الباب الثالث والعشرون: في محاسن الأخلاق ومساويها
قال الله تعالى لنبيه -صلى الله عليه وسلم-: (وإنك لعلى خلق عظيم) فخص الله تعالى نبيه -صلى الله عليه وسلم- من كريم الطباع ومحاسن الأخلاق من الحياء والكرم والصفح وحسن العهد بما لم يؤته غيره ثم ما أثني الله تعالى عليه بشيء من فضائله بمثل ما أثنى عليه بحُسن الخلق فقال تعالى: (وإنك لعلى خلق عظيم) قالت عائشة رضي الله عنها: كان خُلُقُهُ القرآن يغضب لغضبه ويرضي لرضاه.
وكان الحسن رضي الله عنه إذا ذكر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:
أكرم ولد آدم على الله عز وجل أعظم الأنبياء عليهم الصلاة والسلام منزلةً عند الله أُتِيَ بمفاتيح الدُّنيا فاختار ما عند الله تعالى وكان يأكل على الأرض ويجلس على الأرض ويقول إنما أنا عبدٌ آكل كما يأكل العبد وأجلس كما يجلس العبد ولا يأكل متكئاً ولا على خوان وكان يأكل خبز الشعير غير منخول وكان يأكل القثاء بالرطب ويقول برد هذا يطفيء حر هذا وكان أحب الطعام إليه اللحم ويقول هذا يزيد في السمع ولو سألت ربي أن يطعمنيه كل يوم لفعل وكان يحب الدباء ويقول يا عائشة إذا طبختم قدراً فأكثروا فيه من الدباء فإنها تشد قلب الحزين وكان يقول إذا طبختم الدباء فأكثروا من مرقها وكان يكتحل بالإثمد ولا يفارقه في سفره قارورة الدهن والكحل والمرآة والمشط والإبرة يخيط ثوبه بيده وكان يضحك من غير قهقهة ويرى اللعب المباح ولا ينكره وكان يسابق أهله.
قالت عائشة رضي الله عنها:
سابقته فسبقته فلما كثر لحمي سابقته فسبقني فضرب بكتفي وقال هذه بتلك وكان له عبيد وإماء لا يرتفع على أحد منهم في مأكل ولا مشرب ولا ملبس وهو أمي لا يقرأ ولا يكتب نشأ في بلاد الجهل والصحارى يتيماً لا أب له ولا أم فعلّمه الله تعالى جميع محاسن الأخلاق وكان أفصح الناس منطقاً وأحلاهم كلاماً وكان يقول أنا أفصح العرب.
وقال أنس رضي الله عنه:
والذي بعثه بالحق نبياً ما قال لى في شيء قط كرهه لم فعلته ولا في شيء لم أفعله لِمَ لا فعلته ولا لامني أحدٌ من أهله إلا قال دعوه إنما كان هذا بقضاء وقدر.
وقال بعض مشايخنا رحمهم الله تعالى:
لا مانع من أن النبي إذا هضم نفسه وتواضع لا يمنع من المرتبة التى هي أعلى مرتبة من العبودية فالنبي -صلى الله عليه وسلم- أعطاه الله تعالى مرتبة الملك مع كونه عبداً له متواضعاً فحاز المرتبتين مرتبة العبودية ومرتبة الملكية ومع ذلك كان يلبس المرقع والصوف ويرقع ثوبه ويخصف نعله ويركب الحمار بلا إكاف ويردف خلفه ويأكل الخشن من الطعام وما شبع قط من خبز بر ثلاثة أيام متوالية حتى لقى الله تعالى.
مَنْ دعاه لباه ومَنْ صافحة لم يرفع يده حتى يكون هو الذي يرفعها يعود المريض ويتبع الجنائز ويُجالس الفقراء أعظم الناس من الله مخافةً وأتعبهم لله عز وجل بدناً وأجدهم في أمر الله لا تأخذه في الله لومة لائم قد غُفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر أما والله ما كان تغلق من دونه الأبواب ولا كان دونه حجاب.
