الكتاب: كتاب الأربعين في تصحيح المعاملة
المؤلف: أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري
المتوفى: 465 هـ
المحقق: محمد السيد البرسيجي
الناشر: دار الفتح - عمان - الأردن
الطبعة: الأولى، 1434 هـ - 2013 م
عدد الأجزاء: 1
ملاحظة: الكتاب موافق ومقابل على المطبوع
مصدر الكتاب: مكتبة أحمد الخضري
تاريخ آخر تعديل: 5 - 1 - 2014 م
====================
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله
أخبرنا الإمام العالم الحافظ أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد بن أحمد المقدسي قراءة عليه وأنا أسمع، قال أنبا أبو روح عبد المنعم بن محمد بن أبي الفضل الهروي بهراة ح، وأخبرنا الشيخ أبو البركات الحسن بن محمد بن هبة الله الشافعي قال: أنبا عمي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن الدمشقي، قالا: أنبا أبو القاسم زاهر بن طاهر بن محمد الشحامي المستملي قال: أنبا الأستاذ أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري قال:
الحمد لله ناصر دينه، وموضح الحق بحجته وبراهينه، الذي أرسل رسوله بالهدى، وأوجب طاعته على كافة الورى، صلوات الله عليه وعلى آله وعترته وأصحابه وزمرته.
أما بعد،
فإن الله سبحانه [لما] جعل محمدا نبيه [صلوات الله عليه] خاتم أنبيائه، حفظ ملته بالراشدين من خلفائه، وجعلهم ورثته في حراسة بيضه الدين، والذب عن الحوزة بواضح التبيين.
ولقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما أخبرنا به الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ رحمه الله قال: حدثني أبو القاسم يوسف بن يعقوب السوسي، ثنا أبو الحسن محمد بن إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، ثنا أبو عمير النحاس، ثنا ضمرة، عن ابن شوذب، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري قال: "خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما ترك شيئا دون الساعة إلا أنبأ به، حفظه من حفظه، ونسيه من نسيه، ثم قال: نضر الله عبداً سمع مقالتي فوعاها فرب حامل فقه ليس بفقيه، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه".
فندبهم إلى حفظ ما يقول، ونقله إلى غيرهم، وقال صلى الله عليه وآله وسلم فيما أخبرنا به الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ، أنبا أبو علي الحسن بن محمد الصغاني بمرو، ثنا أبو رجاء بن حمدويه، ثنا العلاء بن مسلمة، ثنا إسماعيل بن يحيى التيمي، عن سفيان الثوري، عن ليث، عن طاوس، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أدى إلى أمتي حديثا واحدا يقيم به سنة ويرد به بدعة فله الجنة".
وأخبرنا الحاكم أبو عبد الله رحمه الله، أنبا أبو محمد عبد الله بن إسحاق البغوي ببغداد، ثنا أحمد بن الهيثم السامري، ثنا سعيد بن داود الزنبري، ثنا مالك ابن أنس قال: كتب إلي كثير بن عبد الله المزني يحدث عن أبيه، عن جده، عن بلال بن الحارث أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من أحيى سنة من سنتي قد أميتت من بعدي فإن له من الأجر مثل من عمل بها من الناس، لا ينتقص من أجورهم ومن ابتدع بدعة لا ترضي الله ورسوله، فإن له مثل إثم من عمل بها من الناس لا ينقص ذلك من آثام الناس شيئا".
وأخبرنا عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله الكريزي العدل رحمه الله، ثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن قريش، ثنا الحسن بن سفيان، ثنا أحمد بن زنجويه، ثنا الحجاج بن نصير، ثنا حفص بن جميع، عن أبان، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من حفظ على أمتي أربعين حديثا مما يحتاجون إليه كتبه الله فقيها عالما".
وأخبرنا عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله الكريزي، أنا أبو بكر محمد بن عبد الله ابن قريش، ثنا الحسين بن سفيان، ثنا علي بن حجر، ثنا إسحاق بن نجيح، عن ابن جريج، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من حفظ على أمتي أربعين حديثا من السنة كنت له شفيعا يوم القيامة".
وبمقتضى هذه الأخبار، أثبتنا في هذا المختصر أربعين باباً من تصحيح المعاملة من العبد في أحكام الرياضة، ومعالجة الأخلاق الحسنة، وروينا من كل باب خبرا مسندا، وربما نذكر في بعض الأبواب أكثر من خبر واحد، ونسأل الله تعالى أن يوفق من سمعه لاستعماله، وأن يعصمنا من الزلل والخطل في القول والعمل، وأن يختم لنا بالحسنى، فإنه الولي والمولى.
