أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: آداب الدعـــــــــــاء الأربعاء 28 مايو 2014, 9:02 pm | |
| آداب الدعـــــــــــــــــــــاء عن أنس -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:" الدعاء مُخ العبادة" رواه الترمذي، ويطلق المخ على الخالص من الشيء، ذلك أن كل عابد لله سبحانه ربما سما قلبه، وغفل لبه، إلا الذي يدعو ربه فإنه حاضر معه، متضرع بين يديه، خاشع له ظاهره وباطنه، وهذه غاية العبودية لله تعالى، وهي أشرف أحوال الإنسان، وأفضلها، وأسعدها.
ولقد جاء رجل الى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: أقريب ربنا فنناجيه، أم بعيد فنناديه، فسكت عنه، فأنزل الله تعالى: "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186)" البقرة.
وقد بشّر سبحانه وتعالى عباده بسعة فضله، وعظيم جوده وكرمه، باستجابة دعائهم، وسماعه لطللبهم، فقال: "وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ (60)" غافر.
بل حذر سبحانه عباده من نسيان الدعاء، وترك التضرع، والإعراض عن الالتجاء الى الله، فقال: "قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَاماً (77)" الفرقان.
وإذا كان الخلاف في الدعاء وهل يرد القضاء، أو يغير في قوانين الله ونواميسه شيئا، فإنه مما لا خلاف فيه أنه التجاء الضعيف الى القوي، ورجاء الفقير من الغني، وتضرع من لا يملك من الأمر سببا الى مفتح الأبواب ومسبب الأسباب. قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لن ينفع حذر من قدر، ولكن الدعاء ينفع مما نزل وما لم ينزل، فعليكم بالدعاء عباد الله" رواه أحمد والطبراني.
وقال عليه الصلاة والسلام: الدعاء يردّ البلاء" رواه أبو الشيخ عن أبي هريرة.
وامتثال أمر الله تعالى وأمر رسوله -صلى الله عليه وسلم- بالدعاء، والمسارعة الى ما يحبه الله سبحانه، ومما يحبه من عباده التوسل اليه والضراعة بين يديه، أفضل من الجدال العقيم، في فائدة الدعاء، وجدوى الرجاء، وهل ترد من قضاء الله شيئاً.
قال عليه الصلاة والسلام: "ليس شيء أكرم على الله عز وجل من الدعاء" رواه الترمذي عن أبي هريرة.
والقرآن الكريم، والأحاديث النبوية، ملأى بنماذج من الدعاء، ورقائق من الاتجاء، وفرائد من مناجاة الأنبياء، وصلتهم مع ربهم، تلك الصلة التي لا تنقطع ما دام يربطها حبل الدعاء والنداء.
فهذا آدم عليه السلام يقع في الخطيئة فلا يجد موئلاً ولا ملجأً إلا في هذا الدعاء الحزين: "قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (23)" الأعراف.
وهذا نوحٌ عليه السلام يدعو قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً، حتى إذا يئس من هدايتهم، نادى ربه: "قَالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ (117) فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحاً وَنَجِّنِي وَمَنْ مَعِي مِنْ الْمُؤْمِنِينَ (118)" الشعراء.
وهذا سيدنا إبراهيم يناجي ربه بهذا الدعاء المؤثر النابع من أعماق القلب المتصل بالله العارف به: "رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (83) وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ (84) وَاجْعَلْنِي مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ (85) وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ (86) وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ (87) يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89)" الشعراء.
ولنتدبر هذا المقطع القرآني الرقيق يحدثنا عن أكرم رسله وهم يلوذون بخالقهم، ويلتجئون إليه: "وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (83) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ (84) وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِّنَ الصَّابِرِينَ (85) وَأَدْخَلْنَاهُمْ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُم مِّنَ الصَّالِحِينَ (86) وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ (88) وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ (89) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ (90)" الأنبياء.
وهكذا كان شأن خاتم النبيين وسيد المرسلين -صلى الله عليه وسلم-، فقد أتحفتنا كتب السيرة والحديث الشريفة، بباقة عطرة، من دعائه -صلى الله عليه وسلم-، وفيها ما تهتز له القلوب، وتتزكى به النفوس، وتفيض له العيون، وتخشع عنده الجوارح، وتلتقي بخالقها الأرواح على بساط العبودية الصحيحة.
والله سبحانه أكرم الأكرمين، لا يُخيّب راجيه، ولا يرد سائله، ولا يحرم من فضله بره وكرمه داعيه، قال سبحانه: "أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ" النمل 62.
وقال -صلى الله عليه وسلم-: "إن الله حييٌّ كريم، يستحي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صفراً خائبتين" رواه أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه والحاكم عن سلمان -رضي الله عنه-.
وقال أحدهم: لا تســــــألن بنّي آدم حاجة وسل الـذي أبوابه لا تُحجب الله يغضـب إن تركت سُؤاله وبنيّ آدم حين يسأل يغضب
وقد أرشد -صلى الله عليه وسلم- الى كيفية الدعاء وأحواله وأوقاته وآدابه في جملة تعاليمه الكريمة نختار منها هذه النفحات: 1 »» الإخلاص لله تعالى، والوضوء، واستقبال القبلة، والجثو على الركب، والتوبة الى الله، والاستغفار ورد المظالم الى أهلها.
قال تعالى: "وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلاَ تَتَوَلَّوْاْ مُجْرِمِينَ (52)" هود.
عن سعد -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "اجثو على الركب، ثم قولوا: يا رب يارب" رواه أبو عوانة والبغوي.
2 »» رفع اليدين حذو المنكبين، وبسطهما مكشوفتان الى السماء، بسط التذلل والتمسكن والاستجداء، ثم مسح الوجه بهما بعد انتهاء الدعاء.
عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "سلوا الله ببطون أكفكم، ولا تسألوه بظهورها، فإذا فرغتم فامسحوا بها وجوهكم" رواه أبو داود والبيهقي.
وعن أنس -رضي الله عنه- قال: "كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يرفع يديه حتى يرى بياض إبطيه في الدعاء" رواه مسلم.
وعن عمر -رضي الله عنه- قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إذا رفع يديه في الدعاء لم يحطهما حتى يمسح بهما وجهه" رواه الترمذي.
3 »» حضور القلب مع الله، وتحسين الظن والرجاء به سبحانه، والخضوع بين يديه، والتيقن من استجابته وكرمه وأنه سميع قريب مجيب.
قال تعالى: "ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (55)" الأعراف.
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال فيما يرويه عن ربه: "أنا عند ظن عبدي بي، فليظن بي الظن الحسن" رواه مسلم والحاكم.
وعنه -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أدعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يستجيب من قلبٍ غافلٍ لاهٍ" رواه الترمذي والحاكم.
وعن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث، إما أن يعجل له دعوته، وإما أن يدّخر له، وإما أن يكفَّ عنه من السُّوء بمثلها" قالوا: إذن نكثر، قال: "الله أكثر". رواه ابن عبدالبر.
4 »» لزوم الدعاء والإكثار منه، والالتجاء الى الله في كل الأمور، كبيرها وصغيرها، جليلها ودقيقها، لأن الدعاء هو غاية الاستعانة بالله، ومطلق العبودية لله، وإظهار الفاقة الى الله تعالى.
قال تعالى حكاية عن عباده الصالحين: "إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ (28)" الطور.
وقال سبحانه: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (15)" فاطر.
وعن علي -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "الدعاء سلاح المؤمن، وعماد الدين، ونور السموات والأرض". رواه أبو يعلى والحاكم.
وعن أنس -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "ليسأل أحدكم ربه حاجته كلها، حتى يسأله شسع نعله إذا انقطع" رواه الترمذي.
5 »» خفض الصوت بالدعاء، وغضّ البصر وعدم رفعه الى السماء.
قال تعالى: "ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا (2) إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاء خَفِيّاً (3)" مريم.
وعن عائشة -رضي الله عنها- قالت في قوله تعالى: "ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها" أي بدعائك. متفق عليه.
وعن أبي موسى -رضي الله عنه- قال: لما غزا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خيبراً أشرف الناس على وادٍ فرفعوا أصواتهم بالتكبير: الله أكبر لا اله إلا الله، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "يا أيها الناس، إربعوا على أنفسكم -أي أرفقوا بها- فإنكم لا تدعون أصم ولا غائباً، وإنكم تدعون سميعاً بصيراً قريباً وهو معكم" متفق عليه.
6 »» الإلحاح في الدعاء، وتكراره ثلاثاً.
عن عائشة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "كان رسول الله إذا دعا دعا ثلاثا، وإذا سأل سأل ثلاثا" رواه البيهقي.
7 »» الجزم بالدعاء، والثقة بالله، والعلم بأنه سبحانه يجيب الدعاء مهما كان عظيماً أو صعباً، فهو القادر أن يجعل من كل هم فرجاً، ومن كل ضيق مخرجاً، ومن كل شدة ظفراً ونصراً.
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا يقل أحدكم إذا دعا اللهم اغفر لي إن شئت اللهم ارحمني إن شئت، ليعزم المسألة فإنه لا مُكْرِهَ له" متفق عليه.
وعنه -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إذا دعا أحدكم فليعظم الرغبة فإنه لا يتعاظم على الله شيء" رواه ابن حبان.
8 »» عدم التكلف في الدعاء، وترك السجع فيه، وتعلم المأثور منه في الكتاب والسنة.
عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، يستحب الجوامع من الدعاء ويدع ما سوى ذلك" رواه أبو داود.
9 »» افتتاح الدعاء بحمد الله تعالى والثناء عليه بما هو أهله، والصلاة والسلام على نبيه -صلى الله عليه وسلم- واختتام الدعاء بمثل ذلك.
قال أبو سليمان الداراني: مَنْ أراد أن يسأل الله حاجة فليبدأ بالصلاة على النبي ثم يسأله حاجته ثم يختم بالصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- فإن الله عز وجل يقبل الصلاتين وهو أكرم من أن يدع ما بينهما.
عن فضالة بن عبيد -رضي الله عنه- قال: سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رجلاً يدعو في صلاته لم يُمَجّد الله تعالى، ولم يصلّ على النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "عجل هذا" ثم دعاه فقال له: -أو لغيره- "إذا صلى أحدكم فليبدأ بتحميد ربه سبحانه والثناء عليه، ثم ليصل على النبي -صلى الله عليه وسلم-، ثم ليدع بما شاء". رواه الترمذي وأبو داود.
عن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لا تجعلوني كقدح الراكب يجعل ماءه في قدحه فإن احتاج اليه شربه وإلا صبه، إجعلوني في أول الدعاء، وفي وسط الدعاء، وفي آخر الدعاء" رواه ابن النجار.
وعن علي -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "الدعاء محجوب عن الله حتى يُصَّلَي على محمدٍ وأهل بيته" رواه أبو الشيخ.
10 »» التأمين على دعاء النفس وعلى دعاء الغير.
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إذا دعا أحدكم فليؤمن على دعاء نفسه" رواه ابن عدي.
وعن حبيب بن سلمة الفهري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا يجتمع ملأ فيدعو بعضهم، ويؤمن بعضهم إلا أجابهم الله تعالى" رواه الطبراني.
11 »» تجنب الاعتداء في الدعاء، والحذر من الدعاء على النفس أو الأهل أو الولد أو أحد المخلوقات.
قال تعالى: "وَيَدْعُ الإِنسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الإِنسَانُ عَجُولاً (11)" الإٌسراء.
وقال عز وجل: "وَلَوْ يُعَجِّلُ اللّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُم بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ" يونس: 11، (وهو دعاء الرجل على نفسه وماله وأهله بما يكره أن يستجاب).
وعن جابر -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على خدمكم، ولا تدعوا على أموالكم، لا توافق من الله ساعة نيل فيها عطاء فيستجاب لكم" رواه أبو داود.
وعن أم سلمة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا تدعو على أنفسكم إلا بخير فإن الملائكة يؤمّنون على ما تقولون" رواه أحمد ومسلم وأبو داود.
12 »» تجنب استبطاء الإجابة، واليأس والقنوط من قضاء حاجته، ثم استصغار شأن الدعاء، وعدم الاهتمام به، ثم تركه بعد ذلك.
عن جابر -رضي الله عنه- قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إن جبريل موكل بحوائج بني آدم فإذا دعا العبد الكافر قال الله تعالى: يا جبريل اقض حاجته فإني لا أحب أن أسمع دعاءه، وإذا دعا العبد المؤمن قال: يا جبريل احبس حاجته فإني أحب أن أسمع دعاءه". رواه ابن النجار.
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا يزال الدعاء يُستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم ما لم يستعجل، قيل: يا رسول الله وما الاستعجال؟ قال: "يقول قد دعوت وقد دعوت فلم أر يستجيب لي، فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء" رواه مسلم.
13 »» ترصّد الأوقات المباركة والأزمان الكريمة، واغتنام المواسم والحالات الشريفة والأمكنة الطاهرة المقدسة، للتضرّع والدعاء، كأوقات السحر، والجمع، ورمضان، وعشر ذي الحجة، ويوم عرفة، وبعد الصلوات، وعند الإفطار، وفي السجود.. وحالات رقة القلب وإقباله على الله تعالى: وفي المسجد الحرام والمسجد النبوي وبيوت الله.
قال تعالى: "وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (18)" الذاريات.
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ينزل الله تعالى كل ليلة الى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول عز وجل: مَنْ يدعوني فأستجيب له، مَنْ يسألني فأعطيه، مَنْ يستغفرني فأغفر له" متفق عليه.
وعن أبي أمامة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "تُفتح أبواب السماء ويُستجاب الدعاء في أربعة مواطن: عند التقاء الصفوف في سبيل الله، وعند نزول الغيث، وعند إقامة الصلاة، وعند رؤية الكعبة" رواه الطبراني.
وعن أبي موسى -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: مَنْ كانت له الى الله حاجة فليدع بها دبر كل صلاة مفروضة" رواه ابن عساكر.
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء" رواه مسلم.
وعنه -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "ثلاثة لا ترد دعوتهم: الإمام العادل، والصائم حتى يُفطر، ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام وتفتح لها أبواب السماء ويقول الرب تبارك وتعالى: وعزتي وجلالي لأنصرنّكِ ولو بعد حين" رواه الترمذي.
14 »» الإكثار من الدعاء والتوسل الى الله تبارك وتعالى في أوقات اليُسر والرَّخاء، ليستجيب الله تعالى له في أوقات العُسر والشِّدة والضراء.
قال تعالى: "إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ (90)" الأنبياء.
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "مَنْ سرّه أن يستجيب الله له عند الشدائد والكرب، فليُكثر الدعاء في الرخاء" رواه الترمذي والحاكم. 15 »» تجنّب الحرام في المطعم أو الملبس أو المسكن أو المشرب، فإن الله سبحانه وتعالى طيب ولا يقبل إلا طيبا.
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أيها الناس، إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال: "يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحاً إني بما تعملون عليم"، وقال الله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم" ثم ذكر الرجل يُطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه الى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغُذي بالحرام، فأنَّى يُستجاب لذلك" رواه مسلم والترمذي.
16 »» سؤال الله تعالى ودعاؤه بأسمائه الحسنى، والثناء عليه وتمجيده بصفاته العليا.
قال تعالى: "وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا" الأعراف 180.
وقال سبحانه: "قُلِ ادْعُواْ اللّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَـنَ أَيّاً مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى" الإسراء 110.
وعن أنس -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "ألظّوا -أي ألحوا- بيا ذا الجلال والإكرام" رواه الترمذي.
وعن سلمة بن الأكوع -رضي الله عنه- قال: "كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يستفتح دعاؤه بسبحان ربي العلي الأعلى الوهاب" رواه الحاكم وأحمد.
وعن أبي أمامة -رضي الله عنه- قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إن لله ملكاً موكلاً بمن يقول: يا أرحم الراحمين. فمَنْ قالها ثلاثا قال الملك: إن أرحم الراحمين قد أقبل عليك" رواه الحاكم.
17 »» الإكثار من الدعاء لأهله وأرحامه وإخوانه وجيرانه وأصدقائه ولمن أوصاه بالدعاء لينال مثل ما دعا به دعوة من الملك.
قال تعالى حكاية عن سيدنا موسى: "قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (151)" الأعراف.
وعن أبي الدرداء -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "دعوة المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة، عند رأسه مَلَكٌ موكل كلما دعا لأخيه بخير قال المَلَكُ المُوَّكَل به: آمين ولكَ بمثل" رواه أحمد ومسلم وابن ماجه. |
|