آداب عيـــــادة المــــــريض
1 »» المبادرة إلى زيارته في أول المرض.
قال الأعمش: كنا نقعد المجلس، فإذا فقدنا الرجل ثلاثة أيام سألنا عنه فإن كان مريضًا عُدناه.
2 »» تكرار الزيارة كل يومين أو ثلاثة لمؤانسته وإدخال السرور على قلبه فلقد سُمِّيَت زيارة المريض (عِيَادة) من العودة للزيارة وتكرارها.
عن ثوبان -رضي الله عنه- أن رسول الله -صَلّى اللهُ عليِّهِ وسَلَّم- قال: "إنَّ المسلمَ إذا عادَ أخاهُ المسلمَ، لم يزل في خرفةِ الجنةِ حتى يرجع قيل يا رسول اللهِ وما خرفةُ الجنة؟ قال: جِنَاهَا". رواه مسلم.
3 »» الدعاء للمريض عند قعوده عنده.
عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: كان رسول الله -صَلّى اللهُ عليِّهِ وسَلَّم-: يُعَوِّذ ُ بعض أهله، ويمسحه بيده اليمنى، ويقول: "اللهم رب الناس، أذهب البأس، اشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاءً لا يُغادرُ سقمًا". رواه البخاري ومسلم.
وعن ابن عباس -رضي الله عنهما- عن النبي -صَلّى اللهُ عليِّهِ وسَلَّم- قال: "مَنْ عاد مريضًا لم يحضره أجله، فقال عنده سبع مرات: أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك، إلا عافاه الله من ذلك المرض". رواه أبو داود والترمذي.
4 »» تجنب تهويل المرض، وكثرة السؤال عنه، وذِكْرُ أَحَدٍ تُوفِّيَ في مثل مرضهِ.
عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن عليًا -رضي الله عنه- خرج من عند رسول الله -صَلّى اللهُ عليِّهِ وسَلَّم- في وجعه الذي تُوفِّيَ فيهِ، فقال الناسُ: كيف أصبح رسول الله -صَلّى اللهُ عليِّهِ وسَلَّم- قال: "أصبح بحمد الله بارئا". رواه البخاري.
5 »» تبشيرُ المريض، وتطييب نفسه بالشفاء، وبث روح الثقة في نفسه، ورفع حالته المعنوية، وإدخال السرور على قلبه وتذكيره بثواب الرضا عن الله والصبر على بلائه.
قال تعالى: "وإذا مرضتُ فهو يشفين" الشعراء: 80.
عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صَلّى اللهُ عليِّهِ وسَلَّم-: "إذا دخلتم على مريض فنفِّسُوا له في أجله فإن ذلك لا يرد شيئًا ويُطيِّبُ نفسه" رواه الترمذي.
6 »» إظهار شفقته، وعرض خدمته، وعدم التكلم إلا بخير.
عن أم سلمة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله -صَلّى اللهُ عليِّهِ وسَلَّم-: "إذا حضرتم المريض أو الميت فقولوا خيرًا فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون".
7 »» غض البصر عن عورات المريض أو ما يتعلق بحاجاته وأدويته الخاصة.
8 »» خِفَّةُ الجلسة وتجنب القُعود لفترة طويلة إلا إذا رغب المريضُ وأنسَ بذلك، حرصًا على راحته.
9 »» طلب الدُّعاء من المريض، بعد الدُّعاء له، فإن المريض يكون في حالة قربٍ والتجاءٍ الى اللهِ تعالى.
عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صَلّى اللهُ عليِّهِ وسَلَّم-: "إذا دخلت على مريض فمُرهُ فليدعُ لك فإن دُعَاءَهُ كدُعَاءِ المَلَائِكَة".
10 »» ترغيب المريض بأن يصبر على قضاءِ الله وأن لا يلج ويستبطئ الشفاء فيدعو على نفسه بالموت.
فعن أنس -رضي الله عنه- أن رسول الله -صَلّى اللهُ عليِّهِ وسَلَّم- قال: "لا يتمنين أحدكُمُ الموتَ من ضُرٍ أصابه فإن كان لابد فاعلاً فليقُل: اللهمَّ أحيني ما كانت الحياةُ خيرًا لي وتوفني ما كانت الوفاةُ خيرًا لي". رواه البخاري ومسلم.
11 »» توصية أهل المريض والذين يقومون بخدمته بحُسن معاملته والصبر على ما يصدُر منهُ من أقوالٍ وأفعال.
12 »» يَحْسُنُ بالمريض أن يتأدَّبَ بما ورد عن الإمام الغزالي.
قال الغزالي:
آداب المريض الإكثار من ذكر الموت، والاستعداد له بالتوبة، ودوام الحمد والثناء على الله والالتجاء الى التضرع والدعاء، وإظهار العجز والفاقة، والتداوي مع الاستعانة بخالق الدواء وإظهار الشكر عن القوة، وقلة الشكوى وإكرام الجلساء، وترك المصافحة.