أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: من السلسلة الضعيفة للإمام الألباني (1) الأحد 20 يونيو 2010, 5:30 am | |
| " الدين هو العقل, ومن لا دين له لا عقل له ". قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 53 ): باطل. أخرجه النسائي في " الكنى " وعنه الدولابي في " الكنى والأسماء " ( 2 / 104 ) عن أبي مالك بشر بن غالب بن بشر بن غالب عن الزهري عن # مجمع بن جارية عن عمه # مرفوعا دون الجملة الأولى"الدين هو العقل" وقال النسائي: هذا حديث باطل منكر. قلت: وآفته بشر هذا فإنه مجهول كما قال الأزدي, وأقره الذهبي في "ميزان الاعتدال في نقد الرجال" والعسقلاني في"لسان الميزان". وقد أخرج الحارث بن أبي أسامة في مسنده ( ق 100 / 1 ـ 104 / 1 ـ زوائده ) عن داود بن المحبر بضعا وثلاثين حديثا في فضل العقل, قال الحافظ ابن حجر: كلها موضوعة, ومنها هذا الحديث كما ذكره السيوطي في "ذيل اللآليء المصنوعة في الأحاديث الموضوعة" (ص 4 - 10) ونقله عنه العلامة محمد طاهر الفتني الهندي في "تذكرة الموضوعات" (ص 29 - 30). وداود بن المحبر قال الذهبي: صاحب " العقل " وليته لم يصنفه, قال أحمد: كان لا يدري ما الحديث, وقال أبو حاتم: ذاهب الحديث غير ثقة, وقال الدارقطني: متروك, وروى عبد الغنى بن سعيد عنه قال: كتاب " العقل " وضعه ميسرة بن عبد ربه ثم سرقه منه داود بن المحبر فركبه بأسانيد غير أسانيد ميسرة, وسرقه عبد العزيز بن أبي رجاء, ثم سرقه سليمان بن عيسى السجزي. ومما يحسن التنبيه عليه أن كل ما ورد في فضل العقل من الأحاديث لا يصح منها شيء, وهي تدور بين الضعف والوضع, وقد تتبعت ما أورده منها أبو بكر بن أبي الدنيا في كتابه " العقل وفضله " فوجدتها كما ذكرت لا يصح منها شيء, فالعجب من مصححه الشيخ محمد زاهد الكوثري كيف سكت عنها? ! بل أشار في ترجمته للمؤلف ( ص 4 ) إلى خلاف ما يقتضيه التحقيق العلمي عفا الله عنا وعنه. وقد قال العلامة ابن القيم في " المنار " ( ص 25 ): أحاديث العقل كلها كذب. وانظر الحديث ( 370 و 5644 ). "من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم يزدد من الله إلا بعدا" قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 54 ): باطل. وهو مع اشتهاره على الألسنة لا يصح من قبل إسناده, ولا من جهة متنه. أما إسناده فقد أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3 / 106 / 2 مخطوطة الظاهرية ) والقضاعي في " مسند الشهاب" ( 43 / 2 ) وابن أبي حاتم كما في " تفسير ابن كثير " ( 2 / 414 ) و" الكواكب الدراري " ( 83 / 2 / 1 ) من طريق ليث عن طاووس عن # ابن عباس #. وهذا إسناد ضعيف من أجل ليث هذا ـ وهو ابن أبي سليم ـ فإنه ضعيف, قال الحافظ ابن حجر في ترجمته من " تقريب التهذيب ": صدوق اختلط أخيرا ولم يتميز حديثه فترك. وبه أعله الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 1 / 134 ). وقال شيخه الحافظ العراقي في " تخريج الإحياء " ( 1 / 143 ): إسناده لين. قلت: وقد أخرجه الحافظ ابن جرير في تفسيره ( 20 / 92 ) من طريق أخرى عن ابن عباس موقوفا عليه من قوله, ولعله الصواب وإن كان في سنده رجل لم يسم. و رواه الإمام أحمد في كتاب " الزهد " ( ص 159 ) و الطبراني في " المعجم