1 - باب طلب العلم
أول ما يجب على العبد إذا سلك طريق العبودية طلب قدر من العلم يصحح به اعتقاده في التوحيد.
1 - أخبرنا أبو محمد جناح بن نذير بن جناح بالكوفة، ثنا أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم الشيباني، ثنا محمد بن الحسين، ح، وأخبرنا أبو محمد بن عبد الله بن يوسف الأصبهاني، أنبا أبو سعيد بن الأعرابي، ثنا جعفر بن عامر العسكري، قالا ثنا الحسن بن عطية، ثنا أبو عاتكة، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "اطلبوا العلم ولو بالصين، فإن طلب العلم فريضة على كل مسلم".
2 - وأخبرنا السيد أبو الحسن محمد بن الحسين الحسني رحمه الله، أنبا أبو بكر محمد بن علي بن أيوب بن سلمويه، ثنا محمد بن يزيد السلمي، ثنا حفص بن عبد الرحمن ثنا محمد بن عبد الملك عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "إن الله أوحى إلى أنه من سلك مسلكا في طلب العلم، سهلت له طريق إلى الجنة، ومن سلبت كريميته أثبته عليهما الجنة، وفضل في علم خير من فضل في عبادة، وملاك الدين الورع".
2 - باب التوبة
فإذا صحح العبد في التوحيد عقده، وأخلص إلى الله قصده، فأول منزل من منازل إرادته التوبة.
3 - وقد أخبرنا السيد أبو الحسن محمد بن الحسين الحسني رحمه الله قال: ثنا أبو القاسم عبد الله بن إبراهيم بن بالويه قال: ثنا أحمد بن يوسف السلمي، ثنا عبد الرزاق، ثنا معمر، عن همام بن منبه، قال: هذا ما حدثنا أبو هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أيفرح أحدكم براحلته إذا ضلت منه ثم وجدها؟ قالوا: نعم، يا رسول الله، قال: والذي نفسي بيده لله أشد فرحا بتوبة عبده إذا تاب من أحدكم براحلته إذا وجدها".
قال الشيخ الأستاذ الإمام أبو القاسم القشيري رحمه الله تعالى: الفرح في صفته سبحانه وتعالى محمول على الإحسان إلى العبد وإكرامه.
4 - وأخبرنا أبو نعيم عبد الملك بن الحسن الإسفرايني رحمه الله، أنبا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق، ثنا الصومعي، ثنا حجاج بن منهال، وعمرو بن عاصم قالا ثنا حماد بن سلمة، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن عبد الرحمن بن أبي عمرة، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيما يحكي عن ربه قال: "أذنب عبد ذنبا، فقال: اللهم اغفر لي، فقال تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنبا، علم أن له ربا يغفر الذنب، ويأخذ بالذنب، ثم دعا فأذنب فقال: اللهم اغفر لي، فقال تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنبا، علم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب، ثم عاد فأذنب ذنبا فقال: اللهم اغفر لي، فقال تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنبا، علم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب، اعمل ما شئت فقد غفرت لك".
3 - باب الحياء
ومن الأسباب التي تحمل العبد على صدق التوبة، استحياؤه من اطلاع الحق عليه في جميع أحواله.
5 - أخبرنا أبو سعيد محمد بن إبراهيم بن عبد الله الأديب رحمه الله، أنبا أبو عثمان عمرو بن عبد الله البصري، ثنا أبو أحمد محمد بن عبد الوهاب، ثنا يعلى بن عبيد، ثنا أبان بن إسحاق، عن الصباح بن محمد، عن مرة الهمداني، عن ابن مسعود أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال ذات يوم لأصحابه: "استحيوا من الله حق الحياء، قالوا: إنا نستحي يا نبي الله والحمد لله، قال: ليس ذلك، ولكن من استحيي من الله حق الحياء فليحفظ الرأس وما وعى، والبطن وما حوى، وليذكر الموت والبلى، ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا، فمن فعل ذلك فقد استحيى من الله حق الحياء".
4 - باب إرضاء الخصم
ومن كمال توبته إرضاء الخصم بما أمكنه
6 - أخبرنا أبو محمد جناح بن نذير بن جناح بن إسحاق المحاربي بالكوفة ثنا عمي أحمد بن جناح بن إسحاق ثنا أبو الحريش أحمد بن عيسى بن مخلد الكلابي، ثنا إسحاق بن وهب الطهرمسي، حدثني ابن وهب، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لرد دانق من حرام يعدل عند الله سبعين حجة مبرورة".
5 - باب حفظ اللسان عما لا يجوز
7 - أخبرنا أبو نعيم عبد الملك بن الحسن الإسفرايني رحمه الله، أنبا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق، ثنا شعيب بن عمرو الدمشقي، ثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، سمع نافع بن جبير الحسني يخبر عن أبي شريح الخزاعي أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليحسن إلى جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت".
6 - باب هجران أخدان السوء
ومن كمال التوبة هجران أخدان السوء.
8 - أخبرنا السيد أبو الحسن محمد بن الحسن الحسني رحمه الله، ثنا أبو الأحرز محمد بن جميل الأزدي، ثنا أبو بكر بن أبي العوام ثنا سعيد بن عامر، ثنا شبيل بن عزرة، عن مرة، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "مثل الجليس الصالح مثل العطار، إن لم تصب من عطره أصبت من ريحه، ومثل الجليس السوء، مثل القين، إن لم يحرق ثوبك أصابك من ريحه".
7 - باب ترك الرجل ما لا يعنيه
ومن أحسن أدب المريد الذي به يتم سلوك طريق الإرادة تركه ما لا يعنيه.
9 - أخبرنا أبو الحسن عبد الرحمن بن إبراهيم بن محمد، ثنا أبو بكر محمد بن داود بن سليمان الزاهد، أخبرني محمد بن الحسن بن قتيبة، ثنا أحمد بن أبي طاهر الخرساني، ثنا يحيى بن العيزار، ثنا محمد بن يوسف الفريابي، عن سفيان، عن الأجلح عن عبد الله بن بريدة، عن أبي الأسود الدؤلي، عن أبي ذر قال: قال (1) رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعينه".
10 - أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل بن لطيف المصري بمكة، ثنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الله المصري بمصر، ثنا أبو عمران موسى بن سهل بن عبد الحميد الجوني العبدي، ثنا عبد الواحد بن غياث، ثنا قزعة بن سويد السدوسي، ثنا عبيد الله بن عمر، عن الزهري، عن علي بن الحسين، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه".
8 - باب ترك ما يشغل عن الله تعالى
ومن آدابهم ترك ما يشغل عن الله تعالى فيتركون ما يقرب من القلب حرصه ويشغل عن الرب قربة.
11 - أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد الخفاف رحمه الله، قال: ثنا أبو العباس محمد بن إسحاق السراج، ثنا أبو يحيى، ثنا عبد الله بن رجاء، أنبا سعيد
___حاشية_______
(1) في المطبوع: "قال: قال: قال: "ابن يحيى بن سلمة، عن أبي الحسام، حدثني مسلم بن أبي مريم، عن عبد الله بن سرجس: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى يوماً عليه نمرة، فقال لرجل من أصحابه: أعطني نمرتك، وخذ نمرتي، فقال: يا رسول الله، نمرتك أجود من نمرتي، فقال: أجل، ولكن عليه خيط أحمر، فخشيت أن أنظر إليه فيفتنني عن صلاتي".
قال الأستاذ الشيخ رحمه الله تعالى:
النمرة شملة مخطوطة، وجمعها أنمار ونمرات.
9 - باب الكسب من الحلال
ومن آدابهم تصاونهم عن السؤال بما أمكنهم، والكسب من الحلال بقدر ما فيه كفايتهم.
12 - أخبرنا أبو سعيد محمد بن إبراهيم بن عبد الله الإسماعيلي رحمه الله، ثنا محمد بن يعقوب، ثنا محمد بن عبد الحكم المصري، أنبا أنس بن عياض، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن الزبير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لئن يأخذ أحدكم حبله فيذهب فيأتي بحزمة حطب على ظهره فيكف بها وجهه خير من أن يسأل الناس أشياءهم، أعطوه أو منعوه".
10 - باب الوقوف مع الكفاية
ومن أدابهم الوقوف مع الكفاية في كل شيء، وحذف الفضول مما لهم عنه بد.
13 - أخبرنا الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ رحمه الله، ثنا أحمد بن إسحاق بن أيوب الفقيه، أنبا محمد بن أحمد بن الوليد البغدادي، ثنا عبد الله بن عبد الجبار، ثنا عبد الله بن حميد بن عبد الله المزني، عن أبيه حميد بن عبد الله، عن معاوية بن حيدة قال: "أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: ما يكفيني من الدنيا؟ قال: ما يستر عورتك ويسد جوعتك، فإن كان بيت فذاك، وإن كان حمار فبخ بخ، فلق من خبز وجرة من ماء، وأنت مسؤل عما فوق الإزار".
11 - باب بر الوالدين
ومن كمال الدين بر الوالدين
14 - أخبرنا الإمام أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك رحمه الله، أنبا عبد الله بن جعفر، ثنا يونس بن حبيب، ثنا أبو داود الطيالسي، ثنا شعبة، عن عطاء بن السائب، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن أبي الدرداء قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "الوالد أوسط باب الجنة، فإن شئت فاحفظ الباب أو ضيع".