وقالت عائشة رضي الله تعالى عنها: ما ضرب رسول الله مرأة قط ولا خادماً له ولا ضرب بيده شيئاً إلا أن يجاهد في سبيل الله ولا خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما إلا أن يكون إثماً أو قطيعة رحم فيكون أبعد الناس منه.
وقال إبراهيم بن عباس:
لو وزنت كلمة رسول الله بمحاسن الناس لرجحت وهي قوله عليه الصلاة والسلام: "إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم بأخلاقكم" وفي رواية أخرى: "فسعوهم ببسط الوجه والخُلُق الحَسَنْ".
وعنه -صلى الله عليه وسلم-:
"حسن الخلق زمام من رحمة الله تعالى في أنف صاحبه والزمام بيد الملك والملك يجره إلى الخير والخير يجره إلى الجنة وسوء الخلق زمام من عذاب الله تعالى في أنف صاحبه والزمام بيد الشيطان والشيطان يجره إلى الشر والشر يجره إلى النار.
وقال بعض السلف:
الحسن الخلق ذو قرابة عند الأجانب والسيء الخلق أجنبي عند أهله، وقال الفضيل: لأن يصحبني فاجر حَسَنْ الخُلُق أحب إليَّ من أن يصحبني عابدٌ سيءُ الخُلُق لأن الفاجر إذا حَسُنَ خُلُقُهُ خف على الناس وأحبوه والعابد إذا ساء خلقه مقتوه.
بيت منفرد:
(إذا رام التخلق جاذبته ... خلائقه إلى الطبع القديم)
قيل:
أبَى اللهُ لسيءِ الخُلُق التوبة لأنه لا يخرج من ذنب إلا دخل في ذنب آخر لسوء خلقه.
وعن عائشة قالت:
كان رسول الله إذا بلغه عن الرجل شيء لم يقل ما بال فلان ولكن يقول ما بال أقوام يقولون حتى لا يفضح أحداً.
وعنه -صلى الله عليه وسلم-:
"ما شيء في الميزان أثقل من حُسن الخُلُق" وعنه -صلى الله عليه وسلم- قال: "ثلاث مَنْ كنَّ فيه كُنَّ له من صدق لسانه زكا عمله ومَن ْحسُنَت نيته زيد في رزقه ومَنْ حّسُنَ بِره لأهل بيته زيد له في عمره" ثم قال: "وحُسن الخُلُق وكف الأذي يزيدان في الرزق".
وقيل:
سُوءُ الخُلُق يُعدي لأنه يدعو إلى أن يقابل بمثله، وكتب الحسن بن علي إلى أخيه الحسين رضي الله عنهم في إعطائه الشعراء فكتب إليه الحسين أنت أعلم منى بأن خير المال ما وقي به العِرض فانظر إلى شرف أدبه وحسن خلقه كيف ابتدأ كتابه بأنت أعلم مني وكان بينه وبين أخيه كلام فقيل له ادخل على أخيك فهو أكبر منك فقال إني سمعت جدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "ايما أثنين جري بينهما كلام فطلب أحدهما رضا الآخر كان سابقه إلى الجنة" وأنا أكره أن أسبق أخي الأكبر إلى الجنة فبلغ ذلك الحسن فجاءه عاجلاً رضي الله عنهما.
وأنشد في المعنى
(وإني لألقي المرء أعلم أنه ... عدو وفي أحشائه الضغن كامن)
(فأمنحه بِشراً فيرجع قلبه ... سليماً وقد ماتت لديه الضغائن)
وسرق بعض حاشية جعفر بن سليمان جوهرة نفيسة وباعها بمال جزيل فأنفذ إلى الجوهريين بصفتها فقالوا باعها فلان من مدة ثم إن ذلك الرجل الذي سرقها قبض عليه وأحضر بين يدي جعفر فلما رأى ما ظهر عليه قال له أراك قد تغير لونك ألست يوم كذا طلبت مني هذه الجوهرة فوهبتها لك وأقسم بالله لقد أنسيت هذا ثم أمر للجوهرى بثمنها وقال للرجل خذها الآن حلالاً طيباً وبعها بالثمن الذي يطيب خاطرك به لا تبع بيع خائف.
