منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

soon after IZHAR UL-HAQ (Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.


 

 الأصل الأول: معرفة العبد ربه

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 48824
العمر : 71

الأصل الأول: معرفة العبد ربه Empty
مُساهمةموضوع: الأصل الأول: معرفة العبد ربه   الأصل الأول: معرفة العبد ربه Emptyالأحد 17 يناير 2016, 8:50 pm

بسم الله الرحمن الرحيم

الأصل الأول: معرفة العبد ربه Images?q=tbn:ANd9GcS-YN99clki2mby19lvjLjbludVQFMA58X6e_c1zfzJF7Cs-wvO
"230" سـؤال وجـواب على شـــرح الأصـــــول الثلاثة
الأصل الأول: معرفة العبد ربه
للشيخ: محمد بن صالح العثيمين
(رحمه الله)
إعداد: راضي مبارك الشمــري
------------------------------
بســـم الله الرحـمـن الرحـيــــم
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أولي الفضل والمكرمات.

الأصل الأول: معرفة العبد ربه Untitl47

أما بعد..
قد مَنَّ اللهُ عليَّ أن قرأت بعض المتون العلمية على شيخي الدكتور: عقيل بن سالم الشمري -حفظه الله وأجزل له المثوبة- ومن ضمن هذه المتون متن الأصول الثلاثة لشيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب شرح الشيخ محمد بن صالح العثيمين ومن خلال القراءة أرشدني لهذا النهج "نهج السؤال على كل فقرة" ليسّهل لطالب العلم المراد؛ وقد وضعت هذه الأسئلة لي وبعد فترة جمعت هذه الأسئلة ووضعتها على طريقة "السؤال والجواب" ليسهل  للقارئ المبتغى؛ فأذكر متن الأصول الثلاثة لشيخ محمد بن عبد الوهاب ثم أتبعه بسؤال باجتهاد مني ثم أذكر الجواب من شرح الشيخ: محمد بن صالح العثيمين (رحمه الله)، أسأل الله عز وجل أن ينفع بهذا الجهد وأن يجعله خالصاً لوجهه الكريم، والله ولي التوفيق.
------------------------------
قال المؤلف:

"بسم الله".

السؤال الأول:
لماذا ابتدأ المؤلف بالبسملة؟

الجواب:
اقتداء بكتاب الله عز وجل واتباعاً لحديث "كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله فهو أبتر" واقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم ، فإنه يبدأ كتبه بالبسملة.

السؤال الثاني:
في ماذا يتعلق الجار والمجرور في قوله " بسم الله " ؟

الجواب:
متعلق بمحذوف فعل مؤخر مناسب للمقام تقديره بسم الله أكتب أو أصنف .

السؤال الثالث:
لماذا قدرنا المحذوف فعل ؟

الجواب:
وقدرناه فعلاً لأن الأصل في العمل الأفعال .

السؤال الرابع:
لماذا قدرنا الفعل المحذوف مؤخراً ؟

الجواب:
وقدرناه مؤخراً لفائدتين:
الأولى: التبرك بالبداءة باسم الله سبحانه وتعالى.
الثانية: إفادة الحصر لأن تقديم المتعلق يفيد الحصر.

قال المؤلف:

"الرحمن الرحيم".


السؤال الخامس:
ما الفرق بين الرحمن والرحيم ؟

الجواب:
الرحمن اسم من الأسماء المختصة بالله عز وجل لا يطلق على غيره والرحمن معناه المتصف بالرحمة الواسعة ، الرحيم يطلق على الله عز وجل وعلى غيره ، ومعناه ذو الرحمة الواصلة ، فالرحمن ذو الرحمة الواسعة، والرحيم ذو الرحمة الواصلة فإذا جمعا صار المراد بالرحيم الموصل رحمته إلى من يشاء من عباده كما قال الله تعالى: يعذب من يشاء ويرحم من يشاء وإليه تقلبون.

قال المؤلف:
"أعلم رحمك الله".

السؤال السادس:
ما هو العلم؟

الجواب:
العلم هو إدراك الشيء على ما هو عليه إدراكاً جازماً.

السؤال السابع:
ما مراتب الإدراك ؟

الجواب:
الأولى: العلم هو إدراك الشيء على ما هو عليه إدراكاً جازماً.
الثانية: الجهل البسيط وهو عدم الإدراك بالكلية.
الثالثة: الجهل المركب وهو إدراك الشيء على وجه يخالف ما هو عليه.
الرابعــة: الوهم وهو إدراك الشيء مع احتمال ضد راجح.
الخامسة: الشك وهو إدراك الشيء مع احتمال مساو.
السادسة: الظن وهو إدراك الشيء مع احتمال ضد مرجوح.

السؤال الثامن:
ما أقسام العلم ؟

الجواب:
العلم ينقسم إلى قسمين: ضروري ونظري.
فالضروري ما يكون إدراك المعلوم فيه ضرورياً بحيث يضطر إليه من غير نظر ولا استدلال كالعلم بأن النار حارة مثلاً.
والنظري ما يحتاج إلى نظر واستدلال كالعلم بوجوب النية في الوضوء.

السؤال التاسع:
ما معنى الرحمة إذا افردت وما معناها إذا اقترنت بالمغفرة ؟

الجواب:
رحمك الله أفاض عليك من رحمته التي تحصل بها على مطلوبك وتنجو من محذورك ، فالمعنى غفر الله لك ما مضى من ذنوبك ، ووفقك وعصمك فيما يستقبل منها هذا إذا افردت أما إذا اقترنت بالمغفرة فالمغفرة لما مضى من الذنوب، والرحمة والتوفيق للخير والسلامة من الذنوب في المستقبل.

قال المؤلف:

"أنه يجب علينا تعلم أربع مسائل الأولى: العلم وهو: معرفة الله ومعرفة نبيه ومعرفة دين الإسلام بالأدلة".

السؤال العاشر:
أين تكون معرفة الله؟ وماذا تستلزم؟

الجواب:
تكون معرفته بالقلب، معرفة تستلزم قبول ما شرعه الله والإذعان والأنقياد له، وتحكيم شريعته التي جاء بها رسوله محمد صلى الله عليه وسلم ، ويتعرف العبد على ربه بالنظر في الآيات الشرعية في كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والنظر في الآيات الكونية التي هي المخلوقات .

السؤال الحادي عشر:
ماذا تستلزم معرفة النبي صلى الله عليه وسلم؟

الجواب:
تستلزم قبول ما جاء به من الهدى ودين الحق، وتصديقه فيما أخبر، وامتثال أمره فيما أمر، واجتناب ما نهى عنه وزجر، وتحكيم شريعته والرضا بحكمه قال الله عز وجل: فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليماً وقال تعالى: إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون وقال عز وجل: فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم  وقال الإمام أحمد رحمه الله: "أتدري ما الفتنة؟ الفتنة الشرك لعله إذا رد بعض قوله أن يقع في قلبه شيء من الزيغ فيهلك.


السؤال الثاني عشر:
ما هو الإسلام بالمعنى العام؟

الجواب:
الإسلام بالمعنى العام هو التعبد لله بما شرع منذ أن ارسل الله الرسل إلى أن تقوم الساعة كما ذكر عز وجل ذلك في آيات كثيرة تدل على أن الشرائع السابقة كلها إسلام لله عز وجل: قال الله تعالى عن إبراهيم:  ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة.

السؤال الثالث عشر:
ما هو الإسلام بالمعنى الخاص؟

الجواب:
الإسلام بالمعنى الخاص بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم يختص بما بعث به محمد صلى الله عليه وسلم لأن ما بعث به النبي صلى الله عليه وسلم نسخ جميع الأديان السابقة فصار من أتبعه مسلماً ومن خالفه ليس بمسلم ، فأتباع الرسل مسلمون في زمن رسلهم ، فاليهود مسلمون في زمن موسى صلى الله عليه وسلم والنصارى مسلمون في زمن عيسى صلى الله عليه وسلم ، وأما حين بعث النبي محمد صلى الله عليه وسلم فكفروا به فليسوا بمسلمي.


السؤال الرابع عشر:
ما تعريف الأدلة؟

الجواب:
الأدلة جميع دليل وهو ما يرشد إلى المطلوب.

السؤال الخامس عشر:
ما الأدلة على معرفة دين الإسلام ومعرفة النبي صلى الله عليه وسلم؟

الجواب:
الأدلة على معرفة دين الإسلام سمعية، وعقلية، فالسمعية ما ثبت بالوحي وهو الكتاب والسنة، والعقلية ما ثبت بالنظر والتأمل، وقد أكثر الله عز وجل من ذكر هذا النوع في كتابه فكم من آية قال الله فيها ومن آياته كذا وكذا وهكذا يكون سياق الأدلة العقلية الدالة على الله تعالى.

وأما معرفة النبي صلى الله عليه وسلم بالأدلة السمعية فمثل قوله تعالى: محمد رسول الله والذين معه  الآية، وقوله: وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل. بالأدلة العقلية بالنظر والتأمل فيما أتى به من الآيات البينات التي أعظمها كتاب الله عز وجل المشتمل على الأخبار الصادقة النافعة والأحكام المصلحة العادلة، وما جرى على يديه من خوارق العادات، وما أخبر به من أمور الغيب التي لا تصدر إلا عن وحي والتي صدقها ما وقع منها.

قال المؤلف:
"الثانية العمل به, الثالثة: الدعوة إليه".

السؤال السادس عشر:
ما المراد بقوله "الثانية العمل به"؟

الجواب:
أي العمل بما تقتضيه هذه المعرفة من الإيمان بالله والقيام بطاعته بامتثال أوامره واجتناب نواهيه من العبادات الخاصة، والعبادات المتعدية، فالعبادات الخاصة مثل الصلاة، والصوم، والحج، والعبادات المتعدية كالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والجهاد في سبيل الله وما أشبه ذلك.

السؤال السابع عشر:
ما هو ثمرة العلم؟

الجواب:
العمل في الحقيقة هو ثمرة العلم، فمن عمل بلا علم فقد شابه النصارى، ومن علم ولم يعمل فقد شابه اليهود.

السؤال الثامن عشر:
ما مراتب الدعوة؟

الجواب:
الدعوة إلى ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من شريعة الله تعالى على مراتبها الثلاث أو الأربع التي ذكرها الله عز وجل في قوله: "أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن" والرابعة قوله: "ولا تجادلوا أهل الكتب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم".

السؤال التاسع عشر:
ما شروط الدعوة؟

الجواب:
شروط الدعوة أن يكون عالم بشريعة الله عز وجل حتى تكون الدعوة عن علم وبصيرة، لقوله تعالى: "قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن أتبعني وسبحن الله وما أنا من المشركين"، والبصيرة تكون فيما يدعو إليه بأن يكون الداعية عالماً بالحكم الشرعي، وفي كيفية الدعوة، وفي حال المدعو.

السؤال العشرون:
ما مجالات الدعوة؟

الجواب:
مجالات الدعوة كثيرة منها: الدعوة إلى الله تعالى بالخطابة، وإلقاء المحاضرات، ومنها الدعوى إلى الله بالمقالات، ومنها الدعوة إلى الله بحلقات العلم، ومنها الدعوى إلى الله بالتأليف ونشر الدين عن طريق التأليف ومنها الدعوة إلى الله في المجالس الخاصة فإذا جلس الإنسان في مجلس في دعوة مثلاً فهذا مجال للدعوة إلى الله عز وجل ولكن ينبغي أن تكون على وجه لا ملل فيه ولا إثقال.

السؤال الحادي والعشرون:
ماهي أهمية الدعوة؟

الجواب:
هي وظيفة الرسل عليهم الصلاة والسلام وطريقة من تبعهم بإحسان، فإذا عرف الإنسان معبوده، ونبيه، ودينه ومنّ الله عليه بالتوفيق لذلك فإن عليه السعي في إنقاذ أخوانه بدعوتهم إلى الله عز وجل وليبشر بالخير، قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبى طالب رضي الله عنه يوم خيبر: "أنفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم، ثم ادعهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله تعالى فيه، فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً خير لك من حمر النعم" متفق على صحته، ويقول صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم: "مَنْ دعا إلى الهدى كان له من الأجل مثل أجور مَنْ تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً، ومَنْ دعا إلى ضلالة كان عليه من الأثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً"، وقال صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم أيضاً: "من دل على خير فله مثل أجر فاعله".

قال المؤلف:
"الرابعة: الصبر على الأذى فيه".

السؤال الثاني العشرون:
ما تعريف الصبر؟

الجواب:

حبس النفس على طاعة الله، وحبسها عن معصية الله، وحبسها عن التسخط من أقدار الله فيحبس النفس عن التسخط والتضجر والملل، ويكون دائماً نشيطاً في الدعوة إلى دين الله وإن أوذى.

السؤال الثالث والعشرون:
ما أقسام الصبر؟

الجواب:
الصبر ثلاثة أقسام:
1-   صبر على طاعة الله. 
2-   صبر عن محارم الله.
3-   صبر على أقدار الله التي يجريها إما مما لا كسب للعباد فيه، وإما مما يجريه الله على أيدي بعض العباد من الإيذاء والاعتداء.

قال المؤلف:
"والدليل قوله تعالى: "والعصر * إن الإنسان لفي خسر * إلا الذين أمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ".

السؤال الرابع والعشرون:
ما الدليل على المسائل الأربع؟

الجواب:
الدليل قوله تعالى: "و العصر * إن الإنسان لفي خسر * إلا الذين أمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر".

السؤال الخامس والعشرون:
ما المراد بقوله تعالى: "والعصر "؟

الجواب:
هو الدهر وهو محل الحوادث من خير وشر، فاقسم الله عز وجل به على أن الإنسان كل الإنسان في خسر إلا من أتصف بهذه الصفات الأربع: الإيمان، والعمل الصالح، والتواصي بالحق، والتوصي بالصبر.

السؤال السادس والعشرون:
ما مراتب جهاد النفس؟

الجواب:
قال ابن القيم –رحمه الله تعالى-: جهاد النفس أربع مراتب:
إحداها: أن يجاهدها على تعلم الهدى ودين الحق الذي لا فلاح لها ولا سعادة في معاشها ومعادها إلا به.
الثانية: أن يجاهدها على العمل به بعد علمه.
الثالثة: أن يجاهدها على الدعوة إليه وتعليمه من لا يعلمه.
الرابعة: أن يجاهدها على الصبر على مشاق الدعوة إلى الله وأذى الخلق ويتحمل ذلك كله الله ، فإذا أستكمل هذه المراتب الأربع صار من الربانيين".
 
قال المؤلف:
"قال الشافعي رحمه الله تعالى: "لو ما أنزل الله حجة على خلقه إلا هذه السورة لكفتهم".

السؤال السابع والعشرون:
مَنْ هو الشافعي؟

الجواب:
هو أبو عبد الله محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع الهاشمي القرشي، ولد في غزة سنة 150هـ وتوفي بمصر سنة 204هـ وهو أحد الأئمة الأربعة على الجميع رحمة الله تعالى.

السؤال الثامن والعشرون:
ما المراد من قول الشافعي؟

الجواب:
مراده رحمه الله أن هذه السورة كافية للخلق في الحث على التمسك بدين الله بالإيمان، والعمل الصالح، والدعوة إلى الله، والصبر على ذلك، وليس مراده أن هذه السورة كافية للخلق في جميع الشريعة.

وقوله: "لو ما أنزل الله حجة على خلقه إلا هذه السورة لكفتهم" لأن العاقل البصير إذا سمع هذه السورة أو قرأها فلابد أن يسعى إلى تخليص نفسه من الخسران وذلك باتصافه بهذه الصفات الأربع: الإيمان، والعمل الصالح، والتواصي بالحق والتواصي بالصبر.

قال المؤلف:
"وقال البخاري –رحمه الله -: "باب العلم قبل القول والعمل" والدليل قوله تعالى: "فأعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك"، فبدأ بالعلم قبل القول والعمل.

السؤال التاسع والعشرون:
مَنْ هو البخاري؟

الجواب:
هو أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة البخاري، ولد ببخارى في شوال سنة أربعة وتسعين ومائة ونشأ يتيماً في حجر والدته، وتوفي رحمه الله في خرتنك بلدة على فرسخين من سمرقند ليلة عيد الفطر سنة ست وخمسين ومائتين.

السؤال الثلاثون:
على ماذا استدل البخاري بهذه الأية: "فأعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك"؟

الجواب:
أستدل البخاري رحمه الله بهذه الآية على وجوب البداءة بالعلم قبل القول والعمل وهذا دليل أثري يدل على أن الإنسان يعلم أولاً ثم يعمل ثانياً، وهناك دليل عقلي نظري يدل على أن العلم قبل القول والعمل وذلك لأن القول أو العمل لا يكون صحيحاً مقبولاً حتى يكون على وفق الشريعة، ولا يمكن أن يعلم الإنسان أن عمله على وفق الشريعة إلا بالعمل، ولكن هناك أشياء يعلمها الإنسان بفطرته كالعلم بأن الله إله واحد فإن هذا قد فطر عليه العبد ولهذا لا يحتاج إلى عناء كبير في التعلم، أما المسائل الجزئية المنتشرة فهي التي تحتاج إلى تعلم وتكريس جهود.

قال المؤلف:
"أعلم رحمك الله: أنه يجب على كل مسلم ومسلمة تعلم ثلاث هذه المسائل والعمل بهن، الأولى: أن الله خلقنا".

السؤال الحادي والثلاثون:
ماهي المسألة الأولى التي يجب علينا تعلمها ؟

الجواب:
 أن الله خلقنا ورزقنا ولم يتركنا هملاً بل أرسل إلينا رسولاً فمَنْ أطاعه دخل الجنة ومَنْ عصاه دخل النار.


السؤال الثاني والثلاثون:
ما الدليل السمعي والعقلي على أن الله خلقنا؟

الجواب:
أما السمعي فكثير ومنه قوله عز وجل: "هو الذي خلقكم من طين ثم قضى أجلاً وأجلٌ مسمىً عنده ثم أنتم تمترون"، وقوله: "ولقد خلقنكم ثم صورناكم..." الآية، وقوله تعالى: ولقد خلقنا الإنسان من صلصال من حمأٍ مسنون"، وقوله: "ومن آياته أن خلقكم من تراب ثم إذا أنتم بشر تنتشرون"، وقوله: "خلق الإنسان من صلصال كالفخار"، "الله خلق كل شيء"، وقوله: "والله خلقكم وما تعملون"، وقوله: "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون"... إلى غير ذلك من الآيات.

أما الدليل العقلي على أن الله خلقنا:
فقد جاءت الإشارة إليه في قوله تعالى: "أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون"، فإن الإنسان لم يخلق نفسه لأنه قبل وجوده عدم والعدم ليس بشيء وما ليس بشيء لا يوجد شيئاً، ولم يخلقه أبوه ولا أمه ولا أحد من الخلق، ولم يكن ليأتي صدفة بدون موجد؛ لأن كل حادث لابد له من محدث؛ ولأن وجود هذه المخلوقات على هذا النظام والتناسق المتآلف يمنع منعاً باتاً أن يكون صدفة.

إذاً الموجود صدفة ليس على نظام في أصل وجوده فكيف يكون منتظماً حال بقائه وتطوره، فتعين بهذا أن يكون الخالق هو الله وحده فلا خالق ولا آمر إلا الله، قال الله تعالى: "ألا له الخلق والأمر.

السؤال الثالث والثلاثون:
هل يوجد أحد أنكر الربوبية؟

الجواب:
لم يعلم أن أحداً من الخلق أنكر ربوبية الله سبحانه وتعالى إلا على وجه المكابرة كما حصل من فرعون، وعندما سمع جبير بن مطعم رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ سورة الطور فبلغ قوله تعالى: "أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون * أم خلقوا السماوات والأرض بل لا يوقنون * أم عندهم خزائن ربك أم هم المصيطرون"، وكان جبير بن مطعم يومئذ مشركاً فقال: "كاد قلبي أن يطير وذلك أول ما وقر الإيمان في قلبي".

قال المؤلف:
"ورزقنا".

السؤال الرابع والثلاثون:
ما الأدلة على أن الله هو الذي يرزق؟

الجواب:
أدلة هذه المسألة كثيرة من الكتاب والسنة والعقل.

أما الكتاب:
فقال الله تعالى: "إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين"، وقال تعالى: "قل مَن يرزقكم من السماوات والأرض قل الله"، وقوله:  "قل مَن يرزقكم من السماء والأرض أمَّن يملك السمع والأبصار ومَن يُخرج الحيَّ من الميت ويُخرج الميَّت من الحيِّ ومَن يدبر الأمر فسيقولون الله"، والآيات في هذا كثيرة.

وأما السنة:
فمنها قوله صلى الله عليه وسلم في الجنين يبعث عليه ملك فيؤمر بأربع كلمات بكتب رزقه وأجله، وعمله وشقي أم سعيد.

وأما الدليل العقلي على أن الله رزقنا:
فلأننا لا نعيش إلا على طعام وشراب، والطعام والشراب خلقه الله عز وجل كما قال الله تعالى: "أفرأيتم ما تحرثون * أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون * لو نشاء لجلعناه حطاماً فظلتم تفكهون * إنا لمغرمون * بل نحن محرومون * أفراءيتم الماء الذي تشربون * أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون * لو نشاء جعلته أجاجًا فلولا تشكرون"، ففي هذه الآيات بيان إن رزقنا طعاماً وشراباً من عند الله عز وجل.

قال المؤلف:
"ولم يتركنا هملاً".

السؤال الخامس والثلاثون:
ما الأدلة على أن الله خلقنا للعبادة ولم يخلقنا عبثاً؟

الجواب:
تدل عليه الأدلة السمعية والعقلية:
أما السمعية فمنها قوله تعالى: "أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون * فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو"، وقوله:  أيحسب الإنسان أن يُترك سدى * ألم يكُ نطفة من مني يُمنى * ثم كان علقةً فخلق فسوى * فجعل منه الزَّوجين الذَّكر والأنثى * أليس ذلك بقدر على أن يحيى الموتى".

وأما العقل:
فلأن وجود هذه البشرية لتحيا ثم تتمتع كما تتمتع الأنعام ثم تموت إلى غير بعث ولا حساب أمر لا يليق بحكمة الله عز وجل بل هو عبث محض، ولا يمكن أن يخلق الله هذه الخليقة ويرسل إليها الرسل ويبيح لنا دماء المعارضين المخالفين للرسل عليهم الصلاة والسلام ثم تكون النتيجة لا شيء، هذا مستحيل على حكمة الله عز وجل.



الأصل الأول: معرفة العبد ربه 2013_110


عدل سابقا من قبل أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn في الإثنين 03 مايو 2021, 1:14 am عدل 6 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 48824
العمر : 71

الأصل الأول: معرفة العبد ربه Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأصل الأول: معرفة العبد ربه   الأصل الأول: معرفة العبد ربه Emptyالأحد 17 يناير 2016, 10:43 pm

قال المؤلف:
"بل أرسل إلينا رسولاً".

السؤال السادس والثلاثون:
لماذا أرسل الله الرسل؟

الجواب:
لتقوم الحجة على خلقه وليعبدوا الله بما يحبه ويرضاه قال الله تبارك وتعالى: "إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحق ويعقوب والأسباط وعيسى وأيوب ويونس وهارون وسليمان وآتينا داود زبورًا * ورسلاً قد قصصناهم عليه من قبل ورسلاً مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزاً حكيماً"،  ولا يمكن أن نعبد الله بما يرضاه إلا عن طريق الرسل عليهم الصلاة والسلام لأنهم هم الذين بينوا لنا ما يحبه الله ويرضاه، وما يقربنا إليه عز وجل فبذلك كان من حكمة الله أن أرسل إلى الخلق رسلاً مبشرين ومنذرين الدليل قوله تعالى: "إنا أرسلنا إليكم رسولاً شاهداً عليكم كما أرسلنا إلى فرعون رسولاً * فعصى فرعون الرسول فأخذناه أخذاً وبيلاً".

قال المؤلف:
"فمَنْ أطاعه دخل الجنة ومَنْ عصاه دخل النار والدليل قوله تعالى: "إنا أرسلنا إليكم رسولاً شاهداً عليكم كما أرسلنا إلى فرعون رسولاً * فعصى فرعون الرسول فأخذنه أخذاً وبيلاً". 

السؤال السابع والثلاثون:
ما الدليل على أن من أطاع النبي صلى الله عليه وسلم دخل الجنة؟

الجواب:
قوله تعالى: "وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون * وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين"، ومن قوله تعالى: "ومَن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهر خالدين فيها وذلك الفوز العظيم"، ومن قوله تعالى: "ومَن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون"، وقوله: "ومَن يطع الله ورسوله فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً"، وقوله: "ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً"، والآيات في ذلك كثيرة ومن قوله صلى الله عليه وسلم: "كل أمتي يدخلون الجنة إلا مَنْ أبى" فقيل: ومَنْ يأبى يا رسول الله؟ قال: "مَنْ أطاعني دخل الجنة ومَنْ عصاني دخل النار" رواه البخاري.

السؤال الثامن والثلاثون:
ما الدليل على أن من عصا النبي صلى الله عليه وسلم يدخل النار؟

الجواب:
قوله تعالى: "ومَن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله ناراً خالداً فيها وله عذاب مهين"، وقوله: "ومَن يعص الله ورسوله فقد ضل ضللاً مبيناً"، وقوله: "ومَن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها أبدًا"، ومن قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث السابق: "ومَنْ عصاني دخل النار.

قال المؤلف:
"الثانية: أن الله لا يرضى أن يشرك معه أحد في عبادته لا ملك مقرب، ولا نبي مرسل، والدليل قوله تعالى: "وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحداً".

السؤال التاسع والثلاثون:
ما المسألة الثانية التي يجب علينا تعلمها؟

الجواب:
المسألة الثانية مما يجب علينا علمه أن الله سبحانه وتعالى لا يرضى أن يشرك معه في عبادته أحد، بل هو وحده المستحق للعبادة ودليل ذلك ما ذكره المؤلف رحمه الله في قوله تعالى: "وأن المساجد لله فلا تدعو مع الله أحداً"، فنهى الله تعالى أن يدعو الإنسان مع الله أحداً، عنهم فإن الله لا يرضاه الله سبحانه وتعالى بل إنما أرسل الرسل وأنزل الكتب لمحاربة الكفر والشرك والقضاء عليهما، قال الله تعالى: "وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله"، وإذا كان الله لا يرضى بالكفر والشرك فإن الواجب على المؤمن أن لا يرضى بهما، لأن المؤمن رضاه وغضبه تبع رضا الله وغضبه، فيغضب لما يغضب الله ويرضى بما يرضاه الله عز وجل، وكذلك إذا كان الله لا يرضى الكفر ولا الشرك فإنه لا يليق بمؤمن أن يرضى بهما.

والشرك أمره خطير قال الله عز وجل: "إن الله لا يغفر أن يُشرك به ويغفر ما دون ذلك لمَن يشاء"، وقال تعالى: "إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومآواه النار وما للظالمين من أنصار"، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "مَنْ لقي الله لا يُشرك به شيئاً دخل الجنة، ومَنْ لقيه يُشرك به شيئاً دخل النار".

والله لا ينهى عن شيء إلا وهو لا يرضاه سبحانه وتعالى وقال الله عز وجل: "إن تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر وأن تشكروا يرضه لكم".

قال المؤلف:
"الثالثة أن مَنْ أطاع الرسول ووحَّد الله لا يجوز له موالاة مَنْ حآد اللهَ ورسوله ولو كان أقرب قريب، والدليل على قوله تعالى: "لا تجد قومًا يؤمنون بالله واليوم الآخر يوآدون مَنْ حآد الله ورسوله ولو كانوا أباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون".

السؤال الأربعون:
ما هي المسألة الثالثة التي يجب علينا تعلمها؟

الجواب:
المسألة الثالثة مما يجب علينا علمه الولاء والبراء، والولاء والبراء أصل عظيم جاءت فيه النصوص الكثيرة قال الله عز وجل: "يأيها الذين ءامنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالاً"، وقال تعالى: "يأيها الذين أمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومَن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين"، وقال سبحانه وتعالى: "يأيها الذين أمنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزوا ولعباً من الذين أوتوا الكتب من قبلكم والكفار أولياء واتقوا الله إن كنتم مؤمنين"، وقال تعالى: "يأيها الذين امنوا لا تتخذوا ءابآؤكم وإخوانكم أولياء إن استحبوا الكفر على الإيمان ومن يتولهم منكم فأولئك هم الظالمون * قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال أقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدى القوم الفاسقين"، وقال عز وجل: "قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برءؤا منكم وممَّا تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوةُ والبغضاءُ أبداً حتى تؤمنوا بالله وحده"، ولأن موالاة مَنْ حآد الله ومداراته تدل على أن ما في قلب الإنسان من الإيمان بالله ورسوله ضعيف؛ لأنه ليس من العقل أن يحب الإنسان شيئاً هو عدو لمحبوبه، وموالاة الكفار تكون بمناصرتهم ومعاونتهم على ما هم عليه من الكفر والضلال، وموادتهم تكون بفعل الأسباب التي تكون بها مودتهم فتجده يوادهم أي يطلب ودهم بكل طريق، وهذا لا شك ينافي الإيمان كله أو كماله، فالواجب على المؤمن معاداة من حاد الله ورسوله ولو كان أقرب قريب إليه، وبغضه والبعد عنه ولكن هذا لا يمنع نصيحته ودعوته للحق.

قال المؤلف:
"أعلم أرشدك الله لطاعته: أن الحنيفية ملة إبراهيم أن تعبد الله وحده مخلصاً له الدين وبذلك أمر الله جميع الناس وخلقهم لها كما قال الله تعالى: "وما خلقت الجن والأنس إلا ليعبدون"، ومعنى يعبدون يوحدون.

السؤال الحادي والأربعون:
ما معنى أرشدك الله؟

الجواب:
الرشد: الاستقامة عن طريق الحق.

السؤال الثاني والأربعون:
ما معنى الطاعة؟

الجواب:
الطاعة: موافقة المراد فعلاً للمأمور وتركاً للمحظور.

السؤال الثالث والأربعون:
ما هي الحنيفية؟

الجواب:
الحنيفية: هي الملة المائلة عن الشرك، المبينة على الإخلاص لله عز وجل.


السؤال الرابع والأربعون:
ما هي العبادة بمفهومها العام وبمفهومها الخاص؟

الجواب:
والعبادة بمفهومها العام هي: "التذلل لله محبة وتعظيماً بفعل أوامره واجتناب نواهيه على الوجه الذي جاءت به شرائعه"، أما المفهوم الخاص للعبادة -يعين تفصيلها- فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "العبادة أسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال، والأعمال الظاهرة والباطنة كالخوف، والخشية، والتوكل والصلاة والزكاة، والصيام وغير ذلك من شرائع الإسلام.

السؤال الخامس والأربعون:
ما هو الإخلاص؟

الجواب:
هو التنقية والمراد به أن يقصد المرء بعبادته وجه الله عز وجل والوصول إلى دار كرامته بحيث لا يعبد معه غيره لا ملكاً مقرباً ولا نبياً مرسلاً قال الله تعالى: "ثم أوحينا إليك أن أتبع ملة إبراهيم حنيفاً وما كان من المشركين"، وقال الله تعالى: "ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه ولقد اصطفينه في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين * إذ قال له ربه اسلم قال أسلمت لرب العالمين* ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله أصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون".

السؤال السادس والأربعون:
ما الأدلة على أن الله أمر جميع الناس بالحنيفية؟

الجواب:
أمر الله جميع الناس وخلقهم لها، كما قال الله تعالى: "وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون"، وبين الله عز وجل في كتابه أن الخلق إنما خلقوا لهذا فقال تعالى: "وما خلقت الجن والأنس إلا ليعبدون".

السؤال السابع والأربعون:
ما أنواع العبادة مع ذكر الدليل؟

الجواب:
أعلم أن العبادة نوعان:
عبادة كونية:
 وهي الخضوع لأمر الله تعالى الكوني وهذه شاملة لجميع الخلق لا يخرج عنها أحد لقوله تعالى: "إن كل مَن في السموات والأرض إلا آتي الرحمن عبدًا"، فهي شاملة للمؤمن والكافر، والبر والفاجر.


والثاني:
 عبادة شرعية وهي الخضوع لأمر الله تعالى الشرعي وهذه خاصة بمن أطاع الله تعالى وأتبع ما جاءت به الرسل مثل قوله تعالى: "وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونًا".

 
فالنوع الأول لا يُحمد عليه الإنسان لأنه بغير فعله لكن قد يحصل منه من شكر عند الرخاء وصبر على البلاء بخلاف النوع الثاني فإنه يحمد عليه.

قال المؤلف:
"وأعظم ما أمر الله به التوحيد وهو : إفراد الله بالعبادة".
 
السؤال الثامن والأربعون:
ما تعريف التوحيد لغة وتعريفه اصطلاحاً؟

الجواب:
التوحيد لغة مصدر وحد يوحد، أي جعل الشيء واحداً وهذا لا يتحقق إلا بنفي وإثبات، نفي الحكم عما سوى الموحد وإثباته له فمثلاً نقول: إنه لا يتم للإنسان التوحيد حتى يشهد أن لا إله إلا الله فينفي الألوهية عما سوى الله تعالى ويثبتها لله وحده.

وفي الاصطلاح عرفه المؤلف بقوله: "التوحيد هو إفراد الله بالعبادة" أي أن تعبد الله وحده لا تشرك به شيئاً، لا تشرك به نبياً مرسلاً، ولا ملكاً مقرباً ولا رئيساً ولا ملكاً ولا أحداً من الخلق، بل تفرده وحده بالعبادة محبة وتعظيماً، ورغبة ورهبة، ومراد الشيخ رحمه الله التوحيد الذي بعثت الرسل لتحقيقه لأنه هو الذي حصل به الإخلال من أقوامهم.

وهناك تعريف أعم للتوحيد وهو: "إفراد الله سبحانه وتعالى بما يختص به".

السؤال التاسع والأربعون:
ما أنواع التوحيد مع تعريف كل نوع؟

الجواب:
أنواع التوحيد ثلاثة:
الأول:
توحيد الربوبية وهو "إفراد الله سبحانه وتعالى بالخلق، والملك والتدبير" قال الله عز وجل: "الله خلق كل شيء"، وقال تعالى: "هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والأرض لا إله إلا الله هو"، وقال تعالى: "تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير"، وقال تعالى: "ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين ".

الثاني:
توحيد الألوهية وهو "إفراد الله سبحانه وتعالى بالعبادة بأن لا يتخذ الإنسان مع الله أحداً يعبده ويتقرب إليه كما يعبد الله تعالى ويتقرب إليه".

الثالث:
توحيد الأسماء والصفات وهو "إفراد الله تعالى بما سمى به نفسه ووصف به نفسه في كتابه، أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم وذلك بإثبات ما أثبته، ونفي ما نفاه من غير تحريف، ولا تعطيل، ومن غير تكييف، ولا تمثيل".

السؤال الخمسون:
ما هو التوحيد الذي ضل فيه المشركون؟

الجواب:
توحيد الألوهية وهو الذي ضل فيه المشركون الذين قاتلهم النبي صلى الله عليه وسلم واستباح دمهم وأموالهم وأرضهم وديارهم وسبى نساءهم وذريتهم، واكثر ما يعالج الرسل أقوامهم على هذا النوع من التوحيد.

قال تعالى:
"ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن أعبدوا الله".

قال المؤلف:
"وأعظم ما نهى عنه الشرك، وهو: دعوة غيره معه والدليل إلى قوله تعالى: "وأعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً".

السؤال الحادي والخمسون:
ما أعظم ما نهى الله عنه؟ مع ذكر الدليل.

الجواب:
 أعظم ما نهى الله عنه الشرك وذلك لأن أعظم الحقوق هو حق الله عز وجل فإذا فرط فيه الإنسان فقد فرط في أعظم الحقوق هو توحيد الله عز وجل قال الله تعالى:  إن الشرك لظلم عظيم  وقال تعالى: "ومَن يشرك بالله فقد أفترى إثماً عظيماً"،  وقال عز وجل: "ومَن يشرك بالله فقد ضل ضلالاً بعيداً"، وقال تعالى: "إنه مَن يشرك بالله فقد حرَّم اللهُ عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار"، وقال تعالى: "إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء"، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أعظم الذنب أن تجعل لله نداً وهو خلقك".


وقال عليه الصلاة والسلام فيما رواه مسلم عن جابر، رضي الله عنه: "مَنْ لقي اللهَ لا يُشرك به شيئاً دخل الجنة ومَنْ لقيه يُشرك به شيئاً دخل النار" وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "مَنْ مات وهو يدعوا من دون الله نداً دخل النار" رواه البخاري.

استدل المؤلف رحمه الله تعالى لأمر الله تعالى بالعبادة ونهيه عن الشرك بقوله عز وجل: "وأعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً"، فأمر الله سبحانه وتعالى بعبادته ونهى عن الشرك به، وهذا يتضمن إثبات العبادة له وحده فمَنْ لم يعبد الله سبحانه وتعالى بعبادته ونهى عن الشرك به، وهذا يتضمن إثبات العبادة له وحده فمن لم يعبد الله فهو كافر مستكبر، ومن عبد الله وعبد معه غيره فهو كافر مشرك، ومن عبد الله وحده فهو مسلم مخلص.

السؤال الثاني والخمسون:
ما أنواع الشرك مع تعريف كل نوع؟

الجواب:
الشرك نوعان: شرك أكبر، وشرك أصغر.

فالنوع الأول:
الشرك الأكبر وهو كل شرك أطلقه الشارع وكان متضمناً لخروج الإنسان عن دينه.

النوع الثاني:
الشرك الأصغر وهو كل عمل قولي أو فعلي أطلق عليه الشرع وصف الشرك ولكنه لا يخرج عن الملة.

وعلى الإنسان الحذر من الشرك أكبره وأصغره فقد قال تعالى:  "إن الله لا يغفر أن يشرك به".

قال المؤلف:
"فإذا قبل لك: ما الأصول الثلاثة التي يجب على الإنسان معرفتها؟ فقل: معرفة العبد ربه ونبيه محمداً صلى الله عليه وسلم".

السؤال الثالث والخمسون:
ما معنى الأصول؟

الجواب:
الأصول جمع أصل، وهو ما يبنى عليه غيره، ومن ذلك أصل الجدار وهو أساسه، وأصل الشجرة الذي يتفرغ منه الأغصان، قال الله تعالى: "ألم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء".

السؤال الرابع والخمسون:
ما هي الأصول الثلاثة التي يجب على الإنسان معرفتها؟

الجواب:
الأصول الثلاثة التي يجب على الإنسان معرفتها لأنها هي الأصول التي يسال عنها المرء في قبره إذا دفن وتولى عنه أصحابه أتاه ملكان فأقعداه فسألاه من ربك؟ وما دينك؟ ومَنْ نبيك؟ فأما المؤمن فيقول: ربي الله، وديني الإسلام، ونبيي محمد، وأما المرتاب أو المنافق فيقول هاها لا أدري، سمعت الناس يقولون شيئاً فقلته.

السؤال الخامس والخمسون:
ما هي أسباب معرفة الله سبحانه وتعالى؟

الجواب:
معرفة الله تكون بأسباب:
منها النظر والتفكر في مخلوقاته عز وجل فإن ذلك يؤدي إلى معرفته ومعرفة عظيم سلطانه وتمام قدرته، وحكمته، ورحمته قال الله تعالى: "أولم ينظروا في ملكوت السماوات والأرض وما خلق الله من شيء"، وقال عز وجل: "إنما أعظكم بوحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا"، وقال تعالى: "إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب".

وقال عز وجل:
 "وما خلق الله في السموات والأرض لآيات لقوم يتقون"، وقال سبحانه وتعالى: "إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبثَّ فيها من كل دآبة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون".


ومن أسباب معرفة العبد ربه النظر في آياته الشرعية وهي الوحي الذي جاءت به الرسل عليهم الصلاة والسلام فينظر في هذه الآيات وما فيها من المصالح العظيمه التي لا تقوم حياة الخلق في الدنيا ولا في الآخرة إلا بها، فإذا نظر فيها وتاملها وما اشتملت عليه من العلم والحكمة ووجد انتظامها موافقتها لمصالح العباد عرف بذلك ربه عز وجل كما قال الله عز وجل: "أفلا يتدبرون القرءان ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه أختلافًا كثيراً".

ومنها ما يلقى الله عز وجل في قلب المؤمن من معرفة الله سبحانه وتعالى حتى كأنه يرى ربه رأي العين قال النبي عليه الصلاة والسلامن حين سأله جبريل ما الإحسان؟ قال: "أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك".

السؤال السادس والخمسون:
بما تحصل معرفة النبي صلى الله عليه وسلم؟

الجواب:
تحصل بدراسة حياة النبي صلى الله عليه وسلم وما كان عليه من العبادة، والأخلاق، والدعوة إلى الله عز وجل، والجهاد في سبيله وغير ذلك من جوانب حياته عليه الصلاة والسلام، ولهذا ينبغي لكل إنسان يريد أن يزداد معرفة بنبية وإيماناً به أن يطالع من سيرته ما تيسر في حربه وسلمه، وشدته ورخائه وجميع أحواله نسأل الله عز وجل أن يجعلنا من المتبعين لرسوله صلى الله عليه وسلم، باطناً وظاهراً، وأن يتوفانا على ذلك انه وليه والقادر عليه.

قال المؤلف:
"فإذا قيل لك: من ربك؟ فقل: ربي الله الذي رباني وربى جميع العالمين بنعمه وهو معبودي ليس لي معبود سواه والدليل قوله تعالى: "الحمد لله رب العالمين".


السؤال السابع والخمسون:
ما هي التربية؟

الجواب:
عبارة عن الرعاية التي يكون بها تقويم المربى، ويشعر كلام المؤلف رحمه الله أن الرب مأخوذ من التربية لأنه قال: "الذي رباني وربى جميع العالمين بنعمه" فكل العالمين قد رباهم الله بنعمه وأعدهم لما خلقوا له، وأمدهم برزقه قال الله تبارك وتعالى في محاورة موسى وفرعون: "فمن ربكما يا موسى * قال ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى"، فكل أحد من العالمين قد رباه الله عز وجل بنعمه.

السؤال الثامن والخمسون:
بما استدل المؤلف بأن الله مربياً لجميع الخلق؟

الجواب:
أستدل المؤلف رحمه الله لكون الله سبحانه وتعالى مربياً لجميع الخلق بقوله تعالى: "الحمد لله رب العالمين" يعني الوصف بالكمال والجلال والعظمة لله تعالى وحده، "رب العالمين" أي مربيهم بالنعم وخالقهم ومالكهم، والمدبر لهم كما شاء عز وجل.

قال المؤلف:
"وكل ما سوى الله عالَم وأنا واحد من ذلك العالم".

السؤال التاسع والخمسون:
عرِّف العالم، ولماذا سموا بذلك؟

الجواب:
العالم كله مَنْ سوى الله، وسمُّو عالماً لأنهم علم على خالقهم ومالكهم ومدبرهم ففي كل شيء آية لله تدل على أنه واحد، وأنا المجيب بهذا واحد من ذلك العالم، وإذا كان ربي وجب علي أن أعبده وحده.

قال المؤلف:
"فإذا قيل لك بم عرفت ربك؟ فقل بآياته ومخلوقاته  ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر، ومن مخلوقاته السماوات السبع والأرضون السبع ومن فيها وما بينهما".


السؤال الستون:
بماذا تعرف ربك؟

الجواب:
عرفته بآياته ومخلوقاته.

السؤال الحادي والستون:
ما تعريف الأيات؟

الجواب:
جمع آية وهي العلامة على الشيء التي تدل عليه وتبينه.


السؤال الثاني والستون:
ما أنواع الآيات؟

الجواب:
وآيات الله تعالى نوعان: كونية وشرعية ، فالكونية هي المخلوقات، والشرعية هي الوحي الذي أنزله الله على رسله، وعلى هذا يكون قول المؤلف رحمه الله "بآياته ومخلوقاته" من باب العطف الخاص على العام إذا فسرنا الآيات بأنها الآيات الكونية والشرعية.

قال المؤلف:
"والدليل قوله تعالى  ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن إن كنتم إياه تعبدون"، وقوله تعالى: "إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة ايام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثًا والشمس والقمر والنجوم مسخراتٍ بأمره ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين".

السؤال الثالث والستون:
ما الدليل على أن الشمس والقمر من آيات الله؟

الجواب:
الدليل على أن الليل والنهار، والشمس والقمر من آيات الله عز وجل قوله تعالى: "ومن آياته الليل والنهار... إلخ، أي من العلامات البينة المبينة لمدلولها الليل والنهار في ذاتهما واختلافهما، وما أودع الله فيهما من مصالح العباد وتقلبات أحوالهم، وكذلك الشمس والقمر في ذاتهما وسيرهما وانتظامهما وما يحصل بذلك من مصالح العباد ودفع مضارهم.

ثم نهى الله تعالى العباد أن يسجدوا للشمس أو القمر وإن بلغا مبلغاً عظيماً في نفوسهم لأنهما لا يستحقان العبادة لكونها مخلوقين، وإنما المستحق للعبادة هو الله تعالى الذي خلقهن.

قال المؤلف:
"والرب هو المعبود، والدليل: قوله تعالى: "يأيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون الذي جعل لكم الأرض فراشاً والسماء بناءً وأنزل من السماء ماءً فأخرج به من الثمرات رزقاً لكم فلا تجعلوا لله أنداداً وأنتم تعلمون".

السؤال الرابع والستون:
ما تعريف الرب؟

الجواب:
هو الخالق المالك المدبر لجميع الأمور.

السؤال الخامس والستون:
ما الدليل على أن الرب هو المستحق للعبادة؟

الجواب:
قوله تعالى: "يأيها الناس أعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون الذي جعل لكم الأرض فراشاً والسماء بناءً وأنزل من السماء ماءً فأخرج به من الثمرات رزقاً لكم فلا تجعلوا لله أنداداً وأنتم تعلمون".

