الدرس الثلاثون: صلاته صلى الله عليه وسلم العيـــــد
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: (شَهِدْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصَّلَاةَ يَوْمَ الْعِيدِ فَبَدَأَ بِالصَّلَاةِ قَبْلَ الْخُطْبَةِ بِغَيْرِ أَذَانٍ وَلَا إِقَامَةٍ ثُمَّ قَامَ مُتَوَكِّئًا عَلَى بِلَالٍ) رواه مسلم.
فيا أيها العبد:
1- احرص على صلاة العيد ولا تتأخر عنها لأنها واجبة ويجب أن تصليها مع جماعة المسلمين وقد صلاها النبي وصلاها أصحابه رضي الله عنهم.
2- اخرج أيها الرجل نساءك إلى صلاة العيد إذا لم يكن في خروجهن فتنة واخرجي أيتها المرأة إلى العيد حتى لو كنت حائضاً أو نفاساً، ولتخرج الشابات ليشهدن الخير ودعوة المسلمين لحديث أُمِّ عَطِيَّةَ قَالَتْ :أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نُخْرِجَهُنَّ فِي الْفِطْرِ وَالْأَضْحَى الْعَوَاتِقَ وَالْحُيَّضَ وَذَوَاتِ الْخُدُورِ فَأَمَّا الْحُيَّضُ فَيَعْتَزِلْنَ الصَّلَاةَ وَيَشْهَدْنَ الْخَيْرَ وَدَعْوَةَ الْمُسْلِمِينَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِحْدَانَا لَا يَكُونُ لَهَا جِلْبَابٌ قَالَ لِتُلْبِسْهَا أُخْتُهَا مِنْ جِلْبَابِهَا) رواه مسلم.
3- أنت أيتها المرأة حثي النساء على الخروج إلى العيد وساعدي أختك المحتاجة إلى جلباب أي عباءة تلبسها إذا كانت لا توجد عندها عباءة وعندك عباءة ثانية أو نحو ذلك لأن هذا تعاون على البروقد قال تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى} [المائدة: 2] ولحديث أُمِّ عَطِيَّةَ وفيه قلت: (يَا رَسُولَ اللَّهِ إِحْدَانَا لَا يَكُونُ لَهَا جِلْبَابٌ قَالَ لِتُلْبِسْهَا أُخْتُهَا مِنْ جِلْبَابِهَا) رواه مسلم. (الخدور) الستور (العواتق) الشابات أول ما يبلغن.
4- يامن يصلي بالناس العيد ويخطب بعد الصلاة طبق ما يسن في صلاة العيد ومن ذلك:
أ- صل صلاة العيد بقاف واقتربت الساعة لحديث عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ خَرَجَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَوْمَ عِيدٍ فَسَأَلَ أَبَا وَاقِدٍ اللَّيْثِيَّ بِأَيِّ شَيْءٍ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ فِي هَذَا الْيَوْمِ فَقَالَ : (بِقَافْ وَاقْتَرَبَتْ)رواه النسائي.
ب- كبرفي الركعة الأولى سبعاً وفي الثانية خمساً لحديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ قَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ التَّكْبِيرُ فِي الْفِطْرِ سَبْعٌ فِي الْأُولَى وَخَمْسٌ فِي الْآخِرَةِ وَالْقِرَاءَةُ بَعْدَهُمَا كِلْتَيْهِمَا)رواه أبو داود.
ج- وأقرأ بسبح والغاشية لحديث النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ فِي الْعِيدَيْنِ وَفِي الْجُمُعَةِ بِسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ قَالَ وَإِذَا اجْتَمَعَ الْعِيدُ وَالْجُمُعَةُ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ يَقْرَأُ بِهِمَا أَيْضًا فِي الصَّلَاتَيْنِ) رواه مسلم.
5- علم الناس في خطبة العيد ما يحتاجون وما يتعلق باحكام العيد وما يسن فيه وما يجب وما يحرم وحث الناس على الصدقة في خطبة العيد وعظهم لحديث ابِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: (خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَضْحًى أَوْ فِطْرٍ إِلَى الْمُصَلَّى ثُمَّ انْصَرَفَ فَوَعَظَ النَّاسَ وَأَمَرَهُمْ بِالصَّدَقَةِ فَقَالَ أَيُّهَا النَّاسُ تَصَدَّقُوا) رواه البخاري، وعند مسلم: (تَصَدَّقُوا تَصَدَّقُوا تَصَدَّقُوا).
6- قم أيها الخطيب بوعظ النساء وحثهن على الصدقة واذكر لهن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فقل لهن إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يا مَعْشَرَ النِّساءِ تَصَدَّقْنَ فَإِنّي أُريتُكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ فَقُلْنَ: وَبِمَ يا رَسُولَ اللهِ قَالَ: تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ وَتَكْفُرْنَ الْعَشيرَ، ما رَأَيْتُ مِنْ ناقِصاتٍ عَقْلٍ وَدينٍ أَذْهَبَ لِلُبِّ الرَّجُلِ الْحازِمِ مِنْ إِحْداكُنَّ قُلْنِ: وَما نُقْصانُ دِينِنا وَعَقْلِنا يا رَسُولَ اللهِ قَالَ: أَلَيْسَ شَهادَةُ الْمَرْأَةِ مِثْلَ نِصْفِ شَهادَةِ الرَّجُلِ قُلْنِ: بَلَى، قَالَ: فَذَلِكَ مِنْ نُقْصانِ عَقْلِها، أَلَيْسَ إِذا حَاضَتْ لَمْ تُصَلِّ وَلَمْ تَصُمْ قُلْنَ: بَلى، قَالَ: فَذَلِكَ مِنْ نُقْصانِ دِينِها) رواه الشيخان.
ومُر النساء بالاستغفار لقوله صلى الله عليه وسلم: (وَأَكْثِرْنَ مِنْ الِاسْتِغْفَارِ) رواه ابن ماجة.
وحث الناس في الخطبة على تقوى الله وعلى طاعة الله وذكر الله وفي الحديث عنه صلى الله عليه وسلم: (فَأَمَرَ بِتَقْوَى اللَّهِ وَحَثَّ عَلَى طَاعَتِهِ وَوَعَظَ النَّاسَ وَذَكَّرَهُمْ) رواه مسلم.
7- إذا وافق العيد يوم الجمعة فإنه يرخص لمَنْ حضر صلاة العيد وصلاها أن يتأخر عن الجمعة ويصليها ظهراً إلا الإمام فلا تسقط عنه إلا إن لم يحضر الجمعة معه مَنْ يصلي بهم الجمعة وأنت مخير أيها المُصلي العيد بين أن تجلس لخطبة العيد أو تذهب فلا شئ عليك.
***********************
تم بحمد الله في شعبان 1434هـ
كتبه الفقير الى عفو ربه
محمد بن شامي بن مطاعن شيبه
غفر الله له ولوالديه وللمسلمين.