منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

soon after IZHAR UL-HAQ (Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.


 

 المنهج النبوي في التعامل مع الأخطاء (خمس حلقات)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 48337
العمر : 71

المنهج النبوي في التعامل مع الأخطاء (خمس حلقات) Empty
مُساهمةموضوع: المنهج النبوي في التعامل مع الأخطاء (خمس حلقات)   المنهج النبوي في التعامل مع الأخطاء (خمس حلقات) Emptyالخميس 09 سبتمبر 2010, 2:58 pm

المنهج النبوي في التعامل مع الأخطاء

للشيخ / راشد بن عثمان الزهراني

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد الله رب العالمين الحمد الله الذي من علينا بالإسلام وجعلنا من أتباع محمد عليه الصلاة والسلام وصلى الله وسلم وبارك على عبده ومصطفاه وخيرته من خلقه ومشتباه صلى الله على نبينا محمد كلما ترعرع وردٌ وأزهر وكلما لعم بارقٌ وأمطر وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.

أما بعد أيها الأخوة والأخوات سلام الله عليكم ورحمته وبركاته واسأل الله العظيم رب العرش الكريم بمنه وكرمه أن يجعلنا وإياكم جميعاً ممن يستمع القول فيتبع أحسنه وأن يملأ قلوبنا بالإيمان وأن يزيدنا هدى وأن يجعلنا سبحانه وتعالى بمنه وكرمه من الصادقين في أقوالهم وأفعالهم أنه عز وجل جواد كريم.

أيها الأخوة إن المتأمل في حياة النبي صلى الله عليه وسلم يجدها حياة متكاملة في جميع جوانب حياته عليه الصلاة والسلام يعني الإنسان إذا أراد أي جانب من جوانب الحياة أن ينظر إلى هدي النبي صلى الله عليه وسلم يجد أن هذا الهدي قد تجسد في خلقه قولاً وفعلاً عليه الصلاة والسلام وهذا من رحمة الله سبحانه وتعالى بنا أن أرسل إلينا محمد عليه الصلاة والسلام من أجل أن يرشدنا وأن يعلمنا وأن يهدينا وأن يبين لنا الحق ويحثنا على أتباعه ويبين لنا الباطل وينهانا عن أتباعه عليه الصلاة والسلام ولهذا يقول الله عز وجل قد جاءكم من الله نور وهي سنة النبي صلى الله عليه وسلم قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدي به الله من أتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور.

يعني نحن إذا أردنا أتباع الصراط المستقيم إذا أردنا أتباع السلام إذا أردنا أتباع النهج السوي إذا أردنا أتباع الصراط المستقيم فما علينا إلا أن نتبع أمرين الأمر الأول كتاب الله عز وجل والأمر الثاني النور وهي سنة محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم سنة وسيرة ومسيرة خالدة يجد فيها المسلم بغيته ويجد فيها الضال ما يريد ويجد فيها الحيران ما يرشده فالحمد الله الذي جعلنا من أهل الإسلام ومن علينا بأتباع سنة محمد عليه الصلاة والسلام.

من الأمور العظيمة التي يبنها النبي صلى الله عليه وسلم هو المنهج في التعامل مع الناس المسلم لا يعيش لنفسه وإنما يعيش وحوله الناس فيأتي الإسلام فيبين لك ويرسم لك الهدي الصحيح في التعامل مع الآخرين من هم الآخرين قد يكون مسلم قد يكون كافر قد يكون يهودي قد يكون نصراني قد يكون وثني المقابل لك قد تكون وإياه متفقين على سنة قد يكونون مختلفين المقابل لك قد تتفقون على أشياء وتختلفون في أشياء كثيرة فيأتي لك النبي صلى الله عليه وسلم بالمنهج النبوي الصحيح في التعامل مع الآخرين وهذا مما يميز ديننا مما يميز ديننا.

يعني تأتي للمسلم لتعامل مع أخوانه ما يعيش الإنسان لنفسه وإنما يعيش أيضاً مع الآخرين لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه أيش ما يحب لنفسه يعني تأمل هذا المنطق العجيب أنت لا تعيش لنفسك تعيش مع آخرين ولأنك مسلم ولأنك تريد أن ترتقي بالإيمان وتزيد في الطاعة وتزيد في الإقبال إلى الله سبحانه وتعالى قال لك لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه هناك صفات عامة للمسلم هذه الصفات تجعله يتعامل مع الأخر تعامل جيد وتعامل مثمر وتعامل وفق منهج النبي صلى الله عليه وسلم.

أولاً لنعلم أن الله سبحانه وتعالى يبتلينا في هذه الحياة الابتلاء سنة إلاهية من رب العالمين عز وجل الإنسان قد يمرض ابتلاء الإنسان قد يسرق ماله ابتلاء قد يفصل من عمله ابتلاء قد يظلم ابتلاء قد يمرض ابتلاء قد يموت ابتلاء لأهله ألف لام ميم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا أمنا وهم لا يفتنون أحسب أهل الدين أحسب أهل الصلاح أحسب المتمسكون بكتاب الله وبسنة رسول الله أنهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين الابتلاء سنة إلهية من الله سبحانه وتعالى ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير الله الذي خلقنا والله سبحانه وتعالى الذي رزقنا وهو الذي يحيينا ويميتنا وهو العالم بأحوال عباده سبحانه وتعالى ولذلك قال ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين.

وهذا الابتلاء لينظر الإنسان إلى الخير منه لا يظن الإنسان أن هذا الابتلاء يعني بعض الناس يقول مثلاً الدولة الفلانية فيها فتن ومشاكل لأن الله يكرهها الناس شخص معين يبتلى كثيراً لأن الله لا يحبه ولو كان الله يحب فلاناً ما ابتلى لو كان الله يحب فلان ما صدم بسيارته لو كان الله يحب فلاناً ما ضرب نقول هذا مفهوم خاطئ تماماً بل على العكس وعلى النقيض تماماً قد يبتلى الله عز وجل عبداً من عباده لأن الله يحبه لأن الله يريد أن يرفع درجته لأن الله سبحانه وتعالى يريد أن يرفعه في أعلى العليين لأن الله سبحانه وتعالى يريد أن يكرمه بجنات نعيم ولهذا قال الله عز وجل قل أأنتم أعلم أم الله؟ من اعلم الله سبحانه وتعالى قل أأنتم أعلم أم الله؟.

بعض الناس يقول يا أخي كيف لماذا الله سبحانه وتعالى يبتلى على فلان والله فلان ما يستحق فلان دائم الصلاة دائم العبادة قل أأنتم أعلم أم الله؟ إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج أيش نبتليه فجعلناه سميعاً بصيرا ولهذا كلنا جميعاً لا نخرج عن دائرة العبودية حتى لو الإنسان يبتلى حتى ولو الإنسان يمرض يجب عليه أن لا يخرج من دائرة العبودية لله عز وجل وما خلقنا الجن والإنس إلا أيش خلقتاهم للعب للعب قال لا وما خلقت الجن والإنس إلا لعبدون وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون يا عبادي لو أن أولكم وأخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد هل يزيد ذلك في ملك الله شيء قال لا يزيد ذلك في ملكي شيء يا عبادي لو أن أولكم وأخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيدٍ فسألوني فأعطيت كل واحد مسألته ما نقص ذلك من ملكي شيء إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل أيش إذا أدخل البحر هل ينقص شيء من البحر لا ينقص شيء.

فكذلك رزق رحمة الله سبحانه وتعالى وسعة خزائنه عز وجل ومن الابتلاء الابتلاء تعرفون أنواع وأشكال لكن نريد أن نقرر في النهاية فيما يتعلق بالابتلاء تقرير مهم إذا أصيب أحد بابتلاء فليس هذا علامة على أن الله لا يحبه بل قد يكون علامة على قربه من الله يأتي الصحابة الكرام إلى محمد عليه الصلاة والسلام يقولون يا رسول الله أنقذنا عذبنا المشركون آذانا المنافقون يا رسول الله ألا ترد عنا هؤلاء القوم فيقول صلى الله عليه وسلم وقد غضب على أصحابه لقد كان من كان قبلكم يؤتى بالرجل فيوضع المنشار في مفرق رأسه ثم يشق إلى شقين ويقسم إلى قسمين ما يصده ذلك عن دين الله ولكنكم قوم تستعجلون والله ليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه تأملتم في أخر الحديث الآن الرسول يتحدث عن ابتلاء وفي أخر الحديث يتحدث عن أيش عن نصر يعني الأمة قد تبتلى الأمة قد تمتحن قد يتسلط عليها الأعداء قد يسرقون خيراتها قد يغتصبون مقدراتها قد يأتونها في أرضها لكن هذا دليل إن شاء الله الأمة ستعود وستنتصر وسيتحقق قول المصطفى صلى الله عليه وسلم والله ليتمن الله هذا الأمر حتى لا يبقى بيت وبر ولا مدر إلا أدخله الله الإسلام بعز عزيز أو بأيش بذل ذليل عزٌ يعز به الله الإسلام وأهله وذل يذل الله به الشرك وأهله فاستبشروا خيراً.

وأعلموا أن هذه الأمة منصورة بإذن الله عز وجل من الابتلاء ابتلاء الخلق بعضهم ببعض يعني الإنسان قد يكون جاره يؤذيه ابتلاء من الله قد يسر الإنسان في الطريق فيأتي إليه شخص فيسمعه ما لا يحب ابتلاء من الله ولهذا قال الله عز وجل وجعلنا بعضكم لبعض أيش فتنة وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون بل قد يكون الابتلاء وفتنة بعض الخلق ببعض من اقرب الناس إليك وهم أبنائكم وأهلكم قال الله عز وجل واعلموا إنما أموالكم وأولادكم فتنة واعلموا إنما أموالكم وأولادكم فتنة فلنعلم هذا أيها الإخوة ولنتعامل مع هذه الفتنة ونتعامل مع هؤلاء الناس بالمنهج النبوي الذي أمر به المصطفى صلى الله عليه وسلم لابد أن يضع الإنسان في باله وفي ذهنه قاعدة وقضية هامة جداً وهي كيف يتعامل مع الناس أنت قد تجد إنسان تكرهه قد تجد إنسان تحبه كيف تتعامل مع هذا الذي تكره وكيف تتعامل مع الآخر الذي تحب هذه قضية ومنهج نبوي بينه لنا النبي صلى الله عليه وسلم وحتى تعرفون في هذه القضية فقط في حديث يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لكن الحديث ضعيف لكن المعنى صحيح إذا أحببت حبيبك يوماً ما فأحببه ايش هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوماً ما يقول إذا أحببت إنسان فأحبه لكن بالهون لأنك قد تعطيه أسرارك وتعطيه أمورك وفجأة يحدث بينك وبينه خصومة فيكون بغيضاً لك فيكشف كل أسرارك أنا أرى البعض هز برأسه كأنه مرت عليه حالة وإذا أبغضت بغيضك يوماً ما فلا تسرف في البغض وإذا أبغضت بغيضك يوماً ما فأبغضه هونًا ما عسى آن يكون حبيبك يوماً ما والدنيا دول.

فلذلك اللي يتعامل مع الإنسان مع الناس وفق المنهج نحن امة نتميز بالأخلاق نتميز بكريم الفعال النبي صلى الله عليه وسلم نبينا وسيدنا وحبيبنا كان يتعامل مع الناس بالرفق وباللين ولذلك يقول عنه احد الصحابة لم يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم طعانا ولا لعانا ولا فاحشا ولا بذي أبدا ما سمعنا أن النبي صلى الله عليه وسلم لعن ما سمعنا أن النبي صلى الله عليه وسلم شتم ما سمعنا أن النبي صلى الله عليه وسلم طعن ما سمعنا إن النبي صلى الله عليه وسلم آذى أحد من عباده وحينما يظن الآخر انه أوذي وإذا بالنبي صلى الله عليه وسلم يقول اقتص مني في الدنيا قبل أن تقتص مني يوم القيامة إذا فلنتعلم هذا الخلق وهذه الشريعة العظيمة التي بعث فيها النبي صلى الله عليه وسلم وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا تقول عائشة رضي الله عنها حتى تعرفون المنهج النبوي في تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع الأخطاء.

تقول عائشة دخل جماعة من اليهود على النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا السام عليكم يعني ايش السام يعني الموت فعائشة غضبت قالت وعليكم السام واللعنة النبي صلى الله عليه وسلم الآن الجميع يتوقع إن النبي سيتحدث مع اليهود ولكن يتحدث مع عقول خربة وقلوب ميتة تحدث مع عائشة قال له يا عائشة لقد أفحشت ولكن قولي وعليكم قالت يا رسول الله هم يقولون السام الموت عليكم قال قولي وعليكم وتكتفي بهذا فهذا من منهج النبي صلى الله عليه وسلم في تعامله مع الناس الناس للناس من بدو وحاضرة بعض لبعض وان لم يشعروا خدم الآن سنتحدث معكم تعرف الناس تحدث منهم الأخطاء فكيف نصحح أخطاء الناس كيف هذا هو المنهج النبوي الذي نريد أن نقرره في هذا اللقاء أول قضية يجب أن تعيها وان تكون في ذهنك انك إذا رأيت رجلاً قد اخطأ في قضية من قضايا الشرع فأول الأمور التي يجب عليك أن تراعيها هو أن تكون مخلصاً لله عز وجل في هذا الإنكار وفي تصحيح هذا الخطأ البعض يأتي يصحح الأخطاء يريد والله رياء يريد سمعة يريد والله أن يقول فلان خطأ الناس وفلان استدل على خطأ الناس بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم يأتي المنهج النبوي ويقول لك لا إذا لم يكن قصدك بإنكار المنكر إخلاصه لله عز وجل فلا تنكر هذا المنكر لأنه سوف يكون وبالاً عليك يوم القيامة.

العبادة أي عبادة من العبادات يشترط لها شرطين ما هما يا شباب أن يكون العمل لله والثاني أن يكون على وفق سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أي عبادة أي عبادة من العبادات إذا أردت أن تعلم أن الله تقبلها أو لم يتقبلها فانظر إلى أمرين انظر إلى أن هذا العمل عبادة لله أو لغير الله هل أنا افعل هذا الأمر لأنني أريد أن أتقرب به إلى الله أم أريد السمعة والجاه والمنصب والشهرة والأمر الثاني أن يكون على وفق سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لا بد أن نعي هذا الأمر ولهذا تعرفون قصة أبو هريرة رضي الله عنه أبو هريرة رضي الله عنه كان جالساً مع بعض أصحابه فأتى إليه رجل وقال أنشدتك الله إن تسمعني حديثاًَ سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أنا لا أريد بينك وبين الرسول واسطة أريد حديث سمعته من الرسول مباشرة فقال رضي الله عنه نعم ثم شهق شهقة و أغمي عليه قام أصحابه غسلوا وجهه قال قال صلى الله عليه وسلم وشهق وشهقة وأغمي عليه فغسلوا وجهه وقام ثم الثالثة فخر على وجهه الآن يدلك على إن الحديث ايش صعب وعظيم حديث خطير وحديث يجعل المسلم يخشى وينتبه ويحذر لكل أمر.

ورد في هذا الحديث قال أبو هريرة رضي الله عنه حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثاً سمعته أذناي ووعاه قلبي قال صلى الله عليه وسلم أول من تسعر بهم النار يوم القيامة ثلاثة أول من تسعر بهم النار يوم القيامة ثلاثة من هم تتوقعون أو من تسعر بهم النار يوم القيامة ثلاثة قارئ لكتاب الله وعالم وصاحب مال فإما القارئ فيؤتى به يوم القيامة فيقول له الله عز وجل لم قرأت القرآن فيقول يا ربي قرأت القرآن لأتعلمه وأعلمه فيقول الله سبحانه وتعالى كذبت الله الجبار المتكبر المنتقم يقول كذبت وتقول الملائكة كذبت بل قرأت ليقال هو قارئ فقد قيل ثم بعد ذلك فيؤمر به فيسحب على وجهه في نار جهنم ثم يؤتى بالآخر وهو العالم فيقول الله عز وجل فيما تعلمت قال تعلمت العلم فيك وعلمته فيقول الله كذبت وتقول الملائكة كذبت بل تعلمت ليقال عالم فقد قيل قيل في الدنيا فلان عالم ثم يؤمر به فيسحب على وجهه في نار جهنم ثم يؤتى بالثالث صاحب المال فيسأل عن المال فيقول يا رب أنفقته آناء الليل وأطراف النهار فيقول الله كذبت وتقول الملائكة كذبت بل أنفقت ليقال هو جواد فقد قيل ثم يؤمر به فيسحب على وجهه في نار جهنم.

ولذلك المسألة خطيرة إنما الأعمال بالنيات وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة واحد كل واحد مننا يسأل نفسه إذا صلى فهل يريد في هذه الصلاة وجه الله أم يريد أن يقول والله فلان ما شاء الله عليه يشهد الصلاة ويصلي مع الناس وفي الروضة وفي الصف الأول ثم إذا أنفقت مالاً وتصدقت بصدقة فرق بين إنسان يتصدق بصدقة ثم يستدعي وكالات الأعلام وآخر يتصدق بصدقة لا تعلم شماله ما تنفقه يمينه أيضا يجب علينا أن نحذر في كل عبادة نتعبد الله سبحانه وتعالى فيها أن تكون خالصة لوجه الله عز وجل ومن هذه العبادات الدعوة إلى الله ومنها تصحيح الأخطاء أنا حينما آتي إلى فلان أريد أن أصحح خطأ لديه يجب يكون تصحيح هذا الخطأ وفق ما يحبه الله ويرضاه وان يريد به وجهي الله سبحانه وتعالى وإذا كان الإنسان بهذا الصدق وبهذا القبول فان كلامه يسري إلى قلوب الناس حديث الروح إلى الأرواح ايش يسري حديث الروح إلى الأرواح يسري وتدركه القلوب بلا عناء الأمر الثاني فيما يتعلق بالمنهج النبوي هذه مقدمات في المنهج النبوي في تعليم في تبيين الخطأ أن يبين الإنسان الخطأ بعلم تأتي إلى عند الإنسان تقول له لا تشرب الدخان يقول لك ليش لا اشرب الدخان تقول كده بس لا تشرب الدخان طيب ما الدليل قول لا أدري ها هل لديه علم هذا تأتي إلى الأركيلة أو الشيشة والمعسل أو أي أنواع من هذه الأشياء تقول له يا أخي حرام يقول لك ما الدليل تقول له لا أدري فلا بد أن يكون تبيينك للخطأ بعلم فان لم يكن لديك علم فلا تبين هذا الخطأ لأنك لا تدري تخشى أن تقول انه خطأ وهو سنة من سنن النبي صلى الله عليه وسلم.

اضرب لكم مثالاً جابر ابن عبد الله رضي الله عنه كان يصلي وكان معه رداءين فألقى احدهما وأخذ الآخر وربطه من قفاه فنظر إليه أحد الصحابة وقال تفعل هذا وأنت من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم إن النبي نهى أن يصلي الرجل في إزار واحد فقال يا جاهل إنما افعل ذلك من اجل أن تتعلم أنت وغيرك هذا الآن ذهب لينكر خطأ وهو موافق لسنة النبي صلى الله عليه وسلم إذا أنت إذا أردت أن تبين خطأ للناس لا بد أن تكون مقتنع بهذا الخطأ ليس فقط في الشريعة يعني ليس فقط في الأحكام الشرعية وإنما في جميع حتى الإنسان في مجال الطب مثلاً إذا أردت أن تقول مثلا لا والله هذه الوصفة الطبية خطأ ما الدليل يقول لك واحد اثنين ثلاثة أربعة فإذا تحتاج إلى علم من اجل إن تصحح به هذه الأخطاء الأمر الثالث كلما كان الخطأ أعظم كانت العناية بتصحيحه اشد فالخطأ في العقيدة والاعتقاد ليس كالخطأ في غيره ولهذا لما أتى النبي صلى الله عليه وسلم يدعو إلى الله أول ما دعا إليه ايش التوحيد توحيد الله سبحانه وتعالى هو أول أمر دعا إليه النبي صلى الله عليه وسلم ليس النبي فحسب بل دعوة جميع الأنبياء إلى أقوامهم إلى توحيد الله عز وجل وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله وإلى عادٍ أخاهم هودا أن اعبدوا الله ما لكم من اله غيره.

