ضيف الحلقة :
الشيخ إبراهيم الدرويش ( الرس - السعودية )
موضوع الحلقة :
تدبر القرآن (إن الحسنات يذهبن السيئات)
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن والاه.أهلا وسهلا بكم معاشر الإخوة والأخوات في حلقة جديدة من هذا البرنامج المبارك...آيتنا لهذه اللحظات يقول الله تعالى في الآية الرابعة عشرة بعد المئة من سورة هود آمرا عباده بإقامة الصلوات بأن الحسنات يذهبن السيئات ومن أعظم الحسنات إقامة الصلوات ( وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين )
ورد في الصحيحين في سبب نزول هذه الآية عن ابن مسعود أن رجلا أصاب من امرأة قبلة فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فأنزل الله عز وجل هذه الآية...فقال الرجل يا رسول الله ألي هذا؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم: لجميع أمتي كلهم...إذا أبشروا لجميع أمتي كلهم...
عن أبي اليسر قال أتتني امرأة تبتاع تمرا فقلت إن في البيت تمرا أطيب منه فدخلت معي في البيت فأغويت إليها فتقبلتها أو قبلتها فأتيت أبا بكر فذكرت ذلك له...إذا حصل الندم..الخطأ وقع من أبي اليسر ولكن رجع حصل الندم فأتيت أبا بكر فذكرت ذلك له قال استر على نفسك وتب ولا تخبر أحدا...قال فلم أصبر..التائبين والنادمين سبحان الله قال فأتيت عمرا أتيت عمر فذكرت ذلك له فقال استر على نفسك وتب ولا تخبر أحدا..قال فلم أصبر فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له فقال: أخلفت غازيا في سبيل الله في أهله بمثل هذا؟...شوف اللوم الآن حتى تمنى انه لم يكن قد أسلم إلا تلك الساعة حتى ظن أنه من أهل النار قال وأطرق رسول الله صلى الله عليه وسلم طويلا حتى أوحى الله تعالى إليه (وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين) قال أبو اليسر فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقرأها علي فقال أصحابه يا رسول الله أهذا خاصة أم للناس عامة قال بل للناس عـــــــامة..الله أكبــــر ما أعظم الإسلام رحمة الله التي وسعت كل شيء...الحديث رواه الترمذي وقال عنه حديث حسن صحيح غريب وحسنه الألباني كما في صحيح الترمذي.
إذا الآية ترشد لأمر عظيم أن باب التوبة مفتوح، أن الله تعالى رحيم بعباده، أن العبد متى أخطأ وقصر فالحمد لله عليه أن يرجع إلى الله عز وجل كل بني آدم خطاء وخير الخطاءين التوابون..أن على العبد أن يحسن تعامله مع ربه، أن على العبد أن يخشى الله ويخاف من الله عز وجل ويراقب الله فإذا وقع بضعف نفسه بوسوسة شيطانه، بغلبة الشهوة عليه رجع إلى الله، تاب، ندم، حاول أن يحقق شروط التوبة كل مرة ولو رجع ألف مرة لتاب آلاف المرات...لو علم الشيطان بهذا، علم الشيطان أن العبد متى وسوس له الشيطان بالمعصية رجع إلى الله وتاب فسيشعر ربما الشيطان سيخنس لا يمكن أن يوسوس لهذا الإنسان لان هذا الإنسان كلما وسوست له كما هو حال لسان الشيطان كلما وسوست له جاء بأعظم من هذا الأمل بخيرات حسان ( إن الحسنات يذهبن السيئات)
إذا الإقلاع عن الذنب...الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل فأين التائبون حتى تطلع الشمس من مغربها ولذا ناداهم الله عز وجل بصفة العبودية وبأرجئ آية (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم ) وفي الآية فضل الصلوات وأنها حسنات يذهبن السيئات اسمعوا أخوة الإيمان اسمعن معاشر الأخوات والفتيات هذه الصلاة العظيمة هذه الصلوات التي يقصر فيها الكثير من شبابنا وفتياتنا الذي يوسوس الشيطان لهم بثقلها وتركها هي فضل من الله تعالى لكم هي حسنات تمحو السيئات...
توضأ عثمان يوما ثم قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ وضوئي هذا ثم قال ومن توضأ وضوئي ثم قام فصلى صلاة الظهر غفر له ماكان بينها وبين الصبح ثم صلى العصر غفر له ما بينها وبين صلاة الظهر ثم صلى المغرب غفر له ما بينها وبين صلاة العصر ثم صلى العشاء غفر له ما بينها وبين صلاة المغرب ثم لعله أن يبيت يتمرغ ليلته ثم إن قام فتوضأ وصلى الصبح غفر له ما بينها وبين صلاة العشاء وهن الحسنات يذهبن السيئات....اللـــــه أكبـــر والحديث رواه أحمد.
إذا فضل الله تعالى يؤتيه من يشاء أين نحن عن فضل هذه الصلوات العظيمة سبحان الله نشعر أن هذه الصلاة تكليف وهي والله كما سمعتم الآن تشريف، تشريف من الله تعالى يوم أن يلتقي العبد بربه خمس صلوات خمس مرات باليوم والليلة ثم يغفر له بين كل صلاة وصلاة كأن العبد يقول يا رب يا رب لما صلى الفجر إلى صلاة الظهر وإذا به ربما وقع منه ولا بد أن يقع فلما رجع الظهر للصلاة يا ربي لضعفي لجرأتي لوسوسة الشيطان لشهوتي بخطأي وقعت بذلك الأمر فإذا بالله عز وجل يغفر له ما كان بينه وبين هذه الصلاة...كما قال صلى الله عليه وسلم نهر حسنات جاري هذه الصلوات المفروضة نعمة من الله عز وجل قال ( أرأيتم لو أن نهر بباب أحدكم يغتسل فيه كل يوم خمسا ما تقولون في ذلك هل يبقى من درنه شيء قالوا لا يبقى من درنه شيئا قال ذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا ) والحديث متفق عليه.
إنها حياة النقاء إنها حياة الصفاء حتى وإن كنت ممن قصر وأخطأ حتى مهما بلغت الذنوب إنه الفلاح أرأيت أخي معنى الفلاح يوم تدعى بحيي على الفلاح فقم..قم أخي قم وانفض عنك الغطاء وتوكل على الله كم من محروم من هذا الفلاح، كم من محروم من هذا الخير، كم من محروم من هذه المغفرة ثم ها أنت تخطو إلى المسجد خطى ثمينة لها عند رب العالمين قدر وقيمة فبالحديث ( إن أحدكم إذا توضأ فأحسن الوضوء ثم أتى المسجد لا ينهزه إلا الصلاة لم يخطو خطوة إلا رفعه الله عز وجل بها درجة وحط بها عنه خطيئة حتى يدخل المسجد ) كما عند أبي داوود وابن ماجة.
وفي حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر) كما في مسلم.
وفي أيضا هذه الآية آيتنا سعت رحمة الله بتكفير السيئات كما في حديث الترمذي اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن...تقضي عليها إذا أخي الكريم أختي المؤمنة لديك ممحاة، لديك ممحاة تمحو بها الذنوب نحن ضعفاء نحن مذنبون نحن خطاءون لكن إذا أخطأت فالله تعالى بفضله ومنه وكرمه أعطاك ممحاة تمحو بها الذنب سارع تب استغفر صلي ركعتين تصدق احرص على بر الوالدين إذا فهذه رحمة الله تعالى أتبع السيئة الحسنة تمحها والنبي صلى الله عليه وسلم يقول ( إن مثل الذي يعمل السيئات ثم يعمل الحسنات كمثل رجل كانت عليه درع ضيقة قد خنقته ثم عمل حسنة فانفكت حلقة -خفت قليلا- ثم عمل حسنة فانفكت حلقة أخرى حتى يخرج إلى الأرض) تماما والحديث رواه أحمد.
إذا هذا فضل الله تعالى يؤتيه من يشاء فأين نحن أخوة الإيمان رحمة الله التي وسعت كل شيء.
يا ملاذا يا لواذا يا سنــــــا ذرة من ومضه تجلو الحلك...
أمل الأكوان بالخير فمــــا خاب في الأكوان عبد أملك....
وأنا يا ربي عزي أني كلما ذلت معاني الذات لك زاد شأني وارتقى
شأوي علا مشرئبا فلكا إثرا لك
ما أحسن أن يلجأ المذنب إلى ربه، ما أجمل أ يطرق بابه، ما أجمل أن يشكو سوء حاله، ما أجمل أن يطلب غفران ذنبه، ما أجمل الاعتراف بالتقصير والغفلة...أي والله أخوة الإيمان الله تعالى يحب هذا من عبده الله تعالى عند المنكسرة قلوبهم إياك والتكبر فإنه لا يدخل الجنة من كان في قلبه ذرة من كبر إذا أذنبت فارجع إلى الله وإن قصرت بنا الهمم وإن ضعفنا وإن أخطأنا أو غفلنا فلنعلم أن رحمة ربنا أوسع وأن باب جوده أعظم وأكبر من تقصيرنا وذنوبنا لكن الشيء الذي لا نستطيعه ولا نطيقه هو أن نبتعد عن باب ربنا فمن لنا والله إن ابتعدنا من لنا إن ابتعدنا عن ربنا من لنا إن طردنا من رحمته.
فلما قسى قلبي وضاقت مذاهبي جعلت رجائي دون عفوك سلما... تعاظمني ذنبي فلما قرنته بعفوك ربي كان عفوك أعظما فما زلت ذا عفو عن الذنب لم تزل تجود وتعفو منة وتكرما.
نسأل الله الكريم من فضله فيا أخي، يا اخيتي إنه الفقه في التعامل مع الذنوب إنها قاعدة التعامل مع النفس وأتبع السيئة الحسنة تمحها...تعالوا نتواصى بمثل هذا تعالوا ننشر مثل هذا الخير العظيم رحمة الله تعالى بيننا وأتبع السيئة الحسنة تمحها تقضي عليها ( إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين ) فهل نحن نسارع عند الغفلة أو الذنب أو التقصير بفعل الحسنات لتمحو السيئات عفوك اللهم عنا نعم والله يا أخوة ما أكثر ذنوبنا كم تجرأنا على الله تعالى بخلواتنا، كم استجبنا لرغباتنا وشهواتنا، كم أفرطنا، كم قصرنا فآه لغفلتنا آه لقسوة قلوبنا آه من صفحات سيئاتنا...يا إلاهي فارحم رهافة حسي واحبو نفسي قلبا وطرفا غضيضا ببناني أخط سفر جناني وفؤادي الصادي على الذنب ريضا...صفحاتي تضج من سيئاتي ودعائي يؤج بي مستفيضا يا إلاهي الرحيم فامنن لتغدو بالتجلي سود الصحائف بيضا
نسأل الله أن يغفر لنا ولكم...اللهم اغفر لنا أجمعين، اللهم تجاوز عنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم...سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.