ضيف الحلقة :
الشيخ محمد بن لطفي الصباغ ( الرياض - السعودية )
موضوع الحلقة :
المرأة والأسرة ( لنحذر من ظلم الأولاد)
السلام عليكم ورحمة الله، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أيها السادة لنحذر من ظلم الأولاد نحن في كثير من الأحيان تكون منا تصرفات لا نقصد منها الإساءة ولكن هذه التصرفات تكون في الحقيقة ظلما لهؤلاء الأولاد نحن في مجتمعاتنا الإسلامية يحكمنا الحياء عن التوعية في بعض الأمور مع أنه من الكلمات المأثورة أنه لا حياء في معرفة أمور الدين تقول السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها تثني على نساء الأنصار تقول (نعم النساء نساء الأنصار لم يكن يمنعهن الحياء أن يسألن عن الدين وأن يتفقهن فيه) رواه مسلم وأبو داوود وابن ماجة إذا ينبغي نحن هذا الحياء الذي في غير موضعه ينبغي أن نتجاوزه طبعا نتجاوزه يعني في حدود الشريعة وبحدود الآداب العامة ولا نسرف في التحدث عن هذه الأمور التي كنا نستحي منها إسرافا يخرج بنا إلى دائرة الغلط ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أأمروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر وفرقوا بينهم في المضاجع ) إذا لا يجوز بعد أن يبلغ الولد سن العاشرة لا يجوز أبدا أن ينام مع أخيه في فراش واحد لا بد أن يفرق بينهم في المضاجع وهذا التفريق طبعا ولو كانوا أخوة أشقاء هذا التفريق يكون بين الأخ وأخيه وبين الأخت وأختها لدفع الشيطان ولدفع غائلة الشهوة والأفضل أن يفرق بين الذكور و الإناث في غرف النوم فلكل من الفريقين غرفة إن أمكن هذا مع التفريق في المضاجع الذي ذكرناه قبل قليل و والله إن هذا النبوي مهم وخطير ولا يجوز التهاون فيه بأي حال من الأحوال وبأي وضع من الأوضاع لأن الكارثة التي قد تحدث إن خالفنا نحن هذا التوجيه النبوي كارثة كبيرة إذا إن نحن لم نأمر أولادنا بالصلاة لسبع سنين ونضربهم عليها لعشر ضربا غير مبرح والحقيقة مرة ساوينا عملية حسابية يعني إذا الأب عم يقول لابنه من سبع سنين لعشرة كل يوم خمس مرات قوم صلي وما قام صلى بعد مابلغ عشر سنوات يستحق الضرب ولا لأ يستحق لكن ضرب غير مبرح وألا يكون على الوجه مو نجي نضربو نكسر رجله أو إيده لا ضرب غير مبرح وأن نتقي الوجه.
كذلك من مظاهر الظلم التي يتعرض لها بعض الأطفال في بعض البلاد أنهم قد يتعرضون للقسوة بالضرب والكلام والسباب والكلام البذيء هذا ظلم لهؤلاء الأطفال ما ينبغي بعدين الضرب يفقد قيمته إذا كل ما تحرك الطفل ضربناه هو أولا بيتعود على الضرب ولا يعود يكف عن هذا الذنب الذي ضربناه من أجله بينما ينبغي أن تكون هناك يعني أولا محاولة تفهيمه ثم أن تكون هناك أنواع أخرى من العقوبات.
كذلك من الظلم الذي يتعرض له بعض الأطفال في كثير من البلاد أنهم قد يكلفون ببعض الأعمال الشاقة من أجل أن يأتوا بالفلوس وهناك أمر يعني خطير جدا ومسيء جدا وهو أن يكلف هؤلاء الأولاد بالشحادة وسؤال الناس هذا أمر منكر يعود هذا الطفل على السلوك الذي ليس مستقيما.
كذلك من الظلم الذي يتعرض له الأولاد الإهمال من الأب والأم وهذا ظلم مبين ظلم لهؤلاء الأولاد الذين ائتمننا الله عليهم فيتركون في الأزقة أو يتركون إلى التلفاز أو يتركون إلى رفاق السوء.
كذلك من الظلم لهؤلاء الأولاد الدلال الزائد في بعض الأحيان والأب يحب ابنه ربما لأنه ولد وحيد أو لأي اعتبار آخر فهذا الولد أي شيء يطلبه يسعى أبوه في تحقيقه سواء كان هذا الشيء مناسبا أو غير مناسب مثلا يطلب دائما هذه الأكلات الأطعمة الجاهزة التي ثبت ضررها فهو يسارع في تنفيذ أمر هذا الطفل ويطلب مثلا ألعابا إذا كان يعني في سن معينة فيشتري له والله أنا أعرف بعض الناس عندهم من الألعاب ما يمكن أن يعني يفتح الواحد دكان فيه ألعاب كثيرة لماذا؟ الألعاب ضرورية ومهمة للأطفال في سن معينة لكن مو كل يوم كل يوم نشتري له لعبة إذا طلب هذا الدلال مؤذ لهم نفسيا لأن الحياة ليست دائما طوع رغباتنا فالأيام تتقلب بأهلها
الدهر لا يبقى على حالاتـه لا الشهد دام ولا يدوم الحنظل
هي الأمور كما شاهدتها دول من سره زمن ساءته أزمان
وهذه الدار لا تبق على أحــد ولا يدوم على حال لها شان
كذلك لما يكبر بعد بشوي نجد أن الأب يأتي له بمدرس وهذا الولد يبقى كسولا لا يعتمد على نفسه يعتمد على المدرس وقد يشتري له سيارة فيذهب بها في الطرقات ويحطم أحيانا سيارات الناس وما إلى ذلك.
في أمر أيضا في غاية الأهمية وهو كم يعطى الولد من الفلوس إنه لا بد أن يكون معه مصروف معقول حتى لا تضطره الحاجة إلى سلوك سبيل شائن للحصول على الفلوس وفي الوقت نفسه ينبغي ألا يكون المال الذي يعطى كثيرا لأن ذلك يجره إلى الفساد ورحم الله أبا العتاهية الذي يقول:
إن الشباب والفراغ والجده مفسدة للمرء أي مفسدة
وهذا بكل تأكيد يقتضي حكمة بالغة من الأبوين ومراقبة دائمة فلا يمنعون عنه الفلوس ولا يغمرونه بها أيضا ولا أرى أنا أن يعطى سيارة حتى يكون يعني رجلا كبيرا أما إعطاء السيارة للأولاد هؤلاء هذا مؤذ لهم.
وكذلك في أمر آخر وهو يعني أن ننتبه إلى الاتصالات الهاتفية التي يقوم بها الأولاد من ذكور وإناث، إن كثيرا من الكوارث تعتمد على الهاتف واأسفاه مع أن الهاتف والله نعمة كبرى من أكبر نعم الله التي يعني أكرمنا الله بها أنت جالس في بيتك تستطيع أن تقضي حاجاتك وتستطيع أن تصرف كثيرا من الأمور وأن تتصل بأهلك إن كانوا بعيدين وأن تعرف أحوال الناس يعني الهاتف نعمة كبيرة لكن ينبغي بالنسبة لهؤلاء الأولاد أن ننتبه إلى استعمالهم لهذا الهاتف.
قررنا يا أيها السادة أن هناك صوارف كثيرة عن الخير وهي جذابة هذه الصوارف كما ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( حفت النار بالشهوات) طريق النار كله مملوء شهوات تميل إليها النفس والعلاج الناجح هو أن نكون صيانة داخلية في نفوس هؤلاء الأولاد وهذا أنا أعترف أنه مطلب ليس باليسير لكن مما يعين عليه الدعاء إلى الله والتوجه إلى الله وملازمة الأولاد وتوجيههم والاستعانة بالأصدقاء والصالحين وأريد أن أقول في الحقيقة دور الأم في هذا الأمر كبير كبير لأنها ألصق بالأولاد غالبا ولتأثر الأولاد بالأم عادة تأثرا كبيرا والطامة الكبرى إذا كانت الأم لا مبالية أو منحرفة والعياذ بالله أو مشغولة بشكل دائم بشواغل متعددة إما شواغل وظيفية وإما شواغل استقبالات ومهاتفات وما إلى ذلك ومما يعين على تكوين هذه المناعة في داخل نفوس هؤلاء الأولاد الحوار معهم وسماع آرائهم ومناقشتهم في هذه الآراء واحترام شخصياتهم الطفل الذي نحترم شخصيته هذا يكون أكثر قبولا للكلام الذي نريد أن نقرره له وأن ندعوه إليه.
إن رعاية الأولاد وإن البعد عن ظلمهم هذا يجعلهم في المستقبل شبابا وفتيات بارين بنا وبارات بنا إن هذا يجعل للوالدين كسبا في الدنيا عندما يجدون من هؤلاء الأولاد الرفق والبر والرحمة والعناية عندما يبلغ أحدهما أو كلاهما الكبر لأن الولد المتقي لله لا يمكن أن يكون عاقا لأبويه أبدا العاق لوالديه هذا يمكن في الغالب أن يكون عاصيا لله فاسقا والولد المتدين يمتثل أمر الله عز وجل ( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمها كما ربياني صغيرا) والحمد لله رب العالمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.