| دروس شَهْـر رَمضان ( ثلاثون درسا ) | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: دروس شَهْـر رَمضان ( ثلاثون درسا ) الثلاثاء 03 أغسطس 2010, 2:29 pm | |
|
عدل سابقا من قبل ahmed_laban في الإثنين 27 سبتمبر 2010, 6:42 pm عدل 1 مرات |
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: الدرس الثاني الثلاثاء 03 أغسطس 2010, 2:48 pm | |
| |
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: الدرس الثالث الثلاثاء 03 أغسطس 2010, 3:07 pm | |
| |
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: الدرس الرابع الثلاثاء 03 أغسطس 2010, 3:20 pm | |
| |
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: الدرس الخامس الثلاثاء 03 أغسطس 2010, 3:32 pm | |
| |
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: دروس شَهْـر رَمضان ( ثلاثون درسا ) الأربعاء 25 أغسطس 2010, 5:09 am | |
|
الدرس السادس الحكمة من صيام رمضان
الحمد لله وحده، والصّلاة والسّلام على من لا نبيَّ بعده، نبيِّنا محمدٍ وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين، وبعد: فإنّ ما شرعه الله تعالى لعبادة من العبادات إنما ذلك لحكمةٍ تامةٍ بالغةٍ، فالله الحكيم العليم في خلقة وشرعه وجزائه، ومن تلك العبادات الصيام فله حكمةٌ كبيرةٌ منها: 1- إن الصيام عبادةٌ لله تعالى، فيتقرب العبد إلى ربه بترك محبوبات نفسه ومشتهياتها من الطعام والشراب والنكاح، ويظهر بذلك صدق إيمان العبد، وكمال عبوديته لربه، ومحبته له، ورجائه ثواب الله؛ لان العبد لا يترك ما يحبه إلّا لما هو أعظم عنده منه، فكن- أيها المسلم- ممن صام راغباً فيما عند الله، مُتذللا له بهذه العبادة.
2- ومن حكم الصيام: أن يحقق العبد تقوى الله، كما قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾[ البقرة : 183 ]. وهذا إنما هو الصيام الشرعي الذي حافظ صاحبه عليه من المفطِّرات، ومن قول الزور والعمل به، وقد قال صلى الله عليه وسلم: ( مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ ) رواه البخاري. اجتهد إن تصوم صوماً صحيحاً نقيّاً من الشوائب والشبهات.
3- ومن حكم الصيام: أنّ الصائم يتخلّى قلبه للفكر والذكر، ولأنّ تناول الشهوات يحصل به الغفلة، وقد يحصل به قساوة القلب، ولذا فقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى التخفيف من الطعام والشراب، وقد قال المقدام بن معد يكرب: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( مَا مَلَأَ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنٍ حَسْبُ الْآدَمِيِّ لُقَيْمَاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ فَإِنْ غَلَبَتْ الْآدَمِيَّ نَفْسُهُ فَثُلُثٌ لِلطَّعَامِ وَثُلُثٌ لِلشَّرَابِ وَثُلُثٌ لِلنَّفَسِ ) رواه ابن ماجه (صحيح).
4- ومن حكم الصيام: أنّ الغني يعرف نعمة الله عليه بنعمٍ كثيرةٍ لم يحصل عليها الفقير من المطاعم والمشارب والنكاح، فيحمد الله ويشكره، ويتذكر أخاه الفقير المسلم فيتصدق عليه، ويعطيه من مال الله الذي آتاه، فيا أيها الأغنياء: تصدَّقوا على الفقراء في هذا الشهر الكريم (رمضان)، وأعطوا عطاء من لا يخشى الفقر، وجودوا بالمال والخير على إخوانكم المحتاجين، وكونوا شاكرين لنعم الله، وقد قال صلى الله عليه وسلم: ( إِنَّ اللَّهَ لَيَرْضَى عَنْ الْعَبْدِ أَنْ يَأْكُلَ الْأَكْلَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا أَوْ يَشْرَبَ الشَّرْبَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا ) رواه مسلم.
5- ومن حكم الصيام: أنّه يضيق مجاري الدم بسبب الجوع والعطش، فتضيق مجاري الشيطان في البدن، وقد قال صلى الله عليه وسلم: ( إِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنْ الْإِنْسَانِ مَجْرَى الدَّمِ ) رواه البخاري. كما أن الصيام يكسر قوة الشهوة، ولذلك أيها الشباب ومن في حكمهم: استمعوا لهذا الحديث، واعملوا به، فقد قال صلى الله عليه وسلم: ( يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ ) رواه الشيخان. والله الموفق.
عدل سابقا من قبل ahmed_laban في الأربعاء 25 أغسطس 2010, 5:46 am عدل 1 مرات |
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| |
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: دروس شَهْـــــــــــــــــر رَمضــــــــــــان ( ثلاثون درسا ) الأربعاء 25 أغسطس 2010, 6:19 pm | |
| |
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: دروس شَهْـــــــــــــــــر رَمضــــــــــــان ( ثلاثون درسا ) الخميس 26 أغسطس 2010, 6:37 am | |
| الدرس السابع عشرشهر الانتصاراتالحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، نبيّنا محمدٍ وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين، وبعد:· فإنّ شهر رمضان شهرٌ مباركٌ ، نصر الله فيه المسلمين في غزوة بدر الكبرى على عدو الله وعدوهم المشركين ، وسمّى ذلك : يوم الفرقان ؛ لأن الله فرّق فيه بين الحق والباطل ، وكان ذلك في رمضان السنة الثانية من الهجرة ، وكان سبب هذه الغزوة أن النبي r قد بلغه أن أبا سفيان قد توجّه راجعاً من الشام إلى مكة بعير قريش ، فدعا النبيُّ r أصحابَه إلى الخروج لأخذ تلك العير ؛ لأن قريشاً محاربون لله ولرسوله r ، وخرج النبي r وأصحابه في ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً يطلبون العير ، ولا يريدون الحرب ، ولما علم أبو سفيان بهم بعث صارخاً إلى قريش ليحموا عِيرَهم ، وسلك طريقاً على ساحل البحر ، وخرجت قريشُ بأشرافهم في نحو ألف رجل، ومعهم الفتيات يغنين بهجاء المسلمين ، ونجا أبو سفيان بالعير ، وأرسل إلى قريش ليرجعوا ، فأبوا إلا الحرب ، وجمع الله بين المسلمين وبين عدوهم ، ووقعت المعركة ، ونصر اللهُ رسولَه r وأصحابَه على كفار قريش ، وقُتِل من الكفار سبعون وأُسِر سبعون , لقد نصر الله الفئة القليلة التي تقاتل لإعلاء كلمة الله ، وأذلّ الله المشركين ، فيا أيها المسلم :1- اعلم أن الله ناصرٌ دينه مهما طغى الكفار وتجبروا ، وقد قال الله تعالى : ﴿ وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ ﴾ [ الحج : 40 ]. فعلى المسلمين أن يقوموا بما أمرهم الله به ، وينتهوا عما نهى الله عنه ، وأن يعتزُّوا بدينهم ، وأن يقوموا بالدفاع عن دينهم لينصرهم الله على عدوهم ، وقد قال تعالى : ﴿ اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [آل عمران:200] .2- أيها المسلم : ادعُ الله عز وجل أن ينصر المسلمين على أعدائهم الكفار ، وقد علّمنا الله ذلك ﴿ وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ﴾ [البقرة:250].3- أيها المسلم : اُدعُ الله على الكفار الذين هم صناديد ، وأذاهم على المسلمين أعظم ، وهم يخططون الخطط للعالم ؛ لمحاربة الإسلام وأهله ورميهم بالتطرف ونحو ذلك ، وليكن دعاؤك عليهم بأعيانهم بالهلاك ، فإنّ النبي r قد دعا على أربعةٍ من صناديد قريش ، وهم : أبو جهل ، وشيبة بن ربيعة ، وأخوه عتبة ، وابنه الوليد بن عتبة ، فعن ابن مسعود أن النبي r : ( اسْتَقْبَلَ النَّبِيُّ r الْكَعْبَةَ فَدَعَا عَلَى نَفَرٍ مِنْ قُرَيْشٍ عَلَى شَيْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ وَعُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ وَالْوَلِيدِ بْنِ عُتْبَةَ وَأَبِي جَهْلِ بْنِ هِشَامٍ فَأَشْهَدُ بِاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُهُمْ صَرْعَى قَدْ غَيَّرَتْهُمْ الشَّمْسُ وَكَانَ يَوْمًا حَارًّا ) رواه البخاري.4- اُدعُ الله عز وجل بنجاة المستضعفين ، وادعُ الله على الكفار الذين يؤذون المسلمين ، أن يصيبهم الله بالقحط ، والجدب ، وأن يَشْدُدَ الله وطأته عليهم ، وليكن دعاؤك عليهم إذا رفعت رأسك من الركعة الآخرة (دعاء القنوت) ، فعن أبي هريرة أنّ النبي r : ( كَانَ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنْ الرَّكْعَةِ الْآخِرَةِ يَقُولُ اللَّهُمَّ أَنْجِ عَيَّاشَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ اللَّهُمَّ أَنْجِ سَلَمَةَ بْنَ هِشَامٍ اللَّهُمَّ أَنْجِ الْوَلِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ اللَّهُمَّ أَنْجِ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اللَّهُمَّ اشْدُدْ وَطْأَتَكَ عَلَى مُضَرَ اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا سِنِينَ كَسِنِي يُوسُفَ ) رواه الشيخان.· وفي شهر رمضان كانت غزوة فتح مكة في السنة الثامنة من الهجرة ، وأصبحت بلداً يُقام فيه التوحيد بدلاً عن الشرك ، فلله الفضل والمِنّة ، فعلى من دخل مكة أو كان من سكَّانها أن يعلم أنها بلدُ الله الحرام ، وأن الحسنات فيها تضاعف ، فليجتهد في فعل الحسنات ، وليحذر من الذنوب فيها وفي غيرها ؛ لأن الذنوب فيها تَعظُم ، وقد قال تعالى : ﴿ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾ [ الحج : 25 ]. انتبه يا من أنت في مكة ! الدرس الثامن عشررمضان شهر الانجازاتالحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين، وبعد:أيها المسلم: إن شهر رمضان هو شهر عمل الخيرات ، والإنجازات ، والعمل لهذا الدين (دين الإسلام) ، وقد حقق الرسول rفي هذا الشهر الفتوح العظيمة ، والدروس الكبيرة المفيدة ، وكذلك أصحابه ، لكن ماذا حققت أنت في هذا الشهر ؟ ولذا ، حاول مجتهداً أن تخرج بما يلي :1- اجتهد في توبةٍ صادقةٍ تظهر آثارها عليك ، في كلامك ، وفي عملك ، وفي طعامك ، وشرابك وحديثك ، ومجالسك ، وإنفاقك في سبيل الله في كل وجوه البر ، وفي حياتك مع أهلك وزملائك ، فإن التائب الصادق هو الذي يٌحسن العمل ، وقد قال تعالى : ﴿ إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [ الفرقان : 70 ]. وليكن كلامك ذكراً لله , وصمتك فكراً ، وطعامك وشرابك للتقوي على عبادة ربك .2- اجتهد أن تعود إلى حياةٍ جديدةٍ في طلب العلم ، وفهم القرآن ، وتطبيقه تطبيقاً حقيقياً في نفسك وأهلك ، وفي كل شأن من شئونك ، ناظراً إلى ما عند الله ، طالباً الدار الآخرة ، فرحاً بهذا القرآن : ﴿ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ﴾ [ يونس : 58 ].3- عُد إلى سنة نبيك محمدٍ r ، وتعلّمها وطبّقها ، فلا تُمِل عنها قيد أُنملة ، ابتداءً من توحيدك , صلاتك ؛ لتصلي كما صلى رسول الله r ، وقد قال r : ( صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي ) رواه الشيخان. وإن كنت إماماً لمسجدٍ ، فَصَلِّ بهم صلاة رسول الله r , وفي كل حياتك وبقية عمرك ، وكلّما عرفت سنةً من سنة رسول الله r فتمسّك بها ، وعضَّ عليها بالنواجذ ، وكذلك سنن الخلفاء الراشدين المهديين , واجعل سنن رسول الله r مقدمةً على قول كل أحد لتحصل على الهدي العظيم ، قال تعالى: ﴿ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا ﴾ [ النور : 54 ]. وقال تعالى: ﴿ َلقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ ﴾ [ الأحزاب : 21 ].4- سر وراء رسول الله r متبعاً له داعياً إلى هذا الدين ، واجعل هذه الآية نصب عينيك : ﴿ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [ يوسف : 108 ]. وكلما تعلمت شيئاً من القرآن والسنة فادعُ الناس إليه ، وقد قال r : ( بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً ) رواه البخاري.5- أيها المسلم : إن كنت من أصحاب الأموال ، فأخرج في رمضان نفقةً على الفقراء والمساكين ، والأيتام ، والأرامل ، والمحتاجين ، وقم بمساعدتهم حتى تلقى الله ( حتى تموت ) ، واجعل لك برنامجاً لدعم الدعوة إلى الله ، ودعم حلقات القرآن الكريم ، واجعل هذا محط اهتمامك في بقية عمرك ، وتفهّم قول رسول الله r : ( خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ ) رواه البخاري .6- كل واحد منكم - أيها المسلمون- يستطيع أن يجعل له عملاً متواصلاً في الثواب لينفعه بعد موته فليفعل ، ( اجعل لك وقفاً ولو صغيراً على الدعوة إلى الله , أو على حلقات القرآن الكريم , أو على الأيتام والفقراء ) وقد قال r : ( إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ إِلَّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ ) رواه مسلم .7- خروجك من رمضان يعني أنك تعلّمت الصبر على هذه العبادة ( الصيام ) ، فليكن خروجك درساً لك بحيث أنّك تصوم من كل شهر ما تيسر لك ( الاثنين والخميس , وعاشوراء , ويوم عرفة , وثلاثة أيام من كل شهر ) لتكون ممن كأنه يصوم الدهر ، وقد قال r : ( ثَلَاثٌ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ فَهَذَا صِيَامُ الدَّهْرِ كُلِّهِ ) رواه مسلم .الدرس التاسع عشرشهر العتق من النارالحمد لله وحده، والصّلاة والسّلام على من لا نبيَّ بعده، نبيِّنا محمدٍ وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين، وبعد:فإنّ شهر رمضان شهر العتق من النار ، فيا أيها المسلم :1- حاسب نفسك كلّ يومٍ من رمضان على صيامك ، هل حافظت عليه من المفسدات ؟ وهي المفطِّرات ، وهل حافظت عليه مما يذهب بثوابه ،كالغيبة ، وقول الزور ، والعمل به ؟ وحاسب نفسك على أداء الواجبات ،كالصلاة المفروضة في أوقاتها ، وصلاة الرجل مع جماعة المسلمين ، فإنّ العبد الذي يحافظ على صومه وأداء الواجبات ، وترك المحرمات ، يحصل بفضل الله على العتق من النار ، وقد قال r : ( إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ ...الحديث) وفيه: ( وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنْ النَّارِ وَذَلكَ كُلُّ لَيْلَةٍ ) رواه الترمذي وابن ماجه (صحيح) .2- اعلم -أيها العبد- أنك تعيش في هذه الحياة وتعمل ، وأنت على أحد نوعين : فإما أن يكون عملك فيما فيه عتقك من نار جهنم ، وإما أن يكون عملك مما فيه إيباقك في نار جهنم ، فاجتهد في إعتاق رقبتك وفكاكها من النار قبل أن ينزل بك الموت ، وعند ذلك لا ينفع الندم ، وقد قال r : ( الطُّهُورُ شَطْرُ الْإِيمَانِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَأُ الْمِيزَانَ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَآَنِ أَوْ تَمْلَأُ مَا بَيْنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالصَّلَاةُ نُورٌ وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ وَالْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو فَبَايِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا أَوْ مُوبِقُهَا ) رواه مسلم . اهتمّ بتوحيد الله ، وبالطُّهور ، والحمد لله ، والتسبيح ، والصلاة ، والصدقة ، والصبر ، والقرآن تلاوةً وفقهاً وعملاً ، وادرس نفسك أمام هذه العبادات والقيام بها ، فعسى الله أن يفكَّ رقبتك من عذاب جهنم .3- إذا علمت أن شهر رمضان مبارك ، وأنّه زمانٌ فاضل ، فاستغلَّ كل زمانه في طاعة ربك ، وكن أكثر حرصاً على لياليه ، وثلث الليل الآخر ، وتفرّغ في ثلث الليل الآخر للصلاة ، والدعاء ، وسؤال الله ، والاستغفار ، والتوبة ، والإقبال على الله ، وقد قال r: ( يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرِ، يَقولُ مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ، مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ ) رواه الشيخان .4- أيها المسلم : إنّ رمضان فرصةٌ لا تُعوّض لمن فاتته ، فكن يقظاً كل التيقُّظ لهذا الشهر (رمضان) من أول ليلة ، وكن من التائبين العائدين إلى الله ﻷ ، المتضرعين إليه ، المقبلين عليه ، الساعين في طلب النجاة من عذاب الله ، الطالبين رحمته وجنته ومغفرته ، فاحذر من الذنوب ! وعش في هذا الشهر وفي غيره فتفكراً في نجاتك يوم القيامة ، واجعل على نفسك رقابةً من نفسك ، واحفظ جوارحك ولسانك حتى تشعر كأنك في سجن ، بحيث لا تترك لنفسك الزمام مُطلقاً لها ، فتنطلق في هواها وحظوظها ، على حساب آخرتك ، وقد قال r : ( الدُّنْيَا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ وَجَنَّةُ الْكَافِرِ ) رواه مسلم .الدرس العشرونليلة القدرالحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين، وبعد:أخي المسلم: إن في العشر الأواخر من رمضان ليلة القدر، وهذه الليلة لها فضلٌ عظيمٌ، ومن فضلها:· أنها ليلة مباركة : كما قال الله تعالى : ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ * فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ * أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ ﴾ [الدخان: 3 -5].· أنها ليلة الشرف (القَدر) : فهي ليلة شريفة عظيمة ،كما قال تعالى : ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ﴾ [القدر: 1]. فيُقدِّر اللهُ فيها ما يكون في السنة ويقضيه من أموره الحكيمة .· وأنها ليلة - في فضلها وشرفها وكثرة خيرها وثواب الأجر فيها - خيرٌ من ألف شهر ، كما قال تعالى : ﴿ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ﴾ [القدر: 3].· وأن فيها تتنزل الملائكة وجبريل عليه السلام في الأرض بالبركة، والخير، والرحمة، كما قال تعالى: ﴿ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا ﴾ [القدر:4].· وأنها ليلة سلام للمؤمنين من كل ما يخافون : لكثرة مغفرة الذنوب فيها والعتق من النار ﴿ سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ﴾ [القدر: 4].· أنّها كما قال r : ( مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ) رواه الشيخان. فمن قامها إيماناً بالله ، وبما أعدَّه من الثواب لمن قامها ، واحتساباً للأجر عند الله تعالى ، حصل على هذا الفضل وإن لم يعلم بها.· وليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان (في الوتر من العشر) ، فيشرع لك - أيها المسلم - أن تتحرَّاها ، وتطلبها ، وتحرص عليها ، وقد قال r : ( تَحَرَّوْا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْوِتْرِ مِنْ الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ ) رواه البخاري.· إذا فاتتك الليالي الثلاث الأولى من العشر ، أو ضَعُفت عنها ، فاجتهد في السبع البواقي ، فقد قال r : ( الْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ يَعْنِي لَيْلَةَ الْقَدْرِ فَإِنْ ضَعُفَ أَحَدُكُمْ أَوْ عَجَزَ فَلَا يُغْلَبَنَّ عَلَى السَّبْعِ الْبَوَاقِي ) رواه مسلم .· احرص على الاجتهاد في العشر الأواخر في تحري ليلة القدر ، وكن أكثر تحرياً لها في السبع الأواخر ، فقد قال r لرجالٍ من أصحابه أُروا ليلة القدر في المنام في السبع الأواخر : ( أَرَى رُؤْيَاكُمْ قَدْ تَوَاطَأَتْ فِي السَّبْعِ الْأَوَاخِرِ فَمَنْ كَانَ مُتَحَرِّيهَا فَلْيَتَحَرَّهَا فِي السَّبْعِ الْأَوَاخِرِ ) رواه الشيخان .· التمس ليلة القدر وتطلَّبها في ليلة خمس وعشرين ، وسبع وعشرين ، وتسع وعشرين ، فقد قال r : ( الْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي تَاسِعَةٍ تَبْقَى فِي سَابِعَةٍ تَبْقَى فِي خَامِسَةٍ تَبْقَى ) رواه البخاري .· أقرب السبع الأواخر ليلة سبع وعشرين ، فاهتمّ بهذه الليلة ( ليلة سبع وعشرين ) ، وقد قال أُبيّ بن كعب س: ( وَ وَاللَّهِ إِنِّي لَأَعْلَمُ أَيُّ لَيْلَةٍ هِيَ هِيَ اللَّيْلَةُ الَّتِي أَمَرَنَا بِهَا رَسُولُ اللَّهِ ع بِقِيَامِهَا هِيَ لَيْلَةُ صَبِيحَةِ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ ) رواه مسلم .· أكثر من هذا الدعاء في ليالي تحري ليلة القدر : اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني ، فقد سألت عائشة ل النبي ع: ( أَرَأَيْتَ إِنْ عَلِمْتُ أَيُّ لَيْلَةٍ لَيْلَةُ الْقَدْرِ مَا أَقُولُ فِيهَا قَالَ قُولِي اللَّهُمَّ إِنَّكَ عُفُوٌّ كَرِيمٌ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي ) رواه الترمذي وابن ماجة (صحيح) .· علامة ليلة القدر في حديث أُبَيٍّ قال : ( وَأَمَارَتُهَا أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ فِي صَبِيحَةِ يَوْمِهَا بَيْضَاءَ لَا شُعَاعَ لَهَا ) رواه مسلم. وعند أبي داود قال : ( تُصْبِحُ الشَّمْسُ صَبِيحَةَ تِلْكَ اللَّيْلَةِ مِثْلَ الطَّسْتِ لَيْسَ لَهَا شُعَاعٌ حَتَّى تَرْتَفِعَ ) (صحيح) . |
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: دروس شَهْـــــــــــــــــر رَمضــــــــــــان ( ثلاثون درسا ) الجمعة 27 أغسطس 2010, 11:29 pm | |
| |
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: دروس شَهْـــــــــــــــــر رَمضــــــــــــان ( ثلاثون درسا ) الثلاثاء 31 أغسطس 2010, 5:53 am | |
| |
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: دروس شَهْـــــــــــــــــر رَمضــــــــــــان ( ثلاثون درسا ) الخميس 09 سبتمبر 2010, 4:24 pm | |
| الدرس الثامن والعشرون اختم شهرك بالتوبة !
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين وبعد : • أيها المسلم : اختم شهر رمضان بالتوبة إلى الله عز وجل ، فقد أمَرَنا الله بها فقال تعالى: ﴿ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [ النور : 31 ]. وأمرنا بها النبي فقال : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ تُوبُوا إِلَى اللَّهِ ) رواه مسلم . • والتوبة واجبةٌ على الفور ، ولا يجوز تأخيرها ، فسارع إليها - أيها العبد - قبل أن ينزل بك الموت ، وقبل الغرغرة ، واعلم أن رسول الله الذي غُفِر الله له ما تقدّم من ذنبه وما تأخر يقول : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ تُوبُوا إِلَى اللَّهِ فَإِنِّي أَتُوبُ فِي الْيَوْمِ إِلَيْهِ مِائَةَ مَرَّةٍ ) رواه مسلم . فأنا وأنت حَرِيٌّ بنا أن نكون مسارعين إلى التوبة ، تاركين التسويف ، بل ليتب كلُّ واحدٍ منا في كل يومٍ مائة مرة ، كما كان ، فقد قال : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ تُوبُوا إِلَى اللَّهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ فَإِنِّي أَتُوبُ إِلَى اللَّهِ وَأَسْتَغْفِرُهُ فِي كُلِّ يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ ) رواه أحمد (صحيح) . • والتوبة عبادةٌ لله ولها شروط : الشرط الأول : أن تكون خالصةً لله: طلباً لثوابه، وخوفاً من عقابه، وقد قال تعالى: ﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ﴾ [ البينة: 5 ]. الشرط الثاني : أن يكون نادماً على ما حصل منه من الذنوب: ويودُّ أنه لم يقع منه ، وقد قال : ( النَّدَمُ تَوْبَةٌ ) رواه أحمد وابن ماجة والحاكم (صحيح) . الشرط الثالث : الإقلاع عن الذنب فوراً : وإن كانت التوبة في من معصيةٍ تتعلق بحقوق العباد وجب ردّها إليهم ، أو استحلالهم . الشرط الرابع : العزم على عدم العودة إلى الذنب : فإن كان متردداً في فعل المعصية ويدَّعي أنه تائب فلا تصح توبته . الشرط الخامس : ألا تكون التوبة بعد انتهاء وقت قبولها العام والخاص : فالعام هو كما قال : ( ثَلَاثٌ إِذَا خَرَجْنَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا وَالدَّجَّالُ وَدَابَّةُ الْأَرْضِ ) رواه مسلم. وقال : ( مَنْ تَابَ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ ) رواه مسلم. وأما الخاص فهو إذا غرغر عند حضور أجله ، كما قال تعالى : ﴿ وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآَنَ ﴾ [ النساء : 18 ]. وقال : ( إِنَّ اللَّهَ يَقْبَلُ تَوْبَةَ الْعَبْدِ مَا لَمْ يُغَرْغِرْ ) رواه أحمد والترمذي وابن ماجة (صحيح) . • فإذا توفرت الشروط السابقة في التوبة ، فهي التوبة النصوح التي أمر الله بها ، فقال تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا ﴾ [ التحريم : 8 ]. • وإذا صحت توبة العبد فإنها تثمر للعبد: أ- أنّ الله يمحو بها ذنوبه ، كما قال تعالى : ﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [الزمر:53]. وقال : ( التَّائِبُ مِنْ الذَّنْبِ كَمَنْ لَا ذَنْبَ لَهُ ) رواه ابن ماجة (حسن) . ب- أن الله يفرح بالعبد التائب أشد الفرح ، كما قال : ( لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ أَحَدِكُمْ مِنْ أَحَدِكُمْ بِضَالَّتِهِ إِذَا وَجَدَهَا ) رواه مسلم. ت- أن الله يبدل سيئاته حسنات ، كما قال تعالى : ﴿ إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [ الفرقان : 70 ]. • أيها المسلم : تب إلى الله في المجلس الواحد واستغفره مائة مرة ، وقد قال ابن عمر م: ( إِنْ كُنَّا لَنَعُدُّ لِرَسُولِ اللَّهِ ع فِي الْمَجْلِسِ الْوَاحِدِ مِائَةَ مَرَّةٍ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَتُبْ عَلَيَّ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ) رواه أبو داود (صحيح).
الدرس التاسع والعشرون زكاة الفطر
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه ، ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين ، وبعد : فإنّ الله قد شرع لكم - أيها المسلمون- في ختام شهر رمضان أن تؤدوا زكاة الفطر ، وهي كما يلي : • زكاة الفطر فريضة على كل مسلم ، فرضها رسول الله ، وقد قال ابن عمر م: ( فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ ع زَكَاةَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ عَلَى الْعَبْدِ وَالْحُرِّ وَالذَّكَرِ وَالْأُنْثَى وَالصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ مِنْ الْمُسْلِمِينَ ﴾ رواه الشيخان. ولا يجب إخراجها عن الحمل إلا أن يتطوّع بها المسلم ، كما كان عثمان س يخرجها عن الحمل , ومن كان غير قادرٍ على إخراجها وجبت على من يمونه شرعاً ، لقوله : ( ممن تمونون ) رواه الدارقطني . وإن أخرجها المسلم عمن يمونهم أجزأت ، حتى وإن كانوا قادرين . • وفي زكاة الفطر إحسانٌ إلى الفقراء ، وتطهير للصائم من اللغو والرفث ، وإظهار شكر نعمة الله بإتمام صيام شهر رمضان ، وقد قال ابن عباس م: ( فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ ع زَكَاةَ الْفِطْرِ طُهْرَةً لِلصَّائِمِ مِنْ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ وَطُعْمَةً لِلْمَسَاكِينِ ) رواه أبو داود وابن ماجة (صحيح) . • ويجب أن تُخرج من الطعام (طعام الآدميين) من تمرٍ ، أو برٍّ ، أو أرز ، أو غيرها ، وقد قال أبو سعيد س: ( كُنَّا نُخْرِجُ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ ع يَوْمَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ طَعَامٍ وَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ وَكَانَ طَعَامَنَا الشَّعِيرُ وَالزَّبِيبُ وَالْأَقِطُ وَالتَّمْرُ ) رواه البخاري . فلا يجزئ إخراجها من غير طعام الآدميين ولا تجزئ إخراج قيمة الطعام ، لقوله : ( مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ ) رواه الشيخان. • ومقدار الفطرة : صاع كصاع النبي ، (أربع حفنات على كفي الإنسان المعتدل) ، وهو يقارب ثلاثة كيلو من الأرز عن الشخص الواحد . • وتجب بغروب الشمس ليلة العيد، فمن مات قبل الغروب لم تجب فطرته، وإن مات بعد الغروب وجبت فطرته، ومن وُلد قبل الغروب وجبت فطرته، وإن وُلد بعد الغروب لم تجب فطرته. • ووقت دفعها فله وقتان : وقت فضيلة ، ووقت جواز ، فأما وقت الفضيلة فهو يوم العيد قبل خروج الناس إلى الصلاة ، وقد قال أبو سعيد س : ( كُنَّا نُخْرِجُ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ ع يَوْمَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ طَعَامٍ ) رواه البخاري. وفي حديث ابن عمر م : ( أَنَّ النَّبِيَّ ع أَمَرَ بِزَكَاةِ الْفِطْرِ قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إِلَى الصَّلَاةِ ) رواه الشيخان. وأما وقت الجواز : فهو قبل العيد بيوم أو يومين ، وقد قال نافع : ( فَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يُعْطِي عَنْ الصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ حَتَّى إِنْ كَانَ لِيُعْطِي عَنْ بَنِيَّ وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يُعْطِيهَا الَّذِينَ يَقْبَلُونَهَا وَكَانُوا يُعْطُونَ قَبْلَ الْفِطْرِ بِيَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ ) رواه البخاري . • ولا يجوز تأخيرها عن صلاة العيد بلا عذر ، فإن أخّرها بلا عذر لم تُقبل منه ، وفي حديث ابن عباس م: ( من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة و من أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات ) رواه البيهقي (صحيح) . • ويجب دفعها للفقراء في المكان الذي هو فيه وقت إخراجها ، سواء كان محل إقامته أو غيره من بلاد المسلمين، أو كان فقراؤه أشد حاجة . • ويجوز توزيع الفطرة على أكثر من واحد من الفقراء ، ويجوز دفع عدد من الفطر إلى فقيرٍ واحدٍ ، ويجوز لفقيرٍ أخذها أن يدفعها عن نفسه ، أو أحد ممن يعولهم ، إذا قبضها أو قبضها له وكيله. الدرس الثلاثون صلاة العيد
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين، وبعد: • أيها المسلم : إنّ صلاة العيد واجبة عليك ، فلا تتأخر عنها ، بل وأَخْرِج أهلك (زوجتك وأمك وأخواتك وغيرهم من أهلك) إلى صلاة العيد ، إذا أمنت الفتنة ، وقد قالت أم عطية ل: ( كُنَّا نُؤْمَرُ أَنْ نَخْرُجَ يَوْمَ الْعِيدِ حَتَّى نُخْرِجَ الْبِكْرَ مِنْ خِدْرِهَا حَتَّى نُخْرِجَ الْحُيَّضَ فَيَكُنَّ خَلْفَ النَّاسِ فَيُكَبِّرْنَ بِتَكْبِيرِهِمْ وَيَدْعُونَ بِدُعَائِهِمْ يَرْجُونَ بَرَكَةَ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَطُهْرَتَهُ ) رواه البخاري . • أيها المسلم : يستحب لك أن تغتسل يوم العيد ، وأن تلبس أحسن ثيابك ، ويسن أن تأكل تمراتٍ قبل خروجك إلى عيد الفطر ، وتكون وتراً ، ففي حديث أنس س: ( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ع لَا يَغْدُو يَوْمَ الْفِطْرِ حَتَّى يَأْكُلَ تَمَرَاتٍ ) رواه البخاري. وفي روايةٍ له : ( وَيَأْكُلُهُنَّ وِتْرًا ). ويحرم صوم يوم العيدين . • ويسن لك -أيها المسلم- أن تذهب يوم العيد من طريقٍ وترجع من طريقٍ آخر ، فقد قال جابر س: ( كَانَ النَّبِيُّ ع إِذَا كَانَ يَوْمُ عِيدٍ خَالَفَ الطَّرِيقَ ) رواه البخاري . • ويسن أن تخرج إلى العيد ماشياً وترجع ماشياً إلا من عذر ، فإنه ( كَانَ يَخْرُجُ إِلَى الْعِيدِ مَاشِيًا وَيَرْجِعُ مَاشِيًا ) رواه ابن ماجة (صحيح) . • ويسن التكبير ليلة عيد الفطر ، لقوله تعالى : ﴿ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ ﴾ [البقرة :185]. فيقول : الله أكبر الله أكبر ، لا إله إلا الله ، والله أكبر الله أكبر ، ولله الحمد , ويكبر في خروجه إلى صلاة العيد ، ويستمر في التكبير حتى تنتهي خطبة عيد الفطر . • وإذا فاتت المسلم صلاةُ العيد مع الإمام قضاها على صفتها . • وتخرج النساء حتى المرأة الحائض والنُّفساء إلى مصلى العيد ؛ ليشهدن الخير ودعوة المسلمين ويعتزل الحِيَّضُ والنُّفساءُ المصلى . • وإذا خَرجْتَ إلى صلاة العيد فلا تُصلِّ تطوعاً قبلها ولا بعدها ؛ لأن النبي ( صَلَّى يَوْمَ الْفِطْرِ رَكْعَتَيْنِ لَمْ يُصَلِّ قَبْلَهَا وَلَا بَعْدَهَا ) رواه البخاري . • ويسن أن يأمر إمامُ العيد الناسَ بالصدقة في خطبته ، فقد قال في خطبة العيد : ( تَصَدَّقُوا تَصَدَّقُوا تَصَدَّقُوا ) رواه مسلم. وأن يأتيَ النساء فيأمرهن بالصدقة ؛ لأنه أتى النساء فأمرهن بالصدقة ، ويُسنُّ للمسلم أن يتصدق يوم العيد ، وأن تتصدق المرأة ولو بخُرصِها وحُلِيِّها الذي في حلقها وخاتمها. • لا بأس بالتهنئة بالعيد ، أو الشِّعر المباح يوم العيد ، ولعب الجواري بالدّفِ ؛ لأن عائشة ل كان عندها ( جَارِيَتَانِ مِنْ جَوَارِي الْأَنْصَارِ تُغَنِّيَانِ بِمَا تَقَاوَلَتْ الْأَنْصَارُ يَوْمَ بُعَاثَ قَالَتْ وَلَيْسَتَا بِمُغَنِّيَتَيْنِ ) رواه الشيخان. وفي روايةٍ لمسلم : ( جَارِيَتَانِ تَلْعَبَانِ بِدُفٍّ ) . • يحرم الإسراف يوم العيد ، أو في غير العيد ، في المطاعم والمشارب وغيرها، كما قال تعالى: ﴿ وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾ [الأعراف : 31]. كما يحرم دق الطبول ، وضرب العود والموسيقى ؛ لأن الأصل في المعازف التحريم ، وقد قال : ( لَيَكُونَنَّ مِنْ أُمَّتِي أَقْوَامٌ يَسْتَحِلُّونَ الْحِرَ وَالْحَرِيرَ وَالْخَمْرَ وَالْمَعَازِفَ ) رواه البخاري . تم بحمد الله تعالى. |
|
| |
| دروس شَهْـر رَمضان ( ثلاثون درسا ) | |
|