بسم الله الرحمن الرحيم
مسابقة مع كتاب الله فى رمضان 1431 هـ
إعداد وتقديم:أحمدعبد الظاهر
الحلقة الأولى:
تدور حول شخصية سلمان رضى الله عنه وأرضاه والذى أخبر رسول الله (ص)أنه من آل البيت ، وكيف أنه تنقل بين أديان عديدة رغبة منه فى الوصول إلى الحقيقة حتى دخل فى الإسلام ، وفى طريقه هذا قابل العديد من الرهبان الصالحين الذين كانوا يعلمون بقرب ظهور النبى الخاتم ، وكيف أن سلمان أخبر رسول الله (صلى الله عليه وسلم)عن عبادة هؤلاء وطاعتهم فقال له : كانوا يصلون ويصومون ويؤمنون بك ويشهدون أنك تبعث نبيا ، فلما فرغ سلمان من ثنائه عليهم قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): يا سلمان هم من أهل النار . فاشتد ذلك على سلمان ، فأنزل الله سبحانه وتعالى آية تبين أن من آمن بنبيه قبل أن يبعث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) له أجره لا يضيع عند ربه ولا يخاف ظلما ولا يحزن .
اذكر رقم هذه الآية واسم السورة الكريمة .
الحلقة الثانية :
عبد الله بن رواحة أحد النقباء فى بيعة العقبة ، وفارس الفرسان فى العديد من الغزوات التى خاضها المسلمون ، وأحد القادة الذين عينهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم)فى غزوة مؤتة ، وهو شاعر رقيق الحاشية عذب الألفاظ قوى الكلمات على الكفار .
كانت له أمة سوداء ، غضب عليها ذات يوم فلطمها ، ولكنه برقة مشاعره فزع من هذا الإيذاء لهذه الأمة فهرع إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم)فأخبره بما كان منه ، فقال له النبى (صلى الله عليه وسلم):ماهى يا عبد الله ؟ قال : يا رسول الله هى تصوم وتصلى وتحسن الوضوء وتشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسوله . فقال رسول الله : يا عبد الله ، هذه مؤمنة . فقال عبد الله : والذى بعثك بالحق لأعتقنها ولأتزوجنها . ففعل ، فسخر منه بعض الناس وكانوا يريدون أن يصاهروا كبار القوم من المشركين رغبة فى أحسابهم ـوذلك قبل تحريم الإسلام الزواج من المشركات ـ فأنزل الله تعالى آية تنهاهم عن الزواج بالمشركات وتبين أن الجارية المسلمة خير ممن يعجبنهم من نساء المشركات .
اذكر رقم الآية واسم السورة الكريمة .
الحلقة الثالثة :
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم). من حلف على يمين وهو فيها فاجر ليقطع بها مال امرئ مسلم لقى الله وهو عليه غضبان .
وهذه هى اليمين الغموس التى تغمس صاحبها فى جهنم ، والإسلام يحذر المسلمين من الكذب بوجه عام ويعتبره نقيصة ما بعدها نقيصة وذنبا من الذنوب الكبار ، فما بالك أذا كان هذا الكذب مصحوبا باليمين الكاذبة؟
يقول الأشعث بن قيس : خاصمت رجلا إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم)فقال : ألك بينة؟ قلت : لا . قال : فيحلف . قلت : إذا يحلف . فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)الحديث السابق ، ثم أنزل الله سبحانه وتعالى آية تبين عقوبة هؤلاء الذين يبذلون الأيمان الكاذبة طمعا فى كسب دنيوى مهما بلغ فهو فى آخر الأمر ثمن قليل ، فهؤلاء لا نصيب لهم ولا حظ فى الآخرة ويحرمون من تكليم الله سبحانه لهم ونظره إليهم وكلامه ونظره رحمة . ثم يظلون على ذنوبهم لا يطهرون منها حتى ينالهم العذاب الأليم .
اذكر رقم الآية واسم السورة الكريمة .
الحلقة الرابعة :
مصعب بن عمير أو مصعب الخير كان أول المهاجرين إلى المدينة ،وهو سفير رسول الله (صلى الله عليه وسلم )إلى يثرب وحامل لواء المسلمين فى غزوة بدر ... حمل مصعب اللواء يوم أحد ، فلما جال المسلمون ثبت به مصعب فأقبل أحد المشركين فضرب يده اليمنى فقطعها ومصعب يقول : وما محمد إلا رسول قد خلت من فبله الرسل . وأخذاللواء بيده اليسرى فقطعها فحنا على اللواء وضمه بعضديه إلى صدره وهويقول : وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل . ثم حمل عليه الثالثة فسقط مصعب شهيدا .
قال رسول الله(صلى الله عليه وسلم ): لما أصيب إخوانكم بأحد جعل الله أرواحهم فى أجواف طير خضر ترد أنها الجنة وتأكل من ثمارها ، وتأوى إلى قناديل من ذهب معلقة فى ظل العرش . فلما وجدواطيب مأكلهم ومشربهم ومقيلهم قالوا : من يبلغ إخواننا عنا أنا فى الجنة نرزق لئلا يزهدوا فى الجهاد ؟ فقال الله عز وجل : أ،ا أبلغهم عنكم ، فأنزل الله تعالى آيتين كريمتين تبينان هذه المكانة العالية للشهداء وما يلاقونه من رزق وفير عند ربهم سبحانه وتعالى .
اذكر رقمى الآيتين واسم السورة الكريمة .
الحلقة الخامسة
الزبير بن العوام حوارى رسول الله (صلى الله عليه وسلم )وفارس عرفته المعارك وفر من أمامه الشجعان ، وأحد السابقين إلى الإسلام ، وواحد من الستة الذين اختارهم عمر بن الخطاب ليتشاوروا ليختاروا خليفة من بعده .