ودخل محمد بن عبَّاد على المأمون فجعل يعممه بيده وجارية على رأسه تتبسم فقال لها المأمون مِمَّ تضحكين فقال ابن عباد: أنا أخبرك يا أمير المؤمنين تتعجب من قبحي وإكرامك إياي فقال: لا يعجبني فإن تحت هذه العمامة كرماً ومجداً.
قال شاعر:
(وهل ينفع الفتيان حسن وجوههم ... إذا كانت الأعراض غير حسان)
(فلا تجعل الحسن الدليل على الفتى ... فما كل مصقول الحديد يماني)
وحكى أن بهرام الملك خرج يوماً للصيد فانفرد عن أصحابه فرأى صيداً فتبعه طامعاً في لحاقه حتى بعد عن عسكره فنظر إلى راع تحت شجرة فنزل عن فرسه ليبول وقال للراعى احفظ عليَّ فرسي حتى أبول فعمد الراعي إلى العنان وكان ملبساً ذهباً كثيراً فاستغفل بهرام وأخرج سكيناً فقطع أطراف اللجام وأخذ الذهب الذي عليه فرفع بهرام نظره إليه فرآه فغض بصره وأطرق برأسه إلى الأرض وأطال الجلوس حتى أخذ الرجل حاجته ثم قام بهرام فوضع يده على عينيه وقال للراعي قدم إلي فرسي فإنه قد دخل في عيني من ما في الريح فلا أقدر على فتحهما فقدمه إليه فركب وسار إلى أن وصل إلى عسكره فقال لصاحب مراكبه أن أطراف اللجام قد وهبتها فلا تتهمن بها أحداً.
وذُكِرَ أن أنوشروان وضع الموائد للناس في يوم نوروز وجلس ودخل وجوه أهل مملكته في الإيوان فلما فرغوا من الطعام جاءوا بالشراب وأحضرت الفواكه والمشموم في آنية الذهب والفضة فلما رفعت آنية المجلس أخذ بعض من حضر جام ذهب وزنه ألف مثقال وخبأه تحت ثيابه وأنوشروان يراه فلما فقده الشرابي صاح بصوت عال لا يخرجنَّ أحدٌ حتى يُفتش فقال كسرى ولِمَ فأخبره بالقضية فقال: قد أخذه مَنْ لا يرده ورآه مَنْ لا ينّم عليه فلا تُفتش أحداً فأخذ الرجل الجام ومضي فكسره وصاغ منه منطقة وحلية لسيفه وجدد له كسوة جميلة فلما كان في مثل ذلك اليوم جلس الملك ودخل ذلك الرجل بتلك الحلية فدعاه كسرى وقال له هذا من ذاك فقبل الأرض وقال نعم أصلحك الله.
وقال عبد الله بن طاهر:
كنا عند المأمون يوماً فنادي بالخادم يا غلام فلم يجبه أحدٌ تم نادي ثانياً وصاح يا غلام فدخل غلامٌ تركي وهو يقول ما ينبغي للغلام أن يأكل ولا يشرب كلما خرجنا من عندك تصيح يا غلام.. يا غلام... إلى كم يا غلام؟ فنكَّس المأمون رأسه طويلاً.. فما شككت أنه يأمرني بضرب عنقه ثم نظر إليَّ فقال يا عبد الله: إن الرجل إذا حَسُنَتْ أخلاقه ساءت أخلاق خدمه وإذا ساءت أخلاقه حَسُنَتْ أخلاق خدمه وإنا لا نستطيع إن نُسيء أخلاقنا لنُحسن أخلاق خدمنا.
