الثالث:
المد اللازم الحرفى المُثقل:
وهو أن يقع بعد حرف المد أو اللين أو بعد حرف اللين سكون أصلى غير مُدغم أى مُخفف فى حرف هجاؤه على ثلاثة أحرف فقط نحو: ص، ق، والعين من فاتحة سورتى مريم والشورى.
والفرق بين اللازم المُثقل واللازم المخفف:
هو بقاء السكون بعد حرف المد فى اللازم المخفف أما فى اللازم المُثقل فنجد حرفاً مُشدداً بعد حرف المد.
والمد اللازم الحرفى دائماً يكون فى أوائل السور وذلك فى ثمان حروف جمعها صاحب التحفة فى قوله: (كم عسل نقص) أو (سنقص علمك).
والحروف المقطعة الموجودة فى أوائل السور أربعة عشر جمعها صاحب التحفة فى قوله:
(صله سحيرًا مَن قطعك).
وتنقسم هذه الحروف إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول:
قسم لا يُمد أصلاً وهو الألف لأن وسطه ليس بحرف مد.
القسم الثانى:
قسم يُمد حركتين وهو خمسة أحرف مجموعة فى لفظ:
(حى طهر) وكل حرف منهما مكون من حرفين ثانيهما حرف مد، فالحاء من (حم) والياء من (يس) و (كهيعص) أول مريم، والطاء والهاء من (طه) والراء من (الر) فى جميع مواضعها.
القسم الثالث:
قسم يمد ست حركات وهى الحروف الثمانية المجموعة فى قوله: (كم عسل نقص)، عدا العين من أول سورتى مريم والشورى، فيجوز فيها التوسط أربع حركات والمد ست حركات، لأن وسطها حرف مد وليس لين والأفضل المد.
ضبط أزمنة المدود
المعيار فى ضبط أزمنة المدود هو القياس بالحركات.
والحركة هى الفترة الزمنية اللازمة للنطق بحرف مفتوح أو مضموم أو مكسور.
وعليه فالحركتان:
هى الفترة الزمنية اللازمة للنطق بحرفين متحركين متتاليين أى أن زمن النطق بقَا:
هو زمن النطق بـ قَ قَ.
مراتب أزمنة المدود:
خمس مراتب لا سادس لها:
القصر:
وهو بمقدار حركتين.
فويق القصر:
ثلاث حركات.
التوسط:
أربع حركات.
فويق التوسط:
خمس.
الطول أو الإشباع:
ست حركات.
فائــــــــدة
وميزان المدود ميزان مرن أى أن طول المد مشتق من سرعة التلاوة، فلو قرأنا بالتحقيق فإن الحركة ستكون ممدودة وبالتالى فإن زمن المدود سيكون أطول؛ فمد أربع حركات فى التحقيق لا يساوى المد بأربع حركات فى التدوير أو الحدر؛ ونفس الكلام مع التدوير والحدر.
تقدير المدود بحركات الأصابع (قبضاً وبسطاً)
هو قياس مُحدث فى المائة الأخيرة ولم تعرفه القرون الأول وهو ميزان غير دقيق لأن سرعة حركة الأصابع قبضاً وبسطاً لا تنضبط من شخص إلى شخص فضلاً عن كونها لا تنضبط فى الشخص الواحد فى مراحل عمره المختلفة فحركة الأصبع قبضاً وبسطاً لدى الشاب تختلف عنها لدى الشيخ تختلف عنها لدى المريض وهكذا، كما أن حركة الإصابع لا تناسب سرعات القرءاة المختلفة لأنها تجعل ميزان المدود واحد فى جميع سرعات القراءة.
تتمة لأنواع المدود
هناك تقسيم أخر لأنواع المدود قسمه العلماء وهو تسعة أنواع لا عاشر لها لا غنى لقارئ القرآن عن معرفتها ولا يضره معرفة غيرها.
وهذه التسعة هى:
المد الطبيعى، مد البدل، مد العوض، المد المتصل، المد المنفصل، مد الصلة، المد اللازم، المد العارض للسكون، مد اللين.
مد العوض
مد العوض له علاقة بالتنوين:
وهو التعويض عن تنوين النصب حالة الوقف بألف تُمد بمقدار حركتين، ويُلحق بالمد الطبيعى:
كتابًا، توابًا، ماءًا، شيئًا، إنشاءاً.
تنبيه:
يستثنى من مد العوض هاء التأنيث، فعند الوقف عليها يُحذف التنوين ويوقف على الهاء الساكنة: وشجرةً، وأمرأةً، جنةً: فهاء التأنيث فى الوصل تاءًا وفى الوقف هاءًا.
وقلنا إنه يُلحق بالمد الطبيعى ولم نقل أنه مداً طبيعياً لأنه عند الوصل يختفى المد ويظهر التنوين ، فالمد يكون حال الوقف فقط ولكن المد الطبيعى ثابت وصلاً ووقفاً.
مد الصلة
تعريف مد الصلة عبارة عن واو صغيرة ملحقة بهاء الضمير إن كانت مضمومة وعبارة عن ياء صغيرة مقلوبة مردودة إلى الخلف إن كانت هاء الضمير مكسورة؛ هو صلة هاء الضمير للمفرد المذكر الغائب بواو إن كانت الهاء مضمومة وبياء إن كانت الهاء مكسورة بشرط أن تقع بين متحركين وإلا فلا صلة.
والصلة هى الهاء التى يُكنّى بها عن الغائب المفرد المذكر: أنهُ، بهِ.
هذه الهاء حركتها دائرة بين الضم والكسر ولا تكون مفتوحة أبداً.
كانت العرب إذا وقعت هذه الهاء بين حرفين متحركين يطولون ضمتها أو كسرتها حتى يتولد من تلك الضمة ومن تلك الكسرة واو مدية أو ياء مدية.
وله نوعان:
صلة صغرى:
إذا لم يقع بعد الهاء همزة نحو: إنه على رجعِهِ لَقادر.
وتُمد بمقدار حركتين.
ويُلحق بالمد الطبيعى:
تطويل هاء أنه حتى يتولد منها واو، وتطويل هاء رجعه حتى يتولد منها ياء.
وقلنا أنه يُلحق بالمد الطبيعى لأنه عند الوقف تختفى تلك الواو المدية والياء المدية.
فالواو والياء لا تظهران إلا حال المد ولكن المد الطبيعى ثابت وصلاً ووقفاً.
صلة كبرى:
إذ وقع بعد الهاء همزة (قطع) نحو: أنه أواب، له أصحاب، به إلا، هذه أنعام.
ويُمد بمقدار المد المنفصل سواءاً بسواء.
الهاء هنا بين متحركين والمتحرك الثانى همزة.
وهاء هذه ليست هاء مفرد الغائب ولكن العلماء يعاملوها معاملة ضمير المفرد المذكر الغائب.
هذه القاعدة تنطبق على القرءان كله برواية حفص عن عاصم.
بإستثناء كلمتين:
1 – كلمة لا ينطبق عليها الشرط وفيها صلة وهى:
ويخلد فيِهِ مُهاناً (سورة الفرقان).
2 – كلمة ينطبق عليها الشرط ولا صلة فيها وهى:
يرضَهُ لَكم (سوره الزمر).
مد اللين
حرفا اللين:
الواو الساكنة المفتوح ما قبلها، والياء الساكنة المفتوح ما قبلها؛ أى الواو والياء الساكنتان المفتوح ما قبلهما نحو: سَوْء، قَوْم، الصَّيْف، اللَّيْل.
وسميا بحرفى اللين لأنهما:
يخرجان بيسر ولين من غير كلفة.
تعريفه:
هو أن يأتى حرف اللين وبعده حرف ساكن سكوناً عارضاً وذلك نحو: خَوْفْ، نَوْمْ، لا ضَيْرْ.
مقدار مده:
يمد بمقدار 2 أو 4 أو 6 حركات لكل القراء.
علاقة المد اللين بالمد العارض للسكون
المد العارض للسكون أكبر أو يساوى مد اللين لكل القراء بمعنى إذ جاء مدين لين وجاء بعده عارض للسكون أو العكس نمده مثله أو أقل منه:
العارض للسكون مد اللين
2 2
4 2 أو 4
6 2 أو 4 أو 6
الياء المدية
كلمات رسمت بحذف حرف العلة وهو الياء عند الوقف عليه إضطرارياً نقف بحذف حرف العلة (وهو الياء) كما رسمت فى المصحف.
أمثلة على الوقف الإختيارى أو الإضطرارى أو الإختبارى.
ما رسم بحذف الياء على نية الوصل
وما أنت بهادِ العمى (الروم 53) ــــ بهـــدْ
من هو صالِ الجحيم (الصافات 163) ــــ صالْ
إن يردنِ الرحمن (يس 23) ــــ يردنْ
فما تغنِ النذر (القمر 5) ــــ تغنْ
وله الجوارِ المنشئات (الرحمن 24) ــــ الجوارْ
الجوارِ الكنس (التكوير16) ــــ الجوارْ
وسوف يؤتِ الله (النساء 146) ــــ يؤتْ
فلا تخشوهم وأخشونِ (المائدة 3) ــــ أخشونْ
ننجِ المؤمنين (يونس 103) ــــ ننجْ
يوم ينادِ المنادى (ق 41) ــــ ينادْ
لهادِ الذين ءامنوا (الحج 54) ــــ لهادْ
بالوادِ المقدس (طه 12) ــــ بالوادْ
على وادِ النمل (النمل 18) ــــ وادْ
من شاطئ الوادِ الأيمنِ (القصص 30) الوادْ.
تركيب المدين المنفصل والمتصل
وذلك برواية حفص عن عاصم من طريق الشاطبية
إذا أتى مد منفصل وبعده مد متصل فإن مددت المنفصل أربع حركات لابد أن تمد المتصل أربع حركات وإن مددت المنفصل خمس حركات لابد أن تمد المتصل خمس حركات من طريق طيبة النشر.
الأوجه الجائزة عند تركيب المدين المنفصل والمتصل وذلك برواية حفص عن عاصم من طريق طيبة النشر: سبعة أوجه:
منفصل متصل
2 4
2 6
3 6
4 4
4 6
5 5
5 6
المد المتصل أكبر من أو يساوى المد المنفصل.
ألقاب المدود
ذكر بعض علماء التجويد ألقاباً كثيرة لأنواع من المدود وهى جميعها لا تخرج عن الأنواع التسعة التى ذكرناها.
مد التمكين
وهو مده لطيفة مقدارها حركتان يؤتى بها وجوباً للفصل بين الواوين فى نحو: ءآمنوا وعملوا، أو الياءين فى نحو: فى يومين، حذراً من الإدغام أو الإسقاط وهو يعتبر من أنواع المد الطبيعى.
وقال بعضهم:
هو كل ياءين أولاهما مشدد مكسور والثانية ساكنة نحو: حُيِّيتم ، النبيِّين، وسُمى مد تمكين لأنه يخرج متمكناً بسبب الشدة.
وكما ذكرنا أنه يعتبر من أنواع المد الأصلى.
مد الفرق
هو عبارة عن الألف التى يؤتى بها بدلاً من همزة الوصل فى (ءآلذكرين) (ءآلله)، (ءآلآن) حالة الإبدال بالمد الطويل، وسُمى بذلك للفرق بين الإستفهام والخبر لأنه لولا المد لتوهم أنه خبر لا إستفهام.
وهو من أقسام المد اللازم الكلمى المثقل أو المخفف.
قد يهمك أيضاً:
مخارج الحروف العربية وصفاتها والأخطاء الشائعة فى نطقها
علم التجويد لغة وإصطلاحاً، حكمه، ثمرته، فائدته
مذاهب العلماء فى مخارج الحروف وشرح وافى لمخارج الحروف
حكم التعوذ والبسملة وأوجه التعوذ والبسملة
المثلان والمتقاربان والمتجانسان والمتباعدان.
http://waytoalgannawaytoallah.blogspot.com/2012/05/blog-post_6774.html
موقع منهاج المسلم.