وقد روى الإمام البخارى بسنده عن عروة قال : خاصم الزبير رجلا فى سقى بستان ، فقال النبى (صلى الله عليه وسلم ): اسق يا زبير ثم أرسل الماء إلى جارك .فقال الأنصارى : أن كان ابن عمتك؟ فتلون وجه رسول الله (صلى الله عليه وسلم )ثم قال : اسق يا زبير ثم احبس الماء حتى يرجع إلى الجدر ثم أرسل الماء إلى جارك .
فاستوعب النبى(صلى الله عليه وسلم )للزبير حفه فى صريح الحكم ، وكان أشار عليهما بأمر لهما فيه سعة .. ونزلت آية كريمة تنفى الإيمان عمن يرفض حكم رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) أو يجد فى نفسه حرجا من قضاء قضى به النبى .
اذكر رقم الآية واسم السورة الكريمة .
الحلقة السادسة :
عبد الله بن سلام رضى الله عنه واحد من صحابة رسول الله (صلى الله عليه وسلم )..كان من أحبار اليهود ومن علمائهم ثم هداه الله إلى الإسلام ، وكان اسمه فى الجاهلية (الحصين) فلما أسلم سماه رسول الله (صلى الله عليه وسلم )(عبد الله) ، وبعد إسلامه ومجموعة من رجال اليهود فرضت عليهم اليهود المقاطعة ، وأخذوا يمتنعون عن محادثتهم ومجالستهم ، فشق ذلك عليهم . يقول ابن عباس رضى الله عنهما: أقبل عبد اللع بن سلام ومعه نفر من قومه قد آمنوا فقالوا : يا رسول الله إن منازلنا بعيدة وليس لنا مجلس ولا متحدث ، وإن قومنا لما رأونا آمنا بالله ورسوله وصدقناه رفضوا وآلوا على أنفسهم ألا يجالسونا ولا يناكحونا ولا يكلمونا ،ولا نستطيع مجالسة أصحابك لبعد المنازل ، فنزلت على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) آية كريمة تبين أن الولاية الحقيقية للمؤمن ينبغى أن تكون لله ورسوله والذين آمنوا .. فلما سمعها عبد الله بن سلام قال : رضينا بالله وبرسوله وبالمؤمنين أولياء .
اذكر رقم الآية واسم السورة الكريمة.
الحلقة السابعة :
عن سعيد بن المسيب وعروة بن الزبير قالا : بعث رسول الله (صلى الله عليه وسلم )عمرو بن أمية الضمرى وكتب معه كتابا إلى النجاشى ملك الحبشة ، فقدم عليه ، فقرأ كتاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم )ثم دعا جعفر بن أبى طالب والمهاجرين معه ، وأرسل النجاشى إلى الرهبان والقسيسين فجمعهم ثم أمر جعفرا أن يقرأ عليهم القرآن ، فقرأ جعفر سورة مريم ، فلما وصل إلى قوله تعالى (إنى عبد الله آتانى الكتاب وجعلنى نبيا ، وجعلنى مباركا أينما كنت وأوصانى بالصلاة والزكاة ما دمت حيا ، وبرا بوالدتى ولم يجعلنى جبارا شقيا ، والسلام على يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا) .. عندها فاضت أعينهم من الدمع فنزلت ثلاث آيات تيبن عداوة اليهود للمؤمنين ، وعلاقة المودة القائمة بين المؤمنين والنصارى ، الذين صدقوا بدينهم وآمنوا بنبيهم .
اذكر أرقام الآيات الثلاث واسم السورة الكريمة .
الحلقة الثامنة:
فى حلقتنا هذه لا نتناول شخصا بعينه ورد ذكره فى القرآن ، بل نتناول أشخاصا عديدين يمثلون جماعة من الناس يوم القيامة ، فبعد أن يذهب أصحاب الجنة إلى الجنة يوم الحساب ، ويذهب أصحاب النار ـ والعياذ بالله ـ إلى النار ، يتبقى هذا الفريق من الناس الذين تعادلت حسناتهم وسيئاتهم ، فلم تصل بهم هذه إلى الجنة مع أصحاب الجنة ، ولم تؤد بهم تلك إلى النار مع أهل الجحيم .. وهم فى ذلك بين بين ، ينتظرون فضل الله ويرجون رحمته، وهم يعرفون أهل الجنة بسيماهم – ربما ببياض الوجوه ونضرتها، أو بالنور الذى يسعى بين أيديهم وبأيمانهم- ويرفون أهل النار بسيماهم – ربما بسواد الوجوه وقترتها أو بالوسم على أنوفهم التى كانوا يشمخون بها فى الدنيا (سنسمه على الخرطوم)- وهم يتوجهون إلى أهل الجنة بالسلام ، يلقونه وهم يطمعون أن يدخلهم الله الجنة مع أصحاب الجنة , وقد ورد الحديث عن أصحاب الأعراف هؤلاء فى أربع آيات متتالية .. اذكر أرقام الآيات واسم السورة الكريمة .