وقال ابن عباس رضي الله عنهما:
ورد علينا الوليد بن عتبة بن أبي سفيان المدينة والياً وكأن وجهة ورقة من ورق المصحف فوالله ما ترك فينا فقيراً إلا أغناه ولا مديوناً إلا أدَّي عنه دَينه وكان ينظر إلينا بعين أرق من الماء ويكلمنا بكلام أحلى من الجني ولقد شهدت منه مشهداً لو كان من معاوية لذكرته: تغدينا يوماً عنده فأقبل الفرَّاش بصُحفة فعثر في وسادة فوقعت الصُّحفة من يده فوالله ما ردَّها إلا ذقن الوليد وانكب جميع ما فيها في حِجره فبقيَ الغلامُ متمثلاُ واقفاً ما معه من روحه الا ما يُقيم رجليه، فقام الوليد فدخل فغيَّر ثيابه وأقبل علينا تبرُقُ أسارير جبهته فأقبل على الفرَّاش وقال: يا بائس ما أرانا إلا روعناك اذهب فأنت وأولادك أحرار لوجه الله تعالى.
ومرض أحمد بن أبي داود فعاده المعتصم وقال نذرت ان عافاك الله تعالى أن اتصدق بعشرة آلاف دينار فقال أحمد يا أمير المؤمنين فاجعلها في أهل الحرمين فقد لقوا من غلاء الأسعار شدة فقال نويت أن أتصدق بها على مَنْ ههنا وأطلق لأهل الحرمين مثلها فقال أحمد متَّع اللهُ الإسلام وأهله بك يا أمير المؤمنين فإنك كما قال النميري لأبيك الرشيد رحمة الله تعالى عليه:
(إن المكارم والمعروف أودية ... أحلك الله منها حيث تجتمع)
(من لم يكن بأمين الله معتصما ... فليس بالصلوات الخمس ينتفع)
وقيل للأحنف بن قيس:
مِمَّنْ تعلمت حُسن الخُلُق؟ فقال: من قيس بن عاصم بينما هو ذات يوم جالس في داره إذ جاءته خادم له بسُفُود عليه شواء حار فنزعت السُّفود من اللحم وألقته خلف ظهرها فوقع على ابن له فقتله لوقته فدهشت الجارية فقال لا روع عليك أنت حرة لوجه الله تعالى.
وكان ابن عمر رضي الله عنهما إذا رأى أحداُ من عبيده يُحسنُ صلاته يعتقه فعرفوا ذلك من خُلُقه فكانوا يُحسنون الصَّلاة مراءاة له فكان يعتقهم فقيل له في ذلك فقال: مَنْ خدعنا في الله انخدعنا له.
وروي أن أبا عثمان الزاهد اجتاز ببعض الشوارع في وقت الهاجرة فألقي عليه من فوق سطح طست رماد فتغيَّر أصحابه وبسطوا السنتهم في المُلقي للرماد فقال أبو عثمان: لا تقولوا شيئاً فإن من استحق أن يُصب عليه النار فصولح بالرَّماد لم يجز له أن يغضب.
وقيل لإبراهيم بن أدهم تغمده الله تعالى برحمته: هل فرحت في الدنيا قط؟ فقال: نعم مرتين إحداهما إني كنت قاعداً ذات يوم فجاء إنسان فبال علي والثانية كنت جالساً فجاء انسان فصفعني.
وروي أن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه دعا غلاماً له فلم يجبه فدعاه ثانياً وثالثاً فرآه مضطجعاً فقال: أما تسمع يا غلام؟ قال نعم، قال: فما حملك على ترك جوابي؟ قال أمنت عقوبتك فتكاسلت، فقال اذهب فأنت حر لوجه الله تعالى.