تأملوا بسورة الأعراف تأملوا بسورة الشورى تجدون إن الله سبحانه وتعالى ما أرسل رسول إلا وهو يقول لقومه اعبدوا الله مالكم من اله غيره لماذا لان قضية التوحيد هي القضية الكبرى التي أتى بها الأنبياء عليهم الصلاة والسلام إذا أتى الإنسان بأخلاق عالية وبقيم وإنسان مهذب لكنه لا يعبد الله عز وجل يعبد أصناما يعبد أوثانا لا يدين بدين الإسلام هو على خطأ تأتي عائشة رضي الله عنها فتقول يا رسول الله المطعم ابن عدي رجل كان يطعم الطعام ويسقي الحجاج وكان صاحب خلق ويكرم ويفعل وقامت تعد مناقبه وإحسانه فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم لا يا عائشة تقول يا رسول الله هل تنفعه هذه الأعمال قال لا يا عائشة انه ما قال قط ربي اغفر لي خطيئتي يوم الدين لو كان احد تنفعه أخطاء أو ينفعه حتى خدمته للإسلام وهو غير مسلم لنفع من لنفع أبو طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم ذلك الرجل الذي بذل ماله وبذل جهده وبذل حياته ليدافع عن الإسلام وليحمي محمد صلى الله عليه وسلم ومع ذلك لأن قلبه لم يؤمن بالله ولم يذعن لله ولم ينقاد إلى محمد عليه الصلاة والسلام فان هذا كله لم ينفعه يقول الصحابة علي ابن أبي طالب يقول يا رسول الله والدي أبو طالب خدم الإسلام وفعل وفعل فهل أنت ستغني عنه شيء هل ستغني عنه شيء ماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم الآن موقف محرج اللي عليه الواسطة لو كانت تنفع لنفعت هنا لكن القضية قضية دين لذلك قال صلى الله عليه وسلم لا ولكنني بشفاعتي له فان الله سبحان وتعالى جعله في ضحضاح من النار يعني ليس في الدرك الأسفل من النار وإنما جعله في ضحضاح من النار تحت رجليه جمرتان يغلي منها دماغه وبالمناسبة ترى هذا اقل أهل النار عذاباً هذا اقل أهل النار عذاباً فكيف بمن كان في الدرك الأسفل من النار كيف بمن كان طعامه الزقوم كيف بمن كان شرابه الحميم وسقوا ماء فتقطعوا أمعائه كيف بمن كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلود غيرها هذا أهون أهل النار عذاباً ولذلك أهم قضية يجب علينا أن نعتني بتصحيحها هي قضية ايش قضية التوحيد.

وقضية إفراد الله عز وجل في العبادة وقضية إخلاص العبادة لله سبحانه وتعالى لان القضية أما نار أو جنة يعني الله سبحانه وتعالى قال إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء كل معصية تكون تحت رحمة الله إن شاء الله عفا عنك وان شاء عذبك لكن الأمر الذي لا يغفره الله سبحانه وتعالى هو الشرك بالله عز وجل إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء تأملوا في هذا الحديث العجيب وفي هذا المنطق الرائع العظيم من معلم الإنسانية وهادي البرية وهادم كيان الوثنية ممن لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى عليه الصلاة والسلام يوم إن قال من لقي الله تأملوا يا إخوة في هذا الحديث استمعوا له انصتوه أنصتوا له احضروا قلوبكم معه واعلموا خطورة الأمر من لقي الله لا يشرك به شيء دخل الجنة ومن لقيه يشرك به شيء دخل النار حتى لو كانت ذبابة حتى لو كانت ذبابة يقول صلى الله عليه وسلم دخل النار رجل في ذبابة ذبابة شيء بسيط جداً ودخل الجنة رجل في ذبابة القضية ليست في الذبابة إنما القضية في أصل القصة مر رجلان على قوم لهما صنم لا يتجاوز احد هذا الصنم إلا ويقرب له شيء فقالوا لأحدهما قرب قال ما عندي شيء قالوا قرب ولو ذبابة فقرب ذبابة فجعلوه يمر فدخل النار وقالوا للآخر قرب قال والله ما كنت لأقرب شيء لأحد دون الله عز وجل فقتلوه فدخل الجنة ولهذا وان المساجد لله مع الله احد أرئيتم احد نكرة اعني أي احد أي شخص فلا تدعو مع الله أحد إذا كلما كان الأمر وكلما كان الخطأ أعظم كانت العناية في تصحيحه اشد يعني إذا سمعت إنسان يخطأ يعني يقول والنبي أو يخطأ في أشياء مثل هذه حتى لو لم يكن قاصد الخطأ فيجب عليك أن تصحح الخطأ وفي الحلقة القادمة سنبين شيء من هذه الأمور اسأل الله عز وجل بمنه وكرمه أن يبارك لنا ولكم في الأعمار والأعمال وان يجعلنا وإياكم من من يقتدون بهدي محمد صلى الله عليه وسلم إلى لقاء قادم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يتبع إن شاء الله تعالى..


المنهج النبوي في التعامل مع الأخطاء (خمس حلقات) 2013_110


عدل سابقا من قبل ahmad_laban في الأحد 25 مايو 2014, 3:22 am عدل 3 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 48337
العمر : 71

المنهج النبوي في التعامل مع الأخطاء (خمس حلقات) Empty
مُساهمةموضوع: المنهج النبوي في التعامل مع الأخطاء ( 2)   المنهج النبوي في التعامل مع الأخطاء (خمس حلقات) Emptyالخميس 09 سبتمبر 2010, 3:00 pm

المنهج النبوي في التعامل مع الأخطاء ( 2 )
للشيخ / راشد بن عثمان الزهراني
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الحمد لله الذي أشرقت قلوب أوليائه بطاعته وأنست قلوب أحبابه بمعرفته أحمده وأشكره وأثني عليه الخير كله وأستغفره اللهم لك الحمد كالذي نقول وخيراً مما نقول لك الحمد أن هديتنا ولك الحمد أن رزقتنا ولك الحمد أن جعلتنا من خير أمة أخرجت للناس وهديتنا على معالم دينك الذي ليس به التباس وصلى الله وسلم وبارك على عبده ومصطفاه وخيرته من خلقه و مشتباه نبينا محمد ابن عبد الله الذي بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وكشف عنها الغمة وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين فصلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين وعلى أزواجه أمهات المؤمنين وعلى من سلك سبيلهم أو سار أو استنار بهدي محمد ابن عبد الله صلى الله عليه وسلم أيها الأخوة والأخوات سلام الله عليكم ورحمته وبركاته وأسال الله العظيم رب العرش الكريم أن يجعلنا وإياكم ممن إذا أعطي شكر وإذا ابتلي صبر وإذا أذنب استغفر وأن يجعلنا وإياكم ممن استمعوا القول واتبعوا أحسنه نسأله عز وجل أن يملأ قلوبنا بالإيمان وأن يسعد أرواحنا بذكر الله الواحد الديان وأن يجعلنا وإياكم ممن يجتمعون في هذه الأرض على طاعته وعلى ذكره وعلى محبته كي ما نجتمع يوم القيامة في مقعد صدق عند مليك مقتدر في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم أسأل الله أن يستجيب دعائنا وان يجعلنا وإياكم من المتحابين في جلال الله أيها الإخوة حديثنا كان في اللقاء السابق عن تصحيح الأخطاء والمنهج النبوي الذي أخذناه من نبينا صلى الله عليه وسلم في تصحيح هذه الأخطاء نحن يا إخوة أمة عظيمة أمة عظيمة في أخلاقها أمة عظيمة في عقائدها أمة عظيمة في تعاملها ولهذا ورد في الحديث أن الدين المعاملة أمة تجد الرجل فيها فيذكرك بالله سبحانه و تعالى كما كان بعض السلف كان بعض السلف يسير فينظر إليه أصحابه فيذكرون الله عز وجل تخيل يعني بعض الناس إذا رأيته تتذكر المعصية وتتذكر المجون وتتذكر ما حرم الله عز وجل وآخرين إذا رأيتهم تذكرت الله تذكرت الواحد الديان تذكرت عظمة الملك سبحانه وتعالى فإذا رأيته أحببت الدين وأحببت كتاب رب العالمين وأحببت سنة سيد المرسلين عليه الصلاة والسلام لماذا بسبب الأخلاق التي كان يتعلمها ويعمل بها ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم حينما سألت عائشة ما هو خلق النبي صلى الله عليه وسلم يعني يا عائشة ارسمي لنا أخلاق النبي عليه الصلاة والسلام يا عائشة ارسمي لنا منهج النبي صلى الله عليه وسلم في أخلاقه وفي تعامله فتقول رضي الله عنها كان خلقه القرآن كان خلقه القرآن يسمع الأمر فيعي فيسمع النهي فيرعوي ويدل الناس على ما فيه قربهم من الله الواحد العلي هذا الأمر يجب أن نكون مستعدين له يجب أن نكون مهيئين له يا إخوان ديننا لم ينتشر فقط بسيفنا ولم ينتشر فقط بأرواح شهدائنا وإنما انتشر أيضا بأخلاق أبنائنا وأخلاق سلفنا يوم أن كانت أخلاقهم جميلة يعني من يتصور أن التاجر يذهب من أجل تجارة ويبيع ويشتري فيهدي الله عز وجل على يديه إئام كثيرة من الناس إنها الأخلاق الناس بطبيعتهم يحبون الأخلاق أحسن إلى الناس ماذا يقول لك قال أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم فطالما استعبد الإنسان إحسانه
لعلنا نستمر في الحديث عن المنهج النبوي في التعامل مع الأخطاء كنا قد تحدثنا عن أن من منهج النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع الأخطاء أن الخطأ كل ما كان أعظم كانت العناية بتصحيحه أشد وذلك الخطأ في العقيدة ليس كالخطأ في غيره لكن الخطأ في العقيدة يوقع الإنسان في التهلكة ويذهب به إلى الهلاك ولهذا نتأمل الآن في منهج النبي صلى الله عليه وسلم في تعامله مع الأخطاء التي تكون في العقيدة حديث المغيرة ابن شعبة النبي صلى الله عليه وسلم كم كان له من الأبناء من يعرف من أبناء النبي الذكور من عبد الله والقاسم وإبراهيم لما مات ابن النبي صلى الله عليه وسلم إبراهيم في نفس يوم الوفاة انكسفت الشمس فالناس ربطوا الإيش ربطوا موت ابن النبي صلى الله عليه وسلم بالكسوف إنكساف الشمس فالنبي صلى الله عليه وسلم خشي أن يظن الناس أن هذا الأمر حدث بسبب موت إبراهيم ابن النبي عليه الصلاة والسلام فقام عليه الصلاة والسلام في الناس خطيبة ليبين لهم أن الحوادث الأرضية ليس لها علاقة بالأشياء التي تحدث في السماء فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحدٍ ولا لحياته فإذا رأيتم هذا فهرعوا على الصلاة واذكروا الله حتى ينجلي الأمر ليش حتى لا تتعلق قلوب الناس بهذا المخلوق حتى لا تتعلق قلوب الناس بابن النبي صلى الله عليه وسلم ولهذا المنهج النبوي أنه يرسم لك أن هناك حتى أعظم البشر من هو أعظم إنسان مر على وجه الأرض من سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ومع ذلك تجد أن الله عز وجل في القرآن يميز بين حق رسوله صلى الله عليه وسلم وبين حقه فيقول الله عز وجل ومن يطع الله ورسوله ما حكم طاعة الرسول واجبة وطاعة الله واجبة إذاً ومن يطع الله ورسوله فلما أتى في أمر أخر فيه عبادة قال ويخشى الله ويتقي ما قال ويخشى النبي صلى الله عليه وسلم لأن الخشي أيش عبادة والتقوى عبادة لا يجوز أن تكون لغير الله سبحانه وتعالى ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم حريصاً كل الحرص على أن يصحح هذا المفهوم الخاطئ لدى الناس وهو تعلقهم بغير الله عز وجل نأتي إلى مثال أخر النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أبي واقد الليثي يقول كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة حنين غزوة حنين كان مع النبي صلى الله عليه وسلم بعض المؤلفة قلوبهم يعني وبعض الذين دخلوا في الإسلام من جديد أسلموا فدخلوا في جيش النبي صلى الله عليه وسلم لقتال المشركين فبينما هم يسيرون تعرف بقي رواسب رواسب الجاهلية وبقي تعلقهم بالأصنام تعلقهم بالأوثان تعلقهم بغير الله سبحانه وتعالى بقيت هذه الأمور قائمة ورواسبها لا زالت في أذهانهم فمروا فإذا بالمشركين عندهم شجرة يعلقون عليها يعلقون عليها سيوفهم من أجل ماذا ويقولون نحن إذا علقنا السيف في هذه الشجرة لا يسرق إذا علقنا السيف في هذه الشجرة تأتيه بركة ويكون أصبح أكثر قوة فرآهم النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط الشجرة الذين يعلقون بها اسمها ذات أنواط قالوا يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط فغضب النبي صلى الله عليه وسلم القضية قضية تتعلق بأيش بالعقيدة القضية تتعلق بالتوحيد قال صلى الله عليه وسلم لقد كان من كان قبلكم لقال صلى الله عليه وسلم والله الذي لا إله غيره لقد قلتم كما قال بني إسرائيل لموسى اجعل لنا إلهاً كما لهم ألهه اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم عن مثل هذا الأمر مثال ثالث هذا المثال يرويه لنا الصحابي الجليل زيد ابن خالد يقول رضي الله عنه صلى النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح بالحديبية على أثر السماء كان هناك سماء ومطر فبقي أثر هذا المطر على ثقف مسجد النبي صلى الله عليه وسلم وفي الأرض فلما فرغ النبي صلى الله عليه وسلم من الصلاة التفت إلى صحابته وقال له اسمعوا ماذا قال الآن النبي صلى الله عليه وسلم سيقرر مبدأ وسيخبرهم بخبر تناقشوه بالأمس من الذي أخبره الله من الذي علمه الله من الذي أرشده الوحي الذي أتى من رب العالمين عز وجل فلما فرغ النبي من صلاته التفت إلى صحابته وقال لهم إن الله عز وجل قال أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر قضية خطيرة أصبح كل واحد الآن خاف على نفسه القضية قضية إيمان وقضية كفر أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر فأما من قال مطرنا بفضل الله ورحمته فذاك مؤمن بي كافر بأيش بالكوكب وأما من قال مطرنا بنوء كذا وكذا فذاك كافر بي مؤمن بالكوكب يعني ألي يقول إن سبب تجمع السحب هو أن النجم الفلاني اجتمع مع النجم الفلاني وأنه هو السبب فهذا كفر بالله عز وجل هذا ليس كلامي إنما هو كلام من سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وفي المقابل لكن قد يكون إن الله سبحانه وتعالى أجرا عادتاً أنه هذا يختلف أنك ترجع الأمر إلى الله سبحانه وتعالى وذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم دائماً ما يحث أصحابه على هذا الأمر بل وكان ينهى أن يرفع صلى الله عليه وسلم فوق منزلته التي أنزله الله عز وجل لما أتى ذاك الرجل قال يا خيرنا وابن خيرنا ويا سيدنا وابن سيدنا وقام يثني على النبي صلى الله عليه وسلم بتواضعه قال أيها الناس على رسلكم أربعوا على أنفسكم إنما أنا عبدٌ فقولوا عبد الله ورسوله الآن بعض الناس تأتي تمدح وتثني عليه يقول تراك