الأربعون النورانية في
وصف صفوة البشـرية
للشيخ: السيد مراد سلامة
غفر الله له ولوالديه وللمسلمين
==================
{رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [البقرة: 127].
كتاب قد حوى درراً بعين الحسن ملحوظة
لهــذا قلـــت تنبيهــاً حقـوق الطبع محفوظة
حقوق الطبع والنشر محفوظة للمؤلف
الناشر المكتبة المرادية
سنة النشــــر: 2015م
============
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلا له، ومن يضلل فلا هادى له، واشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، واشهد أن محمدا عبده ورسوله.
{يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وانتم مسلمون}، {يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا}، وقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولا قولا سديدا * يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً}.
أما بعد:
فإنًّ أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدى هدى محمد (صلى الله عليه وسلم) وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
وبــــــــــعد
رسول الله –صلى الله عليه وسلم- زكَّاه ربه في كل شيء:
زكَّاه في عقله فقال جل وعلا: {مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى}.
وزكَّاه في بصره فقال جل وعلا: {مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى}.
وزكَّاه في صدره فقال جل وعلا: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ}.
وزكَّاه في ذكره فقال جل وعلا: {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ}.
وزكَّاه في طهره فقال جل وعلا: {وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ}.
وزكَّاه في صدقه فقال جل وعلا: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى}.
وزكَّاه في علمه فقال جل وعلا: {عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى}.
وزكَّاه في حلمه فقال جل وعلا: {بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ}.
وزكَّاه في خلقه كله فقال جل وعلا: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ}.
قال حسان بن ثابت –رضي الله عنه-:
أحسن منك لم تر قط عيني * * * وخير منك لم تلد النساء
خلقت مبرئاً من كل عيب * * * كأنك قد خلقت كمــا تشاء
أخي المسلم:
إن مما يؤلمني عندما اقرأ قول الله تعالى: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [البقرة: 146]، وقوله تعالى: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمُ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ} [الأنعام: 20].
قال القاسمي -رحمه الله-:
يعرفونه بالأوصاف المذكورة في التوراة والإنجيل بأنه هو النبيّ الموعود بحيث لا يلتبس عليهم، كما يعرفون أبناءهم، ولا تلتبس أشخاصهم بغيرهم، فهو تشبيه للمعرفة العقلية الحاصلة من مطالعة الكتب السماوية، بالمعرفة الحسيّة في أن كل منهما يقينيّ، لا اشتباه فيه.
فإذا سألت أحد المسلمين المتيمين برسول الله –صلى الله عليه وسلم- تجده خواء لا يعرف من وصفه شيئاً وهذا من التقصير والجفاء مع سيد الأصفياء –صلى الله عليه وسلم– وقد مَنَّ اللهُ –تعالى- عليَّ وزادني شرفاً أن يسَّر لي لجمع هذا المتن العظيم الذي يستمد عظمته من عظمة رسول الله –صلى الله عليه وسلم– فجمعت هذا المتن الذي سميته: {الأربعين النورانية في وصف صفوة البشرية} فجمعت فيها ما صح سنده في وصف صفاته -صلى الله عليه وسلم- وشرحت غريب ألفاظها بالهامش وبينت صحت كل حديث.
واشتملت على خمسة عشر فصلاً تتلألأ كما يتلألأ القمر ليلة البدر، قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا * وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا * وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا).
أغــر عليـــه بالنبـــوة خـــاتـم من الله مشهــود يلــوح ويشهــدُ
وضم الإله اسم النبي إلى اسمه إذا قال في الخمس المؤذن أشهدُ
وشــق له مــن اسمــه ليجلــــه فــذو العرش محمود وهذا محمدُ
فالله اسأل أن ينفع بذلك العمل المسلمين والمسلمات وأن يجعله لنا ولهم ذخراً إلى يوم الممات وأن يكون زاداً لنا إلى أعالي الجنَّات والنظر إلى وجه رب الأرض والسماوات. اللهم أمين.
كتـــبه الفقير إلى عفو مولاه
أبو همام/ السيد مراد سلامة
غفر الله له ولوالديه وللمسلمين
==================
الفصل الأول وصف خاتم النبوة
الحديث الأول
عن السائب بن يزيد -رضي الله عنه- يقول: (ذهبت بي خالتي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله إن ابن أختي وجع فمسح صلى الله عليه وسلم رأسي ودعا لي بالبركة وتوضأ فشربت من وضوئه وقمت خلف ظهره فنظرت إلى الخاتم بين كتفيه فإذا هو مثل زر الحجلة.
الحديث الثاني
عن جابر بن سمرة قال: (رأيت الخاتم بين كتفي رسول الله صلى الله عليه وسلم غدة حمراء مثل بيضة الحمامة).
