|
| الإيقاظ في تصحيح الأمثال والألفاظ | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| | | | أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: الإيقاظ في تصحيح الأمثال والألفاظ السبت 13 فبراير 2016, 8:05 am | |
| 1- ربنا افتكره: يقولونها لِمَنْ قبَضَهُ الله إليه.
والصحيح: (توفاه الله)، لأن الله لا ينسى والنّسيان الذي بمعنى الغفلة والذهول عن الشيء لا يجوز في حق الله، قال الله تعالى: (وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّا) (64) مريم.
وقال تعالى: (لا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنسَى) (52) طه، أي: لا يشذ عنه شيء، ولا يفوته صغير ولا كبير، تبارك وتعالى وتقدّس وتنـزّه..
وكل شيء عنده بأجل مسمى قال تعالى: وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ (34). الأعراف.
والتذكر بعد النسيان صفة نقص لا تليق بالله جل وعلا.
وتفصيل ذلك على وفق قواعد أهل السنة والجماعة أن يقال:
إن النسيان له في لغة العرب معنيان: الأول: النسيان بمعنى الغفلة والذهول عن الشيء، فهذا نقص لا يوصف الله تعالى به، وهو النسيان المنفي في قوله تعالى: "وما كان ربك نسيًا" (64) مريم، وفي قوله تعالى: "لا يضل ربي ولا ينسى" (52) طه، فهذا نقص؛ والله منزه عن النقص.
الثاني: النسيان بمعنى الترك عن علمٍ وقصدٍ جزاءً ومقابلة للمتروك، فهذا الترك يقال له في لغة العرب نسيان، وهو كمال فيوصف الله به، ولذلك لا تجده في القرآن مضافًا إلى الله إلا في الجزاء والمقابلة، كما في قوله تعالى: "نسوا الله فنسيهم" (67) التوبة، وقوله تعالى: "فذوقوا بما نسيتم لقاء يومكم هذا إنا نسيناكم" (14) السجدة، وقوله تعالى: "كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى" (126) طه، فالنسيان بمعنى الترك عن علم وعمد جزاءً ومقابلة، ومنه أيضًا قوله في الحديث: "فإني أنساك اليوم كما نسيتني" أخرجه الترمذي بسند صحيح، فهذا هو تفصيل منهج أهل السنة في هذه المسألة، والله أعلم.
2- لو نزل ربنا من السماء ما صنعت كذا:
والصحيح: أن هذا كفر بالله العظيم، وعدم تعظيم لله -جل وعلا- وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ.
بل لو أمرنا ربنا أن نقتل أنفسنا لفعلنا –إن شاء الله– ولقلنا سمعنا وأطعنا، قال تعالى: "وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا (66) وَإِذًا لَآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا (67) وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (68)" النساء.
فيجب أن نتأدب مع رب العالمين، وأن نفكر ألف مرة في ألفاظنا قبل التفوه بها، وخاصة فيما يتعلق بربنا جل وعلا.
وإن كنت أرى من خلال هذا المثل السيئ ما كان عليه الناس من عقيدة صافية على وفق منهج أهل السنة والجماعة من أن الله في السماء كما أخبر، وأنه ينزل نزولاً يليق بجلاله وعظمته إلى السماء الدنيا، أما أنه ينزل من السماء إلى الأرض فليس عندنا خبر في ذلك، فيجب الإمساك والتوقف.
3- سب الزمان: زمن غدار، يوم أسود، أنت والزمن علىَّ، جار عليا الزمن، ومنها: يا نهار أسود، يا نهار أغبر ونحو ذلك:
والصحيح: أن سب الزمن سب لله تعالى ومفعولاته، أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر".
ورواه البخاري بلفظ: "يسب بنوا آدم الدهر وأنا الدهر بيدي الليل والنهار".
وسب الدهر قد يتضمن الإشراك بالله جل وعلا، إذا اعتقد أن الدّهر يضر وينفع، وأنه ظالم حين ضر من لا يستحق الضر، ورفع من لا يستحق الرفعة، وحرم من ليس أهلاً للحرمان وأشد تلك الألفاظ (جار عليه الزمن) لأن الزمان خلق من خلق الله لا ينسب إليه خير أو شر، كما أن الله لا يظلم الناس شيئاً ولكن الناس أنفسهم يظلمون، وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ (30) الشورى.
والله لا يحيف أو يظلم أحداً" (أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) النور (50).
فسابُّ الدهر دائر بين أمرين لابد له من أحدهما: إما مسبة الله، أو الشرك به، فإن اعتقد أن الدَّهر فاعل مع الله فهو مشرك، وإن اعتقد أن الله وحده هو الذي فعل ذلك، فهو يسب الله تعالى.
4- ذهب إلى مثواه الأخير.
والصحيح: أن القبر أول منازل الآخرة، وليس هو المثوى الأخير، بل هذا اعتقاد المنكرين للبعث القائلين: إن هي إلا أرحام تدفع وأرض تبلع، لكن المثوى الأخير، هو الجنة أو النار، وإن كان قائل هذه العبارة لا يقصد المعنى الذي ذكرته.
والعلماء مختلفون في حكم هذه العبارة، غير أن الخروج من الخلاف أولى، والبعد عن الأمور المشتبهات أسلم لدين المرء.
5- ربنا عرفوه بالعقل.
والصحيح: أننا عرفنا الله بالفطرة، عن طريق الوحي والرسل، والعقل لا يستقل بمعرفة الله عز وجل وما يجب له، بل هذا كلام المعتزلة ومن وافقهم: (فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (30) سورة الروم.
6- خمسة وخميسة: يظنون بذلك أنهم يدفعون بها العين.
والصحيح: ما شاء الله، تبارك الله، والعين والحسد لا يدفع بمثل هذا الكلام، لكن يدفع بالأذكار الشرعية والتعوذات النبوية.
مثل: الفاتحة وآية الكرسي، وخواتيم سورة البقرة، والإخلاص والمعوذات، والتحصن من العين والحسد بأذكار الصباح والمساء، وغير ذلك مما ثبت في الشرع، وجاءت به السنن الصحيحة.
7- بياكل رز بلبن مع الملايكة.
والصحيح: أن هذا الكلام جهل وضلال، وعدم معرفة بطبيعة الملائكة وأوصافهم، فالملائكة لا يأكلون ولا يشربون، ولا ينامون، بل عباد مكرمون.
فقد أخبرنا الله أن الملائكة جاؤوا إبراهيم في صورة بشر، فقدّم لهم الطعام، فلم تمتد أيديهم إليه، فأوجس منهم خيفة، فكشفوا له عن حقيقتهم، فزال خوفه واستغرابه: "هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلامًا قَالَ سَلامٌ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاء بِعِجْلٍ سَمِينٍ فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلا تَأْكُلُونَ فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلامٍ عَلِيمٍ" الذاريات: 24-28.
وفي آية أخرى قال: "فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لاَ تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُواْ لاَ تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ" هود: 70.
(والعلماء اتفقوا على أن الملائكة لا يأكلون, ولا يشربون, ولا يتناكحون).
8- - الجمعة فيها ساعة نحس.
والصحيح: أن الجمعة فيها ساعة إجابة. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: "إِنَّ فِي الْجُمُعَةِ لَسَاعَةً لَا يُوَافِقُهَا مُسْلِمٌ يَسْأَلُ اللَّهَ فِيهَا خَيْرًا إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ"، قَالَ وَهِيَ سَاعَةٌ خَفِيفَةٌ". صحيح مسلم [4 /323] ح 1408.
والراجح أنها بعد صلاة العصر إلى غروب الشمس يوم الجمعة، أو الساعة التي يكون الخطيب فيها على المنبر يخطب الجمعة.
9- عك ربك يفك.
والصحيح: "إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ" (81) يونس.
فكيف يفسد العبد ويصلح الله عمله؟!
والإسلام جاء ليحث على إتقان العمل وتحسينه، عن عائشة أن رسول الله قال: "إن الله عز وجل يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه". رواه الطبراني في المعجم الأوسط، وأبو يعلى في مسنده وصححه الألباني في الصحيحة.
10- لا حياء في الدين.
والصحيح: "وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ"، ولا حياء في السؤال والتعلم، لأن الحياء من الإيمان.
بل خُلُقُ الإسلام الحياء؛ عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن لكل دين خلقاً وخلق الإسلام الحياء". رواه ابن ماجه وحسنه الألباني. انظر الصحيحة (940)، الروض النضير (41).
وعَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا يَعِظُ أَخَاهُ فِي الْحَيَاءِ فَقَالَ الْحَيَاءُ مِنْ الْإِيمَانِ. رواه مسلم ح 52.
11- سب الدين عياذاً بالله.
والصحيح: أن سب الدين كُفْرٌ بواح، وداهيةٌ من الدواهي العظام؛ التي حلَّت على ألسنة كثير من المنتسبين للدين، حتى أصبح سب الدين على لسان هؤلاء المجرمين أقرب إلى أحدهم من شراك نعله، فلينته أقوام عن ذلك قبل أن ينتقم الله لدينه، اللهم إنا نبرأ إليك ممّا فعل السفهاء منا.
وقد قال بذلك -بكفر ساب الدين- مالك والشافعي وأحمد والليث وإسحاق مستندين إلى قوله تعالى: "وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ (12)" (التوبة).
قال الشيخ عبد العزيز الراجحي في شرح الطحاوية: لو سب الله أو سب الرسول أو سب الدين أو استهزأ بالله أو بكتابه أو برسوله أو بدينه، كَفَرَ بهذا النُّطق ولو لم يقصد، المهم يقصد القول ولو لم يعتقد بقلبه. شرح الطحاوية - الراجحي [ص 270].
12- الله موجود في كل الوجود، أو الله موجود في كل مكان.
والصحيح: أن الله في السماء كما أخبر، مستو على عرشه: "الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى" (5) طه.
واستواء الله على عرشه معناه: علوه واستقراره عليه، علوًّا واستقراراً يليق بجلاله وعظمته، وهو من صفاته الفعلية التي دل عليها الكتاب، والسنة، وإجماع السلف الصالح رضوان الله عليهم.
وأما اعتقاد أن الله تعالى في كل مكان فهي عقيدة باطلة مناقضة للكتاب والسنة وما كان عليه سلف هذه الأمة من الصحابة والتابعين ومَنْ تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وقد تضافرت الآيات الصريحة والأحاديث الصحيحة والأقوال الثابتة الواضحة عن أئمة هذه الأمة قديماً وحديثاُ في إثبات هذا المعتقد، ولم يعلم للسلف في زمانهم مخالف.
أمَّا إن كان المقصد أن الله في كل مكان بعلمه وبقدرته وبمقتضيات ربوبيته فهذا المعنى صحيح، لذا يقال أن الله جل وعلا على العرش استوى وأن الله معنا بعلمه ومعنا بسمعه وبصره وقدرته وقوته وإحاطته وهكذا.
ورحم الله عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه إذ يقول: قف حيث وقف القوم فإنهم عن علم وقفوا، وببصر نافذ كفوا، ولهم على كشفها كانوا أقوى، وبالفضل لو كان فيها أحرى، فلئن قلتم: حدث بعدهم، فما أحدثه إلا مَنْ خالف هديهم ورغب عن سنتهم.
13- بحق جاه النبي صلى الله عليه وسلم.
والصحيح: أن هذا من التوسل الممنوع، أما التوسل المشروع فهو ما كان بالله، أو باسم من أسمائه، أو صفة من صفاته، أو بالأعمال الصالحة، أو بدعاء الصالحين الأحياء.
أما التوسل بالمخلوق فهو من البدع المنكرة، التي لم يكن عليه السلف الصالح رضوان الله عليهم.
واستدل المجيزون للتوسل بإطلاق؛ بحديث لا أصل له ينسبونه كذباً وزوراً إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهم يعلمون أنه لا يوجد في ديوان من دواوين السنة المعروفة المسندة، وهو قولهم: توسلوا بجاهي فإن جاهي عند الله عظيم.
14- الفاتحة للنبي صلى الله عليه وسلم.
والصحيح: أن هذا الأمر لم يكن من فعل الصحابة، ولا التابعين، ولا الأئمة المتبوعين، ولو كان خيراً لسبقونا إليه، بل إن بعضهم يبالغ فيقول: الفاتحة للنبي ولكل ولى، وهذا أشد من الأول وأشنع.
لأن ذلك لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا عن أحد من صحابته -رضي الله عنهم- وقد ثبت عن الني صلى الله عليه وسلم أنه قال: "مَنْ عمل عملاً ليس عليه أمرُنا فهو رد". رواه البخاري في صحيحه.
15- الفاتحة لروح فلان.