قصرت المدح المفروض تزيد المدح والثناء والنبي صلى الله عليه وسلم هو خيرنا وابن خيرنا وهو سيدنا وابن سيدنا ومع ذلك هو سيدنا عليه الصلاة والسلام ومع ذلك يأتي عليه الصلاة والسلام ويقول أيها الناس قولوا بقولكم أو بعض قولكم ولا يستهوينكم الشيطان إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله ولما ركب عمر ابن الخطاب رضي الله عنه وحلف ولما أتى رجل وقال يا رسول الله ما شاء الله وشئت قارن مشيئة النبي بمن بمشيئة الله أشرك مشيئة النبي بمشيئة الله فقال صلى الله عليه وسلم لا ولكن قل ما شاء الله وحده فإن لو تفتح عمل الشيطان في حديث أخر في حديث ابن عمر أن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه كان يحلف بأبيه فقال له النبي صلى الله عليه وسلم لا تحلف بآبائكم ولا تحلفوا بأمهاتكم ولكن احلفوا بالله عز وجل من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت طيب وضع الناس الآن وضع الآن الناس وضع مخيف هناك أخطاء عقدية قاتلة يعني أنتم عندكم هنا دارج والنبي هذا تشريك وقسم بغير الله عز وجل ولهذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم من كان حالفاً فليحلف بمن بالله أو ليصمت إذا قالها الإنسان يعني سهواً ما الواجب عليه يستغفر الله ويعود الإنسان نفسه ألا يقع في مثل هذا الخطأ وألا يقع في مثل هذه الأمور التي حرمها الله سبحانه وتعالى أيضاً في بعض البلاد يأتون فيستغيثون بالجن خذوا وافعلوا به وكذا كل هذه الأشياء من الأمور التي حرمها الإسلام من الأخطاء أيضاً العقدية التي يجب على الناس أن يصححوها الطواف بالقبور والطواف بالأضرحة والطواف بالأولياء الأولياء أليس لهم مكانة لهم مكانا ولهم جاه ولهم منزلة عند الله عز وجل ألا أن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين أمنوا وكانوا يتقون لكن هذا لا يسوغ لنا أن طوف بقبورهم أو كما نطوف بالكعبة أو إنا نستغيث بهم كما نستغيث بالله عز وجل بل علينا أن نخلص العبادة لله سبحانه وتعالى وندعو لهم بالرحمة وأن الله عز وجل يجعلهم من أهل جنات النعيم إذاً هذه قضية مهمة وهي قضية العقيدة أول أمر يجب علينا أن نعتني به وأن نصححه للناس هو مبدأ العقيدة ومبدأ التوحيد ولهذا نبينا صلى الله عليه وسلم يا إخوة مكث في مكة ثلاثة عشرة سنة ثلاث سنوات دعوة ايش سرية وعشر سنوات دعوة جهرية وكل هذه الثلاث عشرة سنة النبي صلى الله عليه وسلم جعلها دعوة للناس من أجل أن يصححوا عقائدهم وأن يقبلوا على ربهم سبحانه وتعالى أيضاً من المنهج النبوي في تصحيح الأخطاء أن الإنسان لا يعذر بنيته لا يعذر في نيته بتصحيح الخطأ أما يعذر في نيته عند الله عز وجل فأمره إلى الله سبحانه وتعالى يعني أضرب لكم مثال لو أتينا عند رجل وقال أريد أن أصلي صلاة الظهر خمس ركعات أريد أن أتقرب إلى الله حتى تكثر عبادتي نقول فعلك هذا خطأ أم صحيح خطأ لماذا لأن الفرض خمس ركعات لأن الفرض أربع ركعات فهو أتى بالخامسة فهو خالف منهج الإسلام فلو قال والله أنا نيتي حسنة نقول نيتك لك والعبادة يجب أن تؤديها كما أمر الله عز وجل ابن مسعود رضي الله عنه أتى إليه أحد الصحابة هذا الصحابي مر بمسجد النبي صلى الله عليه وسلم ووجد الناس يأخذون الحصى ويعدون سبحان الله الحمد لله لا إله إلا الله الله أكبر ويضعون الحصى حتى زادت فذهب إلى ابن مسعود رضي الله عنه فأخبره بالخبر قال ماذا قلت لهم قال لم أقل لهم شيء قال لماذا قال أنتظر رأيك أنت أعلم مني وأنت الذي تفتي الناس قال أخبرهم هم الآن يذكرون الله صح يريدون خير قال أخبرهم أن يعدوا عليهم سيئاتهم وأنا أضمن أن لا يضيع منها شيء سبحان الله همك يريدون الخير فانقلب الأمر عليهم ذهب ابن مسعود رضي الله عنه إليهم وأخبرهم أن هذا خطأ وأن الواجب عليهم أن يذكروا الله ليس بهذا الشكل وإنما وفق ما شرعه محمد صلى الله عليه وسلم فقالوا يا ابن مسعود والله ما أردنا إلا الخير والله ما أردنا إلا الخير فقال ابن مسعود رضي الله عنه كم من مريد للخير لم يبلغ كم من مريد للخير لم يبلغه كلنا نسعى إلى الخير لكن أحدنا يوفق لسلوكه والآخر يوفق لاجتنابه أو يضل بسبب اجتنابه فلذلك يجب علينا أن نحرص على هذا الأمر وأن نعلم أن المنهج الصحيح والمنهج السوي هو أن النية ليس لها أثر في تصحيح الخطأ يجب أن نصحح الخطأ للناس وفق ما أراده الله عز وجل أيضا من المنهج في تصحيح الأخطاء أن الإنسان قد يرى خطا أنت قد ترى خطأ وتترك تصحيح هذا الخطأ لماذا أحيانا ترى خطأ وتترك تصحيحه لأنه يؤدي إلى ايش إلى خطأ أعظم منه أضرب لكم مثال النبي صلى الله عليه وسلم أنتم تعرفون الكعبة الآن عبارة عن هذا المبنى وبجواره حجر حجر إسماعيل عليه السلام يسمى حجر إسماعيل وإلا فليس هناك دليل لا في كتاب الله ولا في سنة النبي صلى الله عليه وسلم على تسميته بهذا الاسم وخاصة ً أنه في عهد إسماعيل لم يكن هناك شيء أسمه حجر إسماعيل إبراهيم عليه السلام حينما بنا الكعبة كانت الكعبة داخله مربعة وكان الحجر ضمن الكعبة فالناس سموه بحجر إسماعيل وليس هناك دليل على هذه التسمية النبي عليه الصلاة والسلام حينما كان عمره خمسة وثلاثون سنة جدد أهل مكة بناء الكعبة واشترطوا أن لا يدخل في بناء الكعبة إلا المال الحلال فقد قصرت عليهم النفقة فبنوى الكعبة والخارج وضعوا له جدار يوحي بأنه داخل الكعبة يعني يوحي بأن هذا القسم من ضمن الكعبة لما أعز الله عز وجل الإسلام وأهله كان النبي صلى الله عليه وسلم يجلس مع عائشة ويقول لها يا عائشة لولا أن قومك حديث عهد بكفر أو بجاهلية لهدمت الكعبة يعني النبي صلى الله عليه وسلم يريد هدم الكعبة ولا أدخلت هذا الحجر في الكعبة ولجعلت للكعبة بابين باب شرقي وباب غربي يدخل الناس من باب ويخرجون من باب آخر لكن النبي صلى الله عليه وسلم يريد هذا الأمر أليس كذلك لكن هل من المنطق الآن أن يأتي الإنسان يهدم الكعبة ويفعل هذا الأمر لماذا لأن قلوب الناس ستضطرب كيف تهدم الكعبة كيف يهدم بيت الله ولذلك أبقاها العلماء وأبقاها الصحابة وأبقاها الخلفاء وحدث يعني وقد بينا ذلك في حلقات مضت حينما تحدثنا عن بناء البيت كيف أنه حدث أن هدمت وبنيت ثم أعيدت على ما هي عليه الآن فأحياناً الإنسان يترك تصحيح الخطأ لأنه يؤدي إلى خطأ أعظم منه شيخ الإسلام ابن تيمية لما دخل التتار إلى بلاد المسلمين كان بعض رجال التتار يشربون الخمر فيأتي بعض الناس وينكر عليهم قال شيخ الإسلام دعوهم دعوهم يشربون الخمر فإنهم إذا أفاقوا من شرب الخمر عدوا على نساء المسلمين وعدوا علي المسلمين فأراقوا دمائهم خلوهم خلوهم سكارى وفي غيهم وفي ضلالهم فتركهم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله لأن تصحيح ذلك الخطأ سيؤدي إلى خطأ أعظم منه أيضاً من المنهج النبوي في تصحي الخطأ أن يعرف الإنسان من هو الرجل الذي يصحح معه الخطأ من الشخص الذي تصحح له الخطأ تعرفون أحد الصحابة صحابي جليل أسمه يعيش ابن طهفة الغفاري رضي الله عنه وأرضاه هذا الصحابي الجليل كان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فكان من المساكين هو فكان يوم من الأيام نائماً على الأرض وواضع بطنه على الأرض فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فركضه برجله فركضه برجله وقال أن هذه ضجعة يبغضها الله عز وجل هذا التصحيح خطأ أليس كذلك تصحيح خطأ طيب لو أتينا الآن واحد منكم الآن جالس على الأرض ونائم وقاعد يكتب وبطنه على الأرض وأتى أحد منا فركضه برجله كيف تتوقعون سيركض أيضاً الراكض برجليه المركوض لا يتقبل إذا هنا الآن من الذي ركض النبي صلى الله عليه وسلم وهي مقبولة من النبي لكن أن يأتي أحاد الناس إلى أحاد الناس ويفعل هذا الأمر فإنه لا يتقبل منه ويكون يريد أن يصحح الخطأ فيقع في مشكلة أعظم ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم ما كان يتعامل بهذه الطريقة مثلا مع أبي بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه وسيأتي كيف أن النبي صلى الله عليه وسلم يعني كيف كان يتعامل مع أبي بكر وكيف كان يتعامل مع الصحابة الآخرين رضي الله عن الجميع و أرضاهم إذاً نحن نحتاج أنم الذي يصحح الخطأ أن يعتبر حال المخطأ هل سيتقبل منه أم لا يتقبل كيف يصحح خطأه كيف يرفع عن هذا الخطأ هذه أمور يجب أن نحرص عليها وإلا لكان كل إنسان وجد إنسان يفعل خطأ يركضه برجله ويمشي ولكن هو منهج نبوي من الرسول صلى الله عليه وسلم النبي فعلها مع يعيش ابن طهفة الغفاري لكن ما فعلها مع الصديق سنأتي سيأتي معنا إن شاء الله في هذه الحلقة وفي حلقات قادمة كيف أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتعامل مع أخطاء الصديق كيف كان يتعامل مع أخطاء عمر كيف كان يتعامل مع أخطاء كبار الصحابة وكان صلى الله عليه وسلم ينزل كل صحابي المنزلة التي تليق به والمقام الذي يستحقه أيضا من الأشياء التي ينبغي أن نعتني في تصحيح الأخطاء التفريق أو قبل ذلك الرحمة أن يكون في قلب الذي يصحح الخطأ رحمة أنا حينما أتي إلى إنسان لا يصلي خطأ أليس كذلك ما أقول يلّ صلي يلّ أقبل على الصلاة بعنجهية وبكبر وكأنه إذا صلى سيرضي غروري لا يا أخي أنا أريد أن يصلي من أجل أن يرضى عنه الله سبحانه وتعالى هذا هو منهج الإسلام وهذا هو هدي محمد عليه الصلاة والسلام أريده أن يصلي أن يقبل إلى الله من أجل أن يعبد الله عز وجل وإلا لو كان أحد يريد أن ينتقم من أحد لفعلها النبي صلى الله عليه وسلم يأتي إليه جبريل قال يا محمد هذا ملك الجبال قال محمد يقول ملك الجبال قال يا رسول الله إن شئت أن أطبق عليهم جبلي مكة فعلت قال لا ولكن أسأل الله أن يخرج من أصلابهم من يعبد الله لا يشرك به شيء نريد أن يكون في قلوب العباد رحمة إذا أرادوا أن يصححوا الخطأ لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم ايش بالمؤمنين رءوف رحيم لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم هذا هو هدي نبينا محمد عليه الصلاة والسلام لا بد أن تكون هناك رحمة في قلب الذي يصحح الخطأ وأعظم الرحمة سكبت في قلب من في قلب النبي عليه الصلاة والسلام الآن تخيلوا هذا المشهد النبي عليه الصلاة والسلام في المسجد النبوي في مسجده عليه الصلاة والسلام وفي آخر المسجد الصحابة يجلسون وإذا بهم ينظرون إلى أعرابي يقضي حاجته في آخر المسجد أنت الآن يعني بصدق يعني أسأل نفسك الآن دخلت المسجد ووجدت إنسان يقضي حاجته في المسجد ماذا تفعل لا لن تصل إلى القتل إن شاء الله يعني ستجد أنك لا تتحمل هذا الأمر في بيت الله عز و جل يفعل هذا الأمر الصحابة قاموا فالنبي صلى الله عليه وسلم قال على رسلكم دعوه دعوه فتركه الصحابة حتى قضى حاجته لما فرغ ذهب إليه النبي صلى الله عليه وسلم قال عليه الصلاة والسلام يا عبد الله إن هذه إن بيوت الله سبحانه وتعالى لا يصلح فيها شيء من هذا ثم أمر بذنوب وبدلو من الماء فأريق على هذا البول الذي حدث في المسجد أنتم الآن تخيلوا أن الأمر شد على الرجل تخيلوا وهو يقضي حاجته الصحابة يهجمون عليه سيزيد انتشار النجاسة في المسجد هذه واحدة الآمر الثاني الرجل لما فرغ قال اللهم أرحمني ومحمد ولا ترحم أحد معنا أحس بالألم من الصحابة حينما قاموا وهاجوا عليه وأحس برحمة النبي صلى الله عليه وسلم وبعطفه وبشفقته وبحنانه قال اللهم أرحمني ومحمد ولا ترحم معنا أحداً إذاً نحتاج أن تكون هذه الرحمة في قلب من يصحح الخطأ بعض الناس إذا أراد أن يصحح الخطأ كأنه ينتقم لنفسه لا يا أخي أجعل لقبك مقلتين كلاهما من خشية الرحمن باكيتان فانظر بعين الحكم وأحملهم على أوامر الله عز وجل وانظر بعين العطف وأحملهم على رحمته سبحانه وتعالى إذا هما نظران دائما إذا أردت أن تصحح خطأ إنسان فانظر أمرين احمد الله عز وجل أنك لم تقع في هذا الخطأ يعني إذا أردت أن تدعو إنسان ما يصلي مثلاً أحمد الله عز وجل أنك تصلي ولست مثله الأمر الثاني ارحم هذا الرجل أرحم وأعلم أن الله أرحم ضعفه أرحم أعراضه عن الله ارحم ما سيأتيه يوم القيامة لو مات على تركه للصلاة قال لو شاء ربك لكنت أيضاً مثلهم يعني أحمد الله أن الله ما جعلك مثل هذا الرجل فلذلك أنظر إلى معاملة النبي صلى الله عليه وسلم لهذا الأعرابي ماذا أثمرت وماذا أينعت أينعت أن هذا الرجل أصبح أكثر قابلية في دين الله سبحانه وتعالى يعني امرأة الآن ستذهب إلى امرأة قد تكون مقصرة قد تكون مخطئة قد تكون معرضة قد تكون مثلاً غير محافظة على حجابها لا تذهب إليها وتعسف الأمر وتشد عليها بل تأتي إليها باللين وبالتي هي أحسن أدعو إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم حتى في المجادلة ليس في الدعوة يعني الدعوة في الموعظة الحسنة طيب أمامك شخص لا أنا أرى أن هذا ليس فيه شيء قال وجادلهم بالتي هي أحسن فلذلك يجب علينا أن نحرص على هذا الأمر وأن نعلم أن أعظم منهج نتخذه في تعاملنا مع أخطاء الناس وأخطاء الآخرين هو منهج من منهج محمد ابن عبد الله صلى الله عليه وسلم لاشك يعني لدينا الكثير من الأشياء التي نريد أن نتحدث عنها في تصحيح الأخطاء لكن لعلنا إن شاء الله في حلقات قادمة نكمل مسيرتنا في منهج النبي صلى الله عليه وسلم في تعامله مع الأخطاء أسأل الله عز وجل بمنه وكرمه أن يجعلنا وإياكم من الهادين المهتدين وأن يسلك بنا وبكم الصراط المستقيم أسأله عز وجل بمنه وكرمه أن يجعلنا وإياكم ممن استمعوا القول فاتبعوا أحسنه اللهم إنا نسألك الإيمان ونسألك العفو عما سلف وكان من الذنوب والعصيان يا ذا الجلال والإكرام وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على رسول الله إلى لقاء قادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
يتبع إن شاء الله تعالى..


المنهج النبوي في التعامل مع الأخطاء (خمس حلقات) 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 48337
العمر : 71

المنهج النبوي في التعامل مع الأخطاء (خمس حلقات) Empty
مُساهمةموضوع: المنهج النبوي في التعامل مع الأخطاء ( 3)   المنهج النبوي في التعامل مع الأخطاء (خمس حلقات) Emptyالخميس 09 سبتمبر 2010, 3:02 pm

المنهج النبوي في التعامل مع الأخطاء ( 3 )
الشيخ / راشد بن عثمان الزهراني
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد الله رب العالمين الحمد الله ولي الصالحين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين أحمده وأشكره وأثني عليه الخير كله واستغفره اللهم لك الحمد كالذي نقول خيراً مما نقول لك الحمد إن رزقتنا وأرشدتنا وهديتنا وعلمتنا سبحانك لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم سبحان الملك التواب سبحان العزيز الوهاب سبحان مسبب الأسباب سبحان خالق خلقه من تراب سبحان الذي خضعت لعظمته الرقاب وذلت لجبروته الصعاب سبحانه ما أعظمه سبحانه ما أكرمه سبحانه ما أحلمه سبحانه ما أعظم شأنه وأعز جلاله سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم سبحان من لو سجدنا في الجباه على حرارة الجمر والمحمي من ألإبري لم نبلغ العشرة من معشار نعمته ولا العشري وعشر من العشري وصلى الله وسلم وبارك على عبده ومصطفاه وخيرته من خلقه ومشتباه صلى الله على نبينا محمد ما هطل الغمام وصدح الحمام وقويضت من القيام وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً مزيداً إلى يوم الدين أما بعد أيها الأخوة والأخوات سلام الله عليكم ورحمته وبركاته وأسعد الله أيامنا وأيامكم بالخير وملئ قلبنا وقلوبكم بالإيمان وجعلنا وإياكم مما يستمع القول فيتبعون أحسنه نسأله عز وجل أنه كما جمعنا في هذه الدار على طاعته أن يجمعنا في مستقر رحمته يوم القرار في يوم لا ينفع فيه لا مال ولا بنون إلا بمن أتى الله بقلب سليم لا زلنا نتحدث عن منهج نبيينا وسيدنا وإمامنا صلى الله عليه وسلم في التعامل مع الأخطاء يعني أنتم لو لاحظتم في الحلقات الماضية يعني لو تتأملون في طريقة النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع الأخطاء لم يكن تعامله مع الأخطاء بطريقة واحدة لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يعامل يعني المخطئ كما يعامل العامل لم يكن صلى الله عليه وسلم يعامل من يقوم بصغيرة كما يعامل من يقوم بالكبيرة لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يعامل علية القوم كما يعامل الناس فكان النبي صلى الله عليه وسلم يراعي مشاعر الناس يراعي أحوال الناس يراعي قلوب الناس وهذا بسبب الرحمة العظيمة التي أسكنها رب العالمين في قلب النبي صلى الله عليه وسلم وهذا أمر في غاية الأهمية يعني تعرفون قصة الإعرابي التي ذكرناها في الحلقة الماضية هذه رحمة لا بد يا أخوة لا بد من الدعاء من المصلحين من المربين من الآباء من الأمهات أن تكون في قلوبهم رحمة يتعاملون بها مع خلق الله عز وجل يتعاملون بها مع المسلم و مع الكافر يتعاملون بها مع الصديق ومع العدو يتعاملون بها مع من يحبون ومن لا يحبون ولا يجريمنكم شنأن قوم على أيش على أن لا تعدلوا أعدلوا هو أقرب للتقوى تأمل الآن النبي صلى الله عليه وسلم يأتي سهيل ابن عمرو سهيل ابن عمرو أحد سادة المشركين وهو الرجل الذي وقع صلح الحديبية في طرف المشركين لما دخل النبي صلى الله عليه وسلم عام الفتح فتح مكة قام عليه الصلاة والسلام في الناس قال أيها الناس ما تظنوني فاعل بكم أنا محمد الذي آذيتموني أنا الذي ظلمتموني أنا الذي فعلتم ما فعلتم بي ما تظنون إني فاعل بكم قالواله أخٌ كريم وابن أخ كريم قال أذهبوا فأنتم الطلقاء يعني أنظر إلى الرحمة العظيمة في قلب النبي صلى الله عليه وسلم الآن أليست فرصة لينتقم منهم الآن هو المسيطر على الوضع الآن هو الرئيس الآن الصحابة من حوله يميناً وشمالاً كلهم يفدي روحه من أجل النبي صلى الله عليه وسلم ومع ذلك قال أذهبوا فأنتم الطلقاء لم يكن هذا في الحسب بل كلن النبي صلى الله عليه وسلم يراعي خواطر آؤلاء القوم ويراعي مشاعرهم رحمة عظيمة في قلبه بالمؤمنين رءوف رحيم يقول النبي يأتي عبد الله ابن سهيل ابن عمر قال يا رسول الله أن أبي سهيل ابن عمر يريد أن يقدم عليك هل تقبله قال نعم فأتى سهيل ابن عمر النبي الآن يسمع مع صحابته الكرام قال لهم سيأتي سهيل ابن عمر فإذا دخل لا يشداً أحدكم النظر إليه لماذا تخيلوا رجل الآن يدخل على النبي صلى الله عليه وسلم وهو متوجس خائف فتخيلوا أنه الآن يدخل على النبي وأول ما يدخل كل واحد من الصحابة ينظر إليه هذه النظرات ستذكره بماضيه هذه النظرات ستذكره بأن هؤلاء القوم يريدون أن ينتقموا منه هذه النظرات ستذكره بما حدث منه عند صلح الحديبية وبما حدث منه وبما فعل بالنبي صلى الله عليه وسلم لكنه قال صلى الله عليه وسلم إذا أتى سهيل ابن عمر فلا يشداً أحدكم النظر إليه لما دخل سهيل ابن عمر طأطأ الصحابة برؤؤسهم الآن الرجل متهيئ أن يستمع من النبي صلى الله عليه وسلم فاستمع من رسول الله وأنصت إلى محمد ابن عبد الله عليه الصلاة والسلام ثم قال يا رسول الله أشهد أن لا آله إلا الله وأنك رسول الله رأى رحمتاً رأى أنه لا يدعوا وإنما يدعوا لدين الله سبحانه وتعالى لا يريد جاه لا يريد منصب لا يريد مال لا يريد إلا أن يتقرب إلى
رب الأرباب سبحانه وتعالى وهذا الذي كان يرجوه عليه الصلاة والسلام ثم تتأمل أن النبي صلى الله عليه وسلم حينما كان يعالج الخطأ لا يعالج الخطأ فيخرج وقلب الذي يعني صاحب الخطأ يكرهه يأتي شيبة ابن عثمان إلى النبي صلى الله عليه وسلم يقول شيبة يقول حينما خرج النبي إلى حنين يقول عزمت أن أقتل النبي وأكون أنا الذي قتلت محمد أفوز بشرف العرب يقول لما كانت عزوة حنين والنبي صلى الله عليه وسلم محاط يقول لما تفرق أصحابه عنه يقول أخذت خنجري وهو مسموم بالسم فدنوت من النبي صلى الله عليه وسلم فالتفت إلي تخيل النبي يلتفت إليه تلك الابتسامة المشرقة بذلك الوجه الوضاء بذلك النور والبهاء فقال صلى الله عليه وسلم لشيبة ابن عثمان يا شيبة بماذا تفكر الله عز وجل أخبر نبييه صلى الله عليه وسلم قال بماذا تفكر يقول قلت لا شيء أنا استغفر الله قال يا شيبة فقال أدنوا مني يا شيبة فدنا منه فوضع صلى النبي صلى الله عليه وسلم يده الكريمة يده الطاهرة يده البرة يده الرحيمة على صدر شيبة ابن عثمان وقال اللهم طهر قلبه اللهم طهر قلبه يقول والله ما رفع النبي صلى الله عليه وسلم يده عني وما على وجه الأرض وجهٌ أحب أليا من وجهه هذه الرحمة العظيمة في قلب النبي صلى الله عليه وسلم ما أتت إلا من إيمان ومن إتباعاً لكلام الله الواحد سبحانه وتعالى يعني تخيل النبي الآن يتعامل مع المشرك ويقول له يا شيبة يعني النبي صلى الله عليه وسلم يتلطف معه بالعبارة ثم يدنوا منه ويقرب وقرب العالم من الناس له أثر عظيم ثم بعد ذلك يدعوا له يقول الرجل يقول والله ما كان على وجه يا رسول الله والله ما كان على وجه الأرض وجهٌ أبغض أليا من وجهك وإنك الآن من أحب الوجوه إلي أشهد أن لا آله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله هكذا كان عليه الصلاة والسلام هكذا كان يحرص على أن يبين لأصحابه هذا الأمر بالرحمة التي ملئها الله عز وجل في قلبه ثم لنعلم شيء أخر حينما نريد أن نصحح الخطأ ليس المراد فقط أن نصحح الخطأ وإنما المراد ان نعلم الناس أن هذا خطأ وسيأتي معنا عدة نمازج في هذا الأمر من الأمر المهم وهذا على عاتق العلماء والخطباء والدعاة والموجهين والمرشدين والأساتذة هذا واجب غلينا جميعاً أن نعلم الناس قبل أن يقعوا في الخطأ يعني أضرب لكم مثالاً الحج عبادة عظيمة الآن لو تريد أن تنظر إلى الكتب التي أولفت بالحج أنا أجزم أنها تتعدى مائتين مؤلف لو أردنا أن ننظر إلى حجة النبي صلى الله عليه وسلم التي وصفها لنا جابر ابن عبد الله في صحيح البخاري هل تعرفون كم صفحة ليست كم مجلد حجة النبي صلى الله عليه وسلم كما رواها جابر ابن عبد الله في صفحتين لكن كما قال علي ابن أبي طالب يقول العلم نقطة من كثرها يقول العلم نقطة كثرها الجهال لو تعلم الناس حج النبي صلى الله عليه وسلم وقاموا بسنته وفعلوا ما قاله حجوا كما رأيتموني أحج وصلوا كما رأيتموني أصلي لكان العلم أبسط مما يتصوره الناس لكن شدد الناس على أنفسهم فشدد الله عز وجل عليهم من المنهج النبوي في تعليم الخطأ التفريق بين المخطئ الجاهل والمخطئ المتعمد تأملوا الآن في هذا الحديث الصحابي الجليل معاوية ابن الحكم السلمي اسلم وأمن بالله عز وجل فأتى من الأعراب أتى من البادية رجل أعرابي أتى من البادية يقول دخلت في المسجد فوجدت النبي صلى الله عليه وسلم يصلي والصحابة من خلفه يقول أنا أصلي مع النبي عليه الصلاة والسلام فوطأت برأسي فجأة عطس أحد الصحابة فلما عطس قلت يرحمك الله وهو يصلي يقول فرماني القوم بأبصارهم يقول أحسست أن الناس كلهم ينظرون إلي فقلت واه يعين زودها قال واه ثكلى أميا ما شأنكم تنظرون إلي هو الآن يصلي واه ثكلى أميا ما شأنكم تنظرون إلي الآن أخطأ أولاً يوم قال يرحمكم الله فلما رآهم قال واه ثكلى أميا فقام الصحابة يضربون على أفخاذهم يقول فسكت الرجل يقول لما نصرف النبي صلى الله عليه وسلم من الصلاة لما فرغ من صلاته يقول ذهبت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا فلان يقول انظر يقول والله رسول الله ما نهرني ولا كهرني ولا قال لي شيء وإنما قال لي يا معاوية إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس إنما هي لذكر الله وقراءة القرآن يقول والله ما رأيت معلماً قط أفضل ولا أحسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني انظر الآن إلى النبي صلى الله عليه وسلم كيف تعامل مع هذا الرجل الذي أخطأ في فريضة من فرائض الله وأخطأ في عبادة عظيمة كالصلاة كيف تعامل معها يقول ما نهرني ولا كهرني وإنما قال لي إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس إنما هي لذكر الله ولقراءة القرآن هذا الرجل الآن جاهل لكن تعالوا ننظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم كيف كان أيضاً يعلم الإنسان إذا أخطأ متعمداً جاء في مستند الإمام احمد عن المغيرة ابن شعبة أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول مغيرة كان النبي صلى الله عليه وسلم يأكل الطعام وكنا نتناول الطعام معه وحان وقت الصلاة قام الصحابة يصلون وقام النبي صلى الله عليه وسلم إلى صلاته يقول المغيرة ابن شعبة فأتيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقدمت له الوضوء فانتهرني يقول قدمت له ماء من أجل أن يتوضأ يقول فانتهرني وقال ورائك اذهب يقول فساءني الأمر ما الذي ساءك يقول أنا الذي ساءني أنني خفت أن النبي صلى الله عليه وسلم غاضب مني خفت أن الله عز وجل قد سخط عليّ خفت من عذاب الله خفت من عقاب الله يا أخي انظر الآن يا إخوان انظر الآن يعني ما الذي أزعجه وأقلق حياته أن النبي صلى الله عليه وسلم انتهره وقال وراءك يقول فذهبت إلى عمر ابن الخطاب يقول أريد واسطة أريد أعرف ما المشكلة فذهب عمر ابن الخطاب إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال يا نبي الله إن المغيرة قد شق عليه انتهارك وخشي أن يكون في نفسك عليه شيء ترى هذا أدب عظيم إذا أخطأ عليك أخوك وهو لا يعرف أنه أخطأ عليك فاذهب إليه قول ترى أنا أجد في نفسي عليك أنا في نفسي عليك شيء أريدك أن تصحح هذا الخطأ سمعت أنك تقول عني كذا وكذا حتى لا يأتي الشيطان ويفرق بين الأصحاب ولهذا قال يا رسول الله عن المغيرة ابن شعبة قد ساءه أن نهرته وإنه يخشى من عذاب الله قال صلى الله عليه وسلم ليس عليه في نفسي شيء ولكنني لو توضأت لظن الناس أن الطعام ينقض الوضوء ولقام الناس كلهم يتوضئون فهذا الذي جعلني أقول له ورائك فانظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم كيف استطاع أن يوصل المعلومة الصحيحة إلى قلب هذا الصحابي الجليل وأن يرفع أيضاً من معنوياته وأيضاً كيف أنه قال ليس في نفسي عليه شيء وإنما هي القضية قضية أنني أردت أن أعلمه كيف أن أكل الطعام لا ينقض الوضوء أيضاً من التفريق بين المخطأ والمتعمد النبي صلى الله عليه وسلم تعرفون في الحديث إذا اجتهد الحاكم فأخطأ فله كم أجر أجر واحد وإذا اجتهد فأصاب فله أجران أحد الصحابة كانوا يعني في خارج المدينة يقول جاء في حديث رواه جابر ابن عبد الله في سننه يقول خرجنا في سفر فأصاب رجلا منا شجه في رأسه جرح عميق في رأسه فأتى إلى أحد الصحابة وقال إني أريد أن أتوضأ والماء موجود فهل يسمح لي أن أتيمم الصحابي قال فلم تجدوا ماء فتيمموا وأنت لديك الماء لا نجد لك عذر قال أنا احتلمت أريد الغسل قال لا نجد لك عذر فاغتسل فمات الرجل شوف بعض الفتاوى تكون قاتلة لذلك العالم يجب عليه أن يتحرى زلة العالم زلة لمن للعالم زلة العالم زلة للعالم ذلك المفتي علي أن يتقي الله وأن يراقب الله سبحانه وتعالى فيما يقول وأن ينظر إلى المصالح وأن ينظر إلى المفاسد قد تقول كلمة يثق بك إنسان فيفعل أمر فإثمه عليك إذا لم تكن متحرياً فلا تفتي حتى تتأكد أن هذا لهذه الفتوى صحيحة وذلك من قالت القرآن برأيه يعني أصاب أو أخطأ فعليه إثم يعني لو قلت والله أظن أن تفسير الآية معناها كذا وطلع تفسيرها صحيح فإنك تأثم لأنك قلت على الله بلا علم فلذلك يجب على الإنسان أن يتحرى الله عز وجل في هذه الأمور الصحابة رضي الله عنهم ذهبوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ذهبوا ليخبروه بالأمر وليبينوا له ما الذي حدث فغضب النبي صلى الله عليه وسلم غضباً شديداً وقال قتلوه قتلهم الله قتلوه قتلهم الله ألا سألوا إذا لم يعلموا فإن شفاء العي السؤال وهذا دعاء من النبي صلى الله عليه وسلم لهم ولمن بعدهم ممن يفتي بغير علم بعض الناس يجلس شبعان متكئ على أريكته يفتي ويضلل عباد الله سبحانه وتعالى إما بإنترنيت أو عن طريق فضائيات أو عن طريق منشورات أو عن طريق كتب وما علم انه يوم القيامة سيحاسبه الله عز وجل على تمزيق وحدة المسلمين وعلى تمزيق أمة لا إله إلا الله وعلى بث الرعب والشقاق والنفاق بين أمة قد أتحدت على كتاب الله وعلى سنة رسوله صلى الله عليه وسلم إذا الواحد منا إذا لم يعلم لا يفتي لا يجتهد إذا لم تكن عندك أدوات الاجتهاد وإنما أوكل الأمر إلى العالم وأوكل الأمر إلى من يعرف والله عز وجل قال فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون فتأملوا هذا الحديث قتلوه قتلهم الله ألا سألوا إذا لم يعلموا فإنما شفاء العي السؤال أيضاً من الأشياء التي ينتبه لها الإنسان في تصحيح الخطأ اعتبار الشخص الذي تريد أن تصحح له الخطأ أنا أذكر شخص ذهبنا إليه وكان يقرأ القرآن ويقول لي يقول أنا كنت أحفظ القرآن كامل لكن لم يبقى معي الآن إلا سورتين ما هي قال سورة الفاتحة وسورة الله أحد فقلت كيف لم يبقى معك إلا سورتين قال هذه التي تبقت معي الفاتحة والله أحد وهؤلاء الناس أساتذة جامعة وأطباء وأناس مثقفين ومتعلمين يقول يريدون أن يخطئوني فيما أقول الآن الرجل عمره الآن تسعين سنة فهو ينظر إلى أن هؤلاء لا يقبل منهم شيء يعني صغار يقول تواً بدئوا يتعلمون ألف باء تاء ثاء وهم أساتذة في الجامعة يعني الواحد منهم قد حصل على شهادة الدكتورة فقلت ما الخطأ الذي عندك قال أنا ليس عندي خطأ قلت طيب أسمعنا القرآن فيسمعنا القرآن آيات ليست في كتاب الله ولا في سنة رسول الله وليست في التوراة ولا في الإنجيل يقول الله أحد الله الصمد راعي الصمد يطرد راعي العمد دوروا في الكفل ما لقوا أحد يقرأ القرآن بهذا المنطق وبهذا وينكر عليهم فقلت أما أنت فإذا قرأت الفاتحة فاركع ولا شيء عليك لماذا أنا ذكرت هذا المثال أنا ذكرت أن هناك أناس قد يكونون يعني الواحد منهم كبير في السن تريد أن تعلمه بعض أحكام الصلاة وسنة النبي ما يتقبل منك فأوكل الأمر إلى إنسان يكون مثله في السن أو بين له بطريقة لبقة وطريقة ميسرة لا يعني أذكر أحدهم أتى إليه قال هذا نعلمه كتاب الله وسنة رسوله ويعرض عن كتاب الله وسنة رسوله قلت هذا غير صحيح هو لا يعرض عن كتاب الله ولا عن سنة رسوله ولو كان يعرض عن كتاب الله وسنة رسوله لم يؤدي الصلاة أبداً فلذلك لا بد أن نحرص على هذا الأمر أنا دائماً أذكر لكم أذكر للجميع دائماً في هذا المقام قصة عمر ابن الجموح رجل سيد من سادات قومه عمره ستين سنة يعبد الأصنام والأوثان أبنائه الواحد منهم عمره ثمانية عشر سنة سبعة عشر سنة يعني لا يقبل منهم شيء أبداً فأرادوا أن يدعوه إلى الإسلام فماذا فعلوا أرادوا أن يقنعوه بالفعل قبل أن يقتنع بقولهم كانوا يأخذون الصنم ويلقون به في مكان مجمع القمامة ويلقون الصنم فيه يأتي عمر ابن الجموح يقول أيش هذا الرب أيش هذا الإله ملقى بين القمامة فيأخذه ويطهره ويطيبه ويقول والله لو أعلم من فعل بك هذا ل أقطعن عنقه اليوم الثاني الأبناء يأخذون الصنم ويلقونه في القمامة فيأتي فيطهره ويطيبه ويعلق السيف في عنقه ويقول إن كنت صادقاً إن كنت إله فدافع عن نفسك أنت الآن لا تستطيع أن تدافع عن نفسك كيف أدعوك وكيف أرجوك وكيف أريد منك الغوث والعون اليوم الثالث لم يجد الصنم مكانه طبعاً لن يسأل عنها أحد لأنه سيعرف أين مكانه فذهب إلى القمامة مباشرة فوجد الصنم ملقياً على وجهه ومربوط بكلب ميت هذا إله قال والله لو كنت إله لم تكن أنت وكلب وسط بئر في قرن أف لملتقاك إله مستدداً الآن فتشناك عن سوء الغبن ثم ذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأعلن الوحدانية لله عز وجل فأنت حتى الإنسان قد يكون كبير في السن قد يكون عنده يعني معلومات خاطئة تستطيع بطريقة لبقة ومهذبة وبتعامل جيد أن تصحح هذا الخطأ الذي وقع فيه هذا الرجل تعرفون قصة الحسن والحسين رضي الله عنهما سيدا شاب أهل الجنة رأوا رجل يتوضأ فكان يتوضأ بطريقة خاطئة الرجل كبير في السن لو ذهبوا إليه هل سيقبل منهم يقول أنتم الآن لا تعرفون الصلاة فضلاً على أن تعلموني أحكام الوضوء فذهبوا إلى هذا الرجل فقال أحدهما أنا وأخي اختلفنا في الوضوء فنريدك أن تعلمنا الطريقة الصحيحة للوضوء قال توضئوا فتوضأ الاثنان بطريقة واحدة فعلم أنهما يريدان تصحيح الخطأ الذي عنده عند ذلك صحح خطأه وعرف كيف الوضوء الشرعي الذي ورد عن أبي القاسم صلى الله عليه وسلم أيضاً فيما يتعلق في تصحيح الأخطاء لا بد أن نقنع الناس أن هذا خطأ يعني قاعدة إن الله يذع بالسلطان مالا يذع بالقرآن صحيحة لكن ليست في كل وقت لا بد أن نقنع الناس أن هذا خطأ وأن نقنع الناس أن هذا صواب وإذا سألوا ما دليلكم على أن هذا خطأ ليس الدليل والله أن السلطان معنا الدليل أن كتاب الله وسنة رسوله معنا تعرفون قصة الشاب في عهد النبي صلى الله عليه وسلم النبي جالس مع أصحابه فقال يا رسول الله أتيتك من أجل مسألة قال ما هي قال أريدك أن تأذن لي في الزنا الآن يتحدث مع من مع النبي صلى الله عليه وسلم ويتحدث في قضية يعني محسومة أنها حرام محسومة عقلاً وشرعاً وعرفاً لا أحد يعني على وجه الأرض يقول الزنا حلال وهو كبيرة من كبائر الذنوب الصحابة غضبوا أرادوا أن يقوموا عليه قال النبي دعوه الآن النبي يريد أن يقنعه بأن هذا الأمر خطأ ودائماً لداعية يحتاج إلى أن يكون عنده الدليل الشرعي والدليل العقلي حتى يقتنع الناس بقوله فقال هذا النبي صلى الله عليه وسلم يا فلان هل ترضاه لأمك قال لا قال كل الناس لا يرضونه لأمهاتهم هل ترضاه لأختك قال لا قال كل الناس لا يرضونه لأخواتهم هل ترضاه لعمتك قال لا قال والناس لا يرضونه لعماتهم هل ترضاه لخالتك قال لا يا رسول الله والناس لا يرضونه لخالاتهم عند ذلك وضع النبي يده على صدره هذه وصفة سحرية هذه معجزة وكرامة من كرامات الله سبحانه وتعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم وضع يده على صدره وقال اللهم كفر ذنبه وطهر قلبه وحصن فرجه الآن هذا الشاب ماذا وجد من النبي صلى الله عليه وسلم هل قال خلص لا أنا رسول الله وقلت لك الشيء هذا انتهى الأمر مع أنه يعني النبي إذا أمر بشيء يجب علينا أن ننفذه النبي صلى الله عليه وسلم عالم الأمة وقائد الأمة المفتي الإمام الذي حمل هذه الأمة على عاتقه ومع ذلك وجد لديه فراغ أن يتحدث إلى هذا الشاب وأن يقنعه بأن أمره خطأ بعض الناس يقول والله يا أخي ماني فاضي أقعد أناقش شاب في مسألة طويلة عريضة خلاص القضية حرام يقول لك لا النبي صلى الله عليه وسلم جل معه وأخذ يعطي ويحاور معه والنبي صلى الله عليه وسلم برحمته ويعني بلطف منه عليه الصلاة والسلام كان يفعل هذا الأمر ثم وضع النبي يده على صدره فيه قرب من هذا الشاب أنا أريد هدايتك أنا أريد إرشادك أنا أريدك أن تهتدي أريد أن أنقذك من النار أريد أن أدخلك الجنة اللهم كفر ذنبه وطهر قلبه وحصن فرجه أنت الآن لو تجد إنسان في الشارع ويصافحك بيده وتقول أسأل الله أن يوفقك وأن يغفر لك ويرحمك كيف يكون أثرها في صدره تشرح صدره ويحس أنك قريب منه فالنبي صلى الله عليه وسلم فعل هذا ولذلك ماذا قال هذا الشاب قال والله ما رفعه يده عن صدري وفي قلبي ميل إلى شهوة ستطهر قلبه تطهر فؤاده بسبب قربه من محمد عليه الصلاة والسلام وهذا الذي نريده أن يكون في الدعاء وأن يكون في المصلحين وأن يكون في العلماء و أن يكون في الأخيار و أن يكون في المربين و أن يكون في المعلمين و أن يكون في الآباء والأمهات أن يكون هذا الأسلوب النبوي في تعاملهم مع الأخطاء وفي علاجهم لأخطاء الشباب وأخطاء المراهقين وأخطاء كل من وقع في خطأ أسأل الله أن يفقهنا في الدين وأن يعلمنا التأويل وأن يجعلنا وإياكم عز وجل بمنه و كرمه ممن استمعوا القول فيتبعوا أحسنه إلى لقاء قادم إن شاء الله السلام عليكم و رحمة الله وبركاته .
يتبع إن شاء الله تعالى..


المنهج النبوي في التعامل مع الأخطاء (خمس حلقات) 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 48337
العمر : 71

المنهج النبوي في التعامل مع الأخطاء (خمس حلقات) Empty
مُساهمةموضوع: المنهج النبوي في التعامل مع الأخطاء ( 4 )   المنهج النبوي في التعامل مع الأخطاء (خمس حلقات) Emptyالخميس 09 سبتمبر 2010, 3:07 pm

المنهج النبوي في التعامل مع الأخطاء ( 4 )
الشيخ / راشد بن عثمان الزهراني
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ومصطفاه نبينا محمد نبيه الآمين وعلى آله وصحبه والتابعين وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين اللهم لك الحمد كالذي نقول وخيراً مما نقول لك الحمد بالإسلام و لك الحمد بالقرآن و لك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام لك الحمد كله وبيدك الأمر كله وإليك يرجع الأمر كله أوله وأخره على نيته وسره لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد من كالجد اللهم لك الحمد بالإسلام و لك الحمد بالقرآن و لك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام أيها الإخوة والأخوات سلام الله عليكم ورحمته وبركاته وأسأل الله العظيم رب العرش الكريم بمنه وكرمه أن يجعلنا وإياكم ممن استمعوا القول فيتبعوا أحسنه وأساله عز وجل أن يجعلنا وإياكم ممن امتلأت قلوبهم بالإيمان وسعدت أرواحهم بذكر الله الواحد الديان أسأله عز وجل بمنه وكرمه أن يغفر لنا وأن يرحمنا جميعاً أسأله سبحانه وتعالى بمنه وكرمه كما جمعنا وإياكم في هذه الأرض أن يجمعنا يوم العرض في مستقر رحمته في يوم لا ينفع فيه مالٌ ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم لازلنا نتحدث عن المنهج النبوي في تصحيح الأخطاء ولا شك أن مثل هذه الحلقات وإقامة مثل هذه الدروس تعطي انطباعا عن كيفية تعامل المسلمين مع غيرهم سواءً تعامل المسلم مع غيره سواءً كان مسلم أو يهودياً أو نصرانياً أو وثنياً أو مخالفاً له في عقائده ونحو ذلك فهذه المحاضرات وهذه الدروس لاشك أنها تعطي شيئاً عن سماحة الإسلام وتعطي شيئاً من مكانة هذا الدين وأنه صالح لكل زمان وكل مكان وتعطيك أيضاً نبذة عن أخلاق المصطفى صلى الله عليه وسلم وعن تعامله مع الناس على اختلاف مستوياتهم ونحلهم ومللهم يعني لعلنا الآن نكمل هذه المسيرة بتصحيح النبي صلى الله عليه وسلم لأخطاء الآخرين لعل من الأشياء العظيمة التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعامل فيها في تصحيح الخطأ هو عنصر هام جداً وهذا العنصر هو محاورة النبي صلى الله عليه وسلم للآخرين أنت لديك عقيدة صحيحة مقتنع بها اعلم أن الآخرين لديهم عقيدة هم مقتنعون بها لكن كيف تستطيع أن تتحاور مع الناس البعض دائماً ينظر إلى الناس نظرة استعلاء ونظرة غرور ونظرة تأمل الآن في سويد ابن الصامت رجل شاعر لبيب عاقل يعني له مكانته بين قومه ولديه من الفصاحة والبلاغة الشيء الكبير أتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم النبي دائماً يدعو إلى الإسلام فأراد أن يعرض عليه الإسلام والقرآن ولاشك أن هداية مثل الشعراء والخطبا كان هناك هم أصحاب الوسائل الإعلام يعني شاعر مثل الآن بعض وسائل الإعلام ترفع دولة وتهوي بأخرى فكذلك الشاعر في ذلك الوقت كان الناس يخافونه كانوا يخافون من ألسنة الشعراء فالآن الناس يخافون من ألسنة الإعلاميين والصحفيين لأنهم هم الذين يملكون الأداة التي توثر في الرأي العام أتى سويد ابن الصامت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فعرض عليه النبي الإسلام وبين له شريعة القرآن فقال له سويد ابن الصامت يا محمد لعل الذي معك مثل الذي معي هل قال له النبي كيف تقول الذي معك أفضل من القرآن قال وما الذي معك قال معي حكمة لقمان قال اسمعني إياها فاسمعه حكمة لقمان النبي صلى الله عليه وسلم خلال سماعه خلال تلاوة الرجل حكمة لقمان النبي ينصت ويستمع لما فرغ النبي صلى الله عليه وسلم لما فرغ سويد ابن الصامت قال له النبي لكن الذي معي خير منه الآن النبي سيقرأ ماذا تتوقعون من الرجل أن ينصت ويستمع لأن النبي بادله نفس الأمر وقرأ النبي القرآن وتلا عليه شيئاً من آيات الله الكريم الرحمن فما فرغ النبي من تلاوته إلا وهو يقول والله إن الذي معك خير من الذي معي هذا هو قضية كيف تتعامل مع الناس عن أردت أن يصغي لك الناس فأصغي إليهم عن أردت أن ينصت لك الناس فأنصت إليهم وهذا ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم مع هذا الرجل بل أكبر من ذلك حينما أتى عتبة ابن ربيعة الآن عتبة ابن ربيعة النبي يريد أن يصحح خطأ لدى عتبة ابن ربيعة هو أيش عبادته لغير الله عز وجل الرجل كبير في السن ومقدر ومحترم عند قومه لابد أن النبي صلى الله عليه وسلم أن يقدره وأن يفعل له هذا الأمر قال يا محمد والله ما رأينا رجلاً أشأم على قومه منك سفهت أحلامنا وعبت ديننا يا محمد من خير أنت أم أبوك عبد الله سكت البني من خير أنت أم هاشم سكت النبي من خير أنت أم عبد المطلب فسكت النبي قال يا محمد إن كنت تزعم أنك خير من هؤلاء فأسمعنا وإن كنت ترى أنهم خير منك فقد عبدوا الآلهة التي عبتها يا محمد إن كنت تريد المال أعطيناك المال حتى تكون أغنانا وإن كنت تريد النساء فأنظر إلى أي امرأة نزوجك إياها وعشرة مثلها وإن كان إنما جعلك تدعوا هو الملك نجعلك ملك علينا ماذا تريد قال له النبي أفرغت شوف الأدب أفرغت قال نعم
قال والله ما أتيت لأطلب مالاً ولا ملكاً ولا جاهاً ولكن الله ابتعثني لتبليغ دينه فإن قبلتم فهذا الأمر إليكم وإن رددتموه فالأمر إلى الله يحكم بيني وبينكم وهو خير الحاكمين استمع إلى قول الله عز وجل فقرأ عليه سورة فصلت حتى بلغ قول الله عز وجل فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقتاً مثل صاعقة عادل وثمول قال فأخذ يده ووضعها على فم النبي صلى الله عليه وسلم وقال نشدتك الله والرحم أن تكف عنا لأنهم كانوا يعلمون أن النبي صلى الله عليه وسلم إذا قال شيء لابد أن يقع فانظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنصت للرجل فأنصت له الرجل وعند ذلك يجد قبول فوجد قبولاً لم يسلم ولكنه ذهب إلى قومه وقال يا قوم دعوا هذا الرجل يبلغ دين الله عزه عزكم وشرفه شرفكم وإن مات فقد قتل بغير أيديكم لكنهم لم يستمعوا ولم ينصتوا لهذا الأمر أيضاً مما ينبغي لنا أن نعتني به من تصحيح الأخطاء ألا نتسرع في تصحيح الخطأ نحن ذكرنا أن تصحيح الخطأ لابد أن يكون بعبء لكن يجب علينا أن لا نتسرع في تصحيح الخطأ إلا إن اقتنعنا جازمين أن هذا خطأ تعلمون إن القرآن نزل على سبعة أحرف كان أحد الصحابة وهو هشام ابن حكيم يقرأ القرآن فجلس مع عمر ابن الخطاب فقرأ سورة الفرقان فغضب عليه عمر وقال ما هكذا أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ هشام ابن حكيم إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال يا رسول الله إن هذا الرجل يقرأ بغير القرآن الذي نزل قال اقرأ يا هشام فقرأ هشام اقرأ يا عمر فقرأ عمر قال كلاكما محق نزل القرآن على سبعة أحرف فحينما نريد أن نصحح خطأ لابد أن نتأكد أنه خطأ لابد قد يكون للرجل تأويل قد يكون له دليل فلابد أن نتعامل بهذه الطريقة أيضاً حينما نريد أن نصحح الخطأ لابد أن نقدم البديل ديننا ولله الحمد غني يعني حينما حرم الله الربا أحل ماذا أحل البيوع الآن المعاملات البنكية تجد أنواع كثيرة كلها محرمة وهناك معاملات أضعاف مضاعفة وتدر مالاً وربحاً عظيماً لم تستغل ولم تستفاد طيب يا إخوان الله أحل الله البيع وحرم الربا الصحابة كانوا رضي الله عنهم وأرضاهم قبل أن يسلموا من الصلاة يقولون السلام على الله السلام على الله فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم لا تقولوا السلام على الله لا تقولوا السلام على الله لأن الله هو السلام ولكن قولوا الآن البديل ما هو البديل قال ولكن قولوا التحيات لله في الصلوات والطيبات الذي هو دعاء التحية فهذا النبي صلى الله عليه وسلم قدم لنا بديل في هذا الأمر وكذلك الدعاء وكذلك المصلحين والمرشدين والآباء إذا منعوا الناس من شيء لا بد أن يقدموا لهم بديلاً نافعاً يستفيدون منه وفي يعني ما أحله الله سبحانه وتعالى غنية ما حرم الله كذلك عند تصحيح الخطأ لنحذر من التسمية قد يكون الأمر عام وقد يكون الأمر شائع فليس من المناسب أن يأتي الإنسان على منبر يحضره آلاف مؤلفة ويقول فلان ابن فلان الفلاني أخطأ في المسألة الفلانية لكن نقول كما قال النبي صلى الله عليه وسلم يعني انظر إلى الفرق الآن فلان الفلاني فعل كذا النبي ماذا كان يقول ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا أنا لا يهمني من وقع في الخطأ أنا يهمني تصحيح هذا الخطأ ويحدث هذا الأمر بطريقة النبوية التي فعلها النبي عليه الصلاة والسلام أيضاً من الأساليب في تصحيح الخطأ أن لا يطغى الشيطان علينا أثناء تصحيح الخطأ أتى رجل سكران إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخذ الصحابة يقذفونه ويرمونه ويضربونه فلما فرغوا قال أحدهم لعنه الله ما أكثر ما يؤتى به لعنه الله ما أكثر ما يؤتى به فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تلعنوه ولا تكونوا عوناً للشيطان على أخيكم فهذا أيضاً من المنهج النبوي الذي رسمه لنا نبينا صلى الله عليه وسلم من المنهج النبوي العظيم تبين الحق ومخاطبة أيضاً كما أننا نخاطب أيضاً بالعلم والكتاب والسنة لا بد أن نخاطب أيضاً العواطف سأذكر لكم مثالاً عظيماً مثال يسطر بمداد من ذهب مثال تقشعر له الأبدان مثال أبكى الصحابة الكرام مثال يدلك على الرحمة التي في قلب النبي صلى الله عليه وسلم ويدلك على الإيمان العظيم الذي كان في قلوب الصحابة رضي الله عنهم مثال ما أعظمه مثال يدلك على تلك النفوس الأبية وتلك القلوب التقية وتلك الأرواح الزكية التي تربت في مدرسة محمد صلى الله عليه وسلم فما أعظم النبي صلى الله عليه وسلم وما أعظم صحابته الكرام يقول الله عز وجل من المؤمنين رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضا نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا النبي صلى الله عليه وسلم في يوم من أيامه الخالدة في يوم رفع الله عز وجل فيه راية الإسلام وأهوى براية المشركين في يوم انتصر فيه الإيمان وانتصر فيه القرآن وانتصرت فيه سنة محمد عليه الصلاة والسلام وإذا بتلك الغنائم العظيمة وبتلك الأموال الكبيرة بعد غزوة حنين فيأتي النبي صلى الله عليه وسلم يوزع الغنائم يوزع أموال هائلة فيأتي أحد الصحابة وهو معاوية ابن أبي سفيان فقال يا رسول الله أعطني فأعطاه مئة من الإبل قال وابني يزيد فأعطاه مئة قال وانبي معاوية فأعطاه مئة ثم أتى الناس النبي صلى الله عليه وسلم يعطي عطاء من لا يخشى الفقر هل سمعتم برجل كريم مثل النبي علبيه الصلاة والسلام هل مر بكم كرم مثل كرم محمد عليه الصلاة والسلام يعطي عطاء من لا يخشى الفقر حتى كان صلى الله عليه وسلم حتى أتى إليه الأعرابي يمدون أيديهم وقال يا قوم على رسلكم على مهلكم فكل هذه الأموال والله ليس لي فيها إلا الخبز وهو مردود عليكم حتى النبي أعطى المهاجرين وأعطى الأنصار أعطى المهاجرين جميعاً أعطى المؤلف قلوبهم بقي فئة لم يعطها النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً تعلمون من هم الأنصار أعطى المهاجرين أعطى من دخلوا في الإسلام قريباً لم يبقى إلا الأنصار وهم أحق الناس بهذه الأموال يعني حينما تنظر أنت هؤلاء القوم حموا الرسول الله حموا رسول الله وحموا نبي الله صلى الله عليه وسلم ضحوا بأرواحهم ضحوا بأموالهم ضحوا بأهلهم ضحوا بكل ما يملكون من أجل دين الله عز وجل فوجدوا في أنفسهم لكنهم لم يسكتوا لم يكتموا هذا الأمر في أنفسهم وإنما أرسلوا الصحابي الجليل سعد أرسلوه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا رسول الله إن أهل هذا الحي من الأنصار قد وجودا عليك في أنفسهم قال ولما قال يا رسول الله أعطيت المهاجرين وأعطيت القريب وأعطيت البعيد ولم تعطهم شيئاً قال وأين أنت يا سعد قال يا رسول الله ما أنا إلا واحد من قومي رأيتم قوة الإيمان لم ينافق وقال لا والله هذا رأي أصحابي أما أنا الذي تراه يا رسول الله قال يا رسول الله ما أنا إلا واحد من أصحابي قال يا سعد اجمع لي أصحابك فجمع أصحابه وأدخل النبي بعض المهاجرين الآن النبي صلى الله عليه وسلم يقف في الناس خطيبا الأنصار يريدون أن يستمعوا لكل كلمة من المعلم الأول ومن المربي ومن القائد ومن العظيم ومن الحليم عليه الصلاة والسلام قام عليه الصلاة والسلام فحمد الله وأثنى على الله عز وجل قال يا معشر الأنصار ما مقالة بلغتني عنكم وموجدة وجتموها عليّا في نفوسكم يا معشر الأنصار أوجدتم عليّا في لعاعة من الدنيا دفعت بها إلى أقوام أتألفهم على الإسلام ووكلتكم إلى إسلامكم اللعاعة هي القطرات التي تتبقى في الإناء كل هذه الأموال التي أنفقها يراها النبي صلى الله عليه وسلم كأنها لعاعة كأنها قطرات ماء أوجدتم عليّا في لعاعة من الدنيا دفعت بها إلى أقوام أتألفهم على الإسلام وأنتم أهل الإسلام وأهل الإيمان وكلتكم إلى إسلامكم فطأطأة الصحابة برؤوسهم وهم يستمعون إلى هذا المنطق الرائع العجيب يا معشر الأنصار قولوا قالوا يا رسول الله وماذا عسانا أن نقول قال أما إنكم لو قلتم أتيتنا فقيراً فواسيناك وطريداً فآويناك وفقيراً فأغنيناك لصدقتم وصدقتم قالوا الفضل والمن لله ولرسوله قال يا معشر الأنصار أما ترضون أن يذهب الناس بالشاة والبعير وتذهبون برسول الله دعوا الناس يذهبون بالأموال يذهبون بالشاة يذهبون بالبعير لكن أنتم تذهبون بمحمد أنتم تذهبون بخير الإنسانية أنتم تذهبون بأطهر من مشا على الأرض ألا ترضون أن يذهب الناس بالشاة والبعير وتذهبون أنتم برسول الله فطأطأة الصحابة برؤوسهم ويبكون بكاءً عظيماً حتى تقاطرت دموعهم على لحاهم وأراهم يقولون الفضل والمن لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم فقال عليه الصلاة والسلام اللهم أرحم الأنصار اللهم ارحم الأنصار اللهم ارحم الأنصار وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار الناس دثار والأنصار شعار اللهم ارحم الأنصار هكذا كان صلى الله عليه وسلم يعالج الأخطاء وهكذا كان صلى الله عليه وسلم يتعامل مع صحابته الكرام أرئيتم هذا الموقف العظيم بالله عليكم كيف تتوقعون قلوب الصحابة بعد هذا الأمر كيف تتوقعون نفوس الصحابة بعد تصحيح هذا الخطأ تاقت نفوسهم إلى الآخرة تعلقت قلوبهم بربهم أحبوا نبيهم صلى الله عليه وسلم فرضي الله عنهم وأرضاهم أيضاً من أساليب تصحيح الخطأ كيف نصحح الخطأ مع أهل الفضل وأهل العلم نحن تحدثنا عن قصة يعيش ابن طهفت الغفاري وكيف أن النبي وجده نائماً على بطنه فركضه وقال هذه ضجعة يبغضها الله ورسوله لكن قلنا هذا الأمر لا يصلح مع الجميع ولا تقبل من أي شخص يتقبل من النبي لكن لا يتقبل من أحد الناس تعالوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصحح أحد الأخطاء من الصحابي الجليل أبي بكر رضي الله عنه وأرضاه يأتي تقول عائشة كان النبي صلى الله عليه وسلم مع صحابته الكرام في سفر عمرة أو حج وهم محرمون كان النبي مع صحابته وهم محرمون وكان أبو بكر رضي الله عنه معه غلامه فلما أتى اليوم التالي قال أبي بكر لغلامه أين الناقة قال لقد ظلت فأخذ أبو بكر رضي الله عنه يعاتب هذا الغلام ويعنفه والنبي وهو محرم فالنبي صلى الله عليه وسلم يتبسم هذا خطأ فالنبي يتبسم ويقول انظروا إلى هذا المحرم ماذا يصنع انظروا إلى هذا المحرم ماذا يصنع هذا الأمر ينفع مع أبي بكر أبو بكر تأثر من هذه الكلمة وهو النبي يتبسم ويقول انظروا إلى ما يصنع هذا المحرم فاعتقه أبو بكر رضي الله عنه وهكذا ينبغي أن نعرف كيف نصحح الأخطاء مع أهل الفضل ومع أهل العلم ومع غيرهم أيضاً من مبادئ تصحيح الخطأ أن نصحح الأفكار وأن نصحح المفاهيم بعض الناس يفعلون عبادة يتقربون بها إلى الله لكن هذا المفهوم خاطئ وهذه العبادة غير صحيحة أتى ثلاثة رهط من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم إلى بيوت أزواج النبي عليه الصلاة والسلام يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم لما سمعوا عبادة النبي كأنهم تقالوا العبادة لكن قالوا هذا رسول الله قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه ما تقدم وما تأخر أما نحن لا بد أن نكثر من العبادة ونكثر من الصلاة والصيام فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم قال أحد هؤلاء الثلاثة أما أنا فأقوم الليل ولا أنام يقول أنا دائماً أصلي صلاة الليل قال الآخر وأما أنا فأصوم النهار ولا أفطر دائماً يصوم ولا يفطر قال الآخر الثالث وأما أنا فلا أتزوج النساء أنا راحل متبتل منقطع لعبادة الله عز وجل لما علم النبي صلى الله عليه وسلم استدعى هؤلاء الثلاثة قال أما أن أخشاكم لله وأتقاكم لله من قال أنا رسول الله أتقى الناس لله وأخشى الناس لله وأعبد الناس لله عز وجل قال أما أن أخشاكم لله وأتقاكم لله أنا ولكنني أصوم وأفطر وأقوم وأنام وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني الآن لنبي صلى الله عليه وسلم كيف صحح التصور هو عندهم تصور أن أنهم لا بد أن يكونوا أكثر عبادة من النبي لماذا لأن النبي صلى الله عليه وسلم رجل غفر الله له ما تقدم من ذنب وما تأخر فقال لا أنا أنام وأقوم وأصوم وأفطر وأتزوج النساء ومع ذلك أنا أتقاكم لله وأنا أكثر عبادة منكم فالعبادة ليست في كثرة الركعات وإنما في قرب الإنسان من رب البريات وخالق الأرض والسماوات سبحانه وتعالى فهذا مثل عظيم يعطيك في تصحيح التصور وتصحيح الأخطاء لعل أيضاً النبي صلى الله عليه وسلم كان يصحح أفكار الناس في نظرتهم للآخرين النبي صلى الله عليه وسلم جالس مع أصحابه تعرف الآن للأسف نظرة الناس مادية بحتة مادية يعني لا ينظر الإنسان إلى دينه وخلقه يعني النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا أتاكم من ترضون دينه وترضون خلقه فزوجوه إن لم تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير إذا المعيار هو الدين والخلق الناس الآن لا المعيار ماذا كم عندك في البنك كم عنده سيارة كم عنده من بيت وكم عنده من خدم وكم يملك من أرصدة طبعاً في البنوك الأجنبية ونحو ذلك النبي صلى الله عليه وسلم جالس مع أصحابه فمر رجل غني فقال ما رأيكم في هذا قالوا يا رسول الله هذا رجل حري أن خطب أن يوافق عليه وإن شفع أن يشفع فسكت النبي صلى الله عليه وسلم فأتى رجل آخر مسكين فقير لا يملك شيء قال ما رأيكم في هذا قالوا يا رسول الله هذا حري إن شفع لا يشفع ترد شفاعته وإن تزوج لا يوافق عليه قال صلى الله عليه وسلم ماذا قال قال هذا خير عند الله سبحانه وتعالى من ملئ الأرض من هذا هذا أقرب إلى الله هذا أتقى لله هذا أعبد لله عز وجل هذا خير من ملئ الأرض من مثل هذا إذا أين تصحيح التصور أن الناس لا يقاسون بأموالهم ولا بمناصبهم وإنما يقاسون بدينهم وبأخلاقهم وبأعمالهم التي يتقربون بها إلى الله عز وجل ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم يقول رب أشعث أغبى ذي طمرين مدفوع بالأبواب إن شفع لا يشفع إن شفع لا يشفع أو رب أشعث أغبر ذي طمرين مدفوع بالأبواب إن شفع لا يشفع لو أقسم على الله لأبره الله عز وجل ذلك ترى ورد في السير أن بعض هؤلاء العباد يأتي يقول أقسم عليك يا رب إلا أنزلت كذا فيكون ما أراد لذلك أحد العلماء رأى أحد السلف الصالح وهو يشير بسبابته قال قوموا كانوا في معركة قوموا ادعوا الله استغيثوا بالله استعينوا بالله فسأل القائد عن أحد العلماء أين هو فقالوا وجدناه رافعاً سبابته إلى السماء قال أبشروا لقد نصرنا الله لو أقسم على الله لأبره الله سبحانه وتعالى أيضاً من أساليب تصحيح الخطأ التي كان يفعلها النبي صلى الله عليه وسلم مع صحابته الكرام أن يعالج الخطأ بالموعظة يخوف الإنسان بالله سبحانه وتعالى أتى أسامة ابن زيد رضي الله عنه تعرفون حينما قتل رجلاً حينما أراد أن يقتله قال الرجل أشهد أن لا إله إلا الله محمد رسول الله فقتله أسامة ابن زيد فلما علم النبي صلى الله عليه وسلم غضب غضباً شديداً وقال يا أسامة ماذا تفعل بلا إله إلا الله إذا أتت يوم القيامة ماذا تقول قال يا رسول الله والله ما قالها إلا حينما رأى السيف هو لا يريد الإسلام لكن حينما رأى السيف قال أشهد أن لا إله إلا الله وان محمد رسول الله فقال النبي يا أسامة أشققت عن صدره أشققت عن صدره حتى تعلم أنه قالها خوف من السيف أو خوف من الله وهكذا النبي صلى الله عليه وسلم الآن يعالج الخطأ بالخوف من الله أنت إذا أردت أن تغتاب إنسان أو تقول فلان يفعل كذا لأنه يقصد كذا ولأنه يرون كذا هو قال الكلمة الفلاني في الشريط الفلاني أو في الكتاب الفلاني أو العالم الفلاني قال كذا لأنه يريد كذا فنقول له مثل ما قال النبي لأسامة أشققت عن صدره فإذاً نحتاج أن أيضا تكون بالموعظة والتذكير بالله سبحانه وتعالى ومن هذا أيضاً أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى ابن مسعود رضي الله عنه يضرب غلاماً له بالسوط فقال له النبي صلى الله عليه وسلم إذا تذكرت قدرتك عليه فتذكر قدرة الله عليك فأعتقه لوجه الله عز وجل ختام أقول إن تصحيح الأخطاء هو من حقوق المسلم على أخيه إذا رأيت مسلم قد أخطأت يجب عليك أن تصحح خطأه وأن تعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه حينما آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين سلمان الفارسي وبين أبي الدرداء آخى النبي صلى الله عليه وسلم بينهم على أن يتناصحا في الله عز وجل فلما ذهب سلمان الفارسي إلى منزل أبي الدرداء ووجد زوجته عليها ملابس رثة قبل أن ينزل الوحي قال لها سلمان ما هذا الذي أراه قالت أخوك أبو الدرداء لا ينام اللي ويصوم النهار وليس له رغبة فينا فذهب إليه وقال لا بد أن تفطر فأفطر وقال له لا بد أنم تأتي أهلك ولا بد أن تنام من الليل فلما ذهب أبو الدرداء إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال أبو الدرداء فقال يا رسول الله إن سلمان يقول إن لزوجك عليك حق ولأهلك عليك حق ولبدنك عليك حق ولربك عليك حق فأعطي كل ذي حق حقه قال صلى الله عليه وسلم صدق سلمان إن لربك عليك حق ولأهلك عليك حق ولبدنك عليك حق فأعطي كل ذي حق حقه فلنتعامل بهذا المنهج النبوي في تصحيح الأخطاء لعلنا أن نكون متبعين في هذا الأمر لمحمد ابن عبد الله صلى الله عليه وسلم أسأل الله أن يوفقنا وإياكم لما يحب ويرضى وإلى لقاء قادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تم بحمد الله تعالى.


المنهج النبوي في التعامل مع الأخطاء (خمس حلقات) 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 48337
العمر : 71

المنهج النبوي في التعامل مع الأخطاء (خمس حلقات) Empty
مُساهمةموضوع: المنهج النبوي في التعامل مع الأخطاء (خمسة حلقات)   المنهج النبوي في التعامل مع الأخطاء (خمس حلقات) Emptyالأحد 19 سبتمبر 2010, 2:48 pm

المنهج النبوي في التعامل مع الأخطاء ( 3 )
الشيخ / راشد بن عثمان الزهراني
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد الله رب العالمين الحمد الله ولي الصالحين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين أحمده وأشكره وأثني عليه الخير كله واستغفره اللهم لك الحمد كالذي نقول خيراً مما نقول لك الحمد إن رزقتنا وأرشدتنا وهديتنا وعلمتنا سبحانك لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم سبحان الملك التواب سبحان العزيز الوهاب سبحان مسبب الأسباب سبحان خالق خلقه من تراب سبحان الذي خضعت لعظمته الرقاب وذلت لجبروته الصعاب سبحانه ما أعظمه سبحانه ما أكرمه سبحانه ما أحلمه سبحانه ما أعظم شأنه وأعز جلاله سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم سبحان من لو سجدنا في الجباه على حرارة الجمر والمحمي من ألإبري لم نبلغ العشرة من معشار نعمته ولا العشري وعشر من العشري وصلى الله وسلم وبارك على عبده ومصطفاه وخيرته من خلقه ومشتباه صلى الله على نبينا محمد ما هطل الغمام وصدح الحمام وقويضت من القيام وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً مزيداً إلى يوم الدين أما بعد أيها الأخوة والأخوات سلام الله عليكم ورحمته وبركاته وأسعد الله أيامنا وأيامكم بالخير وملئ قلبنا وقلوبكم بالإيمان وجعلنا وإياكم مما يستمع القول فيتبعون أحسنه نسأله عز وجل أنه كما جمعنا في هذه الدار على طاعته أن يجمعنا في مستقر رحمته يوم القرار في يوم لا ينفع فيه لا مال ولا بنون إلا بمن أتى الله بقلب سليم لا زلنا نتحدث عن منهج نبيينا وسيدنا وإمامنا صلى الله عليه وسلم في التعامل مع الأخطاء يعني أنتم لو لاحظتم في الحلقات الماضية يعني لو تتأملون في طريقة النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع الأخطاء لم يكن تعامله مع الأخطاء بطريقة واحدة لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يعامل يعني المخطئ كما يعامل العامل لم يكن صلى الله عليه وسلم يعامل من يقوم بصغيرة كما يعامل من يقوم بالكبيرة لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يعامل علية القوم كما يعامل الناس فكان النبي صلى الله عليه وسلم يراعي مشاعر الناس يراعي أحوال الناس يراعي قلوب الناس وهذا بسبب الرحمة العظيمة التي أسكنها رب العالمين في قلب النبي صلى الله عليه وسلم وهذا أمر في غاية الأهمية يعني تعرفون قصة الإعرابي التي ذكرناها في الحلقة الماضية هذه رحمة لا بد يا أخوة لا بد من الدعاء من المصلحين من المربين من الآباء من الأمهات أن تكون في قلوبهم رحمة يتعاملون بها مع خلق الله عز وجل يتعاملون بها مع المسلم و مع الكافر يتعاملون بها مع الصديق ومع العدو يتعاملون بها مع من يحبون ومن لا يحبون ولا يجريمنكم شنأن قوم على أيش على أن لا تعدلوا أعدلوا هو أقرب للتقوى تأمل الآن النبي صلى الله عليه وسلم يأتي سهيل ابن عمرو سهيل ابن عمرو أحد سادة المشركين وهو الرجل الذي وقع صلح الحديبية في طرف المشركين لما دخل النبي صلى الله عليه وسلم عام الفتح فتح مكة قام عليه الصلاة والسلام في الناس قال أيها الناس ما تظنوني فاعل بكم أنا محمد الذي آذيتموني أنا الذي ظلمتموني أنا الذي فعلتم ما فعلتم بي ما تظنون إني فاعل بكم قالواله أخٌ كريم وابن أخ كريم قال أذهبوا فأنتم الطلقاء يعني أنظر إلى الرحمة العظيمة في قلب النبي صلى الله عليه وسلم الآن أليست فرصة لينتقم منهم الآن هو المسيطر على الوضع الآن هو الرئيس الآن الصحابة من حوله يميناً وشمالاً كلهم يفدي روحه من أجل النبي صلى الله عليه وسلم ومع ذلك قال أذهبوا فأنتم الطلقاء لم يكن هذا في الحسب بل كلن النبي صلى الله عليه وسلم يراعي خواطر آؤلاء القوم ويراعي مشاعرهم رحمة عظيمة في قلبه بالمؤمنين رءوف رحيم يقول النبي يأتي عبد الله ابن سهيل ابن عمر قال يا رسول الله أن أبي سهيل ابن عمر يريد أن يقدم عليك هل تقبله قال نعم فأتى سهيل ابن عمر النبي الآن يسمع مع صحابته الكرام قال لهم سيأتي سهيل ابن عمر فإذا دخل لا يشداً أحدكم النظر إليه لماذا تخيلوا رجل الآن يدخل على النبي صلى الله عليه وسلم وهو متوجس خائف فتخيلوا أنه الآن يدخل على النبي وأول ما يدخل كل واحد من الصحابة ينظر إليه هذه النظرات ستذكره بماضيه هذه النظرات ستذكره بأن هؤلاء القوم يريدون أن ينتقموا منه هذه النظرات ستذكره بما حدث منه عند صلح الحديبية وبما حدث منه وبما فعل بالنبي صلى الله عليه وسلم لكنه قال صلى الله عليه وسلم إذا أتى سهيل ابن عمر فلا يشداً أحدكم النظر إليه لما دخل سهيل ابن عمر طأطأ الصحابة برؤؤسهم الآن الرجل متهيئ أن يستمع من النبي صلى الله عليه وسلم فاستمع من رسول الله وأنصت إلى محمد ابن عبد الله عليه الصلاة والسلام ثم قال يا رسول الله أشهد أن لا آله إلا الله وأنك رسول الله رأى رحمتاً رأى أنه لا يدعوا وإنما يدعوا لدين الله سبحانه وتعالى لا يريد جاه لا يريد منصب لا يريد مال لا يريد إلا أن يتقرب إلى
رب الأرباب سبحانه وتعالى وهذا الذي كان يرجوه عليه الصلاة والسلام ثم تتأمل أن النبي صلى الله عليه وسلم حينما كان يعالج الخطأ لا يعالج الخطأ فيخرج وقلب الذي يعني صاحب الخطأ يكرهه يأتي شيبة ابن عثمان إلى النبي صلى الله عليه وسلم يقول شيبة يقول حينما خرج النبي إلى حنين يقول عزمت أن أقتل النبي وأكون أنا الذي قتلت محمد أفوز بشرف العرب يقول لما كانت عزوة حنين والنبي صلى الله عليه وسلم محاط يقول لما تفرق أصحابه عنه يقول أخذت خنجري وهو مسموم بالسم فدنوت من النبي صلى الله عليه وسلم فالتفت إلي تخيل النبي يلتفت إليه تلك الابتسامة المشرقة بذلك الوجه الوضاء بذلك النور والبهاء فقال صلى الله عليه وسلم لشيبة ابن عثمان يا شيبة بماذا تفكر الله عز وجل أخبر نبييه صلى الله عليه وسلم قال بماذا تفكر يقول قلت لا شيء أنا استغفر الله قال يا شيبة فقال أدنوا مني يا شيبة فدنا منه فوضع صلى النبي صلى الله عليه وسلم يده الكريمة يده الطاهرة يده البرة يده الرحيمة على صدر شيبة ابن عثمان وقال اللهم طهر قلبه اللهم طهر قلبه يقول والله ما رفع النبي صلى الله عليه وسلم يده عني وما على وجه الأرض وجهٌ أحب أليا من وجهه هذه الرحمة العظيمة في قلب النبي صلى الله عليه وسلم ما أتت إلا من إيمان ومن إتباعاً لكلام الله الواحد سبحانه وتعالى يعني تخيل النبي الآن يتعامل مع المشرك ويقول له يا شيبة يعني النبي صلى الله عليه وسلم يتلطف معه بالعبارة ثم يدنوا منه ويقرب وقرب العالم من الناس له أثر عظيم ثم بعد ذلك يدعوا له يقول الرجل يقول والله ما كان على وجه يا رسول الله والله ما كان على وجه الأرض وجهٌ أبغض أليا من وجهك وإنك الآن من أحب الوجوه إلي أشهد أن لا آله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله هكذا كان عليه الصلاة والسلام هكذا كان يحرص على أن يبين لأصحابه هذا الأمر بالرحمة التي ملئها الله عز وجل في قلبه ثم لنعلم شيء أخر حينما نريد أن نصحح الخطأ ليس المراد فقط أن نصحح الخطأ وإنما المراد ان نعلم الناس أن هذا خطأ وسيأتي معنا عدة نمازج في هذا الأمر من الأمر المهم وهذا على عاتق العلماء والخطباء والدعاة والموجهين والمرشدين والأساتذة هذا واجب غلينا جميعاً أن نعلم الناس قبل أن يقعوا في الخطأ يعني أضرب لكم مثالاً الحج عبادة عظيمة الآن لو تريد أن تنظر إلى الكتب التي أولفت بالحج أنا أجزم أنها تتعدى مائتين مؤلف لو أردنا أن ننظر إلى حجة النبي صلى الله عليه وسلم التي وصفها لنا جابر ابن عبد الله في صحيح البخاري هل تعرفون كم صفحة ليست كم مجلد حجة النبي صلى الله عليه وسلم كما رواها جابر ابن عبد الله في صفحتين لكن كما قال علي ابن أبي طالب يقول العلم نقطة من كثرها يقول العلم نقطة كثرها الجهال لو تعلم الناس حج النبي صلى الله عليه وسلم وقاموا بسنته وفعلوا ما قاله حجوا كما رأيتموني أحج وصلوا كما رأيتموني أصلي لكان العلم أبسط مما يتصوره الناس لكن شدد الناس على أنفسهم فشدد الله عز وجل عليهم من المنهج النبوي في تعليم الخطأ التفريق بين المخطئ الجاهل والمخطئ المتعمد تأملوا الآن في هذا الحديث الصحابي الجليل معاوية ابن الحكم السلمي اسلم وأمن بالله عز وجل فأتى من الأعراب أتى من البادية رجل أعرابي أتى من البادية يقول دخلت في المسجد فوجدت النبي صلى الله عليه وسلم يصلي والصحابة من خلفه يقول أنا أصلي مع النبي عليه الصلاة والسلام فوطأت برأسي فجأة عطس أحد الصحابة فلما عطس قلت يرحمك الله وهو يصلي يقول فرماني القوم بأبصارهم يقول أحسست أن الناس كلهم ينظرون إلي فقلت واه يعين زودها قال واه ثكلى أميا ما شأنكم تنظرون إلي هو الآن يصلي واه ثكلى أميا ما شأنكم تنظرون إلي الآن أخطأ أولاً يوم قال يرحمكم الله فلما رآهم قال واه ثكلى أميا فقام الصحابة يضربون على أفخاذهم يقول فسكت الرجل يقول لما نصرف النبي صلى الله عليه وسلم من الصلاة لما فرغ من صلاته يقول ذهبت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا فلان يقول انظر يقول والله رسول الله ما نهرني ولا كهرني ولا قال لي شيء وإنما قال لي يا معاوية إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس إنما هي لذكر الله وقراءة القرآن يقول والله ما رأيت معلماً قط أفضل ولا أحسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني انظر الآن إلى النبي صلى الله عليه وسلم كيف تعامل مع هذا الرجل الذي أخطأ في فريضة من فرائض الله وأخطأ في عبادة عظيمة كالصلاة كيف تعامل معها يقول ما نهرني ولا كهرني وإنما قال لي إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس إنما هي لذكر الله ولقراءة القرآن هذا الرجل الآن جاهل لكن تعالوا ننظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم كيف كان أيضاً يعلم الإنسان إذا أخطأ متعمداً جاء في مستند الإمام احمد عن المغيرة ابن شعبة أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول مغيرة كان النبي صلى الله عليه وسلم يأكل الطعام وكنا نتناول الطعام معه وحان وقت الصلاة قام الصحابة يصلون وقام النبي صلى الله عليه وسلم إلى صلاته يقول المغيرة ابن شعبة فأتيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقدمت له الوضوء فانتهرني يقول قدمت له ماء من أجل أن يتوضأ يقول فانتهرني وقال ورائك اذهب يقول فساءني الأمر ما الذي ساءك يقول أنا الذي ساءني أنني خفت أن النبي صلى الله عليه وسلم غاضب مني خفت أن الله عز وجل قد سخط عليّ خفت من عذاب الله خفت من عقاب الله يا أخي انظر الآن يا إخوان انظر الآن يعني ما الذي أزعجه وأقلق حياته أن النبي صلى الله عليه وسلم انتهره وقال وراءك يقول فذهبت إلى عمر ابن الخطاب يقول أريد واسطة أريد أعرف ما المشكلة فذهب عمر ابن الخطاب إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال يا نبي الله إن المغيرة قد شق عليه انتهارك وخشي أن يكون في نفسك عليه شيء ترى هذا أدب عظيم إذا أخطأ عليك أخوك وهو لا يعرف أنه أخطأ عليك فاذهب إليه قول ترى أنا أجد في نفسي عليك أنا في نفسي عليك شيء أريدك أن تصحح هذا الخطأ سمعت أنك تقول عني كذا وكذا حتى لا يأتي الشيطان ويفرق بين الأصحاب ولهذا قال يا رسول الله عن المغيرة ابن شعبة قد ساءه أن نهرته وإنه يخشى من عذاب الله قال صلى الله عليه وسلم ليس عليه في نفسي شيء ولكنني لو توضأت لظن الناس أن الطعام ينقض الوضوء ولقام الناس كلهم يتوضئون فهذا الذي جعلني أقول له ورائك فانظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم كيف استطاع أن يوصل المعلومة الصحيحة إلى قلب هذا الصحابي الجليل وأن يرفع أيضاً من معنوياته وأيضاً كيف أنه قال ليس في نفسي عليه شيء وإنما هي القضية قضية أنني أردت أن أعلمه كيف أن أكل الطعام لا ينقض الوضوء أيضاً من التفريق بين المخطأ والمتعمد النبي صلى الله عليه وسلم تعرفون في الحديث إذا اجتهد الحاكم فأخطأ فله كم أجر أجر واحد وإذا اجتهد فأصاب فله أجران أحد الصحابة كانوا يعني في خارج المدينة يقول جاء في حديث رواه جابر ابن عبد الله في سننه يقول خرجنا في سفر فأصاب رجلا منا شجه في رأسه جرح عميق في رأسه فأتى إلى أحد الصحابة وقال إني أريد أن أتوضأ والماء موجود فهل يسمح لي أن أتيمم الصحابي قال فلم تجدوا ماء فتيمموا وأنت لديك الماء لا نجد لك عذر قال أنا احتلمت أريد الغسل قال لا نجد لك عذر فاغتسل فمات الرجل شوف بعض الفتاوى تكون قاتلة لذلك العالم يجب عليه أن يتحرى زلة العالم زلة لمن للعالم زلة العالم زلة للعالم ذلك المفتي علي أن يتقي الله وأن يراقب الله سبحانه وتعالى فيما يقول وأن ينظر إلى المصالح وأن ينظر إلى المفاسد قد تقول كلمة يثق بك إنسان فيفعل أمر فإثمه عليك إذا لم تكن متحرياً فلا تفتي حتى تتأكد أن هذا لهذه الفتوى صحيحة وذلك من قالت القرآن برأيه يعني أصاب أو أخطأ فعليه إثم يعني لو قلت والله أظن أن تفسير الآية معناها كذا وطلع تفسيرها صحيح فإنك تأثم لأنك قلت على الله بلا علم فلذلك يجب على الإنسان أن يتحرى الله عز وجل في هذه الأمور الصحابة رضي الله عنهم ذهبوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ذهبوا ليخبروه بالأمر وليبينوا له ما الذي حدث فغضب النبي صلى الله عليه وسلم غضباً شديداً وقال قتلوه قتلهم الله قتلوه قتلهم الله ألا سألوا إذا لم يعلموا فإن شفاء العي السؤال وهذا دعاء من النبي صلى الله عليه وسلم لهم ولمن بعدهم ممن يفتي بغير علم بعض الناس يجلس شبعان متكئ على أريكته يفتي ويضلل عباد الله سبحانه وتعالى إما بإنترنيت أو عن طريق فضائيات أو عن طريق منشورات أو عن طريق كتب وما علم انه يوم القيامة سيحاسبه الله عز وجل على تمزيق وحدة المسلمين وعلى تمزيق أمة لا إله إلا الله وعلى بث الرعب والشقاق والنفاق بين أمة قد أتحدت على كتاب الله وعلى سنة رسوله صلى الله عليه وسلم إذا الواحد منا إذا لم يعلم لا يفتي لا يجتهد إذا لم تكن عندك أدوات الاجتهاد وإنما أوكل الأمر إلى العالم وأوكل الأمر إلى من يعرف والله عز وجل قال فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون فتأملوا هذا الحديث قتلوه قتلهم الله ألا سألوا إذا لم يعلموا فإنما شفاء العي السؤال أيضاً من الأشياء التي ينتبه لها الإنسان في تصحيح الخطأ اعتبار الشخص الذي تريد أن تصحح له الخطأ أنا أذكر شخص ذهبنا إليه وكان يقرأ القرآن ويقول لي يقول أنا كنت أحفظ القرآن كامل لكن لم يبقى معي الآن إلا سورتين ما هي قال سورة الفاتحة وسورة الله أحد فقلت كيف لم يبقى معك إلا سورتين قال هذه التي تبقت معي الفاتحة والله أحد وهؤلاء الناس أساتذة جامعة وأطباء وأناس مثقفين ومتعلمين يقول يريدون أن يخطئوني فيما أقول الآن الرجل عمره الآن تسعين سنة فهو ينظر إلى أن هؤلاء لا يقبل منهم شيء يعني صغار يقول تواً بدئوا يتعلمون ألف باء تاء ثاء وهم أساتذة في الجامعة يعني الواحد منهم قد حصل على شهادة الدكتورة فقلت ما الخطأ الذي عندك قال أنا ليس عندي خطأ قلت طيب أسمعنا القرآن فيسمعنا القرآن آيات ليست في كتاب الله ولا في سنة رسول الله وليست في التوراة ولا في الإنجيل يقول الله أحد الله الصمد راعي الصمد يطرد راعي العمد دوروا في الكفل ما لقوا أحد يقرأ القرآن بهذا المنطق وبهذا وينكر عليهم فقلت أما أنت فإذا قرأت الفاتحة فاركع ولا شيء عليك لماذا أنا ذكرت هذا المثال أنا ذكرت أن هناك أناس قد يكونون يعني الواحد منهم كبير في السن تريد أن تعلمه بعض أحكام الصلاة وسنة النبي ما يتقبل منك فأوكل الأمر إلى إنسان يكون مثله في السن أو بين له بطريقة لبقة وطريقة ميسرة لا يعني أذكر أحدهم أتى إليه قال هذا نعلمه كتاب الله وسنة رسوله ويعرض عن كتاب الله وسنة رسوله قلت هذا غير صحيح هو لا يعرض عن كتاب الله ولا عن سنة رسوله ولو كان يعرض عن كتاب الله وسنة رسوله لم يؤدي الصلاة أبداً فلذلك لا بد أن نحرص على هذا الأمر أنا دائماً أذكر لكم أذكر للجميع دائماً في هذا المقام قصة عمر ابن الجموح رجل سيد من سادات قومه عمره ستين سنة يعبد الأصنام والأوثان أبنائه الواحد منهم عمره ثمانية عشر سنة سبعة عشر سنة يعني لا يقبل منهم شيء أبداً فأرادوا أن يدعوه إلى الإسلام فماذا فعلوا أرادوا أن يقنعوه بالفعل قبل أن يقتنع بقولهم كانوا يأخذون الصنم ويلقون به في مكان مجمع القمامة ويلقون الصنم فيه يأتي عمر ابن الجموح يقول أيش هذا الرب أيش هذا الإله ملقى بين القمامة فيأخذه ويطهره ويطيبه ويقول والله لو أعلم من فعل بك هذا ل أقطعن عنقه اليوم الثاني الأبناء يأخذون الصنم ويلقونه في القمامة فيأتي فيطهره ويطيبه ويعلق السيف في عنقه ويقول إن كنت صادقاً إن كنت إله فدافع عن نفسك أنت الآن لا تستطيع أن تدافع عن نفسك كيف أدعوك وكيف أرجوك وكيف أريد منك الغوث والعون اليوم الثالث لم يجد الصنم مكانه طبعاً لن يسأل عنها أحد لأنه سيعرف أين مكانه فذهب إلى القمامة مباشرة فوجد الصنم ملقياً على وجهه ومربوط بكلب ميت هذا إله قال والله لو كنت إله لم تكن أنت وكلب وسط بئر في قرن أف لملتقاك إله مستدداً الآن فتشناك عن سوء الغبن ثم ذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأعلن الوحدانية لله عز وجل فأنت حتى الإنسان قد يكون كبير في السن قد يكون عنده يعني معلومات خاطئة تستطيع بطريقة لبقة ومهذبة وبتعامل جيد أن تصحح هذا الخطأ الذي وقع فيه هذا الرجل تعرفون قصة الحسن والحسين رضي الله عنهما سيدا شاب أهل الجنة رأوا رجل يتوضأ فكان يتوضأ بطريقة خاطئة الرجل كبير في السن لو ذهبوا إليه هل سيقبل منهم يقول أنتم الآن لا تعرفون الصلاة فضلاً على أن تعلموني أحكام الوضوء فذهبوا إلى هذا الرجل فقال أحدهما أنا وأخي اختلفنا في الوضوء فنريدك أن تعلمنا الطريقة الصحيحة للوضوء قال توضئوا فتوضأ الاثنان بطريقة واحدة فعلم أنهما يريدان تصحيح الخطأ الذي عنده عند ذلك صحح خطأه وعرف كيف الوضوء الشرعي الذي ورد عن أبي القاسم صلى الله عليه وسلم أيضاً فيما يتعلق في تصحيح الأخطاء لا بد أن نقنع الناس أن هذا خطأ يعني قاعدة إن الله يذع بالسلطان مالا يذع بالقرآن صحيحة لكن ليست في كل وقت لا بد أن نقنع الناس أن هذا خطأ وأن نقنع الناس أن هذا صواب وإذا سألوا ما دليلكم على أن هذا خطأ ليس الدليل والله أن السلطان معنا الدليل أن كتاب الله وسنة رسوله معنا تعرفون قصة الشاب في عهد النبي صلى الله عليه وسلم النبي جالس مع أصحابه فقال يا رسول الله أتيتك من أجل مسألة قال ما هي قال أريدك أن تأذن لي في الزنا الآن يتحدث مع من مع النبي صلى الله عليه وسلم ويتحدث في قضية يعني محسومة أنها حرام محسومة عقلاً وشرعاً وعرفاً لا أحد يعني على وجه الأرض يقول الزنا حلال وهو كبيرة من كبائر الذنوب الصحابة غضبوا أرادوا أن يقوموا عليه قال النبي دعوه الآن النبي يريد أن يقنعه بأن هذا الأمر خطأ ودائماً لداعية يحتاج إلى أن يكون عنده الدليل الشرعي والدليل العقلي حتى يقتنع الناس بقوله فقال هذا النبي صلى الله عليه وسلم يا فلان هل ترضاه لأمك قال لا قال كل الناس لا يرضونه لأمهاتهم هل ترضاه لأختك قال لا قال كل الناس لا يرضونه لأخواتهم هل ترضاه لعمتك قال لا قال والناس لا يرضونه لعماتهم هل ترضاه لخالتك قال لا يا رسول الله والناس لا يرضونه لخالاتهم عند ذلك وضع النبي يده على صدره هذه وصفة سحرية هذه معجزة وكرامة من كرامات الله سبحانه وتعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم وضع يده على صدره وقال اللهم كفر ذنبه وطهر قلبه وحصن فرجه الآن هذا الشاب ماذا وجد من النبي صلى الله عليه وسلم هل قال خلص لا أنا رسول الله وقلت لك الشيء هذا انتهى الأمر مع أنه يعني النبي إذا أمر بشيء يجب علينا أن ننفذه النبي صلى الله عليه وسلم عالم الأمة وقائد الأمة المفتي الإمام الذي حمل هذه الأمة على عاتقه ومع ذلك وجد لديه فراغ أن يتحدث إلى هذا الشاب وأن يقنعه بأن أمره خطأ بعض الناس يقول والله يا أخي ماني فاضي أقعد أناقش شاب في مسألة طويلة عريضة خلاص القضية حرام يقول لك لا النبي صلى الله عليه وسلم جل معه وأخذ يعطي ويحاور معه والنبي صلى الله عليه وسلم برحمته ويعني بلطف منه عليه الصلاة والسلام كان يفعل هذا الأمر ثم وضع النبي يده على صدره فيه قرب من هذا الشاب أنا أريد هدايتك أنا أريد إرشادك أنا أريدك أن تهتدي أريد أن أنقذك من النار أريد أن أدخلك الجنة اللهم كفر ذنبه وطهر قلبه وحصن فرجه أنت الآن لو تجد إنسان في الشارع ويصافحك بيده وتقول أسأل الله أن يوفقك وأن يغفر لك ويرحمك كيف يكون أثرها في صدره تشرح صدره ويحس أنك قريب منه فالنبي صلى الله عليه وسلم فعل هذا ولذلك ماذا قال هذا الشاب قال والله ما رفعه يده عن صدري وفي قلبي ميل إلى شهوة ستطهر قلبه تطهر فؤاده بسبب قربه من محمد عليه الصلاة والسلام وهذا الذي نريده أن يكون في الدعاء وأن يكون في المصلحين وأن يكون في العلماء و أن يكون في الأخيار و أن يكون في المربين و أن يكون في المعلمين و أن يكون في الآباء والأمهات أن يكون هذا الأسلوب النبوي في تعاملهم مع الأخطاء وفي علاجهم لأخطاء الشباب وأخطاء المراهقين وأخطاء كل من وقع في خطأ أسأل الله أن يفقهنا في الدين وأن يعلمنا التأويل وأن يجعلنا وإياكم عز وجل بمنه و كرمه ممن استمعوا القول فيتبعوا أحسنه إلى لقاء قادم إن شاء الله السلام عليكم و رحمة الله وبركاته .
المنهج النبوي في التعامل مع الأخطاء ( 4 )
الشيخ / راشد بن عثمان الزهراني
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ومصطفاه نبينا محمد نبيه الآمين وعلى آله وصحبه والتابعين وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين اللهم لك الحمد كالذي نقول وخيراً مما نقول لك الحمد بالإسلام و لك الحمد بالقرآن و لك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام لك الحمد كله وبيدك الأمر كله وإليك يرجع الأمر كله أوله وأخره على نيته وسره لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد من كالجد اللهم لك الحمد بالإسلام و لك الحمد بالقرآن و لك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام أيها الإخوة والأخوات سلام الله عليكم ورحمته وبركاته وأسأل الله العظيم رب العرش الكريم بمنه وكرمه أن يجعلنا وإياكم ممن استمعوا القول فيتبعوا أحسنه وأساله عز وجل أن يجعلنا وإياكم ممن امتلأت قلوبهم بالإيمان وسعدت أرواحهم بذكر الله الواحد الديان أسأله عز وجل بمنه وكرمه أن يغفر لنا وأن يرحمنا جميعاً أسأله سبحانه وتعالى بمنه وكرمه كما جمعنا وإياكم في هذه الأرض أن يجمعنا يوم العرض في مستقر رحمته في يوم لا ينفع فيه مالٌ ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم لازلنا نتحدث عن المنهج النبوي في تصحيح الأخطاء ولا شك أن مثل هذه الحلقات وإقامة مثل هذه الدروس تعطي انطباعا عن كيفية تعامل المسلمين مع غيرهم سواءً تعامل المسلم مع غيره سواءً كان مسلم أو يهودياً أو نصرانياً أو وثنياً أو مخالفاً له في عقائده ونحو ذلك فهذه المحاضرات وهذه الدروس لاشك أنها تعطي شيئاً عن سماحة الإسلام وتعطي شيئاً من مكانة هذا الدين وأنه صالح لكل زمان وكل مكان وتعطيك أيضاً نبذة عن أخلاق المصطفى صلى الله عليه وسلم وعن تعامله مع الناس على اختلاف مستوياتهم ونحلهم ومللهم يعني لعلنا الآن نكمل هذه المسيرة بتصحيح النبي صلى الله عليه وسلم لأخطاء الآخرين لعل من الأشياء العظيمة التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعامل فيها في تصحيح الخطأ هو عنصر هام جداً وهذا العنصر هو محاورة النبي صلى الله عليه وسلم للآخرين أنت لديك عقيدة صحيحة مقتنع بها اعلم أن الآخرين لديهم عقيدة هم مقتنعون بها لكن كيف تستطيع أن تتحاور مع الناس البعض دائماً ينظر إلى الناس نظرة استعلاء ونظرة غرور ونظرة تأمل الآن في سويد ابن الصامت رجل شاعر لبيب عاقل يعني له مكانته بين قومه ولديه من الفصاحة والبلاغة الشيء الكبير أتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم النبي دائماً يدعو إلى الإسلام فأراد أن يعرض عليه الإسلام والقرآن ولاشك أن هداية مثل الشعراء والخطبا كان هناك هم أصحاب الوسائل الإعلام يعني شاعر مثل الآن بعض وسائل الإعلام ترفع دولة وتهوي بأخرى فكذلك الشاعر في ذلك الوقت كان الناس يخافونه كانوا يخافون من ألسنة الشعراء فالآن الناس يخافون من ألسنة الإعلاميين والصحفيين لأنهم هم الذين يملكون الأداة التي توثر في الرأي العام أتى سويد ابن الصامت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فعرض عليه النبي الإسلام وبين له شريعة القرآن فقال له سويد ابن الصامت يا محمد لعل الذي معك مثل الذي معي هل قال له النبي كيف تقول الذي معك أفضل من القرآن قال وما الذي معك قال معي حكمة لقمان قال اسمعني إياها فاسمعه حكمة لقمان النبي صلى الله عليه وسلم خلال سماعه خلال تلاوة الرجل حكمة لقمان النبي ينصت ويستمع لما فرغ النبي صلى الله عليه وسلم لما فرغ سويد ابن الصامت قال له النبي لكن الذي معي خير منه الآن النبي سيقرأ ماذا تتوقعون من الرجل أن ينصت ويستمع لأن النبي بادله نفس الأمر وقرأ النبي القرآن وتلا عليه شيئاً من آيات الله الكريم الرحمن فما فرغ النبي من تلاوته إلا وهو يقول والله إن الذي معك خير من الذي معي هذا هو قضية كيف تتعامل مع الناس عن أردت أن يصغي لك الناس فأصغي إليهم عن أردت أن ينصت لك الناس فأنصت إليهم وهذا ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم مع هذا الرجل بل أكبر من ذلك حينما أتى عتبة ابن ربيعة الآن عتبة ابن ربيعة النبي يريد أن يصحح خطأ لدى عتبة ابن ربيعة هو أيش عبادته لغير الله عز وجل الرجل كبير في السن ومقدر ومحترم عند قومه لابد أن النبي صلى الله عليه وسلم أن يقدره وأن يفعل له هذا الأمر قال يا محمد والله ما رأينا رجلاً أشأم على قومه منك سفهت أحلامنا وعبت ديننا يا محمد من خير أنت أم أبوك عبد الله سكت البني من خير أنت أم هاشم سكت النبي من خير أنت أم عبد المطلب فسكت النبي قال يا محمد إن كنت تزعم أنك خير من هؤلاء فأسمعنا وإن كنت ترى أنهم خير منك فقد عبدوا الآلهة التي عبتها يا محمد إن كنت تريد المال أعطيناك المال حتى تكون أغنانا وإن كنت تريد النساء فأنظر إلى أي امرأة نزوجك إياها وعشرة مثلها وإن كان إنما جعلك تدعوا هو الملك نجعلك ملك علينا ماذا تريد قال له النبي أفرغت شوف الأدب أفرغت قال نعم
قال والله ما أتيت لأطلب مالاً ولا ملكاً ولا جاهاً ولكن الله ابتعثني لتبليغ دينه فإن قبلتم فهذا الأمر إليكم وإن رددتموه فالأمر إلى الله يحكم بيني وبينكم وهو خير الحاكمين استمع إلى قول الله عز وجل فقرأ عليه سورة فصلت حتى بلغ قول الله عز وجل فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقتاً مثل صاعقة عادل وثمول قال فأخذ يده ووضعها على فم النبي صلى الله عليه وسلم وقال نشدتك الله والرحم أن تكف عنا لأنهم كانوا يعلمون أن النبي صلى الله عليه وسلم إذا قال شيء لابد أن يقع فانظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنصت للرجل فأنصت له الرجل وعند ذلك يجد قبول فوجد قبولاً لم يسلم ولكنه ذهب إلى قومه وقال يا قوم دعوا هذا الرجل يبلغ دين الله عزه عزكم وشرفه شرفكم وإن مات فقد قتل بغير أيديكم لكنهم لم يستمعوا ولم ينصتوا لهذا الأمر أيضاً مما ينبغي لنا أن نعتني به من تصحيح الأخطاء ألا نتسرع في تصحيح الخطأ نحن ذكرنا أن تصحيح الخطأ لابد أن يكون بعبء لكن يجب علينا أن لا نتسرع في تصحيح الخطأ إلا إن اقتنعنا جازمين أن هذا خطأ تعلمون إن القرآن نزل على سبعة أحرف كان أحد الصحابة وهو هشام ابن حكيم يقرأ القرآن فجلس مع عمر ابن الخطاب فقرأ سورة الفرقان فغضب عليه عمر وقال ما هكذا أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ هشام ابن حكيم إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال يا رسول الله إن هذا الرجل يقرأ بغير القرآن الذي نزل قال اقرأ يا هشام فقرأ هشام اقرأ يا عمر فقرأ عمر قال كلاكما محق نزل القرآن على سبعة أحرف فحينما نريد أن نصحح خطأ لابد أن نتأكد أنه خطأ لابد قد يكون للرجل تأويل قد يكون له دليل فلابد أن نتعامل بهذه الطريقة أيضاً حينما نريد أن نصحح الخطأ لابد أن نقدم البديل ديننا ولله الحمد غني يعني حينما حرم الله الربا أحل ماذا أحل البيوع الآن المعاملات البنكية تجد أنواع كثيرة كلها محرمة وهناك معاملات أضعاف مضاعفة وتدر مالاً وربحاً عظيماً لم تستغل ولم تستفاد طيب يا إخوان الله أحل الله البيع وحرم الربا الصحابة كانوا رضي الله عنهم وأرضاهم قبل أن يسلموا من الصلاة يقولون السلام على الله السلام على الله فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم لا تقولوا السلام على الله لا تقولوا السلام على الله لأن الله هو السلام ولكن قولوا الآن البديل ما هو البديل قال ولكن قولوا التحيات لله في الصلوات والطيبات الذي هو دعاء التحية فهذا النبي صلى الله عليه وسلم قدم لنا بديل في هذا الأمر وكذلك الدعاء وكذلك المصلحين والمرشدين والآباء إذا منعوا الناس من شيء لا بد أن يقدموا لهم بديلاً نافعاً يستفيدون منه وفي يعني ما أحله الله سبحانه وتعالى غنية ما حرم الله كذلك عند تصحيح الخطأ لنحذر من التسمية قد يكون الأمر عام وقد يكون الأمر شائع فليس من المناسب أن يأتي الإنسان على منبر يحضره آلاف