أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: اليوم السادس والعشرون: كيف تكسب ليلة القدر؟ الأحد 05 سبتمبر 2010, 6:14 pm | |
|
اليوم السادس والعشرون: كيف تكسب ليلة القدر؟ بقلم: الشيخ عوينات محي الدين غفر الله له ولوالديه وللمسلمين فالليلة هي ليلة سبع وعشرين من رمضان، والتي يحتفل فيها المسلمون بليلة القدر، وهي أرجى ما تكون فيها. وأريد أن أنبه إخوتي وأذكرهم بالاجتهاد في هذه الليلة في العبادة لاغتنامها، لعل الله تعالى أن يجعلنا من أهلها، ويكتب لنا فيها عتقاً من النار. والناس في هذه الليلة أنواع فمنهم ناس: (أ) نائمون. ومنهم ناس: (ب) يتسامرون ويقعون في غيبة إخوانهم المسلمين. ومنهم ناس: (ج) يقضون أوقاتهم في المعاصي من مشاهدة القنوات الفضائية الهابطة، ومشاهدة الأفلام والمسلسلات التي يسمونها رمضانية، وحاشا رمضان أن يكون له أفلام أو مسلسلات مع ما فيها من اختلاط النساء بالرجال، والموسيقى، وما هو أشنع من ذلك. ومنهم ناس: (د) يسعون لنيل الخير، والفوز بالبر، والتماس ليلة القدر. فمنهم الراكع ومنهم الساجد ومنهم الذاكر ومنهم التالي للقرآن، ومنهم المستغفر التائب، ومنهم... ماذا تفعل في هذه الليلة؟ - الاستعداد لها منذ الفجر، فبعد صلاة الفجر تحرص على أذكار الصباح كلها، ومن بينها احرص على قول: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" مئة مرة، لماذا؟ لِمَا رَوَاهُ أبو هريرة -رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "مَنْ قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له المُلكُ وله الحمدُ وهو على كل شيءٍ قدير في يوم مئة مرة كان له عدل عشر رقاب، وكُتبت له مئة حسنة، ومُحيت عنه مئة سيئة، وكانت له حرزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يُمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك" (البخاري). - إحرص على أن تفطر صائماً، إمَّا بدعوته، أو بإرسال إفطاره، أو بدفع مال لتفطيره، وأنت بهذا العمل تكون حصلت على أجر صيام شهر رمضان مرتين لو فطرت كل يوم منذ أن يدخل الشهر إلى آخره صائماً لما رواه زيد بن خالد الجهني عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "مَنْ فَطَّر صائماً كُتِبَ له مثل أجره لا ينقُصُ من أجرهِ شيءٌ" (ابن حبَّان). - عند غروب الشمس ادع أيضاً أن يُعينك ويُوفقك لقيام ليلة القدر. - جَهِّزْ صدقتك لهذه الليلة من ليالي العشر، وليكن لك صدقة في كل يوم من أيام الوتر، وقد روى أبو هريرة -رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "مَنْ تصدَّق بعدل تمرة من كَسْبٍ طَيْبٍ ولا يقبلُ اللهُ إلا الطيب، وإن اللهَ يتقبلها بيمينه، ثم يُربيها لصاحبه كما يُربي أحدكم فُلُوَهُ، حتى تكون مثل الجبل" (البخاري). وروى أبو هريرة أيضاً قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، أي الصدقة أعظم أجراً؟ قال: "أن تصدَّق وأنت صحيح شحيح تخشى الفقر، وتأمل الغنى ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت: لفلان كذا، ولفلان كذا، وقد كان لفلان" (البخاري). فإن أخفيتها كان أعظم لأجرك فتدخل بإذن الله ضمن السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، لما رواه أبو هريرة -رضي الله تعالى عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "سبعة يُظلّهم اللهُ تعالى في ظلّه يوم لا ظلَّ إلا ظلّهُ.. ورجلٌ تصدَّق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تُنفق يمينه، ورجلٌ ذَكَرَ اللهَ خالياً ففاضت عيناه" (البخاري). - منذ أن تغرب الشمس إحرص على القيام بالفرائض والسُّنَنِ، فمثلاً منذ أن يؤذن ردد مع المؤذن ثم قل: وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله، رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً، فمن قال ذلك غُفر له ذنبه كما روي عنه صلى الله عليه وسلم مرفوعاً (ابن خزيمة) ثم قل: اللهم رب هذه الدعوة التامة... إلخ، لِمَا رواه جابر بن عبد الله أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "مَنْ قال حين يسمع النداء: اللهم رَبَّ هذه الدعوة التامَّة والصلاة القائمة آتِ مُحَمَّداً الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته، حَلَّتْ له شفاعتي يوم القيامة" (البخاري). - ثم بكر بالفطور احتساباً، وعند تقريبك لفطورك ليكن رطباً محتسباً أيضاً، ولا تنس الدعاء في هذه اللحظات، وليكن من ضمن دعائك: اللهم أعني ووفقني لقيام ليلة القدر، ثم توضأ وضوء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثم بادر بالنافلة بين الأذان والإقامة. ثم صل صلاة مُوَدِّعٍ، كلها خشوع واطمئنان، ثم اذكر أذكار الصلاة، ثم صل السُّنَّةَ الرَّاتبة، ثم اذكر أذكار المساء -إن لم تكن قلتها عصراً- ومنها "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" مئة مرة؛ لتكون في حرز من الشيطان ليلتك هذه حتى تُصبح، كما سبق أن ذكرنا. ثم نوِّع في العبادة: - لا يفتر لسانك من دعائك بـ "اللهم إنك عَفُوٌ تُحِبُّ العفو فاعفُ عَنِّي". - إن كان لك والدان فبرهما وتقرب منهما، واقض حوائجهما وافطر معهما. - ثم بادر بالذهاب إلى المسجد قبل الأذان، لِتُصَلّي سُنَّةَ دُخُولِ المسجد، ولتتهيَّأ بانقطاعك عن الدنيا ومشاغلها علّك تخشع في صلاتك، ثم إذا أذّن رَدِّدْ معه وقل أذكار الأذان ثم صل النافلة، ثم اذكر الله حتى تُقام الصلاة، أو اقرأ في المصحف، واعلم أنك ما دُمْتَ في انتظار الصلاة فأنت في صلاة كما روى ذلك أبو هريرة -رضي الله تعالى عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن أحدكم في صلاة ما دامت الصلاة تحبسه، والملائكة تقول: اللهم اغفر له وارحمه، ما لم يقم من صلاته أو يُحْدِثْ" (البخاري). - ثم إذا أقيمت الصلاة صَلِّ بخشوع، فكلما قرأ الإمام آية استشعر قراءته، وكن مع كلام ربك حتى ينصرف الإمام. - ثم عُدْ إلى بيتك، ولا يكن هذا هو آخر العهد بالعبادة حتى صلاة القيام، بل ليكن في بيتك أوفر الحظ والنصيب من العبادة سواء بالصلاة أو بغيرها. - ولا تنس وأنت في طريقك من وإلى المسجد أن يكون لسانك رطباً من ذكر الله، ولا تنس سيد الاستغفار هذه الليلة: "اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء بذنبي فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت. قال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ قالهُ فمات من يومه أو ليلته دخل الجنة" (البخاري)، وما بين تهليل وتسبيح وتحميد وتكبير وحوقلة. وما بين صلاة على رسولنا محمد -صلى الله عليه وسلم- ثم الدعاء بخيري الدنيا والآخرة، فإذا دخلت بيتك تلمَّس حاجة مَنْ هم في البيت، سواء والداك أو زوجتك أو إخوانك أو أطفالك، فقم بخدمة الجميع بانشراح الصدر واحتساب واستغل القيام بحوائجهم فإذا فرغت من خدمة الجميع والأعمال البدنية، ليكن لك جلسة مع كتاب ربك فتقرأه، وليكن لك قراءتان في شهر رمضان إحداهما سريعة "الحدر" والأخرى بتأمل مع التفسير إذا أشكل عليك آية، قال ابن عباس رضي الله تعالى عنه: "لأن أقرأ سورة أرتلها أحَبَّ إلَيَّ من أن أقرأ القرآن كله. فإذا أنهك جسدك فألقه على السرير وأنت تذكر ربك بالتهليل والتسبيح والتحميد والحوقلة والتكبير والاستغفار والصلاة والسلام على رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم. - فإن نمت فأنت مأجور -بإذن الله- ثم استيقظ لصلاة قيام الليل في المسجد، وليكن لك ساعة خلوة مع ربك ساعة السحر فتفكر في عظمة خالقك، ونعمه التي لا تحصى عليك مهما كنت فيه من حال أو شدة فأنت أحسن حالاً ممن هو أشد منك. - وتذكر ما رواه جابر بن سمرة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "أتاني جبريل، فقال: يا محمد مَنْ أدرك شهر رمضان فمات فلم يُغفر له فأدخل النار فأبعده الله، قل آمين، فقلت: آمين..." الحديث. فهذه العشر هي والله الغنيمة الباردة، وفي هذا الشهر فرص ومواسم مَنْ لم يستغلها تذهب ولا ترجع. - أخيراً وقبيل الفجر لا بد من السحور ولو بماء، مع احتساب العمل بالسنة؛ لما رواه أنس رضي الله تعالى عنه، قال: قال صلى الله عليه وسلم:"تسحروا فإن في السحور بركة" ( البخاري) ثم تسوك وتوضأ واستعد لصلاة الفجر وأنت إمَّا في ذكر أو دعاء أو قراءة قرآن. - وننبه أخي الكريم لمسألة مهمة: وهي أن البعض قد يشيع في ليلة 23 أو 25 أن فلاناً رأى رؤياً، وأن تعبيرها أن ليلة القدر مثلاً ليلة 21 أو 23. أو ان البعض رأى بعض علامات ليلة القدر، فماذا يفعل البعض؟ يتوقفون عن العمل باقي ليالي العشر، يقول: انقضت ليلة القدر. وفي هذا من الأخطاء ما فيه، والذي يظهر لي أن هذا من تلبيس إبليس، ليصد المؤمنين عن العمل باقي ليالي العشر. والله أعلم. وأخيراً.. أذكر إخوتي أن الأيام الفاضلة معدودة، والعمر قصير، ولا تعلم متى يأتيك الأجل، ولا تدري لعلك لا تبلغ رمضان، وإن بلغته لعلك لا تكمله، وإن أكملته لعله يكون آخر رمضان في حياتنا. اللهم أكرمنا بليلة القدر واجعلنا فيها من المرحومين، إنك نعم المولى ونعم النصير. والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. |
|