الرابع عشر: حثه -صلى الله عليه وسلم- على العمرة في رمضان
عن ابْنِ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، لاِمْرَأَةٍ مِنَ الأَنْصَارِ: "مَا مَنَعَكِ أَنْ تَحُجِّينَ مَعَنَا"، قَالَتْ: كَانَ لَنَا نَاضِحٌ فَرَكِبَهُ أَبُو فُلاَنٍ وَابْنُهُ (لِزَوْجِهَا وَابْنِهَا) وَتَرَكَ نَاضِحًا نَنْضَحُ عَلَيْهِ، قَالَ: "فَإِذَا كَانَ رَمَضَانُ اعْتَمِرِي فِيهِ، فَإِنَّ عُمْرَةً فِي رَمَضَانَ حَجَّةٌ) رواه الشيخان.
فيا أيها العبد:
1- إذا تيسر لك أن تعتمر في شهر رمضان فاعتمر لما للعمرة في رمضان من الفضل العظيم والثواب الجزيل حيث أن ثواب العمرة في رمضان كثواب حجة كما جاء عنه -صلى الله عليه وسلم-.
2- احرص كل الحرص ان تعتمر في شهر رمضان وسواء كانت العمرة في أول الشهر أو في وسطه أو في آخره فإن ثواب العمرة في رمضان عظيم جداً وفيه الثواب كحجة مع النبي صلى الله عليه وسلم وقد قال -صلى الله عليه وسلم-: (فَإِنَّ عُمْرَةً فِي رَمَضَانَ تَقْضِي حَجَّةً أَوْ حَجَّةً مَعِي) رواه البخاري.
3- اعلم أن العمرة إلى العمرة تُكَفِّرُ الذنوب التي بينهما كما في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (الْعُمْرَةُ إِلَى الْعُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا وَالْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلَّا الْجَنَّةُ) رواه البخاري.
4- قبل أن تؤدي العمرة تعلم أحكامها لتؤديها حسب أصولها الشرعية ولتعبد الله على بصيرة وتسير في عمرتك كما سار النبي -صلى الله عليه وسلم- وقد قال -صلى الله عليه وسلم- لما حج بالناس: (لِتَأْخُذُوا مَنَاسِكَكُمْ) رواه مسلم.
5- إذا وصلت إلى مكة فاستفد من بقاءك في مكة بالإكثار من الصلوات لأنها تُضاعف في حرم مكة وقد قال -صلى الله عليه وسلم-: (وَصَلَاةٌ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَفْضَلُ مِنْ مِائَةِ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ) رواه ابن ماجة.
6- أكثر من الأعمال الصالحة في مكة المكرمة لأن الحسنات تُضاعف في الأمكنة الفاضلة كمكة والمدينة واحذر من الذنوب والمعاصي فإنها تُعظم في الأمكنة الفاضلة كمكة والمدينة.
7- إذا تيسر لك كثرة الطواف بالبيت الحرام (الكعبة) فإن للطواف فضلاً عظيماً لحديث عَنْ ابْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يُزَاحِمُ عَلَى الرُّكْنَيْنِ زِحَامًا مَا رَأَيْتُ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَفْعَلُهُ فَقُلْتُ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِنَّكَ تُزَاحِمُ عَلَى الرُّكْنَيْنِ زِحَامًا مَا رَأَيْتُ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُزَاحِمُ عَلَيْهِ فَقَالَ: إِنْ أَفْعَلْ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: إِنَّ مَسْحَهُمَا كَفَّارَةٌ لِلْخَطَايَا وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: مَنْ طَافَ بِهَذَا الْبَيْتِ أُسْبُوعًا فَأَحْصَاهُ كَانَ كَعِتْقِ رَقَبَةٍ وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: لَا يَضَعُ قَدَمًا وَلَا يَرْفَعُ أُخْرَى إِلَّا حَطَّ اللَّهُ عَنْهُ خَطِيئَةً وَكَتَبَ لَهُ بِهَا حَسَنَةً) رواه الترمذي، قوله (مَسْحَهُمَا): أي استلام الحجر والركن اليماني أسبوعًا: أي سبعة اشواط.