سبعين مرة
قال الحافظ كذا وقع في سماعنا عبد الله بن عمر وفي بعض نسخ أبي داود عبد الله بن عمرو وقد أخرجه البخاري في تاريخه من حديث عباس بن جليد عن عبد الله بن عمرو بن العاص ومن حديثه أيضا عن عبد الله بن عمر وقال الترمذي روى بعضهم هذا الحديث بهذا الإسناد وقال عن عبد الله بن عمرو وذكر الأمير أبو نصر أن عباس بن جليد يروي عنهما كما ذكره البخاري ولم يذكر ابن يونس في تاريخ مصر ولا ابن أبي حاتم روايته عن عبد الله بن عمرو بن العاص والله أعلم
2290(صحيح) وعن عائشة رضي الله عنها قالت جاء رجل فقعد بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إن لي مملوكين يكذبونني ويخونونني ويعصونني وأشتمهم وأضربهم فكيف أنا منهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم القيامة يحسب ما خانوك وعصوك وكذبوك وعقابك إياهم بقدر ذنوبهم كان كفافا لا لك ولا عليك وإن كان عقابك إياهم فوق ذنوبهم اقتص لهم منك الفضل فتنحى الرجل وجعل يهتف ويبكي فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أما تقرأ قول الله ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين الأنبياء 74
فقال الرجل يا رسول الله ما أجد لي ولهؤلاء خيرا من مفارقتهم أشهدك أنهم كلهم أحرار
رواه أحمد والترمذي وقال حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث عبد الرحمن بن غزوان وقد روى أحمد بن حنبل عن عبد الرحمن بن غزوان هذا الحديث
قال الحافظ عبد الرحمن هذا ثقة احتج به البخاري وبقية رجال أحمد وثقهم البخاري ومسلم والله أعلم
2291(حسن صحيح) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ضرب سوطا ظلما اقتص منه يوم القيامة
رواه البزار والطبراني بإسناد حسن
2292(صحيح) وعن هشام بن حكيم بن حزام رضي الله عنه أنه مر بالشام على أناس من الأنباط وقد أقيموا في الشمس وصب على رؤوسهم الزيت فقال ما هذا قيل يعذبون في الخراج
وفي رواية حبسوا في الجزية فقال هشام أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله يعذب الذين يعذبون الناس في الدنيا فدخل على الأمير فحدثه فأمر بهم فخلوا
رواه مسلم وأبو داود والنسائي
الأنباط فلاحون من العجم ينزلون بالبطائح بين العراقين
فصل
2293(صحيح) عن جابر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم مر على حمار قد وسم في وجهه فقال لعن الله الذي وسمه
رواه مسلم
وفي رواية له نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الضرب في الوجه وعن الوسم في الوجه
2294(صحيح) ورواه الطبراني بإسناد جيد مختصرا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن من يسم في الوجه
2295(صحيح) وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال مر حمار برسول الله صلى الله عليه وسلم قد كوي في وجهه يفور منخراه من دم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن الله من فعل هذا ثم نهى عن الكي في الوجه والضرب في الوجه
رواه ابن حبان في صحيحه ورواه الترمذي مختصرا وصححه والأحاديث في النهي عن الكي في الوجه كثيرة