والصحيح: هو الدعاء للأموات، لأن قراءة الفاتحة لهم لم تثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا عن صحابته الأبرار، ولا التابعين لهم بإحسان، فهي بدعة مُحدثة، وإنما المأثور عنه صلي الله عليه وسلم الاستغفار والدعاء بالتثبيت للميت بعد دفنه مباشرة, فلم يأمر بقراءة الفاتحة لا عند زيارة القبور, ولا عند الدفن, وكذلك لم يرد ذلك لا عند الاحتضار ولا عند الموت ولا عند التغسيل, ولو كانت قراءه الفاتحة تنفع الميت لعَلّمَنَا إياها رسول الله صلي الله عليه وسلم.
عدل سابقا من قبل أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn في الإثنين 28 سبتمبر 2020, 11:37 am عدل 2 مرات |
| | | أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: الإيقاظ في تصحيح الأمثال والألفاظ السبت 13 فبراير 2016, 8:10 am | |
| 16- فلته من فلتات الزمن. والصحيح: آية من آيات الله، فالله لا يفلت منه شيء: (لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (3) سبأ.
ومعنى: (لا يعزب) يعني: لا يغيب، ولا يخفى.
17- ليه كده يارب، مفيش غيري، أنا عملت إيه فى دنيتي. والصحيح: ألا يتسخَّط العبدُ على أقدار الله، فهذه الألفاظ وأشباهها فيها اعتراض وسوء أدب مع الله عز وجل، ومن الواجب على العبد أن يصبر على أقدار الله؛ لأن تسخط العباد وعدم صبرهم، يظهر في حال الابتلاء بالمصائب، على أقدار الله المؤلمة، بل يرضى ويصبر، وهذا هو الإيمان بالله، فيرضى، ويسلم.
قالَ رَسُولُ اللهِ: (عَجَبًا لأَمْرِ المؤمنِ إِنَّ أمْرَه كُلَّهُ لهُ خَيرٌ ليسَ ذلكَ لأَحَدٍ إلا للمُؤْمنِ إِنْ أصَابتهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فكانتْ خَيرًا لهُ وإنْ أصَابتهُ ضَرَّاءُ صَبرَ فكانتْ خَيرًا له. رواهُ مُسْلِمٌ.
والمصائب من القدر، والقدر راجع إلى حكمة الله.
18- يا ساتر يا رب. والصحيح: يا ستير، فليس من أسماء الله الحسنى الساتر: "ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون فى أسمائه"، قال صلى الله عليه وسلم: "إن الله عز وجل حييٌ ستير، يُحب الحياء والستر، فإذا اغتسل أحدكم فليستتر. صحيح، أخرجه أبو داود (4012) والنسائي (1/ 70) والبيهقي (1 /198).
19- إنتي زى أختي، للمرأة الأجنبية. والصحيح: أنها أجنبية، وليست أخته ولا أمه، لا يحل له النظر إليها، ولا الخلوة بها، ولا مصافحتها.
فهذه المقولة وأشباهها أفرزتها حالة الانحلال، والاختلاط، وعدم الانضباط بضابط الشرع.
ومصافحة النساء الأجنبيات من المنكرات التي تفشت في هذه الأزمان؛ و قد اتفق عامة علماء الأمة من السلف والخلف من الفقهاء والمفسرين وأهل الحديث وغيرهم، على تحريم مصافحة المرأة الأجنبية ولم يعرف لهم مخالف على مر العصور والأزمان إلا ما قال به بعض المعاصرين من أقوال شاذة، خالفوا بها منهج السلف الصالح وما أجمعوا عليه، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
20- الله أعلم ورسوله والمؤمنون، إذا سئل أحدهم مثلاً هل سافر فلان؟ رد بذلك. والصحيح: الله أعلم: (قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ (65) النمل.
فالغيب لا يعلمه إلا الله وحده، لا ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا ولي صالح.
21- العصمة لله وحده. والصحيح: الكمال لله، والعصمة لأنبياء الله، فالعصمة لابد لها من عاصم، والله عز وجل هو العاصم وليس بمعصوم، لأنه حاكم وليس بمحكوم، لا معقب لحكمه، ولهذا قال الله تعالى: {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} [المائدة: 67] وقال نوح لابنه: {لا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ} [هود: 43].
فإذا أراد القائل العصمة لله، أي أنه هو العاصم فهذا صحيح، وإن أراد العصمة لله أي: أنه معصوم، فالمعصوم اسم مفعول، واسم المفعول لابد له من فاعل، فيكون هناك عاصم يعصم الله فالله معصوم، وهذا خطأ، لأنه ليس فوق الله عاصم بل هو العاصم لِمَنْ شاء.
أما الرُّسل عليهم الصلاة والسلام فهم معصومون من الخطأ في الحكم الذي يبلغونه عن الله، لقول الله تعالى: "إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ" الحجر: 9.
سُئِلَ فضيلة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين عن هذه العبارة: "العِصْمَةُ لله وَحْدَه"، مع أن العصمة لابد لها من عاصم؟
فأجاب قائلاً: هذه العبارة قد يقولها مَنْ يقولها يريد بذلك أن كلام الله -عز وجل- وحُكْمه كله صواب، وليس فيه خطأ، وهي بهذا المعنى صحيحة، لكن لفظها مستنكر ومستكره، لأنه كما قال السائل قد يوحي بأن هناك عاصماً عَصِمَ الله -عز وجل-، والله -سبحانه وتعالى- هو الخالق، وما سواه مخلوق، فالأولى أن لا يعبر الإنسان بمثل هذا التعبير، بل يقول الصواب في كلام الله، وكلام الله ورسوله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- انظر: فتاوى العقيدة، لابن العثيمين، برقم /474، ص753 - 754.
وقال فضيلة الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد: "أسماء الله وصفاته، توقيفية، وهذا اللفظ هو معنى عدد من أسمائه، مثل: الحكيم، الحفيظ، وكقول "الكمال لله" وليس من أسماء الله "الكمال"، ولي في الإطلاقين وقفة، والمشهور أَن هذا تعبير لا يجوز في حق الله تعالى إذ العصمة لابد لها من عاصم، فليتنبه". انظر: معجم المناهي اللفظية، لبكر بن عبد الله أبو زيد، ص392 - 393.
22- بذمتك، بالأمانة، والنبي، والنعمة، والعيش والملح، والعهد الذي بيننا، ونحو ذلك. والصحيح: أن العبد لا يحل له أن يحلف إلا بالله، لقوله صلى الله عليه وسلم: "فمَنْ كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت"، و"مَنْ حلف بغير الله فقد أشرك".
والحلف بغير الله أعظم من الكثير من الكبائر لأنه شرك، والشرك لا يغفره الله ولو كان أصغر، لأن قوله: {إن الله لا يغفر أَن يُشْرَكَ بِهِ} النساء، مصدر مؤول، فهو نكره في سياق النفي، فيعم الأصغر والأكبر.
وقال ابن مسعود -رضي الله عنه-: (لأَن أحلف بالله كاذباً أحبُّ إلى مِن أن أحلف بغيره صادقاً) ذكره ابن أبي شيبة في المصنف 3 /79, والطبراني في الكبير 9/ 183.
فالحلف بالله كاذباً هو من الكبائر, فنعرف من ذلك أن إثم الحلف بغير الله، بالنبي أو بحياتك أو برأس أبيك أكبر من الكبائر, نسأل الله السلامة والعافية.
وعلى هذا فيحرم على المسلم أن يحلف بغير الله سبحانه وتعالى، لا بالكعبة ولا بالنبي صلى الله عليه وسلم، ولا بولي من أولياء الله، ولا بالشرف ولا بالقومية، ولا بالوطنية، كل حلف بغير الله فهو محرم وهو نوع من الشرك.
23- شاء القدر، وشاءت إرادة الله. والصحيح: شاء الله، أو قدَّر الله وما شاء فعل، لأن الصفات لا تكتسب بعضها من بعض، بل من الموصوف وهو الله عز وجل.
قال الشيخ بكر أبو زيد -رحمه الله-: المشيئة صفة من صفات الله تعالى والصفة تضاف إلى مَنْ يستحقها، ولله تعالى المشيئة الكاملة والقدرة التامة، ومشيئته سبحانه فوق كل مشيئة، وقدرته سبحانه فوق كل قدرة، فيُقال: شاء الله سبحانه، ولا يقال: شاءت حكمة الله، ولا يقال: شاءت قدرة الله، ولا: شاء القدر، ولا: شاءت عناية الله، وهكذا من كل ما فيه نسبة الفعل إلى الصفة، وإنما يقال: شاء الله، واقتضت حكمة الله، وعنايته سبحانه. معجم المناهي اللفظية -حرف الشين.
24- طلع شيطاني، للنبات الذي خرج بدون زرع. والصحيح: أنبته الله، أو طلع رباني، لأن الشيطان لا ينبت زرعاً، ولا يملك إعطاءً أو منعاً: "أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون".
25- لو كان كذا لكان كذا وكذا. والصحيح: أن "لو" التي تقال تحسُّراً على الماضي، ورد النص بالنهى عنها، وأنها تفتح عمل الشيطان، قال صلى الله عليه وسلم: "وإن أصابك شيءٌ لا تقُل لو أنى فعلت كذا لكان كذا وكذا، ولكن قُل: قدَّر اللهُ وما شاء فعل، فان لو تفتح عمل الشيطان. رواه مسلم.
(لو) تأتي لعدة معان ولا يمنع قولها دائماً، فقد بوب البخاري على جوازها في بعض المواضع وذكر عدة أحاديث في ذلك، وأما النهي الثابت في حديث مسلم فمحمول على استعمالها في التلهف على أمور الدنيا أو الاعتراض على القدر.
والمتعين بعد وقوع المقدور التسليم لأمر الله والرضا بما قدَّر والإعراض عن الالتفات لما فات، فإنه إذا فكر في ما فاته من ذلك فقال لو أني فعلت كذا لكان كذا جاءته وساوس الشيطان فلا تزال به حتى يفضي إلى الخُسران، فيعارض بتوهم التدبير سابق المقادير وهذا هو عمل الشيطان المنهي عن تعاطي أسبابه بقوله: "فلا تقل لو فإن لو تفتح عمل الشيطان".
26- يا رب طه ويس أسماء النبي. والصحيح: يارب العالمين، فليس من أسماء النبي صلى الله عليه وسلم: "طه"، بل هذه حروف مقطعة على الراجح من أقوال المفسرين.
ولا يصح القول بأن (طه ويس) من أسماء النبي صلى الله عليه وسلم وعمدتهم حديث ساقط وهو حديث: "لِي عِنْد رَبِّي عَشَرَة أَسْمَاء" فَذَكَرَ أَنَّ فِيهَا: "طَه" و "يس".
27- عبَّاد الشَّمس. والصحيح: أنه ليس هناك نبات يعبد الشمس، بل النبات والشمس، وكل الكون يعبد الله، فالأولى أن يُقال: دوَّار الشَّمس، أو تبَّاع الشَّمس ونحو ذلك.
28- لولا الله وفلان. والصحيح: لولا الله ثم فلان، هكذا علَّمنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، ولا يقال إن حروف العطف يقوم بعضها مقام بعض.
وهذا من الشِّرك الأصغر، ويجوز أن يقول: لولا الله ثم فلان، ذكره إبراهيم النخعي. ولابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قول الله عز وجل: "فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ" البقرة: 22.
قال: الأندادُ هو الشرك أخفى من دبيب النمل على صفاة سوداء في ظلمة الليل وهو أن يقول والله وحياتك يا فلان وحياتي ويقول لولا كلبة هذا لأتانا اللصوص البارحة، ولولا البط في الدار لأتى اللصوص، وقول الرجل لصاحبه ما شاء الله وشئت، وقول الرجل لولا الله وفلان، لا تجعل فيها فلاناً، هذا كله به شرك.
29- لا حول الله يارب. والصحيح: لا حول ولا قوة إلا بالله، لأن اللفظ يعنى نفى الحول عن الله عز وجل، وان كان القائل لا يعنى ذلك؛ إلا أنه يجب تصحيح اللفظ.
30- حطها فى رقبة عالم واطلع منها سالم. أو كما يقول الخليجيون: "اجعل بينك وبين النار مُطَوِّع". والصحيح: "ألا تزر وازرة وزر أخرى" فلا يخرج العبد سالماً مادام عنده القدرة على السؤال والبحث.
واتفق أهل العلم على أنَّ العامي لا مذهب له، وأن مذهبه مذهب مفتيه، وليس لهم تتبع الرُّخص وزلّات العلماء فهذا قد يفتح أمامهم باب الاستهانة والتهرب من التكاليف، فالواجب على المسلم أن ينهى نفسه عن هواها وهذا هو الذي أمر الله به، فإذا تتبع الإنسان الرُّخص وزلّات العلماء فهو قد رجع إلى هوى النفس وشهواتها ومطلوباتها ومحبوباتها، ولم يكن محتكماً إلى الله -عز وجل- وإلى رسوله -صلى الله عليه وسلم-.
