بسم الله الرحمن الرحيمالمُشَوِّقُ إِلَى القِرَاءَةِ وَطَلبِ العِلْمكتاب إلى مَن كسلت نفسه، وفتر عزمه، وضعف تحصيله، فهو يبعث على الأمل، ويُجدِّدُ النشاط، ويُعلِي الهمَّة، فطالب العلم يحتاج بين فترة وأخرى إلى ما يُقوي عزيمته التي ضعفت ونشاطه الذي قل وهمته التي تدنت، لذلك ألَّف بعض أهل العلم كتباً لذلك، مثل عُلو الهمة لمحمد إسماعيل المقدم حفظه الله، وكتاب المشوق إلى القراءة وطلب العلم، لمؤلفه د.علي العمران الذي لاقى قبول بين أهل العلم وطلبته.
فقد أثنى عليه د.إبراهيم السماري و أ.عبد الرحمن العسكر والشيخ محمد الأيوبي، وقد كتبت به القصائد.
فقال الشاعر:يا سيد شوقتنا بمشوق بستان عرفان حوى ألوانًا.
وقال عنه القارئ ناصر القطامي: قراءته فشعرت بعده بنهم للقراءة.
وقد ألفه المؤلف بعد الاطلاع على ألاف الصفحات.
وقد انتقاه من 162 كتاب جمعها في صفحات قليلة لم تتجاوز 144 ورقة فهو كتاب لم يطنب فيه المؤلف وقد أجاد بتنسيقه وترتيبه وكان موفق في تعليقاته.
واكتب لك نذراً يسيراً مما ذُكر في الكتاب ومقتطفات تكون دافع لك لقراءة الكتاب:1. قصة حافظ المغرب الأوسط ورحالته محمد أحمد الجزائري:كان رحمه الله مشهور بقوة الحافظة وسعة الاطلاع فاتُهم، فاجتمع جماعة من تلاميذه فرَكَّبُوا اسمًا نطق كل واحد منهم بحرف منه وجعلوه اسمًا لملك، وسألوا الشيخ عنه، فأملى لهم ترجمته وسيرته وأعماله فاتفقوا أن الشيخ كاذب، ولما طالت المدة وقف أحدهم على الاسم والسيرة في كتاب تاريخي على نحو ما كان أملاه الشيخ فعلموا أنه كان صادقاً وهم مقصرون متهمون للشيخ مما هو منه بريء.
2. نقل وصايا لأهل العلم تسطر بماء العين التي كانت حصيلة تجربة وخبرة وهذا طرف منها:أ. قال النووي: "مذاكرة حاذق في الفن ساعة أنفع من المطالعة والحفظ ساعات بل أياما".
ب. قال أيضا: "ولا يحتقرن فائدة يراها أو يسمعها في أي فن كانت بل يُبَادر إلى كتابتها ثم يُواظب على مطالعتها".
ج. وصية العلامة محمد عثمان الحنبلي للعلامة عبد القادر بن بدران قال:"أنك إذا قرأت كتاباً فلا تفكر بالعودة إليه مرة أخرى لأن هذا الشعور سيؤدي بك إلى التفريط في فوائد كثيرة أملاً في استيفائها في القراءة الثانية".
فقد ذكر عن بعض أهل العلم مثل الحافظ ابن حجر تحسره على عدم تقييده لبعض الفوائد، وكيف أن حفاظ الإسلام مثل الشافعي والبُخاري قد قيَّدوا الفوائد مع مكانتهم.
3. ذكر جلد أهل العلم في الطلب والقراءة مما يبعث على الاستغراب وهذا طرف منها:أ. قال القاضي عياض: "عن ابن التبان أنه درس كتاب المدونة ألف مرة".
ب. وقال ابن بشكوال: "عن أبي بكر بن عطية أنه كرَّر صحيح البخاري سبع مئة مرة".
4. بعض المقولات التي تُشجع وتُزيد طالب العلم حرصاً على الطلب:أ. قال ابن الأعرابي:لنا رفقـــــاء ما نمـــــل حـديثـهم البَاء مأمونون غيباً ومشهداً
يفيدوننا من علمهم علم ما مــضى وعقلاً وتأديباً ورأياً مسدداً
بلا فتنة تخشى ولا سوء عشــرة ولا نتقي منهم لساناً ولا يداً
فإن قلت أموات فلا أنت كاذب وإن قلت أحيــــاء فلست مفنداً
ب. عن نعيم بن حماد قال:"كان ابن المبارك يُكثر الجُلوس في بيته فقيل له ألا تستوحش؟
فقال كيف استوحش مع رسول الله وأصحابه".
فكان رحمه يعكف على الحديث منقطعاً عن الناس.
ج. سُئِلَ إمام زمانه أحمد بن حنبل إلى متى تطلب العلم؟ قال: "من المحبرة إلى المقبرة".
5. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "منهومان لا يشبعان طالب علم وطاب دنيا" أخرجه الحاكم و البيهقي.
وهذا غيض من فيض، الكتاب ماتع وفيه من اللفتات والفوائد ما يحتاج إليه طالب العلم.
في الختام:هذه النبذة عن الكتاب أرجو أن يكون قد حاز على اهتمامكم وأن يبارك فيه ويكون عونًا لكم ومُعيناً على طلب العلم، ونتقبل ملاحظاتكم ولا تنسنى من دعائك في ظهر الغيب وصلى اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين وصحبه الغر الميامين.