الكبير " عن # ابن مسعود # موقوفا عليه بلفظ : " من لم تأمره الصلاة بالمعروف وتنهاه عن المنكر لم يزدد بها إلا بعدا " . وسنده صحيح كما قال الحافظ العراقي , فرجع الحديث إلى أنه موقوف , ثم رأيته في معجم ابن الأعرابي قال ( 193 / 1 ) , أنبأنا عبد الله ـ يعني ابن أيوب المخرمي ـ أنبأنا يحيى بن أبي بكير عن إسرائيل عن إسماعيل عن # الحسن #قال : لما نزلت هذه الآية *( إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر )* ( العنكبوت : 45 ) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ... فذكره . وهذا مرسل , وإسماعيل هو ابن مسلم , فإن كان أبا محمد البصري فهو ثقة , وإن كان أبا إسحاق المكي فهو ضعيف , لكن قال الحافظ العراقي : رواه علي بن معبد في كتاب " الطاعة و المعصية " من حديث الحسن مرسلا بإسناد صحيح . قلت : يعني أن إسناده إلى الحسن صحيح , و لا يلزم منه أن يكون الحديث صحيحا لما عرف من علم " مصطلح الحديث " أن الحديث المرسل من أقسام الحديث الضعيف عند جمهور علماء الحديث, ولا سيما إذا كان من مرسل الحسن وهو البصري، قال ابن سعد في ترجمته: كان عالما جامعا رفيعا ثقة... ما أرسله فليس بحجة. وحتى إنه لو فرض أن الحسن وصل الحديث وأسنده ولم يصرح بالتحديث أو بسماعه من الذي أسنده إليه كما لو قال : عن سمرة أو عن أبي هريرة لم يكن حديثه حجة , فكيف لو أرسله كما في هذا الحديث ? ! قال الحافظ الذهبي في " ميزان الاعتدال ": كان الحسن كثير التدليس, فإذا قال في حديث عن فلان ضعف احتجاجه ولا سيما عمن قيل: إنه لم يسمع منهم كأبي هريرة ونحوه, فعدوا ما كان له عن أبي هريرة في جملة المنقطع . على أنه قد ورد الحديث عن الحسن من قوله أيضا لم ينسبه إلى النبي صلى الله عليه وسلم , كذلك أخرجه الإمام أحمد في " الزهد " ( ص 264 ) و إسناده صحيح , وكذلك رواه ابن جرير ( 20 / 92 ) من طرق عنه وهو الصواب. ثم وجدت الحديث في " مسند الشهاب " ( 43 / 2 ) من طريق مقدام بن داود قال: أنبأنا علي بن محمد بن معبد بسنده المشار إليه آنفا عن الحسن مرفوعا, ومقدام هذا قال النسائي: ليس بثقة, فإن كان رواه غيره عن علي بن معبد وكان ثقة فالسند صحيح مرسلا كما سبق عن العراقي و إلا فلا يصح. وجملة القول أن الحديث لا يصح إسناده إلى النبي صلى الله عليه وسلم و إنما صح من قول ابن مسعود و الحسن البصري , و روي عن ابن عباس. ولهذا لم يذكره شيخ الإسلام ابن تيمية في " كتاب الإيمان " ( ص 12 ) إلا موقوفا على ابن مسعود وابن عباس رضي الله عنهما. وقال ابن عروة في " الكواكب ": إنه الأصح. ثم رأيت الحافظ ابن كثير قال بعد أن ساق الحديث عن عمران بن حصين وابن عباس وابن مسعود والحسن مرفوعا: والأصح في هذا كله الموقوفات عن ابن مسعود وابن عباس والحسن وقتادة والأعمش وغيرهم. قلت: وسيأتي حديث عمران في المائة العاشرة إن شاء الله تعالى وهو بهذا اللفظ إلا أنه قال : " فلا صلاة له " بدل " لم يزدد عن الله إلا بعدا " وهو منكر أيضا كما سيأتي بيانه هناك بإذن الله تعالى فانظره برقم ( 985 ). وأما متن الحديث فإنه لا يصح , لأن ظاهره يشمل من صلى صلاة بشروطها وأركانها بحيث أن الشرع يحكم عليها بالصحة وإن كان هذا المصلي لا يزال يرتكب بعض المعاصي, فكيف يكون بسببها لا يزداد بهذه الصلاة إلا بعدا? ! هذا مما لا يعقل ولا تشهد له الشريعة, ولهذا تأوله شيخ الإسلام ابن تيمية بقوله: وقوله " لم يزدد إلا بعدا " إذا كان ما ترك من الواجب منها أعظم مما فعله, أبعده ترك الواجب الأكثر من الله أكثر مما قربه فعل الواجب الأقل. وهذا بعيد عندي, لأن ترك الواجب الأعظم منها معناه ترك بعض ما لا تصح الصلاة إلا به كالشروط والأركان, وحينئذ فليس له صلاة شرعا, ولا يبدو أن هذه الصلاة هي المرادة في الحديث المرفوع والموقوف, بل المراد الصلاة الصحيحة التي لم تثمر ثمرتها التي ذكرها الله تعالى في قوله: (إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر) (العنكبوت: 45) وأكدها رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قيل له : إن فلانا يصلي الليل كله فإذا أصبح سرق ! فقال: " سينهاه ما تقول أو قال : ستمنعه صلاته " . رواه أحمد والبزار والطحاوي في "مشكل الآثار" (2 / 430) والبغوي في حديث علي بن الجعد (9 / 97 / 1) وأبو بكر الكلاباذي في "مفتاح معاني الآثار" (31 / 1 / 69 / 1) بإسناد صحيح من حديث أبي هريرة. فأنت ترى أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن هذا الرجل سينتهي عن السرقة بسبب صلاته - إذا كانت على الوجه الأكمل طبعا كالخشوع فيها و التدبر في قراءتها - ولم يقل: إنه " لا يزداد بها إلا بعدا " مع أنه لما ينته عن السرقة. ولذلك قال عبد الحق الإشبيلي في "التهجد" (ق 24 / 1): يريد عليه السلام أن المصلي على الحقيقة المحافظ على صلاته الملازم لها تنهاه صلاته عن ارتكاب المحارم والوقوع في المحارم. فثبت بما تقدم ضعف الحديث سندا ومتنا والله أعلم . ثم رأيت الشيخ أحمد بن محمد عز الدين بن عبد السلام نقل أثر ابن عباس هذا في كتابه " النصيحة بما أبدته القريحة " ( ق 32 / 1 ) عن تفسير الجاربردي وقال: ومثل هذا ينبغي أن يحمل على التهديد لما تقرر أن ذلك ليس من الأركان والشرائط ثم استدل على ذلك بالحديث المتقدم: " ستمنعه صلاته " واستصوب الشيخ أحمد كلام الجاربردي هذا وقال: لا يصح حمله على ظاهره, لأن ظاهره معارض بما ثبت في الأحاديث الصحيحة المتقدمة من أن الصلاة مكفرة للذنوب, فكيف تكون مكفرة ويزداد بها بعدا? ! هذا مما لا يعقل! ثم قال: قلت: وحمل الحديث على المبالغة والتهديد ممكن على اعتبار أنه موقوف على ابن عباس أو غيره وأما على اعتباره من كلامه صلى الله عليه وسلم فهو بعيد عندي والله أعلم . قال: ويشهد لذلك ما ثبت في البخاري أن رجلا أصاب من امرأة قبلة فذكر للنبي صلى الله عليه وسلم فأنزل الله تعالى: ( إن الحسنات يذهبن السيئات )*. ثم رأيت شيخ الإسلام ابن تيمية قال في بعض فتاواه: هذا الحديث ليس بثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم لكن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر كما ذكر الله في كتابه, وبكل حال فالصلاة لا تزيد صاحبها بعدا, بل الذي يصلي خير من الذي لا يصلي وأقرب إلى الله منه وإن كان فاسقا. قلت: فكأنه يشير إلى تضعيف الحديث من حيث معناه أيضا وهو الحق وكلامه المذكور رأيته في مخطوط محفوظ في الظاهرية ( فقه حنبلى 3 / 12 / 1 - 2 ) وقد نقل الذهبي في " الميزان" ( 3 / 293 ) عن ابن الجنيد أنه قال في هذا الحديث: كذب وزور. |
|