الفصل الثاني: وجه النبي -صلى الله عليه وسلم-
الحديث الثالث
وعن كعب بن مالك رضي الله عنه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سُرّ استنار وجهه حتى كأنه قطعة قمر".
الحديث الرابع
عن أبي إسحاق قال: سُئل البراء أكان وجه النبي صلى الله عليه وسلم مثل السيف؟
قال: لا، بل مثل القمر.
الحديث الخامس
وعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: "رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة إضحيان، وعليه حُلَّة حمراء، فجعلتُ أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى القمر، فإذا هو عندي أحسنُ من القمر".
الحديث السادس
قال أبو هريرة: ما رأيت شيئًا أحسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم، كأن الشمس تجري في وجهه.
الفصل الثالث: رأسه وفمه -صلى الله عليه وسلم
الحديث السابع
جابر بن سمرة -رضي الله عنه- قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ضليع الفم، أشكل العينين، منهوس العقبين، ضخم القدمين».
قيل لسماك: ما ضليع الفم؟ قال: عظيم الفم. قيل: ما أشكل العينين؟ قال: طويل شق العين. قيل: ما منهوس العقب؟ قال: قليل لحم العقب.
الحديث الثامن
عن علي قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم ضخم الرأس، عظيم العينين، إذا مشى تكفأ كأنما يمشي في صعد، إذا التفت التفت جميعاً".
الفصل الرابع: كفاه وطوله -صلى الله عليه وسلم-
الحديث التاسع
عن أنس أو جابر بن عبد الله: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ضخم الكفين لم أر بعده شبهًا له".
الحديث العاشر
عن أنس بن مالك يصف النبي صلى الله عليه وسلم، قال: كان ربعة من القوم، ليس بالطويل ولا بالقصير، أزهر اللون، ليس بأبيض أمهق، ولا آدم، ليس بجعد قطط، ولا سبط رجل.
الحديث الحادي عشر
عن أنس رضي الله عنه قال: ما مسست حريرًا ولا ديباجًا ألين من كف النبي صلى الله عليه وسلم.
الحديث الثاني عشر
عن الحكم قال: سمعت أبا جحيفة قال: "خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالهاجرة إلى البطحاء فتوضأ ثم صلى الظهر ركعتين والعصر ركعتين وبين يديه عنزة".
قال شعبة: وزاد فيه عون عن أبيه أبي جحيفة قال: "كان يمر من ورائها المارة. وقام الناس فجعلوا يأخذون يديه فيمسحون بهما وجوههم، قال: فأخذت بيده فوضعتها على وجهي، فإذا هي أبرد من الثلج وأطيب رائحة من المسك".
الفصل الخامس: كتف النبي وقدمه
الحديث الثالث عشر
عن أنس رضي الله عنه قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم ضخم اليدين والقدمين، حسن الوجه، لم أر بعده ولا قبله مثله، وكان بسط الكفين».
الحديث الرابع عشر
- وقال هشام، عن معمر، عن قتادة، عن أنس، «كان النبي صلى الله عليه وسلم شثن القدمين والكفين».
الفصل السادس: شعر النبي -صلى الله عليه وسلم-
الحديث الخامس عشر
عن سماك، أنه سمع جابر بن سمرة يقول: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد شمط مقدم رأسه ولحيته، فإذا ادهن ومشطه لم يتبين، فإذا شعث رأيته، وكان كثير شعر اللحية".
الحديث السادس عسر
عن علي بن أبي طالب: أنه كان إذا وصف النبي صلى الله عليه وسلم قال: كان عظيم الهامة أبيض مشرباً حمرة عظيم حمرة طويل المسربة ضخم الكراديس إذا مشى تكفأ تكفأً كأنما ينحط من صبب لم أر قبله ولا بعده مثله.
الحديث السابع عشر
عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن: قال سمعت أنس بن مالك يصف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «أنزل عليه وهو ابن أربعين سنة، فلبث بمكة عشر سنين ينزل عليه الوحي، وبالمدينة عشراً، وتوفاه الله على رأس ستين، وليس في رأسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء. قال ربيعة: فرأيت شعره. فإذا هو أحمر، فسألت؟ فقيل: احمر من الطيب».
الحديث الثامن عشر
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "كان النبي يحب موافقة أهل الكتاب فيما لم يؤمر فيه، وكان أهل الكتاب يُسدِلون أشعارهم وكان المشركون يَفرقون رؤوسهم، فسدل النبي صلى الله عليه وسلم ناصيته ثم فرق بعد".
الحديث: التاسع عشر
عن قتادة، عن أنس، «كان يضرب شعر النبي صلى الله عليه وسلم منكبيه».
الحديث: العشرون
عن أنس، قال: "كان شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أنصاف أذنيه".
يتبع إن شاء الله...