عدل سابقا من قبل أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn في الإثنين 28 سبتمبر 2020, 11:38 am عدل 1 مرات |
| | | أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: الإيقاظ في تصحيح الأمثال والألفاظ الأحد 14 فبراير 2016, 4:00 am | |
| 31- أقامرك. والصحيح: أنَّ مَنْ قال ذلك عليه أن يتصدق، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ حَلَفَ مِنْكُمْ فَقَالَ فِي حَلِفِهِ بِاللَّاتِ، فَلْيَقُلْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَمَنْ قَالَ لِصَاحِبِهِ: تَعَالَ أُقَامِرْكَ، فَلْيَتَصَدَّقْ". رواه مسلم في صحيحه 1647.
يقول الإمام النووي في شرح صحيح مسلم: قال العلماء: أمر بالصدقة تكفيرا لخطيئته في كلامه بهذه المعصية، قال الخطابي: معناه: فليتصدق بمقدار ما أمر أن يقامر به، والصواب الذي عليه المحققون وهو ظاهر الحديث أنه لا يختص بذلك المقدار; بل يتصدق بما تيسر مما ينطلق عليه اسم الصدقة، ويؤيده رواية معمر التي ذكرها مسلم فليتصدق بشيء قال القاضي: ففي هذا الحديث دلالة لمذهب الجمهور أن العزم على المعصية إذا استقر في القلب كان ذنباً يكتب عليه، بخلاف الخاطر الذي لا يستقر في القلب.
32- لو طلع أبويا من قبره. والصحيح: أن هذا اللفظ وأشباهه قلة أدب، وسوء تربية وعقوق للوالدين، فليتنبه المرء لما يقول وليعقل ما يتحدث به.
33- بالرفاء والبنين للمتزوج. والصحيح: بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير.
قال ابن القيم -رحمه الله تعالى-: كانت الجاهلية يقولون في تهنئتهم بالنكاح: بالرفاء والبنين, والرفاء: الإتمام والاتفاق, أي تزوجت زوجاً يحصل به الاتفاق بينكما, فيهنئون بالبنين سلفاً وتعجيلاً.
ولا ينبغي للرجل أن يهنئ بالابن ولا يهنئ بالبنت, بل يهنئ بهما أو يترك التهنئة ليتخلص من سنة الجاهلية, فإن كثيراً منهم كانوا يهنئون بالابن وبوفاة البنت دون ولادتها) *تحفة المولود - للإمام/ ابن القيم الجوزية.
وقال الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله: والبنين (يهنئون بالبنين سَلَفًا وتعجيلاً , ولا ينبغي التهنئة بالابن دون البنت، وهذه سُنَّة الجاهلية، وهذا سِرّ النهي) اهـ.
34- زوجتي راجل. والصحيح: أن هذه المرأة مستهترة، بل إن تشبهت المرأة بالرجل فهي ملعونة، ففي الحديث عن ابن عباس رضي الله عنهما؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم "لعن المتشبهين من الرجال بالنساء، ولعن المتشبهات من النساء بالرجال" رواه ابن ماجه وصححه الألباني.
35- حوش يا حواش. والصحيح: أن أسماء الله توقيفية، فلا يدعى الله عز وجل إلا بأسمائه الحسنى، يقول الله تعالى: "ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون فى أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون" الأعراف، وليس من أسماء الله الحسنى حواش.
36- مدد يا نبي، أو يا بدوى، أو يا أم هاشم، ونحو ذلك. والصحيح: أن المدد لا يُطلب إلا من الله، لأنه لا يملك المدد إلا الله جل وعلا، أما هذه الألفاظ وأشباهها، فهي دعاء مخلوق؛ وجعله نداً لله جل وعلا، فهي إذاً شرك بالله العظيم.
طلب المدد من غير الله مـن صور دعاء غير الله، ولذلك كان من الشرك.
جاء في فتاوى اللجنة الدائمة" (2/ 193): "قول جماعة المنشدين: مدد يا سيدنا الحسين، مدد يا سيدة زينب، مدد يا بدوي يا شيخ العرب مدد يا رسول الله، مدد يا أولياء الله.. إلى أمثال ذلك شرك أكبر يُخرج قائله من ملة الإسلام والعياذ بالله لأنه نداء للأموات ليعطوهم خيراً، وليغيثوهم ويدفعوا أو يكشفوا عنهم، وذلك أن المراد بالمدد هنا العطاء والغوث والنصرة فكان معنى قول القائل: مدد يا سيد يا بدوي، مدد يا سيدة زينب..الخ امددنا بعطائك وخيرك واكشف عنا الشدة وادفع عنا البلاء، وهذا شرك أكبر، قال الله تعالى بعد أن بيّن لعبـاده تدبيره للكون وتسخيره إياه: "ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ * إِن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِـرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ". فاطر /13- 14، فسمى دعاءهم شركاً.
37- لا بيرحم ولا بيخلى رحمة ربنا تنزل. والصحيح: أنه لا يستطيع أحد أن يمنع نزول رحمة الله عز وجل: "ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها" فاطر.
38- إحنا بنقرا فى عبس، تُقال لِمَنْ لم يفهم الكلام. وكأن سورة "عبس" طلاسم يصعب فهمهما.
والصحيح: أن هذا سوء أدب مع القرآن، فالقرآن مُيسر لِمَنْ تدبره: "ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر"؟ القمر.
39- وشه يقطع الخميرة من البيت، ومثلها كأن يقول أنا اصطبحت بوش مين النهارده؟. والصحيح: أن هذا تشاؤم مُحرم منهيٌ عنه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا عدوى ولا هامة ولا نوء ولا صفر"، قال الشيخ الألباني: صحيح.
والطيرة معناها التشاؤم، والطيرة باب من الشرك، وإلقاء الشيطان وتخويفه ووسوسته.
يضاف إليه التشاؤم بالطيور والأيام والأرقام وحظك اليوم وأنت والنجوم... إلخ.
40- اللي معه قرش يساوى قرش، واللي معهوش ما يساويش. والصحيح: أن المفاضلة ليست بالمال، لكن بالتقوى والأعمال الصالحة: "إن أكرمكم عند الله أتقاكم" الحجرات.
ولا فضل لعربي على أعجمي ولا غني ولا فقير إلا بالتقوى.
"فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ (15) وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ. الفجر.
هذا حال كثير من الناس كما أخبر الله عز وجل مقياسهم الدرهم والدينار والسعة والإقتار.
41- أنا وأخويا على ابن عمي، وأنا وابن عمي على الغريب. والصحيح: أنا مع الحق حيث كان، أما هذه المقولة فهي من العصبية الجاهلية التي جاء الإسلام بهدمها وإبطالها، عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً)، قالوا يا رسول الله هذا ننصره مظلوماً فكيف ننصره ظالماً؟ قال: (تأخذ فوق يديه). رواه البخاري في صحيحه.
42- تور الله في برسيمه، تُقال للغبي الذي لا يفهم الكلام. والصحيح: أن هذا سفه وجهل وضلال، فهل لله ثور ولغيره ثور؟ وثور الله يوصف بالبله والغباء، فإلي الله المُشتكى، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
43- يدِّي الحَلَق للِّي مالوش ودان. والصحيح: أن هذا وصف لله بعدم الحكمة "حاشا لله" فالله جل وعلا يقول: "والله فضَّل بعضكم على بعض في الرّزق"، فهل يضع الله الشيء في غير موضعه؟
بل هذا المثل فيه اتهام لله عز وجل بثلاثة أمور والعياذ بالله: 1- الجهل. 2- الظلم. 3- عدم الحكمة. تعالى الله عمَّا يقول الجاهلون عُلواً كبيراً.
44- كُتْر السَّلام بيقِل المعرفة. والصحيح: أن إفشاء السَّلام يجلب المحبة ويزيد المعرفة؛ يقول الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم: "أولا أدلكم على شيءٍ إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشُوا السَّلام بينكم" رواه مسلم في صحيحه.
فكم أصلح السَّلام بين مُتخاصمين, وألَّف بين قلوب مُتباغضين, وقرَّب بين مُتباعدين, ووحَّد بين مُتفرقين.
وفي المُقابل كم من أناس تخاصموا, وأساؤا الظن ببعضهم بسبب ترك السَّلام بينهم.
ومن غرائب آخر الزمان أن كثير من الناس أصبحوا لا يُلقُون السَّلام إلا على مَنْ يعرفون, وهذا من الخطأ لأن السلام ينبغي أن يَعُمَّ بين المسلمين كافة, عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ الْإِسْلَامِ خَيْرٌ قَالَ: "تُطْعِمُ الطَّعَامَ وَتَقْرَأُ السَّلَامَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ". رواه البخاري في صحيحه.
45- اللي يعُوزه البيت يحرَمْ عالجامع. والصحيح: أن هذه مقوله خبيثة، تدل على شُح النفس وبُخلها، والأصل أن يعلم العبد أن ما يُخرجه لله يُخلفه الله خيراً منه: "وما أنفقتم من شيءٍ فهو يُخلفه وهو خيرُ الرَّازقين".
عدل سابقا من قبل أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn في الإثنين 28 سبتمبر 2020, 11:44 am عدل 2 مرات |
| | | أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: الإيقاظ في تصحيح الأمثال والألفاظ الأحد 14 فبراير 2016, 8:10 am | |
| 46- وهبته الطبيعة, وهبه النيل.
والصحيح: أن العطاء والمنع من الله تعالى ولا يصح نسبة شيء من ذلك للطبيعة أو النيل وغير ذلك.
وفي الحقيقة أنه عندما ننسب الهبة للطبيعة أو للنيل نكون قد وقعنا في عين ما تكلم به الشيوعيون وأهل الإلحاد الذين يعتقدون أن الطبيعة خلقت هذا الكون وخلقت هذه الحيوانات وخلقت الأرض والسماوات تعالى الله عن هذا القول علواً كبيراً.
47- رزق الهبل على المجانين.
والصحيح: أن رزق الجميع على الله: "إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين".
قال الله تعالى: "وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا" هود، وهذا يعني أنه سبحانه تكفَّل بإطعام كل ما يدب على هذه الأرض من إنسان أو حيوان أو حشرات... إلخ، ولم يجعل ذلك لغيره.
48- حاجة تقصّر العمر.
والصحيح: "ولكل أمةٍ أجل فإذا جاء أجلهُم لا يستأخرون ساعةً ولا يستقدمون" الأعراف، فليس هناك شيء يقصّر العمر.
فالإنسان له عمر واحد محدد معلوم عند الله من قبل أن يولد فإذا حان وقته وافته منيته.
وفي صحيح مسلم عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قَالَتْ أُمُّ حَبِيبَةَ زَوْجُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: اللَّهُمَّ أَمْتِعْنِي بِزَوْجِي رَسُولِ اللَّهِ، وَبِأَبِي أَبِي سُفْيَانَ، وَبِأَخِي مُعَاوِيَةَ، قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (قَدْ سَأَلَتِ اللَّهَ لِآجَالٍ مَضْرُوبَةٍ، وَأَيَّامٍ مَعْدُودَةٍ، وَأَرْزَاقٍ مَقْسُومَةٍ، لَنْ يُعَجِّلَ شَيْئًا قَبْلَ أَجَلِهِ، وَلَنْ يُؤَخِّرَ شَيْئًا عَنْ أَجَلِهِ، وَلَوْ كُنْتِ سَأَلْتِ اللَّهَ أَنْ يُعِيذَكِ مِنْ عَذَابٍ فِي النَّارِ وَعَذَابٍ فِي الْقَبْرِ كَانَ خَيْرًا وَأَفْضَلَ).
49- أنا عبد المأمور.
والصحيح: أنا والمأمور عباد الله، فلا يجوز السمع والطاعة المطلقة إلا لله.
50- الرزق يحب الفهلوة.
والصحيح: أن الرزق عند الله، وأن ما عند الله لا يُنال إلا بطاعته، وعماد جلب الرزق التوكل على الله، والأخذ بالأسباب المشروعة، يقول تعالى: "هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُور" المُلك.
51- إن كان لك عند الكلب حاجة، قل له يا سيدي.
والصحيح: أن هذه العبارة وأشباهها تربى المسلم على الذلة والخنوع، والإسلام يرفع أهله فلا ينبغي للعبد أن ينزل حاجته إلا بالله عز وجل.
52- اللي يعتقد في حجر ينفعه.
والصحيح: أن هذا شرك والعياذ بالله، فواعجباً من عقول تعتقد النفع والشر في حجر، يقول جل وعلا: "ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة" البقرة.
53- اسم النبي حارسه وصاينه.
والصحيح: أن الذي يقوم على أمر السماوات والأرض ومن فيهن، هو الله وحده لا شريك له، وأن المرء في رعاية الله وحفظه ما دام طائعاً له ومنقاداً لأوامره سبحانه، فالحافظ الحارس هو الله جل وعلا.
54- يا عم ساعة لربك وساعة لقلبك.
والصحيح: أن ساعات العمر كلها لله لا شريك له سبحانه، حتى اللهو المباح فيقول جل وعلا فيه: "قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163)" الأنعام.