قال الشيخ الأستاذ الإمام رحمه الله: قوله أوسط باب الجنة أي خير أبوابه، يقال: فلان من أوسط قومه، أي من خيارهم.
12 - باب الاستقامة
ومن آدابهم الاستقامة على الأمور المرضية
15 - أخبرنا جناح بن نذير بن جناح القاضي بالكوفة، ثنا محمد بن علي بن دحيم ثنا أبو عمرو أحمد بن حازم بن أبي عزرة، أنبا عبيد الله بن موسى، أنبا شيبان، عن ليث، عن مجاهد عن عبد الله بن عمرو، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "استقيموا ولن تحصوا واعملوا، واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة، ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن".
16 - أخبرنا أبو نعيم عبد الملك بن الحسن الإسفرايني، أنبا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق، ثنا أبو داود الحراني، ثنا علي بن عبد الله بن سفيان، ثنا هشام بن عروة قال: "سمعت أبي يخبر عن سفيان بن عبد الله الثقفي قال: قلت: يا رسول الله، قل لي في الإسلام قولا لا أسأل أحدا عنه بعدك، قال: قل آمنت بالله ثم استقم".
13 - باب في ترك النميمة
ومن الواجبات تركه والتصاون عنه.
17 - أخبرنا أبو نعيم عبد الملك بن الحسن الإسفرايني، أنبا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق، ثنا أبو علي الزعفراني، ثنا شيبان، ثنا الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عراك بن مالك، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: "إن شر الناس ذو الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه".
18 - وأخبرنا خالي أبو عقيل عبد الرحمن بن محمد السلمي رحمه الله، ثنا محمد بن يعقوب المعقلي، ثنا محمد بن عيسى بن حيان، ثنا سفيان بن عيينة، عن منصور، عن إبراهيم، عن همام، عن حذيفة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: "لا يدخل الجنة قتات".
14 - باب الإصلاح بين الناس
19 - أخبرنا الإمام أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك رحمه الله قال: أنبا عبد الله بن جعفر، ثنا يونس بن حبيب، ثنا أبو داود الطيالسي، ثنا أبو الصباح الشامي، عن عبد العزيز الشامي، عن أبيه، عن أبي أيوب، أن النبي صلى الله عليه وآله قال: "يا أبا أيوب ألا أدلك على صدقة يرضى الله ورسوله موضعها؟ قال: بلى، قال: تصلح بين الناس إذا تفاسدوا وتقرب بينهم إذا تباعدوا".
15 - باب ذم من لا يصدق في إخائه
الصدق في كل شيء محمود حسن، وفي الصحبة والمعاشر احسن.
20 - أخبرنا الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ رحمه الله قال: أنبا أبو أحمد حمزة بن العباس العقبي ببغداد، ثنا عبد الكريم بن الهيثم، ثنا أبو اليمان، ثنا أبو بكر بن أبي مريم، عن حبيب بن عبيد، عن معاذ بن جبل، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: "يكون في آخر الزمان قوم إخوان العلانية أعداء السريرة، قيل: يا رسول الله، وكيف يكون ذلك؟! قال: برغبة بعضهم إلى بعض، ورهبة بعضهم من بعض".
21 - وأخبرنا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن إبراهيم العدل، حدثني إبراهيم بن محمد بن عبد الله البغدادي، قال أبو الحسن السقطي: ثنا خلف بن سالم، عن عقبة بن خالد، عن حنش بن فضالة، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن لله تبارك وتعالى عبادا حفظوا العلم وضيعوا العمل به، يتحابون بألسنه ويتباغضون بالقلب، أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم".
16 - باب المتوكل
جعل الله التوكل من شرط الإيمان، فقال الله تعالى {وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين}.
22 - أخبرنا أبو عبد الله الحسن بن شجاع بن الحسن بن موسى البزار ببغداد، أنبا أبو بكر محمد بن جعفر بن محمد بن الهيثم الأنباري، ثنا محمد بن أبي العوام، ثنا وهب بن جرير، ثنا هشام بن حسان، عن الحسن، عن عمران بن الحصين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "يدخل سبعون ألفا من أمتي الجنة بغير حساب، قيل: يا رسول الله، من هم؟ قال: هم الذين لا يكتوون، ولا يسترقون، ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون، قال عكاشة بن محصن الأسدي: يا رسول الله، ادع الله أن يجعلني منهم، فقال: أنت منهم، ثم قام رجل آخر فقال: يا رسول الله، ادع الله أن يجعلني منهم، فقال: سبقك بها عكاشة".
يتبع إن شاء الله...
