بِدَع في رجب
الذبح والصيام
محمد صالح المنجد
-----------------------
كانت العرب في الجاهلية تذبح ذبيحة في رجب يتقربون بها لأوثانهم، فلما جاء الإسلام بالذبح لله تعالى بطل فعل أهل الجاهلية..
العَتِيرَة:
كانت العرب في الجاهلية تذبح ذبيحة في رجب يتقربون بها لأوثانهم.
فلما جاء الإسلام بالذبح لله تعالى بطل فعل أهل الجاهلية، واختلف الفقهاء في حكم ذبيحة رجب فذهب الجمهور من الحنفية والمالكية والحنابلة إلى أن فعل العتيرة منسوخ، واستدلوا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا فرع ولا عتيرة» (رواه البخاري، ومسلم من حديث أبي هريرة)، وذهب الشافعية إلى عدم نسخ طلب العتيرة، وقالوا: "تستحب العتيرة" وهو قول ابن سيرين.
قال ابن حجر: "ويؤيده ما أخرجه أبوداود، والنسائي وابن ماجة، وصححه الحاكم وابن المنذر عن نُبيشة قال: نادى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنا كنا نعتر عتيرة في الجاهلية في رجب، فما تأمرنا؟ قال: «اذبحوا في أي شهر كان..» الحديث، قال ابن حجر: فلم يبطل رسول الله صلى الله عليه وسلم العتيرة من أصلها، وإنما أبطل خصوص الذبح في شهر رجب".
الصوم في رجب:
لم يصح في فضل الصوم في رجب بخصوصه شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا عن أصحابه.
وإنما يشرع فيه من الصيام ما يشرع في غيره من الشهور، من صيام الاثنين والخميس، والأيام الثلاثة البيض، وصيام يوم وإفطار يوم، والصيام من سرر الشهر، و(سرر الشهر) قال بعض العلماء: "أنه أول الشهر"، وقال البعض: "أنه أوسط الشهر"، وقيل أيضًا: "أنه آخر الشهر"، وقد كان عمر رضي الله عنه ينهى عن صيام رجب لما فيه من التشبه بالجاهلية، كما ورد عن خرشة بن الحر قال: "رأيت عمر يضرب أكف المترجبين حتى يضعوها في الطعام، ويقول: كلوا فإنما هو شهر كانت تعظمه الجاهلية" (الإرواء: 957، وقال الألباني: صحيح).
قال الإمام ابن القيم: "ولم يصم صلى الله عليه وسلم الثلاثة أشهر سردًا -أي رجب، وشعبان، ورمضان- كما يفعله بعض الناس، ولا صام رجبًا قط ولا استحب صيامه"، وقال الحافظ ابن حجر في (تبين العجب بما ورد في فضل رجب): "لم يرد في فضل شهر رجب ولا في صيامه ولا في صيام شيء منه معيّن، ولا في قيام ليلة مخصوصة فيه حديث صحيح يصلح للحجة، وقد سبقني إلى الجزم بذلك الإمام أبو إسماعيل الهروي الحافظ، وكذلك رويناه عن غيره"، وفي فتاوى اللجنة الدائمة: "أما تخصيص أيام من رجب بالصوم فلا نعلم له أصلاً في الشرع".
التصنيف: ملفات شهر رجب والإسراء والمعراج
المصدر: فريق عمل طريق الإسلام
تاريخ النشر: 1 رجب 1435 (30 /4 /2014)