يقول الصحابي الجليل حنظلة الأسيدي: لقيني أبو بكر وقال: "كيف أنت يا حنظلة؟ قلت: نافق حنظلة! قال: سبحان الله، ما تقول؟ قلت: نكون عند رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يُذكِّرُنَا بالنار والجنة حتى كأنَّا رأي عين فإذا خرجنا من عنده عافسنا (لاعبنا وخالطنا) الأزواج والأولاد والضيعات (العمل والسعي إلى الرزق) فنسينا كثيراً! فقال أبو بكر: فوالله إنا لنلقى مثل هذا، قال حنظلة: فانطلقت أنا وأبو بكر حتى دخلنا على رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، قلت: نافق حنظلة يا رسول الله، فقال: وما ذاك؟ قلت: يا رسول الله، نكون عندك تذكرنا بالنار والجنة كأنا رأي عين، فإذا خرجنا من عندك عافَسْنا الأزواج والأولاد والضيعات ونسينا كثيراً. فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "والذي نفسي بيده لو تدومون على ما تكونون عندي وفي الذكر لصافحتكم الملائكة على فُرشكم وفي طرقكم ولكن يا حنظلة ساعة وساعة – وكررها ثلاثاً" رواه مسلم في صحيحه.
وليس المقصود ساعة فيما يغضب الله ويقرب من النار، وساعة فيما يرضي الله ويقرب من الجنة، محال هذا! والنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يقصد ذلك، بل إن المقصود هو ساعة جد وعمل وساعة راحة، كما في حديث حنظلة ، فنذكر الله ساعة في مجلس ساعة ما بين المغرب والعشاء، مثلاً ثم نأكل ونشرب ونتحدث حديثاً طيباً في ساعة تالية، فحياة المؤمن دائرة بين الطاعة وبين المباح، أما أن يكون البديل عن الطاعة هو المعصية والذنوب والإجرام فهذا هو المفهوم غير صحيح.
55- الباب المردود يرد القضا المستعجل.
والصحيح: أنه لا يقوى شيء على رد قضاء الله تعالى إلا الدعاء وهو من قضاء الله، عن سلمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يرد القضاء إلا الدُّعاء ولا يزيد العمر إلا البر"، سنن الترمذي - (4 / 448)، وفي رواية: وإن الرجل ليُحرم الرزق بالذنب يُصيبه".
56- كدبه بيضة.
والصحيح: الكذب كله مُحرَّم، وهو خُلُقٌ ذميم، حرَّمهُ الله تعالى في كتابه فقال: "إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ" النحل: 105، و قال جل جلاله: "وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ" الزمر: 60.
والكذب يهدى إلى الفجور، والفجور يهدى إلى النار، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا. صحيح مسلم.
إلا من استثناه النص روى البخاري ومسلم عن أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ليس الكذَّاب الذي يُصلح بين الناس فينمي خيراً أو يقول خيراً.
وفي رواية: "ولم أسمعه يرخص في شيء مما يقول الناس إلا في ثلاث: تعني الحرب، والإصلاح بين الناس، وحديث الرجل امرأته، وحديث المرأة زوجها". البخاري (2692)، ومسلم (2605).
كذبة أبريل: ورغم أن الكذب خلق ذميم وفعل مشين، إلا أنه قد وجد في هذه الأيام من يروج له، بل ويحتفل به كل عام، ففي أول أبريل من كل عام يُقيم بعض الناس احتفالاً للكذب!!
وكذبة إبريل عادة رذيلة لدى بعض الشعوب إذا دخل شهر أبريل -وهو الشهر الرابع من السنة الشمسية- اخترع كل إنسان كذبة بهذه المناسبة، وربما حرص على أن تبلغ الآفاق.
ولاشك أن هذا مضاد لأخلاقيات المسلمين وأوامر الشرع لهم، ومَنْ كذب فقد وقع في الإثم، فعلى المسلم أن يحذر من الكذب ويطهر لسانه منه، وأن لا يقلد مَنْ لا خلاق لهم من الكفار والمشركين.
57- خناقة لرب السما.
والصحيح: أن هذه كلمة شنيعة؛ لا تليق بجلال الله وعظمته.
58- يا حنين يا رب.
والصحيح:
أن حنين تصغير حنان، وأسماء الله الحسنى لا تُصغر، فضلاً عن أن اسم الحنان مختلف فيه، فالأولى دعاء الله بما ثبت له من الأسماء الحسنى؛ والصفات العلى المتفق عليها.
وأسماء الله تعالى توقيفية لا مجال للعقل فيها فلا يسمى الله عز وجل إلا بما جاء به الكتاب والسنة فلا يزاد فيها ولا ينقص؛ لأن العقل قاصر عن معرفة ما يستحقه الله تعالى من الأسماء فوجب الوقوف في ذلك على النص والدليل.
قال الإمام أحمد -رحمه الله-: "لا يوصف الله إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم لا نتجاوز القرآن والسنة".
59- اللاوى، يقولونها للمعتوه والأبله.
والصحيح: أن يحمد العبد لله على العافية، وإذا رأى مبتلى فليقل: "الحمد لله الذي عافانى مما ابتلاه به، وفضَّلني على كثير ممَّنْ خلق تفضيلاً".
قال العلامة المباركفوري في "تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي": قَوْلُهُ: مَنْ رَأَى صَاحِبَ بَلَاءٍ: (أَيْ مُبْتَلًى فِي أَمْرٍ بَدَنِيٍّ كَبَرَصٍ وَقِصَرٍ فَاحِشٍ أَوْ طُولٍ مُفْرِطٍ أَوْ عَمًى أَوْ عَرَجٍ أَوْ اِعْوِجَاجِ يَدٍ وَنَحْوِهَا, أَوْ دِينِيٍّ بِنَحْوِ فِسْقٍ وَظُلْمٍ وَبِدْعَةٍ وَكُفْرٍ وَغَيْرِهَا)، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَافَانِي مِمَّا اِبْتَلَاك بِهِ، فَإِنَّ الْعَافِيَةَ أَوْسَعُ مِنْ الْبَلِيَّةِ لِأَنَّهَا مَظِنَّةُ الْجَزَعِ وَالْفِتْنَةِ وَحِينَئِذٍ تَكُونُ مِحْنَةً أَيَّ مِحْنَةٍ, وَالْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ كَمَا وَرَدَ (وَفَضَّلَنِي عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقَ تَفْضِيلًا) أَيْ فِي الدِّينِ وَالدُّنْيَا وَالْقَلْبِ وَالْقَالَبِ (إِلَّا عُوفِيَ مِنْ ذَلِكَ الْبَلَاءِ) أَيْ لَمْ يرَ أَحَدٌ صَاحِبَ بَلَاءٍ فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَافَانِي... إِلَخْ، إِلَّا عوفي مِنْ ذَلِكَ الْبَلَاءِ (كَائِنًا مَا كَانَ) أَيْ حَالَ كَوْنِ ذَلِكَ الْبَلَاءِ أَيَّ بَلَاءٍ كَانَ (مَا عَاشَ) أَيْ مُدَّةَ بَقَائِهِ فِي الدُّنْيَا).
60- عليَّ الحرام من ديني.
والصحيح: أن هذه كلمة شنيعة، معناها أنه يلزمه فعل الحرام؛ كالكفر، والشرك، والقتل، والزنا، والسرقة، ونحو ذلك؛ هذا معناها، فهل يرضى مسلم لنفسه ذلك؟
أفيقوا يا عباد الله، وتوبوا إليه، إنه هو التواب الرحيم.
عدل سابقا من قبل أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn في الإثنين 28 سبتمبر 2020, 11:45 am عدل 1 مرات |
| | | أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: الإيقاظ في تصحيح الأمثال والألفاظ الثلاثاء 16 فبراير 2016, 12:56 am | |
| 61- - ولد شقي. والصحيح: ولد مشاكس، لأن الشقي هو الكافر، وهو ضد السعيد، عن أبى هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع كلمة فأعجبته، فقال: "أخذنا فألك من فيك" قال الألباني في “السلسلة الصحيحة” 2 / 362: أخرجه أبو داود (2 / 158 - 159) وأحمد (2 / 388) وابن السني (رقم 286) والحسن بن علي الجوهري (ق 28 / 1) من طريق وهيب عن سهيل بن أبي صالح عن رجل عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع كلمة فأعجبته, فقال“. فذكره. قلت: وهذا إسناد صحيح لولا الرجل الذي لم يسم..
والفأل: ضد الطيرة, والفأل أن يكون الرجل مريضاً، فيسمع آخر يقول: يا سالم, أو يكون طالب ضالة فيسمع آخر يقول: يا واجد، فيقول تفاءلت بكذا، وإن شئت فقل: التفاؤل: انشراح قلب الإنسان وإحسانه الظن، وتوقع الخير بما يسمعه من الكلم الصالح أو الحسن أو الطيب.
فالكلمة الطيبة تسعد القلوب وتريح النفوس ويحصل فيها النفع والخير وثمارها الحسنات، أما الألفاظ السيئة فمنهي عنها.
وهل أشقى أولادنا إلا مثل هذه الألفاظ التي لم نتق الله عز وجل فيها؟ فإلى الله المشتكى.
62- ربنا يطوِّل في عُمْرَكْ. والصحيح: ربنا يبارك في عمرك، لأن العمر لا يزاد فيه ولا ينقص، فعن عبد الله بن مسعود قال: قالت أم حبيبة: اللهم متعني بزوجي رسول الله صلى الله عليه وسلم وبأبي أبي سفيان، وبأخي معاوية، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنكِ سألتِ الله لآجالٍ مضروبةٍ، وآثار موطوءةٍ، وأرزاقٍ مقسومةٍ، لا يعجل شيئاً منها قبل حِلِهِ، ولا يؤخرُ منها شيئاً بعد حِلِه. سبق تخريجه.
63- هيدخل الجنة حدف. والصحيح: أنه لا يحكم لمعين بجنة ولا نار، إلا مَنْ بشرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم إن الجنة لا يدخلها أحدٌ بهذه الطريقة، بل يدخلها بعز وتكريم، قال تعالى: {وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ} الزمر.
وقال تعالى: (يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا) مريم.
هذه الآيات وغيرها يدل على مدى تكريم الله للمتقين وعزتهم ورفعتهم يوم القيامة وقت دخولهم الجنة.
64- أنا بَعْشَقَكْ يا نبي. والصحيح: أن النبي صلى الله عليه وسلم يُحَبُّ ولا يُعْشَقْ، سُئِلَ أبو العباس أحمد بن يحيى عن الحب والعشق، أيهما أحمد؟ فقال: الحب، لأن العشق فيه إفراط، وسمى العاشق عاشقاً لأنه يذبل من شدة الهوى، عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبَّ إليه من والده وولده والناس أجمعين" رواه البخاري في صحيحه، فالثابت المحبة وليس العشق، والله تعالى أعلى وأعلم.
65- الدِّينُ لله، والوطن للجميع. والصحيح: إن الدين لله، والوطن لله، بل الأرض ومن عليها لله، قال تعالى: "قُل لِّمَنِ الْأَرْضُ وَمَن فِيهَا إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ" المؤمنون.
66- الشَّهيد فُلان. والصحيح: أنه لا يجوز أن يُقال: فلان شهيد، إلا مَنْ شَهِدَ له القرآنُ وشهدت له السُّنة، قال الإمام البخاري رحمه الله تعالى "في صحيحه" باب: لا يُقال فلانٌ شهيد "قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَنْ يُجَاهِدُ فِي سَبِيلِهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَنْ يُكْلَمُ فِي سَبِيلِهِ"، قال الإمام بن حجر رحمه الله "فتح الباري" قَوْله: بَابُ لَا يُقَالُ فُلَانُ شَهِيدٌ، أَيْ عَلَى سَبِيلِ الْقَطْعِ بِذَلِكَ إِلَّا إِنْ كَانَ بِالْوَحْي وَكَأَنَّهُ أَشَارَ إِلَى حَدِيثِ عُمَرَ أَنَّهُ خَطَبَ فَقَالَ: "تَقُولُونَ فِي مَغَازِيكُمْ فُلَانٌ شَهِيدٌ وَمَاتَ فَلَانٌ شَهِيدًا وَلَعَلَّهُ قَدْ يَكُونُ قَدْ أَوْقَرَ رَاحِلَتَهُ أَلَا لَا تَقُولُوا ذَلِكُمْ وَلَكِنْ قُولُوا كَمَا قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ مَاتَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ قُتِلَ فَهُوَ شَهِيدٌ" وَهُوَ حَدِيثٌ حَسَنٌ أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَسَعيِدُ بْنُ مَنْصُور وَغَيْرُهُمَا مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّد بْن سِيرِينَ عَنْ أَبِي الْعَجْفَاءِ.
67- كرامة للنبَّي، أو عشان خاطر النَّبي صلى الله عليه وسلم. والصحيح: أن هذا اللفظ لا يجوز، فما علاقة أن تزج باسم النَّبي صلى الله عليه وسلم في كل أمورك، مما يوقع الناس في العنت والمشقة.
68- لو كان النَّبي عايش لصنع كذا. والصحيح: هذا كذب على النبي صلى الله عليه وسلم، فَمَنْ أدرى ذلك المسكين الجاهل أن النبي صلى الله عليه وسلم لو كان حياً لصنع ما يقول؟ اللهم رد الناس إلى الحق رداً جميلاً.
69- مش هيتعرض على الجنة. والصحيح: أن هذا فيه تألٍ على الله، فأهل السنة لا يحكمون لمعين بجنة ولا نار؛ قال صلى الله عليه وسلم: "فو الذي لا إله غيره، إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراعاً، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار، حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراعاً، فيسبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها" رواه مسلم في صحيحه، يُضاف إليها حديث والله لا يغفر الله لك.
70- ما رأى الدين؟. والصحيح: ما حكم الدين؟، لأن الحكم لا يقبل الرد، أما الرأي فيقبل الرد.
قال الشيخ بكر أبو زيد في معجم المناهي اللفظية عن هذا اللفظ: "من الألفاظ الشائعة في أخريات القرن الرابع عشر الهجري، وهو إطلاق مرفوض شرعاً". انتهى.
والعلة في عدم قبولها: أن الرأي يتردد بين الخطأ والصواب، فلا يجوز إطلاق شيء فيه تردد على حكم من أحكام الإسلام، المشتمل على أمر الله ونهيه وقضائه.
فلا يقال: رأي، لأن الرأي مدرجة الظن والخطأ والصواب.
فنقول: حكم الله، حكم الشرع... فديننا الإسلام أحكام شرعية وليست آراءً.. فالرأي يجوز أن يقال للعلماء والمشايخ فتسألهم: ما رأيك في مسألة كذا؟ لأن العالم مجتهد يخطئ ويصيب.. أما الشرع فهو فليس فيه للرأي مجال فلا يقال: ما رأي الشرع أو ما رأي الدين... ولعل هذه العبارة انتشرت مع انتشار العلمانية في البلاد الإسلامية حيث تعد العلمانية الشرع رأياً من الآراء المتعددة في المجتمع!!! فالله المستعان...
71- مرض لعين، أو مرض خبيث. والصحيح: لا يجوز لعن المرض، لأن الله يبتلى به العبد إما تكفيراً لذنبه، أو رفعا لدرجته، أو غير ذلك، ومن ثم لا يجوز لعن المرض، بل يصبر العبد ويحتسب، فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على أم السائب، أو أم المسيب، فقال: "مالك يا أم السائب، أو يا أم المسيب تزفزفين؟ قالت: الحمى، لا بارك الله فيها، فقال: "لا تسبى الحمى؟ فإنها تذهب خطايا بني آدم كما يذهب الكير خبث الحديد" رواه مسلم في صحيحه.
72- قدر أحمق. والصحيح: أن هذا اللفظ وأشباهه يوجب الكفر، إن قصد قائله معناه فأقدار الله عز وجل لعبده المؤمن كلها خير، وأقدار الله منزهة عن الحمق والعبث، تعالى الله عما يقول الجاهلون علواً كبيراً.
73- العمل عبادة. والصحيح: أن هذه كلمة حق أريد بها باطل، فكثيراً ما تستعمل هذه الكلمة في غير محلها، فإذا قلت لأحد من هؤلاء: هيا إلى الصلاة... قال لك: العمل عبادة، فيقدم حظ نفسه على أمر ربه.
وأما ذكره كحديث ينسبونه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فمما لا أصل له في كتب الحديث والآثار، فلا تجوز نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
74- المهم القلب. والصحيح: أنه لابد وأن يقترن بصفاء القلب عمل صالح، ولقد جاءت الآيات متواترة تقرن بين الإيمان والعمل الصالح في كثير من سور القرآن.
وعن الحسن البصري، قال: إن الإيمان ليس بالتحلّي، ولا بالتمنّي، إنما الإيمان ما وقر في القلب وصدَّقه العمل.
75- قلبي أبيض، يقولونها عند فعل المُحَرَّمْ، كمصافحة الأجنبية، والاستهزاء والسخرية، ونحو ذلك. والصحيح: أنه لو صلح القلب لصلح العمل، ولا يعلم حال القلوب إلا علام الغيوب، قال صلى الله عليه وسلم: "إلا وإن في الجسد مضغة، إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهى القلب" متفق عليه.
عدل سابقا من قبل أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn في الإثنين 28 سبتمبر 2020, 11:48 am عدل 1 مرات |
| | | أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: الإيقاظ في تصحيح الأمثال والألفاظ الثلاثاء 16 فبراير 2016, 1:02 am | |
| 76- سبّ الدّيك. والصحيح: أن هذا منهي عنه، عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تسبوا الديك، فانه يدعو إلى الصلاة" رواه أبو داود في سننه وصححه الألباني.
77- نظرة يا ست ومدد. والصحيح: أنه لا يطلب ذلك إلا من عند الله، يقول تعالى: "إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير" فاطر، فالأموات لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا دفعا، فهل يملكون لغيرهم؟ ألا من عودة صادقة إلى العقيدة الصافية؟.
78- ما تخليناش نكفُر. والصحيح: هل هان الدين علينا إلى هذا الحد؟ هل عند هذا المستهتر الاستعداد لأن يترك دينه بهذه السهولة؟ أفلا يخاف ذلك المستهتر أن يقبضه الله على هذا الحال؟ فإلى الله المشتكى.!
79- هو فيه إيه صح؟. والصحيح: أن هذه نظرة سوداء، فالخير موجود إلى قيام الساعة: "لا تقوم الساعة إلا على شرار الخلق ولن يبقى في الكون من يقول الله الله" فعن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لا يضرهم من خذلهم، حتى يأتي أمر الله وهم كذلك" رواه البخاري في صحيحه.
وعن أبى هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا قال الرجل: هلك الناس فهو أهلكم". شعب الإيمان - (5 / 288).
80- ما كانشي يومك يا اخويا، يقولونها لِمَنْ مات، أو أصيب بضرر. والصحيح: أن هذا اعتراض على قضاء الله وقدره، وسوء أدب مع الله جل وعلا.
81- هاتشين، ونحو ذلك عند العِطَاس. والصحيح: أن يقول: الحمد لله، ويقول َمْن سمعه يرحمك الله، ويرُد العاطس: يهديكم الله ويصلح بالكم.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِذَا عَطَسَ أَحَدُكُمْ فَلْيَقُلْ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَلْيَقُلْ لَهُ أَخُوهُ أَوْ صَاحِبُهُ يَرْحَمُكَ اللَّهُ فَإِذَا قَالَ لَهُ يَرْحَمُكَ اللَّهُ فَلْيَقُلْ يَهْدِيكُمُ اللَّهُ وَيُصْلِحُ بَالَكُمْ". رواه البخاري.
82- السُّباب والشتائم واللَّعن والألفاظ الخارجة. والصحيح: أن المسلم ليس بسباب، ولا طعان ولا فاحش ولا بذيء، روى الترمذي بسند حسن عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "ليس المؤمن بالطعان، ولا اللعان، ولا الفاحش، ولا البذيء".
فالنبي -صلى الله عليه وسلم- في هذا الحديث نفى عن المؤمن أن يكون عياباً في الأنساب؛ يلمز غيره، ويطعن في نسبه، وأن يكون كثير الّلعن، وطلب الطرد لغيره من رحمة الله -تعالى-، التي وسعت كل شيء، كما نفى عنه فعل الفواحش، ونفى عنه أن يتفوَّه بالألفاظ القبيحة. أسأل الله أن يحفظنا وأن يطهر ألسنتنا.
83- يا مْزَكِّي حالك يبَكِّي. والصحيح: أن من أخرج زكاة ماله أخلفه الله خيرا مما أنفق، لكن هذه المقولة ألقاها الشيطان الرجيم على ألسنة بعض الجاهلين، ليبغض لهم إخراج الزكاة، يقول الله تعالى: "الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء".
والصدقة والزكاة لا تنقص المال بل تنميه وتزيده، عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: »مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ وَمَا زَادَ اللَّهُ عَبْداً بِعَفْوٍ إِلاَّ عِزًّا وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ لِلّهِ إِلاَّ رَفَعَهُ اللَّهُ « صحيح مسلم 6757 البر والصلة والأدب باب 19.
84- محدش واخد منها حاجة. والصحيح: أن كل إنسان سيأخذ ما قدم، إن خيراً فخير، وإن شراً فشر، قال تعالى: "كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ (38) إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ (39) فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ (40) عَنِ الْمُجْرِمِينَ (41) مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (42) قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (43) وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ (44) وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ (45) وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ (46) حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ (47)". المدثر.
85- الأقارب عقارب. والصحيح: أن هذا مثل أحمق، يحض على قطيعة الأرحام؛ التي أمر الله بها أن توصل، فالأقارب سبب للرحمة وليسوا عقارب، قال جل وعلا في سورة محمد: فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ (22) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ (23). محمد.
86- إذا حضرت الملائكة ذهبت الشياطين، تقال إذا دخل المجلس واحد، وخرج منه آخر. والصحيح: أن الداخل ليس بملك، ولا الخارج شيطان، فلنتق الله تعالى، ونحفظ ألسنتنا، ولنعلم أنه: "مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (18)" ق.
87- يا أول خلق الله، يقولونها للرسول صلى الله عليه وسلم. والصحيح: أن أول ما خلق الله القلم وقيل العرش، فالقول بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أول خلق الله بمعنى أنه أول من خلق الله؟ قول باطل، لأن النبي صلى الله عليه وسلم بشر ومن ذرية آدم عليه السلام، وقائلوا هذا يستندون إلى حديث مكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم، هو: أول ما خلق الله نور نبيك يا جابر.
88- لعن الله الشارب قبل الطالب، يقولونها إذا شرب أحدهم قبل الذي طلب الماء. والصحيح: أن هذا الكلام ليس من أخلاق المسلمين، بل أخلاق المسلمين كما وصفهم الله في كتابه: "وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ". الحشر.
والإيثار هو أن يقدم المسلم حاجة غيره من الناس على حاجته، برغم احتياجه ما يبذله، فقد يجوع ليشبع غيره ويعطش ليروي سواه، وهذه أخلاق المسلمين.
89- عين الحسود فيها عود. والصحيح: أن العين لا تدفع بمثل هذا الهراء، بل تدفع بالتعوذات الشرعية، وأذكار الصباح والمساء، وقول: ما شاء الله، تبارك الله.
وهناك عبارة يقولها الجهلة لدفع العين والخوف من الحسد وهي قول القائل: امسك الخشب أو اضرب عالخشب أو دق الخشب كلها ترمز إلى شي واحد وهدف واحد فهي عدة وجوه لعملة واحدة فتجد بعض الناس يعتقدون أن الخشب يمنع الحسد, فإذا خاف الحسد قال: (((امسك الخشب)))!!!! فيمسك الطاولة التي أمامه أو يضربها بيده حتى تصدر صوتاً زعماً منه إن هذا الفعل أو القول سيمنع الحسد عن المحسود!!!!! ولا شك ولا ريب أن هذا اعتقاد باطل, لا ينبغي أن يعتقده مسلم عاقل, وهذه العبارة مأخوذة من الغرب ومعناها دفع الحسد، وحكمها محرم، لان الذي يدفع الحسد هو الله سبحانه وتعالى وليس الجماد الذي هو الخشب وإنما إذا خاف المسلم أن يحسد شيئاً قال: ((ما شاء الله, اللهم بارك)) كما سيأتي.
90- الله يعلم أنى فعلت كذا، ومثلها أشهد الله. والصحيح: أن يحذر العبد أن يشهد الله على ما في قلبه وهو كاذب، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "لا يقولن أحدكم لشيء لا يعلمه الله يعلمه، والله يعلم غير ذلك، فيعلم الله ما لا يعلم، فذلك عند الله عظيم".
عدل سابقا من قبل أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn في الإثنين 28 سبتمبر 2020, 11:47 am عدل 2 مرات |
| | | أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: الإيقاظ في تصحيح الأمثال والألفاظ الثلاثاء 16 فبراير 2016, 1:11 am | |
| 91- حَدَّ الله. والصحيح: أن حدود الله معلومة، فهل تقال هذه الكلمة في مكانها؟ "تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (229)" البقرة، فينبغي الحذر من وضع الألفاظ في غير موضعها.
92- إحنا زارنا النَّبي "تُقال للتَّرحيب بالضَّيف". والصحيح: أن هذه كلمة عظيمة، فمَنْ هذا الذي تساوى زيارته زيارة النَّبي صلى الله عليه وسلم، حتى وان كان القائل لا يقصد هذا المعنى، إلا أنه ينبغي أن نتقى الله في ألفاظنا.
93- خير يا طير. والصحيح: خيراً إن شاء الله، قال الشيخ: عبد الرحمن المحمود -وفقه الله-: ومن الأخطاء المشهورة: قول بعضهم حينما يجيب من يطرق عليه أو يتصل عليه بالهاتف ويرفع السماعة بقول: خير يا طير، وهذه منتشرة عند كثير من الناس؛ لأن قول: خير يا طير من باب التطير, ومعلوم أن أهل الجاهلية كان عندهم التطير بالطيور, وكان التطير بها على أنواع, منها: إذا وقعت على بيته بومة تطيَّر منها, وبعضهم إذا أراد أن يسافر وجاءت الطيور عن يمينه مضى, وإذا جاءت عن يساره لم يسافر.
فنقول: (إن مثل هذه الكلمة مبنية على هذا, فينبغي الابتعاد عنها).
94- قيدها يا رفاعي، عند رؤية الحيات والثعابين. والصحيح: أن هذا اللفظ شرك بالله العظيم، قال تعالى: "إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ (14)" فاطر.
والرفاعي والدسوقي والبدوي وغيرهم أموات لا يملكون نفعاً ولا دفعاً: "وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُورًا (3)" الفرقان، ليس لهم من ذلك شيء، بل ذلك مرجعه كله إلى الله عز وجل.
95- يا صَلاة النَّبي أحْسَنْ، عندما يرى شيئاً يُعجبه. والصحيح: ما شاء الله بارك الله، فالسنة أن يبرك الإنسان إذا رأى ما يعجبه.
"إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو من أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة فٍان العين حق". رواه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" ص 168 والحاكم 4 / 216 وصححه شيخنا الألباني في "الكلم الطيب" 243.
وعن أبي أمامة بن سهل بن حنيف قال: مر عامر بن ربيعة بسهل بن حنيف وهو يغتسل فقال: لم أر كاليوم ولا جلد مخبأة، فما لبث أن لبط به فأتي به النبي صلى الله عليه وسلم فقيل له: أدرك سهلاً صريعاً قال: مَن تتهمون به؟ قالوا: عامر بن ربيعة، قال: علام يقتل أحدكم أخاه؟! إذا رأى أحدكم من أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة، ثم دعا بماء فأمر عامراً أن يتوضأ فيغسل وجهه ويديه إلى المرفقين وركبتيه وداخلة إزاره وأمره أن يصبَّ عليه". رواه ابن ماجه 3509 وأحمد 15550 ومالك 1747.
قال ابن القيم -رحمه الله-: (وإذا كان العائن يخشى ضرر عينه وإصابتها للمعين، فليدفع شرها بقوله: اللهم بارك عليه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لعامر بن ربيعه لما عان سهل بن حنيف: "ألا برَّكت" أي: قلت: اللهم بارك عليه) زاد المعاد
96- اللهم صلى على النَّبي، عند النسيان. والصحيح: أن يذكر الله، قال تعالى: "واذكر ربك إذا نسيت"، ويؤخذ من عموم قوله: "وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ" الأمر بذكر الله عند النسيان، فإنه يزيله، ويذكر العبد ما سها عنه، وكذلك يؤمر الساهي الناسي لذكر الله، أن يذكر ربه، ولا يكونن من الغافلين.
97- الدنيا دي على كف عفريت. والصحيح: أن هذا الكلام سفه وجهل وضلال، فالذي يُمسك الدنيا، والسموات والأرض هو الله عز وجل: ?إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ أَن تَزُولا وَلَئِن زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً? (فاطر: 41).
98- خراب بيته على الله. والصحيح: أن الخير كله بيد الله تعالى، والشر ليس إليه، فهل يليق بجلال الله وعظمته أن ينسب الخراب إليه؟ تعالى الله عما يقول الجاهلون والظالمون علواً كبيراً.
99- حزين الدنيا حزين الآخرة، وسعيد الدنيا سعيد الآخرة؛ يقولونها في الفقر والغنى. والصحيح: أن هذا كلام باطل، فالدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر، فقد يكون فقيراً في الدنيا ويوم القيامة من أهل الجنة، عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "دخلت الجنة فإذا أكثر أهلها فقراء"، فاللهم ارزقنا الجنة يا أرحم الراحمين؟
100- يا رب يا تشفيني يا تاخدني، والدُّعاء بالمَوْتْ على النَّفس. والصحيح: أنه لا يجوز أن يدعو الإنسان على نفسه بالموت والهلاك، فان كان لابد فاعلاً فليقل: "اللهم أحيني ما كانت الحياة خيراً لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي"، كما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
101- سامُ عليكم. والصحيح: أن السام هو الموت، فكأن ذلك المسكين يقول الموت عليكم! فينبغي أن يُقال: السلام عليكم، وأن يكون الرد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
واليهود عليهم لعائن الله المتتابعة إلى يوم القيامة هم الذين أول مَنْ حرَّف هذه التحيَّة على عهد النبي صلى الله عليه وسلم.
ففي صحيح البخاري عن ابن عمر -رضي الله عنهما- أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "إذا سلم عليكم اليهود فإنما يقول أحدهم: السام عليكم، فقولوا: وعليك". والسام هو الموت.
وفي صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها: أن يهوداً أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا السام عليكم، فقالت عائشة رضي الله عنها عليكم السام ولعنة الله وغضب الله عليكم. قال مهلاً يا عائشة عليك بالرفق وإياك والعنف والفحش.
وفي الصحيحين عنها: استأذن رهط من اليهود على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: السام عليكم، فقالت عائشة رضي الله عنها: وعليكم السام واللعنة. فقال يا عائشة: "إن الله تعالى يحب الرفق في الأمر". قالت ألم تسمع ما قالوا؟ قال قد قلت وعليكم.
102- خدُّوجة، وزنُّوبة، وعيُّوشة (أسماء النِّعَالْ). والصحيح: أنه يجب الحذر من هذه الألفاظ الدخيلة الخبيثة فلماذا اسم: خديجة، وعائشة، وزينب؟ ولماذا لا تكون الأسماء على هذا النحو؟ جرجوسة وبطروسة ونحن لا نوافق على هذا قطعاً، لكن إلى متى يُستغفل المسلمون؟ نسأل الله أن يرد المسلمين إلى دينهم ردا جميلاً.
103- مَبْرُوكْ. والصحيح: مبارك، أما (مَبـْروك) فإنها مشتقّة من بَرَكَ البعير يَبْرُكُ بُروكاً أي: استناخَ البعير وأقامَ وثبَتَ.
فقولنا لشخص (مَبـْروك) يعني: بَرَك عليك البعير واستقرّ وثَبَتَ، لأنه اسم مفعول من بَرَكَ.
فهذه العبارة في الحقيقة دعاءٌ على الشخص لا دعاءٌ له، واختلاف المعنى واضح وضوح الشمس.
104- أنا فَاطِرْ (إذا سُئِلَ أحدهم: هل أنت صائم). والصحيح: أنا مفطر، لأن فاطر، بمعنى خالق، فالفاطر هو الله عز وجل: "الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاء إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.
قال ابن عباس رضي الله عنهما: ما كنت أدرى ما فاطر السموات والأرض، حتى أتاني أعرابيان يختصمان في بئر، فقال أحدهما: أنا فطرتها، أي أنا ابتدأت حفرها.
105- غَنِيٌ عن التَّعريف. والصحيح: معروف لديكم، لأن الغنى عن التعريف هو الله وحده، أفاده العلامة ابن عثيمين -رحمه الله-.
عدل سابقا من قبل أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn في الإثنين 28 سبتمبر 2020, 11:51 am عدل 1 مرات |
| | | أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: الإيقاظ في تصحيح الأمثال والألفاظ الثلاثاء 16 فبراير 2016, 1:18 am | |
| 106- ربنا خالقه كِمَالِةْ عدد، ومثلها: (ربنا خلقه بعد ما استكفى). والصحيح: أن الله لا يخلق شيئاً عبثاً، بل لغاية وحكمة قال تعالى: "أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ".
107- اللي يرشني بالميه أرشه بالدم. والصحيح: (فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ (البقرة: 194.
والعفو أولى: "وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ" الشورى: 40.
"فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى الله" أي: مَنْ عفا عَمَّنْ ظلمه، وأصلح بالعفو بينه، وبين ظالمه أي: أن الله سبحانه يؤجره على ذلك، وأبهم الأجر تعظيماً لشأنه، وتنبيهاً على جلالته.
قال مقاتل: فكان العفو من الأعمال الصالحة.
108- حرَّمت أفعل كذا. والصحيح: أنه لا يجوز للعبد أن يحرم إلا ما حرمه الله، قال تعالى في حق نبيه ومصطفاه: "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيم" التحريم.
فإذا كان هذا حق النبي صلى الله عليه وسلم فغيره أحق بذلك وأولى.
109- عيب خلقي. والصحيح: أن لا يجوز أن يوصف خلق الله بالعيب: (يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ {6} الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ {7} فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ? الانفطار.
فالله تبارك وتعالى خلق الإنسان في أحسن صورة وشكل، وجعل جسمه سويًا مستقيمًا منتصبًا، معتدل القامة في أحسن الهيئات والأشكال فإن ابتلاه فليس ذلك عيباً.
110- شُفِيتُمْ (للخارج من الخلاء). والصحيح: أن يقول الخارج من الخلاء غفرانك، وليس على مَنْ رآه أن يقول له شيئاً.
111- زمزم (عند الوضوء)، وحرماً (بعد الصلاة). والصحيح: أن هذه بدعة مُحدثة، وخاصة إذا داوم العبد عليها، فلم يكن من هديه صلى الله عليه وسلم ولا من هدي أصحابه ولا التابعين لهم بإحسان فعل ذلك أو قوله، وإنما أحدثه من رغب عن سنتهم، ولم يقنع بطريقتهم.
112- يا نبي، أو يا أم هاشم، (إذا أراد أحدهم أن يقوم). والصحيح: يا الله، لأن طلب العون من غير الله شرك. قال الله عز وجل: "إياك نعبد وإياك نستعين" أي: لا نعبد غيرك ولا نستعين بغيرك، وقال صلى الله عليه وسلم لابن عباس رضي الله عنهما: "إذا سألت فسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله..." (الترمذي: 2516، وأحمد: 2664، وقال الترمذي حسن صحيح.
والأمور التي يُطلب العون فيها نوعان: منها ما لا يقدر عليه إلا الله فهذا لا تجوز الاستعانة فيه إلا بالله كمغفرة الذنوب، والنجاة من النار، والتوفيق للإيمان، وصلاح الأولاد، وتيسير الأمور.
ومنها ما يقدر عليه المخلوق، كإعانة الإنسان في حمله على دابته، أو حمل متاعه عليها كما في الحديث: "وتعين الرجل في دابته فتحمله عليها، أو ترفع له عليها متاعه..." الحديث (البخاري: 2707، ومسلم: 8009)، وكدلالة الإنسان على الطريق، ومن ذلك التعاون على البر والتقوى، ويدخل في ذلك التآمر بالمعروف والتناهي عن المنكر.
أما الأموات فلا يطلب منهم شيء مطلقاً وإلا كان ذلك شركاً، عياذاً بالله من الشرك.
113- نوم الظالم عبادة. والصحيح: أن الإنسان إذا نام ليتقوى على ظلمه كان نومه ظلم على ظلم يأثم عليه.
114- استعنا بالله: (إذا قال الإمام: إياك نعبد وإياك نستعين) ومثلها: اللهم اغفر لي (إذا قال الإمام: ولا الضآلين). والصحيح: أن هذا اللفظ في هذا الموضع بدعة، بل يجب على المأموم أن ينصت إذا قرأ الإمام، قال تعالى: "وَإِذَا قرئ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ" الأعراف.
والراجح أن الآية نزلت في الصلاة، يقول الإمام الطبري في تفسير هذه الآية: يقول تعالى ذكره للمؤمنين به المصدّقين بكتابه الذين القرآن لهم هدى ورحمة: إذَا قرئ عليكم أيها المؤمنون, القُرآنُ فاسْتَمِعُوا لَهُ يقول: أصغوا له سمعكم لتتفهّموا آياته وتعتبروا بمواعظه وأنصتوا إليه لتعقلوه وتتدبروه, ولا تلغوا فيه فلا تعقلوه.
لَعَلّكُمْ تُرْحَمُونَ يقول: ليرحمكم ربكم باتعاظكم بمواعظه, واعتباركم بعبره, واستعمالكم ما بينه لكم ربكم من فرائضه في آية.
ثم اختلف أهل التأويل في الحال التي أمر الله بالاستماع لقارئ القرآن إذا قرأ والإنصات له, فقال بعضهم: ذلك حال كون المُصلّي في الصلاة خلف إمام يأتمّ به, وهو يسمع قراءة الإمام عليه أن يسمع لقراءته. وقالوا: فـي ذلك أنزلت هذه الآية.
115- وَحِدُوه (في السير خلف الجنازة). والصحيح: أنه ينبغي لمن اتبع الجنازة أن يطيل الصمت، ويكره رفع الصوت بالذكر وقراءة القرآن وغيرهما، لما روي عن قيس بن عبادة أنه قال: "كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يكرهون رفع الصوت عند ثلاثة: عند القتال، وعند الجنازة، والذكر" ولا يرفع الإنسان صوته بالقراءة ولا بالذكر، ولا يغتر بكثرة من يفعل ذلك.
وكره سعيد بن المسيب وسعيد بن جبير والحسن والنخعي وأحمد وإسحاق قول القائل خلف الجنازة: استغفروا له، وقال الأوزاعي: بدعة.
وقال فضيل بن عمرو: (بينا ابن عمر في جنازة إذ سمع قائلاً يقول: استغفروا له، غفر الله له، فقال ابن عمر: لا غفر الله لك) رواه سعيد بن منصور.
وقال النووي -رحمه الله- في المجموع: (واعلم أن الصواب ما كان عليه السلف من السكوت حال السير مع الجنازة، فلا يرفع صوت بقراءة ولا ذكر ولا غيرهما لأنه أسكن لخاطره، وأجمع لفكره فيما يتعلق بالجنازة، وهو المطلوب في هذا الحال، فهذا هو الحق ولا تغتر بكثرة ما يخالفه، وأما ما يفعله الجهلة من القراءة على الجنازة بالتمطيط وإخراج الكلام عن موضعه فحرام بالإجماع".
وقد بوب ابن أبي شيبة في مصنفه باب: ما قالوا؛ في الرجل يقول خلف الميت: "استغفروا له يغفر الله لكم".
فعن إبراهيم، قال: "كان يكره أن يتبع الرجل الجنازة يقول: "استغفروا له غفر الله لكم".
وعن بكير بن عتيق، قال: "كنت في جنازة فيها سعيد بن جبير، فقال رجل: "استغفروا له غفر الله لكم، قال سعيد بن جبير: لا غفر الله لك".
وعن عطاء "أنه كره أن يقول: استغفروا له غفر الله لكم".
116- وعَدْلَ الله كذا (في البيع والشراء، والأمور الاجتهادية). والصحيح: أن هذه مجازفة خطيرة، فمن يدري ذلك المسكين أن هذا عدل الله؟ فلنتق الله في ألفاظنا.
117- حرام عليك (تقال هذه الكلمة في كل مباح، وحرام، وحلال). والصحيح: (وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ (116)) النحل.
نَهَى الله تَعَالَى عَنْ سُلُوك سَبِيل الْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ حَلَّلُوا وَحَرَّمُوا بِمُجَرَّدِ مَا وَصَفُوهُ وَاصْطَلَحُوا عَلَيْهِ مِنْ الْأَسْمَاء بِآرَائِهِمْ مِنْ الْبَحِيرَة وَالسَّائِبَة وَالْوَصِيلَة وَالْحَام وَغَيْر ذَلِكَ مِمَّا كَانَ شَرْعًا لَهُمْ اِبْتَدَعُوهُ فِي جَاهِلِيَّتهمْ فَقَالَ: "وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِف أَلْسِنَتكُمْ الْكَذِب هَذَا حَلَال وَهَذَا حَرَام لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّه الْكَذِب"، وَيَدْخُل فِي هَذَا كُلّ مَنْ اِبْتَدَعَ بِدْعَة لَيْسَ لَهُ فِيهَا مُسْتَنَد شَرْعِيّ أَوْ حَلَّلَ شَيْئًا مِمَّا حَرَّمَ اللَّه أَوْ حَرَّمَ شَيْئًا مِمَّا أَبَاحَ اللَّه بِمُجَرَّدِ رَأْيه وَتَشَهِّيه.
118- حاجة ترضي ربنا. والصحيح: أن هذا تأله على الله وفى كثير من الأحيان تكون فيها مجازفة خطيرة، حتى أن بعض الجهال رأى شيشة فأعجبته، فقال: والله حاجة ترضي ربنا! فإلى الله المشتكى، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
119- الهديَّة لا تُهدى ولا تُباع. والصحيح: أن المهدى إليه إذا قبض الهدية صارت ملكا له، وجاز له التصرف فيها كيف شاء، ولو ببيعها أو إهدائها إلى شخص ثالث فهي مقولة غير صحيحة، ومخالفة للشرع، بل مَنْ تملَّك هدية بطريق شرعي فإن له الحق في التصرف بها بيعاً وإجارةً وإهداءً ووقفاً، ولا حرج عليه في ذلك، ومَنْ منع شيئاً من ذلك لم يُصب، وقد جاء في السنَّة النبوية الصحيحة ما يدل على هذا.
1- عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه أَنَّ أُكَيْدِرَ دُومَةَ أَهْدَى إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَوْبَ حَرِيرٍ، فَأَعْطَاهُ عَلِيًّا، فَقَالَ: (شَقِّقْهُ خُمُرًا بَيْنَ الْفَوَاطِمِ). رواه البخاري (2472) ومسلم – واللفظ له - (2071).
وفي الحديث أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم أهدى ما أُهدي إليه، وعليه: فهو يدل على بطلان مَنْ منع من إهداء الهديَّة.
وعن عَبْد اللَّهِ بْن عُمَرَ قَالَ: أَخَذَ عُمَرُ جُبَّةً مِنْ إِسْتَبْرَقٍ تُبَاعُ فِي السُّوقِ، فَأَخَذَهَا فَأَتَى بِهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ابْتَعْ هَذِهِ تَجَمَّلْ بِهَا لِلْعِيدِ وَالْوُفُودِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّمَا هَذِهِ لِبَاسُ مَنْ لا خَلاقَ لَهُ) فَلَبِثَ عُمَرُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَلْبَثَ ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِجُبَّةِ دِيبَاجٍ، فَأَقْبَلَ بِهَا عُمَرُ فَأَتَى بِهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّكَ قُلْتَ إِنَّمَا هَذِهِ لِبَاسُ مَنْ لا خَلاقَ لَهُ، وَأَرْسَلْتَ إِلَيَّ بِهَذِهِ الْجُبَّةِ! فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (تَبِيعُهَا أَوْ تُصِيبُ بِهَا حَاجَتَكَ). رواه البخاري (906) ومسلم (2068).
وفي الحديث نصٌّ على جواز بيع الهدية، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم لعمر في الهدية التي أهداه إياها: "تبيعها".
120- إسرائيليين. والصحيح: يهود، صهاينة، لأن إسرائيلي نسبة إلى نبي الله يعقوب، ويعقوب عليه السلام بريء منهم.
وإسرائيل كلمه تنقسم إلى قسمين (اسرا - ئيل) وهي تعني بالسريانية (عبد الله) وهو اسم نبي الله يعقوب عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم التسليم.
فلا يجوز تسميتهم بذلك، وإنما نسميهم بما سماهم الله تعالى به في القرآن: اليهود.
والتسمية بـ «إسرائيل» وإن كانت شائعة منتشرة في أوساط المسلمين، فيسمون الدولة اليهودية الكافرة الخبيثة -المغضوب عليها بنص القرآن- باسم «إسرائيل»، فيقولون: فعلت «إسرائيل» كذا، وستفعل كذا، إلا أنها هي تسمية خاطئة!
وذلك أن إسرائيل نبيٌ كريمٌ من أنبياء الله تعالى، فكيف يُلصق باليهود، أو يُلصقون به؟!
وليس لهؤلاء اليهود اليوم أي علاقة دينية بنبي الله «إسرائيل» يعقوب عليه السلام، ولا بإبراهيم خليل الله عليه الصلاة والسلام، لأنهم (اليهود) كفرة فجرة، وأولئك رسل كرام بررة، قال تعالى في ذلك: {إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَاللهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ}. (آل عمران: 68).
عدل سابقا من قبل أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn في الإثنين 28 سبتمبر 2020, 11:54 am عدل 1 مرات |
| | | أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: الإيقاظ في تصحيح الأمثال والألفاظ الثلاثاء 16 فبراير 2016, 1:34 am | |
| 121- الاستعمار (للاحتلال). والصحيح: المحتل، أو المخرب، أو الغاصب، لأن لفظ الاستعمار يدل على التعمير قال تعالى: "وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنشَأَكُمْ مِنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ"، أي: استخلفكم فى الأرض لتعميرها.
122- فلان طلع دينه فى الشغل. والصحيح: أن هذه كلمة عظيمة، معناها تكفير ذلك المسكين، وان كان القائل لا يعنى ذلك، إلا أنه يجب أن نتقى الله فى ألفاظنا.
123- فلان ابن حرام (إذا فعل شيء يحتاج إلى ذكاء شديد). والصحيح: فلان نابغة، لأن معنى: ابن حرام، أي: ابن زنا عياذاً بالله، فهذا قذف صريح يستحق قائله أن يجلد ثمانين جلدة، فلنتق الله فى كلامنا.
لقد أوجب الله -جل وعلا- على مَنْ قذف مؤمنة أو مؤمناً بالزنا، سواءً كان قذفاً صريحاً أو تعريضاً العقوبة الدنيوية والأخروية، أما في الدنيا فقد عُوقب مَنْ قذفاً مسلماً أو مسلمة عفيفاً أو عفيفةً محصناً أو محصنةً بالزنا بثلاث عقوبات: أولاً: الجلد ثمانين جلدة. ثانياً: عدم قبول شهادته، بل ردها مطلقاً، فيصير مخروم العدالة. ثالثاً: الحكم عليه بالفسق.
فقال تعالى: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (4)} سورة النور، وذلك إذا لم يأتِ بأربعة شهداء عدول على ما قال.
124- لا كلام ولا سلام على الطعام. والصحيح: أن ذلك ليس صحيحاً، بل إن السلام مشروع فى كل الأحوال إلا فى المواضع التى نص الفقهاء على كراهتها.
منها: ما إذا كان الإنسان على حاجته من بول أو غائط، ومنها حال خطبة الجمعة، فلا يُسلّم على المستمعين للخطبة؛ لأنهم مأمورون بالإنصات، ولا يردون على مَنْ سلّم عليهم.
والسلام حق من حقوق المسلمين بعضهم على بعض: وكيفية السلام أن يقول المبتدئ: السلام عليكم رحمة الله وبركاته، ويقول المجيب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، هذه أكمل صيغة، وإذا اقتصر المبتدئ على قول السلام عليكم، فرد عليه بقوله: وعليكم السلام، فهذا يجزئ والأحسن أن يزيد في الرد.
بل يشرع للمسلم أن يبدأ بالسلام أخاه المسلم وهو يصلي ولكنه لا يرد عليه السلام وهو في صلاته إلا بالإشارة محافظة على صلاته، لما ثبت عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قلت لبلال كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرد عليهم حين كانوا يسلمون عليه وهو في الصلاة؟ قال: يشير بيده. أخرجه أحمد 6/ 12، وأبو داود 1/ 569 برقم (927)، والترمذي2 /204 برقم (368) والبيهقي 2/ 262، رواه الخمسة.
وثبت عنه أيضاً عن صُهيب رضي الله عنه أنه قال: (مررت برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلّي فسلّمت فرد إلي إشارة) وقال: لا أعلم إلا أنه قال (إشارة بأصبعه) رواه الخمسة إلا ابن ماجه، وقال الترمذي: كلا الحديثين عندي صحيح، فإذا كان هذا في الصلاة فعلى الطعام من باب أولى.
125- إعمل الخير وارميه فى البحر. والصحيح: أن يعمل الإنسان الخير ويضعه مكانه، و إلا كان فعله سفهاً. والحكمة هي وضع الشيء في موضعه.
وحتى نضع الشيء في موضعه، فإننا نحتاج إلى أمرين أساسيين: الأول: هو معرفة ما يجب علينا قوله أو فعله.
الثاني: وما يجب علينا تركه أو رفضه أو تجاهله.
"وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ (269)" البقرة.
126- عزرائيل الموت. والصحيح: ملك الموت قال تعالى: "(قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ) السجدة: 11.
وأسماء الملائكة توفيقية: لا يحل لأحد أن يسمى الملائكة من عند نفسه من غير أن يرد دليل من كتاب أو سنة صحيحة، ولم يرد من طريق صحيح أن ملك الموت، اسمه: عزرائيل.
ولم ترد تسمية ملك الموت بهذا الاسم في القرآن الكريم ولا في السنة النبوية الصحيحة، وإنما ورد ذلك في بعض الآثار والتي قد تكون من الإسرائيليات.
وعلى هذا، لا ينبغي الجزم بالنفي ولا بالإثبات، فلا نثبت أن اسم ملك الموت عزرائيل، ولا ننفي ذلك، بل نفوض الأمر إلى الله تعالى ونسميه بما سماه الله تعالى به "ملك الموت".
127- السَّلف (الدَّين) تلف والرَّد خسارة. والصحيح: أن السَّلف من التعاون على الخير، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "مَنْ كان معه فضل ظهر فليعد به على مَنْ لا ظهر له، ومَنْ كان معه فضل زاد فليعد به على مَنْ لا زاد له. صحيح ابن حبان قال شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح على شرط مسلم.
ورد السَّلف واجب: عن أبى هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مَنْ أخذ أموال الناس يريد أداءها، أدَّى الله عنه، ومن أخذ يريد إتلافها أتلفه الله". رواه البخاري في الصحيح عن عبد العزيز الأويسي عن سليمان.
والحديث صريح في أن المرء إذا اقترض من غيره مالاً عازماً على القيام بسداده فإن الله يُعينُه ويَيُسِّرُ له.
والأعمال بالنيات: فإذا اقترض المحتاج وهو ينوي الأداء أعانه الله في قضاء الدين، ومن كان على عكس ذلك فهو على العكس، وهذا ترغيب في حسن النية بالاقتراض: أن ينوي الأداء والله يعينه، والله سبحانه وتعالى أعلم.
128- أمره بين الكاف والنون. والصحيح: "إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون"، لأن ليس بين الكاف والنون شيء.
قال الشيخ العلامة محمد بن عثيمين -رحمه الله-: في شرح الأربعين النووية من حديث جبريل الطويل: وبهذه المناسبة أودّ أن أنبّه على كلمة دارجة عند العوام، حيث يقولون: يا مَنْ أمره بين الكاف والنون.
وهذا غلط عظيم، والصواب: (يا مَنْ أمره بعد الكاف والنون) لأن ما بين الكاف والنون ليس أمراً، فالأمر لا يتم إلا إذا جاءت الكاف والنون لأن الكاف المضمومة ليست أمراً والنون كذلك، لكن باجتماعهما تكون أمراً. فالصواب أن تقول: يا مَنْ أمْرُهُ -أي مأموره- بعد الكاف والنون كما قال تعالى: "إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ * فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) يس: 82 - 83.
129- بارك الله فى الأكل: القص، والشرب: المص، (يعتقدون أنه حديث). والصحيح: أنه ليس بحديث، وإن كان من أدب الشراب، مصُّ الماء مصَّاً، وعدم عبِّه أو صبِّه في الحَلق صبّاً، لأن المصّ أثناء الشرب أهنأ وأمرأ.
وشُرِبَ الْمَاءِ لَهُ سُنَنُ قَوْلِيَّةً وَفِعْلِيَّةً: أَمَّا الْسُّنَنُ الْقَوْلِيَّةِ: فَأنٍ يُسَمِّيَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَشْرَبَ؛ وَقَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ: يَجِبُ أَنْ يُسَمِّيَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَشْرَبَ لِئَلَّا يُشَارِكَهُ الْشَّيْطَانُ فِيْ شُرْبِهِ، كَذَلِكَ أَيْضا انَّهُ إِذَا انْتَهَىَ حَمِدَ الْلَّهَ.
أَمَا الْسُّنَنُ الْفِعْلِيَّةِ: فَانَّهُ يَتَنَفَّسُ ثَلَاثٍ مَرَّاتٍ وَيُفَصَّلُ الْإِنَاءِ عَنْ فَمِهِ فِيْ كُلِّ مَرَّةٍ، فَإنَّهُ إِذَا تَنَفَّسَ ثَلَاثٍ مَرَّاتٍ أهْنَأُ وَأَبْرَأُ وَأمْرَأَ فِيْهِ ثَلَاثُ فَوَائِدَ: الْهَنَاءُ وَالْبَرَاءَةُ مِنَ الْظَّمَأُ، وَانْهَ يَكُوْنُ أمْرَأَ وأسْهَلُ لِّخُرُوْجِهِ وَهَضْمُهُ.
وَمَنْ الْسَنَنِ الْفِعْلِيَّةِ: أَنَّ الْإِنْسَانَ يَمُصُّ الْمَاءَ مَصًّا كَمَا يَمَصُّ الْصَّبِيُّ الْلَّبِنَ مِنْ الْثُّدِيِّ: مِنْ أجْلِ أَنَّ يُنَزِّلُ إِلَىَ الْمَعِدَةِ شَيْئا فَشَيْئاً وَيَكْتَسِبُ مِنْ حَرَارَةِ الْفَمِ مَا يَجْعَلُهُ مُنَاسِباً لِلْمَعِدَةِ حَتَّىَ لَا يَنْزِلَ إِلَىَ الْمَعِدَةِ وَهُوَ بَارِدُ جَدَّا فَيُؤْثِرُ عَلَيْهَا وَلَاسِيَّمَا مَعَ الْعَطَشِ الْشَّدِيْدِ، فَانٍ الْعَطَشِ الْشَّدِيْدِ يَرْفَعُ حَرَارَةَ الْمَعِدَةِ فَإِذَا نَزَلَ إِلَيْهَا الْمَاءْ الْبَارِد دُفْعَةً وَاحِدَةً تُبَرِّدُ، فَيَنْبَغِيْ فِيْ شُرْبِ الْمَاءِ أَنْ يَمُصَّهُ مَصًّا، أَمَّا غَيْرُهُ مِنْ الْأَشْرِبَةِ فَيَعْبِهُ عَبّا كَالَلَّبَنِ وَالْمَرَقِ وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ.
عَنْ أَنَسٍ -رضي الله عنه-: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَتَنَفَّسُ فِي الْإِنَاءِ ثَلَاثًا. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
وَفِي لَفْظٍ: كَانَ يَتَنَفَّسُ فِي الشَّرَابِ ثَلَاثًا وَيَقُولُ: إنَّهُ أَرْوَى وَأَبْرَأُ وَأَمْرَأُ. رَوَاهُ أَحْمَدُ وَمُسْلِمٌ.
وَعَنْ أَبِي قَتَادَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إذَا شَرِبَ أَحَدُكُمْ فَلَا يَتَنَفَّسْ فِي الْإِنَاءِ" مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما-: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نَهَى أَنْ يُتَنَفَّسَ فِي الْإِنَاءِ أَوْ يُنْفَخَ فِيهِ. رَوَاهُ الْخَمْسَةُ إلَّا النَّسَائِيّ وَصَحَّحَهُ التِّرْمِذِيُّ.
عدل سابقا من قبل أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn في الإثنين 28 سبتمبر 2020, 11:55 am عدل 1 مرات |
| | | أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: الإيقاظ في تصحيح الأمثال والألفاظ الثلاثاء 16 فبراير 2016, 1:43 am | |
| 130- يا مستعجل عطلك الله. والصحيح: يا مستعجل يسر الله أمرك أو حفظك ربك لأن الله عز وجل أكرم من أن يعطل أحداً.
131- الحلف بالطلاق فى كل صغيرة وكبيرة. الصحيح: الحلف بالطلاق من أيمان الفُسَّاق ومن أخلاق المُستهترين المُتخذين آيات الله هزواً قال تعالى: "وَلاَ تَتَّخِذُوَاْ آيَاتِ اللّهِ هُزُوًا وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنزَلَ عَلَيْكُمْ مِّنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُم بِهِ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ" البقرة: 231.
وهؤلاء يوقعون أنفسهم فى العنت والمشقة بسبب كثرة الإيمان، ثم يدورون ويبحثون لأنفسهم عن مخرج والمخرج لا يكون إلا لمن اتقى الله تعالى: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِب).
132- الغاية تبرر الوسيلة. والصحيح: أن هذا من كلام العلمانيين، الذين لا يؤمنون بشرع ولا دين، أما عند المؤمنين الموحدين فالوسائل لها أحكام الغايات، وإذا كانت الغاية محمودة فلابد أن تكون الوسائل كذلك، وأن ما عند الله لا ينال إلا بطاعته.
133- عُمْرْ الشقي بقي. والصحيح: أن عمر الشقي والسعيد وكل الخلق أعمارهم مقدرة عند ربي فى كتاب لا يتقدم ولا يتأخر: (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ) [الأعراف: 34].
خلق الله تعالى الخلق وقضى لهم آجالهم في ساعة معينة، وقد أعلم الله تعالى الملَك الذي يأتي الجنين في بطن أمه بهذا الأجل، فإذا جاء أجلهم -بموت طبيعي أو مرض أو قتل أو حادث- فإنه لا يتقدم عن الموعد ولا يتأخر.
134- صباح الخير، والعَوَافْ وما شابه ذلك من أنواع التحيَّة. والصحيح: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، لأنها تحية المسلمين وتحية أهل الجنة، فيا قوم! لم تستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير؟!
135- مسيحي. والصحيح: نصراني، هذه تسمية الله لهم فى كتابه، قال تعالى: (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلاّ نَصِيرٍ) البقرة: 120.
أما مسيحي فنسبة إلى المسيح بن مريم عليه السلام، وهم يزعمون أنهم ينتسبون إليه وهو بريء منهم، وقد كذبوا فإنه لم يقل لهم إنه ابن الله ولكن قال عبد الله ورسوله.
فالأولى أن يقال لهم نصارى كما سماهم الله سبحانه وتعالى، قال تعالى: (وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ) الآية... البقرة: (113).
136- مَنْ علمني حرفاً صرت له عبداً. والصحيح: مَنْ علمني حرفاً حفظت له الجميل، لا أن أصير له عبداً، فالعبودية لله وحده، عن أبى هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا يقل أحدكم: عبدي أو أمتي، كلكم عباد الله، ونساؤكم إماء الله، ولكن ليقل: غلامي وجاريتي وفتاي وفتاتي" مسلم في صحيحه برقم 4273.
137- الخِشَا فى الرّجال عيب. والصحيح: أن الحياء خير كله فى الرجال والنساء، ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء فى خدرها، وأعظمهم اتصافاً بهذا الخلق الرفيع، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد حياءً من العذراء في خدرها) متفق عليه
138- يكون بريء من دين الإسلام لو كان فعل كذا. والصحيح: أن قائل ذلك على خطر عظيم، قال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ حلف أنه بريء من الإسلام فإذا كان كاذباً، فهو كما قال، وإن كان صادقاً لم يرجع إلى الإسلام سالماً" رواه أصحاب السنن بإسناد صحيح.
فالحلف بالبراءة من الإسلام إثمٌ كبير، وجُرمٌ عظيم، لأن فيه امتهانا لدين الإنسان، وبراءةً منه، وتقليلاً من شأنه، ودين الله تعالى أعظم من أن يتبرأ منه أحد، وهو دليل على ضعف إيمان القائل، وقلة حيائه من الله تعالى.
139- احضرنا يا نبي (عند فعل أمر مهم). والصحيح: أن النبي صلى الله عليه وسلم مات، قال تعالى: "إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ (30)" الزمر.
والميت إن نودي لا يسمع، ولو سمع لا يستجيب، قال تعالى: "إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ". فاطر.
140- التحريف فى أسماء الله: (عبرحمن، وعبر رحيم، وعبد الآدر). والصحيح: عبد الرحمن، وعبد الرحيم، وعبد القادر، فيجب التحري عند نطق الأسماء المركبة التي تشتمل على أسماء الله تعالى حتى لا نقع فى التحريف: "وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُون (181)" الأعراف.
141- أخزى الله الشيطان. والصحيح: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، عن أبي المليح عن رجل قال: كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم فعثرت دابته فقلت: تعس الشيطان. فقال: "لا تقل تعس الشيطان فإنك إذا قلت ذلك تعاظم حتى يكون مثل البيت ويقول بقوتي ولكن قل بسم الله فإنك إذا قلت ذلك تصاغر حتى يكون مثل الذباب". أخرجه أبو داود وصححه الألباني.
قال الإمام ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد: "ومن هذا قوله صلى الله عليه وسلم (لا يقولن أحدكم: تعس الشيطان فإنه يتعاظم حتى يكون مثل البيت فيقول: بقوتي صرعته ولكن ليقل: بسم الله فإنه يتصاغر حتى يكون مثل الذباب) وفي حديث آخر: (إن العبد إذا لعن الشيطان يقول: إنك لتلعن ملعناً) ومثل هذا قول القائل: أخزى الله الشيطان, وقبح الله الشيطان, فإن ذلك كله يُفرحه.
ويقول: علم ابن ادم أني قد نلته بقوتي, وذلك مما يعينه على إغوائه ولا يفيده شيئا, فأرشد النبي صلى الله عليه وسلم من مسه شيء من الشيطان أن يذكر الله تعالى ويذكر اسمه ويستعيذ بالله منه, فإن ذلك أنفع له وأغيظ للشيطان".اهـ
خاتمة: وفي الختام أرجو من الله تعالى أن أكون قد وفقت في بيان الكثير من الألفاظ المنتشرة على ألسنة كثير من الناس والتي قد تكون مخالفة لعقيدة أو حكم شرعي أو لغة العرب أو خلاف الأولى.
وفي الجملة حفظ المنطق مما حثت عليه الشريعة وعنى به العلماء.
فأسأل الله تعالى أن ينفع بهذا الكتاب وأن يكتب له القبول، وجزى الله خيراً كل من أعان طبعه ونشره. إن تَجِدْ عيبًا فَسُدْ الخَلَلا .. فَجَلْ مَنْ لا عَيِبْ فَيْه وعَلا وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً. ------------------------- كتبه مقيده عفا الله عنا وعنه أبو أنس محمد بن فتحي آل عبدالعزيز للتواصل Aboanas432@hotmail.com |
| | | | الإيقاظ في تصحيح الأمثال والألفاظ | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |