منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

IZHAR UL-HAQ

(Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.

أحْـلامٌ مِـنْ أبِـي (باراك أوباما) ***

 

 الدرس الخامس

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52561
العمر : 72

الدرس الخامس Empty
مُساهمةموضوع: الدرس الخامس   الدرس الخامس Emptyالخميس 05 فبراير 2015, 6:33 am

شرح كتاب كيفية صلاة النبي للألباني

للشيخ أبي إسحاق الحويني

الدرس الخامس

عودًا مرة أخرى للقراءة في صفة الصلاة من خلال كتاب شيخنا محمد ناصر الدين الألباني- حفظه الله- كتاب صفة صلاة النبي -صلى الله عليه وسلم- وكنا قد ووقفنا أخر مرة في الحلقة الماضية إلى كتاب الأدعية عند استفتاح الصلاة .

* القراءة :

قال الشيخ- حفظه الله-: ثم كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يستعيذ بالله تعالى ، أي بعد أن يدعوا بدعاء الاستفتاح يستعيذ بالله تعالى فيقول:« أعوذ بالله من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه » .

وفسر الشيخ هذا في الحاشية بقوله فسره بعض الرواة (بالموته) الشيطان أحيانًا ينفخ في الإنسان ويسبب له ما يشبه الصرع ، فكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يستعيذ من همز الشيطان ، أي أن يصرعه الشيطان وفسر النفث بالشعر, أي الشعر الباطل وإلا فالنبي -صلى الله عليه وسلم- قال: « إن من الشعر حكمه » ، وكان أحيانًا يزيد فيه فيقول: « أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم » .

«ثم يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم ولا يجهر بها . » فبعد أدعية الافتتاح يجوز لك أن تقول: « أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه » ثم تقول بسم الله الرحمن الرحيم ثم تقرا الفاتحة .

قال: ولا يجهر بالبسملة ، وهذا هو الذي مات عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح أن النبي -صلى الله عليه وسلم- جهر بالبسملة مرة ثم أسر إلى أن مات .

فالسنة ليس كما يقول بعض الناس أنه كلما أراد أن يقرأ الفاتحة لابد أن يجهر بالبسملة ، لا ، هو جهر بالبسملة مرة ، وهذا الجهر ليُعلمنا أن البسملة آية من كتاب الله آية من الفاتحة ، لأن هناك بعض الناس يتصور أن عدم الجهر بالبسملة معناه إسقاط البسملة وهذا غير صحيح ، نحن لما نبدأ نقول في الصلاة بعد التكبير وأدعية الافتتاح الحمد لله رب العالمين ليس معناها أننا أسقطنا الآية ، لكننا نقرأ الآية في سرنا .

فبعض هؤلاء الذين يتوهموا أننا لم نقرأ الآية أسقطناها فيجهر بالآية ، سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه أسر بالبسملة إلى أن مات ولم يجهر بالبسملة إلا مرة وهذه المرة لإعلامنا أن البسملة آية أو لبيان الجواز وأن المرء إذا جهر بالبسملة فيجوز ، وليس أن المرء يستمر عليها ، لا ، السنة ألا يجهر بالبسملة .

* القراءة آية آية :

قال: ثم يقرأ الفاتحة ويقطعها آية ، آية ، آية , يقول: (بسم الله الرحمن الرحيم) ثم يقف ثم يقول: (الحمد لله رب العالمين) ثم يقف ثم يقول: (الرحمن الرحيم) ثم يقف ثم يقول: (مالك يوم الدين) وهكذا إلى آخر السورة , وكذلك كانت قراءته كلها يقف على رؤوس الآي ولا يصلها بما بعدها ، وقد أجاز القراءة وصل الآيات لاسيما إذا كانت الآيات تدل على معني بالاتصال (الم * غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الأرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الأمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ) (الروم: 1-4) فهذه الآيات متصلة ببعضها ، ولكن السنة مَن أراد يأتي بالسنة فعليه أن يقف على رؤوس الآيات كما وقف النبي -صلى الله عليه وسلم-.

وكان تارةً يقرأها (ملك يوم الدين) ، مالك وهي قراءة عاصم المعروف ووافقه على القراءة بها على بن حمزة الكسائي من القراء السبعة ، ومن القراء العشرة يعقوب الحضرمي  واختارها خلف ، أما بقية القراء يقرءونها ملك ، بقية القراء السبعة وأبو جعفر من العشرة .

والقراء السبعة هم: (عاصم ونافع والكسائي وحمزة الزيات وعبدالله بن عامر وعبدالله بن كثير وأبو عمر بن العلاء) ، هؤلاء هم القراء السبعة الذين تواترت قراءاتهم ، ثم ألحق العلماء بهؤلاء السبعة ثلاثة آخرين اجتمعوا على أن القراءة بقراءتهم أيضًا متواترة وهم يعقوب الحضرمي وأبو جعفر وخلف العاشر .

فيكون عندنا اثنين من القراء السبعة واثنين من القراء العشرة قرأوا مالك وقرأ الباقون ملك ، والعلماء وهم يتكلمون في المعاني يقولون أن ملك أبلغ في المعنى من مالك ، منهم بن جرير الطبري وغيره ، يقول لأن الملك مالك وليس العكس ، كل ملكٍ مالك وليس كل مالك ملك , كثير من الملاك أو الأغنياء أو الأشراف ليسوا ملوكًا ، لكن لا يكون الملك ملكًا إلا إذا كان له ملك ، فملك أبلغ .

* ركنية الفاتحة وفضائلها :

قال: وكان يعظم من شأن هذه السورة .

فكان يقول: « لا صلاة لمن لم يقرأ فيها بفاتحة الكتاب فصاعدًا » وفي لفظ: « لا تجزئ صلاة لا يقرأ الرجل فيها بفاتحة الكتاب » ، وتارة يقول: « مَن صلى صلاة لم يقرأ فيها بفاتحة الكتاب فهي خداج فهى خداج هي خداج » أي هي غير تمام .

ويقول: « قال الله- تبارك وتعالي- قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين فنصفها لي ونصفها لعبدي ولعبدي ما سأل » .

وقال -صلى الله عليه وسلم-: « اقرؤوا: يقول العبد: (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) يقول الله: تعالى حمدني عبدي ، ويقول العبد: (الرحمن الرحيم) يقول الله: أثنى علي عبدي ، ويقول العبد: (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) يقول الله تعالى: مجدني عبدي ، يقول العبد: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) قال: فهذه بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل ، يقول العبد: (اهدنا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ* صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ) قال: فهؤلاء لعبدي ولعبدي ما سأل » .

وهذا من أعظم فضائل هذه السورة أن الله -صلى الله عليه وسلم- قسمها بينه وبين عبده .

* الفرق بين الحمد والشكر:

تبدأ السورة بقولنا: (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) (الفاتحة: 1) ، والحمد أبلغ من الشكر ، لأن الحمد هو شكر وثناء ، شكر على الله وثناء على الله تبارك وتعالى ، فالله تبارك وتعالى يعلمنا كيف نحمده ، فكأنه قال: قولوا: (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) ، إذا أردتم أن تثنوا على الله- تبارك وتعالى- وأن تشكروا نعمه وآلاءه فقولوا: (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) .

والمسألة بدأت بالثناء على الله ، والثناء على الله أبلغ في تحصيل المراد من سؤال المرء حاجته ، فلما تنشغل بالثناء على ربك أفضل ما تنشغل بالدعاء لنفسك ، والله تبارك وتعالى يعطيك سؤلك أكثر مما يعطي الذي يسأل لنفسه ، ولذلك كما يقول سفيان بن عيينة: سن لنا في دعاء الكرب أن نثني عليه مع شدة حاجة المرء إلى الدعاء لنفسه لأن اسمه دعاء الكرب .

فإذا وقع إنسان في ورطة فيريد أن يقول يارب نجني ، أي هو في أمس الحاجة إلى الدعاء لنفسه لأنه سيهلك ، فهو محتاج أن يدعوا لنفسه ومع ذلك انشغل عن الدعاء لنفسه إلى الثناء على الله تبارك وتعالى ، فقال -صلى الله عليه وسلم- في دعاء الكرب: « لا إله إلا اله الحليم الكريم ، لا إله إلا الله رب العرش العظيم ، لا إله إلا الله رب السموات والأرض وما بينهما ورب العرش الكريم » ، هذا هو دعاء الكرب .

فسئل سفيان بن عيينة -رحمه الله- عن السر في العدول عن صيغة الطلب إلى الثناء على الله تبارك وتعالى والعبد محتاج إلى الدعاء لنفسه في هذا الموضع ، فقال: ألم تسمعوا قول أمية بن أبي الصلت لعبدالله بن جدعان:

أأسأل حاجتي أم قد كفاني حياؤك إن شيمتك الحياء

إذا أثنى عليك المرء يومًا كفــــاه من تعرضه الثناء

قال: فهذا مخلوق فكيف بالخالق تبارك وتعالى ، أي هذا المخلوق مجرد أن أثنى عليه أمية بن أبي الصلت الذي هو عبدالله بن جدعان فهمها وعرف أنه لما يدعو له: أكيد أنه يريد منه شيء, فلم يحوجه أن يريق ماء وجهه في السؤال فأعطاه سؤله, فهذا مخلوق وقد فهمها فكيف بالخالق تبارك وتعالى .

فيكون أفضل شيء أن تثني .

* من آداب الدعاء :

أن تثني على الله تبارك وتعالى ثم تصلي على النبي -صلى الله عليه وسلم- ثم تذكر حاجتك بعد ذلك ، كأنك تمتثل قول الله تعالى: (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ) (الأحزاب: 6) ، فأنت تبدأ به -صلى الله عليه وسلم- قبل البداءة بحاجتك وفي هذا إعلام أنه إمامك وأنك لا تتقدم بين يديه ، وما من حاجة تذكرها إلا وهورائدك فيها ، وهذا معنى أنك تقدم بذكره  بين يدي دعائك .

* أبلغ صفات الله تبارك وتعالى وأظهرها الرحمان :

فإذا قال العبد: (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) قال الله: حمدني عبدي وإذا قال: (الرحمن الرحيم) يقول: أثنى علي عبدي » لأن الوصف بالرحمة من صفات الكمال لله -تبارك وتعالى- ، لأن أبلغ صفات الله تبارك وتعالى وأظهرها الرحمان لأنه عمت رحمته الخلق ، والرحيم هي للمؤمنين خاصة كما يقول أهل العلم ، لكن عمت رحمته حتى المخالفين ، فإذا قال العبد: الرحمن الرحيم .

« فإذا قال: (الرحمن الرحيم) يقول: أثنى علي عبدي، فإذا قال: (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) قال: مجدني عبدي » لأن هذا يوم الملك ويوم العز يوم الدين, في الدنيا يكفر بالله, ويشتم ربنا -سبحانه وتعالى- ثم يعود إلى بيته يأكل ويشرب ومصنعه يعمل وتجارته تعمل ولم  يصاب  بأي أذي بل ويفتخر, لكن عندما يأتي العباد يوم القيامة لا يكون الملك إلا لله تبارك وتعالى أي لا يستطيع رجل أن يهمس مجرد الهمس ، ولذلك يقول: « مجدني عبدي » ، هذا يوم المجد لله -تبارك وتعالى- ، لا يستطيع مخلوق أبدًا أن يتقدم بين يديه ولا يتكلم ولا يهمس ولا يعترض ، ولذلك قال في هذا الموضع مجدني عبدي ، ولم يقل أثني علي عبدي ، إنما مجدني عبدي .

* لماذا لم يقل أثني علي عبدي ، إنما  قال مجدني عبدي ؟

(الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ) (الفرقان: 26) ، (وَخَشَعَتِ الأصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلا تَسْمَعُ إِلا هَمْسًا) (طه: 108) ، والكل واقف حتى الرسل لا يتقدمون بالكلام بين يدي الله تبارك وتعالى إلا إذا أذن لهم ، لذلك ذكر صفة التمجيد في يوم القيامة .

« فإذا قال العبد: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) قال: هذه بيني وبين عبدي » وهنا وقفة مهمة: « هذه بيني وبين عبدي » .

* ما هو الذي لله وما هو الذي للعبد ؟

لأنه قسمها نصفين الثلاثة الأُول لله تبارك وتعالى كلها وهذه الرابعة بين الله وبين العبد ، بمعنى لو أن العبد حقق العبودية وهو النصف الأول يحقق الله تبارك وتعالى له رجاءه وهو النصف الثاني  فيحقق العبودية الأول .

* من طرق العبودية.. الاستعانة :

« إِيَّاكَ نَعْبُدُ» وتقديم المفعول يفيد الاختصاص أي أن العبادة لا تكون إلا له ، والاستعانة لا تكون إلا منه: (وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ) (التوبة: 59) ، فلما ذكر الحسب لم يذكر الرسول -صلى الله عليه وسلم- ، الإيتاء جعله لله ورسوله إنما الحسب لله تبارك وتعالى وحده ، لأن الحسب هو الكافي ، ولا يكون إلا لله ، ولذلك لا ترى الحسب إلا مفردًا لله تبارك وتعالى .

(الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) (أل عمران: 173) .

فالاستعانة من أهم طرق العبودية: فأنت لا تستعين إلا بالله ، وليس معنى الاستعانة خلع الأسباب ، لا ، لكن إذا ترك السبب اتكالًا على الله كان أكمل ، لكن بشرط ألا يعود عليه بضرر ، وهذه المسألة زلت فيها أقدام .

مثلًا: رجلٌ ترك التداوي صبرًا على البلاء هذا أقوى إيمانًا ممن طلب العلاج ، ولكن طلب العلاج , مشروع ، إذا كان ترك التداوي يضيع الواجبات فيكون التداوي واجب ، فهو مثلًا إذا لم يتداوى لم يصلي لا يستطيع الصلاة ، نقول له: لا أنت يجب عليك أن تتداوى ، لماذا؟ لأنه ضيع الصلاة وهي فرض عليه لكن ترك التداوي فيما يكون سبيله عدم ضياع الفرائض .

مثل أبي بن كعب رضي الله عنه لما سمع الأحاديث في فضل الحمى دعا على نفسه بالحمى لكنه اشترط ، والنبي -صلى الله عليه وسلم-: « الحمى هي حظ المؤمن من النار » ، والحمى هي السخونية الشديدة , وقال -صلى الله عليه وسلم-: « إن ذنوب العبد تتحات عنه في الحمى كما تتحات ورق الشجر» ، فلما سمع هذا دعا على نفسه بالحمى بشرط أن لا تصده عن جماعة أو جهاد ، قال الراوي: فكنت أضع يدي على جبهته فأشعر بحر دماغه ، عنده سخونة شديدة لكنه ما ترك صلاة الجماعة ولا ترك الجهاد في سبيل الله .

فلو أن العبد ترك السبب إيمانًا بما عند الله تبارك وتعالى وصبرًا على هذا البلاء كان أقوى ولكن بالشرط المذكور الذي ذكرته ، الحاصل أن الاستعانة بالله ليس معناها خلع الأسباب .

« إِيَّاكَ نَعْبُدُ» أي أنت عليك شيء والله تبارك وتعالى عليه شيء آخر ، كان بعض العلماء يقولون: إذا توكلت على الله تبارك وتعالى بنسبة ثلاثين في المائة أعطاك من العون ثلاثين بالمائة وكلما زادت النسبة زاد العون في مقابلها حتى إذا توكلت عليه مائة بالمائة أعطاك عونًا مائةً بالمائة ، وهذا هو معنى قوله: « فهذه بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل » ، وطبعًا يفهم من هذا ألا يدعوا المرء بقطيعة رحم ولا بإثم كما ورد في الأحاديث الأخرى .

« وإذا قال العبد: (اهدنا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ* صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ) قال الله تبارك وتعالى: فهذه لعبدي » ، أي كلها .

نفهم من هذا أن الفاتحة فيها ما هو لله محضًا وما هو للعبد محضًا وما هو مشترك مقسوم ما بين العبد وربه .

قال: وكان يقول: « ما أنزل الله تبارك وتعالى في التوراة ولا في الإنجيل مثل أم القرءان وهي السبع المثاني والقرءان العظيم الذي أوتيته» ، وأمر -صلى الله عليه وسلم- «المسيء صلاته أن يقرأ بها في صلاته وقال لمن لم يستطع حفظها قل: «سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله » أي إن الرجل إذا عجز أن يحفظ الفاتحة واستغلقت عليه فليدعوا بهذا الدعاء فإنه عوض عن الفاتحة .

* نسخ القراءة وراء الإمام في الجهرية :

الحقيقة القول بالنسخ لم أقف على أحد سبق الشيخ -حفظه الله- إليه والصواب أن المسألة ليس فيها نسخ ، وكان قد أجاز للمؤتمين أن يقرءوا بها وراء الإمام في الصلاة الجهرية حيث كان «في صلاة الفجر فقرأ فثقلت عليه القراءة ، فلما فرغ قال: « لعلكم تقرءون خلف إمامكم ؟ قلنا نعم هذا » ، وهذا: أي بسرعة « قلنا نعم هذًا يا رسول الله ، قال: لا تفعلوا إلا أن يقرأ أحدكم بفاتحة الكتاب فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ بها » .

ثم نهاهم عن الصلاة عن القراءة كلها في الجهرية وذلك حينما « انصرف من صلاة جهر فيها بالقراءة (وفي رواية أنها صلاة الصبح) فقال: « هل قرأ معي منكم أحدًا آنفًا ؟ فقال رجل: نعم أنا يا رسول الله ، فقال: إني أقول مالي أنازع » ، أي فيه واحد ينازعني في القراءة أي يقرأ معي ، قال أبو هريرة: «فانتهى الناس عن القراءة مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيما جهر فيه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالقراءة حين سمعوا ذلك من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقرؤوا في أنفسهم سرًا فيما لا يجهر فيه الإمام » .

الشيخ قال:

قال أبو هريرة: فانتهى الناس عن القراءة ، والصواب أن الذي قال هذا هو الزهري وليس أبو هريرة ، والزهري معروف أنه من صغار التابعين ، وإنما بني الشيخ فقه الباب على قوله: قال أبو هريرة ، فانتهي الناس علي أساس أن أبو هريرة صحابي ، والصحابي نقل الواقع فقال: أنه نقل الذي حدث وأقره النبي -صلى الله عليه وسلم- ، ولكن إذا علمنا أن الذي قال هذا هو الزهري ذهب الاحتجاج بهذه الجزئية لأن الزهري لا يروي عن أبي هريرة إلا بواسطة إما سعيد بن المسيب مثلًا أو أبو سلمة بن عبدالرحمن أو مَن يجري مجراهم من التابعين ، هذا قول الزهري فترك الناس القراءة ، ما حكمه في علم المصطلح ؟! حكمه أنه مرسل ، ومعروف إن المرسل من أقسام الحديث الضعيف وإن شاء الله في المرة القادمة سنتكلم عن مذاهب العلماء في القراءة خلف الإمام أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم وصلي الله وسلم وبارك علي نبينا محمد والحمد لله رب العالمين .

* الأسئلة:

س: يسأل سائل عن صحة الحديث: «مَن قرأ بيت من الشعر بعد صلاة العشاء الآخرة لم تقبل منه صلاة في هذه الليلة» ، ما صحة هذا الحديث ؟!

ج: فهذا حديث منكر رواه الإمام أحمد في مسنده من حديث شداد بن أوس ، وذكره ابن أبي حاتم في كتاب العلل من حديث عبدالله بن عمرو بن العاص ، وأنكر رفعه أي قال: أنه لا يصح مرفوعًا إلي النبي -صلى الله عليه وسلم- ، إنما الصواب أنه موقوف علي عبدالله بن عمر .

* الفرق بين المرفوع والموقوف:

المرفوع: أي ما نسب إلي النبي من قول أو فعل أو تقرير .

الموقوف: ما نسب إلي الصحابي من قول أو فعل أو تقرير .

حديث مثلًا: «لو وزن إيمان الأمة بإيمان أبي بكر لرجح إيمان أبي بكر عليها» ، هذا لا يصح مرفوعًا أي لا يصح أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قاله إنما الذي قاله عمر بن الخطاب فيقال: هذا لا يصح مرفوعًا إنما يصح موقوفًا ، فحديث شداد بن أوس استغربه حتى الحافظ بن كثير -رحمه الله- عندما أورده في تفسيره استغربه ، واستغراب الحفاظ للحديث يعني الضعف لأن الغرابة إذا أطلقت لاسيما في كلام الأئمة المعروفين كالترمذي وغيره ، فالأصل أن الغرابة تقتضي ضعف المتن ، عندما يقال: هذا حديث غريب هذا الأصل ، لكن ليس شرطًا أن يكون كل غريب ضعيفًا ، لكن نحن نقول: إذا أطلقت لفظة الغرابة هي أقرب إلي الضعف ، ولكن ليس بشرط لكن الأصل هكذا ، نحن عندما نقرأ مثلًا كلام الترمذي قال: هذا حديث غريب الترمذي يعني ضعيف ، غير الترمذي لا يعني بالضرورة كلما قال غريبًا يعني ضعيفًا ، لكنه إذا أطلق الغرابة نستشعر منها الضعف .

* س: يسأل أيضًا سائل آخر تقبيل المصحف ، الإنسان إذا وضع المصحف علي عينه أو قبل المصحف ، ما حكمه ؟!

ج: الحقيقة لم أجد أثرًا في هذا الباب إلا ما رواه الدارمي في سننه ، وعبدالله بن المبارك في كتاب (الجهاد) ، والبيهقي في كتاب (شعب الإيمان) ، وموجود أيضًا في بعض الكتب المخطوطة مثل جزء شاذان ، كل هؤلاء يرونه من طريق حماد بن زيد عن أيوب السختياني عن أبن أبي مليكة أن عكرمة رضي الله عنه كان يضع المصحف علي عينه ويقبله ويقول: (كلام ربي كلام ربي) ، ورواه أيضًا الطبراني في المعجم الكبير وزاد في أوله كان عكرمة إذا اجتهد في اليمين قال: (والذي نجاني يوم بدر) عندما يرغب أن يحلف ويجتهد في اليمين يقول: (والذي نجاني يوم بدر) وكان يضع المصحف علي عينه ويقبله ويقول: (كلام ربي كلام ربي) ، الحقيقة ما أحسنه من إسناد لولا أنه مرسل أو أنه منقطع أنت تعلم حماد بن زيد , الدارمي رواه عن سليمان بن حرب ، سليمان بن حرب عن حماد بن زيد عن أيوب السختياني عن ابن أبي مليكة إسناد كالشمس ، ولكنه منقطع فيما أظن ما بين ابن أبي مليكة وبين عكرمة بن أبي جهل فأنه لم يسمع منه ، وذلك الهيثمي في مجمع الزوائد عندما ذكر هذا الأثر قال: رجاله رجال صحيح إلا أنه مرسل يريد أنه منقطع لأنك تعلم الحفاظ القدامى ليس الهيثمي منهم القدامى هم أحمد والبخاري ومسلم وأبو زرعه وابن عدي والدار قطني يعبرون عن المنقطع بالمرسل ، نحن بعد استقرار علوم الاصطلاح نقول: منقطع ولا نقول: هو مرسل ، لماذا ؟! لكي لا نخلط الأنواع في بعضها خطأ ليس لأن هذا خطأ لا يجوز ، لا ، من باب الاصطلاح أي أن المسألة مسألة اصطلاحية وإلا فالأئمة الكبار القدامى كانوا يطلقون علي المنقطع مرسل ، وأقرب شيء إلي ذهني الآن في هذا حديث عائشة أبي داود الذي يرويه خالد بن دريك عن عائشة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لأسماء: «يا أسماء إذا بلغت المرأة المحيض فأنه لا يجوز أن يظهر منها إلا هذا وهذا وأشار إلي وجهه وكفيه»، قال أبو داود: مرسل أي منقطع ما بين خالد بن دريك وعائشة فهم يعبرون أيضًا عن هذا الانقطاع بالإرسال.

* س: ويسأل سائل أيضًا عن السجود للمصحف ، ما حكمه ؟!

ج: نقول: إن هذا لا يجوز ، لا يجوز لأحد أن يسجد لغير الله تبارك وتعالى ، والحقيقة أجتهد في أن أقف علي أثر في هذا الحكم فلم أجد ، فحينئذ نرجع إلي الضوابط العامة لا يجوز لأحد أن يسجد إلا لله تبارك وتعالى .

* س: يقول: الأخ كاتب السؤال: يحكون أي العلماء من تشدد النسائي في الرجال وشدة شرطه فيهم وأنه لا يترك حديث رجل إلا إذا أجمعوا علي تركه ، كما أنه يتنكب الرواية عن بعض رجال الشيخين فالسؤال : ما هو التشدد في هذه العبارة أي لا يترك النسائي الرواية عن راوي إلا إذا أجمعوا علي تركه فالمتبادر للذهن أنه للتساهل أقرب منه إلي الشدة ، ثم إن رجال الشيخين ليس فيهم من أجمعوا علي تركه ، فكيف ترك الرواية عنهم ؟!

ج: ليس معني كلام النسائي أنا لا أروي عن رجل إلا إذا أجمعوا علي تركه ليس المقصود منه الإجماع المتبادر إلي ذهنك ، وإلا فليس هناك راوي أجمعوا علي تركه بمعني أتفق الكل علي تركه وطرحه وتجد إن النسائي روي له ، لا ، كلام النسائي المقصود هو إجماع مخصوص كمثلًا اتفاق وقول إجماع مخصوص ليس معناه الإجماع أيضًا أن يجتمع كل النقاد الكبار ، لا ، إذا اجتمع من وجهة نظر النسائي اثنان من الكبار الفحول مثل يحي القطان ، عبدالرحمن بن مهدي ، شعبة ، أحمد بن حنبل ، يحي بن معين مثلًا إذا اجتمع اثنين أو ثلاثة اتفق قولهم علي جرح راوي هذا هو الإجماع عند النسائي ، كلمة أجمعوا ليس المقصود به الإجماع ولكن المقصود به المبالغة ، مثل أنت تقول مثلًا: هذه المسألة لا يختلف فيها اثنان أي أنت بحثت في الدنيا كلها وعلمت أن الكل أجمع علي أنه لا يوجد اثنين اختلفوا في المسألة هذه ، أم تقصد إن المسألة واضحة لدرجة إن اثنين لو عقلاء أو اثنين يفهموا لا يختلفوا فيها ؟! هو المقصود هكذا ، المقصود التأكيد حتى لو كان يخالفك فيها آخرون ، قول النسائي: لا أروي عن راوي إلا إذا اتفقوا علي تركه ولو اثنين مثل يحي القطان وعبدالرحمن بن مهدي مثلًا فإذا اجتمع علي ترك رواية راوي فيكون عند النسائي مندوحًا ويترك الرواية عن هذا الراوي ، فإذا سئل عن ذلك يقول: تركه يحي القطان وعبدالرحمن بن مهدي ، وإلي هذا التفسير مال الحافظ بن حجر والحقيقة لا أجد تفسيرًا أجود منه كما تقول: لا يختلف فيه اثنان ولا ينتطح فيه عنزان المثل الشهير ، والنسائي روي لرواة ضعفاء في سننه وضعفهم كثير من النقاد ، لكن من وجهة نظر النسائي أن هذا الراوي متماسك أو أنه ثبر أحاديثه فوجد إن هذا الحديث من جملة مرويات هذا الضعيف أقرب إلي السلامة وأقرب إلي الصحة ويوافق متن حديثه متون أحاديث أخري فساق له أن يخرج حديث الباب ، وبعض العلماء قد لا يجد في الباب إلا حديثًا ضعيفًا فيثبته من باب أنه أفضل من الرأي مثل أبي داود السجستاني ، أبو داود في السنن عندما صنف السنن وكتب رسالته إلي أهل مكة ذكر فيها أن ما ترك التعليق عليه فهو صالح .

قال: إن كان فيه وهن شديد بينته ، وما سكت عنه فهو صالح .

فنحن نريد أن نعلم ما معني صالح هذه ، هل هو صالح للحجة بمفرده أم هو صالح بمعني أن فيه قدر من القوة حتى وإن كان ضعيفًا أم يصلح أن يتمسك به في هذا الباب إذ لا يوجد فيه غيره ؟! كل هذا كلام وارد لاسيما وقد سكت أبو داود عن أحاديث شديدة الضعف في سننه لم يبين رأيه فيها ، وليس معني وما سكت عنه فهو صالح يعني حسن كما فهم بعض المتأخرين مثل المنذري والنووي وجماعة من العلماء المتأخرين يقولوا: هذا الحديث سكت عنه أبو داود فهو حسن أو فهو صالح للحجة ، لا ، ليس صحيح هذا الفهم ، لماذا ؟! لعلمنا يقينًا أن أبا داود سكت عن أحاديث شديدة الضعف وليست ضعيفة فقط ، بل حكم عليها أقران أبي داود أو من أقران أبي داود كأبي حاتم الرازي وأبي زرعه الرازي ومن جاء بعدهما مثل ابن عدي والدار قطني حكموا علي أحاديث في سنن أبي داود سكت عنها بالنكارة وبالبطلان ، لابد حينئذ من فهم كلام العلماء علي ضوء صنيعهم في كتبهم ، فنحن عندما ننظر إلي سنن الإمام أبي عبدالرحمن النسائي -رحمه الله- نجد أنه خرج لرواة تكلم فيهم كثير من أهل الحديث ومع ذلك فقد أخرج لهم ، ورواة آخرون تنكب الرواية عنهم مثل ابن لهيعة ، عبد الله بن لهيعة: هو أحد الأعلام المصريين لكن ساء حفظه في آخر أربعة سنوات من عمره حدث له اختلاط , فالغريب أو المدهش إن النسائي يطرح الرواية عنه بل لا يسميه أيضًا حتى لم يقبل أن يقول اسمه إنما إذا أراد أن يخرج له مثلًا يقرنه بآخر مثل عمرو بن الحارث مقلًا يقول: مثلًا حدثنا فلان عن فلان يقول مثلًا حدثنا الربيع بن سليمان قال: حدثنا ابن وهب قال: أخبرني عمرو بن الحارث وذكر آخر ، أول ما تري وذكر آخر هذه تعلم أنه ابن لهيعة المكي ، لا يسميه استضعافًا له برغم أنه خرج في سننه أحاديث لمن هو أضعف من ابن لهيعة ، لكن المسألة مسألة اجتهادية كما ذكرت .

* س: يسأل سائل يقول: دخلت المسجد ولم أكن صليت الظهر فوجدتهم يصلون العصر ، فهل أدخل معهم بنية الظهر ثم أصلي العصر ، وإذا دخلت وهم يصلون المغرب ولم أكن صليت العصر ، فماذا أفعل ؟!

ج: أما إذا دخل فوجدهم يصلون العصر وهو لم يصلي الظهر فليصلي العصر معهم ثم يصلي الظهر بعد العصر لقوله -صلى الله عليه وسلم-: «إذا أقيم للصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة» والألف واللام للعهد ويبين أنها للعهد وليس للاستغراق اللفظ الآخر في الحديث: «إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا التي أقيم لها » ، فهو إذا صليت العصر معهم ثم صليت الظهر فهذا هو الأجود ولا يعيد العصر لقوله -صلى الله عليه وسلم-: «لا صلاة في اليوم مرتين» ، ولقوله -صلى الله عليه وسلم-: «إن الله لا ينهاكم عن الربا ثم يأخذه منكم» .

الربا: إن أنت تضعف تزود.

فكيف يقبل منك العصر مرتين وهو إنما فرضه عليك مرة واحدة ؟! 

وذهب أكثر أهل العلم: إلي أنه يصلي معهم بنية الظهر رعاية للترتيب في المسألة ، ثم بعد ذلك يصلي العصر , أقول: إذا فعل ذلك فلا بأس به ولا يضره اختلاف نية الإمام والمأموم ، لماذا ؟! 

لما ثبت في الأحاديث الصحيحة أن معاذ بن جبل كان يصلي العشاء مع النبي -صلى الله عليه وسلم- ثم يأتي قومه فيصلي لهم العشاء فتكون في حق معاذ نافلة ، وتكون في حق قومه فريضة فقد اختلفت نية الإمام مع نية المأمومين ، وكذلك بالعكس حديث أبي ذر الذي رواه مسلم وغيره أنه قال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: «كيف أنت إذا كنت في أمراء يؤخرون الصلاة عن وقتها» ، قال: ماذا أفعل يا رسول الله ؟! قال: «صلي الصلاة لوقتها فإن رجعت وجدتهم يصلونها فصلي معهم ولا تقل إني صليت فلا أصلي» ، إذًا أبو ذر صلي الصلاة الفريضة المفروضة عليه في ذلك اليوم ، وبعد ذلك ذهب إلي شأنه ورجع فوجد القوم يصلون الفريضة وهو صلي الفريضة قبل ذلك فيدخل معهم بنية النافلة ، وقد ورد في بعض ألفاظ هذا الحديث قال له: «ولا تقل إني صليت فلا أصلي» أي لا يحملنك صلاتك قبل ذلك أن تترك الصلاة خلفهم وقال: «صلي واجعلها سبحة» سبحة: أي وجعلها نافلة لك .

كذلك بالنسبة لم يكن صلي العصر ثم دخل فوجدهم يصلون المغرب أنا سألت الشيخ ناصر الدين العكس هكذا الصورة ليست فيها مشاكل ، لماذا ؟! لأنه سيصلي معهم ثلاث ركعات هم سوف يسلموا وهو سوف يقوم ويأتي بالركعة الرابعة سيعتبر أنه مسبوق لا توجد مشاكل في المسألة هذه ، لكن العكس لو كانوا يصلون صلاة المغرب وأنت فاتك صلاة رباعية ليس المغرب مثلًا أو العصر والمغرب أي صلاة رباعية فهو في هذه الحالة لو الإمام يصلي صلاة ثلاثية وأنا سأصلي صلاة رباعية ، يقول الشيخ: أنه يصلي معهم حتى يصل إلي الركعة .

انتهي الدرس الخامس .



الدرس الخامس 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
الدرس الخامس
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الدرس الخامس
» دروس شَهْـر رَمضان ( ثلاثون درسا )
» الدرس الخامس الشكر
» الدرس الرابع
» الدرس الخامس: سحوره صلى الله عليه وسلم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: رســول الله صلى الله عليه وسلم :: كيفيـة صـــلاة الـنبـي-
انتقل الى: