أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: القول الراجح في الاستعانة بالجن الصالح الإثنين 11 يناير 2016, 12:01 am | |
| القول الراجح في الاستعانة بالجن الصالح ---------------------------------- الحمد لله وحده والصلاة والسلام على مَنْ لا نبي بعده صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. وبعد: الاستعانة بالجن المسلم أمر اختلف فيه أهل العلم فمنهم من قال بجواز الاستعانة بالجن المسلم بشروط، ومنهم من قال بعدم جواز التعامل مع الجن المسلم من باب سد الذرائع، ومنهم من قال بحرمة ذلك واستدلوا بآيات من كتاب الله تعالى، وقبل أن نفند أدلة من قال بالجواز والرد عليها نود أن نثبت أن الجن عالم غيبي والغيب لا يتكلم فيه إلا بالدليل.
ما هو دليل المستعينين بالجن المسلم بزعمهم؟ لا يوجد دليل فعلي ولا نقلي يجيز الاستعانة بالجن المسلم الصالح، وكل ما يستدلون به هو قول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى الذي اجتهد فيه وله كل الاحترام والتقدير، ولكن كما اجتهد رحمه الله بالجواز بشروط اجتهد غيره من العلماء الأجلاء بعدم الجواز بأدلة نقلية نسردها في النهاية بإذن الله، ثم كلام ابن تيمية رحمه الله لا يوجد فيه ما ذهب إليه المستعينين بالجن في العلاج ومعرفة الأمور والكرامات بزعمهم.
لذلك سأعرض كلامه رحمه الله أولاً: 1- فمن كان من الإنس يأمر الجن بما أمر الله به ورسوله من عبادة الله وحده وطاعة نبيه، ويأمر الإنس بذلك فهذا من أفضل أولياء الله تعالى, وهو في ذلك من خلفاء الرسول ونوابه.
2- ومن كان يستعمل الجن في أمور مباحة له فهو كمن استعمل الإنس في أمور مباحة له، وهذا كأن يأمرهم بما يجب عليهم وينهاهم عما حرم عليهم, ويستعملهم في مباحات له فيكون بمنزلة الملوك الذين يفعلون مثل ذلك, وهذا إذا قدر أنه من أولياء الله تعالى فغايته أن يكون في عموم أولياء الله, مثل النبي الملك مع العبد الرسول: كسليمان ويوسف مع إبراهيم, وموسى وعيسى ومحمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
3- ومن كان يستعمل الجن فيما ينهى الله عنه ورسوله إما في الشرك, وإما في قتل معصوم الدم, أو في العدوان عليهم بغير القتل كتمريضه وإنسائه العلم, وغير ذلك من الظلم, وإما في فاحشة كجلب من يطلب منه الفاحشة, فهذا قد استعان بهم على الإثم والعدوان, ثم إن استعان بهم على الكفر فهو كافر, وإن استعان بهم على المعاصي فهو عاص: إما فاسق وإما مذنب غير فاسق, وإن لم يكن تام العلم بالشريعة فاستعان بهم فيما يظن أنه من الكرامات, مثل أن يستعين بهم على الحج, أو أن يطيروا به عند السماع البدعي, أو أن يحملوه إلى عرفات, ولا يحج الحج الشرعي الذي أمره الله به ورسوله, وأن يحملوه من مدينة إلى مدينة ونحو ذلك فهذا مغرور قد مكروا به.
وكثير من هؤلاء قد لا يعرف أن ذلك من الجن بل قد سمع أن أولياء الله لهم كرامات وخوارق للعادات, وليس عنده من حقائق الإيمان ومعرفة القرآن ما يفرق به بين الكرامات الرحمانية وبين التلبيسات الشيطانية, فيمكرون به بحسب اعتقاده فإن كان مشركاً يعبد الكواكب والأوثان أوهموه أنه ينتفع بتلك العبادة, ويكون قصده الاستشفاع والتوسل ممن صور ذلك الصنم على صورته من ملك أو نبي أو شيخ صالح فيظن أنه صالح, وتكون عبادته في الحقيقة للشيطان قال الله تعالى: {ويوم يحشرهم جميعاً ثم يقول للملائكة أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون * قالوا سبحانك أنت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن أكثرهم بهم مؤمنون}، انتهى كلامه رحمه الله.