الحلقة التاسعة :
أبو لبابة بن عبد المنذر واحد من الأنصار السابقين إلى الإسلام ، وقد شهد بيعة العقبة الثانية، وكان له تاريخ ناصع فى الإسلام ، إلا أنه كانت له كبوة .. وذلك أن يهود بنى قريظة بعد حصار رسول الله لهم أبوا أن ينزلوا على حكم سعد بن معاذ وطلبوا أن يرسل إليهم أبو لبابة ، فسألوه يا أبالبابة ما ترى ؟أننزل على حكم سعد بن معاذ؟ فأشار بيده إلى حلقه –إنه الذبح ، فلا تفعلوا- يقول أبو لبابة : والله ما زالت قدماى حتى علمت أنى قد خنت الله ورسوله ، ونزلت آيتان تنهيان عن خيانة الله والرسول وخيانة الأمانة وتحذران من فتنة الأموال والأولاد .. فشد أبو لبابة نفسه على سارية من سوارى المسجد وقال : والله لا أذوق طعاما ولا شرابا حتى أموت أو يتوب الله على . فمكث سبعة أيام لا يذوق فيها طعاما ولا شرابا حتى خر مغشيا عليه ، ثم تاب الله عليه فقيل له : يا أبا لبابة قد تيب عليك . فقال : لا والله لا أحل نفسي حتى يكون رسول الله هو الذى يحلنى .. فجاءه فحله بيده الشريفة .
اذكر رقمى الآيتين واسم السورة الكريمة .
الحلقة العاشرة :
أسر العباس عم رسول الله (صلى الله عليه وسلم )يوم بدر ، ووضع مع الأسرى موثقين بالحبال.. وأخذ يتضجر من وثاقه وارتفع أنينه إلى سمع رسول الله (صلى الله عليه وسلم )فأقلقه الأنين وأرهقه ، وامتنعت عيناه عن الغمض . ودخل عليه بعض الصحابة فقالوا : ما أسهرك يا نبى الله؟ فقال (صلى الله عليه وسلم ): أنين العباس . فقام رجل فأرخى وثاقه . فقال رسول الله (ص): ما لى لا أسمع أنين العباس؟ فقال رجل من القوم :أنى أرخيت من وثاقه شيئا يا رسول الله . فقال نبى الرحمة : فافعل ذلك بالأسارى كلهم . ثم عرض الأسرى على النبى(صلى الله عليه وسلم )وفيهم العباس فقال له: يا عباس ، افد نفسك وابن أخيك عقيل بن أبى طالب ونوفل بن الحارث وحليفك عتبة بن عمرو فإنك ذو مال . فقال : يا رسول الله أنى كنت مسلما ولكن القوم استكرهونى . فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم ): الله أعلم بإسلامك ، إن يك حقا ما تذكر فالله يجزيك به ، فأما ظاهر أمرك فقد كان علينا فافد نفسك .. وتذكر الروايات أن الرسول (صلى الله عليه وسلم )قد أخذ منه عشرين أوقية من ذهب ، ثم نزلت آية كريمة يأمر الله فيها نبيه أن يخبر الأسرى بأن الله يعلم ما فى قلوبهم ، فإن كان فيها خير فسوف يأتيهم الله خيرا مما دفعوا من فدية وينالوامن الله المغفرة.
اذكر رقم الآية واسم السورة الكريمة .
الحلقة الحادية عشرة :
كعب بن مالك ومرارة بن الربيع العامرى ،وهلال بن أمية الواقفى ثلاثة من صحابة رسول الله (صلى الله عليه وسلم )تخلفوا عن الخروج معه لغزوة تبوك ، وأبوا أن يقدموا أعذارا كاذبة ، وإنما آثروا الصدق مع رسول الله(صلى الله عليه وسلم )فقال كعب بن مالك : يا رسول الله .. إنى والله لو جلست عند غيرك من أهل الدنيا لرأيت أنى سأخرج من سخطه بعذر , ولقد أعطيت جدلا ، ولكنى والله لقد علمت لئن حدثتك اليوم حديث كذب ترضى به عنى ليوشكن الله أن يسخطك على ، ولئن حدثتك حديث صدق تجد على فيه إنى لأرجو فيه عقبى الله .. والله ما كان لى عذر ، والله ما كنت أقوى ولا أيسر منى حين تخلفت . فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم ): أما هذا فقد صدق ، فقم حتى يقضى الله فيك . فقام ، ونهى رسول الله (صلى الله عليه وسلم )المسلمين عن كلام هؤلاء الثلاثة ، واستمر بهم هذا الحال وتلك المقاطعة خمسين يوما حتى أنزل الله سبحانه وتعالى آية تبين توبته على هؤلاء الثلاثة الصادقين التائبين .
اذكر رقم الآية واسم السورة الكريمة .
الحلقة الثانية عشرة :
أبو اليسر كعب بن عمرو من الصحابة الأفذاذ الذين عاهدوا رسول الله (صلى الله عليه وسلم )فى بيعة العقبة على أن يفدوه بأموالهم وأرواحهم ، وكان فى استقبال رسول الله (صلى الله عليه وسلم )عندما هاجر إلى المدينة ، وأخذ بزمام الناقة يدعو رسول الله (صلى الله عليه وسلم )إلى النزول عنده .. ولكن الإنسان هو فى أول الأمر وآخره بشر يخطئ ويصيب ، وقدارتكب أبو اليسر ذنبا مع امرأة دون الزنا ، وذهب يعترف بهذا الذنب لرسول الله(صلى الله عليه وسلم )فلم يقل الرسول (صلى الله عليه وسلم )شيئا ، فذهب الرجل .. فقال عمر : لقد ستر الله عليه لو ستر على نفسه . فأتبعه رسول الله (صلى الله عليه وسلم )بصره ثم قال : ردوه على . فردوه ، فقرأ عليه (صلى الله عليه وسلم )آية من كتاب الله الكريم تبين أن إقامة الصلاة ليلا ونهارا هى من الحسنات التى تذهب بالسيئات . فقال مغاذ –وفى رواية عمر- يا رسول الله أله وحده أم للناس كافة ؟ فقال (صلى الله عليه وسلم ): بل للناس كافة .
اذكر رقم هذه الآية واسم السورة الكريمة .
الحلقة الثالثة عشرة :
أخرج الطبرانى عن ابن عباس أن أربد بن قيس وعامر بن الطفيل قدما المدينة على رسول الله (صلى الله عليه وسلم ). فقال عامر : يا محمد ما تجعل لى إن أسلمت ؟ قال : لك ما للمسلمين ، وعليك ما عليهم . قال : أتجعل لى الأمر من بعدك؟ قال : ليس ذلك لك ولا لقومك . فخرجا ، فقال عامر لصاحبه : أنى أشغل عنك وجه محمد بالحديث فاضربه بالسيف .فرجعا ، فقال عامر : يا محمد قم معى أكلمك . فقام معه رسول الله (صلى الله عليه وسلم )ووقف يكلمه ، وسل أربد سيفه . فلما وضع يده على قائم السيف يبست ،والتفت رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) فرآه فانصرف عنهما .. فخرجا من عند رسول الله (صلى الله عليه وسلم )فلما ابتعدا أرسل الله على أربد صاعقة فقتلته .ثم أنزل الله سبحانه وتعالى ست آيات توضح أن الله يعلم ما تحمل كل أنثى ، وأنه يعلم الغيب والشهادة ، وأنه يرى الناس البرق ، وأن من جنوده الصواعق يصيب بها من يشاء .
اذكر أرقام الآيات واسم السورة الكريمة .
الحلقة الرابعة عشرة :
عمار بن ياسر من كبار صحابة رسول الله (صلى الله عليه وسلم )، وممن بايع بيعة الرضوان الذين رضى الله عنهم ، ومن فرسان بدر الذين شاركتهم فى جهادهم الملائكة ، ثم هو من أسرة يضرب بها المثل فى الصبر على الإيذاء فى سبيل الله ، فقد عذب المشركون سمية أم عمار ، وزوجها ياسر ، وابنهما عمار ، وبلغ بهم الأمر أقصاه عندما طعنوا سمية فكانت أول شهيدة فى الإسلام ، واستشهد ياسر مبشرا من رسول الله (صلى الله عليه وسلم )بالجنة .. أما عمار فإنه أعطى الكفار ما أرادوا سماعه بلسانه مكرها . فأخبر رسول الله (ص)أن عمارا كفر .فقال : كلا ، إن عمارا ملئ إيمانا من قرنه إلى قدمه ، واختلط الإيمان بلحمه ودمه .. فأتى عمار رسول الله (صلى الله عليه وسلم )وهو يبكى ، فجعل رسول الله (صلى الله عليه وسلم )يمسح عينيه ويقول :(إن عادوا لك فعد لهم بما قلت) وأنزل الله تعالى آية تبين أن من أكره على كلمة الكفر وقلبه مطمئن بالإيمان لا إثم عليه ، وإنما الإثم على من شرح صدره بالكفر ،وكفر طائعا مختارا .
اذكر رقم الآية واسم السورة الكريمة .
الحلقة الخامسة عشرة :
كان هناك من أشراف الصحابة مجموعة شرفهم الإسلام رغم نظرة المجتمع الجاهلى لهم على أنهم أقل قدرا وأحقر شأنا ، وكان منهم عبد الله بن مسعود ،وصهيب الرومى ، وعمار بن ياسر ، والمقداد بن عمرو ، وبلال ، وخباب بن الأرت الذى يقول : كنا ضعفاء عند النبى (صلى الله عليه وسلم )بالغداة والعشى ، فعلمنا القرآن والخير ، وكان يخوفنا بالجنة والنار ،وما ينفعنا ، وبالموت والبعث .. فجاء الأقرع بن حابس وعيينة بن حصن فقالا : إنا من أشراف قومنا ، وإنا نكره أن يرونا معهم ، فاطردهم إذا جالسناك . قال (صلى الله عليه وسلم ): نعم . قالوا : لا نرضى حتى تكتب بيننا كتابا ، فأتى بأديم ودواة ، فنزلت على رسول الله (صلى الله عليه وسلم )آية تأمره ألا يطرد هؤلاء المؤمنين الصادقين ، وأن يصبر عليهم ، ولا يرغب فى إيمان هؤلاء الذين أغفل الله قلوبهم عن ذكر الله واتبعوا أهواءهم .
اذكر رقم الآية واسم السورة الكريمة .
الحلقة السادسة عشرة:
كان خباب بن الأرت من أمهر العبيد صناع السيوف بمكة ، وقد احتاج عندما أسلم إلى مال ليفتدى به نفسه بعد أن عذب عذابا شديدا ليرجع عن الإسلام .. وكان له مال عند العاصى بن وائل السهمى ، يقول خباب فيما أخرجه الشيخان : جئت العاصى بن وائل السهمى أتقاضاه حقا لى عنده ، فقال : لا أعطينك حتى تكفر بمحمد . فقلت : لا ، حتى تموت ، وحتى تبعث . قال : فإنى لميت ثم لمبعوث ؟ فقلت : نعم . فقال : فإن لى هناك مالا وولدا فأقضيك . وذلك استهزاء منه وأكلا لحق خباب ، فنزلت أربع آيات ترد على هذا الكافر المستهزئ وتعده بالعذاب ، وبأنه سيرجع حتما إلى ربه بمفرده ليس معه نصير .
اذكر أرقام الآيات واسم السورة الكريمة .
الحلقة السابعة عشرة :
هما نبيان ملكان أب وابنه عليهما وعلى نبينا أفضل الصلاة وأزكى السلام وهما داود وسليمان . ورد أن رجلين دخلا على داود عليه السلام ، أحدهما صاحب حرث (أى حقل ، وقيل إنها حديقة أعناب وكروم) ، والآخر صاحب غنم ، فقال صاحب الحرث : إن غنم هذا قد أتلفت حقلى بانطلاقها فيه بالليل ولم تبق فيه شيئا ، فحكم سيدنا داود لصالح صاحب الحرث أن يأخذ غنم خصمه فى مقابل حرثه . ومر صاحب الغنم بنبى الله سليمان بن داود فأخبره بقضاء أبيه ، فدخل على أبيه فقال : يا نبى الله ، إن القضاء غير ما قضيت . فقال : كيف ؟ قال : ادفع الغنم إلى صاحب الحرث لينتفع بها ، وادفع الحرث إلى صاحب الغنم ليقوم عليه حتى يعود كما كان ، ثم يعيد كل منهما إلى صاحبه ما تحت يده ، فيأخذ صاحب الحرث حرثه وصاحب الغنم غنمه .. فقال داود عليه السلام : القضاء ما قضيت . وأمضى حكم سليمان .
وقد ورد فى القرآن الكريم الحديث عن هذه القصة مع هذين النبيين الكريمين فى آيتين متتاليتين .. اذكر رقمى الآيتين واسم السورة الكريمة .
الحلقة الثامنة عشرة :
مرثد بن أبى مرثد صحابى وابن صحابى ، وكان يقوم بعمل فدائى عظيم حيث إن قريشا لما هاجر رسول الله (صلى الله عليه وسلم )والمسلمون معه كانت تحبس بعض المسلمين فى دورها وتحول بينهم وبين اللحاق برسول الله (صلى الله عليه وسلم ). وكان مرثد يقوم بمهمة فكاك الأسرى من بيوت قريش ويحملهم إلى مدينة رسول الله (صلى الله عليه وسلم ).. وفى إحدى الليالى واعد مرثد أحد الأسرى أن يأتى ليفك قيده ويحمله إلى المدينة , يقول مرثد : وكانت ليلة قمراء ، فخرجت حتى انتهيت إلى حائط من حيطان مكة _أى بستان_ فجاءت امرأة تسمى عناقا ، كانت لى صاحبة فى الجاهلية ، فقالت : مرثد؟ قلت : مرثد . قالت : مرحبا وأهلا ، هلم فبت عندنا الليلة . قلت : يا عناق ، إن الله حرم هذا . فما كان منها إلا أن رفعت صوتها قائلة : يا أهل الخباء هذا الذى يحمل الأسرى . فأتبعنى ثمانية رجال ، وسلكت طريق الجبل حتى انتهيت إلى غار فدخلت فأعماهم الله عنى . فلما وصل مرثد ، ومعه أسيره المحرر إلى المدينة ذهب إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم )فقال له : يا رسول الله ءأنكح عناقا ؟ فسكت رسول الله (صلى الله عليه وسلم )لم يرد حتى نزلت آيتان كريمتان تبينان حد الزنا ، وتبينان تحريم زواج المؤمن من زانية أو مشركة .. اذكر رقمى الآيتين واسم السورة الكريمة .
الحلقة التاسعة عشرة :
عبد الله بن مسعود صحابى من السابقين إلى الإسلام ، ومن الذين تحملوا الجانب الكبير من أذى قريش وتسلطها . يقول عن نفسه :(لقد رأيتنى سادس سته ، ما على ظهر الأرض مسلم غيرنا ) . ويقول ابن سعد ( كان عبد الله بن مسعود يستر رسول الله إذا اغتسل ، ويوقظه إذا نام ، ويلبس رسول الله –ص- نعليه ثم يمشى أمامه حارسا له ) هذا القرب من رسول الله –ص- جعله حريصا على أن ينهل من بحر علم رسول الله الزاخر ، ومن ذلك ما أخرجه الشيخان عن عبد الله بن مسعود قال : سألت رسول الله –ص- أى الذنب أعظم ؟ قال : أن تجعل لله ندا وهو خلقك . قلت : ثم أى؟ قال : أن تقتل ولدك مخافة أن يطعم معك . قلت : ثم أى؟ قال : أن تزانى حليلة جارك . فأنزل الله تعالى تصديق ذلك القول فى آية كريمة .. وقد ورد فى سبب نزولها وآيتين بعدها ما رواه الشيخان عن ابن عباس أن ناسا من أهل الشرك قتلوا فأكثروا، وزنوا فأكثروا ، ثم أتوا رسول الله –ص- فقالوا : إن الذى تقول وتدعو إليه لحسن لو تخبرنا أن لما عملنا كفارة .. فنزلت ثلاث آيات تذكر هذه الذنوب والكبائر وتبين أن الله يغفر لمن تاب وعمل صالحا .. اذكر أرقام الآيات واسم السورة الكريمة .
الحلقة العشرون :
إن القرآن الكريم كما ورد فيه ذكر الأنبياء والشهداء والصالحين ، فقد ورد فيه ذكر الكافرين والمنافقين والمعاندين .. ومن هؤلاء الذين غرهم مالهم وثراءهم العريض قص القرآن الكريم علينا قصة قارون .. هذا الرجل من بنى إسرائيل الذى آتاه الله من الأموال ما ينوء بحمل مفاتح خزائنه المجموعة من الرجال الأشداء . ونصحه قومه ألا يغتر بماله وكنوزه ، وأن يحسن كما أحسن الله إليه ، إلا أن غروره صور له أن هذه الاموال ما حصل عليها إلا بكفاءته وقدرته ، وأنكر فضل الله عليه ، وازداد عتوا وكبرياء فخرج فى زينة وأبهة يفتن بها ضعاف الإيمان الذين ما إن رأوا ما هو فيه من نعيم ومتاع حتى تمنوا أن يكون لهم مثل ماله ، ولكن المؤمنين العالمين بحقيقة الأمر أدركوا أن هذا الأمر فتنة ، وأن ما عند الله خير وأبقى .. وأراد الله أن يتم هذا الدرس فخسف بقارون وبداره الأرض وهو فى أوج عظمته وغروره ، فما كان من الذين فتنوا به من قبل إلا أن عادوا إلى صوابهم وأدركوا أن الرزق بيد الله يبسطه لمن يشاء ويقدره على من يشاء لحكمة يعلمها سبحانه .. وقد ورد الحديث عن قارون فى ست آيات متتالية .. اذكر أرقامها واسم السورة الكريمة .
الحلقة الحادية والعشرون :
سعد بن أبى وقاص صحابى جليل دخل فى الإسلام على يد أبى بكر الصديق .. ويروى البخارى عنه قوله : لقد مكثت سبعة أيام وإنى لثلث الإسلام .. وكان سنه إذ ذاك سبع عشرة سنة .. وكان سعد من أبر الناس بأمه ، وقد حاولت مرارا أن ترده عن الإسلام إلا أن محاولاتها باءت بالفشل ، مما ألجأها إلى وسيلة كانت تثق كل الثقة أنها ستبلغها غايتها وسترده عن الإسلام ، يحكيها سعد فى الحديث الذى أخرجه مسلم والترمذى وغيرهما فيقول : قالت أم سعد: أليس قد أمر الله بالبر ؟ والله لا أطعم طعاما ولا أشرب شرابا حتى أموت أو تكفر بمحمد ، وبدأت فى تنفيذ خطتها بالفعل ، ولكن سعدا يقول لها : تعلمين والله يا أم ، لو كانت لك مائة نفس فخرجت نفسا نفسا ما تركت دينى هذا لشئ .. فنزلت آيتان كريمتان فيهما وصية للإنسان بوالديه ، وأمر بعدم طاعغتهما إذا أمرا ولدهما بالشرك .
اذكر رقمى الآيتين واسم السورة الكريمة .
الحلقة الثانية والعشرون :
زيد بن حارثة حب رسول الله –ص- وهو ابنه بالتبنى قبل أن يمنع الإسلام ذلك .. فإن زيدا كان رقيقا سلب من أسرته وهو طفل حتى وصل به الحال إلى السيدة خديجة –رضى الله عنها- فوهبته لزوجها محمد ، فلما علمت أسرته بمكانه أسرعت بالحضور لتفتديه وتعود به إلى ديارها ، إلا أن رسول الله –ص- يترك الأمر لزيد ويخيره ، فيقول زيد : ما أنا بالذى يختار عليك أحدا ، أنت منى مكان الأب والعم .. فلما رأى رسول الله-ص- ذلك أخرج زيدا إلى الحجر وقال : يا من حضر اشهدوا أن زيدا ابنى يرثنى وأرثه. فأصبح يعرف منذ ذلك الحين باسم زيد بن محمد .ز وأراد الرسول –ص- أن يحقق المساواة الكاملة بين الموالى وأشراف قريش ، فخطب له من أشرافهم زينب بنت جحش الأسدية .. فلما ترددت نزل قول الله تعالى : وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ، ومن يعصى الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا . فقبلته زينب زوجا .. وحرم الله سبحانه التبنى ، وتأكيدا لهذا التحريم فقد طلقت زينب من زيد وتزوجها رسول الله –ص- بأمر من السماء ورد فى آية كريمة .. اذكر رقم هذه الآية واسم السورة الكريمة .
الحلقة الثالثة والعشرون :
عثمان بن عفان من المؤمنين الأوائل الذين سارعوا إلى دعوة الإسلام ، وهو صهر رسول الله –ص- تزوج رقية بنت رسول الله –ص- فلما ماتت زوجه رسول الله ابنته الأخرى أم كلثوم ، فلما توفاها الله عنده قال رسول الله –ص- : لو كانت عندى ثالثة زوجتها عثمان . يقول عنه رسول الله –ص- أصدق الناس حياء عثمان .
وعاش عثمان فى ظل الإسلام ليكون له هذا الشأن الكبير فى دعوة الإسلام .. فإذا كانت الهجرة كان من أوائل المهاجرين ، وإذا كان البذل قدم الكثير من نفسه وماله .. يقول عبد الرحمن بن خباب : شهدت مع رسول اتلله –ص- وهو يحث على جيش العسرة ، فقام عثمان بن عفان فقال : يا رسول الله ، على مائة بعير بأحلاسها وأقتابها فى سبيل الله , ثم حض الرسول على الجيش ، فقام عثمان فقال : يا رسول الله ، على مائتا بعير بأحلاسها وأقتابها فى سبيل الله ، ثم حض على الجيش فقام عثمان بن عفان فقال : على ثلاثمائة بعير بأحلاسها وأقتابها فى سبيل الله ، فأنا رأيت رسول الله –ص- ينزل على المنبر ، وهو يقول ك ما على عثمان ما فعل بعد هذه ، ما على عثمان ما عمل بعد هذه ..
وقد نزلت آية كريمة تبين مكانة هذا القانت آنا الليل وأطراف النهار ساجدا لله وقائما يصلى ويدعو .. اذكر رقم الآية واسم السورة الكريمة .
الحلقة الرابعة والعشرون :
أبو بكر الصديق .. وما أدرام ما أبو بكر الصديق .. إنه الصحابى الذى لو وزن إيمانه بإيمان الأمة لرجح إيمانه .. هو أول من آمن وصدق برسالة الرسول –ص- من الرجال ، ورفيق الرسول فى رحلة الهجرة ، ومحرر العبيد من مخالب الطغاة والمستبدين من صناديد قريش ، ورافع راية الجهاد ضد المرتدين ومانعى الزكاة حتى عادت الجزيرة العربية كلها إلى كتاب ربها .. يقول عنه رسول الله –ص- ما لأحد عندنا يد إلا كافأناه بها ملا خلا أبا بكر ، فإن له عندنا يدا يكافئه الله بها يوم القيامة ، وما نفعنى مال أحد قط ما نفعنى مال أبى بكر ، ولو كنت متخذا خليلا من الناس لاتخذت أبا بكر خليلا ، إلا وإن صاحبكم خليل الله ، وما عرضت الإسلام على أحد إلا كانت له كبوة ، إلا أبا بكر فإنه لم يتلعثم فى قوله , رواه التمذى .
وقد نزلت آية كريمة تبين ما فعله الصديق عندما بلغ أربعين سنة فدعا ربه أن ييسر له شكر النعمة التى أنعمها الله عليه وعلى والديه اللذين هداهما الله إلى الإسلام ، كما دعا ربه أن ييسر له عملا صالحا يرضاه ، فكان أن أعتق تسعة من المؤمنين يعذبون فى الله ، منهم بلال –رضى الله عنه- ولم يرد أبو بكر شيئا من الخير إلا أعانه الله عليه .
اذكر رقم هذه الآية واسم السورة الكريمة .
الحلقة الخامسة والعشرون :
عمر بن الخطاب رجل بكل معانى الرجولة .. عرفه رسول الله –ص- فتمنى أن يشرح الله صدره للإسلام ، وطلب ذلك فى دعائه (اللهم أيد الإسلام بأحد العمرين) وهو شجاع أرهب الطواغيت ، ثم هو خاشع لربه متبتل فى محرابه حتى قالت عنه أم إبان (إنه رجل أذهله أمر آخرته عن أمر دنياه ، وكأنه ينظر لربه بعينيه) .
وكان عمر قويا لا يهادن فى الحق ، ومن ذلك أنه لما نزل قول الله تعالى (من ذا الذى يقرض الله قرضا حسنا ) قال يهودى بالمدينة اسمه فنحاص : احتاج رب محمد . فلما سمع عمر بذلك اشتمل على سيفه وخرج فى طلبه ، فجاء جبريل عليه السلام إلى رسول الله –ص- بآية من كتاب الله الكريم تأمر المؤمنين أن يغفروا لهؤلاء الذين ليس لهم نصيب فى نعيم الله يوم القيامة ، وأن الله سبحانه سيجزيهم بما يفعلون ، فبعث رسول الله –ص- فى طلب عمر ، فلما جاء قال له : يا عمر ضع سيفك .فقال عمر : صدقت يا رسول الله ، أشهد أنك أرسلت بالحق . فأخبره رسول الله –ص- بأمر الله فى الآية الكريمة ، فقال عمر : لا جرم ، والذى بعثك بالحق لا يرى الغضب فى وجهى .
اذكر رقم هذه الآية واسم السورة الكريمة .
الحلقة السادسة والعشرون :
أرسل رسول الله –ص- الوليد بن عقبة بن أبى معيط ليجمع أموال الزكاة من بنى المصطلق ، وقد كان بين الوليد وبينهم عداوة فى الجاهلية ، فلما سمع القوم برسول يأتى من عند رسول الله ليأخذ منهم أموال الزكاة تلقوه تعظيما لله ولرسوله –ص- فلما رأى جمعهم هابهم وحدثه الشيطان أنهم يريدون قتله ، فرجع من الطريق إلى رسول الله –ص- وقال : بنو المصطلق قد منعوا صدقاتهم وأرادوا قتلى . فغضب رسول الله –ص- وهم أن يغزوهم ، فبلغ بنى المصطلق رجوع الوليد من الطريق فأتوا إلى رسول الله –ص- وقالوا : سمعنا برسولك فخرجنا نتلقاه ونكرمه ونؤدى إليه ما قبلنا من حق الله تعالى ، فبدا له الرجوع فخشينا لأن يكون إنما رده من الطريق كتاب جاء منك بغضب غضبته علينا ، وإنا نعوذ بالله من غضبه وغضب رسوله –ص- فأنزل الله تعالى آية كريمة تنهى المؤمنين عن تصديق أى نبأ يأتى به فاسق حتى يتثبتوا من صحة هذا الخبر .
اذكر رقم هذه الآية واسم السورة الكريمة .
الحلقة السابعة والعشرون :
إن حديثنا اليوم عن المؤمنين الأوائل الذين أنفقوا أموالهم فى سبيل الله قبل فتح مكة وبين الله سبحانه وتعالى فضلهم على غيرهم .
والإنفاق يعنى إخراج المال الطيب فى الطاعات والمباحاتن والإنفاق لكى يكون فى سبيل الله يشترط فيه أن يكون من طيب مال المنفق ، وأن يخرجه طيبة به نفسه ابتغاء مرضات الله ، وأن لا يمن به ولا يؤذى ، وهناك درجات أفضلية للمال المنفق يبينها رسول الله –ص- فى حديثه الشريف فعن ثوبان مولى رسول الله –ص- قال رسول الله –ص- (أفض دينار ينفقه الرجل دينار ينفقه على عياله ، ودينار ينفقه الرجل على دابته فى سبيل الله ، ودينار ينفقه على أصحابه فى سبيل الله ) رواه مسلم .
وعن أبى هريرة قال قال رسول الله –ص- (إن الله قال لى أنفق أنفق عليك) وقال رسول الله –ص- (يممن الله ملأى سحاء لا يغيضها شيئ الليل والنهار ، أرأيتم ما أنفق مذ خلق السماء والأرض ، فإنه لم يغض ما فى يمينه) رواه البخارى ومسلم .
وقد وردت آيتان متتاليتان فى هذا الجزء الكريم يطلب فيهما المولى من المؤمنين الإنفاق فى سبيل الله الذى يملك السماوات والأرض ، ويبين أفضلية المنفقين الأوائل ال1ين أنفقوا أموالهم قبل فتح مكة على غيرهم .. ثم يعد هذه النفقة قرضا لله تعالى .
اذكر رقمى الآيتين واسم السورة الكريمة .
الحلقة الثامنة والعشرون :
حاطب بن أبى بلتعة صحابى جليل ممن شهدوا بدرا ، وسفير من سفراء رسول الله –ص- أرسله الرسول بكتاب إلى المقوقس صابح الأسكندرية فقام بسفارته خير قيام .
ولكنه كانت له كبوة إذ إن رسول الله –ص- لما اعتزم فتح مكة جعل الإعداد لذلك الفتح سرا ، وعلم حاطب بأمر الفتح فأرسل إلى قريش مع امرأة كانت فى المدينة وعائدة إلى مكة برسالة كتب لهم فيها (من حاطب إلى أهل مكة .. إن رسول الله-ص- يريدكم فخذوا حذركم) فنزل جبريل عليه السلام فأخبر النبى –ص- بما فعل حاطب ، فأرسل الرسول بعدد من الفرسان منهم على والزبير ليحضروا الكتاب من المرأة ففعلوا ، فدعا رسول الله –ص- حاطبا وقال : يا حاطب ، ما حملك على هذا ؟ فقال : يا رسول الله ، أما والله إنى لمؤمن بالله وبرسوله ، ما غيرت ولا بدلت ، ولكننى كنت امرءا ليس لى فى القوم أهل ولا عشيرة ، وكان لى بين أظهرهم ولد فصانعتهم عليه ، وقد علمت أن كتابى لا يغنى عنهم شيئا . فأراد عمر أن يضرب عنق حاطب ، إلا أن رسول الله –ص- منعه قائلا : وما يدريك يا عمر ، لعل الله قد اطلع على أصحاب بدر يوم بدر فقال : اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم .
وقد نزلت آية كريمة تأمر المؤمنين ألا يتخذوا عدو الله وعدوهم أولياء وألا يسروا إليهم بالمودة ، فالله أعلم بما يخفون وما يعلنون .
الحلقة التاسعة والعشرون :
الوليد بن المغيرة أحد قضاة العرب فى الجاهلية ، ومن زعماء قريش فى دار الندوة ، ومن الطواغيت الذين حملوا لواء الكيد والتعذيب لضعفاء المسلمين .. وكان رسول الله –ص- يتعرض لوفود الحجيج ليعرض عليهم دعوة الإسلام ، فاجتمع سادة قريش فى دار الندوة ليتفقوا على أمر يقنع العرب ويصدهم عن دعوة محمد فقال قائلون : نقول إنه شاعر . وقال آخرون : بل هو ساحر . وقال قسم ثالث : بل هو كاهن . وقال قسم رابع : بل نقول إنه مجنون .. كل هذا والوليد بن المغيرة يفكر ويدبر فيما يقوله فيه ، ففكر وقدر .. ونظر وعبس وبسر . فقال : يا أهل قريش إنكم ذوو أحساب وذوو أحلام ، وإنكم تزعمون أن محمدا مجنون ، وهل رأيتموه يجن قط؟ قالوا : اللهم لا . قال : تزعمون أنه كاهن .. وهل رأيتموه يتكهن قط؟ قالوا : اللهم لا . قال : تزعمون أنه شاعر .. هل رأيتموه ينطق بشعر قط؟ قالوا :لا . قال : فتزعمون أنه كذاب .. فهل جربتم عليه شيئا من الكذب؟ قالوا : لا . ثم قالت قريش للوليد : فما هو ؟ قال : ما هو إلا ساحر .. وأما ما يقوله فسحر .
فنزلت ست عشرة آية كريمة من كتبا الله توضح هذا الموقف .ز اذكر أرقام الآيات واسم السورة الكريمة .
الحلقة الثلاثون :
ابن أم مكتوم صحابى جليل من بسطاء الناس فقد بصره صغيرا ، وبشره رسول الله –ص- بالجنة . يقول أنس: إن جبريل أتى رسول الله –ص- وعنده ابن أم مكتوم . فقال : متى ذهب بصرك؟ قال : وأنا غلام . فقال : قال الله تعالى : (إذا ما أخذت كريمة عبدى لم أجد له بها جزاء إلا الجنة) .
وكان ابن أم مكتوم حريصا أشد الحرص على تعلم أحكام الإسلام ، فكان يأتى رسول الله –ص- فيقول : أرشدنى . وعند رسول الله عظماء المشركين ، فجعل النبى يعرض عنه ويقبل على الآخرين .
عن ابن عباس رضى الله عنهما قال : بينما رسول الله –ص- يناجى عتبة بن ربيعة ، وأبا جهل بن هشام ، والعباس بن عبد المطلب .. وكان الرسول يتصدى لهم كثيرا ويحرص على أن يؤمنوا ، فأقبل إليه رجل أعمى يقال له (ابن أم مكتوم) يمشى وهو يناجيهم ، فجعل عبد الله يستقرئ النبى آية من القرآن وقال : يا رسول الله ، علمنى مما علمك الله . فأعرض عنه رسول الله –ص- وعبس فى وجهه وتولى وكره كلامه ، وأقبل على الآخرين . فلما قضى رسول الله –ص- وأخذ ينقلب إلى أهله نزلت عشر آيات تعاتب رسول الله –ص- على انصرافه عن هذا الأعمى الراغب فى الدين إلى هؤلاء الكفار الراغبين عن الدين .
اذكر أرقام الآيات واسم السورة الكريمة .