وحكى أن أبا عثمان الحيرى دعاه انسان إلى ضيافة فلما وافي باب الدار قال له الرجل يا أستاذ ليس لي وجه في دخولك فانصرف رحمك الله فانصرف أبو عثمان فلما وافي منزله عاد الرجل إليه وقال يا أستاذ ندمت وأخذ يعتذر له وقال احضر الساعة فقام معه فلما وافى داره قال له مثل ما قال في الأولى ثم فعل به ذلك أربع مرات وأبو عثمان ينصرف ويحضر ثم قال يا أستاذ إنما أردت بذلك أختبارك والوقوف على أخلاقك ثم جعل يعتذر له ويمدحه فقال أبو عثمان لا تمدحني على خلق تجده في الكلاب فإن الكلب إذا دُعِيَ حضر وإذا زُجِرَ انزجر.
وقال الحرث بن قصي:
يُعجبني من القُرَّاء كل فصيح مضحاك فأما الذي تلقاه ببشر ويلقاك بوجه عبوس فلا كثَّر اللهُ في المسلمينَ مثله.
ومن محاسن الأخلاق
ما حُكى عن القاضي يحيي بن أكتم قال: كنت نائماً ذات ليلة عند المأمون فعطش فامتنع أن يصيح بغلام يسقيه وأنا نائم فينغص علي نومي فرأيته وقد قام يمشي على أطراف أصابعه حتى أتي موضع الماء وبينه وبين المكان الذي فيه الكيزان نحو من ثلاثمائة خطوة فأخذ منها كوزاً فشرب ثم رجع يمشي على أطراف أصابعه حتى قرب من الفراش الذي أنا عليه فخطا خطوات خائف لئلاً ينبهني حتى صار إلى فراشه ثم رأيته آخر الليل قام يبول وكان يقوم في أول الليل وآخره فقعد طويلاً يحاول أن أتحرك فيصيح بالغلام فلما تحركت وثب قائماً وصاح يا غلام وتأهب للصلاة ثم جاءني فقال لي كيف أصبحت يا أبا محمد وكيف كان مبيتك؟ قلت: خير مبيت جعلنى الله فداك يا أمير المؤمنين، قال لقد استيقظت للصلاة فكرهت أن أصيح بالغلام فأزعجك فقلت يا أمير المؤمنين قد خصك الله تعالى بأخلاق الأنبياء وأحب لك سيرتهم فهنَّاك اللهُ تعالى بهذه النعمة وأتمَّها عليك فأمر لي بألف دينار فأخذتها وانصرفت، قال: وبت عنده ذات ليلة فانتبه وقد عرض له السُّعال فجعلت أرمقه وهو يحشو فمه بكم قميصه يدفع به السُّعال حتى غلبه فسعل وأكب على الأرض لئلا يعلو صوته فأنتبه قال يحيى: وكنت معه يوماً في بستان ندور فيه فجعلنا نمر بالرَّيحان فيأخذ من الطاقة والطاقتين ويقول لقيم البستان أصلح هذا الحوض ولا تغرس في هذا الحوض شيئاً من البقول قال يحيى: ومشينا في البستان من أوله إلى آخره وكنت أنا ممَّا يلي الشمس والمأمون مما يلي الظل فكان يجذبني أن أتحول أنا في الظل ويكون هو في الشمس فأمتنع من ذلك حتى بلغنا آخر البستان فلما رجعنا قال يا يحيى والله لتكونن في مكاني ولأكونن في مكانك حتى آخذ نصيبي من الشمس كما أخذت نصيبك وتأخذ نصيبك من الظل كما أخذت نصيبي فقلت والله يا أمير المؤمنين لو قدرت أن أقيك يوم الهول بنفسي لفعلت فلم يزل بي حتى تحولت إلى الظل وتحول هو إلى الشمس ووضع يده على عاتقي وقال بحياتي عليك إلا ما وضعت يدك على عاتقي مثل ما فعلت أنا فإنه لا خير في صحبة من لا ينصف.
انظر إلى أخلاقهم رضي الله تعالى عنهم ما أحسنها وإلى أفعالهم ما أزينها نسأل الله تعالى أن يُحَسِّنَ أخلاقنا وأن يُبارك لنا في أرزاقنا إنه على ما يشاء قدير وبالإجابة جدير ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وصلى اللهُ على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.