ونفهم من كلامه رحمه الله الاتي: أولاً: حث ابن تيمية رحمه الله على المستعين أن يكون عالماً بالشريعة حتى لا يكون عرضة لألاعيب الجن والشياطين وهذا لن نجده في شخص عادي بل في علماء الأمة، ومع الأسف الكل يهرف بما لا يعرف في هذا الباب إلا من رحم ربي.
ثانياً: قوله رحمه الله: ومن كان يستعمل الجن في أمور مباحة له فهو كمن استعمل الإنس في أمور مباحة له, وهذا كأن يأمرهم بما يجب عليهم وينهاهم عما حرم عليهم, ويستعملهم في مباحات له، ابن تيمية رحمه الله قال في أمور مباحة (له) أي للشخص نفسه ولم يقل رحمه الله يستعن به في المباحات لأصدقائه وأحبابه ويفتح باب رزق من وراء التعامل مع الجن إن صح التعامل أصلاً.
ثالثاً: نهى رحمه الله عن التعامل مع الجن في المحرمات وما شابه بل وشدد على عدة امور منها وإن استعان بهم على المعاصي فهو عاص: إما فاسق وإما مذنب غير فاسق, وإن لم يكن تام العلم بالشريعة فاستعان بهم فيما يظن أنه من الكرامات, مثل أن يستعين بهم على الحج, أو أن يطيروا به عند السماع البدعي, أو أن يحملوه إلى عرفات, ولا يحج الحج الشرعي الذي أمره الله به ورسوله, وأن يحملوه من مدينة إلى مدينة ونحو ذلك فهذا مغرور قد مكروا به، وكثير من هؤلاء قد لا يعرف أن ذلك من الجن بل قد سمع أن أولياء الله لهم كرامات وخوارق للعادات. انتهى.
وعندما نتأمل في كلامه رحمه الله عندما أشار أن من استعملهم في حمله من مدينة لمدينة فهذا قد مكروا به، مع أنه رحمه الله يعلم أن الحمل من مكان لمكان لا شرك فيه ولا حرمة ولكن هذا تنبيه منه رحمه الله لألاعيب الشياطين في التلبيس على الناس، وكما قال رحمه الله الاستعانة في الأمور المباحة له أن تأمرهم بالمعروف ويأمروك وتنهاهم عن المنكر وينهوك وفقط، وهذا ما ندين به لله تعالى حتى نبين كذب الكذابين المدلسين الذين ينسبون أفعالهم الشركية وتعاملهم المحرم مع الجن لكلام ابن تيمية رحمه الله.
والأن نطلب من كل مستعين بالجن في الطب والعلاج أن يأتونا بدليل على أفعالهم فكلام ابن تيمية رحمه الله لا يجيز لهم ما وصلوا إليه الآن.
ومن الأخوة من يقول: لا نستعين بالجن ولم نطلب منهم ذلك بل الجن الذي عرض علينا المساعدة!
نقول حتى لو عرض عليك الجني أن يعينك وأنت وافقت أليس هذا قبول بالاستعانة؟ لماذا تتهربون مما وقعتم فيه؟ وفقكم الله لماذا تنكرون تعاملكم ما دمت تعتقدون أنكم على حق؟
ثانياً: وإذا سألناهم ما أدراك أن الجني الذي يعاونك مسلم؟ يقولون لنا بالظاهر نراه يأمرنا بالخير، ومنهم من يقول نراه ملتحي ومصلي.
نقول وبالله التوفيق: أين الظاهر فيما تقول؟ فالجن أصلاً غيبي ويتشكل بملتحي أو غير ذلك بإذن الله تعالى بل ويستطيع أن يريك ما يريده هو بإذن الله، فلماذا تضحك على نفسك وتجعل نفسك دمية يتلاعب به الجن والشياطين؟
والله تالله لو قلنا لأحدهم من وراء جدار أعطنا بعض المال نوظفه لك ونعيد لك الأرباح لن يقبل ويخشى على ماله نقول فكيف تقبل بذلك على دينك؟ أليس هذا تقصير؟ أليس هذا من اتباع للهوى؟
ثالثا ومنهم من يقولون: لا نستعين بالجن بل تأتينا الملائكة أو عندنا كرامات!
نقول رداً على هؤلاء: هل ثبت أن هناك من الملائكة أو الجن الصالح يخدم سيد الخلق؟ لا والله فهل أنت أيها الاخ الكريم على ملة أفضل من سيد الخلق حتى تدَّعي أن الملائكة تخدمك وأن لك كرامات؟
ونقول لصاحب الكرامات: انظر في نفسك هل ما تفعله من عبادات وطاعات هل يدل أنك من أصحاب الكرامات؟ بل والله منهم من لا يعرف الوضوء قسماً بالله وأنا رأيت بعضهم بعيني وتحاورت معهم بنفسي نسأل الله السلامة.
وهناك من الاخوة من يقول: فاعلم أيها الراقي شئت أم أبيت أن بعض الحالات يحضرها نفر من الجن المسلم.
وهم ينقسمون إلى أنواع: 1) منهم من هم معك تبعاً يجاهدون في سبيل الله بدون علمك ولا يريدون منك ولا من غيرك جزاءً ولا شكوراً بل وصل الصلاح ببعضهم أنهم لا يظهرون للراقي حتى الممات كي يجعلوها لوجه الله الكريم. انتهى.
نقول لهذا الأخ كيف عرفت هذا هل نزل عليك الوحي؟ بالطبع لا، إذا كنت تقر بهذا الكلام أنك تتعامل مع الجن أو يعاونوك فلا تجر غيرك في تلك الهاوية التي وقعت فيها وعليك أن تتوب لله تعالى لا أن تتهم غيرك بما فيك، وأنا على يقين أن الذي جرك في هذا التخريف جرك لغيره شفاك الله مما فيك، وبما ثبت من كلام ابن تيمية رحمه الله نثبت أنه لم يجز لأحد بالتعامل مع الجن في العلاجات وأمور خارقة وبَيَّنَّا ذلك سابقاً والأن نثبت صحة التعامل حتى في الأمور المباحة من غيرها.
أولاً قال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أحدث في أمرنا هذا شيء فهو رد"، أو كما قال صلى الله عليه وسلم، فهل هناك دليل بتعامل النبي صلى الله عليه وسلم أو صحابته مع الجن في المباحات؟ لا يوجد.
ثانياً: إذا تعامل المعالج أو غيره في أمر مباح بزعمهم الإبلاغ عن مكان السحر أو مكان الضائع أو السارق وما شابه أليس هذا من الغيب الماضي؟ أليس هذا تعريف العراف؟ وهو الذي يدعي علم ما مضى.
ألم يقل النبي صل الله عليه وسلم: "مَنْ أتى عرافاً أو كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمدٍ"، صلى الله عليه وسلم.
ثالثاً: وهو الأهم قال ربنا عز وجل: "وأنه كان رجل من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقاً".
رابعاً: قوله تعالى: "وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الْإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ"، أليس التعامل مع الجن من الاستمتاع ألا يتمتع المتعامل بقوى الجن في معرفة الأشياء وغيرها من الأمور؟
وأقول في النهاية: أن التعامل مع الجن المسلم لا يجوز جملة ولا تفصيلاً وقول عالمنا الجليل ابن تيمية رحمه الله على الرأس وفي العين ولكن كلامه لا يصاحبه الدليل الفعلي أو النقلي ويحق ووجب علينا أن نرده هكذا تعلمنا من علمائنا رحمهم الله تعالى ومن الأئمة الأربعة من قال إذا خالف قولي الكتاب والسنة فقولوا عقلي قد ذهب وهذا حرصاً منه رحمه الله أن لا يخالف قول النبي صلى الله عليه وسلم، وأسأل الله تعالى أن يجعلنا مِمَّنْ يستمعون القول فيتبعون أحسنه. ------------------ المصدر: http://www.a-quran.com/showthread.php?t=13612 |
|