مؤلفة ويقول فلان ابن فلان الفلاني أخطأ في المسألة الفلانية لكن نقول كما قال النبي صلى الله عليه وسلم يعني انظر إلى الفرق الآن فلان الفلاني فعل كذا النبي ماذا كان يقول ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا أنا لا يهمني من وقع في الخطأ أنا يهمني تصحيح هذا الخطأ ويحدث هذا الأمر بطريقة النبوية التي فعلها النبي عليه الصلاة والسلام أيضاً من الأساليب في تصحيح الخطأ أن لا يطغى الشيطان علينا أثناء تصحيح الخطأ أتى رجل سكران إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخذ الصحابة يقذفونه ويرمونه ويضربونه فلما فرغوا قال أحدهم لعنه الله ما أكثر ما يؤتى به لعنه الله ما أكثر ما يؤتى به فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تلعنوه ولا تكونوا عوناً للشيطان على أخيكم فهذا أيضاً من المنهج النبوي الذي رسمه لنا نبينا صلى الله عليه وسلم من المنهج النبوي العظيم تبين الحق ومخاطبة أيضاً كما أننا نخاطب أيضاً بالعلم والكتاب والسنة لا بد أن نخاطب أيضاً العواطف سأذكر لكم مثالاً عظيماً مثال يسطر بمداد من ذهب مثال تقشعر له الأبدان مثال أبكى الصحابة الكرام مثال يدلك على الرحمة التي في قلب النبي صلى الله عليه وسلم ويدلك على الإيمان العظيم الذي كان في قلوب الصحابة رضي الله عنهم مثال ما أعظمه مثال يدلك على تلك النفوس الأبية وتلك القلوب التقية وتلك الأرواح الزكية التي تربت في مدرسة محمد صلى الله عليه وسلم فما أعظم النبي صلى الله عليه وسلم وما أعظم صحابته الكرام يقول الله عز وجل من المؤمنين رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضا نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا النبي صلى الله عليه وسلم في يوم من أيامه الخالدة في يوم رفع الله عز وجل فيه راية الإسلام وأهوى براية المشركين في يوم انتصر فيه الإيمان وانتصر فيه القرآن وانتصرت فيه سنة محمد عليه الصلاة والسلام وإذا بتلك الغنائم العظيمة وبتلك الأموال الكبيرة بعد غزوة حنين فيأتي النبي صلى الله عليه وسلم يوزع الغنائم يوزع أموال هائلة فيأتي أحد الصحابة وهو معاوية ابن أبي سفيان فقال يا رسول الله أعطني فأعطاه مئة من الإبل قال وابني يزيد فأعطاه مئة قال وانبي معاوية فأعطاه مئة ثم أتى الناس النبي صلى الله عليه وسلم يعطي عطاء من لا يخشى الفقر هل سمعتم برجل كريم مثل النبي علبيه الصلاة والسلام هل مر بكم كرم مثل كرم محمد عليه الصلاة والسلام يعطي عطاء من لا يخشى الفقر حتى كان صلى الله عليه وسلم حتى أتى إليه الأعرابي يمدون أيديهم وقال يا قوم على رسلكم على مهلكم فكل هذه الأموال والله ليس لي فيها إلا الخبز وهو مردود عليكم حتى النبي أعطى المهاجرين وأعطى الأنصار أعطى المهاجرين جميعاً أعطى المؤلف قلوبهم بقي فئة لم يعطها النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً تعلمون من هم الأنصار أعطى المهاجرين أعطى من دخلوا في الإسلام قريباً لم يبقى إلا الأنصار وهم أحق الناس بهذه الأموال يعني حينما تنظر أنت هؤلاء القوم حموا الرسول الله حموا رسول الله وحموا نبي الله صلى الله عليه وسلم ضحوا بأرواحهم ضحوا بأموالهم ضحوا بأهلهم ضحوا بكل ما يملكون من أجل دين الله عز وجل فوجدوا في أنفسهم لكنهم لم يسكتوا لم يكتموا هذا الأمر في أنفسهم وإنما أرسلوا الصحابي الجليل سعد أرسلوه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا رسول الله إن أهل هذا الحي من الأنصار قد وجودا عليك في أنفسهم قال ولما قال يا رسول الله أعطيت المهاجرين وأعطيت القريب وأعطيت البعيد ولم تعطهم شيئاً قال وأين أنت يا سعد قال يا رسول الله ما أنا إلا واحد من قومي رأيتم قوة الإيمان لم ينافق وقال لا والله هذا رأي أصحابي أما أنا الذي تراه يا رسول الله قال يا رسول الله ما أنا إلا واحد من أصحابي قال يا سعد اجمع لي أصحابك فجمع أصحابه وأدخل النبي بعض المهاجرين الآن النبي صلى الله عليه وسلم يقف في الناس خطيبا الأنصار يريدون أن يستمعوا لكل كلمة من المعلم الأول ومن المربي ومن القائد ومن العظيم ومن الحليم عليه الصلاة والسلام قام عليه الصلاة والسلام فحمد الله وأثنى على الله عز وجل قال يا معشر الأنصار ما مقالة بلغتني عنكم وموجدة وجتموها عليّا في نفوسكم يا معشر الأنصار أوجدتم عليّا في لعاعة من الدنيا دفعت بها إلى أقوام أتألفهم على الإسلام ووكلتكم إلى إسلامكم اللعاعة هي القطرات التي تتبقى في الإناء كل هذه الأموال التي أنفقها يراها النبي صلى الله عليه وسلم كأنها لعاعة كأنها قطرات ماء أوجدتم عليّا في لعاعة من الدنيا دفعت بها إلى أقوام أتألفهم على الإسلام وأنتم أهل الإسلام وأهل الإيمان وكلتكم إلى إسلامكم فطأطأة الصحابة برؤوسهم وهم يستمعون إلى هذا المنطق الرائع العجيب يا معشر الأنصار قولوا قالوا يا رسول الله وماذا عسانا أن نقول قال أما إنكم لو قلتم أتيتنا فقيراً فواسيناك وطريداً فآويناك وفقيراً فأغنيناك لصدقتم وصدقتم قالوا الفضل والمن لله ولرسوله قال يا معشر الأنصار أما ترضون أن يذهب الناس بالشاة والبعير وتذهبون برسول الله دعوا الناس يذهبون بالأموال يذهبون بالشاة يذهبون بالبعير لكن أنتم تذهبون بمحمد أنتم تذهبون بخير الإنسانية أنتم تذهبون بأطهر من مشا على الأرض ألا ترضون أن يذهب الناس بالشاة والبعير وتذهبون أنتم برسول الله فطأطأة الصحابة برؤوسهم ويبكون بكاءً عظيماً حتى تقاطرت دموعهم على لحاهم وأراهم يقولون الفضل والمن لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم فقال عليه الصلاة والسلام اللهم أرحم الأنصار اللهم ارحم الأنصار اللهم ارحم الأنصار وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار الناس دثار والأنصار شعار اللهم ارحم الأنصار هكذا كان صلى الله عليه وسلم يعالج الأخطاء وهكذا كان صلى الله عليه وسلم يتعامل مع صحابته الكرام أرئيتم هذا الموقف العظيم بالله عليكم كيف تتوقعون قلوب الصحابة بعد هذا الأمر كيف تتوقعون نفوس الصحابة بعد تصحيح هذا الخطأ تاقت نفوسهم إلى الآخرة تعلقت قلوبهم بربهم أحبوا نبيهم صلى الله عليه وسلم فرضي الله عنهم وأرضاهم أيضاً من أساليب تصحيح الخطأ كيف نصحح الخطأ مع أهل الفضل وأهل العلم نحن تحدثنا عن قصة يعيش ابن طهفت الغفاري وكيف أن النبي وجده نائماً على بطنه فركضه وقال هذه ضجعة يبغضها الله ورسوله لكن قلنا هذا الأمر لا يصلح مع الجميع ولا تقبل من أي شخص يتقبل من النبي لكن لا يتقبل من أحد الناس تعالوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصحح أحد الأخطاء من الصحابي الجليل أبي بكر رضي الله عنه وأرضاه يأتي تقول عائشة كان النبي صلى الله عليه وسلم مع صحابته الكرام في سفر عمرة أو حج وهم محرمون كان النبي مع صحابته وهم محرمون وكان أبو بكر رضي الله عنه معه غلامه فلما أتى اليوم التالي قال أبي بكر لغلامه أين الناقة قال لقد ظلت فأخذ أبو بكر رضي الله عنه يعاتب هذا الغلام ويعنفه والنبي وهو محرم فالنبي صلى الله عليه وسلم يتبسم هذا خطأ فالنبي يتبسم ويقول انظروا إلى هذا المحرم ماذا يصنع انظروا إلى هذا المحرم ماذا يصنع هذا الأمر ينفع مع أبي بكر أبو بكر تأثر من هذه الكلمة وهو النبي يتبسم ويقول انظروا إلى ما يصنع هذا المحرم فاعتقه أبو بكر رضي الله عنه وهكذا ينبغي أن نعرف كيف نصحح الأخطاء مع أهل الفضل ومع أهل العلم ومع غيرهم أيضاً من مبادئ تصحيح الخطأ أن نصحح الأفكار وأن نصحح المفاهيم بعض الناس يفعلون عبادة يتقربون بها إلى الله لكن هذا المفهوم خاطئ وهذه العبادة غير صحيحة أتى ثلاثة رهط من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم إلى بيوت أزواج النبي عليه الصلاة والسلام يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم لما سمعوا عبادة النبي كأنهم تقالوا العبادة لكن قالوا هذا رسول الله قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه ما تقدم وما تأخر أما نحن لا بد أن نكثر من العبادة ونكثر من الصلاة والصيام فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم قال أحد هؤلاء الثلاثة أما أنا فأقوم الليل ولا أنام يقول أنا دائماً أصلي صلاة الليل قال الآخر وأما أنا فأصوم النهار ولا أفطر دائماً يصوم ولا يفطر قال الآخر الثالث وأما أنا فلا أتزوج النساء أنا راحل متبتل منقطع لعبادة الله عز وجل لما علم النبي صلى الله عليه وسلم استدعى هؤلاء الثلاثة قال أما أن أخشاكم لله وأتقاكم لله من قال أنا رسول الله أتقى الناس لله وأخشى الناس لله وأعبد الناس لله عز وجل قال أما أن أخشاكم لله وأتقاكم لله أنا ولكنني أصوم وأفطر وأقوم وأنام وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني الآن لنبي صلى الله عليه وسلم كيف صحح التصور هو عندهم تصور أن أنهم لا بد أن يكونوا أكثر عبادة من النبي لماذا لأن النبي صلى الله عليه وسلم رجل غفر الله له ما تقدم من ذنب وما تأخر فقال لا أنا أنام وأقوم وأصوم وأفطر وأتزوج النساء ومع ذلك أنا أتقاكم لله وأنا أكثر عبادة منكم فالعبادة ليست في كثرة الركعات وإنما في قرب الإنسان من رب البريات وخالق الأرض والسماوات سبحانه وتعالى فهذا مثل عظيم يعطيك في تصحيح التصور وتصحيح الأخطاء لعل أيضاً النبي صلى الله عليه وسلم كان يصحح أفكار الناس في نظرتهم للآخرين النبي صلى الله عليه وسلم جالس مع أصحابه تعرف الآن للأسف نظرة الناس مادية بحتة مادية يعني لا ينظر الإنسان إلى دينه وخلقه يعني النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا أتاكم من ترضون دينه وترضون خلقه فزوجوه إن لم تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير إذا المعيار هو الدين والخلق الناس الآن لا المعيار ماذا كم عندك في البنك كم عنده سيارة كم عنده من بيت وكم عنده من خدم وكم يملك من أرصدة طبعاً في البنوك الأجنبية ونحو ذلك النبي صلى الله عليه وسلم جالس مع أصحابه فمر رجل غني فقال ما رأيكم في هذا قالوا يا رسول الله هذا رجل حري أن خطب أن يوافق عليه وإن شفع أن يشفع فسكت النبي صلى الله عليه وسلم فأتى رجل آخر مسكين فقير لا يملك شيء قال ما رأيكم في هذا قالوا يا رسول الله هذا حري إن شفع لا يشفع ترد شفاعته وإن تزوج لا يوافق عليه قال صلى الله عليه وسلم ماذا قال قال هذا خير عند الله سبحانه وتعالى من ملئ الأرض من هذا هذا أقرب إلى الله هذا أتقى لله هذا أعبد لله عز وجل هذا خير من ملئ الأرض من مثل هذا إذا أين تصحيح التصور أن الناس لا يقاسون بأموالهم ولا بمناصبهم وإنما يقاسون بدينهم وبأخلاقهم وبأعمالهم التي يتقربون بها إلى الله عز وجل ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم يقول رب أشعث أغبى ذي طمرين مدفوع بالأبواب إن شفع لا يشفع إن شفع لا يشفع أو رب أشعث أغبر ذي طمرين مدفوع بالأبواب إن شفع لا يشفع لو أقسم على الله لأبره الله عز وجل ذلك ترى ورد في السير أن بعض هؤلاء العباد يأتي يقول أقسم عليك يا رب إلا أنزلت كذا فيكون ما أراد لذلك أحد العلماء رأى أحد السلف الصالح وهو يشير بسبابته قال قوموا كانوا في معركة قوموا ادعوا الله استغيثوا بالله استعينوا بالله فسأل القائد عن أحد العلماء أين هو فقالوا وجدناه رافعاً سبابته إلى السماء قال أبشروا لقد نصرنا الله لو أقسم على الله لأبره الله سبحانه وتعالى أيضاً من أساليب تصحيح الخطأ التي كان يفعلها النبي صلى الله عليه وسلم مع صحابته الكرام أن يعالج الخطأ بالموعظة يخوف الإنسان بالله سبحانه وتعالى أتى أسامة ابن زيد رضي الله عنه تعرفون حينما قتل رجلاً حينما أراد أن يقتله قال الرجل أشهد أن لا إله إلا الله محمد رسول الله فقتله أسامة ابن زيد فلما علم النبي صلى الله عليه وسلم غضب غضباً شديداً وقال يا أسامة ماذا تفعل بلا إله إلا الله إذا أتت يوم القيامة ماذا تقول قال يا رسول الله والله ما قالها إلا حينما رأى السيف هو لا يريد الإسلام لكن حينما رأى السيف قال أشهد أن لا إله إلا الله وان محمد رسول الله فقال النبي يا أسامة أشققت عن صدره أشققت عن صدره حتى تعلم أنه قالها خوف من السيف أو خوف من الله وهكذا النبي صلى الله عليه وسلم الآن يعالج الخطأ بالخوف من الله أنت إذا أردت أن تغتاب إنسان أو تقول فلان يفعل كذا لأنه يقصد كذا ولأنه يرون كذا هو قال الكلمة الفلاني في الشريط الفلاني أو في الكتاب الفلاني أو العالم الفلاني قال كذا لأنه يريد كذا فنقول له مثل ما قال النبي لأسامة أشققت عن صدره فإذاً نحتاج أن أيضا تكون بالموعظة والتذكير بالله سبحانه وتعالى ومن هذا أيضاً أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى ابن مسعود رضي الله عنه يضرب غلاماً له بالسوط فقال له النبي صلى الله عليه وسلم إذا تذكرت قدرتك عليه فتذكر قدرة الله عليك فأعتقه لوجه الله عز وجل ختام أقول إن تصحيح الأخطاء هو من حقوق المسلم على أخيه إذا رأيت مسلم قد أخطأت يجب عليك أن تصحح خطأه وأن تعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه حينما آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين سلمان الفارسي وبين أبي الدرداء آخى النبي صلى الله عليه وسلم بينهم على أن يتناصحا في الله عز وجل فلما ذهب سلمان الفارسي إلى منزل أبي الدرداء ووجد زوجته عليها ملابس رثة قبل أن ينزل الوحي قال لها سلمان ما هذا الذي أراه قالت أخوك أبو الدرداء لا ينام اللي ويصوم النهار وليس له رغبة فينا فذهب إليه وقال لا بد أن تفطر فأفطر وقال له لا بد أنم تأتي أهلك ولا بد أن تنام من الليل فلما ذهب أبو الدرداء إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال أبو الدرداء فقال يا رسول الله إن سلمان يقول إن لزوجك عليك حق ولأهلك عليك حق ولبدنك عليك حق ولربك عليك حق فأعطي كل ذي حق حقه قال صلى الله عليه وسلم صدق سلمان إن لربك عليك حق ولأهلك عليك حق ولبدنك عليك حق فأعطي كل ذي حق حقه فلنتعامل بهذا المنهج النبوي في تصحيح الأخطاء لعلنا أن نكون متبعين في هذا الأمر لمحمد ابن عبد الله صلى الله عليه وسلم أسأل الله أن يوفقنا وإياكم لما يحب ويرضى وإلى لقاء قادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


المنهج النبوي في التعامل مع الأخطاء (خمس حلقات) 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
المنهج النبوي في التعامل مع الأخطاء (خمس حلقات)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الطريق إلى القرآن
» جميع حلقات برنامج خــــــــــواطـــــــــر 5
» السيرة النبوية أهميتها.. أقسامها.. مقاصد دراستها...
» لطائف من حلقات بيوت مطمئنة
» المنهج لمريد العمرة والحج

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: مُـحَــمَّــدٌ رسـول الله صـلّى اللهُ علـيه وآله وسـلّم :: كتابات خاصة بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم-
انتقل الى: