الشيخ عثمان الشمعة
هو عثمان بن محمد بن رجب الشمعة
ولد بدمشق سنة 1080هـ/1669م, ويلقب بأبي المجد نور الدين.
اشتغل بطلب العلم على جماعة من علماء عصره الأجلاء, وكان من أساتذته الشيخ إسماعيل المفتي, نجم الدين الفرضي, حسن المنير, حمزة الدومي مدرس المدرسة اليونسية, عبد القادر العمري, العلامة الشيخ عبد الغني النابلسي, العلامة الشيخ أبو المواهب الحنبلي الذي أخذ عنه علم القراءات, وأخذ علم الفلك عن خليل الموصلي, والفقه والمنطق عن إلياس الكردي الكوراني إمام مسجد العداس, والأصول عن الشمس ابن الطويل, والنحو عن ابن الحايك الحنفي المفتي, والطريق الخلوتي عن الحسيني الشافعي.
وصار له التمكن الكامل في أنواع العلوم, إضافة لما له من ذهن ثاقب وذكاء مفرط, قام بالتدريس في الجامع الأموي لأكثر من عشر سنوات, كما كان إماماً وواعظاً لجامع السنانية في محلة باب الجابية, كان يجلس للوعظ في جامع السنانية عقب صلاة الجمعة, وعلى ذلك ضمانة في الوقف تبلغ أربعين عثمانية, أقبل عليه الطلبة من كل حدب وصوب, فقد كان يقرأ في أكثر من عشرة من العلوم وفي أصول الدين والفقه وأصوله والفرائض والحساب والفلك والجبر والنحو والصرف والمعاني والبيان والبديع والحديث والمنطق, كما كان بارعاً في التفسير والقرآن.
كان يجلس للتدريس من طلوع الشمس إلى الظهر غالباً, صيفاً وشتاءً, لا يضجر ولا يقوم من مجلسه حتى إذا جئته في أخر النهار عند نهاية الدروس وجدته في غاية النشاط وكانت هذه الحالة تعد من كراماته.
حج لبيت الله الحرام عام 1692م وكان في الرابعة والعشرين من عمره, وفي عام 1693م اختاره العلامة عبد الغني النابلسي مع ستة من تلاميذه للمشاركة في رحلته الكبرى في أرجاء البلاد الشامية وفلسطين ومصر والحجاز.
تتلمذ على يده بعض المشاهير منهم الشيخ إسماعيل العجلوني الذي تعلم منه الفقه والأصول, والشيخ محمد الغزي الذي تعلم منه النحو والفقه, والشيوخ أسعد المنير, أسعد الطويل, سعدي العمري, إبراهيم البهنسي, حسين البيتماني, عبد الغني بن رضوان, ومصطفى البكري, وقد سمعوا منه كتبً عدة, وكذلك الشيخ كمال الغزي والشيخ إسماعيل بن العلامة عبد الغني النابلسي.
وصفه المرادي بقوله:
(الإمام العلامة الحبر المفنن النحرير, رزقه الله تعالى الخلق الرضي والديانة التامة والعفة الكاملة والإنجماع عن الناس والقناعة بما رزق وطهارة اللسان), وقال عنه تلميذه كمال الغزي: (كان فرداً من أفراد العالم فضلاً وذكاءً وجلالة ونبلاً).
لُقب بسيبويه زمانه وبأحد العثامنة الأربع, وذلك نسبةً لوجود أربعة علماء دين في وقت واحد أسمهم عثمان وهم:
عثمان الشمعة, عثمان القطان, عثمان النحاس, عثمان بن حمودة.
توفي رحمه الله في دمشق بمرض الاستسقاء ليلة الثلاثاء 19/صفر / 1126هـ الموافق 6/3/ 1714م وصلّي عليه في الجامع الأموي ضمن جمع كبير كما قال تلميذه كمال الغزي الذي حضر الصلاة, ومرّ موكب جنازته بجامع سنان باشا, ثم تربة الباب الصغير حيث دفن هناك قرب ضريح أوس بن أوس الثقفي, ويعتقد أن قبره الآن هو الذي يحمل الرقم ( 2495) ومدفون به كل من سليم أفندي الشمعة, صبحي بن سليم, عثمان بن صبحي, وليد بن عثمان.
رحمهم الله.