السؤال السادس والستون:
لمن النداء موجه في الآيات السابقة؟

الجواب:
النداء موجه لجميع الناس من بني آدم أمرهم الله عز وجل أن يعبدوه وحده لا شريك له، فلا يجعلوا له أنداداً، ويبين أنه إنما استحق العبادة لكونه هو الخالق وحده لا شريك له.


السؤال السابع والستون:
ما هي التقوى؟

الجواب:
هي اتخاذ وقاية من عذاب الله عز وجل بإتباع واجتناب نواهيه.

قال المؤلف:
"قال ابن كثير -رحمه الله تعالى-: "الخالق لهذه الأشياء هو المستحق للعبادة".

السؤال الثامن والستون:
ماذا تعرف عن ابن كثير؟

الجواب:
هو عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن عمر القرشي الدمشقي الحافظ المشهور صاحب التفسير والتاريخ من تلاميذ شيخ الإسلام بن تيمية توفي سنة أربع وسبعين وسبعمائة.

قال المؤلف:
"وأنواع العبادة التي أمر الله بها: مثل الإسلام، والإيمان،
والإحسان؛ ومنه الدعاء، والخوف، والرجاء، والتوكل، والرغبة، والرهبة، والخشوع، والخشية، والإنابة، والإستعانة، والإستعاذة، والإستغاثة، والذبح، والنذر، وغير ذلك من أنواع العبادة التي أمر الله بها كلها لله تعالى.

والدليل قوله تعالى: "وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحداً"، فمن صرف منها شيئاً لغير الله فهو مشرك كافر، والدليل قوله تعالى: "ومن يدع مع الله إلهاً آخر لا برهن له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون".

السؤال التاسع والستون:
ما هي العبادات التي ذكرها المؤلف؟

الجواب:
الإسلام، والإيمان، والإحسان؛ ومنه الدعاء، والخوف، والرجاء، والتوكل، والرغبة، والرهبة، والخشوع، والخشية، والإنابة، والإستعانة، والإستعاذة، والإستغاثة، والذبح، والنذر، وغير ذلك من أنواع العبادة التي أمر الله بها كلها لله تعالى.

والدليل قوله تعالى: "وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحداً"، فمن صرف منها شيئاً لغير الله فهو مشرك كافر، والدليل قوله تعالى: "ومَن يدع مع الله إلهاً آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون".
 
السؤال السبعون:
ما حكم من صرف شيئاً من العبادات لغير الله؟ مع ذكر الدليل ووجه الدلالة منه؟

الجواب:
من صرف منها شيئاً لغير الله فهو مشرك كافر واستدل بقوله تعالى: "وأنَّ المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحداً"، وبقوله: "ومَن يدع مع الله إلهًا ءاخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون"، ووجه الدلالة من الآية الأولى أن الله تعالى أخبر أن المساجد وهي مواضع السجود أو أعضاء السجود لله ورتب على ذلك قوله: "فلا تدعوا مع الله أحداً" أي لا تعبدوا معه غيره فتسجدوا له، ووجه الدلالة من الآية الثانية بأن الله سبحانه وتعالى بيَّن أن مَنْ يدعو مع الله إلهاً آخر فإنه كافر لأنه قال: "إنه لا يفلح الكافرون" وفي قوله: "لا برهان له به" صفة كاشفة مبينة للأمر وليست صفة مقيدة تخرج ما فيه برهان لأنه لا يمكن أن يكون برهان على أن مع الله إلهاً آخر.



الأصل الأول: معرفة العبد ربه 2013_110


عدل سابقا من قبل أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn في الإثنين 03 مايو 2021, 1:15 am عدل 2 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 48824
العمر : 71

الأصل الأول: معرفة العبد ربه Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأصل الأول: معرفة العبد ربه   الأصل الأول: معرفة العبد ربه Emptyالثلاثاء 19 يناير 2016, 11:32 pm

قال المؤلف:
"وفي الحديث: "الدعاء مخ العبادة".

والدليل قوله تعالى:
"وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين".

ودليل الخوف قوله تعالى:
"فلا تخافوهم وخافوني إن كنتم مؤمنين".

السؤال الحادي والسبعون:
ما الدليل على أن الدعاء عبادة؟

الجواب:
أستدل المؤلف رحمه الله بما يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: "الدعاء مخ العبادة" واستدل كذلك بقوله تعالى:  "وقال ربكم أدعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين"، فدلت الآية الكريمة على أن الدعاء من العبادة ولولا ذلك ما صح أن يقال: "إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين".

السؤال الثاني والسبعون:
ما تفصيل دعاء غير الله؟

الجواب:
مَنْ دعا غير الله عز وجل بشيء لا يقدر عليه إلا الله فهو مشرك كافرٌ سواء كان المدعو حياً أو ميتاً.

ومَنْ دعا حياً بما يقدر عليه مثل أن يقول يا فلان أطعمني، يا فلان إسقني فلا شيء فيه.

ومَنْ دعا ميتاً أو غائباً بمثل هذا فإنه مُشرك لأن الميت أو الغائب لا يمكن أن يقوم بمثل هذا فدعاؤه إيَّاه يدل على أنه يعتقد أن له تصرفاً في الكون فيكون بذلك مُشركاً.

السؤال الثالث والسبعون:
ما نوعي الدعاء مع تعريف كل نوع؟

الجواب:
الدعاء نوعان: دعاء مسألة ودعاء عبادة.

فدعاء المسألة هو دعاء الطلب أي طلب الحاجات وهو عبادة إذا كان من العبد لربه، لأنه يتضمن الإفتقار إلى الله تعالى واللجوء إليه، واعتقاد أنه قادر كريم واسع الفضل والرحمة.

ويجوز إذا صدر من العبد لمثله من المخلوقين إذا كان المدعو يعقل الدعاء ويقدر على الإجابة كما سبق في قوله القائل يا فلان اطعمني.

وأما دعاء العبادة فأن يتعبد به للمدعو طلباً لثوابه وخوفاً من عقابه وهذا لا يصح لغير الله وصرفه لغير الله شرك أكبر مخرج من الملة وعليه يقع الوعيد في قوله تعالى: "إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين".

السؤال الرابع والسبعون:
ما تعريف الخوف؟

الجواب:
هو الذعر وهو انفعال يحصل بتوقع ما فيه هلاك أو ضرر أو أذى.

السؤال الخامس والسبعون:
ما الدليل على أن الخوف عبادة؟

الجواب:
قوله تعالى: "فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين".

السؤال السادس والسبعون:
ما أنواع الخوف؟ مع ذكر أمثلة لكل نوع؟

الجواب:
النوع الأول:
خوف طبيعي كخوف الإنسان من السبع والنار والغرق وهذا لا يُلام عليه العبد قال الله تعالى عن موسى عليه الصلاة والسلام: "فأصبح في المدينة خائفاً يترقب"، لكن إذا كان هذا الخوف كما ذكر الشيخ رحمه الله سبباً لترك واجب أو فعل محرَّم كان حراماً؛ لأن ما كان سبباً لترك واجب أو فعل محرَّم فهو حرام ودليل قوله تعالى: "فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين" والخوف من الله تعالى يكون محموداً، ويكون غير محموداً.

فالمحمود ما كانت غايته أن يحول بينك وبين معصية الله بحيث يحملك على فعل الواجبات وترك المحرمات، فإذا حصلت هذه الغاية سكن القلب واطمأن وغلب عليه الفرح بنعمة الله، والرجاء لثوابه.

وغير المحمود ما يحمل العبد على اليأس من روح الله والقنوط وحينئذ يتحسَّر العبد وينكمش وربما يتمادى في المعصية لقوة يأسه.

النوع الثاني:
خوف العبادة أن يخاف أحداً يتعبد بالخوف له فهذا لا يكون إلا لله تعالى، وصرفه لغير الله تعالى شرك أكبر.

النوع الثالث:
خوف السِّر كأن يخاف صاحب القبر، أو ولياً بعيداً عنه لا يؤثر فيه لكنه يخافه مخافة سر فهذا أيضاً ذكره العلماء من الشرك.

قال المؤلف: "ودليل الرجاء قوله تعالى: "فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً".

السؤال السابع والسبعون:
ما تعريف الرجاء؟

الجواب:
هو طمع الإنسان في أمر قريب المنال، وقد يكون بعيد المنال تنزيلاً له منزلة القريب.

السؤال الثامن والسبعون:
متى يكون الرجاء شركاً؟

الجواب:
الرجاء المتضمن للذل والخضوع لا يكون إلا لله عز وجل وصرفه لغير الله تعالى شرك إما اصغر، وإما أكبر بحسب ما يقوم بقلب الراجي.

السؤال التاسع والسبعون:
ما الدليل على أن الرجاء عبادة؟

الجواب:
أستدل المؤلف بقوله تعالى: "فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً".

السؤال الثمانون:
ما شرط الرجاء؟

الجواب:
اعلم أن الرجاء المحمود لا يكون إلا لمَنْ عمل بطاعة الله ورجا ثوابها، أو تاب من معصيته ورجا قبول توبته، فأما الرجاء بلا عمل فهو غرور وتمن مذموم.

قال المؤلف:
"ودليل التوكل قوله تعالى: "وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين"، وقال: "ومَنْ يتوكل على الله فهو حسبه".

السؤال الحادي والثمانون:
ما تعريف التوكل؟
الجواب:
التوكل على الشيء الإعتماد عليه.

والتوكل على الله تعالى:
الإعتماد على الله تعالى كفاية وحسباً في جلب المنافع ودفع المضار وهو من تمام الإيمان وعلاماته لقوله تعالى: "وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين"، وإذا صدق العبد في اعتماده على الله تعالى.

أي كافيه ثم طمأن المتوكل بقوله: "إن الله بالغ أمره" فلا يعجزه شيء أراده. 

السؤال الثاني والثمانون:
ما أنواع التوكل؟

الجواب:
أعلم أن التوكل أنواع:
الأول:
التوكل على الله تعالى وهو من تمام الإيمان وعلامات صدقه وهو واجب لا يتم الإيمان إلا به وسبق دليله.

الثاني:
توكل السر بأن يعتمد على ميت في جلب منفعة، أو دفع مضرة فهذا شرك أكبر؛ لأنه لا يقع إلا ممن يعتقد أن لهذا الميت تصرفاً سرياً في الكون، ولا فر ق بين أن يكون نبياً، أو ولياً، أو طاغوتاً عدواً لله تعالى.

الثالث:
التوكل على الغير فيما يتصرف فيه الغير مع الشعور بعلو مرتبته وانحطاط مرتبة المتوكل عنه مثل أن يعتمد عليه في حصول المعاش ونحوه فهذا نوع من الشرك الأصغر لقوة تعلق القلب به والإعتماد عليه.

أما لو أعتمد عليه على أنه سبب وأن الله تعالى هو الذي قدر ذلك على يده فإن ذلك لا بأس به، إذا كان للمتوكل عليه أثر صحيح في حصوله.

الرابع:
التوكل على الغير فيما يتصرف فيه المتوكل بحيث ينيب غيره في أمر تجوز فيه النيابة فهذا لا بأس به بدلالة الكتاب، والسنة، والإجماع فقد قال يعقوب لبنيه: "يا بني أذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه" ووكَّل النبي صلى الله عليه وسلم، على الصدفة عمالاً وحفاظاً، ووكَّل في إثبات الحدود وإقامتها، ووكَّل علي بن ابي طالب رضي الله عنه في هديه في حجة الوداع أن يتصدق بجلودها وجلالها، وأن ينحر ما بقى من المئة بعد أن نحر صلى الله عليه وسلم بيده ثلاثاً وستين، وأما الإجماع على جواز ذلك فمعلوم من حيث الجملة.

السؤال الثالث والثمانون:
متى يكون التوكل شرك أكبر؟

الجواب:
إذا اعتمد على ميت في جلب منفعة، أو دفع مضرة فهذا شرك أكبر؛ لأنه لا يقع إلا ممن يعتقد أن لهذا الميت تصرفاً سرياً في الكون، ولا فر ق بين أن يكون نبياً، أو ولياً، أو طاغوتاً عدوا لله تعالى.

السؤال الرابع والثمانون:
ما الدليل على أن التوكل عبادة؟

الجواب:
قوله تعالى: "وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين"، وقال: "ومَن يتوكل على الله فهو حسبه".

قال المؤلف:
"ودليل الرغبة والرهبة والخشوع قوله تعالى: "إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغباً ورهباً وكانوا لنا خاشعين"، ودليل الخشية قوله تعالى: "فلا تخشوهم واخشوني".

السؤال الخامس والثمانون:
ما هي الرغبة؟

الجواب:
هي محبة الوصول إلى الشيء المحبوب.

السؤال السادس والثمانون:
ما هي الرهبة؟

الجواب:
هي الخوف المثمر للهرب من المخوف فهي خوف مقرون بعمل.

السؤال السابع والثمانون:
ما هو الخشوع؟

الجواب:
هو الذل والتطامن لعظمة الله بحيث يستسلم لقضائه الكوني والشرعي.

السؤال الثامن والثمانون:
ماهي الخشية؟

الجواب:
هي الخوف المبني على العلم بعظمة مَنْ يخشاه وكمال سلطانه.

السؤال التاسع والثمانون:
ما الدليل على أن الرغبة والرهبة والخشوع من العبادات؟

الجواب:
قوله تعالى: "إنهم كانوا يُسارعون في الخيرات ويدعوننا رغباً ورهباً وكانوا لنا خاشعين".

السؤال التسعون:
أيهما يغلب على الآخر الرجاء أو الخوف؟

الجواب:
المؤمن ينبغي أن يسعى إلى الله تعالى بين الخوف والرجاء، ويغلب الرجاء في جانب الطاعة لينشط عليها ويؤمل قبولها، ويغلب الخوف إذا هم بالمعصية ليهرب منها وينجو من عقابها. 

وقال بعض العلماء:
يغلب جانب الرجاء في حال المرض وجانب الخوف في حال الصحة؛ لأن المريض منكسر ضعيف النفس وعسى أن يكون قد اقترب أجله فيموت وهو يحسن الظن بالله عز وجل، وفي حال الصحة يكون نشيطاً مؤملاً طول البقاء فيحمله ذلك على الأشر والبطر فيغلب جانب الخوف ليسلم من ذلك.

وقيل يكون رجاؤه وخوفه واحداً سواء لئلا يحمله الرجاء على الأمن من مكر الله، والخوف على اليأس من رحمة الله تعالى.

السؤال الحادي والتسعون:
ما الدليل على أن الخشية من العبادة؟

الجواب:
قوله تعالى: "فلا تخشوهم واخشوني".

السؤال الثاني والتسعون:
ما أقسام الخشية؟

الجواب:
يقال في أقسام الخشية ما يقال في أقسام الخوف.

قال المؤلف:
"ودليل الإنابة قوله تعالى: "وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له".

السؤال الثالث والتسعون:
ما هي الإنابة؟

الجواب:
الإنابة الرجوع إلى الله بالقيام بطاعته واجتناب معصيته وهي قريبة من معنى التوبة إلا أنها أرق منها لما تشعر به من الاعتماد على الله واللجوء إليه ولا تكون إلا لله تعالى.

السؤال الرابع والتسعون:
ما المراد بقوله تعالى "وأسلموا له"؟

الجواب:
المراد به الإسلام الشرعي وهو الاستسلام لأحكام الله الشريعة.

السؤال الخامس والتسعين:
ما أنواع الإسلام لله تعالى؟

الجواب:
الأول:
إسلام كوني وهو الاستسلام لحكمه الكوني وهذا عام لكل مَنْ في السماوات والأرض من مؤمن وكافر، وبر وفاجر لا يمكن لأحد أن يستكبر عنه ودليله قوله تعالى: "وله أسلم مَنْ في السماوات والأرض طوعاً وكرهاً وإليه يرجعون.

الثاني:
إسلام شرعي وهو الاستسلام لحكمه الشرعي وهذا خاص بمَنْ قام بطاعته من الرسل وإتباعهم بإحسان، ودليله في القرآن كثير ومنه هذه الآية التي ذكرها المؤلف رحمه الله.

السؤال السادس والتسعون:
ما الدليل على أن الإنابة من العبادة؟
 
الجواب:
دليلها قوله تعالى: "وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له".

قال المؤلف:
ودليل الاستعانة قوله تعالى: "إيّاك نعبد وإيِّاك نستعين".

وفي الحديث:
"إذا استعنت فاستعن بالله".

السؤال السابع والتسعون:
ما هي الاستعانة؟

الجواب:
الاستعانة طلب العون.

السؤال الثامن والتسعون:
ما أنواع الاستعانة؟

الجواب:
الأول:
الاستعانة بالله وهي:
الإستعانة المتضمنة لكمال الذل من العبد لربه، وتفويض الأمر إليه، واعتقاد كفايته وهذه لا تكون إلا لله تعالى ودليلها قوله تعالى: "إيّاك نعبد وإيّاك نستعين"، ووجه الاختصاص أن الله تعالى قدَّم المفعول: "إيّاك"، وقاعدة اللغة التي نزل بها القرآن أن تقديم ما حقه التأخير يفيد الحصر والاختصاص وعلى هذا يكون صرف هذا النوع لغير الله تعالى شِرْكاً مُخرجاً عن الملة.

الثاني:
الاستعانة بالمخلوق على أمر يقدر عليه فهذه على حسب المُستعان عليه فإن كانت على بِر فهي جائزة للمُستعين مشروعة للمًعين لقوله تعالى: "وتعاونوا على البر والتقوى".

وإن كانت على إثم فهي حرام على المُستعين والمُعين لقوله تعالى: "ولا تعاونوا على الإثم والعدوان".

وإن كانت على مُباح فهي جائزة للمُستعين والمُعين لكن المُعين قد يُثاب على ذلك ثواب الإحسان إلى الغير ومن ثَمَّ تكون في حقه مشروعة لقوله تعالى: "وأحسنوا إن الله يحب المحسنين".

الثالث:
الاستعانة بمخلوق حي حاضر غير قادر فهذه لغو لا طائل تحتها مثل أن يستعين بشخص ضعيف على حمل شيء ثقيل.

الرابع:
الاستعانة بالأموات مُطلقاً أو بالأحياء على أمر الغائب لا يقدرون على مباشرته فهذا شِرْكٌ لأنه لا يقع إلا من شخص يعتقد أن لهؤلاء تصرفاً خفياً في الكون.

الخامس:
الاستعانة بالأعمال والأحوال المحبوبة إلى الله تعالى وهذه مشروعة بأمر الله تعالى في قوله: "أستعينوا بالصبر والصلاة".

السؤال التاسع والتسعون:
ما الدليل على أن الاستعانة من العبادة؟

الجواب:
قوله تعالى: "إيّاك نعبد وإيّاك نستعين"، وفي الحديث: "إذا استعنت فاستعن بالله".

قال المؤلف:
"ودليل الإستعاذة قوله تعالى: "قل أعوذ برب الفلق"، و "قل أعوذ برب الناس".

السؤال المائة:
ما هي الاستعاذة؟

الجواب:
هي طلب الإعاذة والإعاذة الحماية من مكروه فالمُستعيذ محتمي بمَنْ استعاذ به ومعتصم به.

السؤال الواحد بعد المائة:
ما أنواع الإستعاذة؟

الجواب:
الأول:
الاستعاذة بالله تعالى وهي المتضمنة لكمال الافتقار إليه والاعتصام به واعتقاد كفايته وتمام حمايته من كل شيء حاضر أو مستقبل، صغير أو كبير، بشر أو غير بشر ودليلها قوله تعالى: "قل أعوذ برب الفلق * من شر ما خلق..." إلى آخر السورة، وقوله تعالى: "قل أعوذ برب الناس * ملك الناس * إله الناس من شر الوسواس الخناس..." إلى آخر السورة. 

الثاني:
الاستعاذة بصفة ككلامه وعظمته وعزته ونحو ذلك ودليل ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: "أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق"، وقوله: "أعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي" وقوله: في دعاء الألم: "أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر" وقوله: "أعوذ برضاك من سخطك" وقوله صلى الله عليه وسلم حين نزل قوله تعالى: "قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذاباً من فوقكم" فقال: "أعوذ بوجهك".

الثالث:
الاستعاذة بالأموات أو الأحياء غير الحاضرين القادرين على العوذ فهذا شرك ومنه قوله تعالى: "وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقاً".

الرابع:
الاستعاذة بما يمكن العوذ به من المخلوقين من البشر أو الأماكن أو غيرها فهذا جائز ودليله قوله صلى الله عليه وسلم في ذكر الفتن: "مَنْ تشرَّف لها تستشرفه ومَنْ وجد ملجأ أو معاذاً فليعذ به"، متفق عليه وقد بين صلى الله عليه وسلم هذا الملجأ والمعاذ بقوله: "فمَنْ كان له إبل فليلحق بإبله" الحديث رواه مسلم.

وفي صحيحه أيضاً عن جابر رضي الله عنه أن امرأة من بني مخزوم سرقت فأتى بها النبي صلى الله عليه وسلم فعاذت بأم سلمة الحديث، وفي صحيحه أيضاً عن أم سلمة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يعوذ عائذ بالبيت فيبعث إليه بعث" الحديث.

ولكن إن استعاذ من شر ظالم وجب إيواؤه وإعاذته بقدر الإمكان، وإن استعاذ ليتوصل إلى فعل محظور أو الهرب من واجب حرم إيواؤه.

السؤال الثاني بعد المائة:
ما الدليل على أن الاستعاذة من العبادة؟

الجواب:
دليلها قوله تعالى: "قل أعوذ برب الفلق * من شر ما خلق..." إلى آخر السورة، وقوله تعالى:  قل أعوذ برب الناس * ملك الناس * إله الناس من شر الوسواس الخناس..." إلى آخر السورة.

قال المؤلف"
"ودليل الاستغاثة قوله تعالى: "إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم.

السؤال الثالث بعد المائة:
ما تعريف الاستغاثة؟

الجواب:
هي طلب الغوث وهو الإنقاذ من الشدة والهلاك.

السؤال الرابع بعد المائة:
ما أنواع الاستغاثة؟

الجواب:
الأول:
الإستغاثة بالله عز وجل وهذا من أفضل الأعمال وأكملها وهو دأب الرسل وأتباعهم، ودليله ما ذكره الشيخ رحمه الله: "إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين"، وكان ذلك في غزوة بدر حين نظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المشركين في ألف رجل وأصحابه ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً فدخل العريش يناشد ربه عز وجل رافعاً يديه مستقبل القبلة يقول: "اللهم أنجز لي ما وعدتني، اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تُعبد في الأرض"، وما زال يستغيث بربه رافعاً يديه حتى سقط رداؤه عن منكبيه فأخذ أبو بكر رضي الله عنه رداءه فألقاه على منكبيه ثم ألتزمه من ورائه، وقال: يا نبي الله كفاك مناشدتك ربك فإنه سيُنجز لك وعدك فأنزل الله هذه الآية.

الثاني:
الاستغاثة بالأموات أو بالأحياء غير الحاضرين القادرين على الإغاثة فهذا شرك؛ لأنه لا يفعله إلا مَنْ يعتقد أن لهؤلاء تصرفاً خفياً في الكون، فيجعل لهم حظاً من الربوبية قال الله تعالى: "أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله قليلاً ما تذكرون".

الثالث:
الاستغاثة بالأحياء العالمين القادرين على الإغاثة فهذا جائز كالاستعانة بهم قال الله تعالى في قصة موسى: "فاستغاثة الذي من شيعته على الذي من عدوه فوكزه موسى فقضى عليه".

الرابع:
الاستغاثة بحي غير قادر من غير أن يعتقد أن له قوة خفية مثل أن يستغيث الغريق برجل مشلول فهذا لغو وسخرية بمَنْ استغاث به فيُمنع منه لهذه العله، ولعلة أخرى وهي الغريق ربما أغتر بذلك غيره فتوهم أن لهذا المشلول قوة خفية ينقذ بها من الشدة.

السؤال الخامس بعد المائة:
ما الدليل على أن الاستغاثة عبادة؟
 
الجواب:
قوله تعالى: "إذ تستغيثون ربكم فأستجاب لكم".

قال المؤلف:
"ودليل الذبح قوله تعالى: "قل إن صلاتي ونسكى ومحياي ومماتي لله رب العالمين * لا شريك له".

ومن السنة:
"لَعَنَ اللهُ مَنْ ذبحَ لغير الله".

السؤال السادس بعد المائة:
ما هو الذبح؟

الجواب:
هو إزهاق الروح بإراقة الدم على وجه مخصوص ويقع على وجوه.

السؤال السابع بعد المائة:
ما أنواع الذبح؟

الجواب:
الأول:
أن يقع عبادة بأن يقصد به تعظيم المذبوح له والتذلل له والتقرب إليه فهذا لا يكون إلا لله تعالى على الوجه الذي شرعه الله تعالى، وصرفه لغير الله شركٌ أكبر ودليله ما ذكره الشيخ رحمه الله وهو قوله تعالى: "قل إن صلاتي ونسكى ومحياي ومماتي لله رب العالمين * لا شريك له".

الثاني:
أن يقع إكراماً لضيف أو وليمة لعرس أو نحو ذلك فهذا مأمور به إما وجوباً أو إستحباباً لقوله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليُكرم ضيفه"، وقوله صلى الله عليه وسلم لعبد الرحمن بن عوف: "أو لم ولو بشاة".

الثالث:
أن يقع على وجه التمتع بالأكل أو الإتجار به ونحو ذلك فهذا من قسم المباح فالأصل فيه الإباحة لقوله تعالى: "أولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاماً فهم لها مالكون * وذللناها لهم فمنها ركوبهم ومنها يأكلون"، يكون مطلوباً أو منهياً عنه حسبما يكون وسيلة له.

السؤال الثامن بعد المائة:
ما الدليل على أن الذبح من عبادة؟

الجواب:
قوله تعالى:
"قل إن صلاتي ونسكى ومحياى ومماتي لله رب العالمين * لا شريك له".

ومن السنة:
"لعن اللهُ مَنْ ذبح لغير الله".

قال المؤلف:
"ودليل النذر قوله تعالى: "يوفون بالنذر ويخافون يوماً كان شره مستطيراً".

السؤال التاسع بعد المائة:
ما تعريف النذر؟

الجواب:
هو إلزام الإنسان نفسه بشيء لله عز وجل.

السؤال العاشر بعد المائة:
ما حكم النذر؟

الجواب:
مكروه وقال بعض العلماء إنه مُحَرَّمٌ لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن النذر وقال: "إنه لا يأتى بخير وإنما يُستخرج به من البخيل"، ومع ذلك فإذا نذر الإنسان طاعة لله وجب عليه فعلها لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "مَنْ نذر أن يُطيع الله فليُطعه".

السؤال الحادي عشر بعد المائة:
ما الدليل على أن النذر من العبادة؟

الجواب:
قوله تعالى: "يوفون بالنذر ويخافون يوماً كان شره مستطيراً".

تم بفضل الله تعالى الأصل الأول: معرفة العبد ربه.



الأصل الأول: معرفة العبد ربه 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
الأصل الأول: معرفة العبد ربه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الأصل الثاني: معرفة العبد دينه
» (3) معرفة فضل المواسم، ومِنَّة الله فيها، وفرصة العبد فيها
» القاعدة الثانية: معرفة فضل المواسم، ومِنَّة الله فيها، وفرصة العبد فيها
» الباب الأول: في تأويل رؤيا العبد نفسه بين يدي ربه عز وجل في منامه
» الأصل الثالث

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: العـقـيـــــــــــدة الإســـــــلامـيـــــــــــــة :: شــــرح الأصــــول-
انتقل الى: